المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أغنية الصباح أنموذج للأغنية الحديثة في ليبيا


زياد العيساوي
03/01/2009, 16h38
حتى ثمانينيات القرن الفائت ، كان لأغنية الصباح في ليبيا صدى ووقع طيبان ، من حيث كم الأعمال المُنتَجة محلياً بالنسبة للأعمال العاطفية ، إذا ضمّمنا أغنية الصباح إلى الأغنية الاجتماعية و الإنسانية ، إلا أنها مؤخراً ، باتت تعاني من إهمال ، وإن قُدِّمت فعلى احتشام ، و لكي تستجلي ذلك ، ما عليك إلا أن تُفرّغ ذاتك ، ذات صباح مشرق للاستماع و الاستمتاع بالأنغام المُقدَّمة عادةً عبر المذياع الليبي ، بما في ذلك القنوات المُستحدَّثة أخيراً ، فسوف تجدها تعود إلى تلك الفترة الذهبية و الزاهرة و ما قبلها من زمن الغناء البديع ، بالإضافة إلى الأغاني الصباحية العربية .


غير أنّ ما يهمنا ها هنا ، أنّ هذه الأغنيات تُذاع جنباً إلى جنب ، مع أغاني كبار الفنانين العرب ذات الصلة الفنية من حيث المضمون الغنائي ، كسيدة الغناء العربي " أم كلثوم " التي من أبرز أعمالها في هذا الشان ، أغنية " يا صباح الخير يللي معانا " و كذلك أغاني السيدة " فيروز " التي ألمعها أغنية " عم بتضوي الشمس " و نغم آخر بعنوان " شتّي يا دنيا " الذي غالباً ما يُبثُّ في الصباحات الشتوية ، و غيرهما من فنانين و فنانات عرب، مثل " إحسان صادق " و " ليلى جمال" و كثيرين آخرين ، لا يتسع المجال من هذا المقال لذكرهم .

و هم إذ تُقدَّم أعمالهم الغنائية (أقصد الفنانين الليبيين) مع أعمال هؤلاء الفنانين العرب العمالقة ، فذلك يجعلني أصفهم ، بل أني أصنـّفهم ضمن قائمة أفضل الأصوات ، التي عرفتها الساحة الفنية الليبية في الأعوام الخمسين المنصرمة ، مثل: " نوشي خليل " بأغنيته الشهيرة " نهارك زين يا امصبح " و " نوري كمال " بعمله المعروف " صبّح عليك الورد " و " مصطفى حمزة " بنغم " يا صباح الخير يا بلادي " و " أحمد سامي " بعمل رائع جداً عنوانه "الله ايصبحك بالخير".

و في الحقيقة ، لست في وارد ذكر و إحصاء هذه الأعمال و مُغنيها ، لكني أحبُّ أنْ أبرز لكم ، أنّ هناك من الفنانين من لديه أكثر من أغنية واحدة تغنى فيها بالصباح ، ففنان كالراحل " خالد سعيد " لا يمكن تجاهله حين ذكر هذا النمط الغنائي ، لأنّ لديه ما لا يقل عن أغنيتين ، أذكر منها ، أغنية " الشمس وزعت نورها ع الغابة" و " يا صباح الخير يا عبدالله " و كذلك الفنان " أحمد كامل" يساويه على ما أعتقد في العدد ، و تعنّ على بالي أغنيتاه " طالعين في الصباح طالعين " و " يا متوكل على باب الله" لكن نصيب الأسد من هذه الأغاني ، قد حظيّ به الفنان الكبير " محمد رشيد " بعدة أغنيات من ضمنها ، التاليات : " ضحكت شمس نهارنا " و " يوم أبيض نوّر " و "يا وردة البستان " .

و لأني لا أدّعي الإلمام و الإحاطة ، أقول ربما يكون هناك أكثر من عمل غنائي آخر لمحمد رشيد ، و ربما ثمة من يدانيه من الفنانين في كم الأعمال التي تغنى فيها بالصباح .

و قبل أن أنتهي من هذه الفقرة ، عليّ أن أنوّه إلى عملين غنائيين في قمة الروعة ، هما للفنان الراحل " محمود أكريّم " بهذين العنوانين: " اليوم صبحنا يا محلاه " و قصيدته " أقبل الصبح أنيقاً " و كلاهما من تلحين الفنان "علي ماهر".

