المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أحمد رامي يتحدث عن أم كلثوم


omar shrief
22/06/2008, 17h48
هذا جزء من حوار صحفي أجرته مجلة آخر ساعة مع شاعر الشباب الأستاذ أحمد رامي ونشر ذلك الحديث الصحفي في مجلة آخر ساعة في عدد خاص بكوكب الشرق بعد رحيلها عن الدنيا

يقول الأستاذ أحمد رامي عندما سئل عن عشرته مع شهيدة الفن هكذا لقبها الصحفي

( أم كلثوم شهيدة الفن .. أم كلثوم كانت تغني ويأتي لها الطبيب بين الوصلتين ليعطيها الحقنة .. أم كلثوم كانت تسافر وهي مريضة لتحيي الحفلات لتجمع المال لمصر .. أم كلثوم هي السحر الذي وضعه الله في الصوت الجميل والإحساس البديع .. أم كلثوم ظاهرة لا تتكرر .. ألفت القلوب العربية .. أم كلثوم خلقت المونولوج الغنائي .. أم كلثوم خصها الله بهذا الصوت الذي لا يشبهه صوت آخر .. أم كلثوم كانت تغني وتترك الديوانين الأولين في نفس المقام .. المعروف عندنا أن الصوت يتكون من 21 درجة وأم كلثوم كانت تغني من الديوان الأول والثاني وكانت تدخل في الديوان الثالث وهناك فقرات مثل ينوح على الأغصان وحده ويشتكي لليل وجده وهذه الفقرة لا يمكن أن يصل إليها أي إنسان ولا بالصراخ وصوتها لا يصيبه أية بحة .. كان القصبجي يجر نفسه من على الكرسي خوفاً عليها حينما تصل لهذه الطبقات . أم كلثوم صوت حنان تشعر فيه بنفس الصدر وليس الحنجرة .. صوت قادم من قلبها أم كلثوم كانت تغني لنفسها قبل أن تغني للناس .. كانت أم كلثوم تبكي وتبتلع دموعها .. أم كلثوم كانت راهبة في محراب الفن .. كانت تغني وكأنها تصلي )

وقد بحثت عن هذا البيت الذي ذكره الأستاذ رامي ووجدته ضمن مونولوج عيني فيها الدموع الذي رفعه الأستاذ ( سماعي ) الذي أرجو أن يسامحني لإعادة رفعه في هذا الموضوع لتدعيمه

omar shrief
28/06/2008, 17h14
استكمالاً للحديث الصحفي الشيق الذي أجرته مجلة آخر ساعة مع الشاعر الكبير أحمد رامي الذي تحدث فيه الشاعر الكبير عن أم كلثوم وبعض ذكرياته معها وسأذكرها الآن بإذن الله تعالى

يسأل الصحفي الأستاذ رامي عن ذكرياته مع أم كلثوم وهل حضرت ليلة فرحه فيرد الأستاذ رامي
هو كان فرح متواضع ..وهي تطوعت وأحيت ليلة الفرح .. وكان في الشقة بتاعتنا .. أيامها لم يكن هناك موضة تأجير النوادي .. وكنت أسكن في بيت رجب باشا في حدائق القبة بجوار محطة البنزين وكانت الشقة ست حجرات وواسعة
وهي غنت لي قطعة كنت كتبتها للترحيب بعروسي وبالطبع ليس بها تخصيص .. أي تصلح للغناء وكان مطلعها
يا نجم مالك حيران .. بين الغمام والليل جاري .. والذي أذكره أنها غنتها لي وقعدت معنا في سهرة لطيفة جداً وباركت هذا الزواج ومن وقتها وهي صديقة زوجتي إلى حد بعيد .. ( وضعت الأغنية كمرفق )
الصحفي : شاعر الحب استمع لأم كلثوم وهي تغني للناس وسمعتها وهي تغني لك وحدك فأين كان ذلك
رامي : هي غنت لي فعلاً في مركب في رأس البر وأنا استمعت لها وحدي كثيراً فكل أغنية أكتبها لها أستمع إليها .. لا فرق في الإتقان .. والإخلاص موجود هنا وهنا
الصحفي : وما شعورك أنت
رامي : بالطبع أنا حين أستمع إليها وحدي فأنا أسمعها بستة آلاف أذن .. يعني أنا أسمعها وحدي كثيراً لأن كل ما أعطيها قطعة لابد أن أسمعها .. وأسمعها مع الملحن .. والملحن لابد أن يعرض علي لحنه .. وأنا أيضاً لابد أن أفتح صدري لكل ملاحظة منه كملحن
وحينما أعمل قطعة جديدة وأعطيها لرياض وهي تقرأها طبعاً قبل رياض ويقولوا لي مثلاً يصح تختصر هنا أو هذه كلمة ثقيلة على اللسان أو أن الجمهور قد لا يفهمها .. وأنا أيضاً أتكلم في اللحن لأني سميع والسمع موهبة مرة غنت أم كلثوم غناء جميلاً جداً فصعدت إليها في الإستراحة وقلت لها إيه الإبداع ده إنتي غنيتي الليلة كويس قوي قالت لي والله يا أخويا إنت اللي سمعت كويس قوي ..
وللحديث بقية بإذن الله تعالى

