المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كلام في الموسيقى بقلم الدكتورعبدالله السباعي خاص لملحق كل الفنون


رامي كاكا
08/01/2008, 11h05
الدكتور عبدالله السباعي أستاذ محاضر في الجامعة والمعهد العالي للموسيقى وهو باحث في مجال الموسيقى ويشارك بندوات في عدة مهرجانات وكان له في الاذاعة المرئية في الثمانينات برنامج تثقيفي اسمه مع الموسيقى
كلام في الموسيقى بقلم الدكتورعبدالله السباعي نقلا من ملحق كل الفنون
عن أغاني المناسبات الدينية

تتعدد أنواع الأغاني العربية المعاصرة بين الأغاني الوطنية والأغاني الغرامية والأغاني الاجتماعية وأغاني المناسبات الدينية ، فالأغاني الوطنية تمجد الوطن وتزرع حبه في نفوس المواطنين وتحثهم على الذود عنه والتضحية بكل غالٍ في سبيل الحفاظ عليه حراً أبياً كريماً ، فالأغاني الغرامية هي أغاني الحب والعشق والغرام والغزل بين الجنسين ، أما الأغاني الاجتماعية فهي أغاني تكتب في حب الأم والأب والأخوة والأسرة وتدعوا إلى التآخي والتعاون والتسامح بين أفراد المجتمع كبيرهم وصغيرهم في جميع الظروف العادية وغير العادية ، أما أغاني المناسبات الدينية فهي أغاني تؤدي في الاحتفالات التي تقام في المواسم الدينية التي تهلّ علينا على مدار العام كالاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف وموسم الحج للأراضي المقدسة وشهر رمضان المبارك والعيدين الصغير والكبير وغيرها من المناسبات التي تقام فيها الاحتفالات الموسمية في سائر البلاد العربية والاسلامية ، ونظراً لارتباط هذه الأغاني بالمناسبة الدينية فإننا بمجرد سماع هذه الأغاني نتذكر تلك المناسبة وما كان فيها من ذكريات وأحداث جميلة مرّت بنا وصعب علينا حصر جميع أغاني المناسبات الدينية التي قدّمت في بلادنا أو في بقية الأقطار الشقيقة ولكن هناك بعض الأعمال الغنائية التي كتبت باللغة الصفحى أو باللهجة العامية اشتهرت وانتشرت في طول البلاد العربية وعرضها مثل قصائد السيدة "أم كلثوم" التي كتبها الشاعر »أحمد شوقي« ولحنها الموسيقار "رياض السنباطي "ونذكر منها قصيدة "ولد الهدى فالكائنات ضياء .. وفم الزمان تبسم وسناء " وقصيدة نهج البردة التي جاء في مطلعها "ريم على القاع بين البان والعلم.. أحلّ سفك دمي في الأشهر الحرم وتذاع هاتين القصيدتين بمناسبة الاحتفال بالمولد النبوي الشريف وقصيدة "إلى عرفات الله ياخير زائر .. عليك سلام الله في عرفات " وأغنية"القلب يعشق كل جميل " التي تذاع بمناسبة موسم الحج إلى بيت الله الحرام ، ولأم كلثوم أيضاً هناك أغنية " ياليلة العيد أنستينا«" التي تذاع بمناسبة العيدين يضاف إليها أغنية الموسيقار "فريد الأطرش : هلت ليالي حلوة وهنية" وأغنية الفنان الليبي "أحمد سامي" "معيدين وديمة عيد معيدين" وهناك بعض الأغاني عن شهر رمضان لعل من أشهرها أغنية "محمد عبدالمطلب "رمضان جانا وفرحنا بيه بعد غيابه أهلا رمضان" كما لاننسى الفنان "محمد الكحلاوي" الذي قدّم العديد من الأغاني التي تذاع في المناسبات الدينية لعل من أشهرها "لأجل النبي النبي تقبل صلاتي على النبي" اللهم صلي وسلم عليه ولاشك أن العديد من الفنانين الليبيين قدّموا العشرات من أغاني المناسبات الدينية التي سجلت وأديعت على مدى العقود الماضية من إذاعات الجماهيرية العظمى نذكر منهم "نوري كمال وعبد الرحمن أمين وخالد عبدالله ومحمد خليل وعطية محمد وكاظم نديم وغيرهم كثيرون .
بقلم الدكتور عبدالله السباعي

