المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الفرقة الماسية بقلم ابن الماسية الحلقة التاسعة التطور


عادل صموئيل
06/11/2008, 14h22
الفرقة الماسية
الحلقة التاسعة التطور
عندما اتكلم عن كلمة تطور , تلك الكلمة تتكون من اربع حروف لكن مضمونها ممكن يتم تفسيره فى كتاب من مئات الصفحات , وهى شبكة من العناصر ليس فى الموسيقى فحسب ولكنها مرتبطة بكل شىء وتربط بين كل شىء , فمفهومها الاولى وضع قائم وننتقل الى وضع احسن ولكن مفهومها الدقيق تحتاج الى تقنية تحتمل هذا التطور يعنى مثلا فى شقة عادية بسيطة واردت ان تركب فيها جهاز تكييف لو ركبته مباشرة قد يحدث عطل فى الكهرباء يصل الى الحريق فلابد قبل ان تركب جهاز التكييف العالى القوة ان تغير عداد الكهرباء بما يتناسب مع قوته وتغير اسلاك الكهرباء العادية باسلاك اقوى لتتحمل قوة ضغط جهاز التكييف فنكون هنا طورنا الشقة ونستفيد من التطوير فى امان تام.
عندما ظهرت الفرقة الماسية على ساحة الحياة الموسيقية فى مصر , احدثت التطور المثالى الذى كان بدايته التخت الشرقى فى مختلف العقود السابقة ثم تطور الى زيادة عدد الكمجات ثم ادخال التشيللو والكونترباص , حدث ذلك فى الاربعينيات ثم جاءت الفرقة الماسية واستقت من هذا التطور ودعمته وعندما تسمعون التسجيلات تحسون بطعم الموسيقى المصرية فى ابهى واجمل ماتكون , وكلمة موسيقى مصرية تعنى هوية والهوية نكهة متميزة نفتخر باننا صنعناها , وكانت نكهتنا تتكون من القانون والناى والرق والعود مضافا اليها فى حدود اثنا عشر كمنجة و3 شيللو وكونترباص وحتى عندما اضيف اليها الاكورديون كان يعزف فى الصولو المحدد له ويسكت ولماذا يسكت ؟ لأنه لو عزف اللحن كله معنا لأدخل نكهة جديدة تفسد طعم الموسيقى المصرية بنكهتها المميزة كما ذكرت وحتى عندما دخل الجيتار اولا تم تقنينه وتحديده ايضا من اجل تلك النكهة المحددة وايضا عندما دخل الاورج تم تحجيمه وتحديده ليضيف جمالا على الموسيقى الموجودة ولكن لا يضيع نكهتها , هنا اقول اننا طورنا شىء ولكن احتفظنا بالهوية المصرية , ولكن منذ التسعينيات عندما بدات الفرقة الماسية فى الانتهاء اختلط الحابل بالنابل وصار كل يفعل مايحلو له , كانت الموسيقى المصرية اساسها الكمنجات
و والكمنجات فى الموسيقى المصرية من اهم ادوارها انها تغنى مع المطرب مما يعطى المطرب ركوزا وثباتا ولن تجد اى تسجيل لأى مطرب من العمالقة لاتصاحبه فيه الكمنجات بغزارة لأنها تعطى دفئا وسلطنة من المسحيل ان يحسها امطرب والمستمع بدون الكمنجات ومن اهم مظاهر خواء الالحان اليوم ان المغنى يغنى بدون الكمنجات قد تصلح تلم الاحان للرقص او الهرج فى الحفلات ولكنها كما تحسون تخلو وتفتقر الى السلطنة والدفء والموسيقى عموما نوعان نوع للديسكو والرقص وهو صاخب ويفتقر الى الجمل الجميلةوالسلطنة ونوع مسرحى يعنى كى تسمعه لابد ان تجلس هادئا وحولك هدوء لكى تتمتع بغناء المطرب اليوم اختلط النوعان , واليوم صارت الكمنجات لاوجود لها او تستعمل فى غير دورها فى الموسيقى المصرية .
ولتوضيح اكثر لكلمة الهوية او النكهة زمان كان اى شريط به موسيقى هندية منذ ان تضع الشريط وتشغله من اول جملة ستقول انها موسيقى هندية لأن لهم آلات خاصة هندية فقط ولها نكهة متميزة , ومعروفة عالميا كانت لها شخصية مميزة والعالم كله يعرف انها هندية ولكن مع الاسف اصابهم وباء التطور وعندما تسمع اغانيهم اليوم تسسمع ديسكو واختفت آلاتهم الموسيقية الجميلة وصرت تسمع الاورج والجيتار ... هنا هم لم يطوروا ولكن محوا نكهتهم العالمية المتميزة هل هم يحاولون تقليد اوروبا ؟؟؟ لن يستطيعون اولا لأن استعمال الجيتار والاورج فى اوروبا هم مولودين بيعزفوا هذه الآلات ولو قلدناهم سنكون مسخا لهم ولمذا نقلدهم ؟؟ نحن عندنا موسيقى رائعة وعندما يسمعها الاوربيين تطير عقولهم لأنهم لن يستطيعوا ابدا ان يقلدوها لو اخذت مثلا عازف البيانو رمزى يس او عازف الكمان حسن شرارة لقد عزفوا الكونشيرتو الكلاسيكى امام الاوربيين بجدارة لكن هل يستطيع امهر عازف كمان عندهم ان يسمعك تقسيمة بياتى ؟؟؟؟ سنشترك جميعا فى انه لن يستطيع لأن الربع تون موجود اصلا فى دمائنا يعنى شىء لايمكن للأوروبى اكتسابه والسر لأنه ليس بعد موسيقى حسابى مثل النصف تون ولكنه اولا موجود فى الدماء والاذن ويحتاج سلطنة وتحضير يعنى ممكن اى عازف ماسك كمنجة اقول له اسمعنى نغمة صول او مى بيمول يعطيها لك لكن لو قلت له اعزف لى نغمة مى نص بيمول لن يضع اصبعه عليها ويعزفها لكن ستجد فيه شىء اتوماتيكى تلقائى سيسمعها لك فا مى رى مى حتى يصفى النغمة ويعطيها لك خالصة نقية
