تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : محمد فوزي : 42عاما على رحيله


MUNIR MUNIRG
28/10/2008, 06h42
محمد فوزي صاحب اللحن خفيف الظل حتى وهو يبكي أو يغني للوطن .


http://www.alquds.co.uk/today/27m23.jpg

القاهرة - 'القدس العربي28/10/2008: اثنان وأربعون عاما على رحيل الموسيقار والمطرب 'محمد فوزي' ظاهرة الأغنية العربية على حد وصف 'عبدالوهاب' له، فهو صاحب أغنيات 'مال القمر ماله' و'حبيبي وعنيه' و'بلدي أحببتك يا بلدي' و'طمني' و'داري العيون' و'طير بينا يا قلبي' و'عقبال عندكم' و'فين قلبي' و'ماما زمانها جاية' و'والله زمان' و'يا سلام' و'أي والله'.
وقد رحل 'فوزي' أواخر تشرين الأول (أكتوبر) عام 1966 بعد أن اشتد عليه المرض الذي كان من الصعب على الأطباء أن يكتشفوه، وظل يحمل اسمه 'مرض محمد فوزي' الى أن تم اكتشاف انه مرض 'سرطان العظام'.
كانت آخر رسالة وجهها فوزي لجمهوره قبل رحيله بأيام وفي نفس الشهر 'إن الموت علينا حق، فإذا لم نمت اليوم سنموت غدا وأحمد الله أنني مؤمن بربي، فلا أخاف الموت الذي قد يريحني من هذه الآلام التي أعانيها فإذا مت أموت قرير العين، فقد أديت واجبي نحو بلدي وكنت أتمنى أن أؤدي الكثير، ولكن إرادة الله فوق كل إرادة والأعمار بيد الله، لن يطيلها الطب، ولكني لجأت الى الطب حتى لا أكون مقصرا في حق نفسي وفي حق مستقبل أولادي، تحياتي لكل إنسان أحبني ورفع يده إلى السماء من أجلي، تحياتي لكل طفل أسعدته ألحاني، تحياتي لبلدي، وأخيرا تحياتي لأولادي وأسرتي.
ولد 'فوزي' يوم 28 آب (أغسطس) 1918 من عائلة 'الحو' في قرية 'كفر أبو جندي' بمدينة طنطا بمحافظة الغربية، ونال عام 31 شهادة الابتدائية من طنطا، وكان قد تعلم في ذلك الوقت أصول الموسيقى وكتابة 'النوتة' على يد عسكري مطافي اسمه 'محمد الخربتلي' وكان يصحبه بالغناء في الموالد.
قام ببطولة أول أفلامه 'أصحاب السعادة' مع المطربة 'نور الهدى' وكان آخر أفلامه 'ليلى بنت الشاطئ' مع ليلى فوزي وفايزة أحمد تزوج 'محمد فوزي' ثلاث مرات، الأولى من السيدة 'هداية' التي أنجب منها ثلاثة أولاد والممثلة 'مديحة يسري' و'كريمة' التي كان يطلق عليها 'فاتنة المعادي'.
كان آخر لحن يشدو بتلحينه فوزي هو 'صعبان عليّ' الذي كان مقررا أن تغنيه السيدة أم كلثوم التي لم تغن له، لكن المنية عاجلته.
أسس 'فوزي' أول شركة اسطوانات في الشرق الأوسط برأسمال مصري وأطلق عليها 'مصر فون'.
وقد كان 'فوزي' يهاجم الموسيقار 'محمد عبدالوهاب' رغم أنه استفاد من ريادته، وقد فسر بعض المقربين من 'فوزي' ذلك بأنه كان رغبة في الشهرة، لكنه في قرارة نفسه كان يعرف مقدار السابقين عليه والفاتحين لدروب موسيقية كان هو احد السائرين عليها بعد فتحهم.
كان 'فوزي' يعرف بحلاوة صوته، وبقدرته الفائقة على إنشاء اللحن خفيف الظل، حتى حين يغني أغنية وطنية، مثل 'بلدي أحببتك يا بلدي' أو حين يغني 'مال القمر ماله' أو حين يلحن لآخرين مثل أغنية 'ساكن في حي السيدة' لمحمد عبدالمطلب ومثل 'كل دقة ف قلبي' لنازك، أو 'مثلا' لصباح أو 'شحات الغرام' مع ليلى مراد، أو حين يغني أفراح مثل 'يا ولاد بلدنا يوم الخميس'.

