عادل صموئيل
26/07/2008, 18h31
احبائى
كم اسعدتنى ردودكم على الحلقة الاولى من ذكرياتى ومن الرسائل الخاصة الكثيرة اقترحوا ان انزل ملف مكتوب على الوورد اوفيس وانا اقدم اليوم ملفين للحلقة الاولى والثانية فى المرفقات لمن يحب ان يحتفظ بمقالاتى وانا اكتب المقالات دائما على الوورد اوفيس لأنى اكتبها من ذكرياتى ولا انقلها من مكتوب من قبل والوورد يتيح لى ان اكتب ثم انتظر او اغلق واعود ثم انقح ثم اضيف وهذا طبعا غير متوفر فى الكتابة على المنتدى مباشرة
ولا انكر انى كنت متوجساً خيفة ان اكون اطيل عليكم مع انى احاول الاختصار لأن الحياة مع العمالقة كل يوم بقصة وكل دقيقة لها لمسة فنية ولذلك هم عمالقة
ابدأ كلامى بأستكمال الحديث عن باقى نجوم الفرقة المتميزون
مجدى بولس : كان امهر عازف تشيللو فى العالم العربى على الاطلاق وبلغت مهارته منافسة عازفى الكمنجة المهرة علما بأن مسافات التشيللو واسعة جدا بمعنى انك فى الكمنجة ممكن تعزف عشرات الساعات على وضع واحد بمعنى يدك ثابتة فى مكان بينما الاصابع تتحرك لكن التشيللو ليعوف حملة واحدة محتاج ان يتحرك بين 3 اوضاع ويده كلها تتحرك الى اسفل واعلى لذلك عازف التشيللو المجيد قليل جدا والمجيد يعنى ان تكون نغماته سليمة ومجدى بولس كان ليس مجيدا فقط ولكنه كان مبدعا وبالذات فى النغمات الشرقية وهى صعبة جدا على التشيللو ولو شبههت الآلات بالحيوانات الكمنجة حركتها مثل الغزال والتشيلو حركته اقل مثل الدب الكبير اما الكونترباص مثل الفيل وعندما يأتى عازف يجعل حركة الدب الكبير الثقيل مثل حركة الغزال اعتفد انتم قولوا , وكنا دائما نعمل البروفات فى النادى الماسى مقر الفرقة الماسية 34 شارع عدلى بالقاهرة الدور السابع وكل عازف فى البروفة مكانة محفوظ ومعروف واسعدنى حظى فى البروفات ان يجلس محمود عفت امامى ويجلس خلفى كل من حسان كمال ومجدى بوس وكم اطاروا عقلى بالإستماع اليهم فى زمن لن يعود
اعود للحديث عن عازفى الكمان ذكرت فى الحلقة الاولى احمد الحفناوى وقد عملت معه طول الفترة وكان صديقى وتكلمت عن لونه المتميز وسأعود للحديث عنه ولكن لن اغفل نجم لم اره
انور منسى :كان من نجوم الماسية اللذين اختطفهم القدر فى عمر الزهور وقد تميز باللون الغربى واعطى وجوده للعمالقة مثل عبد الوهاب خامة جديدة للإبداع واستغله كما ينبغى ان يكون الاستغلال الصحيح وانتم لاتنسوا النهر الخالد والفن وحياتى انت وفى الاخيرة عبد الوهاب الف الموسيقى وترك فيها فراغات حدد لأنور منسى ملئها ولكن بروح عبد الوهاب واسلوب انور منسى فنتج ابداعاً لم ولن يتكرر ومن هنا ايضاً تتجلى عبقرية عبد الوهاب فى من يعزف الصولو كان الحفناوى موجود وله ابداعه ولكن انور منسى كان مطلوب فى هذا اللحن
محمود القصبجى : كان محمود القصبجى من امهر عازفى الكمان وهو ابن اخت الموسيقار الكبير محمد القصبجى وتربى فى بيته وكان رفيقا له طول عمره وبأختصار تخيلوا عندما يكون عازف ماهر مقيم فى بيت القصبجى ومتعايش معه كيف يصل ابداعه ( ياريت كنت انا ) وتوارث الفن جميل فى مواقف ولكن فاشل فى مواقف وكثيرا ما منع فنانين كبار ابناءهم من العمل فى الفن لقلة مستواهم الفنى وحتى لايضيعوا تاريخ الكبار اللذين حفروه بأظافرهم .