ومثال صغير ايضا لماذا ياتى الينا السائح الاروبى مشغوفا ؟ ليرى ما ليس فى بلاده تخيلوا لو قلبنا بلدنا وطورناها وجعلناها قطعة من اوروبا لن ياتى الينا السائح ابدا , لأنه لن ينفق نقوده ليرى مايراه مجانا فى بلده , كانت ايضا الموسيقى السودانية مع انها بسسيطة جدا ولكن استعمال الآلات المتميز جعل لها نكهة معينة وجميلة , واتكلم ثانية عن الموسيقى الخليجية ,
وبالذات السعودية لأننى بخبرتى الخاصة احس انهم طوروها بالشكل الصحيح , انا حضرت فى الفرقة الماسية اول توافد الاخوة السعوديين ليسجلوا الحانهم عندنا , اول مرة دخلت الاستوديو وضعوا النوتة امامى كانت صفحة نوتة فيها اثنى عشر سطرا مكتوب فيها سطر واحد فقط وباقى الصفحة خالى يعنى جملة موسيقية واحدة فقط هى اللحن , كان هذا سنة 1970 كانت الجملة هى المقدمة الموسيقية وهى المذهب وهى غناء الكورس وهى الكوبليهات يعنى توضع الورقة اماى فيها سطر واحد اعزفه 35 مرة الى ان يشيروا لى ان اللحن انتهى
ولا اخفى ان الجملة كانت احيانا ضعيفة نسبيا او من الالحان الشعبية السعودية القديمة يعنى كانوا يكررون التراث , وبعد عدة شهور بدأت المس التطور الحقيقى والذى بدأت اشعر بالإعجاب الشديد تجاهه , بدأت الجملة تصبح جملتين ثم ثلاثة , وتشجع الموهوبين منهم فى عمل النقلة التطورية الخطيرة واقصد بالنقلة هذه ان المستمع عندهم كان معتادا على جملة واحدة يسمعها فى اللحن عشرات المرات وتعدد الجمل هنا كان تطوراً خطيرا احتاج منهم تمهيدا حتى يتقبلونه ويستسيغونه , وبدات احس اثناء العزف بجمال الجمل , احسست بتراكيب جميلة وبدأت المواهب تتفتح ولفت نظرى الفنان محمد عبده الذى بدا يستفيد من ماحوله , تعلم من العمالقة المصريين كيفية الصياغة وبدات الحانة تتغير بطريقة مذهلة , بدا ظهور المقدمة الموسيقية الجميلة والمستقلة لاتتكرر فى اللحن واهم ما لفت نظرى ( ولم اكن عازفا فقط ولكن كنت على درجة من التذوق ) ان التطور الخطير الذى حدث لم يتعرض لبناء الموسيقى السعودية الاصلى يعنى بقيت الهوية كما هى والتراكيب كما هى والايقاعت كماهى ولكن التطور فى جمال الجمل والغزارة الموسيقية فى الاحان , واحسست بمناخ جديد وبدات مواهب كثيرة تظهر مئات الالحان وعشرات المطربين , وبدأ هذا التطور الجميل ينتقل الى كل دول الخليج , انا نظرتى للتطور اكتسبتها من طول احتكاكى بالعمالقة لقد كانوا ينظرون للتطور بعين متحفظة لسبب قد يحسبه السطحيين تخلف ولكن المتفهمين سيرونه عين الصواب لأن التطور ممكن لو حدث بدون تقنيين دقيق ان يضيع التراث والهوية .
عند اول التحاقى بالفرقة الماسية واحتكاكى بالعمالقة لم يكن هدفى لا الشهرة ولا المال ولكن كان هدفى الاساسى التعلم , ومن اهم مميزاتهم ان كانت لديهم موهبة العطاء فلو وجدك تريد التعلم منه يعطيك كل ماتريد وهو سعيد لأنه كان مدرسة ويحب امتداده ان يتعلم منه لأنه بذلك يظل موجوداً , وكنت عندما اجلس امام عبد الوهاب او رياض السنباطى ويمسك العود ويعزف 3 حروف لا صول فا فكل منهم له لون خاص ويستطيع من تلك الحروف الثلاثة تناول مختلف فكم وردت تلك الحروف الثلاثة بتسلسلها هذا آلاف المرات ولكنها فى كل مرة لم تكن واحدة ولكن مختلفة ومن كثرة احتكاكى بهم شربت من فنهم لدرجة انك لو سالتنى سؤال او اسمعتنى لحنا لن ارد عليك انا عادل صموئيل ولكن سأقول ما كان سيقوله عبد الوهاب او السنباطى فى نفس الموقف , زمان كنا نتعامل مع موسيقيين ولكن اليوم الكثير منهم تحس انا سميتهم مهندسين موسيقى لاموسيقيين , و طالما لاتوجد كلية اسمها كلية الهندسة الموسيقية يكون هؤلاء غير مهندسين او لايوجد علم اسمه اصلا الهندسة الموسيقية .