غواص النغم
28/10/2008, 08h22
:emrose:اخي العزيز منير
شكرا لك على هذه المقالة التي اهديتها لنا بالمنتدى
كما اشكر صاحب المقالة الجميلة
اسمح لي لو اقوم ببعض التصحيح:
أول فيلم لفوزي هو سيف الجلاد من اخراج يوسف وهبي والذي اكتشف موهبة فوزي التمثيلية واعطاه الدور الثاني
أما اول بطولة له كانت في فيلم مجد ودموع مع نور الهدى
فيلم أصحاب السعادة كان من المقرر ان تشاركه البطولة المطربة أسمهان ويقال انه قد لحن وسجلت معه لحنين ولكن وفاتها اجهضت الحلم و حلت محلها المطربة رجاء عبده
آخر لحن شدى به محمد فوزي هو أم البلاد وغناه قبل 40 يوم من وفاته
كان شديد التواضع ولكن لا يجامل ابدا على حساب فنه
شجع كل من كمال الطويل ومحمد الموجي وبليغ حمدي الذي قدمه لأم كلثوم
أسس شركة مصرفون وشركة لصناعة الإسطوانات لأول مرة في الشرق الأوسط حيث كان النجوم يسجلون اغانيهم على اسطوانات مصنوعة بالخارج وغالية التكاليف
وكانت الإسطوانة تباع بمبلغ90قرشا وكانت في وقتها غالية الثمن ..ولكن فوزي جعلها تنخفض الي 30 قرش ولتكون في متناول الجميع وبذلك وفر الكثير من المال الذي كان يذهب للخارج
فكافئته كوكب الشرق والذي كانت تكن له معزة خاصة وتعرف عبقريته بأن جعلت شركة مصرفون الراعي الرسمي لصوت كوكب الشرق
ولأن كوكب الشرق ثروة فنية وقومية لاتقدر بثمن ولاينبغي لشركة خاصة ان تحتكر صوتها بل يجب ان ان تكون للجميع تحولت شركة مصرفون الي صوت القاهرة بعد النجاح الرهيب الذي حققته
ويكفي محمد فوزي اهتمامه بالأطفال واغانيه لهم لا تزال الي الآن تذاع
وكذلك موسيقاه في اغان الفرانكواراب لاتزال اشهر اغاني ووصلت للعالمية
محمد فوزي نجم عالمي متواضع جدا حتى انه على استعداد ان يقف خلف مطربة يردد ورائها ككورس لو وجد ان صوته يضيف للأغنية مثل ماحدث عندما لحن لنجاة علي أغنية ياقلبك ..ياقلبك ..وعندما غنت له نازك ..كل دقة في قلبي
كما انه كان يحرص على ان يشتغل معه اكثر من ملحن في الفيلم الذي يقوم ببطولته منذ اول فيلم قام ببطولته مجد ودموع الذي شاركه القصبجي والسنباطي والأطرش في تلحين اغاني نور الهدى في بداية مشواره السينمائي وحتى آخر افلامه ليلى بنت الشاطي والذي قدم عبره محمد الموجي كملحن لصوت فايزة احمد وصاحب موسيقى المقدمة للفيلم
وهذه ثقة بالنفس نادرا ماتتكرر
:emrose:تحياتي:emrose:
:emrose:

