عصام اللباد
16/02/2008, 21h52
أذكار
(ذكر الفقير)
أشتق إسم الذكر من الفعل العربي ذكر/يذكر/فهوذاكر. والمقصود ذكر الخالق تعالى؛
وتذكر موقف الإنسان من الخالق وموقف فقره (الإنسان).
ولا يقصد المتصوفة بالفقير هنا الفقير في المادة، لكنه الفقير لله، الفقير للعلم به ولمعرفته، الفقير للوعي بقدرة الله فيه، وقدرة الله له، وقدرة الله عليه.
وعليه كلنا فقراء لو وعينا فقرنا.
ويعتبر الكثيرون طقس الذكر من طقوس المتصوفة؛ إلا أن الكثيرين أيضا يرونه في الحقيقة طقساً روحانياً شعبياً، يشترك فيه المتصوفون والعامة. وقد عرف عن الذكر في مصر والشام أنه كان طقساً شعبياً، كان يشارك فيه غير المسلمين أيضاً في القرى والنجوع رغم اللغة المستخدمة فيه ورغم تعبيراته الدينية الإسلامية الواضحة التي - ورغم ذلك - لم تمنع غير المسلمين من المشاركة.
ويعتمد الذكر على نطق إسم الخالق الأول "الله" (وأسمائه الحسنى)، في جماعة (حلقة) وبطرق معينة يلعب فيها الشهيق والزفير وتقطيع التنفس وتمديده دوراً هاماً في وصول الذاكر إلى حالة الوجد والتوحد مع الجماعة والتلاشي فيها، والتوحد مع الطبيعة، ثم ربما مفارقة هذا كله والتوحد مع الكون الأبعد، أو كما يقال "الذوبان في ضياء الخالق".
يعتبر المتصوفة الذكر وسيلة للتوحد مع الله؛ للوصول إلى الله الموجود داخل كل منا ووسيلة لترك الذات والابتعاد عنها للتوحد مع الله تعالي أو مع نوره.
وتختلف حلقات الذكر التي انتشرت في ريف مصر في الماضي، (كما انتشرت في ربوع حلب والشام بأكمله وتركيا وبلاد فارس) عن حلقة الذكر الصوفية في أشياء كثيرة مثل الوقوف والتمايل والتطويح لكامل الجسد أو الرأس وفي عدم التقيد وعدم الالتزام بقائد الحضرة، وبالعفوية والحرية الشديدة في التعبير عن الذات والبهجة وردود الأفعال الأخرى.
لهذه الأسباب اعتبرها البعض جزءاً من الفلكلور الروحاني الديني مبتعدين بها عن "الطقس الديني" والفرق الدينية حتى الصوفية منها.
تكوين الذكر:
يتكون الذكر في الأساس من ثلاثة أجزاء بعد التقدمة.
تتبع التقدمة صلاة العشاء، وتبدأ بترديد الجماعة في صوت واحد وخفيض سورة الفاتحة مرة أو عدة مرات ثم الحمد لله ثم الصلاة على النبي، ثم بصوت أعلى ترديد إسم الله عدة مرات.
ثم تتلوها الأجزاء الثلاثة واحداً بعد الأخر:
الأول "هو"
والثاني "القيام" أو لا إله إلا الله؛
والثالث "حي".
وتختلف مدة كل جزء حسب درجة الوصول والاتصال الفردي والجماعي، وتختلف أيضاً درجات علو وانخفاض الصوت وتنغيماته.
***
أرفع هنا بعض تسجيلات صوتية للذكر باعتبارها فلكلوراً روحياً؛ وأرجو أن أكون قد وفقت في اختيار مكانها هنا دون إغضاب أي مخالف لهذا الرأي.
مع تحيتي.
عصام اللباد
(ذكر الفقير)
أشتق إسم الذكر من الفعل العربي ذكر/يذكر/فهوذاكر. والمقصود ذكر الخالق تعالى؛
وتذكر موقف الإنسان من الخالق وموقف فقره (الإنسان).
ولا يقصد المتصوفة بالفقير هنا الفقير في المادة، لكنه الفقير لله، الفقير للعلم به ولمعرفته، الفقير للوعي بقدرة الله فيه، وقدرة الله له، وقدرة الله عليه.
وعليه كلنا فقراء لو وعينا فقرنا.
ويعتبر الكثيرون طقس الذكر من طقوس المتصوفة؛ إلا أن الكثيرين أيضا يرونه في الحقيقة طقساً روحانياً شعبياً، يشترك فيه المتصوفون والعامة. وقد عرف عن الذكر في مصر والشام أنه كان طقساً شعبياً، كان يشارك فيه غير المسلمين أيضاً في القرى والنجوع رغم اللغة المستخدمة فيه ورغم تعبيراته الدينية الإسلامية الواضحة التي - ورغم ذلك - لم تمنع غير المسلمين من المشاركة.
ويعتمد الذكر على نطق إسم الخالق الأول "الله" (وأسمائه الحسنى)، في جماعة (حلقة) وبطرق معينة يلعب فيها الشهيق والزفير وتقطيع التنفس وتمديده دوراً هاماً في وصول الذاكر إلى حالة الوجد والتوحد مع الجماعة والتلاشي فيها، والتوحد مع الطبيعة، ثم ربما مفارقة هذا كله والتوحد مع الكون الأبعد، أو كما يقال "الذوبان في ضياء الخالق".
يعتبر المتصوفة الذكر وسيلة للتوحد مع الله؛ للوصول إلى الله الموجود داخل كل منا ووسيلة لترك الذات والابتعاد عنها للتوحد مع الله تعالي أو مع نوره.
وتختلف حلقات الذكر التي انتشرت في ريف مصر في الماضي، (كما انتشرت في ربوع حلب والشام بأكمله وتركيا وبلاد فارس) عن حلقة الذكر الصوفية في أشياء كثيرة مثل الوقوف والتمايل والتطويح لكامل الجسد أو الرأس وفي عدم التقيد وعدم الالتزام بقائد الحضرة، وبالعفوية والحرية الشديدة في التعبير عن الذات والبهجة وردود الأفعال الأخرى.
لهذه الأسباب اعتبرها البعض جزءاً من الفلكلور الروحاني الديني مبتعدين بها عن "الطقس الديني" والفرق الدينية حتى الصوفية منها.
تكوين الذكر:
يتكون الذكر في الأساس من ثلاثة أجزاء بعد التقدمة.
تتبع التقدمة صلاة العشاء، وتبدأ بترديد الجماعة في صوت واحد وخفيض سورة الفاتحة مرة أو عدة مرات ثم الحمد لله ثم الصلاة على النبي، ثم بصوت أعلى ترديد إسم الله عدة مرات.
ثم تتلوها الأجزاء الثلاثة واحداً بعد الأخر:
الأول "هو"
والثاني "القيام" أو لا إله إلا الله؛
والثالث "حي".
وتختلف مدة كل جزء حسب درجة الوصول والاتصال الفردي والجماعي، وتختلف أيضاً درجات علو وانخفاض الصوت وتنغيماته.
***
أرفع هنا بعض تسجيلات صوتية للذكر باعتبارها فلكلوراً روحياً؛ وأرجو أن أكون قد وفقت في اختيار مكانها هنا دون إغضاب أي مخالف لهذا الرأي.
مع تحيتي.
عصام اللباد