و لعلّ ما يميز ظروف تسجيل هذه الأغاني ، هو أنها لا تسجل إلا داخل حجرات التسجيل ، و لا تُقدَّم في الحفلات الساهرة ، لتعليل بسيط ، يتصل ربما بمضمونها المُتغني بالصبح أساساً ، بيد أنّ مضامين هذا النمط الغنائي ، لا يمكن تقديمها إلا في الساعات الأولى لافتتاح برامج الإذاعة صباحاً ، و هذا ما يتنافى مع كلمات ما يصدح به المغنون في الحفلات الساهرة و المباشرة ، باستثناء عملين غنائيين رائعين يمكن تقديمهما في الليل ، و مع ذلك فهما يحسبان على أغاني الصباح ، لكون مضمون كل منهما فيه دعوة للنوم ، والعملان هما: " تصبح على خير " للموسيقار " فريد الأطرش " و "يللا اتنام " للسيدة " فيروز " و هي تهدهد طفلتها " ريمة " فلهذه الظروف ، التي لا تجعل لكل أغنية صباحية إلا نسخة واحدة مسجلة ، هي التي يقف المطرب للمرة الأولى و الأخيرة ، في غرفة التسجيل أمام لاقط الصوت ، فلهذه الظروف المجتمعة ، يحرص صانعو العمل الغنائي الصباحي " إن صحّ التعبير " على إخراجه في أحسن حال و حُلَّة ، و على أن يُعمِّرَ في ذائقة المستقبل له ، جيل وراء جيل، حتى يتخلد ، و يصبح تراثاً يضاف إلى موروث الشعب .

أما عن خصائص أغنية الصباح بصفة عامة ، فهي تختلف عن الأغنية العاطفية و الوطنية أيضاً ، التي أعتبرها هي و الأولى ، من بنات جنس غنائي واحد ، هو الغناء الإنساني ، من حيث زمن الأغنية ، إذ لا يتجاوز في أغنية الصباح الخمس دقائق فقط ، بعكس القصائد العاطفية و الملاحم الوطنية ، التي قد تناهز الساعة من الزمن في أحوال كثيرات ، ذلك لقصر أبياتها التي لا تربو على مطلع و " كوبليهين " أثنين و كفى .

فيا ليت أغانينا كلها مثل أغنية الصباح لدينا ، لكون الأخيرة صالحة استماعاً لأي زمان و مكان وتبعد عن الأقليمية ، كما هي أغنية الصباح في أي قطر عربي ، فسوف لن تجد أية أغنية مموسقة على أي لحن شعبي ، قد تـُعرف به أية مدينة عن أخرى ، و لا أي قطر عن آخر ، فقد توخى فنانونا و كما أسلفت قبلاً ، ضرورة أن يعيش العمل الغنائي الصباحي في ذائقة المستمع إلى أطول فترة ممكنة ، ليصبح " لحن الخلود " و هذا ما تمّ تماماً ، بإغناء هذا الغناء بأجمل و أكمل و أبلغ و أصدق الجمل الموسيقية و اللحنية ، التي تبث في النفس روح النشاط و الحيوية و العمل و محبة الوطن و الناس ، و لك أن تستمع إلى قصيدة " أقبل الصبح أنيقاً " للمطرب و المنشد الليبي الراحل " محمود أكريّم " و هو يتغنى بهذه الكلمات الصباحية للشاعر " محمد بلحاج " :


أقبل الصبح أنيقاً ** وشدا الطير طليقاً
وانتشى الكون يغني ** نغماً حلواً رقيقاً
أشرق الصبح عطايا ** للبُناة العاملين
في المصانع في المعامل ** في المزارع دائبين
يا بناة المجد هيا ** اصنعوا صنع الجدود
بؤوا ليبيا مكاناً ** فوق أجواز الخلود
هذه الشمس تجلت ** أيقظت فينا الحياة
ازحفوا للشمس و ابنوا ** انهضوا يكفي السُّبات


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ
زياد العيساوي ـ بنغازي(ليبيا) 2 / 12 / 2008

الأمل بالله
19/02/2009, 08h05
اخي زياد :

كم ترددت هذه الاغاني عبر الراديو عند ذهابننا للمدرسة والجامعة صباحا ،لدرجة اني حفظتها من كثر مااسمعها


هي اغاني تبعث على التفاؤل تجعلك تشعر بان الصبح بداية جديدة



شكرا لك اخي