المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أوبريت زاوية الطفيلين


هامو
15/10/2007, 02h50
زاوية الطفيلين
أوبريت شعبية
غناء عصمت عبد العليم
و فؤاد شفيق
كتبها بيرم التونسي
اخراج عثمان أباظة
1956

abuhany
16/10/2007, 22h37
الحكاية اشتملت على قصة تتحدث عن خليفة لم يكن يعطي الشعراء في مقابل قصائدهم حتى خدعه ذلك البارع المسمى الأصمعي . من هذا المحتال البارع ؟ ليت الأعضاء الكرام يقدمون تعريفا به وبالزمن الذي عاش فيه وهل له علاقة بالطفيليين مثلا ؟

FAROUK_EL_SHAFEI
17/10/2007, 10h06
حكاية قصيدة الأصمعى التى حكى طرفا منها فؤاد شفيق - زعيم الطفيليين - فى ثنايا الأوبريت السابق ، والتى غنى عددا من أبياتها أيضا ، والتى مطلعها : " صوت صفير البلبل " ، هى قصة معروفة ومذكورة فى كتب الأدب العربى القديم ، ويسرنى أن أرفع القصة والقصيدة ، للطرافة واستكمالا للفائدة ، خاصة وأن هذه الكتب ليست متوفرة لدى معظم الإخوة الأعضاء .

من كتاب : إعلام الناس بما وقع للبرامكة مع بنى العباس ، تأليف : الإتليدى
طبعة الحلبى : 1351 هـ / 1933 م – ص : 57

خلافة أبي جعفر المنصور

قيل: إنه كان يحفظ الشعر من مرة، وله مملوك يحفظه من مرتين، وكان له جارية تحفظه من ثلاث مرات، وكان بخيلاً جداً حتى إنه كان يلقب بالدوانيقي لأنه كان يحاسب على الدوانيق، فكان إذا جاء شاعر بقصيدة قال له: إن كانت مطروقة بأن يكون أحد يحفظها أو أحد أنشأها: أي بأن كان أتى بها أحد قبلك، فلا نعطيك لها جائزة، وإن لم يكن أحد يحفظها نعطيك زنة ما هي مكتوبة فيه، فيقرأ الشاعر القصيدة فيحفظها الخليفة من أول مرة، ولو كانت ألف بيت، ويقول للشاعر اسمعها مني وينشدها بكمالها، ثم يقول له : هذا المملوك يحفظها، وقد سمعها المملوك مرتين، مرة من الشاعر ومرة من الخليفة فيقرؤها، ثم يقول الخليفة: وهذه الجارية التي خلف الستارة تحفظها أيضاً وقد سمعتها الجارية ثلاث مرات فتقرؤها بحروفها فيذهب الشاعر بغير شيء.

قال الراوي: وكان الأصمعي من جلسائه وندمائه فنظم أبياتاً صعبة وكتبها على قطعة عمود من رخام ولفها في عباءة وجعلها على ظهر بعير وغير هيأته في صفة أعرابي غريب وضرب له لثاماً ولم يبين منه غير عينيه، وجاء إلى الخليفة وقال: إني امتدحت أمير المؤمنين بقصيدة. فقال: يا أخا العرب إن كانت لغيرك لا نعطيك عليها جائزة وإلا نعطيك زنة ما هي مكتوبة عليه. فأنشد الأصمعي هذه القصيدة:

صوت صفير البلبل...................هيج قلبي الثمل
الماء والزهر معا.................مع زهر لحظ المقل
وأنت يا سيددلي.......................وسيدي وموللي
وكم وكم تيمني .........................غزيل عقيقلي
قطفت من وجنته....................باللثم ورد الخجل
وقلت بس بسبسني .....................فلم يجد بالقبل
وقال لا لا لللا ......................وقد غدا مهرولي
والخود مالت طربا................من فعل هذا الرجل
وولولت ولولةً ....................ولي ولي يا ويللي
فقلت لا تولولي .......................وبيني اللؤلؤلي
لما رأته أشمطا........................يريد غير القبل
وبعده ما يكتفي....................إلا بطيب الوصللي
قالت له حين كذا...................انهض وجد بالنقلي
وفتيةٍ سقونني..........................قهيوة كالعسللي
شممتها في أنفي.....................أزكى من القرنفل
في وسط بستان حلي ..............بالزهر والسروللي
والعود دندن دنلي..................والطبل طبطبطبلي
والرقص قد طبطبلي...............والسقف قد سقسقلي
شووا شووا وشاهشوا.............على ورق سفرجلي
وغرد القمري يصيح..................من ملل في مللي
فلو تراني راكباً......................على حمار أهزلي
يمشي على ثلاثة ......................كمشية العرنجل
والناس ترجمجملي..................في السوق بالقلقلي
والكل كعكع كعكع...................خلفي ومن حوللي
لكن مشيت هارباً ....................من خشية العقنقلي
إلى لقاء ملك...............................معظم مبجل
يأمر لي بخلعة........................حمراء كالدمدملي
أجر فيها ماشياً ............................مبغدداً للذيل
أنا الأديب الألمعي.............من حي أرض الموصل
نظمت قطعاً زخرفت.....................تعجز الادبللي
أقول في مطلعها................. صوت صفير البلبل

قال الراوي: فلم يحفظها الملك لصعوبتها، ونظر إلى المملوك وإلى الجارية فلم يحفظها أحد منهما فقال: يا أخا العرب هات الذي هي مكتوبة فيه نعطك زنته. فقال: يا مولاي إني لم أجد ورقاً أكتب فيه وكان عندي قطعة عمود رخام من عهد أبي ، وهي ملقاةٌ ليس لي بها حاجة، فنقشتها فيها.
فلم يسع الخليفة إلا أنه أعطاه وزنها ذهباً فنفد ما في خزينته من المال، فأخذه وانصرف، فلما ولى قال الخليفة: يغلب على ظني أن هذا الأصمعي، فأحضره وكشف عن وجهه. فإذا هو الأصمعي فتعجب منه ومن صنيعه وأجازه على عادته، قال: يا أمير المؤمنين، إن الشعراء فقراء وأصحاب عيال وأنت تمنعهم العطاء بشدة حفظك وحفظ هذا المملوك وهذه الجارية. فإذا أعطيتهم ما تيسر ليستعينوا به على عيالهم لم يضرك، انتهى.

مع خالص تحياتى
فاروق الشافعى