عبد المنعم الحريرى : من امهر عازفى الكمنجة على الاطلاق ولكنه ترك الفرقة الماسية وتفرغ للفرقة الدينية وله الحان معروفة تذاع بالإذاعة بأستمرار
ميشيل المصرى :كان عازف كمان مبدع وموزع جميل جميل متطور وكان يتميز بتدوين النوتة الموسيقية فقد كان الملحنين لايدونون اعمالهم ولكن يلجئون لأستاذ متخصص لأن كتابة النوتة السليمة هى حياة او موت اللحن وبالذات العمالقة لأن الحانهم كانت صعبة وتحتاج دقة شديدة ولماحية ولايستطيع اى مدون عادى كتابتها كما ينبغى وميزة ميشيل المصرى الاساسية انه كان خبيرا فى موسيقى الخليج وانا عندما اقول خبير يعنى خبير ويرجع اليه الفضل فى تطوير موسيقى الخليج بأحتضانه للملحنين الشباب ثم كتابة الحانهم ثم تعريفهم بأحسن طرق الاداء وكيفية استغلال المقامات الخليجية والايقاعات الخليجية فى اجمل استغلال ممكن حتى صارت موسيقى الخليج موسيقى مسموعة فى كل العالم وكان المطرب الخليجى يأتى لمصر وعنده عدة الحان للسنة الجديدة ينزل من الطائرة على ميشيل المصرى يكتبهم له ويعدهم ثم يأتى ويسجلهم على الفرقة الماسية ويأخذهم المطرب الى بلده ويقدمهم للإذاعات ويأتى مطرب غيره وهكذا واول ما عملت فى الفرقة الماسية كانت الاغانى الخليجية التى نسجلها قليلة الحجم يعنى اللحن جملتين يغنى عليهم المطرب عدة كوبليهات ثم تطوروا وظهرت مدارس مثل محمد عبده الذى بدأيعمل مقدمات موسيقية جميلة وطلال وغيرهم ومن اهم ماشاهدت اننا اجدنا نحن عزف الالحان الخليجية ولكن المشكلة الايقاعات فالإيقاعات الخليجية تمتاز [نها معقدة وصعبة ومتداخلة يعنى مطلوب على الاقل 4 عازفين ماهرين يعزفون ولكن بطريقة متداخلة وهى جميلة فى السمع ولكن عندنا صعبة فى التنفيذ وسرعان ما وجد ميشيل المصرى الحل العبقرى وهو ان يأتى المطرب معه بعازفين ايقاع من السعودية وحدثت وكان محمد عبده يأتى معه بثلاث عازفين ايقاع سعوديين يعزفون اكثر ما يستطيعوا من ابداع خليجى ثم يعزف معهم الساحر حسن انور بتلوين شىء جديد يضيف لمسة جديدة مبهرة على الايقاع السعودى وكانت النتائج مبهرة واسمعوهم .
نصر عبد المنصف :هذا العملاق والذى كان الجندى المجهول فى الفرقة الماسية ووجوده حول هذه الفرقة من مسار لمسار آخر مع اننى اعتقد ان هذه اول مرة معظمكم يسمع اسمه
كان عازف كمان ولكنه تميز انه احسن استاذ فى كتابة النونة الموسيقية العربية فى تاريخ الموسيقى العربية وهو الذى إخترع عدة علامات فى النوتة الشرقية لتتلائم مع احتياجات طريقة عزفنا وطلبات الملحنين الكبار والمطربين الكبار فأنت عندما ترى نوتة شرقية مكتوب فيها الغناء والازمات الصغيرة التى ترد على المطرب تجد فوقها خط مثل
وهى تحدد ان هذه لازمة وقد اخترعها نصر عبد المنصف وهى غير موجودة فى الموسيقى الغربية ( ودليل كلامى انها غير موجودة فى برنامج التدوين انكور لأنهم لا يعرفونها ) ثم احتياجات الكتابة فالمطربين المبدعين يعيدون اجزاء الكوبليه الداخلية بطرق متداخلة يصعب فيها الكتابة بطريقة السينيو والدوبل سينينو فإخترع نصر عبد المنصف مرجعات ولكن متداخلة حسب طلبهم فتجد مرجهع كبير بلون احمر يحوى داخله عدة مرجعات او مربع مشرشر يحوى داخله عدة مرجعات كبير وعادى بحيث تقرأ النوتة وانت مسترخى والمطرب يعيد من اى