رامي كاكا
08/01/2008, 11h36
عن آلة القانون الليبية

القانون آلة وترية شرقية قديمة تتميز بأصواتها الرقيقة اللامعة وتتكون من ستة وعشرين وتراً مشدوداً على صندوق خشبي مصوت قليل السُّمك غير متساوي الاضلاع تعزف اوتاره التي يتكون كل منها من ثلاثة أسلاك مصنوعة من اللدائن أو المعدن متساوية الطول والكثافة بريشتين تصنعان من قرن الجاموس تثبتان بخاتم معدني عريض باصبعي السبابة في كلتا يدي العازف ويعتبر القانون من أهم آلات الموسيقا العربية التقليدية وقد سمي كذلك لانه دستور النغم كما يقول الدكتور محمود الحفني في كتابه (علم الآلات الموسيقية) وينسب إختراع هذه الآلة لأبي نصر الفارابي الموسيقار والفيلسوف الذي عاش في بغداد العباسية منذ أكثر من ألف عام ويروى الدكتور الحفني أن هذه الآلة قد انتقلت الى أوروبا مع غيرها من عناصر ا لموسيقا العربية وتطورت منها فيما بعد آلة البيانو ذات المفاتيح البيضاء والسوداء وسبب حديثي عن هذه الآلة في زاوية اليوم هو الانجاز الرائع الذي توصل إليه عازف القانون الليبي الموهوب الفنان حسين زوبي المقيم بمدينة بنغازي بعد عدة محاولات وجهود مضنية وتكاليف مادية كبيرة توصل لصناعة آلة قانون ليبية كاملة بخدمات وإمكانيات محلية وقد اطلع الفنان حسين زوبي على أسرار صناعة هذه الآلة أثناء رحلات متكررة على حسابه ا لخاص الى بعض الدول العربية وتركيا حيث بعد تلك الرحلات وجد في نفسه القدرة والكفاءة على القيام بمثل هذه المحاولة الى جانب تصميم واصرار على النجاح فيها وبعد ان قام بصناعة الصندوق المصوت للآلة بما فيه من خشب ورق ومفاتيح وشد عليه الأوتار الستة والعشرين واجهته مشكلة صناعة العربات النحاسية الصغيرة التي تستعمل في تقصير أطوال الأوتار لاستخراج أنصاف وأرباع النغمات الموسيقية من هذه الآلة وقد ابلغني مؤخراً أنه توصل الى صناعة تلك العربات من معدن الحديد اللامع غير قابل للصدأ (سانستيل) وبذلك اكتملت آلة القانون التي تصنع لاول مرة في بلادنا التي تفتقر لصناعة آلات الموسيقية العربية حتى الآن .. فهل يجد الفنان (حسين زوبي) من يأخذ بيده ويساعده على تصنيع هذه الآلة ونشرها بين محـبي العزف عليها بالداخل والخارج ؟
بقلم الدكتور عبدالله السباعي

رامي كاكا
09/01/2008, 19h24
عن رحيل الفنان كاظم نديم

بعد معاناة طويلة ومريرة مع مرض عضال رحل الفنان الأصيل الذي تعودت على كتاب اسمه مسبوقاً دائماً بالفنان طويل العمر في مقالات سابقة من هذه الزاوية رحل بعد أن أثرى المكتبة الإذاعية المسموعة والمرئية على مدى سبعين عاما بمئات الأعمال الغنائية الرائعة التي تنوعت بين القصائد والأناشيد الدينية والوطنية والتربوية والاغاني العاطفية والاجتماعية وساهم في اكتشاف وتقديم ودعم عشرات الأصوات المطربة الجديدة من خلال برنامجه المسموع والمرئي مع ا لمواهب الأصوات التي أصبح لها شأن كبير وشهرة فائقة في دنيا الغناء والطرب في بلادنا خلال العقود الماضية رحل الفنان الذي أسس النشاط الموسيقي المدرسي بمدينة طرابلس في منتصف عقد الأربعينيات من القرن الماضي والذي تحصل على الترتيب الأول في المهرجان الأول للأغنية الليبية الذي أقيم بهذه المدينة عام 1954 عن تلحين أغنية (بيّنلي دنبي) الفنان المطرب والملحن والممثل والمخرج المسرحي والاذاعي الكبير الاديب الفنان (كاظم نديم بن موسى) أستاذ اللغة العربية والدراسات الإسلامية مؤسس المدرسة الحديثة في تلحين القصائد والأناشيد والأغاني العاطفية والتربوية حيث يعد أول من وضع المقدمات والفواصل الموسيقية في أعماله الغنائية الجديدة وأول من لحن قصائد الفصحى وأول من تولى رئاسة قسم الموسيقا بالاذاعة الليبية حال افتتاحها في صيف عام 1957 ولعل أهم ما كان يتميز به الراحل الاستاذ (كاظم نديم) الى جانب أناقته المعروفة وخفة دمه اللطيفة ومقدرته الابداعية الخلاقة بعده عن الانانية وحب الذات وتواضعه الجم مع زملائه الفنانين على اختلاف اعمارهم وواقعهم من دنيا الشهرة والانتشار وتشجيعه الدائم والمستمر لهم مما جعله يحظى بكامل الحب والاحترام والتقدير منهم طوال مسيرته الفنية والحياتية رحم الله الفنان (كاظم نديم بن موسى) رحمة واسعة وكتب لاعماله وسيرته الخلود والبقاء .