رايا
28/10/2008, 11h44
شكرا استاذ منير على المقالة
وشكرا استاذ منعم على الاضافة
وهذا ليس بجديد وانت عاشق لمحمد فوزى
الذى كان ظاهرة فى حد ذاته
ويكفى ان نقول ان لم يغنى فوزى سوى اغنية
ماما زمانها جاية لكانت كفاية هذة الاغنية الجميلة بمثابة
نشيد وطنى للام ببساطتها واصبحت جزء من التراث
ام عن طيبة هذا الرجل فحدث ولاحرج
فكلنا نعلم القصة الشهيرة
ان اغنية انساك لام كلثوم كان من المقرر
ان يلحنها فوزى وقد بدا فعلا ولما راى اعجاب بليغ بالكلمات
تركها له بالرغم انها كانت فرصة كبيرة ان
يلحن لام كلثوم

رائد عبد السلام
28/10/2008, 13h01
الأخوة والأصدقاء
أستاذ منير
صديقي وأخويا : منعم
أختي :رايا

رحمة الله علي محمد فوزي الملحن والمطرب والممثل
الذي فاضت موهبته حتي برع وتميز في كل لون قدمه
كان أول من فكر في طبع القرآن الكريم علي اسطوانات
وأول من غني للطفل
وأول من غني ولحن بدون موسيقي
وكما تفضلت أول من جعل الملحنين يشاركونه في أفلامه
وللأسف
بعد ماذكرته يامنعم عن مجهوداته في إنشاء أول شركة اسطوانات
تحمل اسم مصر
بعد أن كان الأجانب يحتكرون هذه التقنيات
ماذا كان رد الدولة ؟
قامت بتأميم شركته وعينته مديرا عليها بمرتب 100 جنيه شهريا !!!
كما يعلم الجميع .
رحمة الله عليه
ولا تنسوا قراءة الفاتحة لروح هذا الفنان
العبقري
النادر
طيب القلب
:emrose:

عاشق حليم
03/04/2009, 15h28
رحمة الله على أعذب وأخف صوت الموسيقار محمد فوزي بس سؤالي أيه كان رائيه بظاهره حليم وأيه رايه بصوته وليه لم يتم تعامل خاصه اذا عرفنا ان فترة الستينات كانت فتره خصام حليم مع كمال الطويل ..... رحمه الله محمد فوزي

Islam Eidrisha
04/04/2009, 09h50
رحمة الله على العبقري محمد فوزي
الذي كان أول من ..... وأول من ..... وأول من ......
كان سابقا لعصره في أغانيه وألحانه وأسلوبه المميز المحبب للنفس
ولو امتد به العمر أكثر لرأينا منه الأعاجيب لولا المرض اللعين.
وقدر الله أجل ومحتوم

براء السيد
12/09/2009, 08h46
محمد فوزي
من مواليد 28/8 /1918 طنطا ? محافظة الغربية تألق محمد فوزي كمطرب وممثل سينمائي ومنتج للأفلام محبوب من الجميع ، تخرج من معهد الموسيقي العربية قام محمد فوزي ببطولة أكثر من ثلاثين فيلما سينمائيا ،وكان أول فيلم هو "سيف الجلاد " ، وأول بطولة سينمائية كانت في فيلم "قبلة في لبنان" ،ومن أbr> هم الأفلام التي قام ببطولتها بعد ذلك : " فاطمة وماريكا وراشيل ? من أين لك هذا ? الآنسة ماما ?المجنونة ? ورد الغرام - ثورة المدينة " 0 كما انتج العديد من الأفلام من بينها : "نهاية قصة" - " بابا عريس" . رصيده الغنائي حوالي 400 أغنية عاطفية واستعراضية ودينية من بينها : " شحات الغرام ?ويلك ويلك - ليه عشم ? عوام ? مال القمر ماله ?" ، كما قام بالتلحين لكبار المطربين والمطربات منها لحنه الشهير "أنا قلبي خالي " الذي غنته السيدة / ليلي مراد ،كما وضع النشيد القومي للجزائر ، و قام بتلحين الأغاني الفرانكو آرابمثل أغنية "يا مصطفي يا مصطفي ? فطومه -علي بابا " كما لحن العديد من الأوبريتات من بينها : "سند ريلا ? الساحر الصغير ? الصباح رباح " . وكان محمد فوزي أول من غني للأطفال من كبار المطربين ، حيث قدم لهم أغنيتي "ذهب الليـل " و"ماما زمـانها جايـه " ولاقتا نجـاحـا ما يـزال أصداؤهما تتـردد حتـى الآن 0 أسس أول مصنع اسطوانات في الشرق الأوسط . توفي في 20 /10 /1966

