المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عفيفة اسكندر... صوت الغناء العراقي الأصيل


reza_neikrav
01/04/2008, 15h34
عفيفة اسكندر صوت غنائي قدم لأسماعنا اجمل الاغنيات واعذب الألحان طيلة ما يقارب اربعين عاما واثرها مازال خالدا في الاذهان وذكراها لم تزل نضرة، رغم انها حبست صوتها عن جمهورها بإرادتها وحرمته من نعمة الاستمتاع به لأسباب غير معروفة ولا معقولة، ولا اجافي الحقيقة اذا قلت ان صوتها ما زال مطلوبا, وبحماس شديد من قبل الجمهور، رغم ان التلفزيون والاذاعة تنكرا لهذه الموهبة الكبيرة بفنها وشخصها.

بعد سقوط النظام الدكتاتوري السابق تبين ان عفيفة اتخذت موقفا من ذلك النظام حين اعتكفت في منزلها واغلقت بابها بوجه من جاءها من رجال العهد السابق يترجاها العودة الى الغناء، لكنها ابت ذلك بكبرياء المبدعين.

وعفيفة اسكندر ليست بمطربة عادية، لأن صوتها من الاصوات المثقفة والجميلة ذات النكهة المحببة، وهي اضافة لجمالية صوتها ودورها الكبير في الحركة الفنية كانت ذات تأثير كبير في الحياة السياسية ايضا «حيث كان منزلها بمثابة صالون كبير وملتقى رجالات العهد الملكي كنوري سعيد والوصي عبدالإله وبعض الوزراء اضافة الى نخبة من المثقفين من الشعراء والادباء والفنانين وقد حاولنا ان نلتقي بفنانتنا الكبيرة عفيفة اسكندر لكن جميع الاصدقاء والمقربين منها قالوا لنا انها لا تتحدث لأجهزة الاعلام سواء كانت (مجلة او صحيفة او اذاعة او تلفزيون) وبما اننا عازمون على الكتابة عن سيرتها وحياتها وصوتها ودورها في الحركة الفنية فقد لجأنا الى اصدقائها ومحبيها ممن عاشوا سنوات تألقها ليحدثونا عن هذه الفنانة الرائعة التي ملأت الدنيا وشغلت الناس بفنها، وقد كانت هذه الحلقة عن حياتها من نصيب الناقد الموسيقي عادل الهاشمي الذي قدم دراسات فنية عدة عن صوتها.



ذكريات فنية

في البداية اراد عادل الهاشمي ان يتحدث عن صوتها من الناحية النقدية لكننا طلبنا ان يحدثنا عن ذكرياته الفنية مع صاحبة الصوت الشجي فقال: في العام 1962 اقيمت حفلة كبيرة في كلية العلوم في الاعظمية وكانت المطربة عفيفة اسكندر هي فارسة الحفلة، وكان الجمهور يترقب ظهورها وحين اعتلت خشبة المسرح كانت عاصفة من التصفيق تملأ الاسماع، بدأت تغني ما يطلبه جمهورها من اغنيات لأنها تحترمه كثيرا» فغنت (كلب كلب واحمله احمله ومحصن بله وقيل لي قد تبدلا) وهي من ألحان رضا علي و(يا عاقد الحاجبين) الحان علاء كامل و(تعيش انت وتبقى) لناظم نعيم و(عين كوليلي اشبيج) لاحمد خليل واثناء انتهائها من بعض الاغنيات حدث ان طلب احد الحاضرين اغنية (تكتب يا قلم) ولأنها لا ترفض اي طلب لجمهورها فقد لبت طلب هذا المستمع لكن المشكلة حصلت عندما تعذر على الفرقة الموسيقية ان تعزف اللحن وهو لحن قديم جدا «فحصل نوع من التفاوت بين اداء الفرقة وصوت المطربة ومع ذلك اصرت على ان تؤدي الاغنية كاملة رغم تخلف الفرقة عن اداء مقاطع اللحن، واذكر ان الفرقة كانت تتكون حينها من الفنانين خضير الشبلي (آلة القانون) وخزعل فاضل (على الجلو) وكريم بدر (على الكمان) وكريكور (على الناي).

وفي حفلة اخرى كانت تغني اغنية (اي والله على عنادك) من ألحان الفنان عباس جميل وهي اغنية جميلة تعتمد على قالب شعبي وفيها لازمة موسيقية سريعة الحفظ في نهاية عقد الستينات, وقد اثارت الاغنية اعجاب الجمهور الى الحد الذي اجبر المطربة عفيفة على ان تعيد مقاطع الاغنية مرات عدة ثم انتقلت الى اغنية اخرى وما ان انتهت منها حتى عاد الجمهور الى طلب اغنية (على عنادك) مرة ثانية، ولبت طلبهم لكن دون ان تكمل الاغنية بأكملها.



مناظرات شعرية وفنية وسياسية



اما بخصوص الجانب السياسي في حياة المطربة عفيفة اسكندر فقال الناقد الهاشمي: «عرف عنها التزامها الشديد بالنظام الملكي واحتفالها المتواصل برجالاته وكانت تمتلك علاقات خاصة ومميزة برئيس الوزراء نوري سعيد الذي كان من اشد المعجبين بصوتها واناقتها! وسجلت بصوتها مشاركتها في اغلب الاحداث السياسية التي حدثت في العهد الملكي، لأنها انطلقت بموقعها هذا من ايمان بأن هذا العهد يعمل جاهدا من اجل ترضية الاطراف والتشكيلات السياسية آنذاك».