ولو سرحت بخيالى تخيلوا معى قاعتان للمؤتمرات متواجهتان الاولى مؤتمر لعلماء الطب لدراسة مرض البلهارسيا والقاعة المقابلة مؤتمر من مهندسين الموسيقى لتطوير مقام البياتى وبعد اسبوع فى المؤتمر الصحفى من المحتمل جدا ان يخرج مؤتمر الاطباء بنتيجة هى القضاء على مرض البلهارسيا ويخرج مهندسى الموسيقى بنتيجة وهى القضاء على مقام البياتى , فلو قلت للسنباطى عن كيفية تطوير مقام البياتى سيرد ردين الاول قد لا يعجبك ولا استطيع ذكره والرد الثانى لو كان حليما معك سيقول : يا ابنى مقام البياتى ده شىء طبيعى موجود ونحن نستعمله كلً فى حدود امكانياته طبيعى مثل الفرخة البلدى بتاعة زمان ( وليس الفرخة التى يقولون عليها بلدى اليوم ) او قطعة لحمة جميلة تشتريها من جزار عنده ذمة او سمكة رائعة طازجة وهنا يأتى الطباخ الذى يعد لك منهم وليمة شهية والتطور فى تنوع طريقة التقديم والسلاطات لكن ماتجيش تقول اطور الفرخة او اللحمة يعنى حاعمل لحمة من منتجات بترولية او بلاستيك ؟؟؟؟
اليوم كثر الكلام عن التوزيع والهارمونية او الهرمنة , وانا اتناول تلك الكلمة بمنتهى التحفظ وايضا اخشى ان يظن البعض انى متخلف او رجعى والدليل لنى لست متخلفا وانى اساير التطور انى اتحدث لكم من خلال الكمبيوترلا من خلال وابور الجاز او الآلة البخارية ,
وفى اى لون او مجال من مجالات المعرفة عنما نقنن او نتكلم ,نتكلم عن عصر الازدهار
لا عن عصر الهبوط , ولم تزدهر الموسيقى العربية قدر ازدهارها فى الفترة بين سنة 1950 الى 1985 يعنى اعلى مستوى للصعود وبعدها بدا الهبوط وانا من المعاصرين لهذا العصر والمشتغلين فى خمسة عشر سنة منه موضوع حديثى اذا كان التطور الهرمنة لماذا لم نهرمن او لماذا كانت الهرمنة على ايامنا محدودة فى حدود رشة الملح فى طبق الطعام او عدد ملاعق السكر فى كوب الشاى , علما بان كان ايامنا افضل الموزعين على الطلاق واذكر زملائى فى الفرقة الماسية يعنى المتواجدين معنا كل يوم ( طبعا لا اغفل الموزعين العمالقة مثل ادريه رايدر وفؤاد الظاهرى وعلى اسماعيل وغيرهم ) ولكن اتكلم عن المتواجدين مثل الاستاذ ميشيل المصرى والاستاذ مختار السيد رحمه الله , يعنى بمنتهى البساطة ان اى ملحن من السهل ان يعطى اللحن لأحدهم ويأتيه موزعا ً فى اليوم التالى هذا الموضوع دقيق والكلام فيه متشعب . ولماذا عبد الوهاب ايام اندريه رايدر كان يجعله يوزع جملة واحدة فقط فى اللحن كله وكل كذا لحن وليس جميع الالحان ولماذا لم يجعله يوزع كل اللحن ؟ وهنا اتكلم عن نوعية موسيقانا والتى اساسها ان الجمل الموسيقية جميلة جداً ( او المفروض ان كلمة ملحن يعنى يعطيك جمل جميلة خلابة ) وتلك الجمل لاتحتاج الى توزيع لأنها جميلة اصلا يعنى اى لحن مثل انت عمرى تتكون من 300 جملة لابد ان تكون كلها جمل جميلة جدا ومبتكرة واى جمل تكون اقل من الستوى تؤدى الى سقوط اللحن كله , لذلك لم يتركوا حرفا إلا مامروا عليه عشرات المرات وغيروه او عدلوه وجعلوه لا يمكن ان ياتى اجمل مما صنعوا . ايضا اعتاد المستمعين على المونوفونية اى اللحن الواحد , ولو اردنا ان نقلد الاجانب فى التوزيع تقليدا اعمى فالأجانب او الاوربيين لهم نظرة اخرى اولا لأن الحانهم كلها موزعة يعنى معتادين على التوزيع منذ نعومة اظفارهم , ثانيا كل طفل منهم عندما كانت امه تأخذه الى الكنيسة كان ينضم الى فريق للكورال بمستويات مختلفة من الابتدائى الى الجامعة وكل تلك الفرق كانت تغنى اربع اصوات يعنى لو بنت كانت تغنى الطو او سوبرانو ولو ولد كان يغنى تينور او باص , ومعنى انك تغنى اى احد تلك الاصوات الاربعة انك تحس بالثلاثة اصوات الاخرى يعنى الجملة تذهب من اين الى اين وتحس بالأكور يعنى الاربع نغمات مع بعضها , وهذا يعطى الطفل الاحساس بالتوزيع وتفهمه من عمر 6 سنوات لماذا ؟ لأن كل موسيقاهم موزعة كما قلت من الكلاسيك الى المودرن .
