أحمد عطية
24/07/2008, 01h17
كنت معتاداً كل عام بمجرد انتهاء الدراسة وبدء الأجازة الصيفية الذهاب إلى عمتي في إحدى ضواحي القاهرة لأمكث معها عدة أيام وكنت مرتبطاً بها أشد الارتباط وأحيانا كنت أساعدها في بعض الأعمال المنزلية البسيطة , وفى يوم وأنا في المطبخ منهمكاً في غسل بعض الأطباق بعد وجبة الغذاء وأثناء إنهمار الماء من الصنبور محدثاً خريراً جميلاً ناعماً على أحد الأطباق إنزلق بشدة بفعل مسحوق التنظيف واحتك بالحائط محدثاً صوتاً عالياً وبعد برهة سمعت كأن أحداً من الناحية الأخرى للحائط والتي يقع بها مطبخ الشقة المقابلة يحدث نفس الصوت , لم أهتم في بدء الأمر إذ كان علىَ سرعة الانتهاء من العمل حتى أتمكن من مشاهدة التلفاز فقد قاربت الساعة على السادسة والربع مساء موعد المسلسل العربي على القناة الثانية الذي أتابعه يومياً ولكن الصوت تكرر مرة أخرى كأنه يناديني فانتبهت حواسي بشدة وشدني الفضول لمعرفة ماذا يحدث وكانت نافذة المطبخ مجاورة لنافذة مطبخ الشقة الأخرى المقابلة فقلت لنفسي هامساً لماذا لا تنظر من خلال النافذة ربما تجد إجابة تشبع فضولك , وبالفعل أقدمت على ما عقدت العزم عليه وإذا بي أرى وأنا في كامل الدهشة والفرحة في آن واحد أجمل عينان لم أر مثلهما في حياتي لونهما أصفى من العسل وابتسامة تكاد تضئ الدنيا بنورها , تلك إذن ابنة الجيران التي كانت تحكى عنها عمتي دائماً وتلاقت العيون وارتعشت الشفاه وخفقت القلوب وكانت بداية قصة حب جميلة توجت بالارتباط ، ولكن وآه من تلك الكلمة فقد كان لها أخ سائق تاكسي فظ الطباع غليظ القلب لا يتورع على عقابها كلما حاولت أن تظهر مشاعرها نحوى وساءت العلاقة وحدث الانهيار المتوقع وانطفأ الحلم وكما بدأت القصة سريعاً انتهت أسرع ولم يتبق منها سوى طبق من الصيني مازلت احتفظ به حتى الآن .