المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ذكرى وفاة فريد الاطرش


benhmouda
01/01/2009, 19h08
سنة مرت على رحيله:34
ا
فريد الأطرش مازال خالدا بفنه وأفلامه

Bas du formulaire

أربع وثلاثون سنة مرت على رحيل الموسيقار فريد الأطرش، ولا يزال حاضرا في الوجدان العربي بألحانه وصوته الذي ـ على رغم حزنه ـ زرع الفرح في نفوس الملايين. ففي 26 ديسمبر 1974 انقطعت أوتار عوده وسكت شدو البلابل في صوته في صباح ذلك اليوم صحا العالم العربي ينعى الفنان الكبير الذي أحبه...
ومثلما كانت حياة فريد زاخرة بالألحان، كانت مليئة بالحكايات، حكايات بدأت تنسج خيوطها من السويداء ثم اكتملت في لبنان ومصر.
ولد فريد الأطرش سنة 1917 (وهناك رواية تحدد ميلاده سنة 1915) في بلدة القرية قرب مدينة السويداء بجبل الدروز ـ سوريا وينحدر من آل الأطرش وهم سلالة الامير فخرالدين المعنى التي نزحت من جنوب الجزيرة العربية واستقرت في لبنان ثم نزح معظمهم الى جبل الدروز في سوريا، أين تزوج والده فهد فرحان اسماعيل الاطرش ثلاث مرات الاولى من طرفة الاطرش ثم علياء المنذر والدة فؤاد وفريد وآمال (اسمهان) وميسرة الاطرش.
عانى فريد الاطرش حرمان رؤية والده ومن اضطراره الى التنقل والسفر منذ طفولته، وبعد الاستعمار الفرنسي للجبل وانطلاق مقاومة الدروز لذلك، انتقل فريد رفقة والدته وشقييه فؤاد واسمهان الى لبنان ثم القاهرة، وهناك عاشوا في حجرتين صغيرتين، التحق فريد بإحدى المدارس الفرنسية لكنه اضطر الى تغيير اسم عائلته فاستعارت له أمه اسم «كوسا» وهذا ما كان يضايقه كثيرا، وذات يوم زار المدرسة السيد هوواين فأعجب بغناء فريد وراح يشيد بعائلته (الاطرش) أمام الأساتذة الفرنسيين مما سبب طرده من المدرسة، بعدها التحق بمدرسة الدرم الكاثوليك، وحرصت والدته على بقائه في المدرسة غير ان زكي باشا أوصى به مصطفى رضا في دخوله معهد الموسيقى نظرا لموهبته في العزف على آلة العود فتم قبوله الى جانب المعهد أصبح يعمل بمحلات بلاتشي يوزع الطلبات على متن دراجة من أجل إعالة أسرته.
وبعد ان التقى بفريد غصن والمطرب ابراهيم حمودة الذي طلب منه الانضمام الى فرقته للعزف على العود ثم اهتدى الى بديعة مصابني التي ألحقته بمجموعة المغنين ونجح في اقناعها بالغناء وحده، لكن عمله هذا لم يكن يدر عليه المال اللازم، بل كانت أموره المالية تتدهور، وأتت الفرصة لدخول الاذاعة بعد ان التقى مديرها مدحت عاصم الذي طلب منه العزف على العود للاذاعة مرة في الاسبوع فاستشاره في الغناء فوافق على ان يتقدم أمام اللجنة فغنى أغنية الليالي والموال ليبدأ في تسجيل أغنياته المستقلة، حيث سجل «يا ريتني طير» كلمات وألحان يحيى اللبابيدي فأصبح يغني في الاذاعة مرتين في الاسبوع.
بعد ذلك استعان بفرقة موسيقية تتكون من أشهر العازفين احمد الحفناوي ويعقوب طاطيوس وزودها بآلات غربية اضافة الى الآلات الشرقية وسجل أغنيته الاولى وألحقها بثانية «با حب من غير أمل».
حكايات كبيرة ومثيرة
ما بين مصر ولبنان وسوريا كانت لفريد حكايات كثيرة، بعد ان أصبح فنانا مرموقا، لم تنقطع صلته ببلده سوريا من خلال الزيارات واقامة الحفلات ومن حفلاته المشهورة حفلة ملعب العباسيين في دمشق في مطلع السبعينات من القرن الماضي. واثناء الحفلة نفذت الطائرات الاسرائيلية غارة على مطار المزه. ووصلت أصوات الانفجارات الى الملعب فهاجت الجماهير وسارعت الى الهرب فوقف فريد بكل رباطة جأش وخاطب الجمهور قائلا: «الجبان من يهرب والشجاع من يبقى ونحن سنبقى هنا».