محمدفاروق السقا
27/10/2009, 14h15
الأخوة الأعزاء سلام الله عليكم ورحمته وبركاته
نشكركم على ذكراكم للفنان القدير محمد فوزي
نتذكره معا ونترحم عليه
وكنت الآن أبحث عن أغنية صنعها محمد فوزي وهي طمني
وطبعا كما تعلمون أنها أغنية بدون آلات موسيقية ( أكابيلا )
وهو الوحيد الذي طرق هذا الباب وأحببت أن أنقلها لكم للفائدة
محمد فوزي أول من قدم أغنية الأكابيلا
وهناك خطأ شائع يردده عدد من محبي فوزي ، ومن بينهم المهندس نبيل فوزى ابن الفنان الكبير، حول السبب في تلحينه لإحدى الاغنيات معتمدا على صوت الكورال فقط وبدون الاستعانة بآلات موسيقية .. حيث انتشر تفسير لهذا اللحن العبقري المقصود في ذاته..يقول إن فوزي قدم اللحن بهذا الشكل عقابا للفرقة الموسيقية التي تأخرت عن البروفة ، فاستبدلها الموسيقار الراحل بالصوت البشري.

ويرفض الموسيقار والمؤرخ والناقد الموسيقي محمد قابيل هذه الرواية ويقول: ما يقال إن فوزى كان يستعد لإحياء حفل إذاعى على الهواء فى عصر لم تكن قد عرف فيه فن التسجيلات، وتأخر العازفون فقام فوزى بتحفيظ أعضاء الكورال اللحن وعزفوه بأصواتهم وراءه أغنية طمنى.. كلمنى يا حبيبى هو كلام غير صحيح وخطأ شائع
وأكد قابيل: "أننا عندما نردد هذه الحادثة، فإنما ننكر على محمد فوزى أحد إنجازاته الفنية وريادة حققها فى مجال تقديم فن أغنية «الأكابيلا» لأول وآخر مرة فى بلادنا".
وأضاف: "لقد كان محمد فوزى نجما كبيرا ولا يجرؤ أى عازف على التأخر عن موعد تسجيل له، والأغنية المذكورة غناها فوزى فى فيلم «معجزة السماء» الذى تم انتاجه عام 1956 بعد عشرات السنين من انتهاء مرحلة الاذاعة على الهواء فى مصر وبدون تسجيل.
وأغنية «طمنى كلمنى» تنتمى إلى لون «أكابيلا» وهو فن استعراض سمعى لا بصرى، وهو لون يستغنى عن المصاحبة الموسيقية بالآلات ويستعين بدلا منها بالصوت البشرى من كل الطبقات من السوبرانو إلى الباص،
وهو لون يشكل تحديا لألوان الغناء المألوف.. ويحتاج إلى دراسة متعمقة لعلم الأصوات البشرية؛ طبيعتها ومساحاتها.. وعلم التأليف الموسيقى «هارمونى» و «كونتر بوينت».
ظهرت أغانى «أكابيلا» فى القرن السادس عشر كشكل من أشكال الموسيقى الدينية تكتب للأصوات البشرية وحدها بدون استخدام آلات، وتغنيها المجموعة أما أول من لحنها فكان الإيطالى بيير لويجى بالسترينا (1526 -1594). والذى قضى حياته فى خدمة الكنيسة فى تأليف الموسيقى الدينية.
ثم ظهرت المدرسة الفلمنكية التى وضعت نصب أعينها تهذيب هذا اللون ونقاوته من الحذلقة والإغراق فى استعمال الخطوط الموسيقية الإضافية (الهارمونى) و(الكونتربوينت) وأهتمت بالصوت البشرى فقط، فجعلت منه أداة للتعبير الكامل، وأصبحت اكابيلا تعتمد على الهارمونى المدروس لا لمجرد وجود أصوات متوافقة بالصدفة.
وكانت فى إيطاليا مدرستان لغناء أكابيلا مدرسة روما وقد أسسها أحد تلاميذ بالسترينا، ومدرسة أخرى فى مدينة البندقية (فينيسيا) يظهر فيها فخامة الفن الايطالى الذى يتجلى فى هذه المدينة المبهرة.
أغنية أكابيلا أحد 13 مجالاً كان محمد فوزى رائدا فيها منها أغنية الأطفال وصناعة الاسطوانات والأداء الحركى الراقص بدرجة مبهرة