ولابد ان يكون المستمع مهيا الاذن لتقبل هذا التوزيع والذى لن يحس به المستمع الذى لم تتدرب اذنه كثيرا على الاستماع وتمييز هذا التوزيع وإلا صار الفن عديم القيمة المؤلفين فى واد والمستمعين فى وادِ ولا يفهم الفن إلا القلة الدارسين للموسيقى والباقى يصبح الفن بالنسبة لهم شوية اصوات غير مفهومة , ولو اتينا الى التشريح الداخلى لموسيقانا تجد ان موسيقانا تعتمد على الجملة الجميلة والا فلا , اما الموسيقى الغربية اوالكلاسيكية فتعتمد لا على حلاوة الجملة ممكن ان تكون الجملة ضعيفة ولكنها تعتمد على حلاوة التوزيع وحلاوة التداخل والهارمونى , فلو نظرت الى حركة من سيمفونية لبيتهوفن لوجدت فيها جملتين اساسيتين تتناقلان خلال ربع ساعة وقيمتهما فى التوزيع ولكن عندنا فى ربع ساعة لابد ان تقدم اكثر من عشر جمل جميلة , واعود الى ابداعنا نحن يعنى لو عملت مقارنة بين ام كلثوم وفيروز
لن اتكلم فيما تعرفوه ولكن هناك اختلاف مهم بين فيروز وام كلثوم ان فيروز تستطيع ان تغنى على هارمونية وعلى اعلى مستوى يعنى ممكن وهى تغنى يكون تحتها هارمونية من عشرة جمل متداخلة ولا عازف يغنى معها وتغنى بأقتدار جدا وهذا لم يكن لون ام كلثوم ابدا وهنا لا اقول ايهما افضل ولكن اقول تخصصات , مثل طبيب عيون وطبيب قلب , كل منهم عبقرى فى تخصصه ولا يوجد بينهم وجه مقارنة اصلاً , وكل مطربينا كانوا كذلك للعلم
تحضرنى هنا قصة ( من النوعية التى كانت تحدث فى الفرقة الماسية مرة فى التاريخ )
مرة موسيقى مصرى يعيش فى الكويت من عشرين سنة ودارس للموسيقى الاوركسترالية واراد ان يلحن لحنا للفنانة فايزة احمد , وقلت قبلا ان الالحان عندنا نوعين الحان كبيرة للحفلات وهذه نعمل عليها عدد كبير من البروفات والحانا لتسجيل فقط وتلك نذهب الى الاستوديو لانعرف عنها شيئا ونرى الاوراق لأول مرة نسجلها ونرحل , وكان هذا اللحن من تلك النوعية السريعة المفروض ان يكون الملحن حفظ الغناء مع فايزة احمد على عود او اعطاها شريط المهم انها تأتى الى الاستوديو حافظة للحن تمام الحفظ ليبدأ التسجيل مباشرة بعد بروفة سريعة وعملنا المقدمة الموسيقية وهى تنتظر ان تغنى وبدأت الغناء وبعد اول 3 موازير تاهت مننا , اوقفت وطلبت الاعادة وتاهت مرة ثانية واوقفت ثم اكتشفت الشىء الخطير الذى سبب هذا التوهان اننا كنا نعزف شىء مختلف عما تغنى يعنى لحنا ثانياً واكتشفت ان اللحن موزع كله من اوله لآخرة وان الملحن العبقرى وضع فيه خلاصة دراسته الاوركسترالية متناسيا ان هذا ليس لوننا , المهم فايزة اقتربت مننا وقالت غنوا معايا , وطبعا من الصعب فى تلك الظروف ان اغنى معها ماتقول لأن هذا يصلح فى قعدة او فرح او حفلة اى كلام مافيهاش اذاعة او تليفزيون لكن داخل الاستوديو وبهذه الطريقة صعب لأن التسجيل لابد ان اكون مدرك لكل حرف اعزفه , هنا الاستاذ الملحن تجاهل نظام فايزة فى الغناء او حتى ما اعتاد عليه المستمعون المعتادين ان يسمعوا فايزة والموسيقى تصاحبها تؤيدها لا ان تذهب الموسيقى فى طرق اخرى تشتت آذانهم . المهم فى الهارمونية وجود المستمع الذى يفهم جيدا ما يسمع لأننا نخاطب عامة الشعب بنسبة 59% ونخاطب خبراء الموسيقى بنسبة 5%
ولو لم يصل الفن الى الشعب لفقد قيمته يعنى زمان كل الناس كانت تعجب بالرسم الطبيعى وتشترى اللوحات اليوم يوجد الفن التجريدى والذى يفهمه 5% من عامة الشعب وال95% الغير دارسين للفن لن يفهموه ويحسوا انه شوية شخابيط او خطوط ليس لها معنى لأنه معتاد ان يرى منظرا طبيعيا او فتاة جميلة او على الاقل شىء يتفهمه من النظرة الاولى .
لست ادرى دائما فى شرحى اعود الى الطعام انا اشبه الهارمونية بالبيتزا , تخيل انك تجلس لتاكل بيتزا ملونة بألوان متعددة وانت لاتدرى ماتلك الالوان يعنى لاتعرف مكوناتها اتدرى قد تساورك الريبة وتتوجس خيفة من مكوناتها ام ستاكلها بدون تذوق اكلة تفوت ولا حد يموت ؟ ولكن لو كنت تعرف مكوناتها عنصر عنصر وتفهم كل الالوان التى تراها اعتقد ستتمتع بها اليس كذلك تخيل لو سافرت الى اى بلد من بلاد جنوب شرق آسيا ووضعوا امامك قطعة من اللحم وانت لاتدرى لحم اى مخلوق تلك ماذا سيكون شعورك
كلمة تذوق ايضا ليست كلمة واحدة ولكنها كلمة مركبة ولكى تتم تلك التركيبة لابد لواً من احساس ثم تفهم ثم تذوق ثم متعة ثم اشباع يدوم فترة عندما تسمع ام كلثوم فانت تتعانق مع كل تلك الشاعر , واكثر شىء مدهش فى ام كلثوم انها كانت طبيعية الاداء يعنى عندما تغنى حتى فى اصعب المقاطع كانت تغنى بعفوية ودون اى نوع من التصنع او التكلف , يعنى تغنى وكانها هادئة فى حجرتها الخاصة تشرب فنجانا من القهوة , لذلك تتسلل اليك تلك السكينة وذاك الهدوء وانت تسمع ويتغلل الابداع فى وجدانك , وبعد ام كلثوم كان جميع العمالقة ينهجون ذلك النهج , فكان كل المطربين اولا ملابسهم بسطة والنساء حتى زينتهم بسيطة ثم يغنون فى هدوء دون افتعال ذلك كان سحرهم .
