المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : انا ازاي عايش لحد دلوقتي


aabadry
04/07/2006, 18h28
اخواني و احبابي ادارة المنتدي
:chat: السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
عندي خواطر مغموسة في ذكريات و حاسس اني عايز اكتبها و اسمع رايكم
خواطر من الخمسينات و الستينات منذ طفولتي في القرية و الحياة البائسة السعيدة اللي مكنش فيه غيرها ممكن نعيشها
اذا سمحتم لي اكون شاكر لكم هذا الفضل العظيم
اخوكم
د / بـــــــدري

الباشا
04/07/2006, 20h24
اخواني و احبابي ادارة المنتدي


:chat: السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
عندي خواطر مغموسة في ذكريات و حاسس اني عايز اكتبها و اسمع رايكم
خواطر من الخمسينات و الستينات منذ طفولتي في القرية و الحياة البائسة السعيدة اللي مكنش فيه غيرها ممكن نعيشها
اذا سمحتم لي اكون شاكر لكم هذا الفضل العظيم
اخوكم

د / بـــــــدري


نحن فى الإنتظار يا دكتور - من فضلك إبدأ

MOHAMED ALY
04/07/2006, 20h40
الاخ العزيز دكتور / بدرى
تحياتى
يا ريتك تتكرم و تبدأ على الفور فى سرد هذه الذكريات و الخواطرو التى ستكون ذكريات و خواطر مشتركة لجيل ينتمى اليه الكثيرون من اهل المنتدى

aabadry
05/07/2006, 09h20
قرية صغيرة في وسط الدلتا لما كنا صغيرين كان بينها و بين قرية حضرة صاحب الفضيلة الشيخ الامام / محمد متولي الشعراوي كيلو و نص و كنا بنروح المدرسة في ميت غمر ماشيين لان ماكنش فيه مواصلات او بالعربي مكنش فيه فلوس و يوميا كنا بنعدي علي بيت حضرة صاحب الفضيلة الشيخ الامام و كنا بنشوفه يمشي بين الشجر اللي قدام بيته و كان ابنه احمد الشعراوي معانا في المدرسة .
المهم كان بيتنا اللي هو دوار البدري بيعيش فيه هذه الاسرة الكبيرة و كان فيه في البلد دوارين كمان دوار الرمضانية عيلة رمضان و دوار الشرفدانية عيلة شرف الدين
يعني اكبر ثلاث عوايل في البلد
لما كبرت و ابتديت ادرك الامور كان دوارنا فيه ثلاث فرسان بس مش بتوع اسكندر ديماس
او بمعني اصح اسيادي الثلاثة جدودي يعني
الاول سيدي عفتاح
الثاني سيدي طنطاوي
الثالث سيدي ابو الفتوح
سيدي عفتاح
تشوفه تخاف منه ازهري حاصل علي شهادة العالمية من الازهر و كان بيخطب الجمعة في جامع
السرايرة نسبة لعيلة سرور اناني و ضلالي يحب نفسه و كان مسئول عن امور العيلة لانه كان الوحيد المتعلم في العيلة و في البلد و دايما طالع بنصيب الاسد في كل حاجة في الارض و في الدوار و في المحصول انتو فاكرين فيلم الزوجة التانية و العمدة صلاح منصور نفس الطريقة
سيدي عفتاح اجوز واحدة خلف منها عمتي صلوحة و عمي عبعزيز عبد العزيز بس دي لغة بلدنا و ماتت سيتي دي و بعدين اتجوز واحدة تانية سيتي فتحية خلف منها عمتي سكينة و عمتي فاطمة و عمتي اسمهان و عمي محمد و عمتي زينب ما شاء الله
عمتي صلوحة اتجوزت في بلد جنب بلدنا و عمي عبعزيز سافر مصر يتعلم و اصحاب البيت اللي سكن فيه جوزوه بنتهم و خلع من العيلة و الدوار و عاش في مصر علي طول واتذكر انت ما شفته و لا مرة
عمتي سكينه و عمتي فاطمة و عمتي اسمهان و عمتي زينب اتجوزوا في البلد و عمي محمد كان اكبر مني بسنة واحدة بس كان غبي و خبيث و هو الان مليونير بس من ورثنا اللي كله ابوه زمان و كتبه باسمه قبل ما يموت
ده الفارس الاول سيدي عفتاح


احبابي
احب اعرف رأيكم الاول قبل ما اكمل
و الاسلوب الدارج كويس و لا بالفصحي احسن
انا في الانتظار
اخوكم
د / بـــــــــدري

adham006
05/07/2006, 10h25
هايل يا يا د كتور / بدري
ياريت تكمل بنفس الأسلوب الرائع
مغ خالص مودتي

aabadry
05/07/2006, 17h16
سيدي عفتاح و سيدي طنطاوي و سيدي ابو الفتوح اخوات من اب و ام و زي ما حكيت عايشين في دوار البدري و سيدي عفتاح هو الكبير بتاعهم و هو الوحيد اللي متعلم فيهم و في البلد كلها و هو اللي بيراعي شئون العيلة و يا ريته ما رعاها
و سيدي عفتاح كان له بنت تانية اسمها عمتي زكية و هي اخت عمتي صلوحة و عمي عبعزيز و دي اتجوزت في البلد و عاشت سنين طويلة