ولأنها مطربة مثقفة ومحبة للشعر وتواقة للأدب كان مجلسها لا يخلو من المناظرات السياسية والشعرية والفنية والادبية حيث كان يضم كبار الادباء والسياسيين والفنانين منهم نوري السعيد وابنه صباح والوصي عبدالإله وتوفيق السويدي وسعيد قزاز وخليل كنة وسواهم.



أول مطربة تغني القصيدة

والمطربة عفيفة (يواصل الهاشمي حديثه) تعتبر نتيجة لكثرة مطالعاتها للشعر اول مطربة عراقية غنت الشعر وقدمت ما يقارب 60 قصيدة ولم يعرف عن مطربة عراقية اخرى غنت هذا العدد الكبير من القصائد، لا سيما وان غناء القصيدة في الغناء العراقي يكاد يكون محدودا جدا، وقد غنت لأساطين الشعراء مثل سناء الملك والبهاء زهير والشيخ علي الشرقي وطبقة الشعراء المحدثين.



أول أغنية

اتذكر اول اغنيات المطربة عفيفة اسكندر وفي اي عام غنتها؟ سألت الناقد الهاشمي فقال: «حسب معلوماتي ان اول اغنية سجلتها للإذاعة العام 1937 هي (برهم يا برهوم يا بو الجديلة عذبت حالي وايدك طويلة) ثم اعقبتها بأغنيتها الثانية (زنوبة) بعدها اتجهت في الغناء الى قطبي التلحين العراقي (صالح الكويتي وداود الكويتي) واشتهرت بسرعة بسبب رصانة صوتها وعذوبته ووقفت بسرعة بمصاف اشهر مطربات ذلك العصر كزكية جورج وسليمة مراد وسلطانة يوسف وصديقة الملاية وزهور حسين.



مطربة العراق الاولى

سافرت الفنانة عفيفة اسكندر الى خارج قطر كثيرا واحيت العشرات من الحفلات الغنائية في اميركا واوروبا ومصر ولبنان وسورية والاردن، ولكثرة حفلاتها وحلاوة صوتها وعذوبته فقد لقبتها الصحافة العربية بألقاب عدة وقالت المجلات اللبنانية عنها مطربة العراق الاولى.



جانب خفي في حياتها

ويواصل الناقد الهاشمي حديثه فيقول: «الى جانب وجاهتها ودورها المعروف هناك جانب خفي من حياتها الخاصة قد لا يعرفه الكثير، اذ انها كانت وراء الكثير من حملة الشهادات والكفاءات فقد تابعت دراستهم بالتعضيد المادي المباشر، بل ان كثيرا من العوائل كانت تلجأ الى عفيفة اسكندر لمساعدتها وهي تستجيب لهذا الجانب الانساني، ولم يعرف عنها انها تخلت عن احد المحتاجين ممن طلب مساعدتها وكانت تطلب منهم عدم ذكر اسمها وراء ذلك، لأن هذا عمل لله وحده».



تقييم صوتها

في نهاية ذكريات الهاشمي كان لا بد من التوقف عند تقييمه لصوت المطربة عفيفة اسكندر من ناحية نقدية فنية فقال: «عفيفة تستثير فضول الذاكرة الفنية لأصول الغناء دون ان تزودها بأي تفسير نفسي ومعرفي، ففي هذا المحيط الفني يجول المغني وتتفحص الاذواق لذلك بقيت طريقة عفيفة اسكندر في الغناء تحمل نزوعا نحو التعلق الشديد او الرفض الشديد، اذ انتقلت حنجرتها الفنية بين الغناء البدوي والغناء الحضري باقتدار وتمكن عجيبين، وبكثير من دواعي الانشاد الحر غير المقيد، وعفيفة تستحضر قواها الصوتية في ابراز الاسلوبية التي طبعت غناءها فهي تمتلك حضورا مع تنوعات محدودة، وتقيد صوتها بإعداد صارم بل تغني بلهجة عراقية مصحوبة باحتياطات حجازية تارة وخليجية تارة اخرى مع اشهار التأثرات البارزة في الغناء المصري، وسر صوتها ينبئ عن دخول انتصار في مجال الغناء، وفنها الادائي توفر على خصيصتين اساسيتين هما العبور الى الاسماع والاستيطان في الذاكرة وهذا في حد ذاته يعكس تألقا للغناء العراقي، وهو تألق يأتي على اية احال من كونه يتحدر من نوع بيئوي عراقي صميمي.

reza_neikrav
01/04/2008, 15h35
بغداد - من قحطان جاسم جواد: عفيفة اسكندر صوت غنائي عراقي أصيل، وهي انعطافة بارزة وكبيرة في الغناء العراقي الحديث، ويمكن القول انها فنانة محدثة لا بصوتها فحسب بل في طريقة أدائها واسهاماتها التي ارتقت بالأغنية العراقية الى مصاف عالية, وعفيفة اسكندر ليست وجها «مشرقا» للغناء العراقي فقط، بل انها قمة الغناء العراقي لفترة طويلة امتزجت فيها الأصالة والفن والنجومية الصادقة، ولأنها ذات شأن كبير في المسيرة الفنية العراقية وظلت سنوات طوال سيدة الغناء العراقي بلا منازع رأينا ان نفتح هذا الملف لنلقي أضواء وابعادا حول هذه الشخصية الفنية المتميزة التي أعطت وأضافت للفن عموما وللغناء العراقي خصوصا الكثير الذي يجب ابرازه وتعريف الجيل الجديد به في عالم لم يعد فيه للغناء الأصيل موضع قدم.

