المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الهرمنة في الموسيقى العربية


Sami Dorbez
22/05/2008, 21h11
الهرمنة في الموسيقى العربية


مؤلف هذا البحث : الموسيقار سليم سحاب



هل يمكن تطوير الموسيقى العربية باستعارة الهارمونيا الكلاسيكية الغربي كان يمكن لموضوع علاقة الهارمونيا الأوربية بالموسيقى العربية أن يظل خارج نطاق البحث لولا أنه انتقل منذ مدة طويلة من الحيز النظري إلى الحيز العلمي.

ليس فقط عبر محاولات كثيرة لتطبيق قواعد الهارمونيا الأوربية في شتى مجالات الموسيقى العربية بل إن المسألة تحولت بطروحاتها النظرية وتجاربها العملية على يد عدد كبير من الملحنين أصحاب الألحان الرائجة جماهيريا إلى مادة متداولة في الثقافة الشعبية
أبرز مافيها انتشار ذلك الاعتقاد الخاطىْ بأن الموسيقى العربية التي لا تستعير آفاق الهارمونيا الأوربية هي موسيقى متخلفة بعيدة عن التفكير الموسيقي وبالتالي فإن معيار التطور العلمي لأي نتاج موسيقي عربي معاصر هو مدى اقترابه أو عدم اقترابه من صيغ الهارمونيا الأوربية إن هذا الرأي الشائع هو خديعة علمية مكشوفة سببها عدم التعمق الكافي في التعرف العلمي بكل الأعماق النظرية للهارمونيا الأوربية منجهة وللمقومات النظرية للمقامات العربية ومكوناتها من جهة أخرى وهذا ما سأعرضه في هذا البحث...

Sami Dorbez
22/05/2008, 21h16
الهرمنة في الموسيقى العربية


تأليف الموسيقار اللبناني سليم سحاب




هل يمكن تطوير الموسيقى العربية باستعارة الهارمونيا الكلاسيكية الغربي كان يمكن لموضوع علاقة الهارمونيا الأوربية بالموسيقى العربية أن يظل خارج نطاق البحث لولا أنه انتقل منذ مدة طويلة من الحيز النظري إلى الحيز العلمي ليس فقط عبر محاولات كثيرة لتطبيق قواعد الهارمونيا الأوربية في شتى مجالات الموسيقى العربية بل إن المسألة تحولت بطروحاتها النظرية وتجاربها العملية على يد عدد كبير من الملحنين أصحاب الألحان الرائجة جماهيريا إلى مادة متداولة في الثقافة الشعبية أبرز مافيها انتشار ذلك الاعتقاد الخاطىْ بأن الموسيقى العربية التي لا تستعير آفاق الهارمونيا الأوربية هي موسيقى متخلفة بعيدة عن التفكير الموسيقي وبالتالي فإن معيار التطور العلمي لأي نتاج موسيقي عربي معاصر
هو مدى اقترابه أو عدم اقترابه من صيغ الهارمونيا الأوربية إن هذا الرأي الشائع هو خديعة علمية مكشوفة سببها عدم التعمق الكافي في التعرف العلمي بكل الأعماق النظرية

للهارمونيا الأوربية منجهة وللمقومات النظرية للمقامات العربية ومكوناتها من جهة أخرى وهذا ما سأعرضه في هذا البحث...

Sami Dorbez
22/05/2008, 21h18
إن عِقد النقص أمام العلم الأوربي قد شوشت كثيراً احتمالات الاستفادة من العلوم الموسيقية الأوربية فأصبح استعمال الكليشيهات الهارمونية هو الطابع المشترك لكل من أراد استعمال الهارمونيا في التوزيع الموسيقي دون الأخذ في الحسبان أن الهارمونيا الأوربية وضعت لتلائم طبيعة اللحن الأوربي البعيد كل البعد عن طبيعة اللحن العربي وسنرى لاحقاً وجه الاختلاف هذا..

-ظهور تعدد الأصوات :

المعروف أن أول نشاط موسيقي قام به الإنسان هو فهو النشاط الموسيقي الوحيد الذي لا يحتاج إلى تصنيع آلة موسيقية فآلة الغناء هي الحنجرة والمعروف تاريخيا أن التصنيع ظهر كنشاط إنساني بعد مدة طويلة من ظهور المجتمعات البشرية البدائية أما ظهور الغناء متعدد الأصوات
فتقول نظرية موسيقية أوربية أن سببه قد يكون ظهور النشاط الغنائي الجماعي وإذا لم يكن الغناء الفردي يشكل أي مشكلة بسبب أن المغني كان يختار الطبقة المريحة والمناسبة لصوته فإن الغناء الجماعي فرض مشكلة كبيرة وهي عدم ملاءمة الطبقة الواحدة لجميع الأصوات المشتركة في الغناء ومن هنا ظهر النشاز ومع الوقت اتجه النشاط الموسيقي الغنائي نحو تنظيم الأصوات الناشزة في الغناء الجماعي الخارجة عن اللحن الأحادي الأساسي والاستفادة من اختلاف طبقات الأصوات المؤدية وهكذا ظهر حسب هذه النظرية الموسيقية تعدد الأصوات في الغناء الجماعي،
هذه الظاهرة تفشت في الموسيقى الشعبية لدى شعوب أوربا وأفريقيا ويلاحظ عدم تفشيها لدى الشعوب الشرقية طبعا من المضحك افتراض السبب في عدم وجود النشاز في الغناء عند الشعوب الشرقية بل إن السبب ربما هو أن الشعوب الشرقية عرفت الآلات الموسيقية وتفننت في صناعتها قبل ظهور هذه الآلات وصناعتها في أوربا
فأصبح النشاط الموسيقي عند شعوب الشرق مقسماً بين الغناء والعزف ومصاحبة الغناء فيما انحصر النشاط الموسيقي في أوربا القديمة وأفريقيا بالغناء فقط لعدم ظهور الآلات الموسيقية لمدة طويلة لذا تطور الغناء عند هذه الشعوب حتى وصل إلى تعدد الأصوات..