الفارس التاني سيدي طنطاوي

في اي وقت تشوفه تلاقيه نايم و هو جالس نايم و هو واقف نايم و هو ماشي نايم و كمان و هو نايم تلاقيه نايم حاجة كده تجيب المرض
سيدي طنطاوي اتجوز من سيتي و خلف منها عمتي انعام و عمتي ورد و دول اتجوزو و عاشو في البلد و بعدين سيتي دي ماتت و سيدي طنطاوي اتجوز واحدة تانية من عيلة ابو حسين و هي سيتي ياسمين و خلف منها عمي فؤاد و عمتي عيشة و عمي عبد المجيد
عمي فؤاد فلاح اراري و عقر اشتغل في ارض ابوه اللي كانت كام قيراط كده و اللي طلع بيهم من ايد سيدي عفتاح اللي كوش علي الفدادين كلها و عمي فؤاد فيه كل الخبث بتاع الفلاحين و كل المكر اللي ممكن تشوفه
عمتي عيشة كانت هبله و مسكينه عاشت و ماتت من غير ما تتجوز
عمي عبد المجيد سافر مصر عشان يتعلم و عمل زي عمي عبعزيز اتجوز بنت اصحاب البيت اللي سكن فيه و استقر في مصر و ساب البلد و الدوار و الارض و مات و منعرفش حاجة عنه و لا عن عياله و طبعا الدنيا تلاهي

الفارس التالت سيدي ابو الفتوح

ابو ابويا علي افندي البدري
سيدي ابوالفتوح فكهي و ابن نكته و حبوب و بتاع بنات بالكلام بس لانه سيدي عفتاح ازهري و عامل لهم ارهاب
سيدي ابو الفتوح تلاقيه في اي مكان لا يستقر في مكان و احد ابدا متنقل و متحرك من بيت لبيت و من غيط لغيط ارض يعني
فلاح بس ناعم شويه امه مدلعاه
سيدي ابو الفتوح اتجوز سيتي ميرة و ده اسم غريب شويه في هذه الايام لان ابوها اشتري لها الاسم ده من واحد خواجة يهودي كان في البندر يعني في ميت غمر و ستي ام امي ابوها برده اشتري لها الاسم من نفس الخواجة و كان اسمها غصون الورد و دي كانت عادة عند الجماعة اللي معاهم فلوس اما الفلاحين المساكين كانوا بيسموا الاسماء العادية و اعزروني في المثل اللي ها قوله لان الفاظه شوية مش ولا بد
لو كانت الاسامي بتنشري كان الفلاح سمي ابنه خره
المهم سيدي ابو الفتوح خلف من سيتي ميرة ابويا علي افندي البدري و عمتي سنية
عمتي سنية اتجوزت في البلد و عاشت و ماتت في البلد في حال ما يسرش
زي ماحكيت سيدي ابو الفتوح كان فكهي و ابن نكته و لكن بعد سيتي ميرة ما ماتت زعل و انكسر و احتجب لفترة و بعدين ابتدي يراهق من جديد
حب واحدة من الناحية التانية من البلد يعني من دوار الشرفدانية يعني وقعته سودة لان احنا متحالفين مع الرمضانية و دي مصيبة كبيرة
العمودية كانت في الشرفدانية لسنين طويلة و بعدين اتنقلت للرمضانية بعد معركة طاحنة بين العلتين راح فيها ناس كتير جدا و هذه المعركة مذكورة في بعض كتب التاريخ باسم معركة الجماجم و الركب لان كان الحرب فيها بالضرب علي الجماجم و علي الركب و في وقت من الاوقات كانت بلدنا اسمها بلد الجماجم و الركب زي ما يكون الواحد بيقرأ قصة حضرة صاحب السعادة الاستاذ نجيب محفوظ الحرافيش
سيدي ابو الفتوح راح لسيدي عفتاح عشان يروح معاه يخطب له العروسة الجديدة و طبعا سيدي عفتاح رفض رفضا شديدا لانه لو راح هيتقتل لانه و احد من اسباب المعركة اللي انهزموا فيها الشرفدانية و حاول سيدي ابو الفتوح يلاقي حد يروح معاه كل دوار البدري و دوار الرمضانية رفضوا
انكسر خاطره و انطوي علي نفسه لفتره يمكن ينسي بس مين ده حب كبير قوي لدرجة ان عقله فوت حبتين
في يوم من ذات الايام راح يصلي المغرب في جامع السرايرة من حلفاء الرمضانية و قالوا له صلي بينا يا شيخ ابو الفتوح الراجل وقف يصلي و قرأ الفاتحة و قال ولا الضالين و الناس قالت امين و فجأة التفت اليهم سيدي ابو الفتوح و اخذ يصفق بيديه و يقول لهم بنبرة طرب و كمان امينه صغيرة و كمان امينه صغيرة و كمان امينه صغيرة و كمان امينه صغيرة و هكذا و الناس طبعا ضحكت ووقفوا الصلاة ثم اخذ يبكي بكاءا حارا علي بخته
الناس اخدوه للبيت و استمر في البيت فترة طويله لا يخرج حتي انعدل حاله شوية
و لكن الحب لسه بيعض في قلبه اخد بعضه و راح علي جامع الشرفدانية ساعة اذان المغرب و بدون ما حد يشوفه طلع علي المدنة عشان يأدن للمغرب و ادن و خلص ادان وبعدين قعد يقول بحبها يا رسول الله بحبها يا رسول الله بحبها يا رسول الله و يبكي بكاءا مرا المهم نزلوه من علي المدنة و اخدوه لحد داره و ندهوا علي سيدي عفتاح و حذروه لان دي حاجة تمس سمعة بنتهم و في الحال سيدي عفتاح حطه في غرفته و عمل عليه حراسة شديدة عشان ما يخرج من الدار و لا من الدوار كله حتي مات