مع احترامي وتحياتي للجميع

ولكم جزيل الشكر
محمد فاروق

sallya
08/04/2010, 19h49
رحم الله الفنان الممتع واسكنه فسيح جناته وشكرا على هذه المعلومات القيمه

alyfawzy
08/10/2010, 21h06
السلام عليكم يا محبي الفن العربي الاصيل اين اغانى فيلم الزوجة 13 واخص بالذكر ارق واشيك واروع المحاورات الغنائية قاعد لوحدك ليه يا جميل ياللى هويتك دكتور على فوزي alyfawzy

ياسر محمد طه
31/10/2010, 01h33
حبيبي يادكتور علي ياجميل انشاء الله ارفعلك الاغاني المطلوبة باذن انا كنت بدور على النزت الموسيقية لاكابلا محمد فوزي كلمني طمني بالتوزيع للأصوات البشرية يارب نجدها يافنان.

samirazek
01/01/2011, 14h25
محمد فوزي.. صريع مصرفون



جريدة الأتحاد الأماراتيه :الخميس 24 سبتمبر 2009


بقلم :حلمي النمنم


لم ينل الفنان محمد فوزي ما يستحقه من تقدير، لذا فإنه أمر طيب أن تلتفت اليه وزارة الاستثمار وتصدر كتابا عنه في سلسلة رواد الأستثمار
يحمل الكتاب عنوان «محمد فوزي.. المجد والدموع» للناقد والباحث مصطفى بيومي


ولد محمد فوزي عبدالعال الحو في 28 أغسطس 1918 في قرية كفر الجندي على حدود مدينة طنطا، والده مقرئ للقرآن الكريم، وهو رقم 21 بين اخوته ولم يكن أصغرهم، ودرس بالمرحلة الابتدائية في مدرسة طنطا ونال شهادتها عام 1931، ولم يواصل تعليمه، فقد انشغل بالموسيقى والغناء، وكان يردد الاغاني الشهرة لام كلثوم وعبدالوهاب في الموالد والحفلات، مما اثار غضب والده، وحاول منعه، لكنه تمكن من تعلم أصول الموسيقى العربية متتلمذا على عضو فرقة طنطا الموسيقية محمد الخربتلي، الذي كان عسكريا بالمطافئ، واندمج فوزي في عالم مولد السيد البدوي الذي كان واحدا من اشهر الموالد في مصر آنذاك وحدث ان استمع اليه ضابط الايقاع في معهد الموسيقى العربية والملحن المعروف في زمنه مصطفى العقاد، فأعجب بصوته وساعده على الالتحاق بمعهد الموسيقى العربية، وعانى كثيرا في سنواته الأولى بالقاهرة فقد التحق بالمعهد وغادر طنطا الى القاهرة بدون رضا والده، لذا لم يمده بأي أموال، ولا قدم له أي مساعدة.

