المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : النشيد الوطني العراقي


Sami Dorbez
22/05/2008, 21h35
النشيد الوطني العراقي:

لمحة تاريخية معاصرة

باسم حنا بطرس

فنان، ناقد، باحث في علوم الموسيقى

أوكلند نيوزيلندا 2004

Rabindranath Tagore

I used to play (on piano) the tune of this National Anthem during 54-1955 when I was working at the Indian Embassy in Baghdad; but still recall its original lyrics, which start with:

(Jana Gana Mana Ad_hi Nayaka Jayahey).

Rabindranath Tagore (1861-1941), Nobel laureate for literature (1913), was one of modern India’s greatest poets and the composer of independent India’s national anthem. This Anthem was never changed since India’s independence in 1948.

أثناء عملي لدى السفارة الهندية ببغداد أواسط الخمسينات، تعرفتُ على النشيد الوطني الهندي الذي كتب كلماته ولحَّنه شاعر الهند وفيلسوفها رابندراناث طاغور. باسم بطرس


وجدتُ في هذا المقطع الخاص بشاعر الهند الأكبر رابندراناث طاغور، مدخلاً لتناول موضوع (السلام الوطني العراقي).

Sami Dorbez
22/05/2008, 21h38
السلام الوطني العراقي

إعتمدت دول العالم كافة رمزَيْن يعبِّران عن هوية البلد كدولة معتَرَف بها؛ هذان الرمزان هما (العلَم والنشيد الوطني).


ولكلا الرمزَين شروطٌ ينبغي الأخذ بها؛ ولهذه الشروط شروط فنيَّة موازية.
لكنها تجتمع في هدف مركزي واحد، هو رمز تكريم البلد، أرضاً وشعباً وسيادةً.
لذلك أخذت الدول بوضع قوانين خاصة تفرد فيها الشكل التصميمي للعَلَم، من حيث اللون والمقاييس والمفاهيم المعتمدَة فيه. وكذلك تلزم الأعراف الدولية إحترام العلَم كرمز سيادة البلد.

أما النشيد الوطني، الذي إعتدنا تعريفه بالسلام الجمهوري أو الملكي أو الأميري، فله شروطه الفنية من حيث شكل وبنية اللحن، الذي قد يكون لحناً موضوعاً على كلامٍ مقفَّى (قصيدة)، أو لحناً مستقلاً بذاته، تؤدّيه الفرق الموسيقية وبخاصة أجواق الموسيقى العسكرية.

Sami Dorbez
22/05/2008, 21h39
العراق، كدولة حديثة تأسست في العام 1921 باسم (المملكة العراقية) ، وصار الملك فيصل الأول ملكاً عليها، كان له (السلام الملكي) الموضوع من قبل ضابط موسيقى بريطاني، شكل لحنه عبارة عن نغماتٍ صادعة ونازلة عبر تسلسها في السلَّم الموسيقي المعتمَد. وهو لحنٌ بسيط مبني على الوزن الثنائي (2/4) بإيقاع المسير. وعليه تم وضع نصٌ كلامي يقول مطلعه:

دُم يا كريمَ النسب

يا شريفَ الحسب

فيصلٌ؛ فيصل.

ي تلك الحَقبة من تاريخ العراق الحديث، كان لزاماً إفتتاح كافة الفعاليات بالسلام الملكي، الأمر الذي يستوجب وقوف الناس إحتراماً.
على سبيل المثال، كانت دور السينما تعرض فلماً يُظهر ملك البلاد
(في زمننا كان الملك فيصل الثاني) ومن خلفه العلَم العراقي مرفرفاً، على صوت الأسطوانة القرصية (الفونوغرافية) المسجَّل عليها موسيقى السلام.
(المدوَّنَة الموسيقية في الشكل رقم 1).
بقي هذا السلام معتمَداَ طيلة العهد الملكي حتى سقوطه صبيحة الرابع عشر من تموز سنة 1958، فسقطت معه كافة المسمَّيات والرموز الملكية في العراق.