مكان يخطر على باله والمرجعات امامنا ولو تلاحظوا لم تصدر عن الفرقة الماسية غلطة واحدة فى اى حفلة مع كل هذه التداخلات وذلك بفضل عبقرية كتابة النوتة ونصر عبد المنصف , وهذا الرجل كان صديقى مع ان كان عمرى 22سنة وهو جاوز الستين وكان شخصية فذة كان يكتب اى شىء فلوسقط منك قرشاً على الارض يكتب لك الصوت الايقاعى الذى اصدره القرش , وهذا الرجل كان كن اهم المدارس الذى تعلمت منها تدوين النوتة الموسيقية , بدأت صداقتنا اولا بزمالة فى الفرقة فقد كنا نتاقابل كل يوم فى استوديو الاذاعة من 6 الى 9 مساء لتسجيل الاغانى والصدفة البحتة او ان الله اراد ان يكرمنى بأن ساق لى هذا الرجل الكبير كان من الاثرياء ويكملك فيللا انيقة فى مصر الجديدة وكان يمتلك عدة سيارات له ولاولاده ولكنه كان يكره القادة او يخاف منها وكان متواضعا وليس من النوع الذى يوظف عنده سائق ومرة بعد ماخلص التسجيل ونزلنا سويا الى الشارع لمحته يشير الى سيارة اجرة قلت له الى انت ذاهب قال لى الى مصر الجديدة قلت له تفضل معى انا ساكن فى عين شمس وانت فى طريقى وعزمته على سيارتى المتواضعة ومنذ تلك الليلة اصبحت لا افارقه وبعد عدة ايام قال لى اليوم انا ذاهب الى عبد الوهاب لأكتب له لحن ونتقابل غداً ولا تحب تيجى معايا؟
( قد يكون هو فكر ان الليلة شتاء وسينزل من عند عبد الوهاب الساعة 3 صباحاً وعبد الوهاب يسكن فى منطقة هادئة فى الزمالك ومن الصعب العثور على تاكسى فى تلك المنطقة ) المهم انه اخذنى معه وهناك تقابلت مع عبد الوهاب وانا كنت بالنسبة له عازف جديد فى الفرقة والعلاقة بيننا لا تتعدى السلام وتكلم معى وبدأ حوار وصداقة بعد ذلك وبدأ الاستاذ عبد الوهاب وامسك العود وبدأ يملى نصر عبد المنصف فوجئت بطريقة جديدة وسرعة لم اعهدها . السرعة العادية ان يعزف الملحن جملة مرتين ثم يعزف المازورة الاولى مرتين ونكتبها ثم نراجع عليها ثم الاولى والثانية وهكذا فوجئت بعبد الوهاب يعزف ونصر عبد المنصف يكتب وكأنه يمليه عربى وكأنه صحفى يكتب بطريقة الاختزال مدرسة جديدة وقدرة خارقة ومهما كانت المازورة صعبة والمقام غريب كانت سرعته واحدة قطار منطلق بسرعة قلمه الرصاص يلتهم النغمات . المهم بعد ان انتهت الصفحة سلم علينا عبد الوهاب بحرارة وندهنى بأسمى وقال لى احب اشوفك تانى وفى السيارة اثناء رحلة العودة قال لى اتضايقت من القعدة قلت له يا استاذ مارأيته هذه الليلة لايمكن اتعلمه فى اى اكاديمية فى سنة قال تحب تيجى معايا تانى قلت له ارجوك وكانت فى المرات التالية كنت لا افرج فقط ولكن شحذت عقلى لأستفيد من هاذان العملاقان كان كل ما عبد الوهاب يعزف مازورة واحللها فى ذهنى ثم انظر الى ماكتب عم نصر فى الاول طبعا كانت اخطائى كبيرة وخطيرة ثم بالتدريج صارت الاخطاء تقل ولا انكر انى بذلت مجهودا عملاقا لكى اجارى هذان العملاقان حتى جاء يوم احسست انى ممكن اكتب نوتة وعلى مستوى ومع تكرار هذه المشاوير اخذنى معه الى بليغ حمدى والموجى وكمال الطويل وعبد الحليم وكل الفنانين لأنه كان يكتب لهم وتكونت صداقات بينى وبينهم وبعد وفاة المرحوم الاستاذ نصر كانوا يطلبونى لأكتب لهم وهناك مفارقة مضحكة هناك نظرية عامة وهى ان جودة الخط تنتج عن الكتابة بتأنى اما السرعة الشديدة فى الكتابة تنتج خط ردىء من الصعب قراءته وكانت سرعة نصر عبد المنصف الشديدة فى الكتابة تجعل خطه فى النوتة ردىء جدا وكنت لا استطيع قراءته وكان الوحيد فى مصر الذى يستطيع قراءة خط عم نصر العفريت القصير , وهذا العفريت رجل عجوز اسمعه عبد الملاك النساخ
