المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نزار قبانى


غازي الضبع
08/04/2007, 00h37
نزار قبانى

الشاعر الكبير نزار قباني
ولد نزار قباني سنة 1923
تخرج نزار قباني من كلية الحقوق بدمشق 1944 ، ثم التحق بالعمل الدبلوماسي ، وتنقل خلاله بين القاهرة ، وأنقرة ، ولندن ، ومدريد ، وبكين ، ولندن.
وفي ربيع 1966 ، ترك نزار العمل الدبلوماسي وأسس في بيروت دارا للنشر تحمل اسمه ، وتفرغ للشعر. وكانت ثمرة مسيرته الشعرية إحدى وأربعين مجموعة شعرية ونثرية، كانت أولها " قالت لي السمراء " 1944 .
نقلت هزيمة 1967 شعر نزار قباني نقلة نوعية : من شعر الحب إلى شعر السياسة والرفض والمقاومة ؛ فكانت قصيدته " هوامش على دفتر النكسة " 1967 التي كانت نقدا ذاتيا جارحا للتقصير العربي ، مما آثار عليه غضب اليمين واليسار معا.
من أشهر قصائده التي أعرفها له :
رسالة من تحت الماء
قارئة الفنجان
أيظن
أسألك الرحيلا
اختـــاري
حبيبتي والمطر
كلمــــات
هل عندك شك
ومن قصائده التي لا أعرفها :
أعنف حب عشته
مرحبا يا عراق
أحبك جدا
نهر الأحزان
إلى رجل
ماذا أقول له
سألت يوما عن أحلى كلمات سمعتها في حياتي - أي أحلى كلمات أغنية من وجهة نظري - ففكرت للحظات ثم استقر فكري على قصيدة رسالة من تحت الماء
إنه شاعر بمعنى الكلمة بل يجب أن توصف كلمة شاعر على أنها نزار قباني
غازي

غازي الضبع
08/04/2007, 00h48
غناء: ماجدة الرومي
كلمات : نزار قباني
لا أعرف من الملحن
كـلـمـات
يُسمعني.. حـينَ يراقصُني
كلماتٍ ليست كالكلمات
يأخذني من تحـتِ ذراعي
يزرعني في إحدى الغيمات
والمطـرُ الأسـودُ في عيني
يتساقـطُ زخاتٍ.. زخات
يحملـني معـهُ.. يحملـني
لمسـاءٍ ورديِ الشُـرفـات
وأنا.. كالطفلـةِ في يـدهِ
كالريشةِ تحملها النسمـات
يحمـلُ لي سبعـةَ أقمـارٍ
بيديـهِ وحُزمـةَ أغنيـات
يهديني شمسـاً.. يهـديني
صيفاً.. وقطيـعَ سنونوَّات
يخـبرني.. أني تحفتـهُ
وأساوي آلافَ النجمات
و بأنـي كنـزٌ... وبأني
أجملُ ما شاهدَ من لوحات
يروي أشيـاءَ تدوخـني
تنسيني المرقصَ والخطوات
كلماتٍ تقلـبُ تاريخي
تجعلني امرأةً في لحظـات
يبني لي قصـراً من وهـمٍ
لا أسكنُ فيهِ سوى لحظات
وأعودُ.. أعودُ لطـاولـتي
لا شيءَ معي.. إلا كلمات

غازي الضبع
08/04/2007, 14h45
سمعنا جميعا أن قصيدة قارئة الفنجان والتي تغنى بها العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ ولحنها الموسيقار محمد الموجي قد حدثت فيها بعض التغيرات وقد صرف عبد الحليم حافظ آلاف الجنيهات آنذاك لتعديل بعض الأبيات فيها ، والتي لم تكن تتفق مع الأغنية المصرية التي كان يغنيها العندليب ..
والآن أحب ان أقدم لكم القصيدة الأصلية دون تعديلات ..
ولنفكر جميعا ونتساءل .. هل كان العندليب على حق في تعديل الأبيات .. وهل كانت تصلح القصيدة دون التعديلات التي قام بها العبقري عبد الحليم حافظ .. ها هي القصيدة ولكم الحكم ..
قارئة الفنجان
جَلَسَت والخوفُ بعينيها
تتأمَّلُ فنجاني المقلوب
قالت:
يا ولدي.. لا تَحزَن
فالحُبُّ عَليكَ هوَ المكتوب
يا ولدي،
قد ماتَ شهيداً
من ماتَ على دينِ المحبوب
فنجانك دنيا مرعبةٌ
وحياتُكَ أسفارٌ وحروب..
ستُحِبُّ كثيراً يا ولدي..
وتموتُ كثيراً يا ولدي
وستعشقُ كُلَّ نساءِ الأرض..
وتَرجِعُ كالملكِ المغلوب

بحياتك يا ولدي امرأةٌ
عيناها، سبحانَ المعبود
فمُها مرسومٌ كالعنقود
ضحكتُها موسيقى و ورود
لكنَّ سماءكَ ممطرةٌ..
وطريقكَ مسدودٌ.. مسدود
فحبيبةُ قلبكَ.. يا ولدي
نائمةٌ في قصرٍ مرصود
والقصرُ كبيرٌ يا ولدي
وكلابٌ تحرسُهُ.. وجنود
وأميرةُ قلبكَ نائمةٌ..
من يدخُلُ حُجرتها مفقود..
من يطلبُ يَدَها..
من يَدنو من سورِ حديقتها.. مفقود
من حاولَ فكَّ ضفائرها..
يا ولدي ..
مفقودٌ.. مفقود

بصَّرتُ.. ونجَّمت كثيراً
لكنّي.. لم أقرأ أبداً
فنجاناً يشبهُ فنجانك
لم أعرف أبداً يا ولدي..
أحزاناً تشبهُ أحزانك
مقدُورُكَ.. أن تمشي أبداً
في الحُبِّ .. على حدِّ الخنجر
وتَظلَّ وحيداً كالأصداف
وتظلَّ حزيناً كالصفصاف
مقدوركَ أن تمضي أبداً..
في بحرِ الحُبِّ بغيرِ قُلوع
وتُحبُّ ملايينَ المَرَّاتِ...
وترجعُ كالملكِ المخلوع..

تحياتي واحترامي
غازي

ممدوح
09/04/2007, 22h46
ومع قصيدة "هوامش على دفتر النكسة"

أنعي لكم، يا أصدقائي، اللغةَ القديمه
والكتبَ القديمه
أنعي لكم..
كلامَنا المثقوبَ، كالأحذيةِ القديمه..
ومفرداتِ العهرِ، والهجاءِ، والشتيمه
أنعي لكم.. أنعي لكم
نهايةَ الفكرِ الذي قادَ إلى الهزيمه

2
مالحةٌ في فمِنا القصائد
مالحةٌ ضفائرُ النساء
والليلُ، والأستارُ، والمقاعد
مالحةٌ أمامنا الأشياء

3
يا وطني الحزين
حوّلتَني بلحظةٍ
من شاعرٍ يكتبُ الحبَّ والحنين
لشاعرٍ يكتبُ بالسكين

4
لأنَّ ما نحسّهُ أكبرُ من أوراقنا
لا بدَّ أن نخجلَ من أشعارنا

5
إذا خسرنا الحربَ لا غرابهْ
لأننا ندخُلها..
بكلِّ ما يملكُ الشرقيُّ من مواهبِ الخطابهْ
بالعنترياتِ التي ما قتلت ذبابهْ
لأننا ندخلها..
بمنطقِ الطبلةِ والربابهْ

6
السرُّ في مأساتنا
صراخنا أضخمُ من أصواتنا
وسيفُنا أطولُ من قاماتنا

7
خلاصةُ القضيّهْ
توجزُ في عبارهْ
لقد لبسنا قشرةَ الحضارهْ
والروحُ جاهليّهْ...

8
بالنّايِ والمزمار..
لا يحدثُ انتصار

9
كلّفَنا ارتجالُنا
خمسينَ ألفَ خيمةٍ جديدهْ

10
لا تلعنوا السماءْ
إذا تخلّت عنكمُ..
لا تلعنوا الظروفْ
فالله يؤتي النصرَ من يشاءْ
وليس حدّاداً لديكم.. يصنعُ السيوفْ

11
يوجعُني أن أسمعَ الأنباءَ في الصباحْ
يوجعُني.. أن أسمعَ النُّباحْ..

12
ما دخلَ اليهودُ من حدودِنا
وإنما..
تسرّبوا كالنملِ.. من عيوبنا

13
خمسةُ آلافِ سنهْ..
ونحنُ في السردابْ
ذقوننا طويلةٌ
نقودنا مجهولةٌ
عيوننا مرافئُ الذبابْ
يا أصدقائي:
جرّبوا أن تكسروا الأبوابْ
أن تغسلوا أفكاركم، وتغسلوا الأثوابْ
يا أصدقائي:
جرّبوا أن تقرؤوا كتابْ..
أن تكتبوا كتابْ
أن تزرعوا الحروفَ، والرُّمانَ، والأعنابْ
أن تبحروا إلى بلادِ الثلجِ والضبابْ
فالناسُ يجهلونكم.. في خارجِ السردابْ
الناسُ يحسبونكم نوعاً من الذئابْ...

14
جلودُنا ميتةُ الإحساسْ
أرواحُنا تشكو منَ الإفلاسْ
أيامنا تدورُ بين الزارِ، والشطرنجِ، والنعاسْ
هل نحنُ "خيرُ أمةٍ قد أخرجت للناسْ" ؟...

15
كانَ بوسعِ نفطنا الدافقِ بالصحاري
أن يستحيلَ خنجراً..
من لهبٍ ونارِ..
لكنهُ..
واخجلةَ الأشرافِ من قريشٍ
وخجلةَ الأحرارِ من أوسٍ ومن نزارِ
يراقُ تحتَ أرجلِ الجواري...

16
نركضُ في الشوارعِ
نحملُ تحتَ إبطنا الحبالا..
نمارسُ السَحْلَ بلا تبصُّرٍ
نحطّمُ الزجاجَ والأقفالا..
نمدحُ كالضفادعِ
نشتمُ كالضفادعِ
نجعلُ من أقزامنا أبطالا..
نجعلُ من أشرافنا أنذالا..
نرتجلُ البطولةَ ارتجالا..
نقعدُ في الجوامعِ..
تنابلاً.. كُسالى
نشطرُ الأبياتَ، أو نؤلّفُ الأمثالا..
ونشحذُ النصرَ على عدوِّنا..
من عندهِ تعالى...

17
لو أحدٌ يمنحني الأمانْ..
لو كنتُ أستطيعُ أن أقابلَ السلطانْ
قلتُ لهُ: يا سيّدي السلطانْ
كلابكَ المفترساتُ مزّقت ردائي
ومخبروكَ دائماً ورائي..
عيونهم ورائي..
أنوفهم ورائي..
أقدامهم ورائي..
كالقدرِ المحتومِ، كالقضاءِ
يستجوبونَ زوجتي
ويكتبونَ عندهم..
أسماءَ أصدقائي..
يا حضرةَ السلطانْ
لأنني اقتربتُ من أسواركَ الصمَّاءِ
لأنني..
حاولتُ أن أكشفَ عن حزني.. وعن بلائي
ضُربتُ بالحذاءِ..
أرغمني جندُكَ أن آكُلَ من حذائي
يا سيّدي..
يا سيّدي السلطانْ
لقد خسرتَ الحربَ مرتينْ
لأنَّ نصفَ شعبنا.. ليسَ لهُ لسانْ
ما قيمةُ الشعبِ الذي ليسَ لهُ لسانْ؟
لأنَّ نصفَ شعبنا..
محاصرٌ كالنملِ والجرذانْ..
في داخلِ الجدرانْ..
لو أحدٌ يمنحُني الأمانْ
من عسكرِ السلطانْ..
قُلتُ لهُ: لقد خسرتَ الحربَ مرتينْ..
لأنكَ انفصلتَ عن قضيةِ الإنسانْ..

18
لو أننا لم ندفنِ الوحدةَ في الترابْ
لو لم نمزّقْ جسمَها الطَّريَّ بالحرابْ
لو بقيتْ في داخلِ العيونِ والأهدابْ
لما استباحتْ لحمَنا الكلابْ..

19
نريدُ جيلاً غاضباً..
نريدُ جيلاً يفلحُ الآفاقْ
وينكشُ التاريخَ من جذورهِ..
وينكشُ الفكرَ من الأعماقْ
نريدُ جيلاً قادماً..
مختلفَ الملامحْ..
لا يغفرُ الأخطاءَ.. لا يسامحْ..
لا ينحني..
لا يعرفُ النفاقْ..
نريدُ جيلاً..
رائداً..
عملاقْ..

20
يا أيُّها الأطفالْ..
من المحيطِ للخليجِ، أنتمُ سنابلُ الآمالْ
وأنتمُ الجيلُ الذي سيكسرُ الأغلالْ
ويقتلُ الأفيونَ في رؤوسنا..
ويقتلُ الخيالْ..
يا أيُها الأطفالُ أنتمْ –بعدُ- طيّبونْ
وطاهرونَ، كالندى والثلجِ، طاهرونْ
لا تقرؤوا عن جيلنا المهزومِ يا أطفالْ
فنحنُ خائبونْ..
ونحنُ، مثلَ قشرةِ البطيخِ، تافهونْ
ونحنُ منخورونَ.. منخورونَ.. كالنعالْ
لا تقرؤوا أخبارَنا
لا تقتفوا آثارنا
لا تقبلوا أفكارنا
فنحنُ جيلُ القيءِ، والزُّهريِّ، والسعالْ
ونحنُ جيلُ الدجْلِ، والرقصِ على الحبالْ
يا أيها الأطفالْ:
يا مطرَ الربيعِ.. يا سنابلَ الآمالْ
أنتمْ بذورُ الخصبِ في حياتنا العقيمهْ
وأنتمُ الجيلُ الذي سيهزمُ الهزيمهْ...

m8utijkt
27/04/2007, 02h50
ممنوعةٍُ أنتِ من الدخول يا حبيبتيِ عليه
ممنوعةٍُ أن تلمسيِ الشراشف البيضاء
… أو أصابعي الثلجية
… ممنوعةٍُ أن تجلسيِ … أو تهمسيِ
أو تتركي يديكِ في يديه
ممنوعةٍُ أن تحملي من بيتنا المدينة
سرباً من الحمام
… أو فُلةً … أو وردةٍ جُورية
ممنوعةٍُ أن تحملي دُميةٍ أحضُنها
أو تقرأي لي قصة الأقزام
… والأميرة الحسناء … والجنية
ففي جناح مرضى القلب يا حبيبتي
يصادرون الحب والأشواق والرسائل السرية
… لا تشهقي
إذا قرأت الخبر المثير في الجرائد اليومية
قد يشعرُ الحصان بالإرهاق يا حبيبتي
حين يدق الحافرُ الأول في قلبي
والحافُر الآخر في المجموعةُ الشمسية
تماسكي … في هذه الساعات يا حبيبتي
فعندما يقرر الشاعرُ
أن يثقب بالحروف جلد الكُرة الأرضية
وأن يكون قلبه تفاحةٍ
يقضُمها الأطفالُ في الأزقة الشعبية
وعندما يحاول الشاعرُ أن يجعل من أشعارهَ
أرغفةٍ يأكلها الجياعُ للخبز وللحرية
فلن يكون الموت أمراً طارئاً
لأن من يكتب يا حبيبتي
يحملُ في أوراقه ذبحتهُ القلبية
أرجوك أن تتبسمي … أرجوك أن تتبسمي
يا نخلة العراق يا عصفورة الرصافة ألليليه
فذبحة الشاعر ليست أبداً قضية شخصيه
أليس يكفي أنني تركتُ للأطفال بعدي لغةٍ
وأنني تركتُ للعشاق أبجديه
أغطيتي بيضاء
والوقتُ والساعاتُ والأيامُ كلها بيضاءُ
فهل من الممكن يا حبيبتي
أن تضعي شيئاً من الأحمر فوق الشفة الملساء
فمنذ شهرٍ وأنا أحلمُ كالأطفال أن تزورني
فراشة كبيرةٌ حمراء
أطلب أقلاماً فلا يعطونُني أقلام
أطلب أيامي التي ليس لها أيام
أسألُهم برشامةً تدُخلني في عالم الأحلام
حتى حبوبُ النوم
قد تعودت مثلي على الصحو فلا تنام
إن جئتني زائرةٍ
فحاولي أن تلبسي العقود
والخواتم الغربية الأحجار
وحاولي أن تلبسي الغابات والأشجار
وحاولي أن تلبسي قبعةً
مفرحةً كمعرض الأزهار
فإنني سئمت من دوائر الكلس
ومن دوائر الحوار
ما يفعلُ المشتاق يا حبيبتي
في هذه الزنزانة الفردية
وبيننا الأبواب والحراسُ
والأوامُر العرفية
وبيننا أكثر من عشرين ألف سنةٍ ضوئية
ما يفعلهُ المشتاق للحُب
وللعزف على الأنامل العاجية
والقلبُ لا يزال في الإقامة الجبرية
… لا تشعري بالذنب يا صغيرتي
لا تشعري بالذنب
فإن كل امرأةٍ أحببُتها
قد أورثتني ذبحةً في القلب
وصيةُ الطبيب لي
أن لا أقول الشعر عاماً كاملاً
ولا أرى عينيك عاماً كاملاً
ولا أرى تحولات البحر في العين البنفسجية
الله … كم تضحكُني الوصية

ahmed alsebai
08/05/2007, 10h43
" ماذا أقول له..نزار قباني "
----------
ماذا أقول له لو جاء يسألني ** إن كنت أكرهه أو كنت أهواه
ماذا أقول إذا راحت أصابعه ** تلملم الليل عن شعري وترعاه
وكيف أسمح أن يدنو بمقعده ** وأن تنام على خصري ذراعاه
غدا إذا جاء أعطيه رسائله ** ونطعم النار أحلى ما كتبناه
حبيبتي .. هل أنا حقا حبيبته ** وهل أصدق بعد الهجر دعواه
أما انتهت من سنين قصتي معه ** ألم تمت كخيوط الشمس ذكراه
أما كسرنا كؤوس الحب من زمن ** فكيف نبكى على كأس كسرناه
رباه .. أشياؤه الصغرى تعذبني ** فكيف أنجو من الأشياء رباه
هنا جريدته في الركن مهملة ** هنا كتاب معا كنا قرأناه
على المقاعد بعض من سجائره ** وفى الزوايا بقايا من بقاياه
ما لي أحدق في المرآة أسالها ** بأي ثوب من الأثواب ألقاه
أأدعى أنني أصبحت أكرهه ** وكيف أكره من في الجفن سكناه
وكيف أهرب منه إنه قدري ** هل يملك النهر تغييرا لمجراه
أحبه لست أدرى ما أحب به ** حتى خطاياه ما عادت خطاياه
ألحب في الأرض بعض من تخيلنا ** لو لم نجده عليها لاخترعناه
ماذا أقول له لو جاء يسألني ** إن كنت أهواه..إني ألف أهواه

يوسف أبوسالم
15/02/2008, 10h42
أخي غازي
مساء الورد

نزار قباني
اسم لامع وغني عن التعريف
فقد انتشرت شهرته انتشار النار في الهشيم
في كافة أنحاء الوطن العربي ..وخصوصا بين أوساط الشباب من الجنسين..منذ صدور ديوانه الأول ( طفولة نهد ) ..وكانت دواوينه دائما تجد مكانا لها في الحقائب المدرسية
ولعل من أهم أسباب شهرته
1- اختراقه لتابوهات ممنوعة في الوطن العربي
2- أسلوبه السهل الممتنع ....فأنت حين تقرأه تظن أن بإمكانك أن تكتب مثله أو أحسن
ولكن ما أن تحاول حتى تجد نفسك في بحر لا قرار له
3- تطويعه للكلمة ..واستخدامه لكلمات متداولة ..وبسيطة ...
4- ظروفه ونشأته ووظيفته ..فقد كان من عائلة شامية شهيرة وميسورة ..وأتيح له العمل بالسلك الدبلوماسي
مما منحة ما يشبه التفرغ لشعره ..وكذلك أتاح له عمله التنقل المستمر بين عواصم العالم مما أثرى تجربته الشعرية إلى أبعد الحدود
وأشير هنا إلى نقطة هامة
أدت الشهرة الطاغية لهذا الشاعر وتهافت الملحنين على قصائده ..إلى التعتيم بقصد أو بدون قصد على شاعر كبير كبير..كان له قصب السبق في تطويع الكلمة ..والقصيدة الغنائية السلسة وهو الشاعر كامل الشناوي
فقبل أن يعرف الناس نزارا أو قبل أن تنتشر شهرته ...كانت نجاة الصغيرة تصدح ..بأروع قصائده وأروع قصائد الوجدان ..وهي ( لا تكذبي ) ...التي نالت شهرة فائقة
وربما تكون شهرة نزار ..واهتمام الوسط الإعلامي به وبشعره ..أثر بشكل أو بآخر على شارع مبدع هو ( فاروق جويدة ) ..طبعا مع ملاحظة فارق السن بينهما ..وطبيعة تجربة كل منهما
وما دمنا مع نزار ...فلا بد أن نذكر
أنه شاعر خلافي إلى أبعد الحدود ..فقد أقام الدنيا ولم يقعدها ..عندما نشر قصيدته ( هوامش على دفتر النكسة ) في أعقاب هزيمة 67 ...
وربما كان لمصرع زوجته العراقية بلقيس ..علاقة ما بشعره ..في تفجير للسفارة العراقية ..
لكنني سأعود إلى أشعاره الغزلية فأقول
أنه على الرغم من شهرته الطاغية ..لا يزال بحاجة إلى دراسات نقدية ..ودراسات مقارنة بهدف الوقوف على سلبيات وإيجابيات أشعاره
فالقارىء لشعر نزار الوجداني ..لا بد أن يلفت نظره أمر هام ..
وهو أنه في معظم أشعاره الوجدانية ..لم يحترم المرأة ..بالقدر الكافي ..رغم شهرته بأنه شاعر المرأة بلا منازع
فهو أمير ...وهي من عامة الناس
وهي تلاحقه أكثر مما يلاحقها
وهو سيبني أهراما من حلمات النساء
وهو محور أشعاره ..والمرأة تدور في فلك هذا المحور
وهو الرجل الشرقي بكل مفاهيمه الشرقية عن المرأة ولكنه ارتدى لباسا عصريا ..وتحدث بلغات أخرى
أقول ذلك وأنا من محبي أشعاره ..ومن الذين يستمتعون بإلقائه الجميل لأشعاره
أخي غازي
الحديث عن نزار يطول ..ويحتاج إلى وقفات عديدة ..ولكن هذا الملف الذي قمت بفتحه ونبش كنوزه واحد من أهم ملفات شعراء العرب..فألف شكر لك
وتحياتي

رائد عبد السلام
29/03/2008, 17h23
كل احترامي للموضوع الذي تنوي فتحه الأخت: مني القلب ..........ولكن ...!!
لا يوجد عربي لا يعرف نزار قباني ....فقصائده شاركتنا الوسائد منذ سنوات المراهقة ، وتفاعلنا معها في سنوات النضج....وهي موجودة في دواوينه المنتشرة شرقا وغربا ، بل ونحن نحفظ الكثير منها عن ظهر قلب ....فهل يحتاج نزار إلي عرض قصائده...؟؟!! ما رأي الشاعر الكبير كمال عبد الرحمن...العم ( سمعجي)؟؟

سمعجى
30/03/2008, 01h28
أخي الشاعر رائد ..

إعتقادي أن نزار قباني ، هو الإسم الأشهر في عالم الشِعر المعاصر..
و اعتقادي أيضاً أن شهرته تلك ، لا تعني أن عامة الناس قرأت له .. ربما تصادفَ للبعض أن قرأ له قصيدة أو اثنتين ، أو حتى ديواناً أو اثنين ، و لكن نزار له أكثر من 15 ديواناً ، و كل ديوانٍ يعبر عن مرحلةٍ من النضج الفني و الفكري للشاعر ، و أذكر منها :

- هكذا أكتب تاريخ النساء
- قصائد
- طفولة نهد
- كل عام و أنتِ حبيبتي
- أحبكِ و تأتي البقية
- حبيبتي
- مائة رسالة حب
- الرسم بالكلمات
- كتاب الحب
- أحلى قصائدي
- قالت لي السمراء
- الكتابة عمل إنقلابي
- بلقيس

أغلب الناس لم يعد يقرأ يا سيدي ، حتى لنزار ..
جَرِّب أن تستوقفَ أحدهم في الشارع لتسأله ، هل تعرف الشاعر نزار قباني ، سيقول لك :نعم .. إنه شاعر النساء ! و الذي غنى له كاظم الساهر ( إني خيرتِك فاختاري ، كل عام و انتِ حبيبتي ) !

مع تحياتي :emrose:

صلاح صدقي
30/03/2008, 16h24
شكراً.. لطوق الياسمين
وضحكت لي.. وظننت أنك تعرفين
معنى سوار الياسمين
يأتي به رجل إليك
ظننت أنك تدركين
وجلست في ركن ركين
تسرحين
وتنقطين العطر من قارورة و تدمدمين
لحناً فرنسي الرنين
لحناً كأيامي حزين
قدماك في الخف المقصب
جدولان من الحنين
وقصدت دولاب الملابس
تقلعين .. وترتدين
وطلبت أن أختار ماذا تلبسين
أفلي إذن ؟
أفلي أنا تتجملين ؟
ووقفت .. في دوامة الأوان ملتهب الجبين
الأسود المكشوف من كتفيه
هل ترتدين ؟
لكنه لون حزين
لون كأيامي حزين
ولبسته
وربطت طوق الياسمين
وظننت أنك تعرفين
معنى سوار الياسمين
يأتي به رجل إليك
..ظننت أنك تدركين
هذا المساء
بحانة صغرى رأيتك ترقصين
تتكسرين على زنود المعجبين
تتكسرين
وتدمدمين
قي أذن فارسك الأمين
لحناً فرنسي الرنين
لحناً كأيامي حزين

وبدأت أكتشف اليقين
وعرفت أنك للسوى تتجملين
وله ترشين العطور
وتقلعين
وترتدين
ولمحت طوق الياسمين
في الأرض .. مكتوم الأنين
كالجثة البيضاء
تدفعه جموع الراقصين
ويهم فارسك الجميل بأخذه
فتمانعين
وتقهقهين
لاشيء يستدعي انحناْك"
"..ذاك طوق الياسمين
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ..