مسلسل المتغيرات السياسية في العراق

بطبيعة الحال، عند حدوث إنقلابٍ أو تغيير نظام الحكم في البلاد، كما في مسلسل المتغيرات الناجمة عن الإنقلابات والثورات المتتابعة، يأتي العهد الجديد بالرموز الجديدة التي يريدها تعبيراً عن سيادة الوطن، وهكذا كان الأمر مع كلٍّ من النشيد الوطني والعلم العراقي بشكلٍ أكثر بروزاً من بين كل المتغيرات، كونهما ملازمَيْن الحدَث اليومي للشعب والبلاد.

Sami Dorbez
22/05/2008, 21h40
السلام الجمهوري (ثورة 14 تموز 1958)



في العهد الجمهوري، تقرر إلغاء العلَم والسلام الملكيين، واستبدالهما برمزَين جديدَين للجمهورية العراقية.

بقدر تعلق الأمر بالسلام الجمهوري العراقي، هكذا صار إسمه، كان الموسيقي العراقي الراحل (لويس زنبقة) من خريجي قسم الموسيقى الهوائية في معهد الفنون الجميلة أواسط الخمسينات،
يواصل دراساته الموسيقية في العاصمة النمساوية (فيينا) عند قيام ثورة 14 تموز، فبادر هناك إلى وضع لحن للسلام الجمهوري، وتدوينه موزَّعاً على كافة أقسام (آلات) جوق الموسيقى الهوائية وتسجيله من قبل جوق موسيقي نمساوي؛ قدَّمه مرفَقاً برسالة منه إلى الزعيم عبد الكريم قاسم، قائد الثورة، عِبر سفارة العراق في فيينا، شارحاً فيها الأفكار والمضامين التي إعتمدَها في صياغة اللحن، وهو بشكل مارش المسير (Marsh). وبهذا تقرر إعتمادَه سلاماً وطنياً للجمهورية العراقية.
(المدونة الموسيقية في الشكل رقم 2).

Sami Dorbez
22/05/2008, 21h42
مرحلة ما بعد 1963



تم إعتماد لحن نشيد (والله زمن يا سلاحي) لملحنه المصري كمال الطويل، إبّان قيام ثورة 14 رمضان (8 شباط/فبراير عام 1963).

إستمر هذا النشيد بعد قيام ثورة 17 تموز عام 1968، لغاية العام 1981 حين تقرر إقامة مسابقة لتلحين النشيد الوطني الجديد للشاعر شفيق الكمالي، تولَّت دائرة الفنون الموسيقية بوزارة الإعلام تسجيل كافة المشاركات الموسيقية للفنانين العراقيين ومن ثم الإستماع إليها من قبل لجنة متخصصة، قامت بوضع الدرجات التقويمية لكل منها.
رجحَّت النتائج مشاركتَين لضابطَين من الموسيقى العسكرية هما عبد السلام جميل فرنسو وعبد الرزاق العزاوي، بحكم إختصاصهما المهني/الفنّي بمثل هذا النوع من الموسيقى.

لكن لعبةً جرت في الخفاء تمثلت بتكليف الموسيقي اللبناني وليد غلمية، حين كان متعاقداً مع حكومة العراق لتأليف أعمال موسيقية وتلحين أناشيد قومية.
فقام غلمية بوضع لحن له، تم تسجيله من قبل أوركسترا يونانية ومن ثم إعتماده العام 1981 بمرسوم جمهوري.

يقول مطلع النشيد:




وطنٌ مدَّ على الأفقِ جناحــاوارتدى مجد الحضارات وشاحا



بوركَت أرض الفراتين وطن عبقري المجد عزماً وســماحا


أما اللحن فقد كان بالصيغة المعتادة في الأناشيد المدرسية، مفتقراً إلى المواصفات الفنية الخاصة بالسلام الوطني
(الملكي أو الجمهوري).
قد تكون كثرة أبيات القصيدة المغناة وطولها سبباً.
الأمر الذي تطلَّب قيام مدير الموسيقى العسكرية العراقية ومعاونه بالسفر إيفاداً إلى إنكلترا لإعادة صياغة اللحن كي يلائم البنية الفنية لأجواق الموسيقى العسكرية التي تتولى في العادة أداء السلام الوطني.
تم تسجيل لحن النشيد من قبل جوق بريطاني.