تحضرنى هنا قصة حدثت فى الفرقة الماسية فى ايام بداية الانهيار يوما ذهبنا فى موعد للتسجيل وجدت فتاة جملة جدا متبهرجة ( كانت صديقة احد المنتجين وليلس لها علاقة بالغناء وطلع فى مخها فجاة تغنى مش عارف ليه ) ولكى يرضيها اشترى لها اغنية واعطاها لملحن لحنها وحفظها اللحن ولكى تكتمل السيمفونية طلبت منه ان تسجل على الفرقة الماسية
وللتعامل مع الفرقة الماسية عدة شروط غير اجادة الغناء اهمها مثلا اجادة التعامل مع الاستوديو منها المطرب عندما يغنى ممكن يمسك الورق يقرأ منه الكلمات هناك طقوس كيف تمسك الورقة لأن حركة اصابعك على الورقة ممكن تعمل صوت انفجار فى الميكروفون وحتى وقفتك امام الميكروفون فى مسافة معينة والمهندس عادة يضع كرسى ظهره للمطرب حتى يحدد مسافة لا يقترب اكثر منه وعندما يغنى المطرب فى مقطع عالى يذهب براسه للوراء حتى يصير الصوت جيدا وطقوس اخيرة يعنى لو احتاج يمسح وجهه بمنديل كلينكس لابد ان يكون بطريقة لاتصدر صوتا والمطربين والموسيقيين معتادين على تلك الطقوس ويمارسونها بطبيعية المهم ان اللحن هنا كان لايستغرق خمس دقائق وبعد ان اخطأت البنت عدة مرات اشار الينا المهندس ذهبنا له قال انا ما اقدرش اعمل مونتاج فى الاغنية دى بتدخل مداخل الجمل غلط وتخرج غلط يعنى من المستحيل ان اضع مقصا والمفروض ان من صفات المطربين انهم ان اعادو الجملة عشر مرات اهم شىء مداخل ومخارج الجمل ان تكون سليمة لأن عندما يريد مهندس الصوت ان يبقى جملتين ويقص ثمانى جمل ان تكون تلك المخارج سليمة جدا حتى لاتحس وانت تسمع بمكان المقص قال خلوها تغنى الاغنية على بعضها مرة واحدة وصارت تخطىء ونعيد من الاول حتى ازهقت ارواحنا وبعد اربع ساعات وصلت من حيث لا ادرى الى نهاية اللحن وهنا يوجد شىء خطير بعد آخر حرف نعزفه ان نصمت ثوانى صمتا تاما حتى يشير لنا المهنس شكرا بعدها نتحرك وسبب هذا الصمت هو صدى الاستوديو يعنى آخر حرف يعطى صدى وعندما يتلاشى تكون الاغنية انتهت قد يكون معظمكم يسمع او يحس بهذا الموضوع ؟لأول مرة ولكن ستحسون به بعد كلامى هذا آخر حرف فى اى اغنية يعقبه صدى لمدة ثوان وهو مايعطيك راحة نفسبة وشعور بالأنتهاء وحتى عند الاذاعة على الهواء تجد المتواجدين فى الاستوديو من مهندس الصوت والمذيعة تنتظر هذا الصدى وتتكلم ماتريد وهنا تلاحظ المذيعة الغير متفهمة تدخل على الصدى وتعطيك شعور بعدم الارتياح والاشباع المهم ان هذه الفتاة بمجرد ان قالت آخر حرف ابتسمت لنا ولم تنتظر الصدى وقالت برافو عليكم وكانت كقنبلة وتحسرت طيب لما دى تغنى مين حيبيع بطاطا ولو كل ميكانيكى او كل بتاع شكمانات يغنى طيب مين بعدين حايصلح العربيات او الشكمانات حيكون صوت الشكمانت عالى ومزعج فى الشوارع وايضا صوتهم عالى ومزعج فى اجهزة التسجيل
انا التطور يمثل بالنسبة لى او افلسفه على انه كالثور الهائج ان لم يتم ترويضه سيقضى على كل شىء امامه , لأنى رأيت التطور منذ بدايته وهناك شىء لم يراه الشباب او لم يحسوا به
يعنى الشباب اليوم افاقوا على الحياة يمتلكون فيديو ودش وموبايل واقول لهم ان التطور السريع الذى حدث فى الكرة الارضية فى الخمسين سنة الماضية يفوق التطور الذى نما فى الخمسة آلاف سنة الماضية مليون مرة وجيلنا بالذات شاهد ميلاد هذا التطور فقد دخل التليفزيون حياتنا وانا سنى ثمانى سنوات وطبعا لكم ان تتصوروا النقلة الحضارية التى احدثها التليفزيون اقلها ان كان معظم الشعب المصرى لم يرى قبلا الفنانين الذين عشقهم سنوات طوال عن طريق الراديو والسبب ان غالبية الشعب المصرى لا يذهب الى دور السينما والمسارح , والموبايل هذا الشيطان الساحر اللى قد الكف ويغلب 100 و1000 انا دائما لا انسى الماضى وانا فى يدى الموبايل اتذكر زمان عندما كنت اريد ان اكلم احدا فى الاسكندرية كنت اتوجه الى سنترال رمسيس واقف فى طابور طويل ممكن ساعات لأدفع الفاتورة ثم انتظر ساعات ليتم الاتصال وينادوا اللى طالب اسكندرية يدخل كابينة 4 واليوم لو اردت الاتصال بشنغهاى او استراليا تطلب الرقم يتم الاتصال .
