waziza
05/12/2007, 11h50
توبة عبد الحليم وعلي إسماعيل أم توبة ماجدة الرومي ؟
بقلم عبد الكريم وزيزة
أكتب هذا المقال وأنا أستمتع بصوت الفنانة الكبيرة المحترمة ماجدة الرومي - بحفل القاهرة المذاع على الهواء مباشرة عبر إحدى القنوات الفضائية المصرية - وبأغانيها التي لها في القلب مكاناً خاصاً بلا شك فالفنانة ماجدة الرومي واحدة من القلائل الذين يعدون على أصابع اليد الواحدة والذين أصلوا لفن الغناء العربي الحديث والمحسوبين بالتأكيد على قطاع الفنانين الملتزمين فنياً بأصول المهنة فهي ليست كالأخريات اللاتي ببدين مفاتنهن قبل أن تنطلق أصواتهن النشاز ؟
استمتعت بكل تأكيد بكل ما قدمته العظيمة القديرة جداً ماجدة الرومي من أغنيات أصيلة عربية وشرقية وحديثة غنت وغنت حتى أطربتنا فعلاً ، لكني لم أستسيغ أغنية " أنا كل ما أقول التوبة " ، وذلك بسبب إغفال التوزيع الموسيقي الرائع للأغنية الأصلية والذي وضعه الفنان الراحل العظيم علي إسماعيل وغناها العندليب عبد الحليم حافظ في خمسينيات القرن الماضي وهي بالمناسبة من كلمات الرائع عبد الرحمن الأبنودي ولحن الفنان الكبير بليغ حمدي عليه رحمات الله .
المهم أن توزيع علي إسماعيل والذي تشبعنا به طيلة هذه السنوات ترك في القلب بصمة واضحة فما زلت أحفظ عن ظهر قلب توزيع الوتريات والنحاسيات الرائع ، والذي حدث هو أن الأغنية بثوبها الجديد كما تغنيها السيدة ماجدة الرومي غيرت في الإيقاع كما أغفلوا تماماًُ وكلياً التوزيع الموسيقي لعلي إسماعيل مما أفقد هذه الأغنية الكثير من رونقها وتأثيرها على القلب بات شبه مشوه بل أقول وللأسف أن الأغنية بهذه الطريقة فيها تشويه كبير بل ومتعمد للأغنية الأصلية بصوت عبد الحليم .
وبالرغم من أنني من أشد المتيمين بكل ما تقدمه فنانتنا العزيزة إلا أنني لم أستطع أن أستمتع بسماع هذه الأغنية منها كما أستمتع بسماعها بصوت عبد الحليم حافظ " أنا كل ما أقول التوبة " و بالتحديد بهذه الطريقة .
فما معنى أن يغني مطرباً آخر لحناً ناجحاً لمطربٍ بحجم وتاريخ عبد الحليم حافظ وٍيلغي التوزيع الموسيقي والذي يميز هذه الأغنية بل ويلغي معه مجهود وإبداع مبدع عظيم آخر بحجم علي إسماعيل عليه رحمة الله ، أعتقد أن هذا ليس له أي معنى .
ربما كان من الأفضل أن تغني السيدة ماجدة الرومي هذا اللحن الرائع بالتوزيع الأصلي الرائع مضافاًَ إليهما صوتها الرائع وأعتقد أن صوتها فقط كفيلاً وجديراً جداُ بأن يضيف الطابع الخاص لها على الأغنية ككل دون أن نلغي التوزيع ونغير طابع ولون الأغنية .
أقول هذا وقد استمعت لرأي الأستاذ الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودي حول نفس الموضوع فهو وللأسف يقول أنه سعيد جداُ بهذا التغيير الذي طرأ على الأغنية لأن في وجهة نظره أن علي إسماعيل أضاف طابعاً غربياً على لون الأغنية في حين أنه حين كتب الكلمات والمستوحاة من التراث الشعبي في صعيد مصر كان يسمع بداخله الإيقاع الصعيدي
هذا رأي الأستاذ عبد الرحمن الأبنودي والذي أختلف معه أشد الاختلاف أيضاً فقد كان بالإمكان وقت أن ُأبْدِعَتْ الأغنية ووقت أن دَخَلت مطبخ التوزيع أن يقول هذا الكلام للأستاذ الراحل علي إسماعيل ولعله قال ذلك له وربما لم يقتنع علي إسماعيل بوجهة نظر الأستاذ عبد الرحمن فأصر على طريقة التوزيع التي ظهرت بها الأغنية وانتشرت واستقرت في وجداننا وفي قلوبنا وعقولنا ومشاعرنا وسرت في دماءنا عبر كل هذه السنين بتوزيع الراحل العظيم علي إسماعيل ولحن القدير بليغ حمدي وكلمات الكبير أطال الله عمرة عبد الرحمن الأبنودي وصوت العندليب .
لكن من الواجب هنا أن أقول أنني قد استمتعت كثيرا جداً بغنائها لأغنية أحلف بسماها - وهي أغنية عبد الحليم المشهورة والتي كان يتغنى بها في بداية كل حفل في زمن ثورة يوليو 1952 - بصوتها الحنون الدفيء القوي الجميل في نهاية الحفل لأنهم هذه المرة لم يقتربوا من التوزيع والذي وضعه علي إسماعيل أيضاً ولعل هذه المقارنة تنهي هذا الجدل الذي يدور بداخلي ويضع حداً معقولاً لما طرحته سابقاً من أفكار ، ففي نفس الحفل وبنفس الفرقة ونفس الصوت حدث ما لم ائلفه وكتبت عنه وحدث بعد ذلك ما تمنيت أن يحدث وها هو قد حدث والحمد لله ... سبحان الله ؟!