Sami Dorbez
22/05/2008, 21h43
مرحلة تغيير نظام الحكم في العراق



بعد تغيير نظام الحكم العراقي في العام 2003، أخذت بعض الإجتهادات "العاطفية" تدعو لإعتماد نشيد (موطني) الذي كان يُنشَد فترة الثلاثينات حتى الخمسينات، سلاماً ونشيداً وطنياً للعراق.
لما للنشيد من وقعٍ في نفوس العراقيين.

كما قيل بأن الهيئة الحاكمة في البلاد تروم تغيير النشيد الوطني والعلم العراقي. وقيل أيضاً بأن ثمة لجنة تم تشكيلها لوضع الأفكار المطلوبة حول إختيار النشيد المزمَع ترشيحه نشيداً (سلاماً) وطنياً لدولة العراق. لكن الأمور ظلَّت طي الكتمان، إكتنفها الصَمْت.

Sami Dorbez
22/05/2008, 21h44
السلام الوطني العراقي

القسم الثاني



بعد الذي حصل في العراق من تغيير في نظام الحكم فيه، هبَّت فصائل الشعب هناك مندفعةً ومتدافعة لطرح البدائل على كافة أصعدة الحياة: وشمل ذلك رموز سيادة البلد، كما أسلفنا في الحلقة الأولى من هذا الموضوع، متمثلةً في العَلَم والنشيد الوطني (المعروف بالسلام الوطني).
ومن بين ما طُرحَ على الساحة، نشيد (موطني) باعتباره، كما أسلفنا، من بين أبرز الأناشيد الوطنية والقومية التي تغنَّت بها حناجر الشعب إبّان إستقلال العراق وتأسيس دولته الدستورية مطلع القرن العشرين المنصرم.




نبذة عن الأناشيد الوطنية في العراق




لعلّي هنا أستدرك لأدير دفَّة الموضوع إلى سالف الأيام عند تأسيس الدولة في العراق الحديث، المملكة العراقية في العام 1921، كي نأخذ منها قبسَ ضوءٍ نمنح من خلاله القاريء فرصة التعرف إلى نشيد موطني.


إنتشرت الأناشيد (القومية) في بلاد الهلال الخصيب الذي يشمل بلاد الشام (سوريا ولبنان وفلسطين والأردن) والعراق، فصار النشيد بمثابة جسرٍ يربط بين هذه شعوب هذه البلدان، لتدفع في النفوس حميَّة التحرر لنيل إستقلال البلد من السيطرة الأجنبية السائدة آنذاك.

Sami Dorbez
22/05/2008, 21h46
في العراق، وهو موضوع بحثنا، كان النشيد الوطني منتشراً بين صفوف الشبيبة من الطلبة وفصائل الحركة الكشفية، على يد روّاد عراقيين، كان في المقدمة منهم
(الموسيقار حنا بطرس) بصفته المسؤول الموسيقي في الهيئة القائدة للحركة الكشفية، ومسؤولاً عن جوقها الموسيقي. فلحَّن مجموعةً كبيرة من الأناشيد لأبرز شعراء العراقيين والعرب آنذاك، نذكر من بينها:

-محمد باقر الشبيبي، في عدد من الأناشيد الملكية، منها النشيد القومي الملكي، الذي يقول مطلعُه:


التاجَ ظفرناهُ – والعرضَ أقمناهُ



والحُكمُ لنا شورى – قد أصبح دُستورا


-صادق الأعرجي، من بين أبرز أناشيده نشيد ذكرى المولد الملكي، يقول مطلعه:


يا مليك دولتنا – أنت دولة العرب



يا سليلَ سادتنا – أنت سؤدَد العرب


أما خليل مردَم، فاشتهر بنشيده (حماة الديار) الذي يقول مطلعه:


حماة الديار عليكم سلامُ أبَت أنْ تذلَّ النفوس الكرامُ


ولفخري البارودي نشيد (نحن طلاّب المعالي) يقول مطلعه:

نحن طلاب المعالي نحن جندُ العرب

حين نمشي لا نبالي بالأذى والنُوَبِ.