منال
30/03/2008, 20h41
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
اختي العزيزة : منى القلب
يوجد هنا في الصفحه الثانيه من القسم موضوع مفتوح بإسم ( نزار قباني) ,وقد قام الاعضاء والزملاء مشكورين بنشر قصائده بين انزال ملفات صوتيه وقصائد كتابيه منقوله امتدت الى صفحات وصفحات
مارأي الاداره أن يتم الدمج حتى لا نقع في مطب التكرار؟
ثمّ بعد الدمج سيكون دافعاً الى اثراء هذا المكان بشعراروع وارق وابدع الشعراء ,,الذي اثرى خيالنا بالكثير من السيفونيات الرقيقه العذبه,,صحيح ان اسمه مشهور ولكننا قد نكون في بلد لا تتوفر فيه كل دواوينه مثل بلدي,,لذا ارجو الإفاضه والاستزداه ,, حتى يتسنى لنا رؤيه وقراءة كل اشعاره
ثمّ اطلب من الادباء والكتاب والشعراء في منتدانا الراقي,, ان يقوموا مشكورين بوضع اشعار نزار قباني على طاوله النقد والتحليل,اي دراسه نقديه الهدف منها الوقوف على شعره واخراج الدرر والمكنونات الغائبه عن اذهاننا وعقولنا .
لقد كان إلى شاعرنا المتميز: يوسف ابو سالم , وقفه مع شاعرنا نزار قباني, كانت وقفه رائعه جدا وتمنيت لو اكملها وافاض فيها
على العموم لي عوده اكيدة مع نزار قباني.
مع احترامي الشديد لك اختي العزيزه وأهلا مرحبا بك في بيتك وفي عائلة سماعي العريقه.
مع خالص تحياتي.

امين الفل
31/03/2008, 01h20
قصيدة في غاية الروعة و كلمات معبرة
* حبلــــــــــى *

لا تَمْتَقِعْ لا.. هي كِلْمَةٌ عَجْلى إنّي لأَشعُرُ أنّني حُبلى ..

وصرختَ كالمسلوعِ بي .. كَلاّ ..

سنُمَزِّقُ الطفلا .. وأخذْتَ تشتِمُني .. وأردْتَ تطردُني ..

لا شيءَ يُدهِشُني .. فلقد عرفتُكَ دائماً نَذْلا ..

وبعثتَ بالخَدَّامِ يدفعُني . .

في وحشةِ الدربِ يا مَنْ زَرَعتَ العارَ في صُلبي وكسرتَ لي قلبي ..

ليقولَ لي : ` مولايَ ليسَ هُنا .. ` مولاهُ ألفُ هُنا ..

لكنَّهُ جَبُنا .. لمّا تأكّدَ أنّني حُبلى ..

ماذا ؟ أتبصِقُني والقيءُ في حَلقي يدمِّرُني وأصابعُ الغَثَيانِ تخنقُني ..

ووريثُكَ المشؤومُ في بَدَني والعارُ يسحقُني ..

وحقيقةٌ سوداءُ .. تملؤني هي أنّني حُبلى ..

ليراتُكَ الخمسون .. تُضحكُني .. لمَن النقودُ .. لِمَنْ ؟

لتُجهِضَني ؟ لتخيطَ لي كَفَني ؟ هذا إذَنْ ثَمَني ؟

ثمنُ الوَفا يا بُؤرَةَ العَفَنِ . . أنا لم أجِئكَ لِمالِكَ النتِنِ . .

شكراً .. سأُسقِطُ ذلكَ الحَمْلا أنا لا أريدُ لهُ أباً نَذْلا ..

jevaramat
15/05/2008, 12h34
أبو جهل يشتري « فليت استريت »
1
هلِ اخْتفتْ من لندنٍ ؟
باصاتُها الجميلةُ الحمراءْ
وصارتْ النوقُ التي جئْنا بها من يَثْرِبٍ
واسِطةَ الركوبِ,
في عاصِمةِ الضبابْ ؟
2
تسرْبَ البدو إلي
قصر بَكِنْغهامَ
وناموا في سرير الملكةْ
والانجليزُ, لملموا تاريخهمْ ..
وانصرفوا ..
واحترفوا الوقوفَ ـ مثلما كنا ـ
على الأطلالِ ..
3
ها هم بنو تَغْلَبٍ ..
في (سوهو) ..
وفي (فيكتوريا) ..
يُشمْرون ذيلَ دَشْداشاتِهِمْ
ويرقصونَ الجَازْ ..
4
هلْ أصْبحت انْجلْترا ؟
تصحو على ثَرْثرةِ البدو ..
وسيمفونيةِ النِعالْ ؟
5
هلْ أصبحتْ انجلترا ؟
تمشي على الرصيفِ, بالخُفِّ .. وبالْعِقالْ ؟
وتَكْتبُ الخَطَّ منَ اليمينِ للشمالْ ..
سُبْحانهُ مُغيُّرُ الأحوال!!
6
عنترةٌ .. يبْحثُ طول الليلِ, عنْ رُوميَّةٍ
بيضاءَ كالزُبْدةْ ..
أو مَليسةِ الفخْذينِ .. كالهلالْ
يأْكُلها كبيضةٍ مَسْلوقةٍ
منْ غَيْرِ مِلْحٍ ـ في مدى دقيقةْ ـ
ويرْفعُ السروالْ!!
7
لمْ يبقَ في البارْكاتِ ..
لا بطٌ , ولا زهرٌ, ولا أعْشابْ
قد سَرَحَ الماعزُ في أرْجائِها
وفرَّتْ الطيورُ من سمائِها
وانْتصر الذبابْ ..
8
ها هُم بنو عبسٍ .. على مداخلِ الِمتْرو
يَعُبُّونَ كؤوسَ البيرةِ المُبَرَّدةْ ..
وينْهشونَ قطعةً ..
من نَهْدِ كلِّ سيدةْ ..
9
هلْ سَقطَ الكبارُ من كُتَّابنا
في بورصةِ الريالْ ؟
هل أصْبحتْ انجلترا عاصمةَ الخلافةْ ؟
وأصبح البترولُ يمشي ملكاً ..
في شارعِ الصحافةْ ؟
10
جرائدٌ ..
جرائدٌ ..
جرائدْ ..
تنتظر الزبونَ في ناصيةِ الشارعِ,
كالبَغايا ..
جرائدٌ, جاءتْ إلي لندنَ,
كيْ تُمارسَ الحريةْ ..
تحولتْ ـ على يدِ النِفْط ـ
إلي سبايا ..
11
جِئْنا لأوروبا ..
لكي نَشْربَ منْ منابعِ الحضارَةْ
جئنا .. لكيْ نبحثَ عن نافذةٍ بحْريةٍ
مِنْ بَعدِ ما سدوا علينا عنقَ المحارةْ
جئنا .. لكي نكتبَ حُرياتِنا
منْ بَعْدِ أنْ ضاقَتْ على أجْسادنا العبارةْ
لكننا .. حينَ امْتلكنا صُحُفاً,
تحولتْ نصوصُنا
إلي بيانٍ صادرٍ عَنْ غُرْفَةِ التجارةْ ..
12
جِئْنا لأوروبا
لكَيْ نَسْتَنْشِقَ الهَواءْ
جئنا .. لكَيْ نَعْرفَ ما ألْوانُها السَماءْ ؟
جئْنا .. هُروباً منْ سِياطِ القَهْرِ, والقَمْعِ,
ومنْ أذَى داحِسَ والْغَبْراءْ ..
لكنْنا .. لمْ نَتَأمَّلْ زَهْرةً جميلةْ
ولمْ نُشاهِدْ مَرَّةً, حَمامَةً بيضاءْ
وظَلَّتِ الصَّحْراءُ في داخِلنا ..
وظلَّتِ الصَّحراءْ ..
13
مِنْ كُلِّ صَوبٍ .. يهْجُمُ الجَرادْ
ويَأْكُلُ الشِّعْرَ الذي نَكْتبهُ ..
ويشْربُ المدادْ
من كلِّ صوبٍ ..
يهجمُ (الايدزُ) على تاريخنا
ويحصدُ الأرواحَ, والأجسادْ
من كلِّ صوبٍ ..
يُطْلقونَ نِفْطَهُمْ علينا
ويَقْتُلونَ أجْملَ الجيادْ ..
فكاتبٌ مُدَجَّنٌ ..
وكاتبٌ مُسْتَأْجَرٌ ..
وكاتبٌ يُباعُ في المزَادْ
هلْ صارَ زيتُ الكازِ في بلادنا مُقدَّساً ؟
وصارَ للْبِتْرولِ في تاريخِنا, نُقْادْ ؟
14
للواحدِ الأَوْحَدِ .. في عَلْيائِهِ
تَزْدانُ كلُّ الأَغْلفَةْ ..
وَتُكْتبُ المدائِحُ المُزَيَّفةْ ..
ويزْحفُ الفِكْرُ الوصُوليُّ على جَبينِهِ
ليَلْثُمَ العَباءَةَ المُشَرَّفةْ ..
هلْ هذهِِ صحافةٌ ..
أمْ مكْتبٌ للصَّيْرفَةْ ؟
15
كلُ كلامٍ عِندهُمْ , مُحَرَّمٌ
كلُّ كتابٍ عندهمْ, مَصْلوبْ
فكيفَ يسْتوعبُ ما نكْتُبهُ ؟
منْ يقْرأُ الحروفَ بالمقلوبْ!!
16
على الذي يُريدُ أنْ يفوزَ
في رِئاسةِ التَّحْريرْ ..
عَليهِ .. أنْ يبوسَ رُكْبةَ الأمير ..
عليهِ .. أنِْ يمْشي على أَرْبعةٍ
كيْ يَرْكبَ الأمير!!
17
لا يَبْحثُ الحاكِمُ في بلادِنا
عنْ مُبْدعٍ ..
وإنْما يبْحثُ عن أجيرْ ..
18
يُعْطي طويلَ العُمْرِ .. للصَّحافةِ المُرْتَزِقَةْ ..
مَجْموعةً منَ الظُروفِ المُغْلقَةْ ..
وبَعْدها ..
يَنْفجِرُ النباحُ ..
والشَّتائِمُ المُنسَّقَةْ ..
19
ما لِلْيساريْينِ مِنْ كُتَّابنا ؟
قدْ تَركوا ( لينينَ ) خَلْفَ ظَهْرِهِمْ
وقرْرَوا .. أنْ يَرْكبوا الجِمَالْ!!
20
جِئْنا لأوروبَّا ..
لكَيْ نَنْعمَ في حُرِّيْةِ التَّعْبيرْ
ونَغْسلَ الغُبارَ عنْ أجْسادِنا
ونَزْرعَ الأَشْجارَ في حَدائِقِ الضَّميرْ
فكَيفَ أصْبحْنا, مَعَ الأيام ,
طَبَّاخينَ .. في مَضَافَةِ الْإسْكَنْدرِ الكبيرْ ؟؟
21
كُلُّ العصافيرِ التي
كانتْ تَشُقُّ زُرْقةَ السَّماءِ,
في بَيروتَ ..
وتَمْلأُ الأشْجارَ والبَيَادِرْ ..
قَدْ أحْرقَ البِتْرولُ كِبْرياءَها
وريشَها الجَميلَ .. والْحَناجِرْ ..
فَهْيَ على سُقُوفِ لنْدنٍ ..
تَموتْ ..
22
يَسْتعْمِلونَ الكاتِبَ الأخَيرَ .. في أَغْراضِهِمْ
كَرَبْطَةِ الحِذاءْ ..
وعِنْدما يَسْتَنْزفونَ حِبْرَهُ ..
وفِكْرَهُ ..
يَرْمونَهُ في الرِّيحِ, كَالأَشْلاءْ ..
23
هذا لهُ زاويةٌ يَوْميَّةٌ ..
هذا لهُ عَمودْ ..
والفارِقُ الوَحيدُ, فيما بَيْنهُمْ
طَريقةُ الرُّكوعِِ ..
والسُّجودْ ..
24
لا تَرْفَعِ الصَّوْتَ .. فأَنْتَ آمِنْ
ولا تُناقِشْ أبداً مُسدَّساً ..
أو حاكِماً فَرْداً ..
فَأَنْتَ آمِنْ ..
وكُنْ بلا لَوْنٍ, ولا طَعْمٍ, ولا رائِحَةٍ ..
وكُنْ بلا رَأْيٍ ..
ولا قَضِيَّةٍ كُبْرى ..
فَأَنْتَ آمِنْ ..
واكْتُبِ الطَّقْسَ,
وعَنْ حُبوبِ مَنْعِ الحَمْلِ ـ إنْ شِئْتَ ـ
فأنْتَ آمِنْ ..
هذا هُوَ القانونُ في مَزْرعةِ الدَواجِنْ ..
25
كَيْفَ تُرى, نُؤَسِّسُ الكِتابةْ ؟
في مِثْلِ هذا الزَمَنِ الصَّغيرْ
والرَّمْلُ في عُيونِنا
والشَّمْسُ مِنْ قَصْديرْ
والكاتِبُ الْخَارِجُ عنْ طاعَتِهمْ
يُذْبَحُ كَالبَعيرْ ..
26
أيا طويلَ العُمْرِ:
يا منْ تَشْتري النساءَ بالأرطالْ ..
وتَشْتري الأقْلامَ بالأرْطالْ ..
لسْنا نريدُ أي شيءٍ منكَ ..
فانْكَحْ جواريكَ كما تريدُ ..
واذبَحْ رعاياكَ كما تريدُ ..
وحاصِرِ الأمَّةَ بالنارِ .. وبالحديدْ ..
لا أحدٌ ..
يريدُ منكَ ملْكَكَ السَّعيدْ ..
لا أَحدٌ يريدُ أن يَسْرقَ منكَ جِبَّةَ الخِلافةْ ..
فاشْرب نبيذَ النفطِ عن آخرهِ ..
واتركْ لنا الثقافةْ ..

jevaramat
15/05/2008, 12h37
أبي
أمــــــاتَ أبـــــوكَ ؟ ضـلالٌ ..
أنـــــــــا لا يمـــــوتُ أبي ..

ففـــــــــي البيـــــــتِ منـــــهُ
روائــــحُ ربٍّ .. وذِكْــرَى نَبِي

هُنـــــا ركنُهُ .. تلكَ أشيــــاؤهُ
تَفَتَّـــــقُ عن ألفِ غُصنٍ صبـــي

جريدتُهُ ، تَبغُــــهُ ، مُتَّكـــــاهُ
كأنَّ أبـــي ـ بَعْـــدُ ـ لَمْ يَذْهَـبِ

وصَحْنُ الرَّمـــادِ .. وفنجــــانُهُ
على حالهِ .. بعـدُ لم يُشـــرَبِ

ونَظَّارَتَاهُ .. أَيَسْـــلُو الزُجَـــاجُ
عيــــــوناً أشـــفَّ منَ المغــربِ

بقاياهُ، في الحُجُـراتِ الفِســــاحِ
بقايـــــا النُّســــورِ على المَلْعَبِ

أَجُولُ الزوايــا عليـــه ، فحيثُ
أمُــــرُّ .. أمُــــــرُّ على مُعْشِبِ

أشدُّ يديـــهِ .. أميـــلُ عليـــــهِ
أصـلّي علـــى صـــــدرهِ المُتعَبِ

أبي .. لم يزلْ بينَنا ، والحديث
حديثُ الكــؤوسِ على المَشــرَبِ

يسامرُنا ، فالــدَّوالي الحُبَــــالَى
تَوالَــــدُ مِـــن ثغـــــرِهِ الطيّبِ

أبي خَبَــراً كــــانَ مـــن جنّـــةٍ
ومعــنى من الأرحَــبِ الأرحبِ

وَعَيْنا أبي .. ملْجَـأٌ للنُجـــــومِ
فهلْ يذكرُ الشــرقُ عينَيْ أبي ؟

بذاكرةِ الصّيفِ مـــن والــــــدي
كـــرومٌ ، وذاكــــرةُ الكـــوكبِ

أبي يا أبي .. إنَّ تاريخَ طيــــبٍ
وراءكَ يمشـــي ، فلا تتعــــبِ

على اســـمكِ نَمْضي ، فمن طيّبٍ
شهيِّ المجـــــاني ، إلي أطيَبِ

حَمَلْتُكَ في صَــحْوِ عينيَّ .. حتّى
تهيّأَ للنـاسِ أنّــــــي أبـــــــي

أشيلُكَ حتّى بنبـــــرةِ صـــــوتي
فكيفَ ذهبتَ .. ولا زلتَ بي ؟

إذا فُلَّةُ الـــــدارِ أعطتْ لَدَينـــــا
ففي البيـــتِ ألــفُ فــمٍ مُذهَبِ

فَتَحنـــا لتَمّــــــوزَ أبوابَنـــــــا
ففي الصيفِ لا بُدَّ يأتــي أبـــي

jevaramat
15/05/2008, 12h38
أحزان أندلسية
كَتبْتِ لي يا غَاليةْ ..
كتبتِ تسألينَ عن إسبانيةْ ..
عن طارقٍ، يفتحُ باسمِ الله دُنْيا ثانيةْ ..
عنْ عُقْبةَ بْنَ نافعٍ
يَزْرعُ شَتْلَ نَخلةٍ ..
في قلبِ كلِّ رابيةْ ..
سألتِ عن أميةٍ ..
سألتِ عن أميرِها مُعاويةْ ..
عَنِ السَّرايا الزَّاهيةْ ..
تحملُ من دمشقَ .. في رِكابِها
حضارةً وعافيةْ ..
لم يبقَ في إسبانيةْ ..
منّا، ومن عصورنا الثمانيةْ ..
غيرُ الذي يبْقى من الخمرِ،
بجوف الآنيةْ ..
وأَعْيُنٍ كبيرةٍ .. كبيرةٍ
ما زال في سَوَادِها ينامُ ليلُ الباديةْ ..
لمْ يَبْقَ منْ قرطبةٍ
سوى دموعُ المئذناتِ الباكيةْ ..
سوى عبيرِ الوُرودِ، والنارِنْجِ والأَضَاليَةْ ..
لم يَبْقَ منْ وَلَّادةٍ ومن حكايا حُبها ..
قافيةٌ ولا بقايا قافيةْ ..
لم يبقَ من غَرْناطةٍ
ومن بني الأحمر ..
إلا ما يقول الرَّاويةْ ..
وغيرُ " لا غالبَ إلا الله"
تلقاك في كلِّ زاويةْ ..
لم يبقَ إلا قصرُهمْ
كامرأةٍ من الرخامِ عاريةْ ..
تعيشُ ـ لا زالتْ ـ على
قصَّةَ حُبٍّ ماضيةْ ..
مَضَتْ قرونٌ خمسةٌ
مذ رحلَ " الخليفةُ الصغيرُ"
عن إسبانيةْ ..
ولمْ تَزَلْ أحْقادُنا الصَّغيرةُ ..
كما هيَ ..
ولم تزلْ عقليةُ العشيرةِ
في دَمنا كما هيَ
حوارُنا اليوميُّ بالخناجرِ ..
أفكارُنا أشبهُ بالأظافرِ
مَضت قرونٌ خمسةٌ
ولا تزالُ لفْظةُ العُروبةِ ..
كزَهْرةٍ حزينةٍ في آنيةْ ..
كطفلةٍ جائعةٍ وعاريةْ ..
نَصْلبُها على جِدارِ الحِقْدِ والْكَرَاهيةْ ..
مَضَتْ قُرونٌ خَمْسةُ .. يا غاليةْ ..
كَأنْنا ..
نَخْرُجُ هذا اليومَ مِنْ إِسْبانيةْ ..

jevaramat
15/05/2008, 12h43
أحمر .. أحمر .. أحمر
1
لا تُفكْرْ أبداً .. فالضوْءُ أحْمَرْ
لا تُكلّمْ أحداً .. فالضوْءُ أحْمَرْ
لا تُجادلْ في نصوصِ الفِقْهِ ، أو في النَحْوِ ، أو في الصّرْفِ ،
أو في الشِّعْرِ ، أو في النثرِ ،
إن العَقْلَ ملْعونٌ ، ومَكْروهٌ ، ومُنْكَرْ ..
2
لا تُغادِرْ قُنَّكَ المَخْتومَ بالشَّمْعِ ،
فإنَّ الضَّوْءَ أحْمَرْ
لا تُحِبَّ امرأةً .. أو فأْرةً
إنَّ ضوْءَ الحبِّ أحْمَرْ
لا تُضاجِعْ حائِطاً ، أو حجَراً ، أو مَقْعَداً ..
إنَّ ضوْءَ الجِنْسِ أَحْمَرْ ..
ابْقَ سِرِّيْاً ..
ولا تَكشِف قراراتِكَ حتى لذبابَهْ ..
ابْقَ أمِّيْاً .. ولا تدْخل شريكاً في الزنا أو في الكتابَةْ ..
فالزنا في عصرنا أهْوَنُ مِنْ جُرْمِ الكِتابَةْ ..
3
لا تُفَكِّرْ بعصافيرِ الوَطَنْ
وبأشجارِ الوَطَنْ ، وأنهارِ ، وأخْبارِ الوَطَنْ
لا تُفَكِّرْ بالذينَ اغتصبوا شَمْسَ الوَطَنْ
إنَّ سيفَ القَمْعِ يأتيكَ صباحاً
في عناوينِ الجريدَةْ ..
وتفاعيلِ القصيدةْ ..
وبقايا قَهْوَتِكْ
لا تَنَمْ بينَ زراعَيْ زَوْجَتِكْ
إنَّ زوارَكَ عنْدَ الفَجْرِ ..
موجودون تَحْتَ الكَنَبَةْ ..
4
لا تُطالِعْ كتاباً في النَقْدِ أو في الفَلْسَفَةْ ..
إنَّ زوارَكَ عنْدَ الفَجْرِ ..
مزروعونَ ، مثْلَ السوسِ ، في كُلَِ رفوفِ المَكْتبةْ ..
ابْقَ في برميلِكَ المملوءِ نمْلاً .. وبعوضاً .. وقمامةْ
ابْقَ من رِجْلَيْكَ مشنوقاً إلي يوْمِ القيامةْ
ابْقَ من صوْتِكَ مشنوقاً إلي يوْمِ القيامةْ
ابْقَ مِنْ عَقْلِكَ مشنوقاً إلي يوْمِ القيامةْ
ابْقَ في البرميلِ حتى لا تري
وجْهَ هذي الأمَّة المُغْتصَبَةْ ..
5
أنتَ لو حاوَلتَ أن تَذهبَ للسلطانِ ،
أو زوجَتِهِ ، أو صِهْرِهِ المسئولِ عنْ أمْنِ البلادْ
والذي يأْكُلُ أسْماكاً .. وتُفَّاحاً .. وأطفالاً ..
كما يأْكُلُ منْ لَحْمِ العبادْ ..
لوجَدْتَ الضوْء أحْمَرْ ..