صوت الطرب الأصيل,,, قلب الجمال النابض
عفيفة اسكندر ذلك الصوت المغرد الجميل هي قلب الجمال النابض أودعت يد القدر فيها أوصافا بدنية وخلالا نفسية، فهي لا تستطيع ان تخفي محاسنها بل تبدت وتجلت في أكمل جمال في نظر عشاق الجمال,,, جمال ساحر من صنع الخلاق لا مصنع الحلاق.
وهذه المطربة الرائعة انكفأت على نفسها، وصمتت صمتا كبيرا، وقبل أوانها، ومن دون أسباب معروفة,,, وبذلك فقدت اسماعنا خامة فنية ناصعة، بعد ان قدمت للفن العراقي أروع الأغاني وأجمل القصائد، وهي ناحية تميزها عن بقية المطربات، اذ انها قدمت أكثر من خمسين قصيدة مغناة، والقصيدة من أصعب أنواع الغناء.
والذي عاصر فترة تألقها وعاش سماع حلاوة صوتها عبر مسيرتها الطويلة يعرف الكثير عن فنها وسيرتها ودورها الفني في حياة العراقيين، وبما انها اختارت الصمت بنفسها وترفض الادلاء بأي أحاديث صحافية، فقد ارتأينا ان تكون حلقاتنا ملتقى لكل أصدقائها ممن عاش ذكرياتها الفنية أو ساهم فيها وبما يعطي صورة قريبة عن حياة هذه الفنانة الرائعة للأجيال الحالية التي لا تعرف عنها الكثير.
المرحوم الأستاذ (سعاد الهرمزي) الاذاعي المعروف الذي قدم للغناء العراقي عدة دراسات وكتب فنية وكان أحد الذين كتبوا عن عفيفة في كتبه ومقالاته وقد التقيته قبل وفاته فقال عنها: عفيفة اسكندر لون فريد في الغناء لا يضاهيه أو يقترب منه أي لون آخر من الوان الغناء العربي، وهو أيضا لون محير فلا تدري هل هو مونولوج أو غناء خفيف أو غناء عاطفي,,, أو هو كل ذلك معا!
أما صوتها وأداؤها فيستقلان بمواصفات مميزة وخصائص متفردة ويبعدان ابتعادا غير مألوف عن صوت وأداء أي مغنية في الوسط الغنائي العربي.
من أين استقت شخصيتها الغنائية؟
وأمام هذا الغموض الذي يلف هذا الصوت المتفرد يوضح الأستاذ (الهرمزي) من اين استقت المطربة عفيفة اسكندر شخصيتها الغنائية المستقلة, فعاد بذاكرته الى السنوات الماضية والى الأيام الخوالي التي برزت فيها هذه الفنانة، وقال: انه سؤال صعب لا يمكن الرد عليه بسهولة الا اذا عدنا الى الموهبة لنعزو اليها قدرتها على تكوين هذه الشخصية الصوتية الفريدة, ولأن عفيفة اسكندر غنت الشعر فإن الكلمة عندها تخرج صافية بلفظها وفصاحتها وموسيقيتها وهي في كل ما غنت شعرا أو زجلا أقرب الى الاكتمال اللفظي والاحساس بالكلمة وحسن الاختيار الذي تبدو فيه ملكتها على أشدها في رهافة الحس ورقة الشعور، وهي لم تكن تحسن اختيار الشعر أو الزجل فحسب، بل كانت فطنتها ودرايتها وتذوقها الموسيقى يمتد الى اللحن كذلك.

تقبل الألحان المنسجمة
مع صوتها
والمطربة عفيفة اسكندر تختار ألحان أغانيها بدقة شديدة (يواصل الهرمزي حديثه) وقد رفضت كثيرا من الألحان حتى من أولئك الذين كانوا يقفون في الصدارة من ملحني القطر ولم تقبل لحنا قط من أي ملحن مهما علا قدره الا اذا كان منسجما مع صوتها فكأنه قد قيس عليه,,, وعلى اثر موقفها هذا من الألحان، قال عنها العديد من الملحنين والمؤلفين ان أصعب مغنية هي عفيفة اسكندر وهي صعبة فعلا لأنها كانت تدقق في الاختيار ولا تغني أي لحن أو أي كلام.

