waziza
16/11/2007, 13h57
بين الإحساس بالنغم وخروجه من القلب …. شعرة ….. (http://www.doroob.com/?p=599)
تأمل معي عزيزي القاريء هذه المقولة ( وما بين ما حس الغنا …. وما بين ما أقوله يتوه ) … أصبح كإنه كلام .. م اللي كتير غنوه … ومنين أجيب ناس لمعناة الكلام يتلوه ) .
لعلك تلحظ أيها القاري العزيز أن تلك الكلمات التي كتبت بعامية مصرية محضة تتكلم وتصف لحظة هامة جداً وتكاد تكون هي اللحظة الوحيدة ذات الأهمية القصوى في حياة كل مبدع سواء كان مبدعاً كلامياً أي شاعراً ( عامياً كان أو من شعراء الفصحي ) أو كان موسيقياً ملحناً أو موزعاً أو مؤلفاًَ أو عازفاً .
يقول الشاعر العامي الشهير في كلماته عبد الرحمن الأبنودي صاحب الكلمات السابقة وهو يصف لحظة الإحساس بإحساسه بالغناء أي اللحظة التي تسبق المخاض الفني لميلاد عمل جديد بل لميلاد إبداع حقيقي يقوم على الإحساس أولاُ قبل أن يقوم على الصنعة الفنية ، يصفها شاعرنا الأبنودي بقوله ( وما بين ما حس الغنا ) - ولاحظ عزيزي القاريء أنني أكتب الكلمات كطريقة نطقها بالعامية المصرية حتى تحس معي المعنى الذي أريد أن أوصله لك- ويكمل فيقول ( وما بين ما أقوله يتوه ) يا الله أقولها بحس عالي
كيف يستطيع المبدع أن يمسك بما يدور بداخله من إبداع – كيف يستطيع الملحن المبدع أن يسمع أولاً بداخله الموسيقى النابعة من ذاته من تكوينه من كيانه من ثقافته من موهبته كيف .. كيف يمسك بتلك النغمات ويخرجها من جوفه من أعماقه ؟ كيف ؟
صدقوني إنها للحظة مخاض حقيقية وهي صعبة جداً جداً جداً …. فإذا لم يوفق المبدع في تلك اللحظة في إخراج ما بداخله تاهت تلك النغمات بين حبكة الصنعة وروعة الموهبة …..
قصدت من كلامي السابق أن أدلل على أهمية اللحظات الإبداعية التي يتولد عنها أعمالاً راقية خالدة خلود الزمن والدليل على ذلك كثير من الأعمال الغنائية العربية الأصيلة التي أستطاع مبدعوها أن يمسكوا بتلابيب تلك اللحظة واستطاعوا أن يخرجوها من بين ضلوعهم أفكاراً موسيقية وجملاً لحنية إبداعية جميلة تركت الأثر عبر سنوات وسنوات من أعمال العظماء جميعاً أمثال محمد عبد الوهاب ، رياض السنباطي ، زكريا أحمد ، محمد القصبجي ، أحمد صدقي ، محمود الشريف ، علي إسماعيل ، سيد درويش ، بليغ حمدي ، سيد مكاوي ، فريد الأطرش ، محمد فوزي ، كارم محمود ، وكثيرين غيرهم مبدعين عن حق .
فهل يا ترى ما نسمعه اليوم من أغاني عربية من المحيط للخليج تسطيع عزيزي القاريء أن تلمح فيه شيئاً من التمسك بلحظة الحس بالغنا والإمساك بها قبل أن تتوه وسط الزحام الرهيب للألحان والأصوات والتوزيعات والإلكترونيات والإستديوهات الصوتية ذات الإمكانات الكمبيوترية والتقنية العالية التي تصنع بالعامية المصرية ( من الفسيخ شربات ) ؟
للأسف لا ألحظ إلا ما ندر عبر العشرات من قنوات الأغاني الفضائية بل قد تمر شهوراً لا نسمع فيها أي جملة ولو جملة لحنية واحدة تستطيع أن تدخل إلى وجدانك كمستمع وأن تبقى فيه ولو ليوم واحد .. لتكتشف بعد لحظات أنها طارت مع الريح لم تستقر في الوجدان . وهنا يبرز سؤال هام من وجهة نظري
لماذا استقرت أعمالاً مر عليها أكثر من خمسين عام بل بعضها مر عليها أكثر من سبعين لماذا استقرت هذه الأعمال في وجدان الملايين من البشر بينما أعمالاً أخرى تظهر اليوم ذات رونق وبريق وحركة ولا تستقر سوى بعض لحظات قصيرة .
وأعتقد أن الإجابة بسيطة وهي تتلخص في أن مبدعي تلك الأعمال لم يلمسوا بوجدانهم لحظة الإبداع التي تتولد بداخلهم أو لم يستطيعوا أن يفرقوا بين لحظة الإحساس بالغناء وبين لحظة خروجه من أعماق وجدانهم لأن بين تلك اللحظة والتي تليها شعرة رقيقة جداً .
وتلك الشعرة هي التي تبقي عملاً في وجدان المستمع لسنين عديدة أو تلغي أعمالاً من وجدان ملايين المستمعين في لحظات قليلة .