يتبع >>>>>

jevaramat
15/05/2008, 12h44
>>> تكملة

6
أنتَ لو حاولْتَ أن تقْرأَ يوماً
نشْرَةَ الطَقْسِ ، وأسماءَ الوفيَّاتِ ، وأخبارَ الجرائِمْ
لَوَجَدْتَ الضَوْءَ أحْمَرْ ..
أنْتَ لو حاوَلْتَ أنْ تسْألَ عن سعْرِ دواء الربْوِ ..
أو أحذيَةِ الأطفالِ .. أو سِعْرِ الطماطِمْ ..
لَوَجَدْتَ الضَوْءَ أحْمَرْ ..
أنْتَ لوْ حاوَلْتَ أن تقْرأَ يوماً صَفْحَةَ الأبراجِ ..
كي تَعْرِفَ ما حَظُّكَ قَبْلَ النِفْطِ ، أو حظَّكَ بَعْدَ النِفْطِ ..
أو تَعْرِفَ ما رَقَمُكَ بينَ طوابيرِ البهائِمْ ..
لَوَجَدْتَ الضَوْءَ أحْمَرْ ..
7
أنْتَ لو حاوَلْتَ أن تبْحَثَ عنْ بيتٍ منَ الكَرْتونِ يَأْويكَ ..
أو سيدةٍ ـ من بقايا الحرب ـ ترضي أنْ تُسلِّكَ ..
وعَنْ نَهْديْنِ مَعْطوبَيْنِ .. أو ثلاجَةٍ مُسْتَعْمَلَةْ ..
لَوَجَدْتَ الضَوْءَ أحْمَرْ ..
أنتَ لو حاوَلْتَ أن تَسألَ أسْتاذَكَ في الصفِّ .. لماذا ؟
يتسلي عربُ اليوْمِ بأخْبارِ الهزائِمْ ،
ولماذا عَرَبُ اليوْمِ زجاجٌ فوقَ بعْضٍ يتَكَسَّرْ ؟
لَوَجَدْتَ الضَوْءَ أحْمَرْ ..
8
لا تُسافِرْ بجوازٍ عربيٍّ ..
لا تُسافِرْ مَرَّةً أخْرى لأوروبا ..
فأوروبا ـ كما تَعْلَمُ ـ ضاقتْ بجَمْعِ السُفَهاءْ
أيها المنبوذُ ، والمشبوهُ ، والمطرودُ منْ كلِّ الخرائِطْ
أيها الديكُ الطَعينُ الكِبْرياءْ ..
أيها المَقتولُ من غيْرِ قتالٍ
أيها المذبوحُ من غيْرِ دماءْ
لا تُسافِرْ لبلادِ اللهِ .. إنَّ اللهَ لا يرْضي لقاءَ
الجُبناءْ ..
9
لا تُسافِرْ بجوازٍ عربيٍّ ..
وانتَظِرْ كالجِرْذِ في كلِّ المَطاراتِ .. فإنَّ الضوْءَ أحْمَرْ
لا تَقُلْ باللغةِ الفُصْحى : أنا مروانُ .. أو عدنانُ ..
أو سَبْحانُ ..
للبائِعَةِ الشَّقْراءَ في " هارودْز "
إنَّ الاسْمَ لا يعني لها شيْئاً
وتاريخُكَ ـ يا مولايَ ـ تاريخٌ مُزَوَّرْ ..
10
لا تُفاخِرْ ببطولاتِكَ في " الليدو " ..
فسوزانُ .. وجانينُ .. وكوليتُ ..
وآلافُ الفِرنْسياتِ لمْ يَقْرأْنَ يوماً ..
قصَّةَ الزيرِ وَعنْتَرْ !!
أنتَ تبدو مُضْحِكاً في ليلِ باريسَ ..
فَعُدْ فوراً إلي الفُنْدُقِ .. إنَّ الضوْءَ أحْمَرْ ..
11
لا تُسافِرْ بجوازٍ عربيٍّ ..
بينَ أحياءِ العرَبْ
فهُمْ من أجلِ قِرشٍ يقْتُلونَكْ ..
وهُمُ ـ حينَ يجوعونَ مساءً ـ يأكُلونَكْ
لا تكُنْ ضيْفاً علي حاتِمِ طيٍّ
فَهْوَ كَذَّابٌ .. ونَصَّابٌ ..
فلا تَخْدَعْكَ آلافُ الجواري ..
وصناديقُ الذّهَبْ ..
12
يا صديقي :
لا تَسِرْ وَحْدَكَ ليلاً ..
بينَ أنيابِ العَرَبْ ..
أنْتَ في بيتِكَ مَحْدودُ الإقامَةْ ..
أنتَ في قوْمِكَ مَجْهولُ النَّسَبْ ..
يا صديقي :
رَحِمَ اللهُ العَرَبْ !!!

jevaramat
25/05/2008, 00h12
آخرُ عُصْفورٍ يخرج من غرناطة
1
عيناكِ .. آخرُ مَرْكبَيْنِ يُسافِرانِ
فَهَلْ هُنالِكَ مِنْ مَكانْ ؟
إني تَعبْتُ منَ التَّسَكُّعِ في محطَّات الجنونِ
وما وَصلتُ إلي مكان ..
عيناكِ آخرُ فرصتينِ مُتاحَتيْنِ
لمَنْ يُفَكِّرُ بالهُروبْ ..
عيناكِ آخرُ ما تَبَقّي من عصافيرِ الجنوبْ
عيناكِ آخرُ ما تبَقي من نجومِ الصيفِ
آخرُ ما تبقي من حشيشِ البحْرِ ،
آخر ما تبقي من حُقُولِ التَّبْغِ ،
آخر ما تبقي من دموعِ الأُقْحُوانْ
عيناكِ .. آخر زّفَّةٍ شَعْبيَّةٍ تجري
وآخرُ مَهْرجانْ ..
2
عيناكِ .. آخرُ ما تبقي من تراث العِشْقِ ،
آخرُ ما تبَقّي من مكاتيبِ الغرامْ
ويداكِ .. آخر دفتريْنِ من الحريرِ ..
عليهما ..
سجَّلْتُ أحلي ما لدي من الكلامْ
العشْقُ يكويني ، كلوح التوتياءِ ،
ولا أذوبْ ..
والشِّعْرُ يطْعنُني بخِنْجَرهِ ..
وأرفضُ أن أتوبْ ..
إني أُحبُّكِ ..
يا التي اخْتَزَنَتْ بعيْنَيْها بُحيْراتِ الجنوبْ
ظلّي معي ..
حتى يظلَّ البحرُ مُحْتَفظاً بزُرْقتِهِ
ويبقي الخوخُ مُحْتَفظاً بنكهتهِ ،
ويبقي وجهُ فاطمةٍ
يُحلِّقُ كالحمامةِ تحتَ أضواءِ الغُروبْ
ظلِّي معي .. فلَرُبَّما يأتي الحُسينُ
وفي عباءتهِ الحمائِمُ ، والمباخِرُ ، والطُّيوبْ
ووراءهُ تمشي المآذنُ ، والرُّبي
وجميعُ ثوارِ الجنوبْ ..
3
عيناكِ آخرُ ساحِليْنِ منَ البنَفسجِ
والعواصفُ مزَّقتني
فكَّرْتُ أنَّ الشعرَ يُنقذني ..
ولكنَّ القصائدَ أغْرقتني ..
فكَّرْتُ أنَّ الحبَّ يمكنُ أن يُلَمْلِمَني
ولكنَّ النساءَ تقاسَمَتني
أحبيبتي :
أُعجوبةٌ أنْ ألتقي امرأةً بهذا الليلِ ،
ترضي أن تُرافِقني ..
وتَغْسِلَني بأمْطارِ الحنانْ
أُعجوبةٌ أنْ يَكْتُبَ الشُّعراءُ في هذا الزمانْ
أعجوبةٌ أنَّ القصيدةَ لا تزالُ
تمرُّ منْ بينِ الحرائِقِ والدُخانْ
أعجوبةٌ أنَّ القصيدةَ لا تزالُ
تَنُطُّ من فوقِ الحواجزِ ، والمَخافِرِ ، والهزائمِ ،
كالحِصانْ
أعجوبةٌ .. أنّ الكتابة لا تزالُ ..
بِرَغْمِ شَمْشَمَةِ الكلابِ ..
ورغْمَ أَقْبيَةِ المباحثِ ،
مصْدراً للعُنْفُوانْ ..
4
الماءُ في عيْنيكِ زيْتيٌّ
رَمَاديٌّ ..
نبيذيٌّ ..
وأشْرِعتي دُموعْ
وأنا علي سَطْحِ السفينةِ ،
مثلَ عُصْفورٍ يتيمٍ
لا يُفكرُ بالرجوعْ
بيروتُ أرْمَلَةُ العروبةِ
والحواجزِ ،
والطوائفِ ،
والجريمةِ ، والجُنونْ ..
بيْروتُ تُذْبَحُ في سرير زفافها
والناسُ حولَ سريرها مُتفَرِّجونْ
بيروتُ
تَنْزِفُ كالدَجاجَةِ في الطريقِ ،
فأيْنَ فّرَّ العاشِقونْ ؟
بيروتُ تبْحثُ عن حقيقَتِها ،
وتَبْحثُ عن قبيلتِها ..
وتَبْحَثُ عنْ أقارِبها ..
ولكنَّ الجميعَ مُنافقونْ ..
5
عيناكِ آخر رحلةٍ ليْلِيَّةٍ
وحقائبي في الأرضِ تنْتظِرُ الهبوبْ
تتوسَّلُ الأشْجارُ باكيةً لآخذَها معي
أرأيتُمُ شجراً يفكِّرُ بالهروبْ ،
هذا هو الزمنُ المُضرَّجُ بالبَشاعَةِ ، والفضائحِ ،
والخيانةِ ، والذنوبْ ..
هذا هو الزمن الذي فيهِ الثقافةُ ،
والكتابةُ ،
والكرامةُ ،
والرجولةُ في غروبْ
كيفَ الدخولُ إلي القصيدةِ يا تُري ؟
ودفاتري ملئي بآلاف الثُقُوبْ ..
وقميصيَ العربيُّ مملوءٌ بآلاف الثُقُوبْ ..
النفْطُ يسْتلقي سعيداً تحتَ أشجار النُعاسِ ،
وبينَ أثداء الحريمْ ..
هذا الذي قد جاءنا
بثياب شيطانٍ رجيمْ ..
النفطُ هذا السائلُ المنويُّ ..
لا القوميُّ ..
لا العربيُّ ..
لا الشعبيُّ
هذا الأرنبُ المهزومُ في كلِّ الحروبْ
النفطُ مشروبُ الأباطرةِ الكبارِ ،
وليس مَشْروبَ الشعوبْ ..
6
كيفَ الدخولُ إلي القصيدة يا تُري ؟
والنفطُ يشري
ألفَ مُنْتَجَعٍ ( بماربيلا )
ويشري نِصْفَ باريسٍ ..
ويشري نِصْفَ ما في ( نيسَ ) من شمسٍ وأجسادٍ ..
ويشري ألَ يخْتٍ في بحار اللهِ ..
يشري ألفَ غانية لعوبْ
لكنهُ ..
لا يشتري سيفاً لتحرير الجنوبْ ..
7
عيناكِ .. آخرُ ما تبقي من شُتولِ النَخْلِ
في وطني الحزينْ
وهواكِ أجملُ ثورةٍ بيضاءَ ..
تُعْلَنُ من ملايينِ السنينْ
كوني معي امرأةً ..
يُغطي وجهها وجهَ الصباحْ
كوني معي شِعْراً
يسافرُ دائماً عكس الرياحْ ..
كوني معي غجريَّةً ، بَدَويَّةً ، وحشيَّةً
كوني معي جنيَّةً
لا يبلغُ العشَّاقُ ذرْوَةَ عِشْقهمْ
إلا إذا التحقوا بصفِّ الغاضبينْ ..
أحبيبتي :
إني لأعْلِنُ أنَّ ما في الأرض من عِنَبٍ وتينْ
حقٌ لكلِّ المُعْدمينْ
وبأنَّ كلَّ الشِّعْرِ .. كلَّ النثرِ ..
كلَّ الكُحْلِ في العينينِ ..
كلَّ اللؤلؤِ المَخْبوءِ في النهْدينِ ..
كلَّ العُشْبِ ، كلَّ الياسمينْ
حقٌ لكل الحالمينْ ..
كوني معي ..
ولسوفَ أعلن أنَّ شمسَ اللهِ ،
تُشبِهُ في استدارتها رغيفَ الجائعينْ
ولسوفَ أعلن دونما حَرَجٍ
بأنَّ الشِّعْرَ أقوي من جميعِ الحاكمينْ

إذا
إذا أردْتَ أنْ تكونَ شاعراً
مُخْتَلِفَ الملامِحْ ..
وفاتِكاً .. وجارحْ ..
فأخرجْ علي غرائِزِ القطيعْ

jevaramat
25/05/2008, 00h13
الاستجواب

1
منْ قتلَ الإمامْ ؟
المخبرون يملئونَ غُرفتي
منْ قتلَ الإمامْ ؟
أحذيةُ الجنودِ فوقَ رقبتي
منْ قتلَ الإمامْ ؟
منْ طعنَ الدرويشَ صاحبَ الطريقةْ
و مزَّقَ الجُبَّةَ .. و الكشْكولَ .. و المِسْبحة الأنيقةْ
يا سادتي :
لا تقْلعوا أظافري .. بحثا عن الحقيقةْ
في جُثَّة القتيلِ .. دوماً .. تسكن الحقيقةْ
2
من قتل الإمامٍ ؟
عساكرٌ بكاملِ السِّلاح يدخلونْ ..
عساكرٌ بكامل السِّلاح يخرجونْ ..
محاضرٌ ..
آلاتُ تَسْجيلٍ ..
مصورونْ ..
يا سادتي ..
ما النفعُ منْ إفادتي ؟
ما دمتمُ ـ إنْ قلتُ أو ما قُلْت ـ
سوفَ تكتبونْ
ما تنْفع اسْتغاثتي ؟
ما دمتمُ ـ إن قلتُ أو ما قلْتُ ـ
سوفَ تضربونْ
ما دمتمُ .. مُنْذ حَكَمْتُم بلدي
عني تفكرون ..
3
لستُ شيوعياً ـ كما قيلَ لكمْ ـ
يا سادتي الكرامْ
و لا يمينيا ـ كما قيلَ لكمْ ـ
يا سادتي الكرامْ ..
مسْقطُ رأْسي في دِمَشْق الشَّامْ
هلْ واحدٌ منْ بيْنكُمْ ؟
يعْرفُ أينَ الشامْ ؟
هلْ واحدٌ منْ بينكمْ ؟
أَدْمَنَ سُكْنى الشامْ ؟
رواهُ ماءُ الشامْ
كواهُ عِشْقُ الشَّامْ
تأكْدوا يا سادتي ..
لنْ تَجدوا ..
في أسْواقِ الورودِ ورْدةً كالشامْ
و في دَكاكينِ الحُلي جميعها
لؤلؤةً كالشامْ
لنْ تجدوا حزينةَ العينين .. مثل الشام
4
لستُ عميلاً قذراً
ـ كما يقولُ مخبروكم ـ سادتي الكرامْ
و لا سرقْتُ قَمْحةً
و لا قتلتُ نَمْلةً
و لا دخلتُ مركزَ بوليسٍ .. يوماً ..
سادتي الكرامْ
يعْرفني في حارتي الصغيرُ و الكبيرْ
يعْرفني الأطفالُ و الأشجارُ و الحمامْ
و أنبياءُ الله يَعْرفونني
عليْهمُ الصلاةُ و السلامْ
الصلواتُ الخَمْس لا أقْطعُها
يا سادتي الكرامْ
و خُطْبةُ الجُمعة لا تفُوتني
يا سادتي الكرامْ
و غَيْر ثَدْيَيْ زَوْجتي لا أعرفُ الحرامْ
منْ ربعِ قرن و أنا
أمارسُ الركوعَ و السُّجودْ
أمارسُ القيامَ و القعودْ
أمارسُ التَشْخيصَ خَلْفَ حَضْرةِ الإمامْ
يقولُ : ( اللهمَّ امْحقْ دولةَ اليهودْ )
أقولُ : ( اللهمَّ امحقْ دولةَ اليهودْ )
يقولُ : ( اللهمَّ شَتِّتْ شَمْلهُمْ )
أقولُ : ( اللهمَّ شَتِّتْ شَمْلَهُمْ )
يقولُ : ( اللهمَّ اقْطعْ نسْلهمْ )
أقولُ : ( اللهمَّ اقْطعْ نسْلهمْ )
يقولُ : ( أغْرِقْ حرثهم و زَرْعهمْ )
أقولُ : ( أغْرِقْ حَرْثهمْ و زَرْعهمْ )
و هكذا يا سادتي الكرامْ
قضيتُ عشرينَ سنةْ ..
أعيشُ في حظيرةِ الأَغْنامْ
أُعْلفُ كالأغنامْ
أنامُ كالأغنامْ
أبولُ كالأغنامْ
أدورُ كالحبَّةِ في مَسْبحةِ الإمامْ
أُعيدُ كالبَبْغاءِ ،
كُلَّ ما يقولُ حضْرةُ الإمامْ
لا عَقْلَ لي ..
لا رَأْسَ ..
لا أَقْدامْ ..
أسْتَنْشِقُ الزكامَ منْ لِحْيتهِ
و السُّلَ منَ العظامْ
قضيتُ عشرينَ سنةً
مكوماً ..
كرُزْمةِ القشِّ على السجادةِ الحمراءْ
أُجلدُ كلَّ جُمعةٍ بخطبةٍ غَرَّاءْ
أبْتلعُ البيانَ ، و البديعَ ،
و القصائدَ العصماءْ
أبتلعُ الهراءْ ..
عشرينَ عاماً ..
و أنا يا سادتي
أسكنُ في طاحونةٍ
ما طَحنَتْ ـ قطُّ ـ سوى الهواءْ ..
5
يا سادتي !
بخِنْجري هذا الذي تَرَوْنهُ
طَعَنْتُهُ ..
في صَدْرهِ و الرَّقبةْ
طعَنْتهُ ..
في عَقْلهِ المَنْخورِ مثل الخشبةْ
طَعَنْتهُ باسمي أنا
و اسمِ الملايينِ مِنَ الأغنامْ
يا سادتي
أعْرِفُ أنَّ تُهْمَتي عِقابُها الإِعْدامْ
لكنني قتلتُ إذْ قَتَلْتُهُ
كلَّ الصَّراصير التي تُنْشدُ في الظلامْ
و المُسْترْخينَ على أرْصفةِ الأحْلامْ
قتلتُ إذْ قتلتهُ
كلَّ الطُفيْلياتِ في حديقةِ الإِسْلامْ
كلَّ الذين يطْلبونَ الرِزْقَ ..
من دُكَّانَةِ الإِسْلامْ
قَتَلْتُ إذْ قتَلْتُهُ
يا سادتي الكرامْ
كل الذين منْذُ ألفِ عامْ
يَزْنُونَ بالكلامْ

jevaramat
25/05/2008, 00h16
إستراتيجية

سأبْقي أغنِّي ..
سأبْقي أغنِّي ..
إلي أنْ أُحَطِّمَ منْ يَعْبدونَ الفروجَ ..
ومنْ يَشْترونَ بشيكاتِهِمْ
بناتِ الهوى ..
ورجالَ القَلَمْ ..
سأبْقي أغنِّي ..
بِرَغْمِ عويلِ الرِّياحِ ،
وعَصْفِ المَطَرْ
وهُمْ يَرْكُضونَ وراءَ القصيدةِ ،
مثلَ كلابِ الأثَرْ ..


أُشْهِرُكِ في وجْه البشاعةِ .. دفتر شعر

1
أُشْهرُكِ في وَجْهِ العالمِ
سيفاً منَ الياسمينْ ..
وأعلنُ انتصاري
أُشْهرُكِ في وَجْهِ الكافرينَ ،
كتاباً مُقدَّساُ
وفي وَجْهِ الأُمّيينَ قصيدةْ ..
وفي وَجْهِ البداوَةِ ، مَمْلَكَةً مِنَ الرُّخامْ
أرْمي جوازَ سَفَري في البَحْرْ ..
وأسميكِ وَطَني ..
أرْمي جميعَ معاجِمي في النارْ
وأسميكِ لُغتي ..
وأغتالُ جميعَ مُلوكِ الطوائفْ
وأسميكِ مليكتي
2
أُشْهِرُكِ في وَجْهِ تَمُّوزَ
وَعْداً بالمَطرْ
وفي وَجْهِ العصافيرِ ..
وَعْداً بالشَّجَرْ
وفي وَجْهِ النَّوارِسِ ..
وَعْداً باللونِ الأزرقْ
وأرافِقُ الأطفالَ في رِحْلَةٍ مدرسيَّة
حولَ نَهْديْكِ ..
ليلْعبوا بِكُراتِ الثلْجِ
ويَصْطادوا البَطَّ المائيَّ
ويُشاهِدوا ـ علي الطبيعَةِ ـ
كُرَوِيَّةَ الأرْضْ ..
3
أُشْهِرُكِ في وَجْهِ الصحراءِ
نَخْلَةْ ..
وفي وَجْهِ الجفافِ سُنبُلَةَ قمْحْ
وفي وَجْهِ الظلام ،
شَمْعِداناً مِنَ الذَّهبْ
وفي وَجْهِ الجائعينَ رغيفَ خُبْزْ
وفي وَجْهِ المُسْتَعْبَدينْ
رايةَ حُرِّيَّةْ ..
حمامةً بيضاءْ
ونافورةَ ماءٍ .. وكتابَ شِعْرْ
4
أُشْهِرُكِ في وَجْهِ البوليسِ العَرَبيِّ
أغْنيةْ ..
وفي وَجْهِ النّفطِ العربيْ
قارورةَ عِطْرْ
وفي وَجْهِ الموْتِ العربيْ
بِشارَةَ وِلادَةْ ..
5
أعلن أمام أكلةِ لحوم النساءْ
أنَّكِ حبيبتي
فيرْمونَ أضراسَهُمْ في البَحْرْ
ويَقْلعونَ أظافِرَهُمْ
ويَغْسلونَ الدَمَ عَنْ ثيابِهمْ
ويَدخُلونَ عَصْرَ النّهضةْ ..

jevaramat
25/05/2008, 00h17
أصهارُ الله

ما جاءَ يوماً حاكِمٌ لهذهِ المدينةْ
إلا دعا الناسَ إلي المسْجدِ ..
يومَ الجُمْعَةْ ..
وقال في خطْبتِهِ العَصْماءْ
بأنَّهُ مِنْ أوْلياءِ اللهْ ..
وأصْفياءِ اللهْ ..
وأصْدِقاءِ اللهْ ..
2
ما جاءَ يوماً حاكمٌ
لهذهِ المدينةِ المقهورةِ ،
المَكْسورةِ ،
الحزينَةْ ..
إلا ادّعي ، بأنّهُ المُمَثِّلُ الشَّخْصيُّ ،
والناطِقُ باسم اللهْ ..
فهَلْ مِنَ المَسْموحِ ،
أنْ أسألهُ تعالي ..
هلْ أنتَ قدْ أعْطيتَهُمْ وُكالةً
مَخْتومَةً .. مُوَقَّعةْ ؟ ..
كي يَجْلسوا علي رِقابِ شَعْبِنا
إلي الأبَدْ ..
هلْ أنتَ قدْ أمرْتَهُمْ
أنْ يُخَرِّبوا هذا البَلَدْ ؟
ويَسْحَقونا كالصَّراصيرِ ،
بأمْرِ اللهْ ..
ويضْربونا بالبساطيرِ ،
بأمْرِ اللهْ ..
فإنْ سأَلْتَ حاكِماً منهُمْ
مَنِ الذي ولَّاكَ في الدُنيا علي أمورِنا ؟
قالَ لنا : يا جَهَلَةْ ..
أما عَلِمْتُمْ أنني ..
أصبَحْتُ صِهْرَ اللهْ ؟؟
3
أريدُ أنْ أصْرُخَ : يا اللهْ !
هلْ أنْتَ عَيَّنْتَ وزيرَ المالْ ؟
إذَنْ .. لماذا انفَجَرَ الفَقْرُ ؟
لماذا انفَجَرَ الصَّبْرُ ؟
لماذا ساءَتِ الأحوال ؟
وأصْبَحَ الصَّحْنُ الرئيسيُّ هوَ الزبالةْ ..
وأصْبَحَ العُصْفورُ في بلادِنا ..
لا يَجِدُ النِخالةْ ..
فهَلْ غلاءُ الخُبْزِ ..
شأْنٌ مِنْ شؤونِ اللهْ ؟؟
وهلْ غلاءُ الفولِ ؟ .. والحُمُّصِ ..
والطُّرْشيِّ ..
والجَرْجيرِ ..
شأْنٌ مِنْ شؤون اللهْ ؟ ..
وهل غلاءُ الموتِ ، والأكفانِ ،
شأنٌ مِنْ شؤونِ اللهْ ؟
إذَنْ لماذا يأْكُلُ الكبارُ كافياراً
ونَحْنُ نأكُلُ النِّعالْ ؟
إذَنْ .. لماذا يشْرَبُ الضُّبَّاطُ وسْكيَّاً
ونَحْنُ نَشْرَبُ الأوْحالْ ؟
إذنْ .. لماذا لا يُفَرِّقُ الفقيرُ في بلادِنا
بينَ رغيفِ الخُبْزِ .. والهلالْ ..
إذَنْ .. لماذا في بُطونِ أمَّهاتِهِمْ
يَنْتَحِرُ الأطفالْ ؟ ..
4
أريدُ أنْ أسألهُ تعالي
هلْ أنْتَ قدْ عَلَّمْتَهُمْ
أنْ يَجْعلوا مِنْ جِلْدنا طُبولْ ؟
ويغسلوا دماغنا ..
ويَسْتَبوا نِساءَنا ..
ويَرْكَبونا بَدَلَ الحميرِ والخُيولْ ..
أريدُ أنْ أسألهُ تعالي
هلْ أنتَ قدْ أمَرْتَهُمْ ،
أنْ يَكْسروا عظامَنا ..
ويَكْسروا أقلامَنا ..
ويَقْتلوا الفاعِلَ والمَفْعولْ
ويَمْنَعوا الأزهارَ أنْ تنبُتَ في الحُقولْ ؟؟
5
أريدُ أن أسْأَلَ :
يا اللهْ ..
هلْ أنْتَ قدْ أعْطَيْتَهُمْ
شيكاً علي بياضْ ؟
ليَشْتروا فرسايَ .. والمَمْلَكَةَ المُتَّحِدةْ
ويَشْتروا بابلَ .. والحدائقَ المُعَلَّقَةْ
ويَشْتَروا الصَّحافَةَ المُرْتَزَقَةْ ..
هلْ أنْتَ قدْ أعْطَيْتَهُمْ شيكاً علي بياضْ ؟
ليَشْتروا التاجَ البريطانيَّ ..
والقُصورْ ..
ويَشْتَروا النساءَ في الأقْفاصِ ، كالطُيورْ ..
والقَمَرَ الأخْضَرَ في سماءِ نيسابورْ ؟؟
أريدُ أنْ أسْأل : يا اللهْ ..
هلْ أنْتَ قدْ صاهَرْتَهُمْ حقاً ؟ ..
وهلْ منْ قاتلٍ لِشَعْبِهِ
يُصْبِحُ صِهْرَ اللهْ ؟؟