جابو كلي أو المسدس السريع
ومن الذكريات الأخرى التي ذكرها (الهرمزي) عن هذه الفنانة الرائدة انها - كما يقول - ظهرت للمرة الأولى على المسرح في ملهى صغير بمدينة اربيل في أواسط الثلاثينات، وكانوا يسمونها في تلك الفترة بـ (جابوكلي) وتعني المسدس السريع الطلقات.
وماذا عن أبرز الملحنين الذين تعاملت معهم المطربة عفيفة، فقال: هناك مجموعة كبيرة من خيرة رواد التلحين في القطر، وقدمت العديد من الأغنيات الجميلة التي تشكل الآن ثروة كبيرة لتراثنا الغنائي، وأبرز من تعاملت معه الفنان «سمير بغدادي» أو وديع خوندة ورضا علي وناظم نعيم وكريم بدر وأحمد الخليل وعباس جميل وياسين الراوي وخزعل مهدي وسواهم.
وحتى فرقتها الموسيقية التي تصاحبها في الغناء تختارها بدقة وعناية كي تتناسب مع صوتها وطريقتها في الأداء, وكما يقول (الهرمزي) ان حفلاتها كانت أسبوعية وتتضمن في كل حفلة (وصلتين) بحدود ساعة لكل وصلة غنائية وفي بداياتها الأولى كانت فرقتها تتكون من عناصر فنية ثم تركوها وسافروا فبدأت بالتعاون مع مجموعة من الموسقييين أبرزهم سالم حسين وخضير الشبلي وجمال سري على آلة القانون وكريم بدر وكريكور برصوميان وجوزيف حنا وجميل بشير على الكمان وخضير الياس على الناي وعلى العود كان الفنانان منير بشير وروحي الخماش كما كان الفنان حسين عبدالله يشارك في حفلاتها كضابط ايقاع.
وعن الحوادث والمواقف التي لا يعرفها الكثيرون من الناس عن المطربة عفيفة اسكندر يقول الهرمزي: لها ذكرى مع موسيقار الأجيال الفنان محمد عبدالوهاب لا أظن انها ستنساها أبدا وهي مثلت معه في فيلم «يوم سعيد» إخراج «محمد كريم» ولحن لها أغنية غنتها في الفيلم عام 1940 لكن عند عرض الفيلم لم تقدم الأغنية لأن المخرج اضطر الى حذفها مع مشاهد أخرى بعد اكتشافه ان الفيلم قد تجاوز الساعتين وهو وقت طويل ويمله مشاهدو السينما.
ومن الأمور الأخرى التي اتذكرها لقاؤها مع الموسيقار فريد الاطرش والاتفاق بينهما للتمثيل والغناء معه في أحد الأفلام السينمائية، وكادت المحاولة تنجح لولا مغادرتها (أي عفيفة) للقاهرة على عجل بسبب التزامها بعقد مع أحد الملاهي.
أما الفيلم المصري الوحيد الذي ظهرت فيه فهو فيلم «القاهرة,,, بغداد» وهو انتاج مشترك (عراقي مصري), وقد كانت عفيفة طيبة القلب وتحمل نفسا زكية وتقدم المساعدة لكل من يطلبها، لذلك فهي تعاطفت مع العديد من الأسر التي احنى عليها الدهر وجار عليها الزمان حيث قامت بتخصيص مرتبات شهرية منتظمة لهذه العوائل لتمكنها من العيش بكرامة.
أخيرا قال الهرمزي عن هذه المطربة الرائعة« بعد ان اعتزلت الغناء حاولت ان أجري معها حديثا اذاعيا ولكنها رفضت بحسم وقالت لي اذا كنت ما زلت على احترامك لي فاصرف النظر عن هذا الموضوع».