من اخطر التدمير الذى احدثه التطور فى الموسيقى زمان كان العازف الفردى على الآلات الشرقية له شنة ورنة يعنى احمد الحفناوى ومحمد عبده صالح كان يعزف الصولو وتعطى ام كلثوم الفرصة للجمهور ان يصفق له ويعيد العزف مرة ثانية مما يجعل الشاب الصغير يهتم بتلك الآلة ويحب ان يتعلمها كذلك محمود عفت على الناى وفى كلية التربية الموسيقية ومعهد الموسيقى العربية كان اقبال الطلبة على الناى والقانون كبيرا لأن هاتان الآلتان كانتا تدران دخلا محترما على العازف الماهر والطلب عليهما كان كبيرا فى الفرق الموسيقية والفنادق
يعنى بأختصار العازف محل عمله موجودا وبكثرة فى اماكن كثيرة , واتى غزو التطور الذى اتى بالأورج المطور الذى يحوى اصوات الآلات الشرقية مثل العود والناى والقانون , واستمر التطور وظهر الاورج الاحدث والذى من الممكن ان تضيف ايه اصوات اى آلات اخرى فاضافوا اليه الآلات الاخرى مثل الربابة والمزمار البلدى والكولة وحتى السمسمية وممكن تضيف اليه صاجات بائع العرقسوس ان اردت , وهنا بدات المصيبة بدأ المتعهدون والذين يتحكمون فى سوق العمل الى تكثيف الطلب على عازفى هذا الاورج ولم يشترطوا المهارة لأنهم نظروا الى المكسب المادى فكان آلة واحدة توفر لهم اجور ثلاثة عازفين و قلت لم يشترطوا المهارة معناها ان العازف الضعيف يعطى موسيقى هزيلة والتعود عليها مشكلة فى حد ذاته اذابت الفاصل الشاسع بين الاستماع الى عازف ماهر وعازف ضعيف حتى اصبح الاستماع الى الموسيقى مجرد صوت موجود فى المكان لا اهمية له الا كسر حدة الصمت وضاع ماكان يحدث قبلا من ان الجمهور يلتف حول العازف الماهر على القانون ويطللبون احلى الموسيقى والاغانى التى يحبونها , وهنا نحس بالماساة التى جلبها علينا التطور , بدلا من الآلات الشرقية الصميمة جاءت آلة غازية الغت وجودها وانا اتوقع بعد عشر سنوات لن تجد عازف قانون او ناى لأنها فى عرف الموجودين ستكون موضة قديمة بطل الطلب عليها مثل الطرابيش , ولو قارنت بين القانون وبين صوت الاورج الذى يشبه القانون الفرق بينهم كالفرق بين شوربة الدجاجة الطبيعية وبين مرقة الدجاج ماجى ولو تخيلت ليس من المعقول ان شركة ماجى تسلق ملايين الدجاج ثم تأخذ الشوربة وترمى الدجاج , اكيد تلك الشوربة من مواد كيمائية تخليقية وتأخذ نكهة الشوربة وهنا طبعا فهمتم ماذا اقصد بالفرق , ناهيك عن الخسارة الفادحة فى مستوى مهارة العزف زمان كان حتى الافراح التى فوق الاسطح كانوا ياتون بفرقة على الاقل فيها كمان وناى وقانون وتسمع منها احلى موسيقى واليوم لو سمعت فرح اعتقد لن تستطيع ان تحتمل مستوى البلاهة الموسيقية التى يعزفها معظم عازفى الاورج , جملة من كل اغنية ولايستطيع اكمال باقيها واشياء تصدر بلا معنى والايقاعات والدوشة والرقص بيغطى لكن لو اتيت به فى مكان هادىء واردت ان تسمعه لن تسمع اى شىء له قيمة , فى الوقت الذى كان اى عازف قانون حتى لو متوسط يسمعك كوبليه من اغنية او تقسيمة تشبعك نفسيا وتطربك .
ولا انكر ان التطور له مميزات يعنى فى الطائرات فى الخمسينات كانت الطائرة شىء بدائى مخيف لمعظم الناس لأنها كانت هشة وضعيفة (واقصد ضعيفة فى طبقات الجو العليا ) وكثيرة الحوادث لدرجة ان عبد الوهاب والذى كان يسافر الى الخارج عدة مرات فى السنة يخاف من ركوبها ويفضل البواخر ولم يركب الطائرات إلا فى السنوات الاخيرة من حياته بعد تطورت وصارت مامونة .