بقلم الدكتورعبد الله السباعي

رامي كاكا
09/01/2008, 19h53
عن إستعمالات الموسيقى في المجتمع

للموسيقى إستعمالات متعددة في المجتمعات البشرية كأداة للأثارة حيث يوفرالإيقاع الطاقة الضرورية لصنع هذا الإنفعال المزاجي موسيقى خير دليل على ذلك موسيقى المسير(المارشات العسكرية)والموسيقى،المصاحبة للرقص وهذين النوعين يحملان نمطاً إيقاعياً واضحاً يدعو بتكراره إستجابة حسّية جسدية تظهر في شكل حركات وتمايل من أطراف وأجساد المستمعين إليها ،وكلما كانت الموسيقا ذات طابع إيقاعي متقطع كلما أثارت أستجابة جسدية أكثر وضوحاً .كما تستعمل الموسيقا كأداة لتهدئة الأعصاب المتوترة ، ،وهي تعتمد لتحقيق ذلك على نغمات طويلة هادئة بعيدة كل البعد عن الإيقاع الصاخب المتقطع ،وتحتوي على أقل نشاط إيقاعي ممكن ويندرج تحت هذا النوع الهدهدة الناعمة للأطفال الرضع بغرض تنويمهم وتهدئتهم وتستعمل الموسيقى أيضاً في المناسبات الأحتفالية العامة ،وهذه تعتبر من أقدم إستعمالات الموسيقى في المجتمعات الإنسانية وتمثل جزءاً هاماً من الثقافات المتحضرة والبدائية ،حيث لايمكن إقامة إحتفالات دينية أو وطنية أو إجتماعية أورياضية أو فنية إلا بمساهمة فعالة من الموسيقى والغناء ،كما تستعمل الموسيقى كخلفية لعديد من الأحوال و الظروف التي يمر بها الإنسان خلال حياته اليومية ،وهي تتميز بسهولة الأستماع و بالجمال والإنسياب في جملها اللحنية و الإيقاعية ،لان المستمع إليها يستطيع القيام بمهام وأعمال أخرى في ذات الوقت ،لأنها لاتحتاج إلى تركيز وإنتباه مما يجعلها هامشية بالنسبة للمستمع الذي يقوم بالقراءة أو الكتابة أو المذاكرة أو الإسترخاء أو أثناء قيادته للسيارة ،كما تستعمل لتمضية الوقت ولتؤنس الوحدة و الأنفراد أو لتغطية بعض الأصوات المزعجة الأخرى كما هو الحال في المستشفيات والمصحات و العيادات والأسواق والمطاعم والمدارس والمطارات والمنازل وغيرها. وأخيراً هناك الأستعمال التجاري للموسيقى،وهو قد يعتبر من أوسع الأستعمالات والتطبيقات لهذا الفن الراقي.فالفنانون من مؤلفين موسيقيين وملحنين ومطربين وعازفين إلى جانب المدرسين يمكن إعتبارهم ذوي علاقة وثيقة بتجارة الموسيقى بمختلف أشكالها ،يضاف إليهم منتجو الأشرطة والأقراص الموسيقية والغنائية المسموعة والمرئية المستعملة في الملاهي والأماكن السياحية العامة .
بقلم الدكتور عبدالله السباعي