reza_neikrav
01/04/2008, 15h35
نكهة بغدادية طربية أصيلة

عفيفة اسكندر,,, صوت ملأ أسماعنا لسنين طويلة, صوت لونه فريد ورائع يحمل نكهة بغدادية اصيلة,, عذوبة تنساب كماء زلال.
وعفيفة فنانة شغلت الناس دهراً طويلاً بعذوبة وحلاوة صوتها وفطنتها ودرايتها وتذوقها الموسيقي لكل شيء جميل واصيل.
وفي كل لقاء مع احدى الشخصيات اكتشف أشياء جديدة تزيد من اعجابي بتلك الفنانة التي كانت مبعث مسرة وبهجة لاسماعنا لما تمتلكه من صوت قوي ولون فني جميل.
وضيفنا في هذه الحلقة هو الاستاذ المرحوم صادق الازدي احد رواد الصحافة العراقية وكان لوقت طويل احد المقربين جداً من الفنانة عفيفة وقد تحدث إلينا قبل رحيله بسنوات:
عفيفة مطربة مغناج
بدأ الازدي ذكرياته عن المطربة العذبة الصوت قائلاً: «كنت من سهار الليالي ومن الطبيعي ان أعشق الصوت الجميل، وابحث عن الراقصات الرشيقات! ومن الطبيعي ايضاً ان أتعرف على منولوجست جميلة التقاطيع، في صوتها حلاوة، وفي ادائها لمنلوجاتها ما يجعلها اقرب الى القلوب وألصق بالنفوس! وكانت عفيفة شابة مغناج، ولكنها كانت أذكى مما يتصوره بعض رواد اللهو، حيث استطاعت بذكائها أن تلف حولها كل شخصية ذات مكانة في مهنة مأمن المهن، واشتهر عنها حبها لكل ذات جمال ودلال، وهيامها بكل صاحبة صوت يسحر الذين يسمعونه.
اكتسبت المعرفة عن أمها
الفنانة عفيفة دخلت عالم الفن وهي لم تزل في سن صغيرة فكيف اكتسبت هذه المعرفة الفنية التي عرفت بها,, سألت الاستاذ الازدي فقال: «لانها صغيرة السن عند ولوجها لعالم الفن الكبير ودهاليزه المتعددة ومسالكه الوعرة، فقد التزمتها والدتها وزوجها وعلماها اشياء كثيرة عن هذا العالم الغريب، واستطاعت عفيفة بنباهة تحسد عليها ان تتعلم وتتأقلم مع اجواء الفن، وبسرعة تحولت الى نجمة من نجوم الفن.
سيدة صالون
وماذا عن مجلسها الذي يلتئم فيه الشعراء والادباء وكبار رجال السياسة في البلاد؟
فقال: «كانت عفيفة اسكندر في واقعها ليست منلوجست تغرد بمنولوجاتها في دور اللهو والحفلات فحسب، بل كانت سيدة صالون وفي بيتها الأنيق (في حينه) كان يحضر كل من يريد مجالسة حسناء تجيد الحديث، وتروي الطرفة وتتكلم في كل شأن من شؤون الحياة,, وكان مجلسها يضم كبار الشعراء والادباء والفنانين اضافة الى كبار رجالات الدولة من السياسيين آنذاك، وقد يكون بين أولئك من خفق قلبه بحبها، وليس هذا بمستغرب فهي فنانة جميلة الطلعة ولكنها قطعا كانت تفرق بين زوارها وبين من يخفق قلبها لهم وما أقلهم! وآخر بيت زرتها فيه هو منزلها في منطقة (المسبح) الذي كان صالوناً ايضاً للادباء والسياسيين.
شعراء وأدباء وساسة
في مجلسها
من هم أبرز الشعراء والادباء والساسة الذين كانوا من رواد مجلسها؟ فأجاب: «هناك بعض رموز الحكم الملكي يحضرون مجلسها اضافة الى بعض نواب مجلس الأمة كفائق السامرائي عضو حزب الاستقلال والنائب حطاب الخضيري وبعض الوزراء، اضافة الى الادباء ومنهم عبدالمجيد لطفي والشاعر اكرم احمد وحسين مردان وجعفر الخليلي وابراهيم علي والمحامي عباس بغدادي ومن الفنانين حقي الشبلي وعبدالله العزاوي ومحمود شوكة واسماء أخرى لا تحضرني.
وعن الأماكن التي تحيي فيها المطربة عفيفة حفلاتها؟ قال الازدي: «نظراً لمكانتها الفنية ودورها الكبير في الحركة الموسيقية والغنائية فقد كانت تغني في أرقى ملاهي العاصمة بغداد منها ملهى «الجواهري - الهلال - كباريه عبدالله - بردايز) علماً بأن الملاهي كانت سابقاً أفضل من النوادي الاجتماعية الموجودة حالياً».