وقامت الفصائل المذكورة بإنشادها على وقع الطبول ونفير الأبواق وهي تهدر أثناء خط مسيرها عبر شوارع بغداد، وجماهير الشعب تتابع مواكب المسير وتسهم في ترديد النشيد.

Sami Dorbez
22/05/2008, 21h48
في العام 1936، شهدت بغداد تأسيس إذاعتين، هما:
محطة بغداد للإذاعة اللاسلكية (هكذا كان إسمها الرسمي)، وإذاعة قصر الزهور، التي عملت تحت توجيه وإشراف الملك غازي الأول، إختصت حصراً بالدفاع عن القضايا الوطنية والقومية،
حيث عمل فيها حنا بطرس مشرفاً للموسيقى والنشيد، فكانت تقدَّم الأناشيد القومية الملحَّنة من قبله وبإشرافه شخصياً، وكان المنشدون من طلبة المعهد الموسيقي ببغداد (المؤسَّس في نفس العام) وفصائل الفتوة والكشافة.

هكذا أخذت الأناشيد تقدَّم وتنتشر من خلال الأثير، بأصوات طلبة المدارس والمعاهد وفصائل الفتوة والكشافة العراقية ملتحمةً مع حناجر جماهير الشعب المرددة. وبرز من بينها نشيد (موطني).

Sami Dorbez
22/05/2008, 21h49
تحليل نشيد موطني

حين نقرأ كلمات النشيد نستشعر نبرَ إيقاع كلماتِه الواضح، وتتكشف أمامنا الوحدة الإيقاعية:



أما اللحن فقد بُنيَ على إيقاع المسير الثنائي
(بمعنى واحد إثنان) كما موضح في المدوَّنة الموسيقية المعروضة هنا ضمن مقالنا هذا.

موطني موطني

الجلال والجمال

والسناء والبهاء في رُباك

في رُباك

والحياة والنجاة والهناء والرجاء

في هواك في هواك

هل أراك: سالماً منَعَّماً غانماً مكرَّمـاً

متى سيكون لدينا سلامٌ وطني نشيداً عراقياً!


النشيد، عموماً، تعبيرٌ رمزي لقضيَّة لها قدسيتها في ضمير المجتمع. وعلى هذا الأساس جرى التقليد على إحترام أداء النشيد الوطني بالوقوف والإصطفاف وغيرها من أساليب الإحترام. من هنا جاءت أحكام القانون الذي تسنُّه الدولة مشدِّدَةً على إعتبارات الإحترام هذه.

لكن الذي يحصل في البلدان التي تهزُّها الإنقلابات أو الثورات "شطب" كل ما كان معتمَداً في العهود السابقة، وكأنَّها أثوابٌ أصبحت بالية ليؤتى بأثواب بديلة جديدة أخرى، قد يكون بعضها تمجيداً للسلطة أو الحاكم. لذلك ما عاد الناس يأبهون بوجوب إعلان مظاهر الإحترام المطلوبة، فأصبحت مسألة روتينية تفتقر إلى مصداقية الإنتماء.

بقي النشيد يراوح في ساحة ضيقة من مادة "الموسيقى والنشيد" في المدارس، وحصة هذه المادة تحولت إلى حصة إحتياط تعويضاً لمادة علمية تتطلب إضافةً زمنية لإتمام منهاج الدراسة. وهكذا إبتعد الناس عن التغني بأي نشيد وطني. وصار لهم أولويات معاشية أكثر أهميةً عندهم من غيرها.

Sami Dorbez
22/05/2008, 21h51
قبل الخوض فيما سيؤول إليه السلام (النشيد) الوطني في العراق الجديد، أستدرك لأتناول بعد الذي حصل في العراق من حربٍ آلت بنتائجها القاسية على عموم المجتمع،
تفجَّرَت الإجتهادات العفوية والعاطفية في الأخذ بهذا الأمر وإلغاء تلك المسألة، دونما إعتمادٍعلى مصدر قانوني. لذا أود الإشارة هنا إلى أنَّ العلَم العراقي الذي أقرَّه وإعتمده النظام السابق، ما يزال يُرفَع في البلاد شعبياً ورسمياً، بينما عُدَّ النشيد الوطني السابق رمزاً لذلك النظام، فما عادَ يُسمَع!. وكلا الرمزين هما من نتاج النظام السابق.