تأمل معي عزيزي القاريء هذه المقولة ( وما بين ما حس الغنا …. وما بين ما أقوله يتوه ) … أصبح كإنه كلام .. م اللي كتير غنوه … ومنين أجيب ناس لمعناة الكلام يتلوه ) .
لعلك تلحظ أيها القاري العزيز أن تلك الكلمات التي كتبت بعامية مصرية محضة تتكلم وتصف لحظة هامة جداً وتكاد تكون هي اللحظة الوحيدة ذات الأهمية القصوى في حياة كل مبدع سواء كان مبدعاً كلامياً أي شاعراً ( عامياً كان أو من شعراء الفصحي ) أو كان موسيقياً ملحناً أو موزعاً أو مؤلفاًَ أو عازفاً .
يقول الشاعر العامي الشهير في كلماته عبد الرحمن الأبنودي صاحب الكلمات السابقة وهو يصف لحظة الإحساس بإحساسه بالغناء أي اللحظة التي تسبق المخاض الفني لميلاد عمل جديد بل لميلاد إبداع حقيقي يقوم على الإحساس أولاُ قبل أن يقوم على الصنعة الفنية ، يصفها شاعرنا الأبنودي بقوله ( وما بين ما حس الغنا ) - ولاحظ عزيزي القاريء أنني أكتب الكلمات كطريقة نطقها بالعامية المصرية حتى تحس معي المعنى الذي أريد أن أوصله لك- ويكمل فيقول ( وما بين ما أقوله يتوه ) يا الله أقولها بحس عالي
كيف يستطيع المبدع أن يمسك بما يدور بداخله من إبداع – كيف يستطيع الملحن المبدع أن يسمع أولاً بداخله الموسيقى النابعة من ذاته من تكوينه من كيانه من ثقافته من موهبته كيف .. كيف يمسك بتلك النغمات ويخرجها من جوفه من أعماقه ؟ كيف ؟
صدقوني إنها للحظة مخاض حقيقية وهي صعبة جداً جداً جداً …. فإذا لم يوفق المبدع في تلك اللحظة في إخراج ما بداخله تاهت تلك النغمات بين حبكة الصنعة وروعة الموهبة …..
قصدت من كلامي السابق أن أدلل على أهمية اللحظات الإبداعية التي يتولد عنها أعمالاً راقية خالدة خلود الزمن والدليل على ذلك كثير من الأعمال الغنائية العربية الأصيلة التي أستطاع مبدعوها أن يمسكوا بتلابيب تلك اللحظة واستطاعوا أن يخرجوها من بين ضلوعهم أفكاراً موسيقية وجملاً لحنية إبداعية جميلة تركت الأثر عبر سنوات وسنوات من أعمال العظماء جميعاً أمثال محمد عبد الوهاب ، رياض السنباطي ، زكريا أحمد ، محمد القصبجي ، أحمد صدقي ، محمود الشريف ، علي إسماعيل ، سيد درويش ، بليغ حمدي ، سيد مكاوي ، فريد الأطرش ، محمد فوزي ، كارم محمود ، وكثيرين غيرهم مبدعين عن حق .
فهل يا ترى ما نسمعه اليوم من أغاني عربية من المحيط للخليج تسطيع عزيزي القاريء أن تلمح فيه شيئاً من التمسك بلحظة الحس بالغنا والإمساك بها قبل أن تتوه وسط الزحام الرهيب للألحان والأصوات والتوزيعات والإلكترونيات والإستديوهات الصوتية ذات الإمكانات الكمبيوترية والتقنية العالية التي تصنع بالعامية المصرية ( من الفسيخ شربات ) ؟
للأسف لا ألحظ إلا ما ندر عبر العشرات من قنوات الأغاني الفضائية بل قد تمر شهوراً لا نسمع فيها أي جملة ولو جملة لحنية واحدة تستطيع أن تدخل إلى وجدانك كمستمع وأن تبقى فيه ولو ليوم واحد .. لتكتشف بعد لحظات أنها طارت مع الريح لم تستقر في الوجدان . وهنا يبرز سؤال هام من وجهة نظري
لماذا استقرت أعمالاً مر عليها أكثر من خمسين عام بل بعضها مر عليها أكثر من سبعين لماذا استقرت هذه الأعمال في وجدان الملايين من البشر بينما أعمالاً أخرى تظهر اليوم ذات رونق وبريق وحركة ولا تستقر سوى بعض لحظات قصيرة .
وأعتقد أن الإجابة بسيطة وهي تتلخص في أن مبدعي تلك الأعمال لم يلمسوا بوجدانهم لحظة الإبداع التي تتولد بداخلهم أو لم يستطيعوا أن يفرقوا بين لحظة الإحساس بالغناء وبين لحظة خروجه من أعماق وجدانهم لأن بين تلك اللحظة والتي تليها شعرة رقيقة جداً .
وتلك الشعرة هي التي تبقي عملاً في وجدان المستمع لسنين عديدة أو تلغي أعمالاً من وجدان ملايين المستمعين في لحظات قليلة .