jevaramat
25/05/2008, 00h20
ثلاثية أطفال الحجارة

1
بَهروا الدُنيا
وما في يدِهِمْ إلا الحجارةْ
وأضاءوا كالقَناديلِ
وجاءوا كالبشارةْ
قاوَموا وانْفجَروا واسْتَشْهدوا
وبقينا دِبَبَاً قُطْبيْةً
صُفِّحَتْ أجْسادُها ضِدَّ الحرارةْ
قاتلوا عنَّا إلي أنْ قُتلوا
وبَقينا في مَقاهينا
كبُصاقِ المَحارَةْ
واحدٌ
يبحثُ منا عنْ تجارةْ
واحدٌ
يطلبُ ملياراً جديداً
وزواجاً رابعاً
ونُهوداً صَقَلَتْهُنَّ الحضارةْ
واحدٌ
يبحثُ في لندنٍ عنْ قصْرٍ مَنيفٍ
واحدٌ
يَعْمَلُ سِمْسارَ سلاحٍ
واحدٌ
يطْلُبُ في الباراتِ ثارهْ
واحدٌ
يبحثُ عنْ عَرْشٍ وَجَيْشٍ
وإمارةْ
آه يا جيلَ الخياناتِ
ويا جيلَ العُمولاتِ
ويا جيلَ النِفاياتِ
ويا جيلَ الدعارةْ
سَوْفَ يَجْتاحُكَ مَهْما أبْطأَ التاريخُ
أطفالُ الحجارةْ
2
يا تلاميذَ غَزَّةٍ
عَلِّمونا
بعْضَ ما عِنْدكُمْ
فَنَحْنُ نَسينا
عَلِّمونا
بأنْ نكونَ رجالاً
فلدينا الرجالُ
صاروا عَجينا
عَلِّمونا
كيْفَ الحِجارَةُ تَغْدو
بَيْنَ أَيْدي الأطفالِ
ماساً ثَمينا
كَيْفَ تَغْدو
دَرَّاجةُ الطِفْلِ لُغْماً
وَشَريطُ الحَريرِ
يَغْدو كَمينا
كَيْفَ مَصَّاصَةُ الحَليبِ
إذا ما اعْتقلوها
تَحَوَّلتْ سِكِّينا
يا تلاميذَ غَزَّةٍ
لا تُبالوا
بإِذاعَاتِنا
ولا تَسْمَعونا
اضْرَبوا
اضْرَبوا
بِكُلِّ قِواكُمْ
واحْزموا أَمْركُمْ
ولا تَسْألونا
نَحْنُ أهل الحسابِ والجَمْعِ والطَّرْحِ
فخُوضوا حُروبَكُمْ واتْركونا
إنَّنا الهارِبونَ
منْ خِدمةِ الجيشِ
فهاتوا حِبالَكُمْ واشْنقونا
نحنُ مَوْتى لا يمْلكونَ ضَريحاً
ويَتَامى لا يملكونَ عُيونا
قدْ لزِمنا جُحورنا
وطلبنا مِنْكُمُ
أنْ تُقاتلوا التنينا
قَدْ صَغُرْنا أمامَكُمْ ألفَ قرْنٍ
وَكَبُرْتُمُ خلالَ شَهْرٍ قُرونا
يا تلاميذَ غَزَّةٍ لا تَعودوا
لكِتاباتِنا ولا تَقْرؤونا
نحْنُ آباؤكُمْ
فلا تُشْبِهونا
نحْنُ أصْنامُكُمْ
فلا تَعْبُدونا
نَتَعاطى القاتَ السِّياسيَّ والقَمْعَ
ونبْني مَقابِراً وسُجونا
حَرِّرونا منْ عُقْدَةِ الخَوْفِ فينا
واطْرُدوا مِنْ رُؤوسنا الأَفْيونا
عَلِّمونا فَنَّ التَشَبُّثِ بالأَرْضِ
ولا تَتْركوا
المسيحَ حَزينا
يا أحِبَّاءنا الصِّغارَ
سلاما
جعلَ اللهُ يَوْمكُمْ ياسَمينا
منْ شُقُوقِ الأَرْضِ الخَرَابِ طَلَعْتُمْ
وزَرَعْتُمُ جِراحَنا نِسْرينا
هذهِ ثَوْرةُ الدَّفاتِرِ والحِبْرِ
فكونوا على الشِّفاهِ
لُحونا
أمْطِرونا بُطُولةً وشُموخا
واغْسِلونا مِنْ قُبْحِنا
اغْسِلونا
لا تَخافوا موسى
ولا سِحْرَ موسى
واسْتَعِدوا
لتَقْطُفوا الزَيْتونا
إنَّ هذا العَصْرَ اليَهوديَّ وَهْمٌ
سَوْفَ يَنْهارُ
لوْ مَلَكْنا اليَقينا
يا مَجانينَ غزَّةٍ
ألفَ أهلاً بالمجانينِ
إنْ هُمُ حَرَّرونا
إن عَصْرَ العَقْلِ السِّياسيِّ
ولَّى مِنْ زمانٍ
فَعَلِّمونا الجُنونا
3
يَرْمي حجراً
أو حَجَرَيْنْ
يَقْطَعُ أفْعى إسرائيلَ إلي نِصْفَيْنْ
يَمْضَغُ لَحْمَ الدَّباباتِ ويَأتينا
منْ غيرِ يدينٍ في لحظاتٍ
تَظْهَرُ ارْضٌ فَوْقَ الغَيْمِ
ويولدُ وَطَنٌ في العَيْنَيْنِ
في لحظاتٍ
تَظْهرُ حَيْفا
تَظْهرُ يافا
تَأْتي غَزَّةٌ في أمْواجِ البَحْرِ
تُضيءُ القُدْسَ
كمِئْذَنةٍ بَيْنَ الشَّفَتَيْنِ
يَرْسُمُ فَرَساً
مِنْ ياقوتِ الفَجْرِ
وَيَدْخُلُ كالإسْكَنْدَرِ ذي القَرْنَيْنِ
يَخْلعُ أَبْوابَ التَّاريخِ
وَيُنْهي عَصْرَ الحشَّاشينَ
ويُقْفلُ سوقَ القوَّادينَ
وَيَقْطَعُ أيْدي المُرْتَزِقينَ
ويُلْقي تِرْكةَ أهل الكَهْفِ
عَنِ الكَتِفَيْنِ
في لَحَظاتٍ
تَحْبَلَ أشجار الزَّيْتونِ
يَدُرُّ حليبٌ في الثَّدْيَيْن
يَرْسُمُ أرْضاً في طَبَريا
يَزْرَعُ فيها سُنْبُلَتَيْن
يَرْسُمُ بَيْتاً فَوْقَ الكَرْمَلِ
يَرْسُمُ أُمَّاً تَطْحَنُ عِنْدَ البَابِ
وفِنْجانَيْن
في لَحَظاتٍ تَهْجُمُ رائِحةُ اللَّيْمونِ
ويولَدُ وَطَنٌ في العَيْنَيْن
يرْمي قَمَراً مِنْ عَيْنَيْهِ السَّوْداوَيْنِ
وقدْ يرْمي قَمَرَيْن
يرْمي قلَماً
يرْمي كُتُباً
يرْمي حِبْراً
يرْمي صَمْغاً
يرْمي كُرَّاساتِ الرَّسْمِ
وفُرْشاةَ الأَلْوانْ
تَصْرُخُ مَرْيَمُ يا وِلداهُ
وتأْخذُه بيْنَ الأحْضانْ
يَسْقطُ ولدٌ
في لحظاتٍ
يولَدُ آلافُ الصِّبْيانْ
يَكْسِفُ قَمَرٌ غَزَّاويٌّ
في لحظاتٍ
يَطْلعُ قَمَرٌ مِنْ بيسانْ
يَدْخُلُ وَطَنٌ للزِنْزانَةِ
يولَدُ وَطَنٌ في العيْنَيْنِ
يَنْفضٌ عنْ نَعْلَيْهِ الرَّمْل
ويَدْخُلُ في مَمْلكَةِ الماءْ
يَفْتحُ أُفُقاً آخر
يُبْدِعُ زَمَناً آخر
يَكْتُبُ نَصَّاً آخر
يَكْسِرُ ذاكرةَ الصَّحْراءْ
يَقْتلُ لُغةً مُسْتهْلَكةً
مُنْذُ الهمْزَةِ حتَّى الياءْ
يَفْتَحُ ثُقْباً في القاموسِ
ويُعْلنُ موْتَ النَّحْوِ
ومَوْتَ قصائِدنا العصْماءْ
يَرْمي حجراً
يبْدأُ وَجْهُ فلسطينَ
يَتَشَكَّلُ مثلَ قصيدةِ شِعْرٍ
يَرْمي الحجرَ الثاني
تَطْفو عكَّا فوقَ الماءِ قصيدةَ شِعْر
يَرْمي الحجرَ الثالثَ
تَطْلُعُ رامَ الله بنفْسَجةً منْ ليْلِ القَهْرْ
يَرْمي الحجرَ العاشرَ
حتَّى يَظْهرَ وَجْهُ اللهِ
ويَظْهرُ نورُ الفجْر
يَرْمي حَجَرَ الثَّوْرةِ
حتَّى يَسْقُطَ آخرُ فاشِسْتيٍ
مِنْ فاشِسْتِ العَصْرْ
يَرْمي
يَرْمي
يَرْمي
حتَّى يَقْلَعَ نَجْمَةَ داوودٍ
بِيَدَيْهِ
وَيَرْميها في البَحْرْ
تَسْأَلُ عَنْهُ الصُّحُفُ الكُبْرى
أي نَبيٍ هذا القادِمُ مِنْ كَنْعانْ ؟
أي صَبيٍ
هذا الخارِجُ مِنْ رَحِمِ الأحزان ؟
أي نَباتٍ أُسْطوريٍّ
هذا الطَّالعُ مِنْ بَيْنِ الجُدْرانْ ؟
أي نُهورٍ مِنْ ياقوتٍ
فاضَتْ مِنْ ورقِ القُرآنْ ؟
يَسْألُ عَنْهُ العَرَّافونَ
ويَسْألُ عَنْهُ الصوفِيُّونَ
وَيَسْألُ عَنْهُ البوذِيُّونَ
وَيَسْألُ عَنْهُ مُلوكُ الجانْ
مَنْ هذا الولَدُ الطَّالعُ
مِثْلَ الخَوْخِ الأَحْمَرِ
مِنْ شَجَرِ النِّسْيانْ ؟
مَنْ هوَ هذا الوَلَدُ الطَّافِشُ
مِنْ صُوَرِ الأجْدادِ
ومِنْ كَذبِ الأحفادْ
وَمِنْ سِرْوالِ بني قَحْطانْ ؟
مَنْ هوَ هذا الباحِثُ
عَنْ أَزْهارِ الحُبِّ
وَعَنْ شَمْسِ الإنسان ؟
وَمَنْ هوَ هذا الوَلَدُ المُشْتَعِلُ العَيْنَيْنِ
كآلِهَةِ اليونانْ ؟
يَسْألُ عَنْهُ المضْطهدونَ
وَيَسْألُ عَنْهُ المقْموعونَ
وَيَسْألُ عَنْهُ المنْفيُّونَ
وَتَسْألُ عَنْهُ عصافيرٌ خَلْفَ القُضْبانْ
مَنْ هوَ هذا الآتي
مِنْ أوْجاعِ الشَّمْعِ
ومِنْ كُتُبِ الرُّهْبانْ ؟
مَنْ هوَ هذا الوَلَدُ
التَبْدَأُ في عَيْنيهِ
بِدايَاتُ الأكْوانْ ؟
مَنْ هوَ
هذا الولَدُ الزَّارعُ
قَمْحَ الثَّوْرةِ
في كُلِّ مكانْ ؟؟
يَكْتُبُ عَنْهُ القَصَصِيُّونَ
ويَرْوي قِصَّتهُ الرُكْبانْ
مَنْ هوَ هذا الطِّفْلُ الهارِبُ مِنْ شِلَلِ الأَطْفالِ
وَمِنْ سوسِ الكَلماتْ ؟
مَنْ هوَ ؟
هذا الطَّافِشُ مِنْ مَزْبَلَةِ الصَّبْرِ
وَمِنْ لُغَةِ الأَمْواتْ ؟
تَسْألُ صُحُفُ العالمِ
كَيْفَ صَبيٌّ مِثْلُ الورْدةِ
يَمْحو العالَمَ بِالمِمْحاةْ ؟
تَسْألُ صُحُفٌ في أَمْريكا
كَيْفَ صَبيٌّ غَزَّاوِيٌّ
حِيفاوِيٌّ
عَكَّاوِيٌّ
نَابُلْسِيٌّ
يَقْلبُ شاحنَةَ التَّاريخِ
وَيَكْسرُ بلْلَوْرَ التَّوْراةْ ؟؟

jevaramat
25/05/2008, 16h33
إفادة في محكمة الشعر

مرحبــــاً يا عـراقُ، جئتُ أغنّيـــكَ
وبعـضٌ مـن الغنـــــاءِ . . بكــــاءُ

مرحبـاً، مرحبـاً .. أتعرفُ وجهـاً
حفــــرتهُ الأيـام والأنــــــــواءُ ؟

أكـلَ الحبُّ مـن حشــــاشةِ قلبــــي
والبقــــــايا تقاسمتـها النســـــاءُ

كـلُّ أحبــــابي القــــدامى نسَــوني
لا نُــــــــوارَ تجـــيـبُ أو عفـراءُ

فالشِّفـاهُ المطيّبــــــاتُ ، رمــــــــادٌ
وخيـامُ الهـــوى رماها الـهــــواءُ

سكـــنَ الحـزنُ كالعصــــافيرِ قلبـي
فالأســــى خمرةٌ ، وقلبي الإنــاءُ

أنـــــا جـرحٌ يمشــــي على قـدميهِ
وخيـولي ، قـد هــدَّها الإعيــــاءُ

فجـــــراحُ الحسينِ بعــضُ جراحي
وبصـــــدري مِـنَ الأسى كربــلاءُ

وأنا الحـزنُ من زمـانٍ صــــــديـقي
وقليـلٌ في عصرنـــــا الأصـــــدقاءُ

مرحبـاً يا عـراقُ،كيفَ العبــــاءاتُ
وكيـفَ المهـــا .. وكيفَ الظباءُ ؟

مرحبــــاً يا عـراقُ .. هل نسيَتني
بعـدَ طـــــولِ السنينِ ســـامـرّاءُ ؟

مرحبـاً يا جسورُ يا نـخلُ يا نهـــرُ
وأهـلاً يا عشــــبُ .. يا أفيـــــاءُ

كيـفَ أحبابُنــــا على ضفــةِ النـهرِ
وكيــــــفَ البســـــاطُ والنـدماءُ ؟

كـان عنـــدي هـنـا أميـــرةُ حــــبٍّ
ثم ضـــــاعت أميرتي الحســـــناءُ

أينَ وجــــــهٌ في الأعظمـــيّـةِ حلـــوٌ
لـو رأتهُ تغــــــارُ منهُ الســـماءُ ؟

إننـي السندبـادُ .. مزّقهُ البحـــــرُ
و عـينـــــا حـبيبتـي المـينـــــــاءُ

مضـغَ المـوجُ مركبي .. وجبينــــــي
ثقبتـهُ العواصــــــفُ الهـوجـــاءُ

إنَّ في داخـلي عصوراً من الحــــــزنِ
فهـل لي إلي العـراقِ التجـــــاءُ ؟

وأنـا العاشــــقُ الكبيرُ .. ولكـــــن
ليـس تكفي دفاتـري الزرقـــــــاءُ

يا حزيـرانُ ، ما الـذي فعلَ الشعرُ ؟
ومـا الـذي أعطـى لنا الشـــعراءُ ؟

الــــــدواوينُ في يدينــــــا طــــروحٌ
والتعــــــابيرُ كـلُّهـــــا إنـشـــاءُ

كـلَّ عـامٍ نأتي لســـــوقِ عكــــــــاظٍ
وعـلينـا العمـــــائمُ الخضــــــراءُ

ونهـزُّ الـرؤوسَ مثــــل الــدراويشِ
.. و بالنـار تكتـــــوي ســــيناءُ

كـلَّ عـــامٍ نأتي .. فهـذا جـــــريرٌ
يتغنّـى .. وهـــــذهِ الخـنـــــساءُ

لـمْ نزَل، لـمْ نزَل نمــصمصُ قشــراً
وفلسـطـينُ خضّبتهــــا الـدمــــاءُ

يا حُـزيرانُ .. أنـتَ أكـبــرُ منّـــــا
وأبٌ أنـتَ .. مـا لـــهُ أبـنــــــــاءُ

لـوْ مَلَكْـنـــا بقيّــــــةً من إبـــــــاءٍ
لانتخـينا .. لكــــننا جـبنـــــاءُ

يا عصـــــــورَ المعلّــــقاتِ ملَلنــــــا
ومـن الجسـمِ قد يمـــلُّ الـــــرداءُ

نصــفُ أشعـــارنا نقــــوشٌ ومــاذا
ينفعُ النقشُ حين يهوي البنـــاءُ ؟

المقامـاتُ لعبـــــةٌ .. والحــــريريُّ
حشـيشٌ .. والغــــولُ والعـــنقاءُ

ذبحتنـــــا الفسيـفســـاءُ عصــــوراً
والـدُّمى والزخــــارفُ البلـــــهاءُ

نــرفضُ الشـــعرَ ..كيمياءً وسـحراً
قتلتنـا القصيــــــدةُ الكيـميـــــاءُ

نــرفضُ الشـــعرَ .. مسـرحاً ملكيـاً
من كراسيـهِ يحـــرمُ البســــــطاءُ

نـرفضُ الشعـرَ أن يكونَ حصـــــانـاً
يمتطـــــيهِ الطـــــغاةُ والأقــويـاءُ

نـرفضُ الشعـرَ عتمــــةً ورمـــــوزاً
كيف تستـطيعُ أن ترى الظلمــاءُ ؟

نـرفضُ الشعـرَ أرنبــــاً خشــــــبيّاً
لا طمــــوحٌ لــــهُ .. ولا أهـــــواءُ

نـرفضُ العاطلينَ في قهـــوةِ الشـــعر
دخـانٌ أيّامـهـــــم .. وارتخــــاءُ

شـعرُنا اليـومَ يحفرُ الشمسَ حفـــراً
بيـديهِ .. فكـلُّ شــــيءٍ مُـضـــاءُ

شـعرنا اليـومَ هجمـــةٌ واكتشــــافٌ
لا خطـوطٌ كوفيّــــــةً ، وحِــــداءُ

كـلُّ شـعرٍ معـاصرٍ ليـــــسَ فيـــــهِ
غضـبُ العصـرِ ، نملـــةٌ عـرجــاءُ

مـا هـوَ الشعرُ ، إن غـدا بهلوانـــــاً
يتسـلّى برقـصــــــــهِ الخُـــــلفاءُ

مـا هـو الشعرُ .. حينَ يصبحُ فـــأراً
كِسـرةُ الخبزِ ـ هَمُّــهُ ـ والغِــــذاءُ

وإذا أصبـــــحَ المفكِّـــــــرُ بُـوقــــــاً
يسـتوي الفكرُ عنــــدها والحــذاءُ

يُصـلبُ الأنبيـــــاءُ من أجــــل رأيٍ
فلمـاذا لا يصـلــــبَ الشعــــراءُ ؟

الفـدائيُّ وحـدهُ .. يكتبُ الشـــــعرَ
و كــــلُّ الـــــذي كتبنــــا هــراءُ

إنّـــــهُ الكـاتـبُ الحقيـــقيُّ للعصـرِ
ونـحـــــنُ الحُـجَّــــابُ والأجـراءُ

عنـدما تَبْـدأُ البنــــادقُ بالعـــــزفِ
تمــــوتُ القصــــائدُ العصــــــماءُ

مـالنــا ؟ مالنـا نلـــــومُ حـزيـــرانَ
و فـي الإثــــــمِ كـلُّنـــا شـركاءُ ؟

مـن هُــــم الأبريـاءُ ؟ نحـنُ جميـعاً
حـامـلو عـــــارهِ ولا اسـتثنـــــاءُ

عقـلُنا، فكـــرُنا، هــــزالُ أغانينــا
رؤانــــــا، أقـوالُــــنا الجـــوفـاءُ

نثرُنا، شـعرُنا، جرائدُنا الصفـــراءُ
والحـــبرُ والحــــروفُ الإمـــــاءُ

البطـــــولاتُ .. موقــفٌ مســـرحيٌّ
ووجـــــوهُ الممثلـيــــنَ .. طــــلاءُ

وفلســـــطينُ بينهـــــم كمـــــــزادٍ
كـلُّ شـــارٍ يزيـــدُ حين يشــــــاءُ

وحــــدويّون! والبــــــلادُ شـــظايا
كـلُّ جـزءٍ من لحمهـــا أجـــــزاءُ

ماركسـيّونَ ! والجـماهيرُ تشـــــقى
فلمـاذا لا يشبـــــعُ الفقــــــراءُ ؟

قرشـــيّونَ ! لـو رأتهـــــم قريـــشٌ
لاستـجارت مـن رملِها البيـــــداءُ

لا يمـــــينٌ يجيـــــرُنا أو يســـــارٌ
تحـــتَ حـدِّ السكينِ نحنُ ســـواءُ

لو قرأنا التاريخَ ما ضـــاعتِ القـدسُ
وضاعت من قبـلها " الحمـراءُ" ..

يا فلسـطينُ، لا تزاليـــنَ عطـشــــى
وعلى الـــزيتِ نـامــتِ الصحــراءُ

العبـاءاتُ .. كلُّهـــا من حـريـــــرٍ
واللـيــالي رخيصـــــةٌ حمـــــراءُ

يا فلسـطينُ ، لا تنــــادي عليهــــم
قـد تسـاوى الأمــــواتُ والأحيــاءُ

قتـلَ النفطُ ما بهـم مـــن سجـايـــــا
ولقـد يقتـلُ الثــــــريَّ الثــــــراءُ

يا فلسـطينُ، لا تنـــــــادي قريــشاً
فقـريشٌ ماتـت بهـــا الخيَـــــلاءُ

لا تنـادي الرجالَ من عبـــــدِ شمسٍ
لا تنـادي .. لم يبـــــقَ إلا النساءُ

ذروةُ المـوتِ أن تمـــوتَ المــــروءاتُ
ويمشـي إلي الـــــوراءِ الــــــوراءُ

مـرَّ عامـانِ والغـــــزاةُ مقيمـــــــونَ
و تاريــــــخُ أمـتي .. أشـــــــلاءُ

مـــــرَّ عامـــانِ .. والمســيـحُ أسـيرٌ
في يديهـم .. و مـريمُ العـــــذراءُ

مــــرَّ عامــــانِ .. والمــــآذنُ تبكـي
و النواقيـــــسُ كلُّهــــا خرســـاءُ

أيُّهـا الراكعونَ في معبـــدِ الحـــرفِ
كـفانـا الــــدوارُ .. والإغـمــــــاءُ

مزِّقــوا جُبَّــــةَ الـدراويـــشِ عـنكم
واخلعوا الـصـــوفَ أيُّها الأتقيــاءُ

اتركـــــوا أوليــــــاءَنا بســــــــلامٍ
أي أرضٍ أعادهـــا الأوليـــــــاءُ ؟

في فـمي يا عـراقُ .. مـــاءٌ كـثــــيرٌ
كيفَ يشـكو من كانَ في فيهِ مــاءُ ؟

زعمــــوا أننـي طـعـــنتُ بـــــلادي
وأنــــا الحــــبُّ كـلُّهُ والـوفـــــاءُ

أيريـــــدونَ أن أمُـــــصَّ نـزيــفي ؟
لا جـدارٌ أنــا .. و لا ببـغــــــاءُ!

أنا حريَّتي .. فــــــإن سـرقوهـــــا
تســـــقطِ الأرضُ كلُّهـــا والســماءُ

مـا احترفتُ النِّفـــاقَ يومــاً وشعري
مـا اشتـراهُ الملـــــوكُ والأمـــــراءُ

كـلُّ حـرفٍ كتبتـــهُ كـــانَ ســـيفاً
عـربيّـاً، يشـعُّ منــــهُ الضــــــياءُ

وقليـــــلٌ من الكـــــلامِ .. نقــــــيٌّ
وكـثـيرٌ من الكـــلامِ .. بغـــــــاءُ

كــــم أُعـــاني ممـا كتبـتُ عــــذاباً
ويعـــــاني في شـــــرقنا الشـرفاءُ

وجـعُ الحــرفِ رائعٌ .. لـوَ تشــكو
للـبســـــاتينِ وردةٌ حمـــــــراءُ ؟

كـلُّ من قـاتلوا بحــــرفٍ شجـــــاعٍ
ثـم ماتـوا .. فإنـــــهم شهــــداءُ

لا تعاقـب يا ربِّ مـــن رجمـــــوني
واعـــفُ عنهـــم ، إنّـهم جهــلاءُ

إن حبّـــــي للأرضِ حـبٌّ بصيـــــرٌ
وهواهــم عــــــواطـفٌ عميــــــاءُ

إن أكُـن قــــد كويتُ لحــــمَ بـلادي
فمـــن الكــيِّ قـد يجـيءُ الشفـــاءُ

من بحـارِ الأسى، وليـلِ اليتـــامــى
تطلـــعُ الآنَ زهـــــرةٌ بيضـــــــاءُ

ويطـلُّ الفـداءُ شمــــــساً عـلينــــــا
ما عسـانا نكونُ .. لـــولا الفــداءُ

من جـراحِ المناضليـــــنَ .. وُلدنــــا
ومـــنَ الجــــرحِ تـــولدُ الكـبرياءُ

قبلَهُـــــم، لم يكـــن هـنـاكَ قبــــلٌ
ابتـداءُ التاريـخِ من يومِ جـــــاؤوا

هبطـوا فــوقَ أرضـنــــــا أنبيــــــاءً
بعـد أن مـاتَ عندنــــا الأنبيــــاءُ

أنقـذوا مــــاءَ وجهـــنا يومَ لاحــوا
فأضـاءت وجوهُنــــــا الســـــوداءُ

منحـونا إلي الحـيـــــــاةِ جـــــوازاً
لـم تكُـن قبلَهم لنــــــا أسمــــــاءُ

أصدقاء الحـــــروفِ لا تعـــــذلوني
إن تفجّـرتُ أيُّهــــا الأصـدقـــــاءُ

إننـي أخـــــزنُ الرعـــــودَ بصـدري
مثلمـا يخزنُ الرعــــودَ الشـــــتاءُ

أنا مـا جئـتُ كي أكـــونَ خطيبـــــاً
فبـلادي أضاعَـهــــا الخُـطبــــــاءُ

إننـي رافـضٌ زمانــــي وعصـــــري
ومـن الـرفضِ تولــــــدُ الأشيــــاء

أصدقائي .. حكيتُ ما لـيسَ يُحكى
و شـفيعي .. طـفــولتي والنـــقاءُ

إننـي قـادمٌ إليـــــكـم .. وقلـــــبي
فـوقَ كـفّـي حمـــــامـةٌ بيضـــــاءُ

افْهمـوني .. فمـا أنــا غـيرُ طــــفلٍ
فـــــوقَ عينيـهِ يسـتحمُّ المـســــاءُ

أنا لا أعـرفُ ازدواجيّـــةَ الفكــــــرِ
فنفســي .. بحـــــيرةٌ زرقـــــاءُ

لبـلادي شعـــري .. ولستُ أبـــالي
رفضــــتهُ أم باركتـهُ الســـماءُ ..

jevaramat
25/05/2008, 16h35
إلي الأمير الدمشقي ( توفيق القباني )