الموسيقى في أوربا منذ القرون الوسطى :

مع ظهور الكنيسة في أوربا أصبح الغناء الكنسي ولا يزال من أهم الشعائر الدينية فكثرت الترانيم الدينية المأخوذة حكماً من التراث الغنائي الشعبي وأهمها الترانيم الجريجورية وهكذا تطورت الموسيقى وظلت مستندة إلى هذا التراث وجاء عصر البوليفونيا متوجاً لغة تعدد الأصوات الموسيقية بمدرسة الباروك وعلى رأسها باخ العظيم الذي يعد تراثه خلاصة المدرسة البوليفونية من الناحية المدرسية ومن الناحية الإبداعية

Sami Dorbez
22/05/2008, 21h20
- العصر الكلاسيكي الأوربي:

بعد انقضاء المدرسة البوليفونية بعد وفاة باخ جاءت مدرسة جديدة وعلى رأسها هايدن المدرسة الكلاسيكية وكان قد سبقه في وضع أسس هذه المدرسة أبناء باخ والموسيقي الإيطالي سكارلاتي الذي لحن من جملة ما لحن 555 سوناتا للبيانو كان في أساس شكلها الموسيقي جنين شكل السوناتا الكلاسيكية الذي طوره هايدن وأعطاه صيغته النهائية وإذا كانت علاقة التجانس في الكتابة البوليفونية علاقة أفقية أي أنها نابعة من أساس واضح الاستقلال اللحني الأفقي لكل صوت من الأصوات المؤلفة للنسيج الموسيقي فإن اللغة الموسيقية الجديدة الكلاسيكية رسخت أسلوباً جديداً في النسيج الموسيقي علاقة التجانس العمودية على أساس أن المهم هو لحن واحد أفقي أما الباقي فهو مصاحبة على شكل تجانسات هذه اللغة العمودية لم تترسخ بسرعة وسهولة فقد جاءت على مادة موسيقية لم تسمح لها بالانطلاق لذلك بدأ الحن مع الوقت يتغير ويبتعد عن الطابع الشعبي الخالص ليستطيع أن يُدخل عنصراً جديداً على اللغة الموسيقية الجديدة الذي فرض على اللحن ضرورة التغيير والابتعاد عن الصفة الشعبية الخالصة..

إن اللغة الجديدة الهارمونيا التي احتلت مكان البوليفونيا أخذت مع الوقت تشكل نظاما مستقلا من العلاقات الداخلية بين درجات السلم الموسيقي الواحد توناليتي
وأصبح في وسط محور هذه العلاقات علاقة الدرجة الرابعة بالثالثة هبوطا وعلاقة الدرجة السابعة بالثامنة صعوداً هذه العلاقات أوجدت مع الوقت نظاماً صارماً للتحرك النغمي إن في اللحن الأساسي أو في التجانسات اللحنية الهارمونية وسمي هذا النظام الوظيفة الهارمونية وظهرت الوظيفة الهارمونية الأساسية في النظام الهارموني الكلاسيكي الغربي المبني على التتابع النغمي التالي الدرجة الأولى الرابعة الخامسة الأولى وهكذا .

Sami Dorbez
22/05/2008, 21h23
وبعدما كانت العلاقة مهمة في البدء في التجانسات العمودية فقد أصبحت فيما بعد مهمة في اللحن الأفقي فأصبح من الضروري في الغناء أوالعزف لدى أداء الدرجة الرابعة أن تكون متوترة ومشدودة نحو الدرجة الثالثة هبوطا بما يذكر بهذه العلاقة كذلك صارت الدرجة السابعة مشدودة نحو الثامنة صعودا وبذلك تأتي الدرجة السابعة متوترة لتوقها إلى الحل أي إلى الاستراحة على الدرحة الأساسية للسلم الموسيقي لذا صنفت الدرجة الرابعة على رأس الأصوات غير الثابتة
وسميت الدرجة السابعة الحساس بالنظريات الموسيقية الفرنسية إذا عدنا إلى النظام الهارموني وحللناه نرى أهمية ظهور العلاقة اللحنية بين الدرجة الرابعة والثالثة هبوطا والسابعة والثامنة صعودا.
وهذا ما يثبت أن السلم الموسيقي الأوربي سبك سبكاً لكي يتلاءم مع الوظيفة الهارمونية 1 4 5 1 هذه الوظيفة الهارمونية أصبحت الهيكل العظمي التي قامت عليه المدرسة الموسيقية الأوربية الكلاسيكية وما لحقها لغاية بداية القرن العشرين
وبلغ هذا النظام الوظائفي الهارموني حداً من الصرامة جعل أي خروج على هذا التسلسل التجانسي هرطقة موسيقية ومع ترسيخ اللغة الموسيقية الجديدة التي استحدثتها الوظائف الهارمونية أصبح اللحن القريب من الطابع الشعبي الصرف يتعارض مع اللغة الجديدة هنا أصبحت الحاجة ملحة لاستحداث نظام لحني يتناسب مع اللغة الهارمونية الجديدة فكان ظهور السلم الموسيقي الأوربي الحديث توناليتي ولن أسميها مقاما للفارق النظري الكبير بينهما كما سنرى لاحقا.


- السلم الموسيقي في الموسيقى العربية :

ماذا عن السلم الموسيقي القديم هل اختفى من الاستعمال الموسيقي كلا إنه السلم الموسيقي للموسيقى الشعبية في كل العالم وهو أساس الموسيقى الشرقية وبالذات الموسيقى العربية محور اهتمامنا ما هو الطابع الأساسي للمقامات الشرقية عموما والعربية خصوصا
وهل فيها علاقات خاصة بين درجاتها نعم هناك علاقة مهمة تشكل التركيب الأساسي للمقامات الشرقية وتتلخص في علاقة جميع درجات المقام من جهة والدرجة الأساسية للمقام من جهة أخرى أي أن الدرجة الأساسية تشكل نقطة الجذب والثقل في المقام التي تؤول إليها كل الدرجات الأخرى وهذا ما يفسر أهمية القفلة في الموسيقى العربية
فهي تشكل المحطة الأساسية في صلب التلحين أو الغناء أو التقاسيم إذن وتلخيصا للفوارق النظرية بين السلم الموسيقي الغربي والمقام الشرقي نقول إن في السلم الموسيقي الأوربي درجتين تتقاسمان تجاذب باقي درجات السلم الثالثة لجذب الدرجات نزولا من خلال الرابعة والأولى أو جوابها لجذب الدرجات صعودا من خلال السابعة وفي المقام الشرقي درجة واحدة تشكل محور التجاذب الوحيد وهي الدرجة الأولى الأساسية أو جوابها في المقام ولكن هذه الفروقات البسيطة على ما يبدو هل تكفي لأن تكون فوارق مبدئية تحول دون استعمال الهارمونيا الأوربية الكلاسيكية في الموسيقى العربية أم أنها حجة فقط يتخذها المتعصبون للموسيقى العربية ضد الموسيقى الأوربية والعلم الأوربي.

- السلم الموسيقي والمقام :

في سنة 1958 ظهر كتاب للموسيقي النمساوي اليوغسلافي المولد الأمريكي الجنسية رودلف ريتي الكتاب ظهر تحت عنوان المقامية اللامقامية والمقامية الشاملة وفي الطبعة الثانية 1962 ظهر تحت عنوان جديد السلم الموسيقي في الموسيقى المعاصرة وقد ورد في هذا الكتاب مقطع في منتهى الخطورة فيما يتعلق بالفوارق المبدئية بين السلم الموسيقي الأوربي الكلاسيكي وبين السلم الموسيقي الشرقي نورده حرفيا نظراً لأهميته ولارتباطه الشديد بموضوعنا...