omar shrief
29/06/2008, 18h58
يسأل الصحفي الشاعر الكبير عن أول لقاء مع أم كلثوم فيجيب شاعرنا الكبير
كان أول لقاء في جنينة الأزبكية في العراء.. وكان هناك كشك صغير .. وكان فيه عبد الحميد عبده يعزف بفرقة وترية وفي الغروب كنا نذهب ونشرب خشاف .. في هذا الكشك كانت تغني وكنا نجلس في كراسي متناثرة حول الكشك على النجيل على الخضرة
الصحفي : ماذا كانت تلبس أيامها ..أم أنك لم تلتفت لملابسها ؟
رامي : لا واخد بالي جداً كانت تلبس جلباباً أسود طويل وفوقه بالطو لطيف بشراريب لطيفة وكانت تلبس عقالاً له بكر صغير لطيف ومذهب وكانت تضع الكوفية داخل البالطو وكان شكلها لطيف جداً
واستمعت إليها كان ذلك يوم 24 يوليو سنة 1924 وأعجبت بها جداً واتصلت بها كصديق وقالت لي أنا غنيت لك شعراً أريد أن أغني لك زجلاً فتأففت في أول الأمر ولكن أم كلثوم .. لا يرد لها طلب .. وخضعت
الصحفي : هل هذه هي بداية تطوير الأغنية ؟
رامي : في هذا العصر كانت الأغاني المكشوفة غالباً مثل إرخي الستارة اللي في ريحنا و تعالى يا شاطر نروح القناطر وهات القزازة وأقعد لاعبني و إيه اللي جرى في المندرة وأنا كنت لسة صغيرة واستطعنا أن نقطع دابر هذا النوع من الغناء لقد قتلناه والآن بعد 50 سنة نهضنا فيها بالأغنية نهضة كانت هي السبب في أن الدولة قدرتني وأعطتني جائزة الدولة التقديرية لأني طورت الأغنية
الصحفي : من أطلق عليها كوكب الشرق ؟
رامي : لا أعرف هم يقولون عليها كوكب الشرق ويقولون عنها سيدة الغناء العربي .. والله لا تكفيها ألقاب
الصحفي : وأنت بماذا تسميها .. ؟
رامي : سومة إنها نعمة من نعم الله أننا وجدنا في عصرها
وللحديث بقية بإذن الله تعالى

omar shrief
30/06/2008, 18h52
الصحفي : أيهما أحسن أم كلثوم بالتخت أم بدونه ؟
رامي : أنا شخصيا كنت أطرب لها بدون تخت أكثر ..أنا حاربت هذا لدرجة أنهم لما أقنعوها واشتغلت بالتخت قالوا إحنا جبنا دماغ رامي الأرض يعني انتصروا على لأني كنت أحب أسمعها أطول مدة وكنت أحب أتركها لسجيتها وغير هذا من غير تخت تغني لنا قطعاً أكثر ففي بعض الليالي كانت تغني لنا ست أو سبع أو ثماني قطع .. بدون آلات كنت أطرب لها أكثر ولكن مع الزمن تأقلمت أنا أيضاً مع التخت وأصبحت أم كلثوم سيدة من يغني في هذا القرن
ويختتم الشاعر الكبير حديثه عن كوكب الشرق بهذه الكلمات
أم كلثوم كانت مخلصة في فنها وكانت أول الحاضرين وآخر المنصرفين في البروفات أم كلثوم كانت لا تغني أيام وجود والدتها إلا إذا مرت عليها وقبلت يدها وتقبلت دعواتها أم كلثوم مع قوتها كانت تخاف من مواجهة الجمهور فعلى منزلتها كانت تخشى على مكانتها أمام الناس
أم كلثوم شهيدة الفن قدرتها الدولة لأنها أخلصت للأرض التي دبت عليها أم كلثوم كانت تغني وهي طفلة صغيرة وكانت تنام بين الوصلتين أم كلثوم عاشت في خدمة مصر ولفت الدنيا كلها تجمع المال لمصر جمعت الذهب الموجود في بيوت أصدقائها أنا رأيت عندها جنيهات ذهبية كثيرة قدمتها لمصر أم كلثوم أثرها لا ينكر أم كلثوم لها شأن في حركتنا الوطنية أم كلثوم كانت جيشاً حارب من أجل مصر أم كلثوم لن تذهب عن خواطر الناس ولا من عيونهم ولا من قلوبهم
إن الأشخاص تزول والأرواح باقية لقد صنعت أم كلثوم الكثير من أجل هذا الجيل ..وهذا البلد .. وهذا العصر

وهنا أتم الشاعر الكبير حديثه عن كوكب الشرق وتكلم في موضوعات أخرى

في الختام أتمنى أن ينال هذا الحديث إعجابكم وأخيراً لا يسعني إلا أن أقول رحم الله شاعرنا الكبير المحب الوفي وحبيبة قلوبنا التي أثرتنا وما زالت تأثرنا حتى بعد وفاتها