1
مُكَسَّرةٌ كَجُفونِ أَبيكَ هيَ الكَلماتْ ..
وَمَقْصوصَةٌ ، كَجناحِ أبيكَ، هيَ المُفْرداتْ
فَكَيفَ يُغني المُغني ؟
وَقَدْ مَلأَ الدَّمْعُ كُلَّ الدَّواةْ ..
وماذا سَأكْتُب يا بُنَيَّ ؟
وَمَوْتُكَ ألْغى جَميعَ اللُغاتْ ..
2
لِأَيِّ سَماءٍ نَمُدُّ يَدَيْنا ؟
ولا أَحَداً في شَوارِعِ لَنْدنَ يَبْكي عَلَيْنا ..
يُهاجِمُنا المَوْتُ مِنْ كُلِّ صَوْبٍ ..
وَيَقْطعُنا مِثْلَ صَفْصَافَتَيْنْ
فأَذْكُر، حينَ أَراكَ، عَلِيَّاً ..
وتَذْكُرُ حينَ تَراني ، الحُسَيْنْ
3
أَشيلُكَ، يا وَلَدي ، فَوْقَ ظَهْري
كَمِئْذَنَةٍ كُسِرَتْ قِطْعتَيْنْ ..
وَشَعْرُكَ حَقْلٌ مِنَ القَمْحِ تَحْتَ المَطَرْ ..
ورَأْسُكَ في راحَتَي وَرْدةٌ دِمَشْقيَّةٌ .. وبقايا قَمَرْ ..
أواجه مَوْتكَ وَحْدي ..
وَأَجْمَعُ كُلَّ ثيابِكَ وَحْدي ..
وأَلْثُمَ قُمْصانَكَ العَاطِرَاتِ ..
وَرَسْمُكَ فَوْقَ جَوازِ السَّفَرْ
وأَصْرُخُ مِثْلَ المجانينِ وَحْدي
وكُلُّ الوجُوهِ أمامي نُحَاسٌ
وكُلُّ العُيونِ أمامي حَجَرْ
فكَيفَ أُقاوِمُ سَيْفَ الزَّمانِ ؟
وسَيْفي انْكَسَرْ ..
4
سأُخْبركُمْ عنْ أميري الجميلْ
عَنِ الْكانَ مِثْلَ المرايا نقاءً ..
ومثْلَ السنابلِ طولاً ..
ومثُل النَّخيلْ ..
وكانَ صديقَ الخِرافِ الصَّغيرةِ ..
كانَ صديقَ العصافيرِ ..
كانَ صديقَ الهَديلْ
سأُخْبرُكُمْ عنْ بَنَفْسَجِ عَيْنَيْهِ ..
هلْ تَعْرفونَ زُجاجَ الكنائِسِ ؟
هلْ تعْرفونَ دُموعَ الثُّرَيَّاتِ حينَ تَسيلْ ..
وهلْ تعْرفونَ نَوَافيرَ روما ؟
وحُزْنَ المراكِبِ قَبْلَ الرَّحيلْ
سأُخْبركُمْ عَنْهُ ..
كانَ كيوسُفَ حُسْناً ..
وكنتُ أخافُ عليهِ مِنَ الذِّئْبِ
كُنْتُ أخافُ على شَعْرهِ الذَّهبيِّ الطويلْ
.. وأمْس أَتَوا يَحْملونَ قميصَ حبيبي
وقدْ صَبَّغَتْهُ دماءُ الأصيلْ
فما حيلَتي يا قَصيدَةَ عُمْري ؟
إذا كُنْتَ أنْت جَميلاً ..
وحَظِّي قَليلْ ..
5
لماذا الجَرَائِدُ تَغْتالُني ؟
وتَشْنُقُني كُلَّ يَوْمٍ بحَبْلٍ طويلٍ مِنَ الذِّكْرياتْ
أُحاوِلُ أن لا أُصَدِّقَ مَوْتكَ ،
كُلُّ التَّقاريرِ كِذْبٌ،
وكُلُّ كلامِ الأطبَّاءِ كِذْبٌ،
وكُلُّ الأكاليلِ فَوْقَ ضَريحِكَ كِذْبٌ ..
وكُلُّ المَدَامِعِ والْحَشْرجَاتْ ..
أُحاوِلُ أن لا أُصدِّقَ أنَّ الأمير الخُرافيَّ تَوْفيقَ ماتْ ..
وأنَّ الجَبينَ المُسافِرَ بَيْنَ الكَواكِبِ ماتْ ..
وأنَّ الذي كَانَ يَقْطُفُ مِنْ شَجَرِ الشَّمْسِ ماتْ ..
وأنَّ الذي كانَ يَخْزُنُ ماءَ البِحَارِ بِعَيْنيْهِ ماتْ ..
فَمَوْتُكَ يا وَلَدي نُكْتةٌ ..
وقَدْ يُصْبِحُ المَوْتُ أَقْسى النِّكاتْ
6
أُحاوِلُ أن لا أُصدِّقَ ،
ها أَنْتَ تَعْبُرُ جِسْرَ الزَّمالِكِ،
ها أنْتَ تَدْخُلُ كالرُّمْحِ نادي الْجَزيرَةِ،
تُلْقي على الأَصْدِقاءِ التَّحيَّةْ،
تَمْرُقُ مِثْلَ الشُّعاعِ السَّماوِيِّ بَيْنَ السَّحابِ وَبَيْنَ المَطَرْ ..
وها هِيَ شَقَّتُكَ القاهِريَّةُ، هذا سَريرُكَ، هذا مَكانُ جلوسك،
ها هِيَ لَوْحاتُكَ الرَّائِعاتْ ..
وأَنْتَ أمَامي بِدِشْداشَةِ القُطْنِ، تَصْنعُ شايَ الصَّباحِ،
وتَسْقي الزُّهورَ على الشُّرُفاتْ ..
أُحاوِلُ أن لا أُصَدِّقَ عَيْني ..
هُنا كُتبِ الطِّبِّ ما زالَ فيها بَقِيَّةُ أَنْفاسِكَ الطَّيِّباتْ
وها هُوَ ثَوْبُ الطَّبيبِ المُعلَّقِ يَحْلُمُ بالمَجْدِ والأُمْنياتْ
فيا نَخْلةَ العُمْرِ ..
كيفَ أُصدِّقُ أنَّكَ تَرْحَلُ كالأُغْنياتْ
وأنَّ شِهادَتَكَ الجامِعِيَّةَ يَوْماً .. سَتُصْبحُ صَكَّ الوَفاةْ!!
7
أَتَوْفيقُ ..
لوْ كانَ لِلْمَوْتِ طِفْلٌ، لأَدْرَكَ ما هُوَ مَوْتُ البَنينْ
ولوْ كانَ للموْتِ عَقْلٌ ..
سَأَلْناهُ كيْفَ يُفَسِّرُ مَوْتَ البلابِلِ والْياسَمِينْ
ولوْ كانَ للمَوْتِ قَلْبٌ ..
تَرَدَّدَ في ذَبْحِ أوْلادِنا الطَّيِّبينْ ،
أَتَوْفيقُ يا مَلَكِيَّ الملامِحِ .. يا قَمَرِيَّ الجَبينْ ..
صَديقاتُ بَيْروتَ مُنْتَظِراتٌ ..
رُجُوعَكَ يا سَيِّدَ العِشْقِ والعاشِقينْ ..
فَكَيْفَ سَأَكْسِرُ أَحْلامَهُنَّ ؟
وأُغْرِقَهُنَّ بِبَحْرِ الذُّهولْ
وماذا أقولُ لَهُنَّ حَبيباتِ عُمْرِكَ، ماذا أقولْ ؟
8
أَتَوْفيقُ ..
إنَّ جُسورَ الزَّمالِكِ تَرْقُبُ كلَّ صباحٍ خُطاكْ
وإنَّ الحَمَامَ الدِّمَشْقيَّ يَحْمِلُ تَحْتَ جَنَاحَيْهِ دِفْءَ هَواكْ
فيا قُرَّةَ العَيْنِ .. كيْفَ وَجَدْتَ الحَياةَ هُناكْ ؟
فَهَلْ سَتُفَكِّرُ فينا قَليلاً ؟
وتَرْجعُ في آخرِ الصَّيْفِ حتَّى نَراكْ ..
أَتَوْفيقُ ..
إني جَبانٌ أمامَ رِثَائِكَ ..
فارْحَمْ أباكْ ..

jevaramat
25/05/2008, 16h37
إلي بيروت الأنثى مع الاعتذار

كَـــان لُبنَــــانُ لَكُم مَروَحَةٌ
تَنشُرُ الأَلوَانَ وَالظِـــلَّ الظَلِيـــلاَ

كَم أَوَيتمُ مِن صَحَارَيكُم إلَيهِ
تَطلُبونَ اَلمَاءَ وَالوَجـــهَ الجَمِيــلاَ

واغْتَسلْتُـمْ بِنَــدَى غَابَاتـــهِ
وِاخْتَبَأتُم تَحتَ جِفنَيِـــه طَوِيلاَ

وِتَسَلَّقتُــم عَلَى أَشجـــــارِهِ
وِسَرَحْتُمْ فِي بَرَارِيِـــه وُعــــولاَ

وِشَرِبتمُ مِن خَوَابِيِه نَبِيــذَاً
وَسَمِعتُـــــم مِن شَوَادِيــهِ هَدِيلاَ

وِقَطَفتمُ مِن رَوَابِيهِ الخُزَامَى
وَالعُيُــونَ الخُضرَ وِالخَدَّ الأَسِيلاَ

وِاقتَنَيتـــمُ شَمْسَـــهُ لُؤلـُـؤَةً
وِرِكبتمُ أَنجُــمَ اللَّيـــلِ خُيُــــولاَ

إِنَّهُ عَلّمَّكُــــم أَن تَعشــــقوا
لَم يَكُن لُبنَانُ فِي العُشقِ بَخيــلاَ

إِنَّهُ عَلََّمَكُــــم أَن تقـــــرؤوا
هَل تَقولون لَهُ : شُكراً جَزِيـلاَ ؟

آه يَا عُشَّاقَ بَيرُوتَ القُـدَامَى
هَل وَجَدْتُمْ بَعدَ بَيرُوتَ البَدِيلاَ ؟

إِنَّ بَيرُوتَ هِيَ الأُنثَـى الَتِي
تَمنَحُ الخَصبَ وَتُعطِينَا الفُصُــولاَ

إِن يَمُتْ لُبنَانُ .. مِتُّـم مَعَهُ
كُلُّ مَن يَقْتُلُــهُ .. كَانَ القَتِيـــلاَ

كُلُّ قُبحٍ فِيِه .. قُبحــُّ فِيكُمُ
فَأَعِيدُوهُ كَمَـــا كَـــانَ جَمِيـــــلاَ

إِنَّ كَوْناً لَيسَ لُبنَــانُ فِيـــهِ
سَوفَ يَبقَى عَدَماً أو مُســـتَحِيلاَ

كُلُّ مَا يَطلُبُهُ لُبنَــانُ مِنــكُم
أَن تُحِبُـــوهُ .. تُحِبُّـــــوهُ قَلِيلاَ

jevaramat
25/05/2008, 16h39
إلي صاحبة السمو .. حبيبتي سابقاً

,, وَتَزَوَّجْتِ أخيراً ..
بِئْرَ نِفْطٍ ..
وتَصالَحْتِ معَ الحُبِّ أخيرا ..
كانَتِ السَحْبَةُ ـ يا سيِّدتي ـ رابِحَةً
ومِنَ الصُنْدوقِ أخْرَجْتِ أميرا ..
عربيَّ الوَجْهِ .. إلا أنَّهُ ..
ترَكَ السَّيْفَ يتيماً .. وأتي
يَفْتَحُ الدُنيا شِفاهاً .. وخُصورا
فاسْتريحي الآنَ .. مِنْ عِبءِ الهوى
طالما كُنتِ تُريدينَ أميرا ..
تَتَسَلّينَ بهِ وَقْتاً قصيرا ..
يَتَسَلَّي بِكِ ـ يا سيِّدتي ـ وَقْتاً قصيرا
ويَمُدُّ الأرْضَ ، مِنْ تَحْتِكِ ، ورْداً وحريرا
فاشْربي نِفْطاً .. وسُبْحانَ الذي
جَعَلَ البِتْرولَ مِسْكاً وعبيرا ..
,, وتَزَوَّجْتِ أخيراً مَلِكاً ..
مِنْ مُلوكِ الخُلفاءِ الرّاشدينْ
ومَلَكْتِ الدينَ والدُنيا معاً ..
فاسجُدي شُكْراً لربِّ العالَمينْ
رازِقِ الطّيْرِ في أشْكالِها ..
مُسْقِطِ الغَيْثِ ، ملاذِ التائِهينْ
باعِثِ الأمواتِ مِنْ أكْفانِهِمْ
بارئِ المَرْضي ، وكافي المُعْدَمينْ
واهِبِ النّفْطِ لِمَنْ يَخْتارُهُمْ
مِنْ بَنيهِ الصالحينْ ..
,, كانَتِ السّحْبَةُ يا سيِّدتي رابِحَةٌ
ـ مِثْلَما قدَّرْتِ ـ والصيْدُ ثمينْ
وأنا غيرُ حزينْ ..
لا تظُني أبداً .. أنّي حزينْ
فانا أعْلَمُ ، يا سيِّدتي ، عِلْمَ اليَقينْ
ما تُسِرِّينَ .. وماذا تُعْلِنينْ
وأنا أعْرِفُ يا سيِّدتي
أكثَرَ الخيلِ التي كُنْتِ عليها تَلْعبينْ ..
وأنا أعْرِفُ يا سيِّدتي
كيفَ خَطَّطْتِ سنيناً وسنينْ
لِتَصيدي مَلِكاً ..
مِنْ مُلوكِ الخُلَفاءِ الراشِدينْ ..
لَمْ يُفاجِئْني الخبَرْ ..
حينَ طالَعْتُ الجريدةْ ..
ورأيْتُ الشمعَ ، والأطفالَ ، والثَّوْبَ الموَشَّي بالذَهَبْ
ورأيْتُ الرّجلَ المَسْحوبَ بالقُرْعَةِ ..
مَعْروضاً كبِرْوازِ الخَشَبْ ..
لَمْ يُحَرِّكْني الخَبَرْ ..
حينَ شاهَدْتُكِ في كلِّ الصُّوَرْ
تَنْثَنينَ كطاووسٍ .. شمالاً ويميناً
وتَذوبينَ حياءً وخَفَرْ
وتَشُدِّينَ علي كفِّ النبيِّ المُنْتَظَرْ ..
لَمْ يُساوِرْني العَجَبْ
فهُواياتُكِ كانَتْ دائِماً ..
جَمْعَ فُرْسانِ الخَشَبْ ..
,, وتأمَلْتُ شُعوري ..
وأنا أقْراُ أخْبارَ زِفافِكْ
كيفَ لَمْ أحْزَنْ .. ولَمْ أفْرَحْ ..
ولا طِرْتُ سرورا ..
كيفَ لمْ أَعْبَاْ .. ولمْ أُبْرِقْ ..
ولمْ أُرْسِلْ زُهورا ..
كيفَ في ثانيةٍ ماتَ شُعوري ..
فالتي أشْعَلْتُ في مَعْبَدِها قِنْديلَ عُمري
لمْ تَعُدْ تَعْني قليلاً أو كثيرا ..
كيفَ ألْقيْتُ علي الأرْضِ الجريدَةْ ؟
ونَسيتُ العُرْسَ أضْواءً ، ورَقْصاً ، وكؤوسا
وتأمَّلْتُ التّصاويرَ أمامي ..
غيرَ أنّي لَمْ أجِدْ فيها العَروسا ..
,, وتسلَّيْتُ كثيرا ..
حينَ أبْصَرْتُكِ يا سيِّدتي ،
تَقْطَعينَ الكَعْكَةَ الكُبرى ..
وتَمْشينَ كما تَمْشي اللُّعَبْ
وتَضمِّينَ أمامَ الناسِ بِرْوازَ الخَشَبْ
وتَشُيدينَ بأنْسابِ قُرَيْشٍ
وفُتوحاتِ العَرَبْ ..
وتَعَجَّبْتُ لِنَفْسي ..
لَمْ أكُنْ أشْعُرُ في أي أسيً
لمْ أكُنْ أشْعُرُ في أي غَضَبْ ..
فانا أعْرِفُ يا سيِّدتي
أنَّ أحْلامَكِ أنْ تَلْتَقِطي ..
بدَويَّاً عاشِقاً ..
يَرْهُنُ التاريخَ عِنْدَ امْرأةٍ ..
ويبيعُ الله في جَلْسَةِ جِنْسٍ وَطَرَبْ ..
ألفُ مَبْروكٍ .. أيا سيِّدتي
وأدامَ اللهُ بِتْرولَ العَرَبْ ..


إلي عصفورة سويسرية

أَصَديقَتـــي : إِنَّ الكِتــابَةَ لَعْنَــةٌ
فانْجي بِنَفْسكِ مِنْ جَحيمِ زَلازِلي

فَكَّرْتُ أنَّ دفاتــري هِيَ مَلْجـــأي
ثُمَّ اكْتشَفْتُ بأنَّ شِعْـــريَ قاتـــلي

وَظَنَنْتُ أنَّ هـــواكِ يُنْهي غُرْبَتي
فَمَرَرْتِ مِثْلَ المــاءِ بَيْنَ أنـــــامِلي

بَشَّرْتُ في دينِ الهــوى .. لكِنَّهمْ
في لَحْظةٍ ، قَتــلوا جَميعَ بلابــِلي

لا فَرْقَ في مُدُنِ الغُبارِ .. صَديقَتي
ما بيْنَ صورَةِ شاعرٍ .. ومُقاولِ ..

يا رَبُّ: إنَّ لِكُلِّ جُـــرْحٍ ســـاحِلاً
وأنا جِراحــــاتي بِغَيْرِ سَـــواحِلِ

كُلُّ المنــافي لا تُبَــــدِّدُ وَحْشَـــتي
ما دامَ مَنْفــايَ الكبيرُ .. بِداخلي

jevaramat
25/05/2008, 17h10
إليه في يومِ ميلاده

زَمـــانُكَ بُسْــــتانٌ ، وعَصْــرُكَ أَخْضَرُ
وذِكْـــراكَ عُصْفـــــورٌ مِنَ القلْبِ يَنقُــــرُ

ملأْنا لكَ الأقْـــداحَ .. يا مـــنْ بِحُبِّـهِ
سَكِرْنا ، كمــا الصــــوفيُّ بالله يَسْـــــكَرُ

دخَــــلْتَ علي تاريخِنـــــا ذاتَ ليـلةٍ
فرائِحـةُ التاريـــــخِ ، مِسْكٌ وعَنْبَــــــرُ

وكُنتَ .. فكانَتْ في الحقـــولِ سـنابلٌ
وكانَتْ عصـــــافيرٌ .. وكانَ صُنوبَـــــرُ

لَمَسْتَ أمانينـا ، فصـــارَتْ جــــداولاً
وأمْطَرْتنـــا حُبَّــــاً ، ولا زِلْــــتَ تُمْطِرُ

تأَخَّرْتَ .. عنْ وعْدِ الهـوى يا حبيبَنا
وما كُنْتَ عَنْ وَعْـدِ الهـــوى تتــأخَّرُ ..

سَهُدْنا ، وفكَّرْنا ، وشـــاخَتْ دموعُنا
وشابَتْ ليالينــــا .. وما كُنْتَ تَحْضُـــرُ

تُعـاوِدُني ذِكْــــراكَ كـــــلَّ عَشـــــيَّةٍ
ويورِقُ فِكْـــري .. حينَ فيـكَ أُفَـــــكِّرُ

وتأْبي جراحــــي أنْ تَضُـمَّ شِـفاهَهـــا
كأنَّ جـــــراحَ الحُــــبِّ لا تَتَخَثَّـــرُ ..

أُحبُّكَ .. لا تَفسيرَ عنْـــدي لصَبْوتــي
أُفَسِّــرُ مـاذا ؟ والهــــــوى لا يُفَسَّـــــرُ

تأخَّرْتَ يا أغلي الرِّجــــالِ ، فليلُنـــا
طويـلٌ ، وأضْـــواءُ القناديـــــلِ تَسْهَــرُ

تأَخَّرْتَ .. فالسـاعاتُ تأْكُلُ نفْسهـــا
وأيَّامُنــــــا في بَعْضِهـــــــا تَتَعَثَّـــرُ ..

أتَسْأَلُ عَنْ أعْمـارنــا ؟ أنْتَ عُمْرُنـــــا
وأنْتَ لنا المَهْـــــديُّ .. أنْتَ المُحَـــــرِّرُ

وأنْتَ أبو الثَّـــوْراتِ .. أنْتَ وقودُهـا
وأنْتَ انْبِعــــاثُ الأرْضِ .. أنْتَ التَّغيُّرُ

تَضيــقُ قُبـورُ المَيِّتينَ .. بمَنْ بهـا ..
وفي كُلِّ يوْمٍ ، أنْتَ في القَبْـــــرِ تَكْبُرُ ..

تأَخَّـــرْتَ عنــــا .. فالجيـادُ حزينَةٌ
وسَيْفُكَ مِنْ أشْـواقِهِ .. كــــادَ يَكْفُـــــرُ

حِصانُكَ في سيْنــــاءَ يَشْـرَبُ دَمْعَـــــهُ
ويا لِعـــــذابِ الخيْــــــلِ إذْ تَتَـــــذَكَّرُ

وراياتُكَ الخَضْـراءَ تَمْضِـــغُ دَرْبَهـــــا
وفوْقَــــكَ آلافُ الأَكاليـــــلِ تُضْـــــــفَرُ

تأَخَّرْتَ عنــــا .. فالمَســـــيحُ مُعَـذَّبٌ
هناكَ .. وجُرْحُ المَجْدَليَّــــــةِ أَحْمَـــــرُ

نســـــاءُ فِلَسْـــــطينٍ تَكَحَّلْنَ بالأسـى
وفي بيْتِ لَحْـمٍ ,, قاصِــــراتٌ وقُصَّــــرُ

وليْمــــونُ يافــــا يابــِسٌ في حُقـولِــهِ
وهَلْ شَجَـرٌ في قَبْضَــــةِ الظُّلْمِ يُزْهِــــرُ ؟

رفيقَ صلاحِ الديـنِ .. هلْ لكَ عَــــوْدَةٌ
فإنَّ جُيـــوشَ الــــرُّومِ تَنْهـي ، وتأْمُــرُ

رفاقُكَ في الأغْـوارِ شّـدّوا سُروجَـــــهُمْ
وجُنْدُكَ في حِطِّينَ ، صَلُّـوا .. وكبَّروا ..

تُغَنّي بِكَ الدُّنيـــــا .. كأنَّكَ طــــارِقٌ
علي بَرَكاتِ اللهِ ، يَرْسـو .. ويُبْحِـــــرُ

تُناديـكَ مِنْ شـــوْقٍ مـــــآذِنُ مَكَّـــــةٍ
وتَبْكيكَ بَـدْرٌ ، يا حبيبي ، وخَيْبَـــــرُ

ويَبْكيـكَ صَفْصـافُ الشَّــــآمِ وَوَرْدُهـــا
ويَبْكيـــــكَ زَهْـــــرُ الغَوْطَتَيْنِ ودُمَّــــرُ

تعـالَ إليْنـا .. فالمُــــروءاتُ أَطْــرَقَتْ
ومَوْطِـــــنُ آبــــائي زُجــــاجٌ مُكَسَّـــــرُ

هُزِمْنـا .. ومازِلْنـــا شَـتاتَ قَبــــائِلٍ
تَعيشُ علي الحِـقْدِ الـدَّفيـــنِ وتَثْــــــأَرُ

يُحـاصِرُنا كالمَــوْتِ .. ألْفُ خليــــفَةٍ
ففي الشَّرْقِ هـولاكـــو وفي الغَـرْبِ قَيْصَرُ

أبا خالـدٍ .. أشْكــو إليْــــكَ مواجِعي
ومِثْلي لَهُ عُــــذْرٌ .. وَمِثْـــلُكَ يَعْـــــذُرُ

أنا شَجَرُ الأحــزان ، أنْـزِفُ دائِمــــاً
وفي الثَّلْجِ ، والأَنْـواءِ ، أُعْـــطي وأُثْمِـــرُ

يُثيرُ حُزَيْـرانٌ جُنــــوني ونِقْـــــمَتي
فأغْتـالُ أوْثاني .. وأبْــكي .. وأكْفُــــرُ

وأذْبَحُ أهــــل الكَهْفِ ، فوْقَ فراشِـهِمْ
جميـعاً .. وِمِـــنْ بوَّابَــــةِ المَوْتِ أَعْبُــرُ

وأتْرُكِ خلْفـــي .. ناقَتي وعَبــــاءَتي
وأمْشي .. أنـــا في رَقْبَةِ الشّمْسِ خِنْجَـرُ

وأَصْرُخُ : يا أرْضَ الخُرافاتِ ، اِحْبَلي
لعلَّ مســـيحاً ثانياً .. سـوْفَ يَظْهَرُ ..

