المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اسطوانة مشروخة


ايمن الشاعر
08/11/2008, 23h29
بسم الله الرحمن الرحيم
إخوانى الأعزاء ...
إليكم قصة قصيرة بعنوان ( اسطوانة مشروخة )
ياريت تعجبكم .. وتقولولى رأيكم
أيمن الشاعر


إسطوانـــه مشـــروخـه


كـان عنده 10 سنيـن … يادوب فى رابعه ابتـدائى .. كل يوم الصبح يقوم مايلاقيش أبوه .. فيلّبس المريله التيل ناديه .. وياخد شنطته ويروح المدرسه .. واما كان يرجع ..كان يقعـد ع الكنبــه اللى تحت الشباك.. ستٌـه أم أبــوه كانت تقــول لأمه.
- بُصى يا اعتماد .. الواد قاعد نفس قعدة أبوه بالظبط .
ماهى سُته كانت عايشه معاهم .. هوه .. واخواته لتنين .. وامه .. وابوه طبعا. الولد من غير مايحس كان بيحب يُقعد ع الكنبه دى بالذات .. من غير ما يعرف ليه .. يمكن كان
بيبُص م الشباك على ابوه اللى مابيشفهوش غير كل حين وميــن .
كان دايما يسأل امه عليــه . وكانت كل مره بتجاوب نفس الاجابـه .
- الله يعينه .. بيتعب ويشقى .. شغال شُغلتين .. علشان يعرف يربيكم فى الايام الهباب دى .
ما كانش فاهم يعنى إيه شُغلتين .. وماكانش فاهم أمُه تقصد إيه بالظبط من جملة الايام الهباب دى .. لكن أوقات كتيــر كان ابوه بيوحشــه .. فيستناه .. يتعشوا سوا.. ويشوف امه وهيه جايبه كوباية الشاى بتاع التموين .. وتحطهوله ع الشباك .. أبوه كان ساعتها يقوم يمد إيده فى جيب القميص الكاروهات .. ويطّلع علبة السجاير .. ويولع سيجاره .. وينفُخ الدخان فى الشارع.. كانت أسئله كتير بتدور فى عقـل الولد .. أبـوه بيطّلّع الـدخان ده منيــن ؟؟؟

طب وليـه بينفُـخ الدخان جامد كـده .. ؟؟ . طب وإيـه الحكمـه إن أمـه كل ماتجيب كوبايـه الشــاى .. أبوه يمد إيـده فى جيب القميـص الكاروهات ويطلّع علبة السجاير ويولع سيجاره .. بس للأسف ماكانش فيه إجابه .. كان أبوه بعد ما يخلّص السيجاره وكوباية الشاى .. يمدد ع الكنبه وينام .. والولد يفرش ع الارض فى الاوضه اللى جوه .. جنب رجل السرير اللى بينام عليه اخواته لتنين .. وستُه أم ابوه ع الكنبه اللى فى الصاله ..
والصُبح يقـوم الولد .. برضُه مايلاقيش ابوه .. فيلبِس المريله التيل ناديه .. وياخد شنطته .. ويمشى.
وف يوم الدنيا قامت ما قعدتش .. لما الولد رجع م المدرسه .. وقال لأمه إنه عايز ياكـل .. حطت له طبق العدس أبو جبه ورغيف .. وكَلْ .. وقعد نفس قعدة ابوه ع الكنبه .. وبطرف عينه لمح علبة السجاير بتاعة ابوه .. اللى الظاهر عليه نسيها.. قـام الولد مد إيـده فى جيب القميص الكاروهات وطلّع سيجاره .. ومد إيده على علبة الكبريت اللى ابوه نسيها برضه .. وولع السيجاره كانت الام ساعتها بتشيل طبق العدس أبو جبه .. رجعت لقت الولد .. بيكُح وحواليه دخان كتير وف إيده السيجاره .. أول ما شافتُه خبطت على صدرها بمنتهى العنف
- يانهار أبوك إسود .. إيه اللى بتعمله ده ؟؟
- مـــــا …….. مــــــا ….. مـــــــا
- إرمى الهبــابه دى .. إرميهـا قولتلك ارميها
لوِت دراعه .. خطفت منه السيجاره .. وقلعت الشبشـب وضربته .. صـرّخ .. دخلت ستُه على صـوته .
- إيه يا اعتماد بتضربيه ليـه ؟؟
- مقصـوف الرقبه دخلت عليه لقيته بيشرب سيجاره !!!
- سـوجاره !! .. يانهــارك اســود .. والله لوريــك
ونزلوا عليه لتنين ضرب بالشباشب فين يوجعـك .. خلصُته منهم أم سيـد جارتهـم

- عيـل ياختى مايعـرفش
- هيه ناقصـه .. دا احنـا يادوب .. آل يشرب سجاير آل ؟
- انا قلت م الاول الواد ده ناقص تربيه (طبعاً دى ستُه )
أما هوه ماكانش حاسس إلا بوجع الشباشب اللى قعد كتير معلِـم على جتتـه .
وبعد أكتـر من عشرين سنه .. كان كل ما ابوه يوحشه .. ماكانش بيستناه بالليـل .. كان يبُص ع الصـوره المتعلقــه .. واللى كان عليها شريط اســود .. وكان كل ما اخواته يوحشوه .. كان يدخل يبُص على سريرهم .. فيلاقى ولادُه لتنيــن نايمين مكانهــم .. كان بيرجـع فى نفس وقت رجوع ابوه م الشغـلتين تقريباً .. مراته تستناه .. وتحضر له طبق العدس ابو جبه .. يتعشـى .. يقعد ع الكنبــه .. تدخل مراته بكــوباية الشاى بتاع التموين .. وتحطها على نفس الشباك .. يقوم يمد إيده فى جيب القميص الكاروهات .. ويطلّع سيجاره . . ويولعها .. وينفخ الدخان فى الشارع … سمِــع امه بتقول لمراتـه
- بُصى ياسعاد .. ماسك السيجاره نفس مسكة ابوه بالظبط
- لأ .. والمقروض الصُغيـر .. دايماً يقعد هنا .. نفس قعدة ابــوه باظبط ..
ما المقروض الصغير .. كل يوم الصُبح يصحى .. مايلاقيش ابوه.. فيلبس المريله التيل ناديه وياخد شنطته ويمشى .. واما يرجع كان يقعـد ع الكنبــه اللى تحت الشباك .. نفس قاعدة ابــوه بالضبط…


أيمــن النمــر

د أنس البن
14/11/2008, 06h04
يا سلام يا أيمن
رائع يا حبيبى والله رائع :emrose:
سرد جميل يوحى بمولد كاتب قصه قصيره واعد
يا ريت تعرفنا عليك أكتر بأعمال أخرى :emrose:

ايمن الشاعر
14/11/2008, 21h27
د . أنس
تحية خاصة لشخصكم الكريم ..
متشكر جداً ... ولا تُقدر مدى الدفعة المعنوية التى اثلجت صدري بها ... فعلاً كنت محتاجها ... فلسيادتكم خالص شُكرى وتقديرى
ادامك الله لنا ...
ايمن النمر