يارب يكون كلامي خفيف عليكم و يعجبكم
اخي اسامة
احنا بلدنا اسمها ميت محسن و الان هي و بلد حضرة صاحب الفضيلة الشيخ الامام محمد متولي الشعراوي دخلو في بعض ونتبع مركز ميت غمر اما الاسم الذي ذكرته فخانتني زاكرتي في الحصول عليه لدرجة ان مخي هنج

MOHAMED ALY
07/07/2006, 19h24
لقد بدأنا نعيش معاك الزمان و الواقع الذى تحكيه ..... ونحن دائما فى انتظار المزيد...و كاننا نعود فنحيا شبابنا من جديد

afaf
11/07/2006, 10h12
أخي الدكتور البدري
أنا مش باقرا اللي بتكتبه بس
من جمال الأسلوب والسرد بقيت شايفة البلد
على شاشة الكمبيوتر
التصوير عندك أحسن من الكاميرا
مذكراتك تنفع مسلسل رمضاني ويستمر 5 سنين
انا في غاية الشوق يابومحمد لباقي المذكرات

kingofworlds
11/07/2006, 11h23
شيء ممتع جدا يا دكتور
احساس جميل و اسلوب مسترسل رشيق

في انتظار المزيد

aabadry
11/07/2006, 15h54
الخارجون عن الدوار
مكنتش متخيل ان فيه حد من العيلة ممكن يسيب دوار البدري و يعيش بره اسيادي التلاتة كان لهم اخين غير شققاء سيدي محمد و سيدي عبمجيد و لتنين اتجوزو و سابو الدوار هربا من سيدي عفتاح
سيدي محمد خلف تلاتة رجالة و بنتين و سيدي عبمجيد خلف اتنين بس
و اسيادي لتنين دول كانواعندهم حرية شوية لدرجة انهم سمحوا لعيالهم يتجوزو من برا العيلة و كانو بيسافرو البندر كتير و كانو راقيين شويةعن باقي الفلاحين و كانو بيبصو لهم بنوع من الانكار و بنفس الوقت بنوع من التمني يعني نظام اشمعني هما
اجمل حاجة لما تبتدي تكبر و تحس بنفسك و تحس بالدنيا اللي
حواليك الناس و البهايم و الزرع و النهار و الليل و الشمس و القمر و الحر و البرد و الجد و الجدة و العم و العمة و الخال و الخالة
حاجات لما تعرفها في اول مرة في حياتك بيكون لها طعم انا بأسميه طعم التوحد مع الكون و اللي يحس بيه اكتر اللي
عايش في الفلاحين
علي افندي
ابويا ابن سيدي ابو الفتوح اتعلم في مدرسة المعلمين و اتعين ناظر مدرسة علي طول عشان كان شاطر زي ما سمعت من العيلةو لما اتخرج و اشتغل كان عمره سبعتاشر سنة و راحو مجوزينه علي طول عشان بيتغرب كتير
اتجوز الست فاطمة سرور من حلافائنا طبعا و خلف منها ولد و بنت و بعدين مرضت و ماتت و بعدها بفترة بسيطة اتجوز امي
و ابوها كان زميل ابويا و شاف امي لما كان بيزوره و طلبها منه ووافق و تم الجواز و امي كان عندها تلاتاشر سنة و لم تحيض بعد
و حملت امي علي طول بدون مقدمات ناس بتاكل سمنه بلدي و عسل نحل و لحمة و فراخ و بط ووز و رومي و كل ده كان في البيت معمول علي الايدين
المهم امي خلفت عشرة تلات بنات و سبع عيال ما شاء الله
يعني الفرع بتاعنا ابويا و امي و اتناشر ولد و بنت
مين يقدر يعمل ده الايام دي
ابويا عمل حاجات كتيرة في حياته اهمها الاتناشر دول.
اختي الكبيرة من الست فاطمة فلاحة اتجوزت و عاشت في البلد و حالتها الي حد ما ميسورة
اخويا الكبير برده من الست فاطمة خريج معهد عالي و كان شيطان رجيم كان بيحارب اليهود في فلسطين ايام الفدائيين في الاربعينيات و لف الدنيا من المانيا لفرنسا لسويسرا و حاجات عجيبة كده اتجوز مرتين و جاب عيال كتير معرفهمش و استقر بيه الحال اخيرا في البلد يصارع المرض ربنا يشفيه
اختي الكبيرة التانية من امي برده اتجوزت و عاشت في البلد فلاحة يعني و خلفت بنات و اولاد كتير و حالها ميسور برده
اخويا اللي اكبر مني علي طول حضرة صاحب السعادة اللواء مهندس خريج هندسة القاهرة قسم طيران و خريج الكلية الفنية العسكرية ايام ما كانت في عزها اشترك في حرب الاستنزاف و حرب تلاتة و سبعين و بعدين ملحق عسكري و بعدين معاش و بعدين من اصحاب الاعمال حاليا متدين جدا و حنبلي جدا
اختي التاية ماتت و هي بترضع الله يرحمها
انا
استشاري نساء و توليد و اعمل في الرياض من تلاتة و عشرين سنة بس مصري شوفاني متعصب لمصريتي جدا
اخويا اللي بعدي الله يرحمه برده مات و هو صغير مش فاكره اوي بس كنت بحبه جدا و كان نفسي يعيش لاني كنت بحس اني انا و هو حته واحدة و لما مات حسيت ان نصي ضاع
اخويا التالي استشاري جراحة عامة و معايا في نفس العمل
اختي اللي بعده مهندسة مدنية و مديرة قسم في شركة مقاولات
اخويا التالي مهندس ميكانيكا و معايا برده في الرياض
اخويا التالي استشاري اطفال و عنده عيادة في القاهرة الزباين بينامو ع السلم ينتظروه كشف واحد بفلوس و تلاتة من غير
عشان كده بيحبوه و ماشي حاله الحمد لله
اخويا الصغير اتولد بعد ابويا ما مات بشهرين و عشان كده هو ابننا كلنا بالرغم انه عدا الاربعين و مدير قسم في بنك مصر
فيه حد ممكن يعمل مشروع بشري زي اللي عمله ابويا علي
افندي
ابويا بدأ المشروع و مات و بعدين امي كملت و اللي عملته امي يصعب علي اي ام انها تعمله ست فلاحة يدوب بتعرف تقرا في المصحف و لو غيرت المصحف بتاعها تبقي كارثة زي ما تقول حفظت الصفحات و يدوب بتكتب اسمها و اولادها اطباء و مهندسين
لما الواحد بيفتكر الوضع ده و الله اصاب بحالة من الاعياء الشديد و الذهول و اشعر بأني في حالة من اللاوعي هل انا و اخواني عشنا هذه التجربة القاسية و المقرفة و اللذيذة في نفس الوقت بما فيها من ازمنة متلاحقة من ايام دوار البدري و حتي الانترنت الان
و علي فكرة ابويا كان وطني جدا و كان بيعلمنا الوطنية و كان في بيتنا في اودة المسافرين صورة مولايا حضرة صاحب الجلالة الملك فؤاد الاول و صورة مولاي حضرة صاحب الجلالة الملك فاروق ولي النعم و ملك مصر و السودان و صورة حضرة صاحب الفخامة السيد الرئيس محمد نجيب و صورة حضرة صاحب الفخامة السيد الرئيس جمال عبد الناصر
و الله جو حرافيشي خالص
و الي اللقاء في البداية القادمة
بس يارب اكون عند حسن الظن