Sami Dorbez
22/05/2008, 21h25
منذ نحو مائة عام اصطدم الموسيقيون الأوربيون الذين وجهوا اهتمامهم إلى الألحان الشرقية الغربية بواقع صاعق لا شك فيه إن هذه الألحان المذكورة لم تكن في غنى عن المصاحبة الهارمونية وحسب بل وإنها تقاوم هذه الهارمونيا وقد باءت بالفشل الذريع كل المحاولات لجعل هذه الألحان مقبولة لأذن الأوربية أو الباسها هارمونيا جميلة أو سكبها في القوالب الهارمونية المستعملة
وقد ظهرت استحالة تقنية لذلك بدون تغيير أصوات هذه الألحان أو بدون تغيير الجملة اللحنية وكان أي تغيير يشوه طبيعة اللحن نازعا عنه جماله وعطره الخاص ونزيد على ذلك كما علمنا تاريخ الموسيقى أن الألحان ذات الطابع الهارموني لم تكن تستطيع أن تشارك في صنع الحضارة الموسيقية قبل ظهور التفكير الموسيقي الهارموني
ولذلك سمينا هذا النوع من السلالم الموسيقية بالسلم الموسيقي الهارموني وبالتالي فإذا كانت الألحان الدائرة حول المركز المقامي تقاوم الهارمونيا في حال وفي حال آخر لا تنتشر موسيقى إلا إذا اقترنت بالهارمونية فإن هذه الظاهرة تشكل دليلاً لا يقبل الجدل عن وجود نوعين من السلالم الموسيقية ومن المنطقي حتماً أن الموسيقى ذات الطابع اللحني اختفت من الاستعمال في فترة سيطرة التفكير الهارموني في الموسيقى وكان من المحال ظهور هذه الموسيقى اللحنية الطابع قبل الخلاص من السلم الموسيقي الهارموني
وقد حدث هذا في نهاية القرن الماضي مع ظهور الموسيقى المعاصرة ومن الطبيعي أن فكرة السلم الموسيقي اللحني ظهرت عندئذ
هذا دليل موسيقي من جهة أخرى على الاختلاف الجذري بين طبيعة السلم الموسيقي الهارموني في الموسيقى الكلاسيكية الأوربية...

M. Daghum
29/05/2008, 19h27
موضوع مهم بحق، تم إدراج جزء منه في هذا المنتدى ثم توقف:
http://www.sama3y.net/forum/showthread.php?t=29610
وبما أن الموضوع طويل، أقترح على الأستاذ سامي تصويره ووضعه بصيغة jpg مثلاً.
أعدتموني إلى أصل المقال في مجلة الحياة الموسيقية، وهيجتم لدي شجوناً أتمنى مناقشتها معكم، ولكن بعد إتمام المقال.
شكراً مرة أخرى للأستاذ سامي، وبانتظار مشاركته.
:emrose:

mourad bougares
24/06/2008, 12h02
هذا الموضوع معقد و يحتاج الى دراسات معمقة من قبل
اساتذة مختصين
اتمنى ان يحضى هذا الموضوع بالاهتمام الكافي لتطوير الموسيقى العربية

عثمان دلباني
28/06/2008, 13h34
الأخ سامي في انتظار ان ترفع لنا المقال اردت ان افتتح الموضوع بما لدي ، موضوع الهرمنة من المواضيع التي أخذت الحيز الكافي من النقاش في الدوائر العلمية و الموسيقية فهناك من راهن على هذا الطرح و هناك من رفض الموضوع و لكل فريق مبرراته التي يستند عليها في المناقشة . على العموم لابد من الإحاطة ببعض الإحداثيات قبل التفصيل في الموضوع ، يجب ان نحدد بعض المصطلحات التي تأخذ احيانا دلالات غير التي وضعت من أجلها كمصطلح " التطوير " الذي يحيل في غالب الأحيان الى " التجديد " بالخطأ فالتطوير هو العبور من طور الى طور وقد يكون الطور الأول افضل من الثاني أحيانا و العكس صحيح . و يجب ان نعرف ايضا ان الموسيقى الأوربية لم تولد بهذا الشكل اي متعددة الأصوات ( مهرمنة ) بل تم العبور من الموسيقى أحادية اللحن الى الهارمونيا عبر مراحل اهمها الكونتربوانت contrepoint و حتى مدارس الهرمونيا الأوربية تختلف فيما بينها في بعض الأساسيات ، اي مانجده مسموح عند الألمان في الهارمونيا يكون ممنوع عند الروس مثلا .... و تطور فن الهارمونيا مر بمراحل و لكل مرحلة اسلوبها في هرمنة النص الموسيقي ...
عموما نحن لسنا بصدد اعطاء درس في تاريخ الهارمونيا ما يهمنا في كل هذا هو موسيقانا العربية التي يرى بعض الموسيقيين ان هرمنة الموسيقى العربية هو العبور بها من مرحلة احادية اللحن ( التخلف ) الى الهارمونيا ( التجديد و العصرنة ) و قد تبنى هذا الخطاب الكثير من الموسيقيين الكبار من امثال الموسيقار اللبناني وليد غلمية و غيره .
في رأيي و رايي الكثيرين ان الهرمنة ليست حالة كمال موسيقي بقدر ما هي اسلوب تاليف موسيقي و النظر اليها على انها تجديد و عصرنة هو من قصر النظر لان كل منتوج موسيقي هو تعبير عن ذائقة و اسلوب ابداع جمالي و تفكير و مرآة لثقافة جماعية و سائدة كونها جميلة أو غير جميلة هو حكم فيه الكثير من الظلم و الذاتية.
خاصية الموسيقى العربية و الشرقية عموما هي البناء اللحني المتعدد المقامات ( موسيقى مقامية ) musique modale واضافة الهارموني اليها قد يفيدها و قد يضر بها هذا من جانب و من جانب آخر عن اي هارمونيا نتكلم ؟؟؟ الهارمونية الغربية ؟؟؟؟
يجب التنبيه ان فن الهارمونيا قام على اساس عدم وجود ربع المسافة الصوتية ( ربع الطون ) في السلم الغربي فاين سيكون مجال الهارموني اذن ؟؟؟
كما يجب التنبيه الى شيء مهم هو ان الموسيقى الأوربية سوقت على انها ( موسيقى عالمية ) و هذه أكبر كذبة في عالم الموسيقى اذ لا توجد موسيقى عالمية بالمرة و هذا ما يؤكده كل البحاثة و الموسيقيين المحترمين . و من خلال تسويق هذه المصطلحات و غيرها كالعولمة و الأنسنة و القيم الكونية ( valeurs universelles ) سقط الكثير من المبهوتين في اتون هذه المفاهيم الغربية غير المحددة أحيانا و راح يسوقها في العالم العربي يمنا و شمالا على أنها حقيقة.... تحياتي