بقلم عبد الكريم وزيزة
أكتب هذا المقال وأنا أستمتع بصوت الفنانة الكبيرة المحترمة ماجدة الرومي - بحفل القاهرة المذاع على الهواء مباشرة عبر إحدى القنوات الفضائية المصرية - وبأغانيها التي لها في القلب مكاناً خاصاً بلا شك فالفنانة ماجدة الرومي واحدة من القلائل الذين يعدون على أصابع اليد الواحدة والذين أصلوا لفن الغناء العربي الحديث والمحسوبين بالتأكيد على قطاع الفنانين الملتزمين فنياً بأصول المهنة فهي ليست كالأخريات اللاتي ببدين مفاتنهن قبل أن تنطلق أصواتهن النشاز ؟
استمتعت بكل تأكيد بكل ما قدمته العظيمة القديرة جداً ماجدة الرومي من أغنيات أصيلة عربية وشرقية وحديثة غنت وغنت حتى أطربتنا فعلاً ، لكني لم أستسيغ أغنية " أنا كل ما أقول التوبة " ، وذلك بسبب إغفال التوزيع الموسيقي الرائع للأغنية الأصلية والذي وضعه الفنان الراحل العظيم علي إسماعيل وغناها العندليب عبد الحليم حافظ في خمسينيات القرن الماضي وهي بالمناسبة من كلمات الرائع عبد الرحمن الأبنودي ولحن الفنان الكبير بليغ حمدي عليه رحمات الله .
المهم أن توزيع علي إسماعيل والذي تشبعنا به طيلة هذه السنوات ترك في القلب بصمة واضحة فما زلت أحفظ عن ظهر قلب توزيع الوتريات والنحاسيات الرائع ، والذي حدث هو أن الأغنية بثوبها الجديد كما تغنيها السيدة ماجدة الرومي غيرت في الإيقاع كما أغفلوا تماماًُ وكلياً التوزيع الموسيقي لعلي إسماعيل مما أفقد هذه الأغنية الكثير من رونقها وتأثيرها على القلب بات شبه مشوه بل أقول وللأسف أن الأغنية بهذه الطريقة فيها تشويه كبير بل ومتعمد للأغنية الأصلية بصوت عبد الحليم .
وبالرغم من أنني من أشد المتيمين بكل ما تقدمه فنانتنا العزيزة إلا أنني لم أستطع أن أستمتع بسماع هذه الأغنية منها كما أستمتع بسماعها بصوت عبد الحليم حافظ " أنا كل ما أقول التوبة " و بالتحديد بهذه الطريقة .
فما معنى أن يغني مطرباً آخر لحناً ناجحاً لمطربٍ بحجم وتاريخ عبد الحليم حافظ وٍيلغي التوزيع الموسيقي والذي يميز هذه الأغنية بل ويلغي معه مجهود وإبداع مبدع عظيم آخر بحجم علي إسماعيل عليه رحمة الله ، أعتقد أن هذا ليس له أي معنى .
ربما كان من الأفضل أن تغني السيدة ماجدة الرومي هذا اللحن الرائع بالتوزيع الأصلي الرائع مضافاًَ إليهما صوتها الرائع وأعتقد أن صوتها فقط كفيلاً وجديراً جداُ بأن يضيف الطابع الخاص لها على الأغنية ككل دون أن نلغي التوزيع ونغير طابع ولون الأغنية .
أقول هذا وقد استمعت لرأي الأستاذ الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودي حول نفس الموضوع فهو وللأسف يقول أنه سعيد جداُ بهذا التغيير الذي طرأ على الأغنية لأن في وجهة نظره أن علي إسماعيل أضاف طابعاً غربياً على لون الأغنية في حين أنه حين كتب الكلمات والمستوحاة من التراث الشعبي في صعيد مصر كان يسمع بداخله الإيقاع الصعيدي
هذا رأي الأستاذ عبد الرحمن الأبنودي والذي أختلف معه أشد الاختلاف أيضاً فقد كان بالإمكان وقت أن ُأبْدِعَتْ الأغنية ووقت أن دَخَلت مطبخ التوزيع أن يقول هذا الكلام للأستاذ الراحل علي إسماعيل ولعله قال ذلك له وربما لم يقتنع علي إسماعيل بوجهة نظر الأستاذ عبد الرحمن فأصر على طريقة التوزيع التي ظهرت بها الأغنية وانتشرت واستقرت في وجداننا وفي قلوبنا وعقولنا ومشاعرنا وسرت في دماءنا عبر كل هذه السنين بتوزيع الراحل العظيم علي إسماعيل ولحن القدير بليغ حمدي وكلمات الكبير أطال الله عمرة عبد الرحمن الأبنودي وصوت العندليب .
لكن من الواجب هنا أن أقول أنني قد استمتعت كثيرا جداً بغنائها لأغنية أحلف بسماها - وهي أغنية عبد الحليم المشهورة والتي كان يتغنى بها في بداية كل حفل في زمن ثورة يوليو 1952 - بصوتها الحنون الدفيء القوي الجميل في نهاية الحفل لأنهم هذه المرة لم يقتربوا من التوزيع والذي وضعه علي إسماعيل أيضاً ولعل هذه المقارنة تنهي هذا الجدل الذي يدور بداخلي ويضع حداً معقولاً لما طرحته سابقاً من أفكار ، ففي نفس الحفل وبنفس الفرقة ونفس الصوت حدث ما لم ائلفه وكتبت عنه وحدث بعد ذلك ما تمنيت أن يحدث وها هو قد حدث والحمد لله ... سبحان الله ؟!