aabadry
23/07/2006, 08h29
الكف السفلي و تعويذة سخمت
اربع سنوات هي عمري في تلك الفترة المرعبة في حياتي في بلدنا
بلد صغيرة كل ناسها فقرا يدوب فيها كام واحد كده زي سيدي عفتاح و حضرة العمدة الشيخ عبدالعزيز رمضان و ناظر عزبة ابو رجب خال امي محمد عبد الرحمن و ناظر عزبة تاني اسمه المرسي عبد اللاه و ابويا, دول اللي كانو مريشين شوية
سيدي عفتاح زي ما حكيت لكم في الاول كان مستولي علي ارض العيلة كلها و كانت ارضه علي الطريق بين البلد و الغيطان- الارض الزراعية - و كان بيخاف من البهايم
انها تاكل الزرع فعمل سور من الطين و التبن ارتفاعه تقريبا متر ونصف بالاضافة الي وجود قناة ميه واسعة شوية فكان صعب ان حد يوصل لارضه بسبب السور و الميه و الخوف من سيدي عفتاح
اربع سنوات من العمر لا تعرف فيها ان تكره حد او تدرك ما يدركه الكبار و لا ان تفهم ما يتحدثون به - و لكن كل ما ادركه ان هذا سيدي عفتاح
و في يوم من ايام الحر الشديد في شهر بأونه و في عز الضهر - الظهر - كنت رايح
الغيط و طبعا كنا بنمشي حافيين لان احنا فلاحين و مكنش عندنا جزم الا في الاعياد بس
و التراب كان مولع نارو اقدامي اتلسوعت فرحت طالع علي السور امشي عليه هربا من
هذه النار التي في التراب و يا ريتني ما طلعت علي السور لانها كانت طلعة سودة بعيد عنكم .
منذ عدة سنوات قبل هذا اليوم كان يحكي في البلد ان سيدي عفتاح ضرب جاموسة بكفه
وقعت الجاموسة علي الارض و ماتت في التو و اللحظة و قبلها برده ضرب حمار و مات الحمار في ساعتها
و بيحكوا انه في يوم عثر علي تعويزة من ايام الفراعين و احتفظ بيها عنده و كانوا بيسموها تعويزة سخمت من السخام او نسبة الي الفرعون سخمت الله اعلم
و بلدنا قريبة من محافظة الشرقية اللي كان عايش فيها اخوان سيدنا يوسف عليه السلام
و بني اسرائيل و كانوا رعاة غنم جايين من البدو و كان ريحتهم وحشة فعزلهم نبي الله يوسف في هذا المكان حفاظا عليهم من المصريين و كان المصريين بيقرفوا من ريحتهم
المهم كما يحكي ان هذه المنطقة كان فيها من هذه الامور كثيرا و الله اعلم لان كانوا بيحكوا الحاجات دي من الكتب الصفرا بتاعة زمان
المهم كانت ضربة سيدي عفتاح ضربة قاضية بلا منازع و ما هو السر الله اعلم و ناس كانت تقول عشان انه حافظ للقران و لكن لا اعتقد ذلك لان الاف كثيرة من حفظة القران لا يحدث منهم مثل هذه الامور
ان طلعت علي السور امشي عليه من النار اللي موجودة في تراب السكة شفت سيدي عفتاح جاي من بعيد و هو يبتسم انا فرحت لان سيدي ييضحك لي و قلت اكيد انه مبسوط مني عشان انا عارف امشي علي السور لحد ما قرب مني و نده عليا واد يا ابن علي قلت له نعم يا ياسيدي عفتاح انت واد شاطر اهه بتعرف تمشي علي السور و مش خايف تقع تنقطم رقبتك يا ابن الكلاب و راح ضربني كف علي وشي - وجهي - وهو
الكف الوحيد اللي انضربته في حياتي حتي هذه اللحظة
كل اللي انا فاكره هو ده بس و اللي حصل بعد كده من حكايات امي الله يطول في عمرها و يعطيها الصحة و العافية
قالت امي
جابوك الدار و انت لا تنطق و لا تتحرك و قالوا لي ان سيده عفتاح ضربه كف عشان كان ماشي علي السور اخذت امي تبكي بكاءا مرا و هي تندب حظها لان كان لي اخ لسه ميت من فترة بسيطة يعني ولدين يموتوا في سنة واحدة مصيبة و الله و طبعا اللي حصل معايا لا احد يعرف سببه و لا علاجه بس انا رايح في دنيا تانية و مش دريان بحاجة ممكن غيبوبة ممكن سحر ممكن اي شئ الاانه يكون مرض له علاج
كل قرايب امي و قرايب ابويا قعدوا في البيت منتظرين لحظة الذهاب الي الرفيق الاعلي
و مجهذين كل شئ لاستقبال المعذين من اهل البلد و البلاد المجاورة و معارف ابويا و اصحابه و ناس تجيب حد يرقيني و ناس تقرا عليا من القران و ناس تعمل اعمال و يحطوها تحت الفرشة اللي انا نايم عليها و مفيش فايدة
كنت استيقظ للحظات قليلة و كل ما اشعر به هو دموع امي و هي تسقط علي وجهي لما تلاقيني فقت و صحيت شوية و بعدين اروح تاني فين مش عارف
استمر الحال علي كده فترة طويلة كما حكت لي امي تقارب الثلاثة اشهر
و بعد كده