jevaramat
25/05/2008, 17h13
أنا مع الإرهاب

مُتَّهمونَ نحْنُ بالإرْهابْ ..
إنْ نحنُ دافَعْنا عَنِ الوَرْدةِ .. والمَرْأةِ ..
والقصيدةِ العَصْماءَ ..
وزُرْقةِ السَّماءْ ..
عنْ وطنٍ لمْ يَبْقَ في أَرْجائِهِ ..
ماءٌ .. ولا هَوَاءْ ..
لَمْ تَبْقَ فيهِ خَيْمةٌ .. أو ناقَةٌ ..
أو قَهْوةٌ سَوْداءْ ..
مُتَّهمونَ نحْنُ بالإرْهابْ ..
إنْ نحْنُ دافَعْنا بِكُلِّ جُرْأَةٍ
عنْ شَعْرِ بَلْقيسَ ..
وعنْ شِفاهِ مَيْسونَ ..
وعنْ هِنْدٍ .. وعنْ دَعْدٍ ..
وعنْ لُبْنى .. وعنْ رَبابْ ..
عَنْ مَطَرِ الكُحْلِ الَّذي
يَنْزِلُ كالوَحْيِ مِنَ الأَهْدابْ !!
لَنْ تجِدوا في حَوْزتي
قصيدةً سِرِّيَّةً ..
أو لُغةً سِرِّيَّةً ..
أو كُتُباً سِرِّيَّةً أسْجِنُها في داخِلِ الأَبْوابْ
وليْسَ عِنْدي أبداً قصيدةً واحدةً ..
تَسيرُ في الشَّارعِ .. وَهْىَ تَرْتدي الحِجَابْ
مُتَّهمونَ نحْنُ بالإِرْهابْ ..
إذا كَتَبْنا عنْ بقايا وَطَنٍ ..
مُخَلَّعٍ .. مُفَكَّكٍ مُهْترئٌ
أشْلاؤهُ تَناثَرَتْ أشْلاءْ ..
عَنْ وَطَنٍ يَبْحثُ عنْ عُنْوانِهِ ..
وأُمَّةٍ ليْسَ لها أَسْماءْ !
عَنْ وطنٍ .. لَمْ يَبْقَ مِنْ أشْعارِهِ العظيمةِ الأولى
سِوى قَصائِدِ الخَنْساءْ !!
عنْ وطنٍ لمْ يَبْقَ في آفاقِهِ
حُرِّيَّةُ حَمْراءُ .. أو زرْقاءُ .. أو صفْراءْ ..
عنْ وطنٍ .. يَمْنعُنا أنْ نَشْترى الجَريدَةَ
أو نَسْمعَ الأنْباءْ ..
عنْ وطنٍ كُلُّ العصافيرِ بِهِ
مَمْنُوعةٌ دَوْما مِنَ الغناءْ ..
عنْ وطنٍ ..
كُتَّابُهُ تَعوَّدوا أنْ يكْتُبوا ..
مِنْ شِدَّةِ الرُّعْبِ ..
على الهَواءْ !!
عنْ وطنٍ ..
يُشْبِهُ حالَ الشِّعْرِ في بلادِنا
فَهْوَ كلامٌ سائِبٌ ..
مُرْتجلٌ ..
مُسْتَوْرَدٌ ..
وأَعْجَمِيُّ الوَجْهِ واللسانْ ..
فما لهُ بِدايةٌ ..
ولا لهُ نِهايَةٌ
ولا لهُ علاقةٌ بالنَّاسِ .. أو بالأرْضِ ..
أو بِمأْزقِ الإنسان !!
عنْ وطنٍ ..
يمْشى إلي مُفاوضاتِ السِلْمِ ..
دونَما كرامةٍ ..
ودونما حِذاءْ !!!
عنْ وطنٍ ..
رجالهُ بالوا على أنْفسِهمْ خوفاً ..
ولمْ يَبْقَ سوى النِّساءْ !!
المِلْحُ في عُيونِنا ..
والمِلْحُ .. في شِفاهِنا ..
والمِلْحُ .. في كلامِنا ..
فهلْ يَكونُ القَحْطُ في نُفوسِنا ..
إِرْثاً أتانا منْ بني قَحْطانْ ؟؟
لمْ يبْق في أُمْتنا مُعاوِيَةٌ ..
وَلا أبو سُفْيانْ ..
لمْ يبْقَ مَنْ يقولُ (لا) ..
في وَجْهِ منْ تَنازَلوا
عنْ بَيْتِنا .. وخُبْزِنا .. وزَيْتِنا ..
وحَوَّلوا تاريخَنا الزَّاهي ..
إلي دُكَّانْ !! ..
لمْ يَبْقَ في حياتِنا قَصيدَةً ..
ما فَقَدتْ عَفَافَها ..
في مَضْجَعِ السُّلْطانْ !!
لقدْ تَعَوَّدْنا على هَوانِنَا ..
ماذا منَ الإنسان يَبْقى ..
حيْنَ يَعْتادُ على الهَوَانْ ؟؟
أبْحَثُ في دَفاتِرِ التَّاريخِ ..
عنْ أُسامَةَ بن مَنْقذٍ ..
وعُقْبةَ بنَ نافِعٍ ..
عنْ عُمَرٍ .. عنْ حَمْزةٍ ..
عنْ خالدٍ يَزْحفُ نَحْوَ الشَّامِ ..
أَبْحَثُ عنْ مُعْتصمٍ باللهِ ..
حتَّى يُنْقذَ النِّساءَ مِنْ وحْشيةِ السَّبْيِ ..
ومنْ ألْسنَةِ النيرانْ !!
أبحث عن رجال أخر الزمان ..
فلا أرى في الليل إلا قططا مذعورة ..
تخشى على أرواحها ..
من سلطة الفئران !! ..
هل العمى القومي .. قد أصابنا ؟
أم نحن نشكو من عمى الألوان ؟؟
متهمون نحن بالإرهاب ..
إذا رفضنا موتنا ..
وجرافات إسرائيل ..
تنكش في ترابنا ..
تنكش في تاريخنا ..
تنكش في إنجيلنا ..
تنكش في قرآننا! ..
تنكش في تراب أنبيائنا ..
إن كان هذا ذنبنا
ما أجمل الإرهاب ..
متهمون نحن بالإرهاب ..
.. إذا رفضنا محونا
على يد المغول .. واليهود .. والبرابرة ..
إذا رمينا حجرا ..
على زجاج مجلس الأمن الذي
استولى عليه قيصر القياصرة ..
.. متهمون نحن بالإرهاب
.. إذا رفضنا أن نفاوض الذئب
.. وأن نمد كفنا ل ..
أميركا ..
ضد ثقافات البشر ..
وهى بلا ثقافة ..
ضد حضارات الحضر ..
وهى بلا حضارة ..
أميركا ..
بناية عملاقة
ليس لها حيطان ..
متهمون نحن بالإرهاب
إذا رفضنا زمنا
صارت به أميركا
المغرورة .. الغنية .. القوية
مترجما محلفا ..
للغة العبرية ..
.. متهمون نحن بالإرهاب
وإذا رمينا وردة ..
للقدس ..
للخليل ..
أو لغزة ..
والناصرة ..
إذا حملنا الخبز والماء
إلي طروادة المحاصرة
متهمون نحن بالإرهاب
إذا رفعنا صوتنا
ضد الشعوبيين من قادتنا
وكل من غيروا سروجهم
وانتقلوا من وحدويين إلي سماسرة
متهمون نحن بالإرهاب
إذا اقترفنا مهنة الثقافة
إذا قرأنا كتابا في الفقه والسياسة
إذا ذكرنا ربنا تعالى
إذا تلونا ( سورة الفتح)
وأصغينا إلي خطبة الجمعة
فنحن ضالعون في الإرهاب
متهمون نحن بالإرهاب
إن نحن دافعنا عن الأرض
وعن كرامة التراب
إذا تمردنا على اغتصاب الشعب ..
واغتصابنا ..
إذا حمينا آخر النخيل في صحرائنا ..
وآخر النجوم في سمائنا ..
وآخر الحروف في أسمائنا ..
وآخر الحليب في أثداء أمهاتنا ..
.. إن كان هذا ذنبنا
فما أروع الإرهاب!!
أنا مع الإرهاب ..
إن كان يستطيع أن ينقذني
من المهاجرين من روسيا ..
ورومانيا، وهنغاريا، وبولونيا ..
وحطوا في فلسطين على أكتافنا ..
ليسرقوا مآذن القدس ..
وباب المسجد الأقصى ..
ويسرقوا النقوش .. والقباب ..
أنا مع الإرهاب ..
إن كان يستطيع أن يحرر المسيح ..
ومريم العذراء .. والمدينة المقدسة ..
من سفراء الموت والخراب ..
بالأمس
كان الشارع القومي في بلادنا
يصهل كالحصان ..
وكانت الساحات أنهارا تفيض عنفوان ..
.. وبعد أوسلو
لم يعد في فمنا أسنان ..
فهل تحولنا إلي شعب من العميان والخرسان ؟؟
أنا مع الإرهاب ..
إذا كان يستطيع أن يحرر الشعب
من الطغاة والطغيان
وينقذ الإنسان من وحشية الإنسان
أنا مع الإرهاب
إن كان يستطيع أن ينقذني
من قيصر اليهود
أو من قيصر الرومان
أنا مع الإرهاب
ما دام هذا العالم الجديد ..
مقتسما ما بين أمريكا .. وإسرائيل ..
بالمناصفة !!!
أنا مع الإرهاب
بكل ما املك من شعر ومن نثر ومن أنياب
ما دام هذا العالم الجديد
!! بين يدي قصاب
أنا مع الإرهاب
ما دام هذا العالم الجديد
قد صنفنا
من فئة الذئاب !!
أنا مع الإرهاب
إن كان مجلس الشيوخ في أميركا
هو الذي في يده الحساب ..
وهو الذي يقرر الثواب والعقاب
أنا مع الإرهاب
مادام هذا العالم الجديد
يكره في أعماقه
رائحة الأعراب
أنا مع الإرهاب
مادام هذا العالم الجديد
يريد ذبح أطفالي
ويرميهم للكلاب
من أجل هذا كله
أرفع صوتي عاليا
أنا مع الإرهاب
أنا مع الإرهاب
أنا مع الإرهاب

jevaramat
25/05/2008, 17h17
أنا ودمشق

يا ساري النجمِ بلغْ غوطــةَ الشــامِ
حبي وصــــادق أشواقي وتهيامي

وامسحْ جبينَك من أطيابِ واحتــها
وانقلْ شــذاها لهذا الواله الظامي

تركتُ فيها ربيعَ العمرِ فالتهــبتْ
في غربتـي كلُّ أحزانـــي وآلامــي

هناك بين مغانيهـــــا وأنهرهــــا
ودعتُ أجمـــل أيــامي وأعــوامي

مدّي إلي يداً يا خيـــرَ هاجـــــرةٍ
فالهـجرُ يقتلني كالخنجر الدامي

ما غبتِ عن ناظري يا فتنةً سرقتْ
قلبـي ومن جفنيَ الوسنانِ أحلامي

هــذي دمشـقُ وهذا الحبُّ من زمنٍ
رفعتُ ألويتي فيهــــا وأعـــلامي

ما هزَّني الشوقُ أو مرَّ الهوى بدمي
إلا وكانتْ مناجـــاتي وإلهـــامي

فكم رمتني بســهمٍ من لواحظهـــا
وباركت مهجتي في حبها الرامي

سرُّ المحبـة أن الشـــامَ مابرحــت
تشفي جراحي إذا أدمت وأسقامي

حفرتُ صـــورة خديها على كبدي
ورحتُ أغسل في العينينِ أوهــامي

وفتنةُ الشامِ جـــل الله ما رســـمتْ
كَفَّــــاهُ أجمـــــلَ إبـــداعٍ لرسـام

صبَّ الإله بها من حسنه فزهـــتْ
بين المدائــن في دَلٍ وإنْعــــــــــامِ

يا للأماسي ويا للســحرِ في بلـــــدٍ
بالحسنِ والحـــبِ والإيثــارِ عوّامِ

تضوع من شعرها الليــــلي غاليــة
من كـــل عطـــرٍ شهي النشرِ نمَّام

هام الصبــاحُ وورد الشـــام تَيَّمـــهُ
لما تفتح .. أكمامـــــاً بأكمـــــــام

وللجـــــداول أنَّــــاتٌ مُجَرَّحــــةٌ
تذكي صبابـــةَ مُلتــــاحٍٍ ولــــوَّام

حوريةٌ أبدع الرحمـــــن فتنتَهـــا
حتى تجلى بحسن الحور في الشام

شــدتْ محاسنهـــا كلَّ القلوب لها
وتـــاه عاشقُها في بحــرها الطامي

jevaramat
25/05/2008, 18h16
أنا يا صديقة متعب بعروبتي

يا تونُـــسَ الخَضــــراءَ جئْتُكِ عاشِـــقاً
وعلــي جبيــــني ورْدَةٌ وكِتـــابُ

إني الدِمَشْقيُّ الـــذي احتَرَفَ الهـــوى
فاخْضَوضَـــرَت لغِنــائِهِ الأعشابُ

أحرقْتُ من خلـــفي جميعَ مراكبـــــي
إنَّ الهــوى ، إلا يكـــونَ إيــــابُ

أنا فوْقَ أجْفـــــانِ النِســــاءِ مُكَسَّـــــرٌ
قِطعاً ، فعُمري الموجُ والأخشــابُ

لم أنْسَ أسْمــــــاء النســـــاءِ وإنمـــــا
للحُسْنِ أسبابٌ ، ولـــي أسبـــابُ

يا ساكنـــاتِ البَحْـــــرِ في قَرْطاجَـــــةٍ
جَــــفَّ الشذى وتفَـرَّقَ الأصحابُ

أيــــن اللـــــواتي حُبُــــهُنَّ عبـــــادّةٌ
وغِيابُهُـــنَّ وقُرْبُهُــــنَّ عـــــذابُ

اللابِسَـــــاتِ قصائـــدي وَمَدَامِــــــعي
عاتبتُهُنَّ فما أفــــــاد عِتـــــــابُ

أحْبَبْتُهُــــنَّ وهُــــــنَّ مـــا أحْببنَنـــي
وصَدَقْتُهُنَّ ووَعْدُهُــــــنَّ كِـــــذابُ

إني لأشْعُــرُ بالــــــدُوارِ ، فَناهِــــــدٌ
لي يَطْمَئِنَُ ، وناهِــــدٌ يرْتـــــابُ

هـــلْ دوْلَـــــةُ الحُبِّ التــي أسَّسْتُهــا
سَقَطَتْ عليَّ وَسُــدَّتِ الأبْـــوابُ ؟

تبْكـــي الكـؤوسُ ، فبَعْدَ ثَغْرِ حبيبتي
حَلَفَتْ ، بألا تُسْــكِر الأعْنـــــابُ

أيَصُدُّنـــــي نَهْــــدٌ تعِبْتُ بِرَسْــــــمِهِ
وتخونُني الأقْـــراطُ والأثْـــوابُ ؟

ماذا جــــري للمـــــالكي وبيـــــارقي
أدعو ربابَ ، فلا تُجيبُ ربـابُ ؟

أأحاسِـــبُ امــــرأةً علي نِسْـــــــيانِها
ومتى اسْتقامَ مع النساءِ حسابُ ؟

ما تُبْتُ عنْ عِشْـــقي ولا اسْتَغْفَرْتُـــــهُ
ما أسْــخَفَ العُشَّــاقَ لوْ هُمُ تابـوا

قمــــرٌ دمشْقيٌّ يُســــــافِرُ في دمــــــي
وبلابــــلٌ وسنــــابلٌ وقبــــــابُ

الفلُّ يبـــــدأُ من دِمَشْـــــقَ بياضُــــــهُ
وبِعِطــــرها تَتَطيَـــبُ الأطيـــابُ

والمـــــــاءُ يبـــدأُ من دمشــــقَ فحَيْثُما
أسْنَدْتَ رأْسَكَ ، جَــــدْوَلٌ ينْسابُ

والشِّعْرُ عُصْفــــورٌ يَمُــــدُّ جناحَــــــهُ
فوْقَ الشئآمِ ، وشــــاعِرٌ جــــوَّابُ

والحُبُّ يبْدأُ مــن دمشْــقَ ، فأهْلُنــــــا
عَبدوا الجمـــال ، وذوَّبوهُ وذابـوا

والخيلُ تبــدأُ من دمَشْــــقَ مَسَارُهــــا
وَيُشَدُّ للْفَتْــحِ الكبيــــرِ رِكـــــابُ

والدَّهْر يبـــدأُ من دِمَشْــــقَ وعِنْدَهــــا
تبقي اللُغاتُ ، وتُحْفَـــظُ الأنسابُ

ودِمَشْـــقُ تُعطي للْعُروبَــــةِ شَكْلهــــا
وبِأرْضِها تَتَشَـــــكَّلُ الأحقـــــابُ

بدأَ الزِفــــافُ ، فمَنْ تكـــونُ مَضيفتي
هذا المساءُ ، ومن ْ هوَ العَــــــرَّابُ

أأنا مُغَنـــي القَصْـــــرِ يا قرطاجــــــةٌ
كيفَ الحُضورُ وما علي ثيــــابُ ؟

ماذا أقـــــولُ ، ومــــن يُفَتِشُ عن فمي
والمُفْـــــرداتُ حجــــارةٌ وتــرابُ

فمــــــآدِبٌ عربيَّــــــةٌ ، وقصـــــــائِدٌ
هَمَــزِيَّةٌ ، ووســــائِدٌ وحبــــابُ

لا الكأسُ تُنْســـينا مـــرارةَ حُزْننـــــا
يـــوماً ، ولا كلُّ الشــرابِ شرابُ

من أيـــنَ يأتي الشِّـــعْرُ يا قرْطاجـــــة
والدينُ مـاتَ وعــادَتِ الأنْصـــابُ

من أيـــن يأتي الشِّــــعْر حيــنَ نَهارُنا
قَمْـــــعٌ ، وحينَ مســاؤنا إرهابُ

سرقوا أصابعنا ، وعطْـــــــرَ حـــروفنا
فبــأيِّ شيءٍ يَكْتُــــبُ الكُتـــــابُ

والحُــــكْمُ شُرْطيٌّ يســـــير وراءنـــــا
سرَّاً ، فنَكْـــهَةُ خُبزِنا اسْتِجوابُ

الشـــــعرُ رغْـــمَ سيـــاطِهِمْ وسُجونِهِمْ
ملكٌ وهـــمْ في بابِـــهِ حُجَّــــــابُ

من أيْنَ أدخُلُ في القَصـــــيدَةِ يا تُــــري
وحدائِقُ الشِّعْرِ الجميـــلِ خـرابُ

لــــم يبـــقَ في دارِ البـــلابِلِ بُلبُــــــلٌ
لا البُحْتُريُّ هنـــا ولا زريـــــابُ

شُعــــــراءٌ هـــذا اليــــوْمِ جِنسٌ ثالِثٌ
فالقَوْلُ فوْضــي ، والكلامُ ضبــابُ

يتكَلَّمونَ مـــع الفـــــراغِ فمــــا هُــــمُ
عَجَمٌ إذا نطقــوا ، ولا أعْـــــرابُ

يتَهَكَّمـــــونَ علي النبيــــذِ مُعَتَّــــــقاً
وَهُــــمُ علي سَـــطْحِ النبيذِ ذبـابُ

الخَمْــــرُ تبــــقي إن تقــادَمَ عهْـــدُها
خمْراً ، وقـــد تتغَيَّرُ الأكْـــــوابُ

من أيْنَ أدخُلُ في القَصيــــدَةِ يا تُــــري
والشَّمْسُ فـــوْقَ رؤوسِــنا سِرْدابُ

إن القَصيدَةَ ليــــس ما كتبَـــتْ يـــدي
لكِنْها مــــا تَكْتُــبُ الأهْــــــدابُ

نارُ الكِتــــابَةِ أحْرَقَـــــتْ أعْمـــــارَنا
فحياتُنا الكِبــريتُ والأحْطـــــابُ

ما الشِّعْرُ ، ما وَجَعُ الكتابَةِ ، ما الرؤى
أُولي ضحايـــانا هُـــمُ الكُتـــــابُ

يُعْطوننا الفَـــرَحَ الجميــــلَ وحَظُّهُـــمْ
حَظُّ البَغايــا ، ما لَهُـــنَّ ثــــوابُ

يا تونُسَ الخضْــــــراء هــــذا عالـــــمٌ
يَثْــــري بِــــهِ الأمِّـــيُّ والنصَّابُ

فَمِنَ الخليـــجِ إلي المُحيـــــطِ قبـــــائلٌ
بطِـــــرَتْ ، فلا فِكْــــرٌ ولا آدابُ

في عصْرِ زَيْتِ النِفْــــطِ يَطْلُبُ شــــــاعِرٌ
ثوْبـــاً ، وَتُرْفَلُ بالحريرِ قِحــابُ

هـــــل في العيــــونِ التونِســـيَّةِ شاطِئٌ
ترتاح فوق رمـــاله الأعصــــاب ؟

أنا يا صديـــقة متــــعب بعروبتـــــي
فهل العروبة لعنـــة وعقــــاب ؟

أمشـــي على ورق الخـــريطة خائــفا
فعلى الخريطة كلنــــا أغـــــراب

أتكلم الفصحــــى أمـــــــام عشيرتـــي
وأعيــــد .. لكن ما هنـاك جواب

لولا العبـــــاءات التــي الْتَفـــــوا بها
ما كنـت أحسب أنهم أعــــــراب

يتقاتلـــــون على بقايـــــــا تمــــــرة
فخنـــــاجر مرفوعــــة وحــراب

قبلاتهـــــم عربيـــــة .. مــن ذا رأى
فيمــا رأى قبلا لهــــا أنيـــــاب

يا تونس الخضـــــــراء كأسي علقـــــم
أعلى الهزيمة تشـرب الأنخاب ؟

وخريطـــة الوطن الكبيــــر فضيحــــة
فحواجز .. ومخــافر .. وكلاب

والعـــــالم العــــربي ..إما نعجـــــة
مذبوحة أو حــــــاكم قصــــــاب

والعــــالم العربي يرهــــــن سيـــــفه
فحكاية الشرف الرفيع ســــراب

والعــــالم العــــربي يخــــزن نفطـــه
في خصيتيـــه .. وربك الوهــاب

والنــــاس قبـــــل النفط أو من بعـــده
مستنزفـــون .. فســــادة ودواب

يا تونس الخضراء كيف خلاصنــــــا ؟
لم يبق من كتب الســماء كتــــاب

ماتت خيـــول بني أميــــــة كلهـــــا
خجلا .. وظل الصرف و الإعراب

فكأنما كتــــب التــــراث خـــــــرافة
كبرى .. فلا عمر .. ولا خـطاب

وبيارق ابـن العاص تمســـــح دمعهـــا
وعزيز مصر بالفصــــام مصــــاب

من ذا يصـدق أن مصــــــر تهــــــودت
فمقام سيدنا الحســــين يبـــــاب

ما هــــذه مصــــر .. فان صــــــلاتها
عبرية .. و إمامهــــــا كــــذاب

ما هـــــذه مصــــر .. فــان ســـماءها
صغــرت .. وان نســاءها أسلاب

إن جــــاء كافــــور .. فكم من حاكــم
قهـــر الشعوب .. وتاجه قبقاب

بحـــرية العينيـــن .. يا قرطاجـــــة
شاخ الزمان .. وأنت بعد شبــاب

هل لي بعرض البحر نصف جزيــرة ؟
أم أن حبي التونــــسي ســـــراب

أنا متعب .. ودفاتـــري تعبت معـــي
هل للدفاتر يا تـرى أعصـــــاب ؟

حزني بنفســـــجةٌ يبللــها النــــــدى
وضفاف جرحي روضــــة مِعْشاب

لا تعذليني إن كشـــــفت مواجــــــعي
وجه الحقيقة ما عليـــه نقـــــاب

إن الجنون وراء نصـــــف قصائـــــدي
أوليس في بعض الجنون صواب ؟!

فتحــملي غضبي الجميـــــل فربمـــــا
ثارت على أمر السماء هضــــــاب

فإذا صــــرخت بوجــــه من أحببتهم
فلكي يعيش الحـــب و الأحبـاب

و إذا قسوت على العروبـــــة مــــــرة
فلقد تضيق بكحــلها الأهـــــداب

فلربما تجــــد العروبـــــة نفســــــها
ويضيء في قلب الظــــــلام شهاب

ولقد تطير مـــــن العقـــــال حمـــامة
ومــــن العبـــــاءة تطلع الأعشاب

قرطاجة ..قرطاجة .. قرطاجـــــــة
هــل لي لصدرك رجعة و متاب ؟

لا تغضــبي مني .. إذا غلب الهــــوى
إن الهوى في طبعــــه غـــــــلاب

فذنوب شعــــري كلهــــا مغفــــــورة
والله جـــل جـــــلاله التــــواب

jevaramat
25/05/2008, 18h19
أوراق إسبانية


1


الجسر

إِسْبانِيَا ..
جِسْرٌ مِنَ البُكاءْ ..
يَمْتَدُّ بيْنَ الأرْضِ والسماءْ ..

2


سوناتا

علي صَدْرِ قيثارَةٍ باكِيَةْ
تَموتُ ..
وتولَدُ إسْبانِيَةْ ..

3


الفارس والوردة

إسْبانِيَا ..
مَراوِحٌ هَفْهافَةٌ
تُمَشِّطُ الهَواءْ ..
وأَعْيُنٌ سَوْداءْ ..
لا بَدْءَ لها .. ولا انْتِهاءْ
قُبَّعَةٌ تَرْمي أمامَ شُرْفَةِ الحَبيبَةْ
وَوَرْدَةٌ رَطيبَةْ ..
تَطيرُ مِنْ مَقْصورَةِ النّساءْ
تَحْمِلُ في أَوْراقِها الصَّلاةَ والدُّعاءْ
لِفارِسٍ مِنَ الجَنوبِ
أَحْمَرِ الرِّداءْ
يُداعِبُ الفَناءْ ..
وكُلُّ ما يَمْلِكُهُ ..
سَيْفٌ .. وكِبْرِياءْ ..

4


بيت العصافير

بإشْبيلِيَةْ
تُعَلِّقُ كُلُّ جَميلَةْ
علي شَعْرِها وَرْدَةً قانِيَةْ
تَحُطُّ علَيْها مساءً
جَميعَ عَصافيرِ إسْبانِيَةْ

5


مراوح الإسبانيات

إذا لَمْلَمَ الصّيْفُ أَشْياءَهُ
وماتَ الرّبيعُ علي الرّابيَةْ
تَفَتّحَ أَلْفُ ربيعٍ جديدٍ
علي أَلْفِ مِرْوَحَةٍ زاهِيَةْ ..

6


اللؤلؤ الأسود

شَوارِعُ غِرْناطَةٍ في الظّهيرَةْ
حقولٌ مِنَ اللؤْلؤِ الأسْوَدِ ..
فَمِنْ مِقْعَدي ..
أري وَطَني في العُيونِ الكَبيرَةْ
أري مِئْذَناتِ دِمَشْقَ
مُصَوَّرَةً ..
فَوْقَ كُلِّ ضَفيرَةْ

7


دونيا ماريا

تُمَزِّقُني .. دونيا ماريَهْ
بِعَيْنَيْنِ أوْسَعُ مِنْ بادِيَةْ
وَوَجْهٍ عليْهِ شُموسَ بلادي
ورَوْعَةِ آفاقِها الصّاحيَةْ ..
فأّذْكُرُ مَنْزِلَنا في دِمَشْقَ
ولَثْغَةَ بِرْكَتِهِ الصّافيَةْ
ورَقْصَ الظّلالِ بِقاعاتِهِ
وأشْجارَ ليْمونِهِ العاليَةْ
وباباً قَديماً .. نُقِشَتْ عَليْهِ
بِخَطٍّ رديءٍ .. حَكاياتِهِ
بِعَيْنيْكِ .. يا دونيا ماريَهْ
أري وَطَني مرَّةً ثانِيَهْ ..

8


القرط الطموح

علي أُذُنَيْ هذِهِ الغانِيَهْ
تأَرْجَحَ قِرْطٌ رَفيعْ
كما يَضْحَكُ الضّوْءُ في الآنِيَةْ
يَمُدُّ يَديْهِ .. ولا يَسْتَطيعْ
وصُولاً إلي الكَتِفِ العارِيَةْ ..