الصحافيون العرب يسألون عنها
من حكاياتها الاخرى التي يتذكرها الاستاذ الازدي كما يقول ان معظم رجال الصحافة العرب يسألون عنها عند وصولهم الى بغداد وبخاصة رجال الصحافة الفنية وكان من حسن حظي أو من سوئه أن أكون من رواد صالونها فيسألني بعض أولئك الصحافيين الزوار عن دار عفيفة اسكندر واتصل بها هاتفياً وأحدد لهم موعدا واذهب معهم,,, أنا في غاية الرضى!
وكيف كان ينظر اليها من يحضر مجلس من الاصدقاء؟ قال: «كان هناك أكثر من صعلوك من صعاليك الادب والصحافة ينظرون اليها كما لو أنها دمية من دمى الليل وقد تعرضت من جراء ذلك لتخرصات ولأقاويل عديدة هي براء منها، ولكنها لم تكن تستطيع دفع شر المتقولين عليها,,,, وما كان يمكن أن تفعل اي شيء في بعض الظروف التي مرت بها ذلك لأن بعض المعجبين من العاملين في الحقل السياسي وبعضهم ترتبط بهم بعلاقة صداقة مع عوائلهم.
تساعد المحتاجين
بعض الذين عرفوا الفنانة عفيفة اسكندر قالوا انها انسانة طيبة القلب وهناك من ينعتها بالتعجرف والتعالي، وباعتبارك عرفتها عن قرب فما رأيك بذلك؟ أجاب: «لم تكن عفيفة بلا قلب,,, ولا يمكن ان تكون كذلك,,, فهي امرأة ممتلئة النفس بالأحاسيس، ينبض قلبها بكل ما هو إنساني، ولا يحس المرء بهذا الا اذا عرفها عن قرب وفي نهاراتها وليس في ليالي الكباريه! الذي تعمل فيه,, وكانت العديد من النسوة من المحتاجات كن يأتين الى بيتها ويأخذن منها المساعدات سرا وينصرفن! وبقلبها الرقيق هذا تعثرت مرة ومرات، وفشلت كل تجاربها القلبية وخرجت منها وهي قوية العود ونجحت في ان تقاوم التيارات لتظل حى صامدة بوجه عوادي الايام وهي مرتفعة الرأس.
أغانيها وسفراتها
هل تحدثنا عن ابرز الأغنيات التي كانت تقدمها، وعن سفراتها الى خارج العراق؟ أكد الازدي: «كثيرة الأغاني التي كانت تقدمها المطربة الرائعة عفيفة اسكندر لكني بصراحة كنت ازداد اعجاباً بصوتها عندما تغني (ياعاقد الحاجبين) و(من أين لك هذا,, هذا من فضل ربي) و(ياسكري ياعسلي) و(اريد الله يبين حوبتي بيهم) و(كلب,, كلب) و(غبت عني فما الخبر) و(نم وسادك صدري) وغيرها من الاغاني التي لا تحضرني اسماؤها.
مع مصابني وكاريوكا
أما سفراتها فهي عديدة فمنها ما كان للاستجمام ومنها ما كان لإحياء الحفلات,, فقد زارت تركيا وباريس ولندن وسورية والاردن ودول أخرى اضافة الى مصر التي عملت فيها فترة من الزمن مع فرقة «بديعة مصابني» المطربة المصرية المشهورة,,, كذلك عملت مع الفنانة تحية كاريوكا، كما شاركت الموسيقار محمد عبدالوهاب في فيلم «يوم سعيد» من بطولته وفاتن حمامة وغنت فيه أغنية من ألحانه حذفت قبل عرضه.
مع زوجة نوري السعيد
من ذكريات الازدي تحدث لنا عن لقائه بعفيفة اسكندر في استانبول فقال: «كنت أسكن في أحد فنادق استانبول - في سفرة سياحية، وبعد ان تناولت طعام الغداء اخذت قسطاً من النوم,, لكني قفزت من فراشي وانا في عز النوم على اثر رنين الهاتف وعندما رفعت السماعة وجدت ان الفنانة عفيفة هي التي تتحدث على الطرف الآخر فتملكني العجب، اذ انها كيف عرفت بوجودي هنا! فتبين انها نزلت في نفس الفندق مصادفة وسألت صاحب الفندق عن اسماء العراقيين من النزلاء فاختارت اسمي من بينهم واتصلت بي والتقينا وتحادثنا - وطلبت ان تسهر معي واتصلت بأحد معارفها ايضاً في استانبول هو وعائلته كي يمروا علينا لنسهر سوية - وجاءوا اليها وكان أحد كبار رجال الاعمال ومعه ابنته وسيدة مهيبة الطلعة هي زوجة احد اصحاب الفخامة رؤساء الوزارات العراقية وتعرفت عليهم,,, وألحوا من أجل مرافقتهم - لكني اعتذرت اليهم بلطف - لأني لم أعتد السهر مع أصحاب الملايين والفخامات.
ومن هو هذا الرجل وتلك السيدة بهية الطلعة؟ يقول الازدي: «الرجل كان سليمان باشا صاحب معامل فتاح باشا اما السيدة فهي زوجة نوري السعيد رئيس الوزراء آنذاك.

reza_neikrav
01/04/2008, 15h36
1500 أغنية وبطولة فيلمين

في هذه الحلقة عن حياة المطربة عفيفة اسكندر تحدث الباحث والمؤرشف احمد فياض المفرجي الذي توفي بعد اللقاء وكذلك المصور الحاج امري سليم وهو من الأشخاص الذين كانوا يحضرون في مجلسها, وقد تناول كل منهما جانباً من جوانب حياة المطربة عفيفة.
وقد تحدث لنا الأستاذ الراحل احمد فياض المفرجي الباحث والمؤرشف عن دورها في السينما قائلا: «في مجال السينما فقد مثلت الفنانة عفيفة اسكندر في فيلمين هما «القاهرة ـ بغداد» إخراج أحمد بدرخان وانتاج شركة أصحاب السينما الحمراء العراقية التي كان يديرها التاجر المعروف اسماعيل شريف بالتعاون مع شركة اتحاد الفنيين المصرية، وشارك فيه الى جانب عفيفة الفنان الراحل حقي الشبلي وكذلك ابراهيم جلال وفخري الزبيدي وسلمان الجوهر ومديحة يسري وبشارة واكيم, وعرض الفيلم في القاهرة بحضور وزير العراق المفوض تحسين العسكري.
أما الفيلم الثاني فهو «لىلى في العراق» انتاج ستودي بغداد الكائن آنذاك في مدخل معسكر الرشيد, واخرجه احمد كامل مرسي وشارك في تمثيله من العراقيين جعفر السعدي وابراهيم جلال وعبدالله العزاوي, ومن لبنان المطرب محمد سلمان ونورهان وعرض الفيلم في سينما روكسي ببغداد العام 1949 التي تحولت الآن الى مسرح النجاح, وكان من متطلبات تصوير الفيلم سفر عفيفة الى القاهرة، واستقبلت استقبالا حسنا واقيمت لها الولائم، وتم اسكانها في أرقى فنادق القاهرة آنذاك وهو فندق «مينا هاوس» وفي هذه الزيارة التقت بالفنان نجيب الريحاني الذي اعجب بها وقال لها ذات مرة محظوظ هذا الذي يمثل معك فان عقلك ما شاء الله يعادل عشرة عقول، لما لمسه في شخصيتها من ثقافة ورجاحة عقل وذوق كما وصفتها احدى المجلات «إن العراقية عفيفة اسكندر على جانب كبير من الثقافة».
ويذكر انه تمت مفاتحة عفيفة العام 1945 أي قبل مشاركتها في فيلم «القاهرة ـ بغداد» للعمل في السينما المصرية، واحدى الشركات طلبت المجيء الى القاهرة للعمل في فيلم «أحلام الحب» وأجابت عليهم برسالة حددت فيها شروطها للمشاركة لكن على ما يبدو ان الشركة رفضت هذه الشروط وكذلك لها مشاركة مع عبدالوهاب في فيلم «يوم سعيد» مع فاتن حمامة.
وفي العام 1979 صرحت الفنانة عفيفة انها بدأت الغناء قبل اربعين عاماً، وان رصيدها من الأغاني قد بلغ أكثر من 1500 أغنية وقد وثقت هذا الرقم في مصادر عدة، وعفيفة تتمتع بحاسة سادسة في اكتشاف سرقات الأغاني التي يقدمها المؤلفون والملحنون، وكانت لا تتردد في مصارحة هؤلاء برأيها.