Ossama Elkaffash
23/07/2006, 08h56
لابد وان الحاج عبفتاح كان جبار ليستطيع ضرب طفل في الرابعة
على اي الاحوال الحمد لله على نجاتك يا عمنا الجميل
ملاحظة غتاتة كده يعني ياريت تقبلها من اخوك الصغير جدا
سخمت ليس اسم فرعون
وانما هو اسم الالهة اللبؤة وهي الهة الاسرة والتكاثر والجنس عند الفراعنة
وقد بقت صورتها في المخيلة الشعبية رمزا مصريا خالصا على الجنس وايضا تحول اسمها وخاصة عند كبار السن الى دلالة خاصة مهذبة للفعل الجنسي
مع تحياتي يا دكتور ويار يت تلحقنا بالحلقة القادمة

nagwash
23/07/2006, 18h32
يااااااااااااااااااه
ياااااااااااااااااه
يااااااااااااااااااه
متأكد سيدي بأنك ما تمتلك الآلة الخيالية التي تعيد الانسان لعصر قديم او تبرمجه لعصر حديث ؟

ما يكتب بهذه الدقة و هذا التعايش و قمة هذا الاندماج المصهور بادق التفاصيل الا انسان يمتلك هذه الالة و يكتب يومياته الحاضرة معه و كانها باحداثها لا يمر عليها 24 ساعة

هل تعرف سيدي حقا ان سردك للاحداث به ملمس و رائحة
و الله المس بيدي جدار المكان و اشم رائحة الأشخاص

و عندي احساس مع القراءة كاني اعرف نبرة صوتك بدقة و اعي و انا اقرأ كلماتك
موضع همسك و موضع صخبك و موضع ترويك حتى موضع توقفك ما بين الكلمات للقط الانفاس

و عندما نصل لاخر المقال كاني اجدك تلمم العباءة و تنتصب واقفا مولينا ظهرك رافعا يدك تقول الى موعد جديد ان شاء الله

ارجوك لا تنسى ابدا وعدك بموعدنا معك
ننتظرك

MOHAMED ALY
24/07/2006, 20h13
زى ما كنا بنستنى تمثيلية : الف ليلة و ليلة فى الراديو و احنا صغار ..... بنستنى : حكايات دكتور / بدرى.... و احنا شيوخ

بالمناسبة انا اتابع مشاركاتك خفيفة الدم ....و كاننى اقرأ لمحمود السعدنى و احمد رجب و محمد عفيفى .... فى هذه اللحطة تذكرت مشاركتك فى صفحة : محمد نوح ....اضحكتنى من جديد ... اضحك الله سنك

aabadry
25/07/2006, 09h12
اخي الفاضل محمد علي
يسعد صباحك
اشكر معاليكم علي متابعة ما اكتبه و هذه حكايات من ماضي
عشته بكل مآسيه وهي ليست حكايات من وحي الخيال و لكنها
و الله وقائع عشتها و انا - و الله - لو تعلم مدي المعاناة التي
اكون فيها و انا اسرد هذه الاحداث و بنفس الكلمات و الالفاظ
السائدة في ذلك الزمن فسوف تلتمس لي العذر في التأخر في متابعة الكتابة
معاناة شديدة لدرجة الخوف من الشيزوفيرنيا
فما كنت فيه زمان لا يمت بأي صلة لما انا فيه الان و كأني احكي عن شخص اخر لا اعرفه
و الله يا اخي محمد معاناة شديدة جدا و لكن في المقابل و بعد ان انتهي من السرد اشعر بأني قد رميت جبل المقطم من فوق رأسي او كأني انتزعت شوكة عظيمة من جلدي كانت تؤلمني الام مبرحة من سنين طويلة
ارجو ان لا اكون ازعجكتم بهذه الاحداث التي مرت في سنين عمري
تحياتي و دعواتي لسعادتكم بطول العمر و الصحة
و صباحكم لطيف