مع بديعة

وظل كذلك حتى تمكن من الالتحاق بفرقة بديعة مصابني كمطرب، بأجر يبلغ سبعة جنيهات شهريا، وهو مبلغ كبير آنذاك، الفرقة عرفت اسماء كبيرة مثل فريد الاطرش ومحمد عبدالمطلب وعبدالغني السيد وغيرهم
لكن فوزي لم يلبث ان استقال من الفرقة، تضامنا مع الراقصة «لولا صدقى » التي كان يحبها وفصلتها بديعة من الفرقة ، حاولت بديعة منعه لكنه أصر،
ثم عادا ليستقر فوزي في فرقة فاطمة رشدى رشدي المسرحية وزوجها مخرج مصر الكبير عزيز عيد وهما اول من اكتشفا موهبة فوزي كملحن
وكوّن مع لولا ثنائيا فنيا يتجول في انحاء البلاد ، وفي أثناء ذلك تخرج من المعهد ولم يكن امامه غير ان يحترف الفن.
ثم الحقته فاطمة رشدي بالفرقة القومية المصرية، لكن تجربته المسرحية عموما لم تكن ناجحة، فلم يتمكن من التوافق مع العمل المسرحي، لكن هذه التجربة قادته الى العالم الكبير الذي حقق له نجاحا وشهرة، هو السينما، فقد انتبه الى موهبته يوسف بك وهبي فتعاقد معه على القيام بدور ثانوي في فيلم سيف الجلاد عام 1944، الذي اخرجه ولعب بطولته يوسف بك نفسه، وفي العام التالي مباشرة اختاره المخرج احمد بدرخان للبطولة الثانية في فيلم «قبلة في لبنان» وبعدها صار البطل الاول في الافلام، وبلغت افلامه رقم 36، ومثل مع كبار النجوم والنجمات

منتج سينمائي


مع نجاحه في السينما قام بتأسيس شركة انتاج سينمائية خاصة في عام 1947 ويذكر له تاريخ السينما انه اول من انتج الفيلم الملون، كان ذلك مع فيلم نهاية قصة وفيلم بابا عريس
وقد منى بخسارة مادية كبيرة بسببهما، لكنه خطا بالفن السينمائي العربي خطوة هائلة الى الامام.
وفي نهاية الخمسينيات اقدم على مشروع عمره وهو تأسيس شركة لانتاج الاسطوانات الفنية اسماها «مصر فون» وكانت صناعة وانتاج اسطوانات الموسيقى والغناء حكر للاجانب، فاقتحم هو هذه الصناعة وجمع كل ما لديه من ممتلكات وثروة اسس بها الشركة، وهو مبلغ ضخم آنذاك بلغ 300 ألف جنيه مصري، وافتتح الشركة في 30 يوليو عام 1958 د.عزيز صدقي وزير الصناعة الذي اشاد بالمشروع الذي يوفر العملة الصعبة.

كانت الاسطوانة تستورد بجنيه، وكانت الاسطوانة المنتجة هنا بثلث هذا المبلغ فضلا عن انها لم تكن سهلة الكسر، وكانت تستوعب اغنيتين، بينما المستوردة كانت تستوعب اغنية واحدة.

حققت الشركة نجاحا كبيرا، وبدأت بانتاج اغنيات ام كلثوم ونجاة ووضع فوزي نظام تعاقد محترم للفنان كانت الشركة الاجنبية تدفع مبلغا معينا للمطرب وتنتهي علاقته بعمله، لكن فوزي اضاف انه من حق الفنان ان ينال نسبة معينة من ايرادات الاسطوانات، وهكذا استفاد الفنان والجمهور، فضلا عن الصناعة والاقتصاد الوطني، ويذكر له معاصروه ان علاقته كانت ودودة بالعمال في مصنع الأسطوانات وكانوا يقدرونه.

