فيصل الموصلى
26/11/2007, 17h11
و نحن هنا بصدد التعريف برائد من رواد فن النميم و هو الشاعر " عبده ابو حديدة " انه شاعر تفاخرت به عدة قري . و اعتبرته شاعرها . و تنافست القبائل في نسبته إليها عندما ذاع صيته و اشتهر بفنه و حفظه عامة الناس و خاصتهم , حاكي الشعراء الجاهليين و المخضرمين و برع في بديع اللغة و الشعر , طور في شعر النميم و جدده و أضاف إليه وأرسى مدرسته . سلك مسلكه اغلب شعراء هذا الفن , و اخذوا من معانيه و كلماته , اختلف الرواة في سيرته فمن هو الشاعر عبده ابو حديدة ؟؟
انه ( عبده أحمد عوض سالم ) من قبائل عرب العقيلات . ولد في قرية " شاترمة " بالنوبة القديمة عام 1922 و غادرها في عام 1934 إلي الأسكندرية ليقيم عند شقيقه , و امضي بها بضع سنوات و بعدها جاء إلي القاهرة التي قضي فيها ما يقرب من خمسين عاماً إلي ان وافته المنية سنة 1984 .
برع شاعرنا في الغناء و كان له صولات و جولات في ليالي العربان , و لا تخلو مناسبة سعيدة إلا و كان علي رأسها شاعرنا , فقد تفاخرت به القري و القبائل و كل قبيلة تنسبه إليها . اما نسبته الحقيقية فهي لقبيلة ( الضاحياب ) من بيت ( الدباركة ) .
و قد كان ابو حديدة رحمه الله يستنبط فنه من خلال البيئة التي تعتبر المهاد الطبيعي لنبت هذا الفن .
و اشتهر هذا الشاعر بمدح الرسول صلي الله عليه وسلم , كما اشتهر ايضاً بالغزل . و كان يتغزل فيما يتغزل ثم لا ينسي ان يعلن مع هذا جاهداً انه لا يستبيح محرماً , و لا يأتي بريبة , و لا يزال على سنة الشعراء الذين يقولون ما لا يفعلون .
و في السطور التالية سأقدم لكم نماذج رائعة لشاعر نسج من الخيال واقعاًً معاشاً و شهد له معاصروه و من خلفه بالتفوق في فن النميم و فن المربوع ايضاً .
قال شاعرنا مادحاً رسول الله صلي الله عليه و سلم :-
صـلوا على الرسول طة الحبيب المرضي
ملء العرش و اللوح و السمـا و الأرض
أضعــاف و أضعاف السـنن و الــفرض
تغــشاك يا بن عبد الله نضيف العـرض
صــلوا علــى النبي الـما فيه نــبياً متلو
القــرأن نـزل ليه و الصحــابة بيـــتلو
نبي ضمن الغزال و كل الكتب شهدت لو
راحـــت رضعت أولادها و عــادت له
******
صلاة الله عليــــك يا سيــــد الأبرار
حبريل شق صدره ملاه علوم و أسرار
أفتكروها فضايل الأربعة الأحــــرار
أبو بكر و عمر و عثمان مع الكرار
******
و في الفخر و الحماسة نري شاعرنا يتغني بأمجاد أجداده و إحياء مآثرهم . و هنا يفخر الشاعر بنسبه إلي " بني عقيل" حيث يقول :
نسبــتنا لعقيــل بالعـيب و لا بنتعجّل
كبيرنا بيعقــــد الجـلسة الولا بتتأجّل
تلقي صغيرنا في الدرب المخيف يتحجّل
مجيد تاريخنا جوه "الكتبخانه" مسجّل
******
نحنا ولاد عُقيل من حامية ما بنحيدو
نتـــضاحك إذا نيران حروبها يقـيدو
تلقـي صغيرنا في الفولاذ تخـرّم إيدُه
ما نـركب بلا الفي الليل يطـمّن سيدُه
******
و حيث ان عرب العيقلات لهم عادات متوارثة يحافظون عليها و تنم عن اصالتهم , فهم كرماء وافون لعهودهم . و يجيرون المستجير , فهذه القيم ترفع من قدر الأنسان خاصة في البيئات العربية . و يقول ابو حديدة في ذلك :
نـحــنا ولاد عُـقيل أغلب سعينا جــمال
فــرسان نسند الرَّحــل التقيل لو مـــال
فــي الجـود و الكرم بحراً يغطي رمال
و تشـــهد لينا جـيراننا يمـين و شـمال
******
و يأتي تفاعل الشاعر مع الأحداث المحيطة فعندما تم تهجير النوبة بأقسامها الثلاثة ( كنوز – عرب – فادجا ) في عام 1963 من منطقة الشلال إلي كوم أمبو حيث ان عرب العيقلات يتوسطون منطقة النوبة من الناحية الجغرافية سواء قبل التهجير أو بعده و في ذلك قال أبو حديدة :
الـوطـن الجديد اللي العباد راحوا لُه
شدُّوا ولاد عقيل أول عرب فرحوا لُه
قالوا المنـطقة الوسطى إحنا ما بنحو له
لأن القاضـى لازم المستشارين حـوله
******
انه ( عبده أحمد عوض سالم ) من قبائل عرب العقيلات . ولد في قرية " شاترمة " بالنوبة القديمة عام 1922 و غادرها في عام 1934 إلي الأسكندرية ليقيم عند شقيقه , و امضي بها بضع سنوات و بعدها جاء إلي القاهرة التي قضي فيها ما يقرب من خمسين عاماً إلي ان وافته المنية سنة 1984 .