9


الثور

بِرَغْمِ النَّزيفِ الذّي يَعْتَريهِ ..
بِرَغْمِ السِّهامِ الدَّفينَةِ فيهِ ..
يَظَلُّ القَتيلُ علي ما بهِ ..
أَجَلَّ .. وأكْبَرَ .. منْ قاتِليهِ ..

10


نزيف الأنبياء ..

كوريدا ..
كوريدا ..
ويَنْدَفِعُ الثَّوْرُ نَحْوَ الرّداءْ
قَويَّاً .. عنيدا ..
ويَسْقُطُ في ساحَةِ المَلْعَبِ ..
كأيِّ شَهيدٍ ..
كأيِّ نَبيٍّ ..
ولا يَتَخَلّي عَنِ الكبرياءْ ..

11


بقايا العرب

فلامِنكو ..
فلامِنكو ..
وتَسْتَيْقِظُ الحانَةُ الغافِيَةْ
علي قَهْقَهاتِ صُنوجِ الخَشَبْ
وبَحَّةِ صَوْتٍ حَزينٍ ..
يَسيلُ كنافورَةٍ مِنْ ذَهَبْ
وأَجْلِسُ في زاوِيَةْ
ألُمُّ دُموعي ..
أَلُمُّ بقايا العربْ ..

jevaramat
25/05/2008, 18h23
بانتظار غودو

1
ننتظرُ القطارْ
ننتظرُ المسافرَ الخفيَّ كالأقدارْ
يخرجُ من عباءةِ السنينْ
يخرجُ من بدرٍ ، من اليرموكِ ،
من حطّينْ ..
يَخْرجُ ..
منْ سيفِ صلاحِ الدّينْ ..
منْ سنةِ العشرينْ
ونحنُ مَرْصوصونَ ..
في محطّةِ التاريخِ ، كالسّردينْ ..
يا سيّداتي سادتي :
هل تعرفونَ ما حُريّةُ السّردينْ ؟
حينَ يكونُ المرءُ مضطرّاً
لأن يقولَ رغمَ أنفهِ : « آمينْ »
حينَ يكونُ الجرحُ مضطرّاً
لأن يُقبّلَ السكّينْ ..
يا سيّداتي سادتي :
من سنةِ العشرينْ
ونحنُ كالدجاجِ في أقفاصنا
ننظرُ في بلاهةٍ
إلي خطوطِ سكّةِ الحديدْ
أفقيّةٌ حياتُنا ..
مثلَ خطوطِ سكّةِ الحديدْ
ضيّقةٌ .. ضيّقةٌ
مثلَ خطوطِ السكّةِ الحديدْ
ساعاتُنا واقفةٌ
لا اللهُ يأتينا .. ولا موزّعُ البريدْ
من سنةِ العشرينْ ، حتى سنةِ السبعينْ
نجلسُ في انتظارِ وجهِ الملكِ السعيدْ
كلُّ الملوكِ يشبهونَ بعضَهمْ
والملكُ القديمُ ،
مثلُ الملكِ الجديدْ
2
ننتظرُ القطارْ
ونحملُ البيارقَ الحمراءَ ، والأزهارْ
تمضغُنا مكبّراتُ الصوتِ في الليلِ
وفي النهارْ
تنشرُنا إذاعةُ الدولةِ بالمنشارْ
انتبهوا !
انتبهوا !
خمسينَ يوماً ـ ربّما ـ تأخّرَ القطارْ
خمسينَ عاماً ـ ربّما ـ تأخّرَ القطارْ
تقيّحتْ أفخاذُنا من كثرةِ الجلوسْ
تقيّحَتْ ..
في رأسنا الأفكارْ
وصارَ لحمُ ظهرِنا
جزءاً من الجدارْ
جاؤوا بنا عشرينَ ألفَ مرّةً
تحتَ عويلِ الريحِ والأمطارْ
واسْتأْجروا الباصاتِ كي تَنْقلنا
ووزّعوا الأدْوار ..
وعلّمونا .. كالقرودِ الرقصَ
والعزفَ على المزمارْ
ودرّبونا ..
ـ ككلابِ الصيد ـ كيفَ نَنْحني
للقادمِ المسكونِ بالدهشةِ والأسرارْ
إذا أتى القطارْ ..
3
لم نَرَهُ ..
لكنَّ مَن رأوهُ فوقَ الشاشةِ الصغيرةْ
يبتلعُ الزجاجَ ..
أو يسيرُ كالهنودِ فوقَ النارْ
ويُخرجُ الأرانبَ البيضاءَ من جيوبهِ
ويقلبُ الفحمَ إلي نُضارْ
يؤكّدونَ أنّهُ ..
من أولياءِ اللهِ .. جلَّ شأنُهُ
وأنَّ نورَ وجههِ يحيِّرُ الأبصارْ ..
وأنّهُ سيحملُ القمحَ إلي بيوتنا
والسمنَ .. والطحينَ .. بالقنطارْ
ويجعلُ العميانَ يبصرونْ
ويجعلُ الأمواتَ ينهضونْ
ويزرعُ الحنطةَ في البحارْ
وأنّهُ ـ في سنواتِ حكمهِ ـ
يُدخلنا لجنّةٍ ..
من تحتها تنسكبُ الأنهارْ
لم نرَهُ ..
ولم نقبّلْ يدهُ
لكنَّ مَن تبرّكوا يوماً بهِ ..
قالوا بأنَّ صوتَهُ
يُحرّكُ الأحجارْ ..
وأنّهُ ..
وأنّهُ ..
هوَ العزيزُ الواحدُ القهّارْ ..
4
ننتظرُ القطارْ
مكسورةٌ ـ منذُ أتَينا ـ ساعةُ الزمانْ
والوقتُ لا يمرُّ ..
والثواني ما لها سيقانْ
تعلكُنا ..
تنهشُنا ..
مكبّراتُ الصوتِ بالأسنانْ ..
انْتبهوا !
انْتبهوا !
لا أحدٌ يقدرُ أن يغادرَ المكانْ
ليشتري جريدةً ..
أو كعكةً ..
أو قطعةً صُغرى من اللبانْ
لربّه ، لا أحدٌ ، يقدرُ أن يقولَ :
« يا ربّاه »
لا أحدٌ ..
يقدرُ أن يدخلَ ، حتّى ، دورةَ المياهْ ..
تعالَ يا غودو ..
وخلّصنا من الطغاةِ والطغيانْ
ومن أبي جهلٍ ، ومن ظُلمِ أبي سُفيانْ
فنحنُ محبوسونَ في محطّةِ التاريخِ كالخرفانْ
أولادُنا ناموا على أكتافِنا ..
رئاتُنا .. تسمّمَتْ بالفحمِ والدخانْ
والعَرْضَحَالاتُ التي نحملُها
عن قلَّةِ الدواءْ ..
والغلاءِ ..
والحِرمانْ ..
صادَرَها مرافقو السلطانْ
تعالَ يا غودو .. وجفِّفْ دمعَنا
وأنقذِ الإنسان من مخالبِ الإنسان
5
تعالَ يا غودو ..
فقد تخشَّبتْ أقدامُنا انتظارْ
وصارَ جلدُ وجهِنا ..
كقطعةِ الآثارْ ..
تبخّرتْ أنهارُنا
وهاجَرَتْ جبالُنا
وجَفّتِ البحارْ
وأصبحتْ أعمارُنا ..
ليسَ لها أعمارْ
تعالَ يا غودو .. فإنَّ أرضَنا
ترفضُ أن تزورَها الأمطارْ
ترفضُ أن تكُبرَ في ترابِنا الأشجارْ
تعالَ .. فالنساءُ لا يَحْبلنَ ..
والحليبُ لا يدرُّ في الأبقارْ
إن لم تجئْ من أجلنا نحنُ ..
فمن أجلِ الملايينِ من الصّغارْ
من أجلِ شعبٍ طيّبٍ ..
ما زالَ في أحلامهِ
يُقرْقِشُ الأحجارْ
يُقرْقِشُ المعلّقاتِ العشرَ ..
والجرائدَ القديمةْ
ونَشْرةَ الأخبارْ ..

jevaramat
25/05/2008, 18h35
البحث عن سيدة اسمها الشورى

1
سيدتي الشورى:
ما أحوالك؟
ما عنوانك؟
ما صندوق بريدك؟
هل يمكنني أن ألقاك لخمس دقائق
يا سيدتي الشورى؟..
فتشنا عنك طويلاً
بين الماء.. وبين الماء..
وبين الرمل.. وبين الرمل..
ويبن القتل.. وبين القتل..
وبين قريشٍ.. وقريشٍ..
فوجدنا أنقاض خيولٍ
ووجدنا أجزاء سيوفٍ
ووجدنا أشباه رجالٍ
ووجدنا جيشاً مدحورا...
2
سيدتي..
سيدتي الشورى:
فتشنا عنك بأقسام البوليس,
وقائمة السجناء,
وطابور الغرباء,
وفي غرف الإنعاش,
وثلاجات الموتى..
فتشنا..
حتى في أمعاء الحاكم..
عن سيدةٍ فقدت منذ القرن الأول منا,
تدعى الشورى
فوجدنا رأساً مقطوعاً..
ووجدنا جسداً مغتصباً..
ووجدنا نهداً مبتوراً...
3
من يوم ولدنا
نسمع عن حكم الشورى
وبأن الشعب شريكٌ في التفكير..
وفي التدبير..
وفي التنظير..
كما تقضي أنظمة الشورى
لكنا.. لم نسأل أبداً
إن كنا في الأصل إناثاً
أو كنا في الأصل ذكورا...
أو كنا بشراً.. أو كنا
قططاًَ.. وكلاباً.. وطيورا..
4
أو كنا نأكل فاكهةً
أو نأكل تبناً.. وشعيرا..
وبقينا في رسم الإيجار
تحلبنا الدولة كالأبقار
لا نعرف من يستأجرنا
لا نعرف من هو مالكنا
لا نعرف من في اليوم التالي يركبنا..
وبقينا نسأل أنفسنا
هل هي شوربةٌ..
أم شورى؟؟
5
لو أنت دخلت على فرعونٍ
في عزلته الأبدية
ستشاهد فوق عباءته
قطرات دماءٍ بشريه
وتشاهد فوق وسادته
امرأةً دون ذراعيها..
وخواتم ذهبٍ مرميه..
وتشاهد تحت أظافره
قطعاً من لحم الحريه..
6
من يوم ولدنا
نسمع عن حكم الشورى
لكن الحاكم في الشرق الأوسط
قد بال على عقل الإنسان..
وبال على رأي الإنسان..
وبال على حكم الشورى..
واحترف الرقص على أجساد الشعب
وشيد للظلم قصورا..
ورمانا في آتون الحرب
وأحرق أمماً وعصورا..
فأفقنا في ذات صباحٍ
لنرى أنفسنا مكتوبين بقائمة الموتى
ونرى الرايات ممزقةً
ونرى الجدران مهدمةً
ونرى الأجساد مفحممةً
ونرى أكفاناً وقبورا
وأفقنا في ذات صباحٍ
لنلملم وطناً مكسورا..
وعرفنا -بعد سقوط البصرة-
ما معنى الشورى!!
7
ما زلنا منذ طفولتنا
نتفاءل باللون الكاكي
ونفرح بالعقداء..
وبالنجمات على الأكتاف..
وبالخوذات..
وبالجزمات..
وبالأزرار..
ما زلنا..
-منذ بدأنا نقرأ-
نتلو قرآن الثوار..
ونغطي دبابات الجيش الظافر
بالقبلات.. وبالصلوات..
وبالأزهار
ونحدد يوم ولادتنا
بمجيء الضباط الأحرار..
8
لا لغةٌ..
تجمع بين الحاكم والمحكوم لدينا
إلا لغة البلطة والمنشار..
لا خيطٌ يجمع بينهما
إلا ما يجمع
بين القط.. ويبن الفار..
9
... وأتانا الضباط الأحرار
وبدأنا ننسى ضوء الشمس,
وصوت البحر,
وألوان الأشجار..
وبدأنا نسقط تحت نعال الخيل,
ونصلب في غرف التعذيب,
ونشوى في أفران النار..
وبدأنا نأخذ
شكل الإنسان -الصرصار
وبدأنا نسأل أنفسنا:
أهنالك ربٌ يسمعنا خلف الأسوار؟؟
10
يتكسر وطني
مثل قوارير الفخار
تنقرض الأمة بين الماء وبين الماء..
تهاجر أسماكٌ وبحار
تنهار بنايات التاريخ جداراً بعد جدار..
وأنا أتأمل ما تعرضه الشاشة
من أخبار العار..
ومذيع الدولة, يعلن دون حياءٍ,
((أنا قد حققنا النصر..
بفضل نضال الحزب..
وفضل الضباط الأحرار))!!

jevaramat
25/05/2008, 18h41
بريد بيروت

1
أَكْتُبُ منْ بيروتَ ، يا حبيبَتي
حيْثُ المَطَرْ ..
مَحْبوبَةٌ قَديمَةٌ تَزورُنا بَعْدَ سَفَرْ
أَكْتُبُ مِنْ مَقْهى علي البَحْرِ ..
وأَيْلولُ الحزينُ بلَّلَ الجَريدَةْ
وأَنْتِ تَخْرُجينَ كلَّ لَحْظَةٍ ..
منْ قَدَحِ القَهْوَةِ .. يا حبيبَتي
وأَسْطُرِ الجَريدَةْ ..
2
,, مَضَتْ شُهورٌ خَمْسَةٌ ..
هلْ أَنْتِ ، يا صَديقَتي ، بِخَيْرْ ؟
أَخْبارُنا عاديَّةٌ جداً ..
وبيْروتُ ـ كما عَرِفْتُها ـ في أول الشِّتاءْ
مَشْغولَةٌ بِحُسْنِها كأَكْثَرِ النّساءْ
عاشِقَةٌ لِنَفْسِها .. كأَكْثَرِ النّساءْ
طيِّبَةٌ .. قاسِيَةٌ
ذاكِرَةٌ .. ناسِيَةٌ
كأَكْثَرِ النّساءْ ..
بيْروتُ في الخَريفِ .. يا حبيبَتي
مُشْتاقَةٌ إلَيْكِ ..
أَيَّتُها القَريبَةُ البَعيدَةْ
أيَّتُها المُدْهِشَةُ الحُضورِ ، كالقَصيدَةْ ..
أمْطارُها مُشْتاقَةٌ إلَيْكِ ..
أَحْجارُها مُشْتاقَةٌ إليْكِ ..
وبَحْرُها .. سافَرَ مِنْ شُطْآنِهِ
وصّبَّ في عيْنَيْكِ ..
3
بيْروتُ يا حبيبَتي ..
في هذه الأيام ، كالْخُرافَةْ
أَوْراقُ أَيْلولَ علي الأَرْضِ نُحاسٌ وذَهَبْ
و « شارِعُ الحَمْراءِ » يا حبيبَتي
ثَوْبٌ مُوَشَّي بالقَصَبْ
اللهُ .. كمْ أَحْتاجُ يا حبيبَتي إليْكِ
حينَ يَجيءُ موْسِمُ الدموعْ
كمْ بَحَثَتْ يدايَ علي يَدَيْكِ
في زَحْمَةِ الشّوارِعِ المُبَلَّلَةْ
يا زَهْرَةَ اللاوَنْدِ في دَفاتري
يا وَجَعي الجَميلَ ، يا هِوايَتي المُفَضَّلَةْ ..
4
أَكْتُبُ يا حبيبَتي منْ مَطْعَمٍ ..
كنَّا اكْتَشَفْناهُ معاً .. في « الرّمْلَةِ البيْضاءْ »
طاوِلَتي تَتْرُكُني ..
كُرَّاسَتي تَتْرُكُني ..
ذاكِرَتي تَتْرُكُني ..
وتَتْبَعُ الغَمامْ ..
والمَقْعَدُ الثاني الذي ملأْتِهِ ..
بَشاشَةً ورِقَّةً .. في سالِفِ الأيام
يَرْفُضُني ..
يَرْسُمُ حوْلَ مِقْعدي
إشارَةَ اسْتِفْهامْ ..
5
أَكْتُبُ سَطْراً باكياً ..
أَبْدؤهُ بالشّوْقِ والسّلامْ
أَشْطُبُهُ ..
أَعاشِقٌ مِثْلي أنا .. يبْدأُ بالسّلامْ ؟
أَكْتُبُ سَطْراً ثانياً ..
أَشْطُبُهُ ..
أَبْحَثُ عنْ أَصابِعي ..
عنْ لُغَتي ..
عنْ عُلبةِ الكبْريتِ ..
عن عِبارَةٍ ما وَرَدَتْ في كُتُبِ الغرامْ
تُسَيْطِرُ الفوْضى علي مشاعِري
يلُفُّني الظّلامْ ..
ما أصْعبَ الكلامْ ..
نَكْتُبُهُ لامرأةٍ نُحِبُّها
ما أَصْعَبَ الكلامْ ..

jevaramat
25/05/2008, 19h06
بلادي

مِنْ لَثْغَةِ الشُـحْرورِ .. منْ
بَحَّـــةِ نــايٍ مُحْزِنَةْ ..

مِنْ رَجْفَةِ المُــــوَّالِ .. مِنْ
تَنَهُّـــــداتِ المِئْــذَنَةْ ..

مِنْ غيْمَـــــةِ تَحْبُـكُهــــا
عنْدَ الغُــروبِ المَدْخَنَـــةْ

و جُـرْح قرميــــدِ القــرى
المَنْثــــورةِ .. المزينـــةْ

مِنْ وشْـوَشَـات نجمـــــةٍ
في شَرْقنـا .. مُسْتوطنـهْ

مِنْ قصّـةٍ تـــــدورُ بيــــن
وردةٍ .. وسَـــــوْسَنَـــهْ

وَمِنْ شَــــــذا فلاّحَـــــــةٍ
تَعْبَقُ مِنْهــا « الميْجَنَهْ »

وَمِنْ لُهـــــاثِ حـــــاطِبٍ
عـــــاد بفَــأْسٍ مُوهَنَــهْ

جِبالُنــــا .. مَرْوَحَــــــةٌ
للشّـرقِ غَرْقى .. ليّنــهْ

توَزِّع الخَـيرَ على الدنيـــا
ذُرانــــــا المُحْسِـــــــنَةْ

يَطــــــيبُ للْعُصْفـــــــور
أنْ يَبْني لَدَيْنــــا مَسْكنهْ

ويَغْـــــزِلُ الصَّفْصــــــافُ
في حُضْن السّواقي موطنَهْ

حُـــــدودُنا .. بالياسمينِ
و النّـدَى .. محصّنَــــهْ

و وردُنـــــــا مُفَتِّـــــــــحٌ
كالفِكَـــــــرِ الملـونـةْ ..

وَعِنْدَنـــــــا الصُّخــــــورُ
تَهـوَى و الدّوالي مُدْمِنَهْ

وإِنْ غَضِبْنـا .. نَــــــزْرعِ
الشَّمْسَ سيوفاً مؤمِنَهْ ..

بلادُنـا كانتْ .. و كـانت
بَعْـدَ هذا الأزمِنَـــــةْ ..

jevaramat
25/05/2008, 19h13
بلقيس

1
شُكْراً لَكُمْ
شُكْراً لَكُمْ
فَحبيبتي قُتِلَتْ وصارَ بِوِسْعِكُمْ
أَنْ تَشْربوا كأْساً على قَبْرِ الشَّهيدَةْ
وقَصيدَتي اغْتيلَتْ ..
وَهَلْ مِنْ أُمَّةٍ في الأَرْضِ
ـ إلا نَحْنُ ـ تَغْتالُ القَصيدَةْ ؟
2
بَلْقيسُ ..
كَانَتْ أَجْمَلَ المَلِكاتِ في تاريخِ بَابِلْ
بَلْقيسُ ..
كَانَتْ أَطْوَلَ النَخَلاتِ في أَرْضِ العِراقْ
كَانَتْ إذا تَمْشي ..
تُرافِقُها طَواوِيسٌ
وتَتْبَعُها أَيائِلْ
بَلْقيسُ يا وَجَعي
ويا وَجَعَ القَصيدَةِ حينَ تَلْمَسُها الأَنامِلْ
هلْ يا تُرى
مِنْ بَعْدِ شَعْرِكِ سَوْفَ تَرْتَفِعُ السّنابلْ ؟
يا نينَوَى الخَضْراءَ
يا غَجَريَّتي الشَّقْراءَ
يا أَمْواجَ دِجْلَةَ
تَلْبَسُ في الرَّبيعِ بِساقِها
أَحْلى الخَلاخِلْ
3
قَتَلوكِ يا بِلْقيسُ
أَيَّةُ أُمَّةٍ عَرَبِيَّةٍ
تِلْكَ التي
تَغْتالُ أَصْواتَ البَلابِلْ ؟
أَيْنَ السُمَوْأَلُ ؟
والمُهَلْهَلُ ؟
والغَطاريفُ الأَوائِلْ ؟
فقبائِلٌ أَكَلَتْ قبائِلْ
وثَعالِبٌ قَتَلَتْ ثَعالِبْ
وعناكِبٌ سَحَقَتْ عَناكِبْ
قَسماً بِعَيْنَيْكِ اللَتينِ إليْهما
تَأْوي ملايينُ الكواكِبْ
سأقولُ ـ يا قَمري ـ عَنِ العَرَبِ العَجائِبْ
فَهَلِ البُطولَةُ كِذْبَةٌ عَرَبِيَّةٌ ؟
أَمْ مِثْلُنا التّاريخُ كاذِبْ ؟
4
بَلْقيسُ لا تَتَغَيَّبي عنّي
فإنَّ الشمسَ بَعْدَكِ
لا تُضيءُ على السَّواحِلْ
سأقولُ في التَّحْقيقِ :
إنَّ اللصَّ أصْبَحَ يَرْتدي ثَوْبَ المُقاتِلْ
سَأقولُ في التّحقيقِ :
إنَّ القائِدَ المَوْهوبَ أَصْبَحَ كالمُقاوِلْ
وأَقولُ :
إنَّ حِكايَةَ الإِشْعاعِ ، أَسْخَفُ نُكْتَةٍ قيلَتْ
فَنَحْنُ قبيلَةٌ بَيْنَ القبائِلْ
هذا هوَ التاريخُ يا بِلْقيسُ
كَيْفَ يُفَرِّقُ الإنسان
ما بَيْنَ الحَدائِقِ والمَزابِلْ
5
بَلْقيسُ
أَيَّتها الشَّهيدَةُ والقَصيدَةُ
والمُطَهَّرَةُ النَّقيَّةْ
سَبأٌ تُفَتِّشُ عَنْ مَليكَتِها
فرُدِّي لِلْجماهِيرِ التَّحيَّةْ
يا أَعْظَمَ المَلِكاتِ
يا امْرأَةً تُجَسِّدُ كُلَّ أَمْجادِ العُصورِ السومَريَّةْ
بَلْقيسُ
يا عُصْفورَتي الأَحْلى
ويا أَيْقونَتي الأَغْلى
ويا دَمْعاً تَناثَرَ فوْقَ خَدِّ المَجْدَليَّةْ
أَتُرى ظَلَمْتُكِ إذْ نَقَلْتُكِ
ذاتَ يومٍ منْ ضِفافِ الأَعْظُميَّةْ
بَيْروتُ تَقْتلُ كُلَّ يوْمٍ واحِدً منّا
وتبْحَثُ كُلَّ يوْمٍ عنْ ضَحيَّةْ
والمَوْتُ في فِنْجانِ قَهْوَتِنا
وفي مِفْتاحِ شَقَّتنا ..
وفي أَزْهارِ شُرْفَتِنا ..
وفي أَوْراقِ الجَرائِدِ ..
والحُروفِ الأَبْجَديَّةْ ..
ها نَحْنُ يا بَلْقيسُ
نَدْخُلُ مَرَّةً أُخْرى لِعَصْرِ الجاهِلِيَّةْ
ها نَحْنُ نَدْخُلُ في التَّوَحُّشِ
والتَّخَلُّفِ والبَشَاعَةِ والوَضاعَةْ
نَدْخُلُ مرَّةً أُخْرى
عُصورَ البَرْبَريَّةْ
حيْثُ الكِتابَةُ رِحْلَةٌ
بيْنَ الشَّظِيَّةِ والشَّظِيَّةْ
حيْثُ اغْتيالُ فراشَةٍ في حَقْلِها
صارَ القَضيَّةْ
6
هلْ تَعْرِفونَ حبيبَتي بَلْقيسْ ؟
فَهْيَ أَهْمُّ ما كَتَبوهُ في كُتُبِ الغَرامْ
كانَتْ مَزيجاً رائِعاً
بيْنَ القَطيفَةِ والرُّخامْ
كانَ البَنَفْسَجُ بَيْنَ عيْنيْها
يَنامُ .. ولا يَنامْ
بَلْقيسُ
يا عِطْراً بِذاكِرَتي
ويا قَبْراً يُسافِرُ في الغَمامْ
قَتَلوكِ ، في بَيْروتَ ، مثلَ أي غَزالَةٍ
منْ بَعْدِ ما قَتلوا الكلامْ
بَلْقيسُ لَيْسَتْ هَذه مَرْثِيَّةً
لَكِنْ على العَرَبِ السّلامْ
7
بَلْقيسُ
مُشْتاقونَ مُشْتاقونَ مُشْتاقونْ
والبَيْتُ الصّغيرُ
يَسْأَلُ عَنْ أَميرَتِهِ المُعَطَّرَةِ الذُّيولْ
نُصْغي إلي الأَخْبارِ .. والأَخْبارُ غامِضَةٌ
ولا تَرْوي فضولْ
بَلقيسُ .. مَذْبوحونَ حَتّى العَظْمِ
والأَوْلادُ لا يَدْرونَ ما يَجْري
ولا أَدْري أنا ماذا أَقولْ ؟
هلْ تَقْرَعينَ البابَ بَعْدَ دقائِقٍ ؟
هلْ تَخْلعينَ المِعْطَفَ الشُّتْويَّ ؟
هلْ تأْتينَ باسِمَةً ..
وناضِرَةً ..
ومُشْرِقَةً كأَزْهارِ الحقولْ ؟
8
بَلْقيسُ
إنَّ زُروعَكِ الخَضْراءَ
مازالَتْ على الحِيطانِ باكِيَةً
وَوَجْهُكِ لَمْ يَزَلْ مُتَنَقِّلاً
بَيْنَ المَرايا والسَّتائِرْ
حتى سِجارَتُكِ التي أَشْعَلْتِها
لَمْ تَنْطَفئْ
ودُخانُها
مازالَ يَرْفُضُ أنْ يُسافِرْ
بَلْقيسُ
مَطْعونُونَ مَطْعونونَ في الأَعْماقِ
والأَحْداقُ يَسْكُنها الذّهولْ
بَلْقيسُ
كَيْفَ أَخَذْتِ أَيَّامي وأَحْلامي
وأَلْغَيْتِ الحَدائِقَ والفُصولْ
يا زَوْجتي ..
وحَبيبَتي وقَصيدَتي وضِياءَ عَيْني ..
قَدْ كنْتِ عُصْفوري الجَميلَ
فكَيْفَ هَرُبْتِ يا بَلْقيسُ مِنّي ؟
9
بَلْقيسُ
هذا مَوْعِدُ الشايِ العِرَاقِيُّ المُعَطَّرُ ..
والمُعَتَّقُ كالسُّلافَةْ
فَمَنِ الذي سَيُوَزِّعُ الأَقْداحَ أَيَّتُها الزَّرافَةْ ؟
وَمَنِ الذي نَقَلَ الفُراتَ لِبَيْتِنا
وَوُرودَ دِجْلَةَ والرَّصافَةْ ؟
بَلْقيسُ
إنَّ الحُزْنَ يَثْقُبُني
وَبَيْروتُ التي قَتَلَتْكِ لا تَدْري جَريمَتَها
وبَيْروتُ التي عَشِقَتْكِ
تَجْهَلُ أَنَّها قَتَلَتْ عَشيقَتَها
وأَطْفأَتِ القَمَرْ
10
بَلْقيسً .. يا بَلْقيسُ .. يا بَلقيسْ
كُلُّ غَمامَةٍ تَبْكي عَلَيْكِ
فَمَنْ تُرى يَبْكي عَلَيَّا
بَلْقيسُ كَيْفَ رَحَلْتِ صَامِتَةً
ولَمْ تَضَعي يَدَيْكِ على يَدَيَّا ؟
بَلْقيسُ
كَيْفَ تَرَكْتِنا في الرِّيحِ
نَرْجُفُ مِثْلَ أَوْراقِ الشَّجَرْ ؟
وتَرَكْتِنا ـ نَحْنُ الثلاثَةُ ـ ضَائِعينَ
كَريشَةٍ تَحْتَ المَطَرْ
أَتُراكِ ما فَكَّرْتِ بي ؟
وأنا الذي يَحْتاجُ حُبَّكِ مِثْلَ « زَيْنَبَ » أو « عُمَرْ »
11
بَلْقيسُ
يا كَنْزاً خُرافيَّاً ..
ويا رُمْحاً عِراقيَّاً .. وغابَةُ خَيْزُرانْ
يا مَنْ تَحَدَّيْتِ النُّجومَ تَرَفُّعاً
مِنْ أَيْنَ جِئْتِ بِكُلِّ هذا العُنْفوانْ ؟
بَلْقيسُ أيَّتُها الصَّديقَةُ والرَّفيقَةُ .. والرَّقيقَةُ
مثلَ زَهْرَةِ أُقْحُوانِ ..
ضاقَتْ بنا بيْروتُ ..
ضاقَ بنا البَحْرُ ..
ضاقَ بنا المكانْ
بلْقيسُ ما أنْتِ التي تَتَكَرَّرينَ
فما لِبَلْقيسَ اثْنتانْ ..
12
بَلْقيسُ
تَذْبَحُني التَّفاصيلُ الصَّغيرَةُ في عِلاقَتِنا
وتَجْلِدُني الدَّقائِقُ والثَّواني
فلِكلِّ دَبُّوسٍ صَغيرٍ .. قِصَّةٌ
ولِكُلِّ عُقْدٍ منْ عُقودِكِ قِصَّتانِ
حتّى مَلاقِطُ شَعْرِكِ الذَّهَبيِّ
تَغْمُرُني كَعادَتِها ، بأَمْطارِ الحَنانِ
ويُعَرِّشُ الصَّوْتُ العِراقِيُّ الجَميلُ
على السَّتائِرِ ..
والمَقاعِدِ ..
والأَواني
ومِنَ المَرايا تَطْلُعينَ ..
منَ الخَواتِمِ تَطْلُعينَ ..
منَ القَصيدَةِ تَطْلُعينَ ..
منَ الشُّموعِ ، منَ الكُؤوسِ
منَ النبيذِ الأُرْجُواني
بَلْقيسُ .. يا بَلْقيسُ
لوْ تَدْرينَ ما وَجَعُ المَكانِ
في كُلِّ رُكْنٍ .. أَنْتِ حائِمَةٌ كَعُصْفورٍ
وعابِقَةٌ .. كَغابَةِ بَيْلَسانِ
فَهُناكَ .. كُنْتِ تدَخِّنينَ
هُناكَ .. كُنْتِ تُطالِعينَ
هُناكَ .. كُنْتِ كنَخْلَةٍ تَتَمَشَّطينَ
وتَدْخُلينَ على الضُّيوفِ
كَأَنَّكِ السَّيْفُ اليَماني
بَلْقيسُ
أَيْنَ زُجاجَةُ « الغُيولانِ » ؟ ،
والْوَلاعَةُ الزَّرْقاءَ
أَيْنَ سيجارَةُ الـْ « الكِنْتِ » التي
ما فارَقَتْ شَفَتَيْكِ ؟
أَيْنَ « الهاشِمِيُّ » مُغَنِّياً
فَوْقَ القَوامِ المَهْرجانِ
تَتَذَكَّرُ الأَمْشاطُ ماضِيها
فَيَكْرُجُ دَمْعُها ..
هلْ يا تُرى الأَمْشاطُ مِنْ أَشْواقِها أَيْضاً تُعاني ؟
بَلْقيسُ : صَعْبٌ أنْ أُهاجِرَ مِنْ دَمي
وأنا المُحاصَرُ بيْنَ أَلْسِنَةِ اللّهيبِ
وبيْنَ ألْسِنَةِ الدُّخانِ
13
بَلْقيسُ : أَيَّتُها الأَميرَةْ
ها أَنْتِ تَحْتَرقينَ .. في حَرْبِ العَشيرَةِ والعَشيرَةْ
ماذا سَأَكْتُبُ عَنْ رَحيلِ مَليكَتي ؟
إنَّ الكلامَ فَضيحَتي ..
ها نَحْنُ نَبْحثُ بَيْنَ أَكْوامِ الضَّحايا
عَنْ نَجْمةٍ سَقَطَتْ ..
وَعَنْ جَسَدٍ تَناثَرَ كالْمرايا
ها نَحْنُ نَسْأَلُ يا حَبيبَةْ
إنْ كانَ هذا القَبْرُ .. قَبْرُكِ أَنْتِ
أمْ قَبْرُ العروبَةْ