dr.abdelmonem
10/08/2008, 05h33
رغم أنى قرأته من فترة
لكن يسعدنى عرض المواضيع المهمة
ويسعدنى أن أجد نسخة كاملة من هذا البحث المهم
تحياتى

ahmaad_saad
11/08/2008, 15h43
انا أيضا قراته من فتره و لكن لا ضرر من اعادته

محمد عماري
10/10/2008, 03h44
أخي الكريم
رغم أنني من عشاق الموسيقى العربية القديمة والتي كدنا نفتقدها بفعل ما اشرت اليه في مداخلتك الرائعة..كل ذلك بما يحاوله البعض من ادخال آلات موسيقة غربية مدعين أن هذا سيؤدي لا محالة الى تطوير الموسيقى العربية والذوق العربي، ولعمري هذا من امر غريب اذ كيف يعقل أن نترك آلاتنا الموسيقية بروعة ايقاعها وانسجامها مع القيم العربية والذوق العربي ثم ننساق مع ايقاعات غربية لا تساير أي شيء في ذواتنا؟
أشكرك جزيلا واعتز بهذا الموقع وبكل من يشرف عليه راجيا أن يكون مرجعا لكل غيور على مقوماته الفكرية والحضارية
مودتي
محمد عماري/المغرب

palsadeh
16/10/2008, 20h33
اما لا اوافق مع العزيز سليم سحاب. و انه لم يتطرق لهرمنة تركيب الاجناس كنت اود ان اعرف رايه في هذا الخصوص و لكن فيما ذكر لم يشرح باي شكل عن هذا الموشوع علما بان كل من بحث فيه بدا بتركيب الاجناس

مع الشكر

محمد علي الزوالي
14/11/2008, 08h34
يا سامي الموضوع حلو بجد
ولكن اريد ان اعطي رايي فيه

للموسيقى الغربية هرمنة قلما نجدها في الموسقى الشرقية
ولكن في موسيقانا طرب قلما وجدناه في الموسيقى الغربية

في الواقع انا اريد ان ابين مدى اختلاف موسيقانا والموسيقى الغربية فاذا كان هنالك اختلاف كبير فلقد حسم الامر لاننا لا يمكن لنا مقارنة قط مع كلب

الموسيقى الشرقية نجد فيها نغمات غربية واهمها الناهوند وهو المينور والعجم وهو الماجور
والرجاء الانتباه للاسم العربي للماجور
فكلنا يعرف معنى كلمة عجم
شايفين مدى احترام العرب الاقدمين للغير؟

ويجوز للشرقي ان يعمل هرمنة في هذين المقامين وتطلع حلوة
ليه؟

لان لهتين المقامين خاصية وهي كونهم مبنيين على الكوردات يعني تناسق كامل مع النوتات
فانت لو عزفت دو على البيانوستحصل على دو ولكن بامكانك ان تعزف في نفس الوقت على دو ومي وصول لتحصل على نفس الشيء ومن هنا يفتح لنا باب الهرمنة
فهذه الكوردات هي اساس الهرمنة
اما بالنسبة لموسيقانا فاذا استعملنا الكوردات راح منها الطرب فهي اذا مبنية على النوتات البسيطة والمفتوحة اذ يمكن لنا ان نظفي تغيير بسيك nuance على النوتة بينما البيانو يعطينا دائما نفس الصوت
ضف على ذلك الارباع واختلاف الاوزان
لا يجوز للغربي ان يعزف غالب بقية النغمات العربية
لانه ليس لديه ارباع النوتات
ويصعب اخراج كوردات منها


فخلاصة قولي ان الموسيقتان فيهما اختلاف كبير
ويمكن للموسيقى الشرقية استخدام الهرمنة ولكنها تلبس بذالك ثوب الموسيقى الغربية
والاجدى بنا ان نحافظ على طربنا فاين الراست اليوم والسيكاه و البيات
وفي الختام لماذا لا نناقش موضوع ال transposition في الموسيقى العربية

هذا رايي وانا مسؤول عنه وقد استخلصته من خبرتي المتواضعة

محمد عماري
14/11/2008, 09h33
رغم أنني بعيد شيئا ما عن قواعد الموسيقى ما دام مجالي هو كتابة الشعر،لكن مع ذلك تبقى العلاقة قائمة بين الجنسين في مجالات كثيرة منها الأذن الموسيقية والايقاع وماشابه ذلك... وعليه أجدني متفقا مع الأستاذ محمد علي الزروالي في موقفه الذي عبر عنه في نهاية تدخله حينما قال:"والاجدى بنا ان نحافظ على طربنا فاين الراست اليوم والسيكاه و البيات
" .فاذا قمنا بمقارنة بسيطة بين فن السماع العربي القديم، وحتى الى حدود الستينيات نجد الايقاع صافيا يعتمد على أدوات موسيقية عربية أو محلية وخاصة فيما يتعلق بالأغنية الشعبية التي أعتبرها بيت القصيد...فعنما نستمع لناس الغيوان في المغرب مثلا أو لمشاهب أو فن العيطة نحس بتجاوب عميق بين الا يقاع والكلمات...وهذا مرده في اعتقادي للطابع المحلي والتراثي لعناصر الأغنية، لكن للأسف الشديد أمام انفتاح الكل على الغرب كدنا نفقد هويتنا وأصبح البديل هو العودة لهذا المخزون العربي التقليدي
مودتي للجميع
محمد عماري
شاعر من المغرب

تحسين عباس
05/03/2009, 07h38
بسم الله الرحمن الرحيم
ان موضوع اعتراض الغرب على الموسيقى العربية هو موضوع لي عام بل هناك مقامات عربية في الاونه الاخيرة حللت هارمونيا مثل الحجاز والحجاز كار والحجاز كار كرد والنواثر والاثر كرد وغيرها بالاضافه الى العجم والنهاوند وانما المشكلة الحقيقية هي في المقامات العربية الشرقية البحته التي في تكوين سلمها الموسيقي درجة الربع ( كار بمول ) وهي الرست والسيكاه التي لايمكن تحليلها هارمونيا وانا والحمد لله استطعت ان احللها لكني لم احصل على تصريح جهة معينه من بلادي العراق او غيرها تستطيع ضمان حقوقي كموسيقي مكتشف فلم استطع الادلاء بها

عبدالرحيم بهيجة
09/03/2009, 22h30
السلام عليكم

أولا أود أن أشير إلى كون أن كلمة هارموني لديها مصطلح علمي مرادف لها في اللغة العربية وهو التوافقات الصوتية.