رامي كاكا
10/01/2008, 14h10
عن رواد الغناء الليبي

منذ افتتاح قسمي الموسيقا والغناء بالاذاعة الليبية بعد بداية بثها عام 1957 في كل من بنغازي وطرابلس وحتى وقت قريب تم تسجيل الاف الاغاني والاناشيد الدينية والوطنية والاجتماعية والغزلية والفكاهية من اداء عشرات المطربين والمطربات ومن تأليف وتلحين عشرات المؤلفين والملحنين الذين وضعوا الأسس التاريخية والفنية لشخصية الاغنية الليبية عبر العقود الماضية ولقد رحل العديد من رواد هذه الاغنية الى رحمة الله وبقي العديد منهم على قيد الحياة أمدّ الله في أعمارهم ومتعهم بالصحة والعافية والذي يهمنا في هذا المجال هو التقصير الشديد والتجاهل التام للمؤسسات الرسمية للدولة وخاصة منها وسائل الإعلام المقروء والمسموع والمرئي لمسيرة هؤلاء الرواد والعمل على توثيقها وتسجيلها واحياء ذكرى من توفى منهم كما تعمل هذه المؤسسات والوسائل المناظرة في الدول المجاورة و رعاية من تبقى من اسرهم وعائلاتهم ومد يد العون المعنوي والمادي لهم في ظل الظروف المعيشية الصعبة التي يعيشونها في هذه الأيام وهذا ينطبق ايضاً على الاحياء منهم الذين اعتزلوا العمل الفني إما بانحسار الاضواء عنهم أو بسبب التقدم في العمر أوبسبب المرض والعجز وهذا في الحقيقة اقل ما يجب تجاه اؤلائك الرواد الذين قدموا الكثير من الجهد والعرق والمعاناة والتضحيات الجسام في سبيل رفعة شأن الأغنية الليبية والوصول بها الى ارقى المستويات الفنية الابداعية في وقت كان فيه المردود المادي اقل من القليل وكان الفن هدفهم الأول والأخير وليست المادة وحدها كما هو حال فناني هذه الأيام . كلمة اخيرة اوجهها للمركز القومي لدراسات وابحاث الموسيقا العربية بمدينة طرابلس عن تقصيره الشديد في القيام بدراسات توثيقية تاريخية تحليلية للمسيرة الفنية لرواد الاغنية الليبية عبر قرن من الزمان هذه المهمة التي كان يجب ان تكون من أولويات مهام هذا المركز منذ انشائه عام 1983!!؟
بقلم الدكتور عبدالله السباعي

رامي كاكا
10/01/2008, 14h14
عن السّامبا البرازيلية

السّامبا أو السّمبه إيقاع شعبي راقص في البرازيل منذ فترة زمنية طويلة وإنتشر منها إلى بقية أنحاء العالم وأصبح علامة مميزة لهذه البلاد في المحافل الفنية والرياضية الدولية ، وقد إستمتع جمهور كبير من محبّي الموسيقا البرازيلية من الأخوة الليبيين والعرب ومن الدبلوماسيين الأجانب العاملين بالجماهيرية العظمى وعائلاتهم بأمسية موسيقية رائعة قدمتها فرقة »ثلاثي سامبا الجاز« بقاعة لبدة بفندق كورينثيا الفخم بإشراف سفارة دولة البرازيل بمناسبة الأحتفال بعيدها القومي وتكونت الفرقة البرازيلية من ثلاثة عازفين محترفين مهرة : الأول على آلة البيانو والثاني على آلة الكونترباص والثالث على آلتي الطبول (الدرامز) والترومبيت ، وقد قام هذا العازف وتحت نظر وإعجاب الجميع بالعزف على هاتين الآلتين في وقت واحد بيده اليمنى وقدمه على آلة الطبول وبيده اليسرى على الترومبيت وهي آلة من أسرة آلات النفخ الهوائية النحاسية تحتوي على ثلاث مفاتيح وبوق طويل ، وقد قدمت الفرقة بأعضائها الثلاثة وبعد أن أفتتح سفير البرازيل الأحتفال بكلمة مختصرة باللغة العربية مجموعة كبيرة من المقطوعات الموسيقية البرازيلية الشعبية المتوارثة والمعاصرة ، وقد تمايل جمهور الحاضرين طرباً في قاعة لبدة على الإيقاعات الراقصة للسامبا التي إمتزجت مع موسيقا الجاز البرازيلي ، ومن المعروف أن موسيقا الجاز هي لون موسيقي راقص ظهر في بداية القرن العشرين في مدينة »نيوأورليانز« الأمريكية على يد الزنوج الأفارقة الذين إختطفهم الرجل الأوروبي الأبيض للعمل قسرا في مزارع أمريكا الشمالية والجنوبية ، وقد شارك مع الثلاثي البرازيلي في فقرة موسيقية مشتركة ثلاثي من أمهرالعازفين الليبيين الأول »عبدالسلام محمد« على آلة العود والثاني »ناصر بن جابر« على آلة التشيللو والثالث »كمال المبروك« على آلة القانون ، وقد صفق جمهور الحاضرين طويلاً لهذه المشاركة الجميلة إعجاباً بهذا التجانس والتلاحم الذي تمّ بينهما عن طريق الموسيقا الرّاقية لغة العواطف والأحاسيس الإنسانية الجميلة التي في مقدورها أن تكون رسول محبة ووئام بين شعوب الأرض قاطبة بديلاً عن علاقات التشاحن والحروب التي ملأت العالم خراباً ودماراً على إمتداد العقود الماضية !!
بقلم الدكتور عبدالله السباعي