وكان يشبه فى جسمه سعيد ابو بكر الممثل ولكنه كان شكله عجوز جدا وكنا نهزر معه ونسميه وزير الشباب وكان هذا الموهوب يعمل نساخا للنوتة الموسيقية يعنى يأخذ النوتة التى نكتبها بالقلم الرصاص ثم ينسخها بالريشة والحبر الشينى بخط اجمل من خط الكتب الموسيقية الاوربية وطان ضليعاً فى كتابة النوتة لحد انى عدة مرات اقتضت الظروف ( وكنت مسؤولاً عن النوت الموسيقية فى الفرقة الماسية سنوات طويلة ) كان من السهل عبد الملاك هذا ان تقول له انسخ لى هذا اللحن 2 تون هابط او صاعد كان عبقرى وللعلم من اهم مميزات الفرقة الماسية انها الفرقة الوحيدة التى كانت تلجأ للنساخ لكتابة النوت الموسيقية لأن اخطر شىء فى النوتة الوضوح وعدم الشك فى حرف يعنى تخيل لو نغمة مكتوبة عند الخط الاول ولكن مش محددة يعنى تشك هل هى ( مى) ولا ( فا ) فى الفرقة الماسية هذا الحرف يعمل كارثة لأن ممكن عازفين يعزفوه مى وعازفين يعزفون فا طبعا لا تتخيل درجة النشاز ومن المفارقات المضحكة ان احمد فؤاد حسن كان يتخوف او يتوجس خيفة من العمل مع الفنانة صباح لأنها كما تعلمون اغانيها صغيرة فكانت تأتى قبل الحفلة بيوم وتعمل بروفة واحدة وتأتى معها بخمسة عشر اغنية ومكتوبة بقلم حبر جاف وخط مثل النمل مما كان يجعلنا نقرأها وكاننا نسير على حبل لأن النوتة فيها مجالات للشك فى الحروف ومن الملحوظ ايام عبد الملاك ان تصوير المستندات بالطرق الحديثة لم يكن معروفا اين ذاك وتخيلوا مثلا اغانى عبد الحليم اعنية موعود كانت النوتة 3ا صفحة فولسكاب ونريد منها عشرين نسخة كان عبد الملاك يكتبهم صفحة صفحة وكان يقبض على الصغحة عشر قروش ايامها ! ذكرنى بالدكتور طه حسين كانت الجامعة تطلب من رسالة الدكتوراه خمس نسخ كان يكلف اصدقاءه بنسخها باليد ومع كل تلك العقبات كان اجمل زمن فى الدنيا
مجدى الحسينى: كان ماهراً ولكن مشكلته الخطيرة انه لاقرأ النوتة الموسيقية ويعتمد على الحفظ وكان ناجحا فى الاغانى الكبيرة التى تحتاج بروفات كثيرة ليتسنى له الحفظ ولكن فى الاغانى السريعة التى تحتاج تسجيل فورى كان لا يعمل فيها
هانى مهنى : امتاز بقراءة النوتة الفورية ولكنه ترك الفرقة الماسية لأنه اراد تكوين فرقة لنفسه
محمد على سليمان : كان من ابرع عازفى الكمان ولكنه كان عنده احتياج لترك الفرقة والتفرغ للتلحين وكان شقيق المطرب الراحل عماد عبد الحليم ووالد المطربة انغام وعمل لهم الحان كثرة سمعتوها بالطبع
عبد الغنى غنيم ومحمد كرم : كانا من ابرع واخطر عازفى الكمان وارتبطا ببعضهما على انهما دويتو لا يفترقان ومرة سيد مكاوى فى اغنية شعورى ناحيتك جعلهما يعزفان صولو واحد قرار والآخر جواب فكان نقلة جديدة فى الاستفادة من العازفين العمالقة بكل جديد وجميل ومتطور
اشكركم لحسن تقبلكم والحلقة الثالثة سأتكلم عن سر خطير من اخطر اسرار الابداع لم يتكلم فيه احد قبلى واتشرف بالتحدث لأول مرة على منتدانا الغالى فى هذا الموضوع الذى ستجدونه من اغرب المواضيع على الاطلاق