ولكن للتطور يد مشلولة فى اشياء كثيرة مهما وصلت التكنولوجيا يعنى انظروا للهرم والذى تم بناءه فى اقصى ماتكون البدائية بساطة هل تستطيع اى دولة مهما اوتيت من تكنولوجيا بناء مثله؟ وطبعا المشكلة ليست فى حجمه فقط ولكن فى اسراره الداخلية الخطيرة والتى لم يكتشفوا سوى واحد % منها , واذكر معشوقتى الكمنجة هل يستطيع اى صانع ان يصنعها اليوم واقصد الكمنجة اليدوية الصنع حتى لو تواجد الصانع والخامات لو حسبنا ان الذى يصنع سندويتشات الهامبورجر فى اوروبا يتقاضى عشرين دولاراً فى الساعة , والصانع اليدوى مثل الخراط الماهر يتقاضى عشرة اضعافه فى الساعة , لتقاضى صانع الكمنجة اضعاف ذلك لأنه صانع فريد من نوعه ويستغرق صنع الكمنجة اليدوية سنة على الاقل تخيلوا كم مليونا سيكون ثمنها ؟ وانا سأفرد حلقة خاصة لحلديث عن الكمنجة واسرارها , انا مكتبى كان يقع فى مدرسة حلمية الزيتون الثانوية للبنات والمكتب بجوار حجرات الموسيقى كان عندنا عدد 4 بيانو ثلاثة منهم المانى مصنوعين منذ اكثر من 120 سنة وبيانو جديد انعمت علينا وزارة التربية والتعليم به جديد يابانى الصنع من ماركة ياماها , وانا خبير فى البيانو من حيث تكوينه الداخلى وطرق اصلاحه اول ما تلاحظ الفرق بين القديم مكوناته الداخلية من ميكانيكا خشبية وجوخ طبيعى ولباد طبيعى وكلها مواد من الصعب تواجدها فى هذه الايام , ننظر الى البيانو اليابانى نجدهم استبدلوا الميكانيكا الخشبية بالبلاستيك والجوخ واللباد بتقليد صناعى حقير جدا لذلك تجد البيانو الالمانى يعيش الى يوم ان يؤوب القارضان كلاهما..... اما البيانو اليابانى عمره الافتراضى اقل من عشر سنوات .
واتحدث هنا ايضا عن مظهر من مظاهر شلل التطور وهو الاوبرا , ومبنى الاوبرا مبنى ساحر ملىء بالاسرار كان عندنا اوبرا فى القاهرة ولكنها احترقت مع العلم بأن مبنى مطافىء القاهرة يبعد عنها اقل من عشرة امتار , وبعد عدة سنوات بنينا اوبرا اشتركت معنا فى بناءها اليابان على اعلى درجة من التكنولوجيا ولكنها بالطبع لن تكون ابدا مثل الاوبرا القديمة والتى مازلنا نحتفظ بميدان فيه اسمها فقط وتطورنا وبنينا مكانها جراج للسيارات متعدد الطوابق وانا اصعد فيه بسيارتى اسمع اشباح نغمات بيتهوفن وموتزارت وفيردى .
وللكلام عن الاوبرا القديمة بنيت فى نهاية القرن التاسع عشر والذى بناها الايطاليون الذين بنوا شقيقة لها واحدة فى ايطاليا وهناط يحافظون على تلك الاوبرا كأعينهم لأن لاتوجد تكنولوجيا مهما وصلت تستطيع بناء مثلها على الاطلاق واقول لماذا , مواصفات الاوبرا تتكون من مبنى خرسانى خارجى وظيفته حماية االمبنى الداخلى والذى يكون مصنوعا كله من الخشب , يعنى عندما تشاهدوا افلام مصرية قديمة فيها الاوبرا ركزوا فيما اصف لكم , كانت الاوبرا تتكون من خشبة مسرح واسعة جدا , وعميقة للداخل ممهدة لأى عمل مسرحى ضخم
يتكون من مناظر واعداد ضخمة من الكومبارس او الكورال ثم ننظر الى الصالة تحتوى على عدد كبير من الكراسى مغطاة بقطيفة فاخرة من ايطاليا واندثرت اليوم لغلو ثمنها , ثم لو نظرت الى الخلف واليمين واليسار تجد عدة ادوار تحتوى بنوارات كانت للخاصة من الناس المهم ايضا ان ارتفاع سقف الاوبرا محدد بالسنتيمتر من ارضية الصالة الى السقف اذكر حوالى 17 متر وعدة سنتيمترات ولو زاد الارتفاع او قل يحدث صدى وتتداخل الاصوات وتضيع قيمة الاوبرا ولكن هذا الارتفاع المدروس المحدد يمتص صدى الصوت , المهم ان كل ماتراه لو درت بعينيك مصنوع من خشب فاخر معين جاءوا به من ايطاليا وليس له بديل فى مصر , وهذا الخشب مصمم حتى الغراء الملصوق به صنف محدد غير الغراء العادى , وكل المخمل والقطيفة حتى الطلاء المذهب الذى يغطى المقاعد واسوار البنوارات اصناف محددة ومحسوبة بدقة صممها الايطاليون وكلها اسرار لايعرفها غيرهم كل تلك الاسرار بالإضافى الى انواع السجاجيد الفاخرة التى تغطى كل جزء ايضا من انواع محددة ومحسوبة الكثافة يعنى مش اى سجاجيد فاخرة وخلاص لأنها لو زادت كثافة السجاجيد عن سمك معين ممكن تكتم الصوت تخيلوا ؟ وكل ذلك تمهيدا لأن فى الاوبرا لا يستعملون الميكروفونات والميزة المهمة ان اى صوت على المسرح مهما كان ضعفه او قوته يسمعه كل من يجلس على اى كرسى فى الصالة وفى البنوارات كلها وفى اى طابق بعيد او قريب نفس الصوت وهذا طبعا سحر , عندما كنت تستمع فيها الى اوركسترا سيمفونى , يتكون من 120 عازف على آلات بعضها جهورى الصوت وبعضها ضعيف جدا تخيلوا انك فى اى كرسى وفى اى دور تسمع اضعف آلة واقوى آلة بالدرجة التى كتبها المؤلف الموسيقى ؟ طبعا هذا اعجاز وسحر واين انتى ياتكنولوجيا اتستطعين عمل شىء معجز كهذا ....... هيهات ياتكنولوجيا
والى القادمة

