الصوت الصالحي و آلة القصبة و الزكرة

[العكاري]

لا شك أنه لا زال يوجد بتونس العديد ممن يتقنون آداء الصوت الصالحي ( كالمرحوم اسماعيل الحطاب و فاطمه بوساحة) و ممن يعزف القصبة و ينفخ الزكرة و هنالك أصوات غنائية بالجنوب التونسي كالصوت الشهيدي و غيره له طابع خاص كما في الشمال الغربي و عند الهمامة و السواسي و جلاص و بوزيد أيضا على سبيل الذكر لا الحصر.
فللتعريف و الاثراء و لايناس المغتربين القدامى من الجيل الأول الذين يحنون كثيرا لهذه الأصوات العذبة وأنا عشت ربع قرن بينهم,باسمهم أناشد اخوتي بتونس تقديم ما لديهم لمنتدى سماعي مع فائق عبارات الشكر و التقدير و أزكى التحيات, أخوكم العكاري : محمد الأمين حدمور

[الجبارية]

كثيرا هم الذين يعتقدون ان الزكرة هي موروث شعبي تونسي والحقيقة هي مخالفة تماما...فالزكرة هي مستورد اندلسي:cool:

[العكاري]

يا أخي احسبها حتى من المريخ اللي يهمنا كلمات الغناء الفلكلوري التونسي الجميل المرافق لهاته الآلة و بالله بالمناسبة آلة القصبة من أين أصلها ؟ تطلعش حتى هي مو ش متاعنا ؟ وما دامك ملم بالتفاصيل عن الآلات يا ريت توضحنا باقي الآلات كالبندير و الطبلة و الدربوكة على الأقل اللي يستعملوا فيهم الفنانين الشعبيين التوانسة , يظهرلي المزود من سكوتلاندا كان صدقني ربي و مشكور على المعلومة. مع تحيات العكاري ورد بالك تزعل راني نفدلك , هي تصبح على خير.

[عثمان دلباني]

الزكرة يا صديقي هي المسماة في بعض الدول العربية " الزرنة " او " المزمار البلدي " عند المصريين و هي آلة تركية الأصل وليست اندلسية و اصل الكلمة بالتركية " صورناي " وانتقلت الى شمال افريقيا مع العثمانيين . و الان وبعد طول المدة اصبحت من الآلات التقليدية التي تستعمل في الموسيقى الفلكلورية في دول كثيرة . في الجزائر مثلا هي آلة اساسية في الفلكلور السوفي - نسبة الى وادي سوف - و اشهر العازفين عليها الفنان عبد الله مناعي كما ان الأخوة المصريين يستعملونها بكثرة في الصعيد . تحياتي

[العكاري]

يعطيك الصحة يا سي عثمان هاهي طلعت معلومة الجبارية غالطة نولوش في حل و أربط ؟ يا سي الجبارية صحح معلوماتك يبارك فيك المسألة خطيرة راهي و عندك البخت بالي واسع واذا تمدنا بايضاحات أخرى على باقي الآلات يعيش خوي ثبت روحك و خوذ وقتك وما تغيس كان ما تقيس و الا نوكل عليك سي عثمان يواجهك أنا معلوماتي راهي محدودة في هذا المجال و فاقد الشئ لا يعطيه و موش عيب اللي ما يعرفش لكن العيب فلي يتعلط.
هي ان شاء الله ديم منورين و متعاونين حتى على معلومة بسيطة تخص الزكرة أنا اللي نعرفه :
يقولوا حطوا عربي و أوروبي كل واحد في غرفة بعيدة على الآخر و حظروا لكل واحد منهم برش خردة و طلبوا منهم باش يخترع كل واحد حاجة تفيد الناس و رجعولهم بعد شهر لقوا القاوري اخترع مذياع و العربي زكرة و الا هي قصبة كان صدقني ربي, قالوا............