مع اطيب تحياتى والى الحلقة القادمة عادل صموئيل
كم اسعدتنى ردودكم على الحلقة الاولى من ذكرياتى ومن الرسائل الخاصة الكثيرة اقترحوا ان انزل ملف مكتوب على الوورد اوفيس وانا اقدم اليوم ملفين للحلقة الاولى والثانية فى المرفقات لمن يحب ان يحتفظ بمقالاتى وانا اكتب المقالات دائما على الوورد اوفيس لأنى اكتبها من ذكرياتى ولا انقلها من مكتوب من قبل والوورد يتيح لى ان اكتب ثم انتظر او اغلق واعود ثم انقح ثم اضيف وهذا طبعا غير متوفر فى الكتابة على المنتدى مباشرة
ولا انكر انى كنت متوجساً خيفة ان اكون اطيل عليكم مع انى احاول الاختصار لأن الحياة مع العمالقة كل يوم بقصة وكل دقيقة لها لمسة فنية ولذلك هم عمالقة
ابدأ كلامى بأستكمال الحديث عن باقى نجوم الفرقة المتميزون
مجدى بولس : كان امهر عازف تشيللو فى العالم العربى على الاطلاق وبلغت مهارته منافسة عازفى الكمنجة المهرة علما بأن مسافات التشيللو واسعة جدا بمعنى انك فى الكمنجة ممكن تعزف عشرات الساعات على وضع واحد بمعنى يدك ثابتة فى مكان بينما الاصابع تتحرك لكن التشيللو ليعوف حملة واحدة محتاج ان يتحرك بين 3 اوضاع ويده كلها تتحرك الى اسفل واعلى لذلك عازف التشيللو المجيد قليل جدا والمجيد يعنى ان تكون نغماته سليمة ومجدى بولس كان ليس مجيدا فقط ولكنه كان مبدعا وبالذات فى النغمات الشرقية وهى صعبة جدا على التشيللو ولو شبههت الآلات بالحيوانات الكمنجة حركتها مثل الغزال والتشيلو حركته اقل مثل الدب الكبير اما الكونترباص مثل الفيل وعندما يأتى عازف يجعل حركة الدب الكبير الثقيل مثل حركة الغزال اعتفد انتم قولوا , وكنا دائما نعمل البروفات فى النادى الماسى مقر الفرقة الماسية 34 شارع عدلى بالقاهرة الدور السابع وكل عازف فى البروفة مكانة محفوظ ومعروف واسعدنى حظى فى البروفات ان يجلس محمود عفت امامى ويجلس خلفى كل من حسان كمال ومجدى بوس وكم اطاروا عقلى بالإستماع اليهم فى زمن لن يعود
اعود للحديث عن عازفى الكمان ذكرت فى الحلقة الاولى احمد الحفناوى وقد عملت معه طول الفترة وكان صديقى وتكلمت عن لونه المتميز وسأعود للحديث عنه ولكن لن اغفل نجم لم اره
انور منسى :كان من نجوم الماسية اللذين اختطفهم القدر فى عمر الزهور وقد تميز باللون الغربى واعطى وجوده للعمالقة مثل عبد الوهاب خامة جديدة للإبداع واستغله كما ينبغى ان يكون الاستغلال الصحيح وانتم لاتنسوا النهر الخالد والفن وحياتى انت وفى الاخيرة عبد الوهاب الف الموسيقى وترك فيها فراغات حدد لأنور منسى ملئها ولكن بروح عبد الوهاب واسلوب انور منسى فنتج ابداعاً لم ولن يتكرر ومن هنا ايضاً تتجلى عبقرية عبد الوهاب فى من يعزف الصولو كان الحفناوى موجود وله ابداعه ولكن انور منسى كان مطلوب فى هذا اللحن
محمود القصبجى : كان محمود القصبجى من امهر عازفى الكمان وهو ابن اخت الموسيقار الكبير محمد القصبجى وتربى فى بيته وكان رفيقا له طول عمره وبأختصار تخيلوا عندما يكون عازف ماهر مقيم فى بيت القصبجى ومتعايش معه كيف يصل ابداعه ( ياريت كنت انا ) وتوارث الفن جميل فى مواقف ولكن فاشل فى مواقف وكثيرا ما منع فنانين كبار ابناءهم من العمل فى الفن لقلة مستواهم الفنى وحتى لايضيعوا تاريخ الكبار اللذين حفروه بأظافرهم .