وثانيا لاحظت أن الكل يتكلم عن النوع الأول للتوافقات، وهو النوع الشائع لدى الغرب والذي لا يمكننا إستعماله مع المقامات الشرقية التي تحتوي على السلم العربي.

من مكاني كأستاذ للموسيقى وموزع موسيقي مختص في الموسيقى العربية، أريد الإشارة إلى كون هناك نوع آخر من التوافقات وسبب ظهوره هو الموسيقى العربية، وقد تم الإعتماد عليه في آلة الكونترباص التي رافقت باقي الآلات في الموسيقى الطربية مند القدم. فلو كان بيننا عازف لهذه الآلة سيؤكد لكم مدى إعتمادها على التوافق الموسيقي للحن الأساسي. ومن جهة أخرى فإن هذا النوع من التوافقات يعتمد بشكل كبير على إحساس الملحن أو الموزع بحيث لا يقوم على قوانين أكاديمية .. ومن بين الأمثلة على هذا التوافق عزف الوتريات خلال مقطع "تمنيت نشوفو في كاس البلار ..." من أغنية "العود والناي" إضافة إلى مقطع "يا مصباح الهدى يا النبي عظيم الجاه ..." من أغنية "المثل العالي" (محمد صاحب الشفاعة كما شاع في تسميتها) وكذلك مقطع "بالله عليك يا الهارب ما ترجع حتى تجاوب ..." من أغنية "الماء يجري قدامي" والأمثلة كثيرة.

على العموم هذا النوع من التوافقات لا يجرد الموسيقى العربية من عروبتها وأصالتها بل يجعلها تكتسي رونقا أكثر جمالا وإحساسا، إضافة إلى أن كل آلة موسيقية لها دورها وسط الفرقة الموسيقية فمن الحماقة أن نجعل كل الآلات تعزف نفس اللحن. بمعنى مبسط أكثر ما فائدة كل الآلات الإيقاعية العربية إن كانت ستقوم بعزف الإيقاع الأساسي بنفس الشكل .. فنحن نعرف أن إيقاعاتنا العربية وخاصة المغاربية والخليجية تكون مركبة وكل آلة فيها تؤدي دورا ما، على سبيل المثال الدف يهتم بأساس الإيقاع والدربوكة أو الطبلة مختصة في الزخرفة ...، وما يقال عن الإيقاع العربي ينطبق على الألحان العربية.

مع تحيات ذ.عبد الرحيم

عبدالرحيم بهيجة
09/03/2009, 22h32
السلام عليكم

أولا أود أن أشير إلى كون أن كلمة هارموني لديها مصطلح علمي مرادف لها في اللغة العربية وهو التوافقات الصوتية.

وثانيا لاحظت أن الكل يتكلم عن النوع الأول للتوافقات، وهو النوع الشائع لدى الغرب والذي لا يمكننا إستعماله مع المقامات الشرقية التي تحتوي على السلم العربي.

من مكاني كأستاذ للموسيقى وموزع موسيقي مختص في الموسيقى العربية، أريد الإشارة إلى كون هناك نوع آخر من التوافقات وسبب ظهوره هو الموسيقى العربية، وقد تم الإعتماد عليه في آلة الكونترباص التي رافقت باقي الآلات في الموسيقى الطربية مند القدم. فلو كان بيننا عازف لهذه الآلة سيؤكد لكم مدى إعتمادها على التوافق الموسيقي للحن الأساسي. ومن جهة أخرى فإن هذا النوع من التوافقات يعتمد بشكل كبير على إحساس الملحن أو الموزع بحيث لا يقوم على قوانين أكاديمية .. ومن بين الأمثلة على هذا التوافق عزف الوتريات خلال مقطع "تمنيت نشوفو في كاس البلار ..." من أغنية "العود والناي" إضافة إلى مقطع "يا مصباح الهدى يا النبي عظيم الجاه ..." من أغنية "المثل العالي" (محمد صاحب الشفاعة كما شاع في تسميتها) وكذلك مقطع "بالله عليك يا الهارب ما ترجع حتى تجاوب ..." من أغنية "الماء يجري قدامي" والأمثلة كثيرة.

على العموم هذا النوع من التوافقات لا يجرد الموسيقى العربية من عروبتها وأصالتها بل يجعلها تكتسي رونقا أكثر جمالا وإحساسا، إضافة إلى أن كل آلة موسيقية لها دورها وسط الفرقة الموسيقية فمن الحماقة أن نجعل الآلات تعزف نفس اللحن. بمعنى مبسط أكثر ما فائدة كل الآلات الإيقاعية العربية إن كانت ستقوم بعزف الإيقاع الأساسي بنفس الشكل .. فنحن نعرف أن إيقاعاتنا العربية وخاصة المغاربية والخليجية تكون مركبة وكل آلة فيها تؤدي دورا ما، على سبيل المثال الدف يهتم بأساس الإيقاع والدربوكة أو الطبلة مختصة في الزخرفة ...، وما يقال عن الإيقاع العربي ينطبق على الألحان العربية.

مع تحيات ذ.عبد الرحيم

علي الوكيلي
10/03/2009, 14h21
أظن أن العيب ليس في الأذن العربية ولكن في مبدعي الألحان العرب الذين لا يستطيعون الاجتهاد من أجل إيجاد تناغم وتآلف بين الآلات الموسيقة لتأطير الأصوات بشكل يجعل الموسيقى أكثر ثراء من خلال وضع مسارات لحنية مختلفة ومتكاملة في نفس الوقت. عندنا في المغرب، كان بن عبد السلام ميالا إلى هارمونيا بسيطة، في بعض ألحانه (عطشانة، الشمعة، يا بلادي عيشي...)وكذلك الراشدي(يمكن ملاحظة ذلك في رقصة الأطلس) لكن الإخوان ميكري هم الذين كانوا السباقين إلى إبداع هارمونيا ناضجة، كالتي نجدها في أغنية "طير الحمام"(موجودة بالمنتدى) وهي ترجع لأواسط السبعينيات، متأثرين باحتكاكهم بالموسيقى الغربية، وقد آخذ أغنية "ليلي طويل" ليونس ميكري نموذجا ناجحا للهارمونيا العربية، رغم أن اللحن يعطي الانطباع بكون الأغنية مستلهمة من لحن غربي. وعموما نحن لا نرى ضررا في الميلوديا التي هي قدرنا، مثل ما هي قدر تركي أو إيراني أو هندي إلى اليوم، لكن يبدو أنها استنفذت جميع إمكانياتها بسبب فقرها، في حين أن الإمكانيات الهارمونية واسعة وغنية، فقط تنتظر كتاب ألحان غير متسرعين(كما في ألحان الفيديو كليب التي تتبخر الشهية لها بعد أسبوعين على الأكثر من سماعها) نعني بذلك أن كتابة الألحان مسؤولية وليست بيعا وشراء للهمبورغر، فهل نرجع بالهارمونيا إلى الجدية التي كانت عقيدة عباقرة الميلوديا في القرن الماضي؟