afaf
29/07/2006, 13h34
إتأخرت علينا يا دكتور
فين باقي الذكريات

wedoo45
29/07/2006, 14h13
دكتور بدري
اين باقي ذكرياتك نحن في انتظارها
فقد فتحت لنا نافذه لنعيش الماضي... واود ان اشكرك علي اسلوبك الرقيق والمشوق

aabadry
30/07/2006, 06h55
نوبات الصحيان و الفواقان بدت تذيد و كل اللي انا فاكرة ان انا نايم في حجر امي
و كل شوية نقط ميه دافئة تنزل علي وشي و اراعي الاقيها دموع امي و هيا عماله
تقرا قرآن
المهم ربنا اكرمني و صرت عادي بس قاعد في الدار مفيش خروج و مفيش لعب
مع العيال في الدوار بس مع اخواتي في الدار و استمر الحال علي كده فترة حتي انفك
الحصار و بقيت اخرج و العب مع العيال بس امي قالت لي اوعي تروح تاني عند سور
سيدك عفتاح لو ضربك تاني هتموت و تروح عند سيدك طنطاوي و سيدك ابو الفتوح
يعني عند ربنا و مش هتشوفنا تاني طبعا مت في جلدي يعني ايه مشفش امي و ابويا تاني و اعمل ايه لواحدي
الغيط بتاعنا اللي كان جنب غيط سيدي عفتاح بطلت اروحه و كان لنا غيط تاني في
شرق البلد بقيت اروحه مع ولاد اعمامي و اعمامي لما يكون عندهم شغل في الغيط
في يوم و انا في الغيط الشرقي لاقيت وابور حرت جاي و كان ابويا راكب عليه جنب
السواق خفت ان ابويا يضربني عشان جيت الغيط و فرحت عشان هركب وابور الحرت
مع ابويا و طلعت اجري علي السكة عشان اقابل و ابور الحرت و ابويا و كانت مصيبة
السواق لسه جديد و سواقته علي قده و حاول يوقف الوابور مش عارف و انا بكل اندفاع الاطفال رايح لابويا و لمحني عمي محمد ابو رواش و اندفع و شالني من قدام
الوابور و عجلة الوابور حكت في رجلي و عملت فيها شوية سحجات خفيفة
طلع منين عمي محمد ابو رواش و الله ما اعرف و لا كان موجود و لا شفته من ساعة
ما رحت الغيط
عمي محمد ابو رواش ده اسم مركب و لكن اسمه الحقيقي محمد عبمجيد البدري
و اخوه علي عمجيد البدري من الخارجين علي دوار البدري بسبب سيدي عفتاح
طبعا بعد هذا الموقف مع وابور الحرت خدت علقة محترمة من ابويا في الغيط و لما
روحنا البيت كمل عليا
وابور الحرت ده اشتراه ابويا شركة مع ابويا العمدة الشيخ عبد العزيز رمضان
عشان يحرت لهم ارضهم و ارض الفلاحين اللي ممكن يأجروه و كمان في موسم
القمح بيستعملوه في درس القمح يعني استخراج القمح من السنابل و معزرة ان انا باستعمل نفس الكلام اللي كان موجود في ذلك الزمن
عجبتني شغلانة الوابور دي و السواق بقي يخاف مني و يخاف عليا لاني اصبحت ملازم ليه علي طول عشان بحب اركب الوابور معاه لدرجة احيانا كان يربطني في الكرسي
و ابويا و امي حطوا صوابعهم العشرة في الشق مش قادرين عليا
و في يوم كنت راكب مع السواق و هو بيحرت ارض ابويا العمدة قال لي انا رايح اشرب تيجي معايا قلت له لا هاستناك و راح يشرب و رجع لاقاني واقع علي الارض مغمن عليا
و حسب ما حكولي بطل الوابور و شالني و جري بيا علي البلد و نده علي اهل الدار و سابني و مشي
و حكت لي امي كنت مولع نار و متشنج و رغاوي خارجة من فمي و مش عارفين ايه اللي فيا بالضبط بعتوا جابو الحلاق ابويا المتولي سعد حلاق العيلة قال لهم دي ضربة
شمس و عطاني ابرة بنسلين و قال لهم جيبو الولية بس و الله ماني متذكر اسمها الان
عشان تاخد الشمس من راسه
كان يوم اسود مطلعتش له شمس
جت الولية دي و جابت منديل كبير من بتو ع الفلاحين و جابت مفتاح خشب اللي بيفتح
الضبة و ربطت المنديل علي راسي و ربطت المفتاح في طرفي المنديل و اخذت تبرم المفتاح و المنديل يعصر في راسي لحد المنديل ما بقي عامل ذي الحبل الليف و يحز في راسي و يقطع فيها و انا اصرخ من الالم و هيا تحز انا اصرخ و هيا تحز لحد ما راح صوتي و اصبحت مثل الجثة الهامدة بلا حراك
شالوني علي جوة في المندرة و قعدوا يفوقوا فيا لحد ما فقت و انا اتلوي من الوجع
و اقول لامي ليه خدتوا الشمس من راسي كنت خلوها و الله كان عذاب اليم لا انساه حتي اليوم
ابويا شال الوابور من قدام دارنا في دوار البدري ووداه عند دار ابويا العمدة في دوار
الرمضانية و كرهت الركوب علي الوابور عشان الولية اللي بتيجي تاخد الشمس من الراس
و بقيت اروح الغيط مع ولاد عمي محمد ابو رواش و كان جنب ارضنا في الغيط الشرقي
ارض جوز عمتي فاطمة بنت سيدي عفتاح كان اسمه الشافعي السبيعي و كان فلاح جلنف و خشن اوي و غبي بس كان بيحبني عشان كنت صاحب ابنه محمد الشافعي
لما كان بيجي مع امه عمتي فاطمة و كان بيلعب معانا في الدوار
جوز عمتي كان بيدرس الغلة القمح يعني بس بالنورج عشان مكنشي عنده فلوس يأجر
الوابور بتاعنا ركبت معاه النورج مره قاعد فوق علي كنبة النورج و مرة انزل تحت
عند عجل النورج و عجل النورج ده عبارة عن حديد علي شكل دواير مسنونة و حادة
جدا و النورج بيتحرك بيها زي عجل العربية كده علي القمح عشان يفصل الحب عن السنابل و بدون تفكير كده حطيت ايدي علي واحدة من العجل الحديد ده و اذا بكفي
ينقسم اتنين صباع و نص في ناحية و الباقي في الناحية التانية و انطلق الدم من ايدي
زي نافورة سيدي رمسيس و انا اصرخ من منظر الدم و من منظر ايدي المشقوقة
و مما ينتظرني في الدار لما اروح
و اخذني جوز عمتي و اخذ يضع التراب في الجرح حتي يقف الدم و مفيش فايدة
حط كمية كبيرة من التراب علي الجرح و لف ايدي بخرقة كانت مرمية علي الارض
و نده علي اخوه عشان يجيب الحمار و يرجعني الدار
و صلت الدار و امي شافت المنظر و انهارت يابني هتموتنا ناقصين عمر انت ايه شيطان اعمل فيك ايه اكتر من اللي انت فيه لو ابوك موجود دلوقتي كان زمانه دبحك
هو مش محرج عليك تروح الزفت الغيط ده
انا عارف امي طيبة بس تحب تخوفني
المهم نضفت الجرح و حطت لي عليه صبغة يود و بعدين بن و لما اشتغلت صبغة اليود
رجعت الشمس تاني اللي الولية اياها طلعتها
يوم و التاني و ارتفعت الحرارة و عاد التشنج من جديد و الرغاوي و مصيبة جديدة
في دوار البدري ابن علي افندي عيي تاني و من خوفهم المرة دي او يمكن هما شافو
ان الحالة صعبة شوية راحوا واخديني في الحنطور و رايحين علي المركز قصدي البندر
ميت غمر عند الدكتور دانيال حكيم باشا الحميات في مستشفي حميات ميت غمر
شافني و كان اصلا صديق ابويا قال له يا علي افندي لو اتأخرت ساعة زمن ابنك كان ضاع منك لان اللي عنده ده بداية تيتانوس
طبعا ابويا ميعرفش يعني ايه تيتانوس ولا امي تعرف بس المهم فهمو ان ده تسمم من الجرح الدكتور ده عمري ما انساه لانه خلاني عنده في العيادة يومين الممرضة تعطيني
الابر و هو كل شوية يجي يطمن عليا و يغيري علي الجرح لحد الحرارة ما نزلت و بعد كده عطاني علاج اخده في البيت
و الحمد لله عدت و لسه عايش بالرغم من هذه الاحداث و هذه الحوادث المرعبة
كان فيه في ميت غمر في هذه الايام تلات دكاتره او بمعني اصح تلات ملايكة
الاول الدكتور صبري بولس وكان حكيم باشا المستشفي الاميري
الثاني الدكتور دانيال و كان حكيم باشا مستشفي الحميات
الثالث دكتور وصفي و كان حكيم باشا الاسنان في المستشفي الاميري
زي ما قلت تلات ملايكة
اللي معاه ماشي و اللي ما عنده برده ماشي اصدقاء للناس كلهم محبة و تقدير و احترام
متبادل و كان شغلهم ممكن في العيادة و كثيرا في منازلهم علي حسب الظرف و الوقت
نظرتهم للمريض كانت نظرة محبة و مساعدة بصرف النظر عن الماديات
الله يرحمهم جميعا لانهم يستحقوا الدعاء لهم بالرحمة
و لسه ليا معاهم احداث و احداث لاني كنت معروف عندهم من كتر ترددي عليهم