وعلى هذا الأساس يُفتَرض بالنشيد الوطني أنْ يجسِّد فكرة تصميم العلم، كونهما رمزان تعبيريان لنسيج وحدة البلد وسيادته. ويفترض تحقيق جذبٍ للجماهير للعودة إلى إحترامهما.

Sami Dorbez
22/05/2008, 21h53
نموذج مقترح لنشيد جديد


ومن هذا المنطلق، أعرض لمقترح نشيد وطني جديد للبلاد، كتبه الشاعر جاسم ولائي ولحَّنه الفنان محمد حسين كمر:


الله يا عراق يا عراقي لبَيّْكَ يا عراق يا عراقي


يا باسق النخيل ، والجبال والمنائر ، والعلوم والشعائر


يا سومر الأجداد ، والأمجــاد ، والأبطال قل لبابل



على السـهول، والشـفاه، والعيون تضحك السنابل



بفكرنا .. وزندنا وأخوة في الأرض والمصير



بعُربنا وكُردنا سواعد قادمة هاتفة بوحدتنا



نبنيك يا عراق نبنيك يا عراق نبنيك يا عراق




خـــــــاتمة

لعلنا ندرك من خلال حديث الفنان محمد حسين كمر، أسلوب العمل المشترك الذي يجمع بين قطبَي النشيد شاعراً وملحناً، بهدف تحقيق الإنعكاسات المعبرة لفكرة وهدف النشيد؛ نعرض لحديثه الآتي:

يقول الملحن محمد حسين كمر:


تداولتُ مع الشاعر في مضمون النشيد الجديد ومعايير الحالة العراقية الجديدة الني يتضمنها النشيد في التغنّي بالوطن العراقي بأطيافه المختلفة وتنوّعه العرقي والثقافي والجغرافي وعمقه التأريخي وطموح أبنائه لبلوغ الحريّة والتماسك لبناء الوطن على أسس جديدة وحضارية.


أعتمدتُ، والحديث للملحن، في البناء اللحني للعمل على مقام "الحجاز كار" الذي يكاد أن يكون قاسماً مشتركاً في تراث موسيقى العراق بقوميات شعبه. وفي الجانب الإيقاعي إعتمدتُ إيقاعاً مبتكراً قريب من ضغوط إيقاع المارش، وبأصوات مجاميع الأطفال للأيحاء بالمستقبل.



وهكذا نسدل الستار، مؤقتاً، لموضوعة السلام الوطني العراقي.

وهكذا ستبقى ذاكرتنا تتغنى بالنشيد الخالد (موطني: سالماً منعَّماً غانماً مكرَّماً).

hasanh
23/05/2008, 16h47
تسلم الايادي يا كابتن سامي

نعم أذكر تماما العهد الملكي (50 سنة مضت)، كنا ونحن اطفال نقف احتراما في السينما حين تظهر صورة جلالته ويعزف السلام.
نعم وكنا في المدارس ننشد "دم يا كريم النسب" اثناء الاصطفاف الصباحي.

لكن من يأتنا اليوم بالسلام الملكي القديم فيرفعه لنا في سماعي فنكون له (بعد الله) من الشاكرين.

العلم العراقي تم الابقاء عليه رغم محاولات االمحتلين واصدقاءهم لتغييره . سبب الاصرار على أبقائه هو انه يحتوي على التكبير يرفع اسمه عاليا تعالى سبحانه .