hasanh
02/04/2009, 16h21
.
.
انا رأيي ببساطة ان الموسيقى العربية التراثية سر عظمتها انها لا تقبل الهارموني . تعزف هذه الموسيقى منفردة سولو على يد مسيقار واحد ، وقد يكون هناك فريق آلاتية يكررون ما غناه او عزفه المنفرد او السلويست لكن هذا التكرار خالي من الهارموني. ثمة اسباب حيوية اساسية لعدم قبول الهارموني . احدها انها مبنية على قدرة السلويست (كان عازفا او مطربا) الذي يبدع او يغير في كل كرّة يعزف او يغني اللحن ( او بالنسبة لاساتذة الموسيقى: امبروفايز). اذن فالموسيقى العربية هي وحيدة النغمة. وهذه ميزة فيها وليست عيبا يجاهد البعض- بدون جدوى - تغييره.
بينما الموسيقى الغربية (امريكا واوروبا الغربية ) هي متعددة النغمات او بولفونك فهي اساسا مكتوبة ولا يمكن للعازف ان يبدع او يلاعب ( ماعدا الجاز بالطبع) . بل يجب ان يعزفها كما هي مكتوبة بدون امكانية الخلق او الابداع

.................http://www.sfusd.k12.ca.us/schwww/sch618/music/Egyptianplayersalmashriq.gif

hasanh
02/04/2009, 16h35
.
.
اسمحلي اوضح ما كتبته اعلاه:
مثلا هل معقول ان يحتفظ شخص بتسجيلين لنفس الاوبرا لبافروتي أو تسجيلين لنفس السيمفونية لنفس الاوركسترا( يعني سجلت في مناسبتين مختلفتين) . طبعا لا . قصدي يعني لأن التسجيلين متماثلين وليس فيهما تباين يستحق الاستمتاع او التذوق المختلف.
لكن :
هل معقول ان يحتفظ شخص بتسجيلين انت عمري لام كلثوم؟؟. اترك لكم الجواب.
.
.

اشرف عبدالرحمن
23/04/2009, 15h23
اولا هذا البحث قيم وبه مجهود كبير .. وأنا لم اريد ان اخوض فى علم الهرمنة .. فقد علق الاستاذ الفاضل الاستاذ عثمان تعليقا علميا وكافيا ومتميزا ايضا .. ولكنى اعلق هنا على نقطة هامة وهى اقحام الموسيقى العربية فى اشياء لا تمت لها بصله وهى قضية هرمنة الموسيقى العربية او ادخال علوم الكونترابوينط ظنا ان ذلك تطورا ودخول للعالمية كما يقول البعض .. هذا الامر خاطىء تماما .. لماذا لم نسأل انفسنا اننا لا نستصيغ سماع فن الاوبرا او نستمتع به .. وأقصد هنا أن معظمنا لا يحب فعلا ان يستمع الى الاوبرا او الاستمتاع بها رغم انها ايضا كما يقولون ضمن القوالب الغنائية العالمية كما يسمونها ... حيث هذا الادعاء خاطىء وهو كلمة عالمية وتطوير كل هذا تضليل كما يحدث فى كل المجالات وليس فى الموسيقى فقط فقد اصبحنا نسير نحو التقليد للغرب فى كل شىء تحت مظلة العالمية والتطوير وكأن الغرب هم دائما الاكثر تطورا فى كل شىء وعلينا ان نتبعهم ..
ان فن الموسيقى والغناء هو انعكاس ثقافى وبيئى به احاسيس وبه فكر شعوب وبه تاريخ أمه .. فلا احد يستطيع ان يتقبل ثقافتك او يحس احساسك او يفكر تفكيرك وكذلك انت لاتحس احاسيس غيرك اوتفكر بنفس ما يفكر الاخرون .. فالموسيقى العربية لا يستطيع الغرب تقبلها واستيعابها والاستمتاع بها مهما عملنا فيها .... ونحن لانستمتع ولا نتقبل ما يقدمونه بمثل ما نتقبل اعمالنا الموسيقية الخاصة بنا ...
موسيقانا مبنية على الاحاسيس والمشاعر والدليل ان الاحساس بالمقام والنغمة تختلف من فنان لأخر فى الموسيقى العربية ومن عازف لأخر فمثلا مقام البياتى لو سمعناه فى الحان عبد الوهاب له طعم واحساس مختلف عن البياتى عند السنباطى .. والسيكا التركى غير السيكا المصرى لأن موسيقانا اساسها الاحساس .......... أما الموسيقى الغربية يحكمها العلم والعقل والفكر والقواعد ومن هنا من السهل ادخالها فى حقل التجريب وتطبيق النظريات عليها فكل نغمة لها ترددها لا تنقص ولا تزيد ولو كوما ... أما الموسيقى العربية جمالها فى الاختلاف من عازف لأخر ومن ملحن لأخر لنفس الجملة لأنها لغة احساس ومشاعر وليست لغة فكر وقواعد وعلم ... لذلك الموسيقى العربية والموسيقى الغربية فى خطين متوازيان كلٌ فى اتجاه لا يتلاقيان ...
الطريف انه من فترة تم عرض قصة الفنان نجيب محفوظ ( ميرامار ) فى عمل اوبرالى بدار الاوبرا المصرية وبالطبع لحن غربى على كلمات عربى .. وحضر هذا الحفل كثير من المتخصصين والمثقفين .. وصارت ضجة اعلامية كبيرة نحو التطور والدخول الى العالمية بعمل اوبرات عربية وكتب الكثير من الصحفيين وايضا بعض المتخصصين والكل يدعى موضوع التطوير ومجاملات غريبة فى تعليقاتهم بشكل مؤسف ومحزن للغاية .. ولم يعى احد من هؤلاء ان اللغة العربية لها ايقاعها الخاص وبالطبع اى لغة لها ايقاعها فلا يصح ابدا طى الكلمة ومد حروف ليست من حروف المد اساسا فى اللغة ليتم مدها او تقصيرها من اجل اللحن ، حيث يتعارض مع ايقاع الكلمة المعتاد مما يصعب فهم الكلمة بسهولة ويحتاج تركيز ومجهود لفهم هذه الكلمات وليست للاستمتاع بها .. فهذا نموذج لما يسمونه العولمة والتطور الموسيقى وللأسف هناك من يطبلون لذلك مدعيين الثقافة والعالمية رغم انهم لم يستمتعون اساسا بما يسمعون ..
من الاولى ان نقدم الاوبريتات العربية المسرح الغنائى العربى بدلا من الادعاء الذى ينشد بتقديم اوبرا عربية او هرمنة الموسيقى العربية وغيرها .. وهنا لا اقلل من شأن الاوبرا اطلاقا او التسفيه منه وكذلك علوم الهرمنة والكونترابونط وغيرها ولكنها فنون وعلوم عظيمة وراقية ولكن بالنسبة لأصحابها ..