صاعقة التأميم

كان محمد فوزي سعيدا بهذا النجاح، وفي عام 1961 نزلت عليه الصاعقة، فقد تم تأميم الشركة واستولت الدولة على الشركة وعلى المصنع، وكانت هناك غلظة وقسوة في التعامل معه، فقد حددوا له مكتبا صغيرا يجلس فيه، بدلا من مكتبه، وقدروا له راتبا معينا..
كل هذا وهو يتألم، حتى امسك بروحه المرض وكان مرضا نادرا، عولج منه في الولايات المتحدة ، ولم يتمكن الاطباء من تحديد ذلك المرض ، ويسمى في المراجع العلمية باسمه.. وقد صدر قرار علاج له على نفقة الدولة، دون ان يتحقق الشفاء، فقد نقص وزنه حتى صار40 كيلوجراما . وحاولت الدولة ان ترعاه كقيمة فنية، وفي 20 من أكتوبر 1966 وافته المنية دون ان يشفى.
مات وحسرته معه على جهده وعرقه الذي اخذ منه، رغم انه لم يكن «عدو الشعب» بمصطلحات ذلك الزمان، ولا كان من الوارثين فقد جمع ثروته من عرقه وجهده،
ولذا كان الواجب ان يتم التمييز في تطبيق التأميمات، فهو ينطبق عليه ما كان يسمي وقتها الرأسمالية الوطنية لكن احدا لم يميز ولم يفرق..
ولعل مشهد جنازته كان دالا اذ تقدم الموكب د.عبدالقادر حاتم نائبا عن الرئيس جمال عبدالناصر، وسار في الموكب كبار الكتاب والفنانين، مثل يوسف السباعي وعماد حمدي وأحمد مظهر وغيرهم.
وتوقف عدد من النقاد والمعاصرين لمحمد فوزي عند واقعة تأميم شركته، بعضهم قالوا انه اخطأ لأنه اسماها شركة ولو اطلق عليها تسمية اخرى لما خصصت للتأميم، وبعضهم قال انه غنى لوطنه وبلده فقط، لكنه لم يقم بالغناء لزعيم الثورة عبدالناصر، كما فعل عبدالحليم حافظ ومحمد عبدالوهاب، لذا فإن التأميم لم يقترب من أيهما، رغم ما كان لديهما من ثراء يفوق ما كان لدى محمد فوزي،
أما زوجته الثانية الفنانة مديحة يسري فقالت: لو انهم احسنوا معاملته كأن يكون مستشارا للشركة، بدلا من ان يصير مجرد موظف صغير بها لتغير الأمر.. أيا كان التفسير، فما جرى كان خطأ قاتلا، والاخطر منه ان الشركة تراجعت بعد ان تم تأميمها.

صراحة فنية

لم يكن محمد فوزي رغم ما فيه من طيبة وبساطة يتردد في ان يعلن رأيه بصراحة وبشجاعة، دون ان يخاف من احد أو ان يحرج احدا
ففي الموسيقى قال ان موسيقانا محلية وانها محدودة في صياغتها لان اغلبها يعتمد على سلم موسيقى مختلف عن السلم الموسيقى العالمي، ولغتنا الموسيقية غير مفهومة للعالم الغربي، لذا كان يدافع عن المزج بين الموسيقى الشرقية والموسيقى الغربية، وقال ان روح التقدم والتجديد تستوجب تقديم الموسيقى العربية في اطار مختلف ومغاير للمنهج التقليدي السائد، وبهذا المعنى تمكن من القول انه يحترم موسيقى محمد عبدالوهاب لكنه لا ينتمي إلى مدرسته ولا يجد نفسه منجذبا الى اسلوب لا يريده.

ظهر محمد فوزي في عصر مليء بالنجوم والقامات الكبيرة، مثل محمد عبدالوهاب والقصبجي والسنباطي ومحمود الشريف وزكريا احمد وفريد الاطرش وليلى مراد ولم يجد صعوبة في ان يتقدم الصفوف، وان يكون فنانا له اسمه وشهرته وهذا يكشف موهبته الصادقة وجديته واخلاصه لفنه.

لقد ظلم محمد فوزي في حياته وراح ضحية قرار سياسي طائش، ومع ذلك لم يخلط بين الخاص والعام، لذا ظل حتى النفس الاخير يقول «بلدي احببتك يا بلدي».. والآن بعد مرور 43 عاما على رحيله، وقرابة نصف قرن على تأميم شركته، وتغير سياسة الدولة فباتت تشجع الاستثمار، وتتيح الفرص للمستثمرين فهل يتم رد الاعتبار للفنان الكبير محمد فوزي؟! لابد ان يحدث ذلك


.

■ غن كتاب: محمد فوزي ـ المجد والدموع ■ المؤلف: مصطفى بيومي ■ الناشر: سلسلة رواد الاستثمار - بالقاهرة 2009

hanyyy
07/01/2011, 06h54
كان الأجانب يحتكرون هذه التقنيات