ماذا يدور في مجلسها
أما عمّا يدور في مجلسها الأدبي والفني في منزلها فقد حدثنا المصور المخضرم الحاج امري سليم الذي كان أحد الحاضرين في ذلك المجلس فقال: «كانت في بداية الجلسة تقدم وصلات غنائىة ثم يتم النقاش بعد ذلك حول تلك الأغاني كما يدور الحديث عن فنها بشكل عام، وكنا نجلس الى منضدة كبيرة توضع عليها الفاكهة والحلويات، بعدها نشرب الشاي والكعك، وأحيانا تحصل «واسطات» لأعمال ومواقف حيث كان البعث يقصدها كي «تتوسط» له عند رجالات الحكومة لتسهيل أمورهم ومن ابرز الرجال في مجلسها الفنان الراحل ناظم الغزالي الذي كان يغني معها أيضاً, في مجلسها وفي النوادي التي تغني بها كنادي المشرق الكائن مقابل مستشفى الفيضي آنذاك ويديره يعقوب ويوسف عبو ونادي الهندي الذي يديره لطيف سمحيري ونادي الفقير في منطقة العلوية.
ويواصل امري حديثه: «وكنت اقوم بتصويرها في مجلسها وحفلاتها عندما كنت أعمل مع أستاذي الفاضل المربي صادق الازدي صاحب مجلة «قرندل» وكنا نجوب الملاهي لتصوير الحفلات وكانت الملاهي عبارة عن منتديات فنية وثقافية وليس كما هي عليه الآن مثل نادي «الهلال» في الميدان و«اريزونا» في شارع الرشيد لصاحبه صادق حنا، وملهى «الجواهر» الذي كان يتميز بالطابع الريفي وتغني فيه وحيدة خليل وزهور حسين وبقية المطربين الريفيين و«كبارية عبدالله» الذي يعتمد على الفرق الأجنبية ويديره شريف عبدالله، وتدخله العوائل الراقية, وكان يفرض على رواده ارتداء (الربطة أو الوردة في العنق) والقاط (السموكن) ويقع في شارع ابي نواس، وفي ملهى «برادايس» عند مدخل سينما النجوم من جهة النهر وتغني فيه عفيفة إلى جانب المطربتين انصاف منير ومائدة نزهت.
وفي هذه الفترة احتضنت عفيفة المطربة نجاح سلام وعملت معها في ملهى طانيوس.
أما أجمل صورة التقطتها فكانت في عيد الصحافة المئوي العام 1969 في قاعة الشعب وغنى معها الفنان الراحل محمد القبانجي، والمعروف عن عفيفة انها في حالة خصام مع الصحافة والتلفزيون والاذاعة بسبب انها لم تر اخلاصاً ووفاء منهم ومن جاء بعدها بدأ يحصل على الاهتمام والتقدير بعكسها هي صاحبة ماضٍ مجيد,,, فهي تعتبران الأمر هو نكران جميل ويبدو ان ذلك هو السبب الأساس في صمتها عن الغناء قبل أوانها، لأنها عندما اعتزلت كانت قادرة على الغناء لعشرين سنة أخرى أي أن اعتزالها كان بسبب مواقفها من النظام السابق وسلوكه غير الجيد مع مطربة كبيرة مثل عفيفة اسكندر.

reza_neikrav
01/04/2008, 15h37
أحداث وقضايا في حياة المطربة الحسناء
في الفصل الخامس من حياة الفنانة عفيفة اسكندر سنقدم للقارئ بعض الحوادث التي مرت بها المطربة عفيفة خلال سنوات متفرقة من مسيرتها الفنية ـ وهي احداث لم يتطرق اليها السادة المؤرخون والنقاد الفنيون الذين شاركوا في الفصول الاربعة السابقة.