[أبو بيرم]

صباح الخير سي عثمان
شكرا على هته المعلومات القيمة
نرجو أن تتحفنا بالفن الــســّــوفــي الأصيل من خلال عبد الله الــمــنــّــاعــي و أمثاله
في نفس السياق , سمعت منذ سنوات فنان من توزر يتقن السوفي إسمه " العرفاوي" على مل أظنّ
ما رأيك ؟
شكرا

[علي سعيدان]

تقديم لآلة القصبة
آلة الڤصبة آلة بدائية و بسيطة للغاية، و هي مصنوعة من القصب الأجوف ذو العقد المتفاوتة البعد بين 8 و 10 صم في حين يكون قطره الداخلي بين 25 و 30 مم.
يتم اختيار القصب حسب معرفة العازف و يكون عادة من القصب السميك و المتشبع بالماء، فيقع قصه عند بلوغه و اصفرار لونه و جفافه، و تكون القطعة المختارة ذات قطر قار على كل طولها. و لعل أحسن أنواع القصب هو ذو الأوراق المخططة بالبياض و التي لا ترتفع كثيرا طولا و تكون عقده ذات أبعاد متساوية أكثر ما يمكن.
أما طول القطعة فهو عادة يتراوح بين 70 و 90 صم. و تكون المرحلة الأولى بثقب العقد داخل القصبة باستعمال قضيب معدني قطره 6 مم يُحمى في النار و يولج داخل القصبة من الأعلى و من الأسفل لتصبح نافذة و يمر منها الهواء بكل سهولة.
بعد هذه العملية يتم إعداد فوهة النفخ بصورة يكون وضع الشفتين عليها مريحا لنفث الهواء جانبيا كي يحدث صفيرا نقيا و صقيلا. في هذه المرحلة يتم تحديد الطول النهائي للڤصبة بقص الزائد منها من الناحية السفلية، بالاعتماد على منزلة الصوت الذي تحدثه و هي بلا ثقب موضع الأنامل.
المرحلة الموالية هي الأكثر أهمِّية في إتمام العملية الوظيفية للڤصبة بتحديد مواضع الثقب الجانبية. و خلافا لآلة الناي التي بها 6 ثقب أمامية و ثقب خلفي ، فعدد ثقب الڤصبة 10 منها 6 للأنامل تليها 3 لوضع صمّام من الشمع يحدد حسب الطبقة الصوتية للمنشد، أما الثقب الأخير فهو في الأعلى يستعمل عندما تكون المنشدة امرأة نظرا لارتفاع طبقة صوتها.
تتم عملية الثقب بنفس القضيب للحصول على ثقب ذات قطر ب 6 مم. عند هذا الحد يمكن التعديل النهائي للڤصبة بقص ما زاد من طولها للحصول على آلة متناغمة العزف، و لا يمكن الحصول على هذه النتيجة إلا لدى الماهرين من الڤصّابة.
لكل ڤصّاب تقنياته و فنّياته لتهيئة آلته و عادة يسكب بعضهم زيت الزيتون داخل الڤصبة مع تمريرها على النار لليتشبّع الخشب به و هكذا تتم حمايته من رطوبة الهواء الصادر من الرئتين ، كما يزيد بعضهم قليلا من العسل لإعطاء الڤصبة حلاوة النغم حسب رأيهم.
تكون المرحلة الأخيرة تزين الڤصبة بنقشها بأداة حادة بأشكال و رسوم متعددة نجد فيها ما هو مستوحي من النسيج أو الخزف البربري أو الوشم التقليدي و غيرها من الأشكال.عند نهاية عملية النقش، يقع طلاؤها بقليل من الحنّاء السائلة أو الأصباغ المستعملة لخيوط الصوف في النسيج و خاصة منها العكري أو الخمري أو القرمزي.
و هكذا تتم عملية صنع الڤصبة ليصُحّ قول الغنّاي فيها:
يا ﭭصبة العود رني *** يا مخضبة بالحناني
يا دمعة العين هلي *** يا معذبة كل زاني
و هن (http://khilwelil.blogspot.com/2008/02/blog-post_456.html)ا رابط لاستماع صوت ركروكي بمصاحبة آلة القصبة

[DRAOUIL ABDOU]