Basil Mahran
14/07/2009, 19h04
الموسيقي لغة عالمية و لا يمنع من استخدام الأسليب الغربية في الموسيقي الشرقية و لا يمنع استخدام الغرب لأسليب الموسيقي الشرقية و القوالب كثيرة و الأسليب كثيرة و كثرتها ترضي جميع الأذواق.
و بالتالي الهرموني و الكونتربوينت ليس عيب في استخدامهم في الموسيقي الشرقية و لن يضيعوا سمات هذه الموسيقي

ramsiskasis
24/08/2009, 09h38
اعزائي جميعا ارجو ان تكون مداخلتي خفيفة عليكم
موضوع الهرمنه للموسيقي بشكل عام وعلى مر العصور اثبت ان حاجة الحضاره وحاجة العصر وحاجة الموسيقيين هي التي تساعد علي تطور الموسيقي باتجاه معين
في الرنسانس مثلا كانت الحاجه الموسيقيه تعمل لارضاء قوانين الكنيسه الموسيقيه بما معناه ان ابعادا موسيقيه معينه كانت ممنوعه من الاستعمال لانها توتر النفس وكل الهدف من الموسيقى الكنسيه في ذاك الوقت هو الحفاظ على الهدوء النفسي
في الموسيقى و لذالك فان الموسيقى في ذالك الوقت لم تكن لتتطور باتجاه الهارموني لانه لتلبية القوانين الموسيقيه الكنسيه كل ما نتج هم كاونتر بوينت
والتحول من عصر الى اخر حصل باحتياجات اخرى الخ
السؤال هو لماذا لانترك الموسيقي تاخذ شكلها الطبيعي وتطورها الطبيعي وذالك بعلاقة متوازيه مع تطور المجتمع والحضاره والمثقفين من يدري ربما ينتج عن ذالك شيئا اجمل من الهارموني
شكرا جزيلا

ازادعزيز
02/09/2009, 14h18
موضوع جميل جدا

عادل الصامت
27/01/2010, 19h21
أخي عثمان لقد وفقتم في ردّكم حسب رأيي .والتسويق الأعمى للموسيقى الغربية عموما وخاصّة هرمنة موسيقانا العربية داء سرطاني أفرزه هذا العصر بحجة التطوير والاستفادة من موسيقى الغرب .عن أي استفادة نتكلّم ؟ موسيقانا العربية أغنى بكثير من أي موسيقى في العالم من حيث المقامات ، الايقاعات ، مختلف الآلات ، واللهجات وتأثير الحضارات هل استفاد الغرب من موسيقانا العربية وادخال ربع التون ؟ هل أدخل الغرب واحد من مقاماتنا العربية ؟ هل تناول احدى ايقاعاتنا ؟ و على العكس تناولنا نحن العرب آلة القيتارة ووظّفناها أحسن توظيف لأداء مختلف السلالم العربية كما هو الشأن بالنسبة لآلة الأكرديون ثم في مرحلة أخرى آلة الأرغن التي أصبحت ثرية بمختلف أصوات آلاتنا العربية والشعبية والعربي مازال في صراع مع الزمن للبحث والاجتهاد ولا لتغييب سلالمنا العربية وحتى لاأتهم بالانغلاق أترك الباب مفتوحا لاستغلال الهرمنة في بعض المقامات التي تتناسب والسلالم الغربية والتي تخلو من ربع التون . للحوار بقية مع أجمل التحيات

أبو سالم
28/01/2010, 10h05
هل استفاد الغرب من موسيقانا العربية وادخال ربع التون ؟

بالطبع تحققت عدة محاولات في توظيف الدرجات الصغيرة micro intervalles بالتجارب الغربية الحديثة ولكن ليس في السياق المقامي المتعارف عليه لدينا

ويبدو لي أن طرح مسألة ما إذا كانت الهرمنة تناسب موسيقانا العربية من عدمه فيه الكثير من التعميم إذ يحتاج هذا تحديد عن أية موسيقى عربية نتحدث؟ وما هي الهرمنة التي نحن بصددها أليس الأحرى بنا التسائل فيما إذا كان التعدد الصوتي polyphonie له جذور بموسيقى الشرق عامة والعربية خاصة من عدمه وما هي أشكال هذا التعدد إن وجدت؟

سأترك باب الحوار حول التساؤلات مفتوحا قبل أن أقدم المزيد من التفاصيل بحول اللّه تعالى حول هذه المسائل شريطة أن نتوخى في هذا المنحى العلمي المدعوم بالدلائل والإستشهادات مع الإحالة إلى بعض التجارب الصوتية من داخل أقسام سماعي ولا أن تقتصر ردودنا على الإنطباعات والآراء الذاتية التي لا تستند إلى أي دليل

تحياتي
:emrose::emrose:

rushdynet1
20/06/2010, 23h37
الموضوع حقا شائق جدا
وما قادني الى هنا الا البحث عن رد لكتاب قرأته عن افتقاد الموسيقى العربية للهارموني عكس تطور موسيقى الغرب على مر القرون.

اولا انا اعتقد ان الهارموني قد يدخل على بعض المقامات الشرقية ويكسبها طعما جميلا لا يضيع المعني الأصلي للحن الأساسي سواء كان مغنىً أو معزوفاً و اتفق ان الهارموني قد لا يتفق مع بعض المقامات الشرقية

ثانيا لمن يقول أن الهارموني يجعل العازف لا يظهر شخصيته ولا يبدع في الاداء فالرد بسيط اذ انه طالما وجد هارموني لابد ان يكون هناك عزف جماعي ومن الطبيعي ان العازف وسط جماعة لا يستطيع ان يدخل احساسه في اللحن اذ ان اي عازف كمان يعرف انه حين يعزف وسط الفرقة مع كمانات اخرى فانه لابد وان يعزف اللحن قياسي وطبيعي وبلا اي تدخل منه حتى يحافظ على وحدة اللحن المنبثق من الجماعة. يمكنه ان يتدخل ويحس اللحن ويضيف اليه طعمه الخاص حين يعزف صولو

ثالثا دعونا نتأمل موسيقى عمر خيرت فهي شرقية تماما ولكنها مليئة بالهارموني اذ ان الرجل اثقل موهبته بدراسة عميقة
دعونا ايضا نتأمل مقطوعة حياتي للرائع احمد فؤاد حسن في بدايتها كيف تتداخل الوتريات كلٍ بلحن مختلف للوصول الى هارموني جميل

رابعا ان اتفق مع من قال ما فائدة ان تعزف كل الاوركسترا لحنا واحدا ؟؟ لماذا لا نوافق ما بين الالات حتى نستطيع الوصو ل الى هارموني عربي على قدر الامكان

اقبلوا مشاركتي المتواضعة

ماجد11
06/07/2010, 07h01
الهرمنة تحتاج ذوق وصبر على التمارين من العازفين للخروج بموسيقة راقية،

عبدالحميدحميد
05/10/2010, 20h28
أشكر الإخوة الكرام على ما قدموه من شروحات ة ، لكن الذي يجب أن نبحث عنه هو إعطاء أمثلة و لو تكون مبسطة
مدونة بالنوتة ولو سطر أو سطرين . و أشكر الجميع على كل ما قدموه لهذا المنتدى .