الألآتى
07/11/2008, 04h02
ياااااه ياعم عادل ..

ده إنت معبى جواك كتير ..

كلامك صحيح .. التكنولوجيا لن تستطيع أن تعطينا حلاوة زمان ..

أما بالنسبة للجزئية الخاصة بالأورج .. وسيطرته المؤلمة على الحفلات والأفراح .. وحتى التسجيلات ..

فلى هنا وقفة معك ..

لن أدافع عن آلة الأورج .. بوصفى عازف أورج .. فأنا أوافقك تماماً فى رأيك ..

وبالرغم من آلتى المفضلة هى الأورج .. إلا أننى لا أتصور أن تأخذ هذه الآلة مكان العود أو الناى أو القانون ..

فهذه الألآت لها نكهتها الشرقية المحببة والمميزة .. ولن تستطيع آلة ألكترونية أن تعوضها أو تأخذ مكانها ..

وأنا أسمى الأورج ( البغبغان ) .. لأنه يقلد الألآت الأخرى دون وعى .. فالببغاء يقلد الأصوات التى يسمعها .. ولكنها لاتأتى طبيعية .. كما أنه لا يفهم مايردده .. هكذا الأورج ..

أما بالنسبة لإنتشار العازفين الفاشلين على آلة الأورج .. فهذا للأسف صحيح .. وهؤلاء مطلوبون أكثر من العازف الماهر .. لأن المطلوب ليس العزف فى حد ذاته .. وإنما الأفضلية تكون لمن يستخدم أكبر عدد من الأصوات الغريبة أثناء العزف .. ولا بأس من بعض ( الواووو ) .. وشئ من ( الفرررر ) .. ولا بأس من ( الفوووو ) .. أى الأصوات الغربية البعيدة عن الموسيقى .. المؤثرات يعنى ..

وياسلام لو هذا العازف يتنطط شوية ويعزف بصوابع رجله ..

مقالك ياأستاذ عادل .. أعاد لى ذكريات مؤلمة عما كنت أصادفة أثناء عملى ..

شكراً شكراً على هذا المقال البديع .. إستمر ونحن متابعين ..

عاشق القيصر
07/11/2008, 08h38
جميل جدا عزيزي

طريقة طرحك للموضوع اكثر من رائعه
تحياتي لك:)

علي عكوش
21/05/2009, 23h23
المقال اكثر من جميل

طريقة كتابتك يا استاذ عادل منظمة وشيقة لاقصى درجة


وبالنسبة لتطور الفرقة الماسية .. انا شايف انها في فترة السبعينات (في عهد عبد الحليم) .. كانت جميع الالات في الفرقة موجوده بمختلف انواعها .. وحتى الحديث منها والالكتروني

وتريات : كمان - كونترباص - ..

نفخ : ناي - سكسفون - مزمار

مفاتيح : اوكرديون

الكتروني : جيتار واورج

كهربائي : كمان

شرقي : قانون

ايقاع بجميع انواعة وحتى الدرامرز ادخل في حفلات الاولمبياد

يعني انا شايف ان جميع الالات بمختلف عائلاتها كانت متواجدة في الفرقة ... منتهى التكامل في الاداء .. وتطور سريع في عهد الموسيقى الاصلية مما اضفى رونقا فريدا في الحفلات


يمكن الحاجة الوحيدة اللي كانت ناقصة هي العود



تسلم ايدك يا استاذنا ... وبانتظار المزيد