عبد المنعم الحريرى : من امهر عازفى الكمنجة على الاطلاق ولكنه ترك الفرقة الماسية وتفرغ للفرقة الدينية وله الحان معروفة تذاع بالإذاعة بأستمرار
ميشيل المصرى :كان عازف كمان مبدع وموزع جميل جميل متطور وكان يتميز بتدوين النوتة الموسيقية فقد كان الملحنين لايدونون اعمالهم ولكن يلجئون لأستاذ متخصص لأن كتابة النوتة السليمة هى حياة او موت اللحن وبالذات العمالقة لأن الحانهم كانت صعبة وتحتاج دقة شديدة ولماحية ولايستطيع اى مدون عادى كتابتها كما ينبغى وميزة ميشيل المصرى الاساسية انه كان خبيرا فى موسيقى الخليج وانا عندما اقول خبير يعنى خبير ويرجع اليه الفضل فى تطوير موسيقى الخليج بأحتضانه للملحنين الشباب ثم كتابة الحانهم ثم تعريفهم بأحسن طرق الاداء وكيفية استغلال المقامات الخليجية والايقاعات الخليجية فى اجمل استغلال ممكن حتى صارت موسيقى الخليج موسيقى مسموعة فى كل العالم وكان المطرب الخليجى يأتى لمصر وعنده عدة الحان للسنة الجديدة ينزل من الطائرة على ميشيل المصرى يكتبهم له ويعدهم ثم يأتى ويسجلهم على الفرقة الماسية ويأخذهم المطرب الى بلده ويقدمهم للإذاعات ويأتى مطرب غيره وهكذا واول ما عملت فى الفرقة الماسية كانت الاغانى الخليجية التى نسجلها قليلة الحجم يعنى اللحن جملتين يغنى عليهم المطرب عدة كوبليهات ثم تطوروا وظهرت مدارس مثل محمد عبده الذى بدأيعمل مقدمات موسيقية جميلة وطلال وغيرهم ومن اهم ماشاهدت اننا اجدنا نحن عزف الالحان الخليجية ولكن المشكلة الايقاعات فالإيقاعات الخليجية تمتاز [نها معقدة وصعبة ومتداخلة يعنى مطلوب على الاقل 4 عازفين ماهرين يعزفون ولكن بطريقة متداخلة وهى جميلة فى السمع ولكن عندنا صعبة فى التنفيذ وسرعان ما وجد ميشيل المصرى الحل العبقرى وهو ان يأتى المطرب معه بعازفين ايقاع من السعودية وحدثت وكان محمد عبده يأتى معه بثلاث عازفين ايقاع سعوديين يعزفون اكثر ما يستطيعوا من ابداع خليجى ثم يعزف معهم الساحر حسن انور بتلوين شىء جديد يضيف لمسة جديدة مبهرة على الايقاع السعودى وكانت النتائج مبهرة واسمعوهم .
نصر عبد المنصف :هذا العملاق والذى كان الجندى المجهول فى الفرقة الماسية ووجوده حول هذه الفرقة من مسار لمسار آخر مع اننى اعتقد ان هذه اول مرة معظمكم يسمع اسمه
كان عازف كمان ولكنه تميز انه احسن استاذ فى كتابة النونة الموسيقية العربية فى تاريخ الموسيقى العربية وهو الذى إخترع عدة علامات فى النوتة الشرقية لتتلائم مع احتياجات طريقة عزفنا وطلبات الملحنين الكبار والمطربين الكبار فأنت عندما ترى نوتة شرقية مكتوب فيها الغناء والازمات الصغيرة التى ترد على المطرب تجد فوقها خط مثل
وهى تحدد ان هذه لازمة وقد اخترعها نصر عبد المنصف وهى غير موجودة فى الموسيقى الغربية ( ودليل كلامى انها غير موجودة فى برنامج التدوين انكور لأنهم لا يعرفونها ) ثم احتياجات الكتابة فالمطربين المبدعين يعيدون اجزاء الكوبليه الداخلية بطرق متداخلة يصعب فيها الكتابة بطريقة السينيو والدوبل سينينو فإخترع نصر عبد المنصف مرجعات ولكن متداخلة حسب طلبهم فتجد مرجهع كبير بلون احمر يحوى داخله عدة مرجعات او مربع مشرشر يحوى داخله عدة مرجعات كبير وعادى بحيث تقرأ النوتة وانت مسترخى والمطرب يعيد من اى مكان يخطر على باله