اسامة رضوان
05/10/2010, 21h02
انا آسف انا ماقرأتش اي تعليق ، الموضوع ده شدني جدا وحسيت اني لازم اكتب بسرعة اشكر صاحب الموضوع وكاتبه ، ما اعظم هذا الموضوع وقد ايه اضاف لي ، هو الموضوع ان الموسيقي العربية مقاميه والاجنبية سلمية والفرق كبير والخطأ شائع ، السلم لا يساوي المقام ولا يشابهه ، المقام الموسيقي حاجة والسلم الموسيقي حاجة تانية ، وانا في لجنة الاستماع كملحن الاستاذ سلطان بيقولي : اللحن اللي هتسمعه لينا مقام ايه؟ قلت له نهاوند قاللي : يعني اسمه ايه يعني ؟ قلته نهاوند الدو قاللي :يعني اسمه ايه؟ سكت مش عارف هوه عايز ايه قاللي : يعني دو مانير . مع الاسف كثير من الموسيقين لا يعلمون هذه المعلومة ، ان المقام غير السلم بتاع الاورج او البيانو ، فالمقام ونغماته غير ثابته ولها اشكال تواطؤية ، يتواطئ حولها العازفين والمؤدين ، اما نغم البيانو وما شابه فهي انغام منضبطه ومحسوب درجة تذبذبها بالهرتز ، وبالتالي السعي لهرمنة الالحان العربية المقامية باء بالفشل وكانت النتيجة وصول الموسيقي التي تسمي الآن عربية الي منطقة انكار ذاتها و الدخول خاضعة للحن والهارموني الافرنجي كما كان يسمي قديما والعالمي كما يسموه موسيقيين القرن الواحد والعشرين العرب ، وهو لفشله ايضا من الناحية الإجرائىة ، عالمي ايه يا بن عربي ، فهو اصبح (يستلف ) الحان وزخارف امريكيه في نسيج اغاني عربيه المفروض ومعاصرة ، بل اصبح المغنون يتبارون في وضع الزخرفة الامريكية في اغانيهم ، وكأنها امضاء بالموافقة وقبول السيادة الامريكية للموسيقي الغربية قصدي العالمية العربية ،واصبحت موسيقي السيدة ام كلثوم بالذات هي الشعار والدليل علي جمال وصحة النظرية الموسيقية العربية التي لم تنسرق نحو انغام آلات مثل البانو والجيتار والاورج في التلحين ، وسرعة ادراجها في لحن الموسيقيين العرب فعلا ما اجهل الكثيرين والمشكلة انهم ارباب المهنة ومنسقيها ، كم كان جميلا هذا المقال واعيد الشكر والتقدير لصاحبه ، اللغة عندما تصبو لإكتشاف علم النحو الخاص بها ، فهي تقرر ان تنتشر بين غير اهلها ليس اكثر ، والغرض ربما يمول من السلطات لغرض استعمال او استعمار ربما ، وضبط السلم الاوروبي وعلوم التدوين والهارموني ما صنعت غير هذا في الموسيقي الاوروبية ، او قل عند وصول الحضارة الي قمة ما فهي تصبو الي تسجيل لحظاتها تلك الخالدة ، و وضع القانون الذي سرعان ما يكون ملكيا اكثر من الملك ، ويأخذ هذه اللغة نحو مذاق آخر في النطق والكتابة ايضا لم يكن كذلك ولا هذا ، وهذا ما حدث في اوروبا ولم يحدث في الموسيقي او اللغة الموسيقية العربية ، وبالتالي اري ان موسيقانا هي الموسيقي الاقرب الي الصفاء وعدم التلوث الذي اصاب اختها ، فما زالت الفا الجركاه او الصول نوي والا سهم ؟ او الدو في موسيقانا اكثر قربا من الطبيعة الانسانية البشرية التي تهوي التناغم الخفي ، فمقاماتها مقامات بنت عازفيها وليست بنت فكرة احادية شوهت ربما اللحن لحساب التعدد اللحني كما قال الموسيقار الكبير والعظيم سليم سحاب .

حمادة الورديانى
19/06/2011, 04h06
والله فى رأيى ان الموسيقى العربية لا تقل بأى حال من الأحوال عن الموسيقى الغربية بالعكس معظم الآلآت أصلها عربى وده موجود فى تاريخ الأندلس اللى عن طريقها تعلم الغرب الموسيقى من العرب ولو كانت الظروف متاحة مثل الغرب لظهر فى العرب ناس أعظم من بيتهوفن وموزارت وشكرا للبحث لفخر العرب الأستاذ المتميز سليم سحاب:emrose:

mahdiarchi
21/06/2011, 12h26
اغراني الموضوع الكتب على الرغم ان رأيي لن يكون ذو صدى امام رأي حضرات الموسقيين
يقول بعض الموسقيين ان باخ حاول في اواخر حياته التطرق الا الموسقى الشعبية بهدف تقنينها ومحاولة اظهار ان قواعد الموسيقا الاوروبية هي في الاصل قواعد الموسقى عموما لاكنه اصطدم بالموسيقى العربية والمويقى السالت
اما من حيث عدم تطرق العرب قديما لموضوع الارمونية برأيي ان عملية الارتجالت هي التي حالت دون ذلك اي ان الموسقى العربية كانت قائمة علا التقاسيم والارتجالات وليدت اللحظة وهذا ما جعل موسيقنا كثيرة المقامات ومختلفة تالطبوع وهذا على عكس الموسبقى الاوربية الكلاسكية التي اعتمد فيها التدوين والهرمنة والتركيب الموسقي من حيث مقامات واضحة مسبقا ,,,,,,,,,,,,,,
توجد حالات مشابهة على الاقل برأيي للموسقى العربية كموسقا الجاز الاصلي ان صح التعبير وموسقا الفلامنكو الغجرية فقد اعتمدة كدلك على الرتجال والروحانية لذلك ارى انها لا تعرف الاهرمني