لكن النشيد الوطني الحالي والذي قبله لم يكن يجعل كلمة الله هي العليا.. لذا لم يهتم احد به وبغيره .. وكأن لسان الحال يقول:

الا كل شئ ما خلا الله باطل


نشكرك يا كابتن

sadeer aliraqi
17/10/2008, 23h15
موضوع مبهر بوركت معلومات جميلة و انا مثلك جالسآ حزين انتظر النشيد الوطني الجديد تحياتي الوطنية لكَ

د.نعمان
05/04/2010, 23h16
نشيد موطني


لقد اطلعت حديثاً على موضوع النشيد الوطني العراقي للأستاذ كابتن المنتدى ، وقد ورد فيه ذكر نشيد موطني في أكثر من موضع. أود أن أضيف السطور التالية عن نشيد موطني لأن الموضوع قيم ولا يزال يحتفظ بحيويته.





النشيد هو من نظم الشاعر الفلسطيني إبراهيم طوقان شقيق الشاعرة العربية الكبيرة فدوى طوقان. ارفق لكم أدناه كلمات النشيد كما وردت في ديوان الشاعر الصادر عام 1993. ومن مقدمة الديوان نستنتج بأن النشيد قد نظم قبل عام 1925. إذ قد ورد في المقدمة بأن نشيد المجاهد الأمير عبد الكريم الريفي الذي نظمه أيضاً إبراهيم طوقان قد صدر عام 1925. علماً أن نشيد موطني قد جاء تسلسل ظهوره قبل قصيدة عبد الكريم كما هو مفهوم من الملاحظة المدرجة أسفل القصيدة.



جاءت الشاعرة فدوى طوقان (رحمها الله ) إلى باريس في أيار من عام 1997 بمناسبة صدور الترجمة الفرنسية للجزء الأول من مذكراتها وقدمت أُمسية شعرية في معهد العالم العربي وعُرضت دواوينها فانتهزت الفرصة لاقتناء ديوانها وديوان شقيقها إبراهيم طوقان واشترت زوجتي مذكراتها . كنت سعيداً للغاية في الالتقاء بالشاعرة الكبيرة والحصول على توقيعها على الكتب المذكورة. ومن خلال تصفحي لديوان إبراهيم طوقان عرفت أن نشيد موطني من تأليفه. علماً أن الشاعر قد نظم أناشيد وطنية أُخرى منها نشيد يرثي فيه المغفور له الملك الراحل غازي وفيه يقول:



يا رايتي تجمّلي...و بعد غازي أمّلي...و اعتصمي بفيصلِ...أمنية المستقبلِ



و تقبلوا تحياتي

نعمان

فاضل الخالد
06/04/2010, 20h33
شكراًللاستاذ( الكابتن) لهذا التسلسل التاريخي الرائع للمراحل التي مر بها كل من النشيد والسلام الوطنيين العراقيين
وكذلك كل الشكر ايضا الى (الدكتور نعمان) وهو يذكرنا بالشاعر (ابراهيم طوقان) الذي نظم نشيد (موطني) الذي اعتمد كنشيد وطني في الوقت الحاضرللعراق الى ان يصار الى اعتماد نشيد آخر
بقيت اضافة ان نشيد موطني قد لحنه( الاخوان فليفل)( محمد واحمد )في بدايات العقد العشريني من القرن المنصرم
ان الاخوين فليفل هما من لحنا العديد من الاناشيد الحماسية التي كان طلبة المدارس في العراق او في بعض الدول العربية الاخرى يرددونها في الاصطفاف الصباحي الاعتيادي او عند رفع العلم قي نهاية الاسبوع
ومن هذه الاناشيد التي لحنها الاخوان فليفل نشيد(بلاد العرب اوطاني) وهو من نظم( فخري البارودي ) وكذلك نشيد (نحن الشباب لنا الغد ومجده المخلد) وقد نظمه الشاعر بشارة الخوري (الاخطل الصغير)
وكذلك لحنا نشيد ا هو الآخر قد تغنت به اجيال من شباب العرب سبقت تاريخنا هذا وهو( ياتراب الوطن ومقام الجدود)
ولكن نشيدا حماسيا عراقيا كانت تردده مجاميع طلبة الفتوة والكشافة في سنوات الاربعينات ومطلعه (لاحت رؤوس الحراب تلمع بين الروابي )
كان قد نظمه الشاعر( نورالدين محمد) ولحنه الموسيقي العراقي ( سعيد شابو)
ويبقى ان نشير الى ان الاستاذ( محمد فليفل) احد الاخوين فليفل يعتبر هو المكتشف الاول للقدرات الفنية التي كان يمتاز بها صوت الشابة الصغيرة( نهاد حداد)حينما كان يشرف على تدريس الاناشيد والتراتيل الدينية في مدرستها وهو الذي قام بتعريفها الى الاستاذ( حليم الرومي) المشرف على قسم الموسيقى في الاذاعة اللبنانية في اول العقد الخمسيني من القرن الماضي ليلحقها كفتاة مرددة في قسم الكورس ثم ليفتح لها ابواب المجد بعد ان اعطاها اسمها المعروفة به (فيروز) حيث اوصلها وعرفها بالاخوين رحباني