Ossama Elkaffash
30/07/2006, 09h23
عمنا الكبير واستاذنا
وراوي حواديت ميت غمر وحوليات الغمراوية الكبير
رؤية مشوقة ممتعة من عيني طفل صغير
تذكرني برواية ابي سيدي للايطالي جافينو لادا
و تفاصيل صغيرة مهمة تصنع نوعا من الوشي و الرقش يجعل الصورة العمومية شديدة الجمال والالق بالرغم من كم القسوة والعنف والخشونة الموجودة فيها
انا مدني تماما اي اني عشت طول حياتي في مدينة لم تكن ذات علاقة بالريف هي الاسكندرية ومن طبقة فوق المتوسطة فوالديّ الاثنان من خريجي الجامعات وكان هذا في الخمسينات
من القرن الماضي وما اريد ان اقوله هنا ان الصورة التي يرسمها قلمك المرهف المتدفق للريف صورة لم اعرفها ولم اعشها ولم اقرأ مثل هذا لا عند يوسف ادريس ولا عند خليل حسن خليل واعتقد ان السر يكمن اساسا في رؤية الطفل المبهور بهذا العالم الذي ينفتح امامه
بس على فكرة يا عمنا انت باين عليك كنت واد شيطان
يا ترى ايه الاخبار بقى لما كبرت شوية؟؟؟
طبعا اني مستني المرحلة دي بفارغ الصبر....يعني حتعمل ايه مع الجنس الآخر يا دكتور؟؟؟ يالا يا عمنا هات
واشجينا