برع شاعرنا في الغناء و كان له صولات و جولات في ليالي العربان , و لا تخلو مناسبة سعيدة إلا و كان علي رأسها شاعرنا , فقد تفاخرت به القري و القبائل و كل قبيلة تنسبه إليها . اما نسبته الحقيقية فهي لقبيلة ( الضاحياب ) من بيت ( الدباركة ) .
و قد كان ابو حديدة رحمه الله يستنبط فنه من خلال البيئة التي تعتبر المهاد الطبيعي لنبت هذا الفن .
و اشتهر هذا الشاعر بمدح الرسول صلي الله عليه وسلم , كما اشتهر ايضاً بالغزل . و كان يتغزل فيما يتغزل ثم لا ينسي ان يعلن مع هذا جاهداً انه لا يستبيح محرماً , و لا يأتي بريبة , و لا يزال على سنة الشعراء الذين يقولون ما لا يفعلون .
و في السطور التالية سأقدم لكم نماذج رائعة لشاعر نسج من الخيال واقعاًً معاشاً و شهد له معاصروه و من خلفه بالتفوق في فن النميم و فن المربوع ايضاً .
قال شاعرنا مادحاً رسول الله صلي الله عليه و سلم :-
صـلوا على الرسول طة الحبيب المرضي
ملء العرش و اللوح و السمـا و الأرض
أضعــاف و أضعاف السـنن و الــفرض
تغــشاك يا بن عبد الله نضيف العـرض
صــلوا علــى النبي الـما فيه نــبياً متلو
القــرأن نـزل ليه و الصحــابة بيـــتلو
نبي ضمن الغزال و كل الكتب شهدت لو
راحـــت رضعت أولادها و عــادت له
******
صلاة الله عليــــك يا سيــــد الأبرار
حبريل شق صدره ملاه علوم و أسرار
أفتكروها فضايل الأربعة الأحــــرار
أبو بكر و عمر و عثمان مع الكرار
******
و في الفخر و الحماسة نري شاعرنا يتغني بأمجاد أجداده و إحياء مآثرهم . و هنا يفخر الشاعر بنسبه إلي " بني عقيل" حيث يقول :
نسبــتنا لعقيــل بالعـيب و لا بنتعجّل
كبيرنا بيعقــــد الجـلسة الولا بتتأجّل
تلقي صغيرنا في الدرب المخيف يتحجّل
مجيد تاريخنا جوه "الكتبخانه" مسجّل
******
نحنا ولاد عُقيل من حامية ما بنحيدو
نتـــضاحك إذا نيران حروبها يقـيدو
تلقـي صغيرنا في الفولاذ تخـرّم إيدُه
ما نـركب بلا الفي الليل يطـمّن سيدُه
******
و حيث ان عرب العيقلات لهم عادات متوارثة يحافظون عليها و تنم عن اصالتهم , فهم كرماء وافون لعهودهم . و يجيرون المستجير , فهذه القيم ترفع من قدر الأنسان خاصة في البيئات العربية . و يقول ابو حديدة في ذلك :
نـحــنا ولاد عُـقيل أغلب سعينا جــمال
فــرسان نسند الرَّحــل التقيل لو مـــال
فــي الجـود و الكرم بحراً يغطي رمال
و تشـــهد لينا جـيراننا يمـين و شـمال
******
و يأتي تفاعل الشاعر مع الأحداث المحيطة فعندما تم تهجير النوبة بأقسامها الثلاثة ( كنوز – عرب – فادجا ) في عام 1963 من منطقة الشلال إلي كوم أمبو حيث ان عرب العيقلات يتوسطون منطقة النوبة من الناحية الجغرافية سواء قبل التهجير أو بعده و في ذلك قال أبو حديدة :
الـوطـن الجديد اللي العباد راحوا لُه
شدُّوا ولاد عقيل أول عرب فرحوا لُه
قالوا المنـطقة الوسطى إحنا ما بنحو له
لأن القاضـى لازم المستشارين حـوله
******