د.نعمان
06/04/2010, 22h48
النشيد الوطني




شكراً يا أستاذ فاضل الخالد على هذه التوضيحات و المعلومات القيمة. يبدو أن موضوع النشيد الوطني الذي أفتتحه الأستاذ كابتن المنتدى قبل حوالي سنتين لم ينتهي بعد ، فالموضوع حساس و هام و يجس المشاعر الوطنية عند الناس.


أثناء تصفحي لديوان الشاعر العراقي المعروف معروف الرصافي (الجزء الخامس طبعة بغداد، 1986) وجدت نشيداً تحت عنوان "النشيد الوطني" ومذيل بشروحات الأستاذ مصطفى علي الذي قدم الشروحات و التعليقات للديوان. أُقدم لكم كلمات النشيد و شروحاته كما وردت لأهميتها التأريخية. فالنشيد قد نظم قبل تأسيس الدولة العراقية الحديثة.



يقول الشارح حدثني الشاعر عن سبب نظمه هذا النشيد فقال:

"لما اعلن الدستور العثماني وضع له وديع صبرا الموسيقار اللبناني نشيدا وطنيا وطلب الى الشاعر التركي توفيق فكرت أن ينظم لألحانه شعراً بالتركية ففعل. ثم أراد لتلك الألحان شعراَ بالعربية فرجع الى مترجم ألاياذة سليمان البستاني ، و كان اذ ذاك من وزراء الدولة. و اتفق أن زار شاعرنا سليمان البستاني في داره فرأى وديع صبرا يطلب اليه وضع شعر لألحان نشيده ؛ فلما دخل الشاعر أحال البستاني صبرا بذلك عليه فقبل هذه الحوالة ، و نظم له هذه الأبيات ، و صار شبان العرب في الأستانة ينشدونها بالحانها البديعة الرائعة".