والمرجعات امامنا ولو تلاحظوا لم تصدر عن الفرقة الماسية غلطة واحدة فى اى حفلة مع كل هذه التداخلات وذلك بفضل عبقرية كتابة النوتة ونصر عبد المنصف , وهذا الرجل كان صديقى مع ان كان عمرى 22سنة وهو جاوز الستين وكان شخصية فذة كان يكتب اى شىء فلوسقط منك قرشاً على الارض يكتب لك الصوت الايقاعى الذى اصدره القرش , وهذا الرجل كان كن اهم المدارس الذى تعلمت منها تدوين النوتة الموسيقية , بدأت صداقتنا اولا بزمالة فى الفرقة فقد كنا نتاقابل كل يوم فى استوديو الاذاعة من 6 الى 9 مساء لتسجيل الاغانى والصدفة البحتة او ان الله اراد ان يكرمنى بأن ساق لى هذا الرجل الكبير كان من الاثرياء ويكملك فيللا انيقة فى مصر الجديدة وكان يمتلك عدة سيارات له ولاولاده ولكنه كان يكره القادة او يخاف منها وكان متواضعا وليس من النوع الذى يوظف عنده سائق ومرة بعد ماخلص التسجيل ونزلنا سويا الى الشارع لمحته يشير الى سيارة اجرة قلت له الى انت ذاهب قال لى الى مصر الجديدة قلت له تفضل معى انا ساكن فى عين شمس وانت فى طريقى وعزمته على سيارتى المتواضعة ومنذ تلك الليلة اصبحت لا افارقه وبعد عدة ايام قال لى اليوم انا ذاهب الى عبد الوهاب لأكتب له لحن ونتقابل غداً ولا تحب تيجى معايا؟
( قد يكون هو فكر ان الليلة شتاء وسينزل من عند عبد الوهاب الساعة 3 صباحاً وعبد الوهاب يسكن فى منطقة هادئة فى الزمالك ومن الصعب العثور على تاكسى فى تلك المنطقة ) المهم انه اخذنى معه وهناك تقابلت مع عبد الوهاب وانا كنت بالنسبة له عازف جديد فى الفرقة والعلاقة بيننا لا تتعدى السلام وتكلم معى وبدأ حوار وصداقة بعد ذلك وبدأ الاستاذ عبد الوهاب وامسك العود وبدأ يملى نصر عبد المنصف فوجئت بطريقة جديدة وسرعة لم اعهدها . السرعة العادية ان يعزف الملحن جملة مرتين ثم يعزف المازورة الاولى مرتين ونكتبها ثم نراجع عليها ثم الاولى والثانية وهكذا فوجئت بعبد الوهاب يعزف ونصر عبد المنصف يكتب وكأنه يمليه عربى وكأنه صحفى يكتب بطريقة الاختزال مدرسة جديدة وقدرة خارقة ومهما كانت المازورة صعبة والمقام غريب كانت سرعته واحدة قطار منطلق بسرعة قلمه الرصاص يلتهم النغمات . المهم بعد ان انتهت الصفحة سلم علينا عبد الوهاب بحرارة وندهنى بأسمى وقال لى احب اشوفك تانى وفى السيارة اثناء رحلة العودة قال لى اتضايقت من القعدة قلت له يا استاذ مارأيته هذه الليلة لايمكن اتعلمه فى اى اكاديمية فى سنة قال تحب تيجى معايا تانى قلت له ارجوك وكانت فى المرات التالية كنت لا افرج فقط ولكن شحذت عقلى لأستفيد من هاذان العملاقان كان كل ما عبد الوهاب يعزف مازورة واحللها فى ذهنى ثم انظر الى ماكتب عم نصر فى الاول طبعا كانت اخطائى كبيرة وخطيرة ثم بالتدريج صارت الاخطاء تقل ولا انكر انى بذلت مجهودا عملاقا لكى اجارى هذان العملاقان حتى جاء يوم احسست انى ممكن اكتب نوتة وعلى مستوى ومع تكرار هذه المشاوير اخذنى معه الى بليغ حمدى والموجى وكمال الطويل وعبد الحليم وكل الفنانين لأنه كان يكتب لهم وتكونت صداقات بينى وبينهم وبعد وفاة المرحوم الاستاذ نصر كانوا يطلبونى لأكتب لهم وهناك مفارقة مضحكة هناك نظرية عامة وهى ان جودة الخط تنتج عن الكتابة بتأنى اما السرعة الشديدة فى الكتابة تنتج خط ردىء من الصعب قراءته وكانت سرعة نصر عبد المنصف الشديدة فى الكتابة تجعل خطه فى النوتة ردىء جدا وكنت لا استطيع قراءته وكان الوحيد فى مصر الذى يستطيع قراءة خط عم نصر العفريت القصير , وهذا العفريت رجل عجوز اسمعه عبد الملاك النساخ