وعندما سمع الجمهور كلامه عاد الى الملعب لمتابعة السهرة. وكان من بين الحاضرين العماد مصطفى طلاس وبعد الحفلة قال لفريد: «أردت الذهاب لمعرفة ما حدث ولكن عندما قلت عباراتك لم أستطع المغادرة، وبعثت من ينوب عني».
آثر فريد الموت على المسرح على الهرب والاختباء، وهذه واحدة من زياراته الكثيرة لسوريا.
العلاقة الخالدة بين الزعيم والموسيقار
لفريد أيضا مع لبنان حكايات كثيرة وأولى هذه الحكايات كانت في بداية عهد الزعيم الخالد جمال عبد الناصر، حيث زار الرئيس اللبناني كميل شمعون مصر وقبل بدء الزيارة بأيام جاء أنور السادات الى فريد وأخبره انه بمناسبة هذه الزيارة ستقام حفلة فنية في سينما قصر النيل وأنهم كانوا قد أعطوا محمد عبدالوهاب كلمات ترحيبية بالرئيس شمعون ليلحنها ويغنيها في الحفلة، لكنه لم يقم بوضع اللحن وطلب منه أن يلحنها فاتصل فريد ببيرم التونسي مؤلفها وأخذ النص وخلال يومين كانت الاغنية جاهزة وقدمها أثناء السهرة ومطلعها: «مرحب مرحب مرحبتين، بالمهجة والنور والعين بقدومك يا أعز حبيب، فرحة وتمت للقطرين» وبعد أن انتهى من وصلته صافحه الرئيس شمعون ومنحه وسام الاستحقاق اللبناني.
وعندما كان فريد يتعرض الى مضايقات او انزعاجات في مصر، كان يجد في لبنان ملاذه الآمن. في ربيع 1970 كان فريد في الكويت يحيي حفلة فوصله ان جمال عبد الناصر منح وشاح النيل لكل من أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب، فحزن كثيرا وسافر الى لبنان حيث أقام هناك وعندما علم الزعيم الخالد أرسل يطلب منه العودة الى القاهرة ومنحه وشاح النيل وأقاموا له حفلة غنى فيها «سنة وسنتين».
وقد غنى فريد لمصر عدة أغاني وطنية: «يا مصر كنت في غربة»، «يوم الشجعان»، «السد العالي»، «دعاء الفجر»، «بورسعيد»، «يوم الوحدة»، ولفلسطين «وردة من دمنا»، وللعالم العربي: «المارد العربي» و»أختك الحرّة ثارت»...
وغنى لجمال عبد الناصر أغنيته المشهورة: «حبيب حياتنا كلنا» وبعد وفاة عبد الناصر كان الفنان الوحيد الذي رثاه بقصيدة «حبيبنا يا ناصر».
شعراء وفنانون في حياة فريد
غنى فريد للشعراء احمد بدرخان، احمد خميس، احمد رامي، احمد شفيق كامل، احمد منصور، بشارة الخوري، اسماعيل الحبروك، أمين صدقي، أنور عبد الله، بديع خيري، بيرم التونسي، توفيق بركات، حسين السيد، حسين شفيق، خالد الفيصل، أبو السعود الأبياري، شريفة فتحي، صالح جودت، عبد الجليل وهبة، عبد العزيز سلام، فتحي قورة، كامل الشناوي، مأمون الشناوي، محمد حلمي، محمود فتحي، مدحت عاصم، مرسي جميل عزيز، ميشال طعمة، يحيى اللبابيدي ويوسف بدروس.
وقد لحن للعديد من الفنانين والفنانات: اسماعيل ياسين، اسمهان، تحية كاريوكا، ثريا حلمي، سيد سليمان، شادية، شافية احمد، صباح عصمت عبد العليم، فتحية احمد، ليلى الجزائرية، مها صبري، نادية جمال، نادية فهمي، نورالهدى، ماهر العطار، محرم فؤاد، وردة الجزائرية، فهد بلان، وديع الصافي، عصام رجي، هدى سلطان، محمد رشدي، عادل مأمون، كمال حسني، محمد عبد المطلب، ورقصات سامية جمال.
أفلام فريد الأطرش
الى جانب الأغاني التي أداها ولحنها والتي فاقت الـ600 اشترك فريد الأطرش في 31 فيلما سينمائيا كان بطلها جميعا وقد أنتجت هذه الأفلام في الفترة الممتدة من 1941 الى 1975 وهذه الأفلام هي:
انتصار الشباب مع اسمهان (24ـ2ـ1941)، أحلام الشباب، مع مديحة يسري (16ـ11ـ1942)، جمال ودلال، مع ليلى فوزي (12ـ11ـ1944)، شهر العسل، مع مديحة يسري (1ـ10ـ1945)، ما أقدرش، مع تحية كاريوكا (18ـ1ـ1946)، حبيب العمر، مع سامية جمال (17ـ3ـ1947)، بلبل أفندي، مع صباح (12ـ4ـ1948)، أحبك أنت، مع سامية جمال (3ـ1ـ1949)، عفريتة هانم، مع سامية جمال (28ـ11ـ1949)، آخر كذبة، ما سامية جمال (11ـ12ـ1950)، تعال سلّّم، مع سامية جمال (3ـ9ـ1951)، ما تقولش لحد، مع نورالهدى وسامية جمال (28ـ11ـ1951)، عايزة أتجوز، مع نورالهدى (18ـ8ـ1952)، لحن الخلود مع فاتن حمامة (15ـ12ـ1952)، لحن حبي، مع صباح (5ـ10ـ1953)، رسالة غرام مع مريم فخرالدين (22ـ3ـ1954)، عهد الهوى مع مريم فخرالدين (7ـ2ـ1955)، قصة حبي، مع ايمان (7ـ11ـ1955)، ازاي انساك، مع صباح (1ـ5ـ1956)، ودعت حبك، مع شادية (29ـ10ـ1956)، أنت حبيبي، مع شادية (29ـ4ـ1957)، ماليش غيرك، مع مريم فخرالدين (1ــ1958)، من اجل حبي، مع ماجدة (3ـ12ـ1959)، شاطئ الحب، مع سميرة احمد (1ـ1ـ1961)، يوم بلا غد، مع مريم فخرالدين (15ـ3ـ1962)، حكاية العمر كله، مع فاتن حمامة (19ـ9ـ1965)، رسالة من امرأة مجهولة، مع لبنى عبد العزيز (22ـ10ـ1966)، الخروج من الجنة مع هند رستم (20ـ3ـ1967)، الحب الكبير، مع فاتن حمامة (2ـ2ـ1970)، زمان يا حب، مع زبيدة ثروت (5ـ11ـ1973) ونغم في حياتي مع ميرفت أمين (25ـ8ـ1974).
من أقوال فريد
«إنني منذ استمعت الى غناء وعزف أمي، وأنا أسبح في هذا البحر الكبير كقطرة»، «إذا غنيت فإن الكلمة حزينة... إذا لحنت فإن النغم أكثر حزنا.. وكأن الأغنية كلمة وموسيقى الجسر الوحيد للتعبير عن الحب».
«وحده الفنان يسعى الى الحب ولا يشبع منه على ما أظن، فالحب هو السلك الذي يضيء الحياة، ويجدد النفس، ويبسط الأمل جنات».
«يخرج الإنسان من مشكلة ليواجه مشكلة ثانية : هل هو اختبار الحياة».
وقبل رحيله قدم حفلة غنائية كانت آخر حفلاته على المسرح فغني فيها «زمان يا حب» و»يا حبايبي يا غايبين».
في تلك الحفلة كان التعب باديا عليه واضطرت الفرقة الى إعادة الفواصل الموسيقية أكثر من مرة لإعطائه فرصة للراحة.
وبعد الحفلة نقل إلى مستشفى الحايك في بيروت وتحسنت حالته في اليوم التالي فقرر إن يذهب إلى سينما «ريفولي» لمشاهدة عرض فيلمه الأخير «نغم في حياتي» لأول مرة لكن حالته الصحية تدهورت فجأة وفي تمام الساعة الرابعة من بعد ظهر الخميس 26 ديسمبر 1974 تسلل الموت الى جناح الموسيقار الخالد وقامت بيروت ولم تقعد بعد هذا الخبر لموت البلبل الحزين وأقيم له فيها تشييع كبير ثم نقل جثمانه الى القاهرة ليدفن إلى جانب شقيقته أسمهان تلبية لوصيته.

* محمد المبروك ألسلامي

benhmouda
09/01/2009, 19h22
على الاقل كلمة تشجيع بعد اول مشاركة لى وشكرا

جسمينة
16/01/2009, 13h15
شكرا على هذه المعلومات الجميلة عن خالد الذكر فريد و في انتظار المزيد:emrose: (http://www.sama3y.net/forum/member.php?u=317315)

هيثم عبود احمد
08/05/2009, 06h13
ااشكرك شكرا جزيلا على هذا المجهود الرائع والله حقيقة انت اثريتنا بهذه المعلومات الرائعة الف شكر لك اخي العزيز وبارك الله فيك وعلى امل ان تستمر بهذا العطاء ولك مني بالغ الاحترام و المحبة

دينا جميل
03/11/2009, 13h31
رحم الله الفنان الكبير الغائب الحاضر فهو لم ولن يفارقنا بألحانه وصوته الرائعين و

وبارك الله فى الاخ العزيز الذى اضاف لنا معلومات عن اصاله الراحل العزيز وعن اصاله مصر وشعبها ورؤساءها

دينا جميل