معروف الرصافي



النشيد الوطني



نحن خَوّاضو غمار الموت كشافو المحن

ما لنا غير اكتساء العز أو لِبس الكفن

نبذل الأرواح نَفديها لإحياء الوطن

هل سوى الأرواح للأوطان في الدنيا ثمن

يا ضَلالَ الألى لم يكونوا الفدا

ان نُمت نحن فلتحي أوطاننا



نحن لم نُخلق لحمل الجَورأو لِبس الهوان

بل خُلقنا للعلا و السبق في يوم الرهان

هذه أوطاننا فاقت فراديس الجِنان

كيف لا نَفدي لها الأرواح في الحرب العوان

يا ضَلالَ الألى لم يكونوا الفدا

ان نُمت نحن فلتحي أوطاننا



أنت يا أوطان من أرض حَوتَنا أوسما

ارفعي في أوج علياك اللواء المُعلَما

و ارتقي نحو المعالي و اجعلينا سُلما

نحن من جَرّاك نُجري في الوغا سيل الدما

ياضَلالَ الألى لم يكونوا الفدا

ان نُمت فلتحيى أوطاننا

د.نعمان
10/04/2010, 21h54
اعزائي

ألم اقل لكم ان موضوع النشيد الوطني الذي افتتحه الأخ كابتن المنتدى قبل حوالي سنتين لم ينتهي بعد، بل انه يكاد ان يكون موضوع الساعة. لقد عدت للتو من سهرة رائعة أحياها عازف العود الموسيقار العراقي نصير شمة في معهد العالم العربي واستمرت ما يقارب الساعتين أنهاها بمقطوعة موسيقية طويلة على العود المنفرد أسماها "بغداد الأمس و اليوم و المستقبل". كان الجزء الأول منها حزين و كذلك الجزء الثاني اما الجزء الأخير فكان عزف النشيد المشهور "موطني" والذي هو من نظم الشاعر الفلسطيني إبراهيم طوقان. وقد أجاد في العزف وردد معه النشيد قسم من الجمهور وبعد موطني انهى المعزوفة بأغنية "فوق النخل" وهي ترمز الى الأمل و التفاؤل عند العراقيين. وبعد انتهاء الحفل سمعت احد الحاضرين يقول لزوجته بأنه بكى عند سماع نشيد موطني لأنه تذكر الوطن.

إن الأستاذ الفنان نصير شمة عزف انشودة موطني في الجزء الأخير من مقطوعة "بغداد الأمس واليوم والمستقبل" بقصد الرمز والتطلع الى مستقبل مشرق، وهذا ليس من قبيل الصدفة أو الأنتقاء العفوي ، بل لأن الفنان أدرك أن هناك إجماعاً عراقياً على هذا النشيد و هذا ما سبق و أن ذكرة الأستاذ كابتن المنتدى في مقاله السابق وهو ما أشار إليه أيضاً الأستاذ العزيز وسام الشالجي عند رفع النشيد في مثبت الأغنية الوطنية.

داؤد بغدادي
10/04/2010, 23h52
أخي العزيز د.نعمان

أعتقد انه شئ جميل جدا الإستماع لعازف أو لمطرب بشكل مباشر لانه يعطيك احساس المؤدي مباشرة
أتمنى ان تكون قد استمتعت بهذه السهرة وخاصة كون العازف "نصير شمة" شخص مشهود له في هذا المجال وأتمنى أن تتحقق معزوفة "بغداد الأمس و اليوم و المستقبل" سريعا لتنهض بغداد وتعود لمجدها من جديد


وبالمناسبة ان أكثر المعزوفات التي احبها من تأديته "يد تغني" وهو يعزف بيد واحدة مقطوعة "أنت عمري"


المهم هنا وكما تفضلت حضرتك هو النشيد الوطني "موطني" والذي أعتقد انه يملك سر أو سحر خاص لانه يتمتع بحب كبير من قبل كل الناس وهو فعلا يعطي شعور وطني رائع وأنا لا ألوم الشخص الذي بكى خصوصا ونحن في بلاد الاغتراب فعندها فقط تشعر بافتقادك للوطن

بهذه المناسبة اهديك هذا التسجيل للمقطع الأول من نشيد موطني باللغتين العربية والسريانية وبصوت سيادة المطران ميخائيل الجميل (عراقي من الموصل) والذي قام بترجمته (في لبنان عام 1980) وحافظ بشكل كبير على الوزن واللحن ليتم انشاده في احدى المناسبات الكشفية في لبنان

وأعتقد انها المرة الاولى ربما لترجمة هذا النشيد الرائع الى لغة اخرى

تحياتي

د.نعمان
11/04/2010, 13h28
أستاذنا العزيز داؤد بغدادي

أشكرك على هذا الملف الرائع لنشيد موطني بصوت سيادة المطران ميخائيل الجميل وهي المرة الأولى التي أسمع فيه النشيد باللغة السريانية مع المحافظة عل اللحن الأصلي.

سأكتب هذا المساء عن حفلة الفنان نصير شمة صاحب "الأصابع الذهبية".

محمد العمر
19/05/2010, 00h35
تحيـــــــة
معطرة بأريج الزهور للجميع
أرفق لكم
النشيد الوطني العراقي
منذ نشأته ولغاية الآن
راجياً أن ينال أستحسانكم

وسام الشالجي
19/05/2010, 01h56
شريط جميل يدون تاريخ العراق خلال التسعون سنة الماضية . بوركت وسلمت يداك اخي العزيز محمد .