aabadry
05/08/2006, 19h11
محمد لبيض في الليلة السودة الغطيس
انا و اخواتي كان لنا اوضة بتاعتنا بنام فيها و نلعب فيها و ناكل فيها يعني كل حياتنا
كانت في الاوضة دي
الاوضة كان فيها سريرين حديد من بتوع زمان اللي كان لها عمدان طويلة عشان
الناموسية بالاضافة الي ترابيزة كان عليها وابور الجاز و الحلل و الصحون حاجة
كده زي مطبخ صغيرو كان في وسط الاوضة حصيرة كبيرة بنجلس عليها و ناكل عليها
و نلعب عليها يعني كل حاجة
في يوم من الايام في الصباح لف المنادي في البلد يقول يا ولاد الحلال محمد لبيض مات
و الدفنة هتكون بعد صلاة الدهر الظهر
في الليل بعد المغرب كده و اه من الليل امي راحت تعذي مرات محمد لبيض في دارهم
و ابويا راح برده يعذي و كنت انا جالس علي الحصيرة بالعب في وسط الاوضة و كانت
اختي الكبيرة و اخويا الكبير بيلعبوا علي السرير و كان فيه شباك بجوار السرير بيفتح
علي الدوار
انا منهمك في اللعب و هما الاتنين بيلعبوا و بعدين اتخانقوا و زعلوا مع بعض
فراحت اختي قالت لاخويا انت عارف لو مسكتش هتلاقي ايد ابوك محمد لبيض جاية
من الشباك و عليها دم و هتقوم مسكاك و خنقاك انا طبعا سامع الحوار بتاعهم
و فجأة لقيت اخويا بيصرخ و بيقول الايد جت من الشباك الايد جت من الشباك
لدرجة ان اختي هيا كمان صرخت الايد جت الايد جت و انا ببص ناحية الشباك
لاقيت الايد جت
و خرجنا نجري من البيت علي الدوار و علي الشارع و بنصرخ الايد جت من الشباك
الايد جت من الشباك و الناس بتجري ورانا ايد ايه يا عيال اللي جت من الشباك
و احنا لا فهمين حاجة و لا دارينين بحاجة و لكن مرعوبين و ميتين في جلدنا لحد ما
وصلنا عند امي و اترامينا في حجرها و كل واحد فينا مغمي وشه بايديه مع بكاء و
صراخ رهيب لدرجة ان الستات نسيوا العزا و بقوا يهدوا فينا و لكن دراع ابويا
محمد لبيض اللي بيسقط دم لسه موجود في عنينا و اقسم انه كما لو كان حقيقي
روحنا الدار و امي دخلت معانا الاوضة فين يا عيال دراع محمد لبيض مفيش حاجة
اهو يا عيال انتو خايفين من ايه ده بس الشيطان اللي عمل فيكم كده
شيطان مين ده احنا التلاتة شفناها و جريت ورانا في الدوار وفي الشارع و الدنيا
كحل و ليلة كانت سودة و منيلة بستين نيلة علي دماغنا
كلنا بنترعش من الرعب اللي شفناه و كلنا ماسكين في جلابية امي و الصريخ مالي
الدوار
كل ما اجي انام اشوف دراع ابويا محمد لبيض اصرخ ولما اخواتي يسمعوني بصرخ
هما كمان يصرخوا
استمر الحال علي كده مدة طويلة لازقين في امي لزقة بغرا و فين و فين لما نسينا
و لكن لو حد عمل حاجة مش كويسة يقولو له ايد ابوك محمد لبيض هاتجيلك و انت
نايم
و الله رعب شديد جدا لدرجة ان لحد دلوقتي لما افتكر الموقف جسمي يقشعر و اشعر
بشئ من الخوف
بلدنا في الليل لما يكون القمر طالع ممكن تقرا الجرنال في ضوء القمر و لما يكون
مفيش قمر اجاركم الله ليل اسود غطيس
فين هتشكوك و افلامه المرعبة و الله و لا تيجي واحد علي الف من الرعب اللي
شفته انا و اخواتي في هذه الليلة السودة
دراع ابويا محمد لبيض بتنقط دم و بتجري ورانا عايزة تمسكنا
يادي الهم و الزعر و الخوف المميت

Ossama Elkaffash
05/08/2006, 19h19
مش ممكن يا دكتور ايه الحلاوة دي انا مش قادر ابطل ضحك
كتابتك بتفكرني باسلوب سبيلبرج مش هتشكوك
الرعب الساخر زي ا في اميتفيل او بولترجايست او جريملين وهي افلام اما من اخراجه اوانتاجه
الرعب اللي بجد الممتزج بسخرية عميقة
تبقى مش عارف تضحك ولا تصرخ
مشاعر عنيفة وحادة تتصارع بداخلك
يا سيدي على الذكريات المتدفقة
على فكرة الحالة دي معروفة جدا في الطب النفسي واسمها تقبل الايحاء
وكل الظروف كانت مهيئة لكده اطفال و لوحدهم و حالة وفاة وصراع الخ...انت حكاية يا حكواتي
المهم حتوصل امتى للغميق؟؟