تحت تهديد السلاح
تميزت حقبة الثلاثينات بانها حفلت باحداث جسيمة مثل دخول العراق الى عصبة الامم ثم وقوع انقلاب بكر صدقي ضد وزارة طه الهاشمي واستيزار حكمت سليمان,,, وحصل في تلك الايام ايضا ان منتديات وملاهي بغداد عرفت المطربة الحسناء عفيفة اسكندر واشتهرت في تلك الاوساط وتردد اسمها بين كبار مسؤولي ذلك العهد وفي مقدمهم علي الحجازي مدير الشرطة العام وهو ضابط من بلاد نجد والحجاز جاء مع عائلة الملك فيصل الاول وسكن العراق وحصل فيها على عدة مناصب وكان يرتبط بصلة وثيقة بالوصي على عرش العراق عبدالاله, وقد ارتبط الحجازي بالمطربة عفيفة بعلاقات وثيقة.
وكان الحجازي يحضر معظم حفلات عفيفة وفي جلساته الخاصة كان يلتقي بها بحضور صاحب سينما الشعب في ادارة السينما وهو من اليهود العراقيين,,, وفي تلك الجلسة بدأ يداعب عفيفة وقال لها انه على استعداد لتنفيذ كل طلباتها وهنا اشتكت عفيفة له من تصرفات اليهودي صاحب السينما الذي اغمط لها حقا وهي تطالبه باجورها كاملة,,, فثار الحجازي رغم انه صديقه، وانتزع مسدسه وهدد صاحب السينما بالقتل اذا لم يدفع 500 دينار حالا لعفيفة ,,, وامام هذا التهديد استسلم اليهودي صاغرا ودفع المبلغ كاملا «وعين تضحك وعين تبكي» كما يقول المثل!!

يا حافر البير لا تغمج مساحيها
قال لنا الفنان إلهام المدفعي نقلا «عن والدة حسن فهمي المدفعي انه بعد انقلاب بكر صدقي اقيم احتفال في احد المنتديات البارزة في بغداد وطلب بكر ان توجه الدعوة الى المطربة عفيفة اسكندر للغناء فيه,,, وقد حضرت عفيفة الى الاحتفال من دون رغبة وبعد ضغط والحاح من الاصدقاء وبقية المسؤولين الذين ترتبط معهم بعلاقات طيبة من نظام نوري سعيد والوصي عبدالاله,,,, وما ان بدأ الاحتفال وصعدت عفيفة الى خشبة المسرح حتى جاء صوتها قويا وبرنين مؤثر وبلهجة معبرة لا تخلو من تذمر ووعيد ,,, فشدت باغنية:
«يا حافر البير لا تغمج مساحيها خاف الفلك يندار وانت تكع بيها».
وعندما التفت بعض الحاضرين الى جهة جلوس بكر صدقي وجدوا ان وجهه قد تجهم وامتقع بحمرة لا تخطئوها العين ابدا.

عفيفة اكتشفت صبيحة إبراهيم
في احد اللقاءات الصحافية قبل سنوات قالت المطربة صبيحة ابراهيم ان عفيفة اسكندر هي التي اكتشفتها ودفعتها الى السير في طريق الغناء، وذلك عندما شاهدتها للمرة الاولى في احد صالونات الحلاقة وهي تدندن مع نفسها اي (صبيحة) وعندما سمعتها عفيفة اقتربت منها وصاحت (الله ـ الله صوتك حلو) ثم رتبت على كتفي (تقول صبيحة) وقالت الا يعجبك ان تصبحي مطربة وتغني في اماكن عامة ومعروفة, فالتفتت صبيحة الى امها التي كانت تجلس بعيدا عنها في الصالون ما رأيك يا امي, فرفضت في البداية لكن اصرار الفنانة عفيفة ومتابعتها لصبيحة اكثر من مرة جعلها تقتنع بالامر وتنطلق في عالم الغناء ومن ثم تصبح مطربة مشهورة وبذلك تقول صبيحة «ادين بالفضل الكبير للفنانة عفيفة اذ لولاها لما اصبحت مطربة».
واشار الموسيقار المرحوم منير بشير الى انه لم يكن يعزف في فرقتها الخاصة كما ورد في حديث الناقد سعاد الهرمزي بل كان عازفا في فرقة الاذاعة الخاصة وهي فرقة عزفت لكبار فناني القطر امثال محمد القبانجي ورشيد القندرجي وناظم الغزالي اضافة إلى عفيفة اسكندر.

إشاعة موت عفيفة اسكندر
في اواسط الستينات انتشرت اشاعة قوية حول وفاة المطربة عفيفة اسكندر ولم يعرف من كان وراءها هل هم المحبون لها بقصد الدعاية ام الحاقدون فمن يضرهم بخاصها,,, المهم التقط خالد ناجي الذي كان معد البرنامج التليفزوني «عدسة الفن» الاشاعة عبر البرنامج بقصد اخمادها فاجرى لقاء مع المطربة عفيفة وقد بدت في حينها منشرحة وفي احسن حالاتها وغنت لجمهورها بعض المــقاطع من اغنــياتها, وبعد حين تردد في الاوساط الصحافية والاعلامية ان عفيفة اسكندر هي نفسها التي اطلعت اشاعة موتها! لكن المقربين جدا من عفيفة ينفون ذلك لان اخلاقياتها وسلوكها لا يوحي بما تردد في الاشاعة.




مقتبس من صحيفة الراي العام الكويتية