وكان يشبه فى جسمه سعيد ابو بكر الممثل ولكنه كان شكله عجوز جدا وكنا نهزر معه ونسميه وزير الشباب وكان هذا الموهوب يعمل نساخا للنوتة الموسيقية يعنى يأخذ النوتة التى نكتبها بالقلم الرصاص ثم ينسخها بالريشة والحبر الشينى بخط اجمل من خط الكتب الموسيقية الاوربية وطان ضليعاً فى كتابة النوتة لحد انى عدة مرات اقتضت الظروف ( وكنت مسؤولاً عن النوت الموسيقية فى الفرقة الماسية سنوات طويلة ) كان من السهل عبد الملاك هذا ان تقول له انسخ لى هذا اللحن 2 تون هابط او صاعد كان عبقرى وللعلم من اهم مميزات الفرقة الماسية انها الفرقة الوحيدة التى كانت تلجأ للنساخ لكتابة النوت الموسيقية لأن اخطر شىء فى النوتة الوضوح وعدم الشك فى حرف يعنى تخيل لو نغمة مكتوبة عند الخط الاول ولكن مش محددة يعنى تشك هل هى ( مى) ولا ( فا ) فى الفرقة الماسية هذا الحرف يعمل كارثة لأن ممكن عازفين يعزفوه مى وعازفين يعزفون فا طبعا لا تتخيل درجة النشاز ومن المفارقات المضحكة ان احمد فؤاد حسن كان يتخوف او يتوجس خيفة من العمل مع الفنانة صباح لأنها كما تعلمون اغانيها صغيرة فكانت تأتى قبل الحفلة بيوم وتعمل بروفة واحدة وتأتى معها بخمسة عشر اغنية ومكتوبة بقلم حبر جاف وخط مثل النمل مما كان يجعلنا نقرأها وكاننا نسير على حبل لأن النوتة فيها مجالات للشك فى الحروف ومن الملحوظ ايام عبد الملاك ان تصوير المستندات بالطرق الحديثة لم يكن معروفا اين ذاك وتخيلوا مثلا اغانى عبد الحليم اعنية موعود كانت النوتة 3ا صفحة فولسكاب ونريد منها عشرين نسخة كان عبد الملاك يكتبهم صفحة صفحة وكان يقبض على الصغحة عشر قروش ايامها ! ذكرنى بالدكتور طه حسين كانت الجامعة تطلب من رسالة الدكتوراه خمس نسخ كان يكلف اصدقاءه بنسخها باليد ومع كل تلك العقبات كان اجمل زمن فى الدنيا
مجدى الحسينى: كان ماهراً ولكن مشكلته الخطيرة انه لاقرأ النوتة الموسيقية ويعتمد على الحفظ وكان ناجحا فى الاغانى الكبيرة التى تحتاج بروفات كثيرة ليتسنى له الحفظ ولكن فى الاغانى السريعة التى تحتاج تسجيل فورى كان لا يعمل فيها
هانى مهنى : امتاز بقراءة النوتة الفورية ولكنه ترك الفرقة الماسية لأنه اراد تكوين فرقة لنفسه
محمد على سليمان : كان من ابرع عازفى الكمان ولكنه كان عنده احتياج لترك الفرقة والتفرغ للتلحين وكان شقيق المطرب الراحل عماد عبد الحليم ووالد المطربة انغام وعمل لهم الحان كثرة سمعتوها بالطبع
عبد الغنى غنيم ومحمد كرم : كانا من ابرع واخطر عازفى الكمان وارتبطا ببعضهما على انهما دويتو لا يفترقان ومرة سيد مكاوى فى اغنية شعورى ناحيتك جعلهما يعزفان صولو واحد قرار والآخر جواب فكان نقلة جديدة فى الاستفادة من العازفين العمالقة بكل جديد وجميل ومتطور
اشكركم لحسن تقبلكم والحلقة الثالثة سأتكلم عن سر خطير من اخطر اسرار الابداع لم يتكلم فيه احد قبلى واتشرف بالتحدث لأول مرة على منتدانا الغالى فى هذا الموضوع الذى ستجدونه من اغرب المواضيع على الاطلاق
مع اطيب تحياتى والى الحلقة القادمة عادل صموئيل