تشير جلّ الدّراسات التّاريخية أن آلة "القصباية" أو "القصبه" التّي تنتمي إلى عائلة آلات النّفخ الهوائّية المفتوحة الطّرفين، هي من الآلات الموسيقيّة التّي عرفتها الأقوام القديمة منذ العصور الحجريّة شأنها شأن آلة النّاي والشبَّابة.
وهـذه الآلات التّي تعـتمد في نشـوئها على الخـامـات الطـبيعيّة كـالقصب أو العظم؛ مـوجودة منذ العـصور الحجـريّة في أكـثر الأقـطار وفي نفس الوقت لذا لا يمكن أن ننسب هذه الآلة إلى بلد معيّن، وهو ما أكّدته الآثار القديمة من نقوش ومنحوتات ورسوم. ودعَّمته بعض المراجع الأخرى حيث يرى الدكتور محمود قطاط أن "وجود هذه الآلة يعود إلى زمنٍ بعيدٍ جدًّا".
وهو ما يتوافق مع أندري شفنير ( (André Schaeffnerالذّي يرى أن الآلات المفتوحة الطرفين تعود إلى فترة بعيدة جدًّا إذ وجدت في عديد الحضارات بأشكال وأحجام وتسميات مختلفة وصنعت أيضا من مواد معدنيّة مختلفة "من بينها الذّهب والفضّة وكانت هذه الآلات المصنوعة من المادتين الأخيرتين مقتصرة على عازفي بلاط الملوك.
وقد وجدت في العراق، آثارٌ لوجود هذا النّوع من الآلات في عصر العبيد ( الألف الخامس قبل الميلاد). إذ عثر في المقبرة الملكية في أور على أجزاء من ناي أصلي مصنوع من الفضّة طوله 26.7 يحتوي على أربعة ثقب متساوية الأبعاد فيما بينها وناي آخر مصنوع من الفضّة أيضا ولكنّه ذو ثقب واحد.ويـعود زمن هذه الآثار إلى حوالي 2450 قبل الميلاد.
ولمزيد الاطلاعن أنظر:
- ابن خلدون، عبد الرحمان ابن محمد، المقدمة ، دار الفكر العربي للطباعة و النشر والتوزيع، بيروت، 1998، ص469.
-الحفني، محمود أحمد، علم الآلات الموسيقية، مطابع الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1987، ص.92.
- رشيد، صبحي أنور، الآلات الموسيقية في العصور الإسلامية، بغداد، دار الحرية للطباعة، 1975، ص.294.

) GUETTAT, Mahmoud, La musique classique du Magreb, Paris, Sindibad, 1980, p. 248.
( SCHAEFFNER, André, Origine des instruments de musique, Introduction ethnologique
à l'histoire de la musique instrumentale, Montons iditeur,Paris, Lahaye, new York, Réedition III, Instrument à Air, p.254.

[صالح المانسي]

لا أدري هل بعث هذا الركن من المنتدي للتعاليق وابداء الرأي ام لاضافة بعض الأعمال

أغنية لــفاطمة بـــوساحة " سعدي بالغائب طـــل "

[علي بن الحامدي]

السلام عليكم.
بالنسبة للصوت الصالحي هو من الطبوع المنتشرة بتونس من الشمال إلى الجنوب و بأشكال مختلفة كما يوجد بالجزائر.
يعتمد الغناء في هذا الطبع على الصوت المجرد بدون آلة كما يعتمد على آلة القصبة و الزكرة. إلا أني أسأل هنا هل أن كل أنواع القصبات تؤدي هذا النوع من الأصوات بنفس الطرب أم أن لكل نوع من القصبات نغمتها؟
علما و أن في تونس يوجد العديد من الأصوات المنتشرة في البلاد تعزف بآلتي القصبة و الزكرة و هي قريبة من الصالحي نذكر منها الصوت الشهيدي و الدبابي بتطاوين و الصوت الشراعبي بمارث من ولاية قابس.
و ربما أخرج هنا عن الموضوع لأوجه سؤالا للأخ عثمان دلباني عن آلة القصبة بالجزائر و أنواعها و كيفية صنعها أقصد أبعاد الثقوب و عددها مع أمثلة لبعض الطبوع الجزائرية.
مع الشكر.