يتبع ببقية القصيدة >>>>>

ahmed_2300
21/02/2009, 01h50
نزار قبانى



لا أعتقد أن شاعراً عربياً علي امتداد مساحة الشعر العربي بكافة أشكاله وتعدد أطيافة قد أثير من حوله مثل ما أثير حول شاعرنا من جدل ونقاش ،، فهو ومنذ ولادته الشعرية الأولي عام 1944 العام الذي انقض فيه علي مملكة الشعر شاهراً ديوانه الأول " قالت لي السمراء " وهو في وسط دائرة تموج بالجدل ، الجدل الأدبي والجدل الإجتماعي ، وهو يقول عن هذا الديوان :
( نشرتُ مجموعتي الشعرية الأولي ـ قالت لي السمراء ـ في أيلول / سبتمبر 1944 ، نشرتها من مصروف جيبي ، وكانت الطبعة الأولي منها 300 نسخة فقط .. لأن ميزانيتي كطالب لم تكن تسمح بأكثر .
وبلحظة تحرَّك التاريخ ضدي .. وتحرَّك التاريخيون ، رفضوا الكتاب جملةً وتفصيلاً ، ورفضوا عُنوانه ورفضوا مضمونه ورفضوا حتى لون ورقه وصورة غلافة ، هاجموني بشراسة وحشٍ مطعون ..
كان لحمي يومئذ طرياً .. وسكاكينهم حادة ..
وابتدأت حفلة الرجم ..
ففي عدد مارس 1946 من مجلة الرسالة المصرية كتب الشيخ علي الطنطاوي عني وعن كتابي الكلام الدموي التالي :
" طُبعَ في دمشق كتاب صغير زاهي الغلاف .. ناعمه ، ملفوف بالورق الشفاف الذي تلفُّ به علب الشكولاته في الأعراس ... فيه أشطارٌ طولها واحدٌ إذا قستها بالسنتيمترات ... يشتمل علي وصف ما يكون بين الفاسق والقارحِ والبغيّ المتمرسة الوقحة وصفاً واقعيا لا خيال فيه لأن صاحبه ليس بالأديب الواسع الخيال بل هو مدللٌ غني ... وفي الكتاب مع ذلك تجديد في بحور العروض يختلطُ فيه البحر البسيط والبحر الأبيض المتوسط ، وتجديد في قواعد النحو لأن الناس قد ملُّوا رفع الفاعل ونصب المفعول ... "
هذا نموذج مصغَّرٌ لواحد من الخناجر التي استعملت لقتلي .. وصوتٌ من أصوات القبيلة التي تحلَّقتْ حولي ترقص رقصة الموت .... و " قالت لي السمراء " حين صدوره أحدث وجعاً عميقاً في جسد المدينة التي ترفض أن تعترف بجسدها .. أو بأحلامها ... )
هكذا كانت الخطوات الشعرية الأولي لنزار قباني .. خطوات علي شوك ، لكنها لم تثنه عن المضي قدما نحو غايته الشعرية ،، وفي القاهرة التي ارتحل إليها عام 1945 كأول محطة من محطات عمله الدبلوماسي تأكدت شعرية نزار وتأكد عزمه علي الهجوم علي قطار الشعر وقطار اللغة كما يصف ، في القاهرة التي يقول عنها :
( للقاهرة عليَّ فَضْلُ الربيعِ علي الشجر ... كانت القاهرة في الأربعينيات زهرة المدائن وعاصمة العواصم العربية وكانت بستانا للفكر والفن عزَّ نظريه .. )
كانت القاهرة في هذا الوقت حلقة فكرية صاخبة وفيها تعرف نزار علي الكثيرين من أعلام الفكر والأدب والثقافة والسياسة ، وكان من بين هؤلاء الذين منحت القاهرة لنزار فرصة التعرف إليهم " توفيق الحكيم ، محمد عبد الوهاب ، محمد حسنين هيكل ، المازني " إلا أن نزار قد خص واحد منهم بالذكر وهو الناقد الأدبي الكبير أنور المعداوي الذي كان من أشد المتحمسين لنزار كشاعر وكان أن تعهد مجموعته الشعرية الثانية " طفولة نهد " بالرعاية والتشجيع للدرجة التي جعلته يُقنع الأستاذ أحمد حسن الزيات صاحب مجلة الرسالة ـ المجلة الأدبية الأشهر ـ أن ينشر نقدا كتبه هو حول المجموعة الشعرية الوليدة ، ويروي نزار موقفاً طريفا حدث بهذا الخصوص قائلا :
( صدر مقال المعداوي في الرسالة كما كان مقرراً .. ولكن الأستاذ الزيات رأي حرصاً علي سمعة مجلة الرسالة الرصينة المحافظة ، أن يغيِّرَ عُنوان مجموعتي الشعرية من طفولة نهد إلي طفولة نهر، وبذلك أرضي صديقه الناقد أنور المعداوي وأرضي قراء الرسالة المحافظين الذين تُخيفُهمْ كلمة النهد وتزلزل وقارهم .. ولكنه ذبح اسم كتابي الجميل من الوريد إلي الوريد )
وهذا الموقف الذي رواه القباني قد يكون مؤشراً علي مدي صعوبة هذه الولادة الشعرية بدليل أنه وفي مصر التي كانت تموج بالحركات الفكرية والثقافية قد قوبل شعره بقبول علي استحياء .
ومن بعد القاهرة بدأ ارتحال نزار في العالم فهو هولندي طائر جديد تنقل من عاصمة لعاصمة ومن أرض لأرض وتلك التجربة بكل تأكيد قد وسعت مداركه الشعرية وشكلت لديه مخزونا فكريا تبدي في لغته فيما بعد وجعلته يؤكد أنه مدين للترحال بثلاثة أرباع شعره .
نزار قباني هذا العاشق الدمشقي الكبير ،، يختلف من يختلف معه ويتفق من يتفق ،، ولكن تبقي حقيقة واحدة مؤكدة هي أن نزار شاعر لن يجود الزمان بمثله ،، إنك علي مر التاريخ الشعري العربي قد تعجب بكثيرين وقد تحفر في ذاكرتك أبيات شعرية من هنا وهناك ،، وقد تدمن السكني في بيت شعر أو قصيدة لشاعر ،، ولكن حين سيعد عظماء الشعر العربي فنزار هو أحدهم ،، وفي رأيي الشخصي أن نزار قباني هو ثاني اثنين في مملكة الشعر يقف جنباً إلي جنب مع إمام الشعراء أبي الطيب المتنبي .
للأمانة الأدبية هذا العمل الجميل رايته فى احد المنتديات واردت ان اقدمه لأعضاء سماعى..
ساضيف قصائد الشاعر الكبير تباعا


البداية

22نيسان


المَسا ، شَلّالُ فَيْروزٍ ثَري
وبِعَيْنَيْكِ أُلوفِ الصُّوَرِ




وأنا مُنْتَقلٌ بَيْنَهُما
ضَوْءُ عَيْنَيْكِ وَضَوْءُ القَمَرِ




وبِعيْنَيْكِ مَرَايا اشْتَعَلَتْ
وبِحارٌ وُلِدَتْ مِنْ أَبْحُرِ




وانْفِتاحاتٌ على صَحْوٍ ..
على جُزُرٍ لَيْسَتْ بِبالِ الجُزُرِ




رِحْلَتي طالَتْ .. أَما مِنْ مِرْفأٍ
فيهِ أَرْسو عَسَليَّ الحَجَرِ ؟




أنا عَيْناكِ .. أنا كُنْتهُما
قَبْلَ بَدْءِ البَدْءِ قَبْلَ الأَعْصُرِ




أنا بَعْثَرْتُ نجومي فيهِما
زُمَرٌ تَسْألُني عَنْ زُمَرِ




ما المصابيحُ التي تَغْلي على
فَتْحَتَيْ عَيْنَيكِ إلا فِكَري




المشاويرُ التي لَمْ نَمْشِها
بَعْدُ تَدْعوكِ فلا تَفْتَكري




رَجَعَ الصّيْفُ لِعَيْنَيْكِ ولي
فالدُّنا مَرْسومَةٌ بالأَخْضَرِ




وَأَراجيحٌ لَنا مَعْقودَةً
إنْ تَمَسِّيها بهُدُبٍ .. تَطِرِ




نَحْنُ مَنْثورُ الرُّبي .. مَضْعفُها
شَهْقَةُ النَّجْماتِ في المنْحَدَرِ




تُعْرَفُ القِمَّةُ مِنْ طَرْزِها
بالأَغاني .. بِرفُوفِ الزَّهْرِ




إنَّهُ أَوَّلُ صَيْفٍ مَرَّ بي
وسِواهُ لَمْ يَكُنْ مِنْ عُمْري




مَنْ تَكونينَ ؟ أَيا أُغْنِيةً
دِفْؤها فَوْقَ احْتمالِ الوَتَرِ




أنْتِ يا وَعْداً بِصَحْوٍ مُقْبلٍ
بِعَطايا فَوْقَ وِسْعِ البَيْدَر




الثَّواني قَبْلُ عَيْنَيْكِ سُدى
وافْتِكارٌ بإِنائَيْ جَوْهَرِ




وتَوَقَّعْتُكِ دَهْراً .. فَإِذا
بِكِ فَوْقَ المُرْتجى المُنْتَظَرِ




فَوْقَ ما يَحْلُمُ ثَلْجٌ بِذُرى
وتُرابٌ بِرُجوعِ المَطَرِ




لَوْ مَعي حُبُّكِ لاجْتَحْتُ الذُّرى
ولَحَرَّكْتُ ضَميرَ الحَجَرِ




ولَجمّعْتُ الدُّنا كلَّ الدُّنا
في عُرى هذا القَميصِ الأَحْمَرِ




فاتْرُكيهِ واتْرُكيني نَبَأً
لَمْ يَجُلْ بَعْدُ بِفِكْرِ المُضمَر




أيُّ فَضْلٍ لَكِ في الدُّنْيا إذا
أَنْتِ لَمْ تَحْتَرِقي كالشَّرَرِ




ضَلَّ إزْميلى إذا لَمْ تُصْبحي
قَمراً أوْ شُرْفَةً في قَمَري




http://jevaramat.googlepages.com/229248abu3e9v4w9.gif



5 دقائق
اجلسي خمس دقائقْ
لا يريد الشعر كي يسقط كالدرويش
في الغيبوبة الكبرى
سوي خمس دقائقْ
لا يريد الشعر كي يثقب لحم الورق العاري
سوي خمس دقائقْ
فاعشقيني لدقائقْ
واختفي عن ناظري
بعد دقائقْ
لست أحتاج سوي علبة كبريتٍ
لإشعال ملايين الحرائقْ
إن أقوي قصص الحب التي أعرفها
لم تدمْ أكثر من خمس دقائقْ




http://jevaramat.googlepages.com/229248abu3e9v4w9.gif




أبو جهل يشتري « فليت استريت »
1
هلِ اخْتفتْ من لندنٍ ؟
باصاتُها الجميلةُ الحمراءْ
وصارتْ النوقُ التي جئْنا بها من يَثْرِبٍ
واسِطةَ الركوبِ,
في عاصِمةِ الضبابْ ؟
2
تسرْبَ البدو إلى
قصر بَكِنْغهامَ
وناموا في سرير الملكةْ
والانجليزُ, لملموا تاريخهمْ ..
وانصرفوا ..
واحترفوا الوقوفَ ـ مثلما كنا ـ
على الأطلالِ ..
3
ها هم بنو تَغْلَبٍ ..
في (سوهو) ..
وفي (فيكتوريا) ..
يُشمْرون ذيلَ دَشْداشاتِهِمْ
ويرقصونَ الجَازْ ..
4
هلْ أصْبحت انْجلْترا ؟
تصحو على ثَرْثرةِ البدو ..
وسيمفونيةِ النِعالْ ؟
5
هلْ أصبحتْ انجلترا ؟
تمشي على الرصيفِ, بالخُفِّ .. وبالْعِقالْ ؟
وتَكْتبُ الخَطَّ منَ اليمينِ للشمالْ ..
سُبْحانهُ مُغيُّرُ الأحْوالْ!!
6
عنترةٌ .. يبْحثُ طول الليلِ, عنْ رُوميَّةٍ
بيضاءَ كالزُبْدةْ ..
أوْ مَليسةِ الفخْذينِ .. كالهلالْ
يأْكُلها كبيضةٍ مَسْلوقةٍ
منْ غَيْرِ مِلْحٍ ـ في مدى دقيقةْ ـ
ويرْفعُ السروالْ!!
7
لمْ يبقَ في البارْكاتِ ..
لا بطٌ , ولا زهرٌ, ولا أعْشابْ
قد سَرَحَ الماعزُ في أرْجائِها
وفرَّتْ الطيورُ من سمائِها
وانْتصر الذبابْ ..
8
ها هُم بنو عبسٍ .. على مداخلِ الِمتْرو
يَعُبُّونَ كؤوسَ البيرةِ المُبَرَّدةْ ..
وينْهشونَ قطعةً ..
من نَهْدِ كلِّ سيدةْ ..
9
هلْ سَقطَ الكبارُ من كُتَّابنا
في بورصةِ الريالْ ؟
هل أصْبحتْ انجلترا عاصمةَ الخلافةْ ؟
وأصبح البترولُ يمشي ملكاً ..
في شارعِ الصحافةْ ؟
10
جرائدٌ ..
جرائدٌ ..
جرائدْ ..
تنتظر الزبونَ في ناصيةِ الشارعِ,
كالبَغايا ..
جرائدٌ, جاءتْ إلى لندنَ,
كيْ تُمارسَ الحريةْ ..
تحولتْ ـ على يدِ النِفْط ـ
إلى سبايا ..
11
جِئْنا لأوروبا ..
لكي نَشْربَ منْ منابعِ الحضارَةْ
جئنا .. لكيْ نبحثَ عن نافذةٍ بحْريةٍ
مِنْ بَعدِ ما سدوا علينا عنقَ المحارةْ
جئنا .. لكي نكتبَ حُرياتِنا
منْ بَعْدِ أنْ ضاقَتْ على أجْسادنا العبارةْ
لكننا .. حينَ امْتلكنا صُحُفاً,
تحولتْ نصوصُنا
إلى بيانٍ صادرٍ عَنْ غُرْفَةِ التجارةْ ..
12
جِئْنا لأوروبا
لكَيْ نَسْتَنْشِقَ الهَواءْ
جئنا .. لكَيْ نَعْرفَ ما ألْوانُها السَماءْ ؟
جئْنا .. هُروباً منْ سِياطِ القَهْرِ, والقَمْعِ,
ومنْ أذَى داحِسَ والْغَبْراءْ ..
لكنْنا .. لمْ نَتَأمَّلْ زَهْرةً جميلةْ
ولمْ نُشاهِدْ مَرَّةً, حَمامَةً بيضاءْ
وظَلَّتِ الصَّحْراءُ في داخِلنا ..
وظلَّتِ الصَّحراءْ ..
13
مِنْ كُلِّ صَوبٍ .. يهْجُمُ الجَرادْ
ويَأْكُلُ الشِّعْرَ الذي نَكْتبهُ ..
ويشْربُ المدادْ
من كلِّ صوبٍ ..
يهجمُ (الايدزُ) على تاريخنا
ويحصدُ الأرواحَ, والأجسادْ
من كلِّ صوبٍ ..
يُطْلقونَ نِفْطَهُمْ علينا
ويَقْتُلونَ أجْملَ الجيادْ ..
فكاتبٌ مُدَجَّنٌ ..
وكاتبٌ مُسْتَأْجَرٌ ..
وكاتبٌ يُباعُ في المزَادْ
هلْ صارَ زيتُ الكازِ في بلادنا مُقدَّساً ؟
وصارَ للْبِتْرولِ في تاريخِنا, نُقْادْ ؟
14
للواحدِ الأَوْحَدِ .. في عَلْيائِهِ
تَزْدانُ كلُّ الأَغْلفَةْ ..
وَتُكْتبُ المدائِحُ المُزَيَّفةْ ..
ويزْحفُ الفِكْرُ الوصُوليُّ على جَبينِهِ
ليَلْثُمَ العَباءَةَ المُشَرَّفةْ ..
هلْ هذهِِ صحافةٌ ..
أمْ مكْتبٌ للصَّيْرفَةْ ؟
15
كلُ كلامٍ عِندهُمْ , مُحَرَّمٌ
كلُّ كتابٍ عندهمْ, مَصْلوبْ
فكيفَ يسْتوعبُ ما نكْتُبهُ ؟
منْ يقْرأُ الحروفَ بالمقلوبْ!!
16
على الذي يُريدُ أنْ يفوزَ
في رِئاسةِ التَّحْريرْ ..
عَليهِ .. أنْ يبوسَ رُكْبةَ الأَميرْ ..
عليهِ .. أنِْ يمْشي على أَرْبعةٍ
كيْ يَرْكبَ الأَميرْ!!
17
لا يَبْحثُ الحاكِمُ في بلادِنا
عنْ مُبْدعٍ ..
وإنْما يبْحثُ عن أجيرْ ..
18
يُعْطي طويلَ العُمْرِ .. للصَّحافةِ المُرْتَزِقَةْ ..
مَجْموعةً منَ الظُروفِ المُغْلقَةْ ..
وبَعْدها ..
يَنْفجِرُ النباحُ ..
والشَّتائِمُ المُنسَّقَةْ ..
19
ما لِلْيساريْينِ مِنْ كُتَّابنا ؟
قدْ تَركوا ( لينينَ ) خَلْفَ ظَهْرِهِمْ
وقرْرَوا .. أنْ يَرْكبوا الجِمَالْ!!
20
جِئْنا لأوروبَّا ..
لكَيْ نَنْعمَ في حُرِّيْةِ التَّعْبيرْ
ونَغْسلَ الغُبارَ عنْ أجْسادِنا
ونَزْرعَ الأَشْجارَ في حَدائِقِ الضَّميرْ
فكَيفَ أصْبحْنا, مَعَ الأيّامِ ,
طَبَّاخينَ .. في مَضَافَةِ الْإسْكَنْدرِ الكبيرْ ؟؟
21
كُلُّ العصافيرِ التي
كانتْ تَشُقُّ زُرْقةَ السَّماءِ,
في بَيروتَ ..
وتَمْلأُ الأشْجارَ والبَيَادِرْ ..
قَدْ أحْرقَ البِتْرولُ كِبْرياءَها
وريشَها الجَميلَ .. والْحَناجِرْ ..
فَهْيَ على سُقُوفِ لنْدنٍ ..
تَموتْ ..
22
يَسْتعْمِلونَ الكاتِبَ الأخَيرَ .. في أَغْراضِهِمْ
كَرَبْطَةِ الحِذاءْ ..
وعِنْدما يَسْتَنْزفونَ حِبْرَهُ ..
وفِكْرَهُ ..
يَرْمونَهُ في الرِّيحِ, كَالأَشْلاءْ ..
23
هذا لهُ زاويةٌ يَوْميَّةٌ ..
هذا لهُ عَمودْ ..
والفارِقُ الوَحيدُ, فيما بَيْنهُمْ
طَريقةُ الرُّكوعِِ ..
والسُّجودْ ..
24
لا تَرْفَعِ الصَّوْتَ .. فأَنْتَ آمِنْ
ولا تُناقِشْ أبداً مُسدَّساً ..
أَوْ حاكِماً فَرْداً ..
فَأَنْتَ آمِنْ ..
وكُنْ بلا لَوْنٍ, ولا طَعْمٍ, ولا رائِحَةٍ ..
وكُنْ بلا رَأْيٍ ..
ولا قَضِيَّةٍ كُبْرى ..
فَأَنْتَ آمِنْ ..
واكْتُبِ الطَّقْسَ,
وعَنْ حُبوبِ مَنْعِ الحَمْلِ ـ إنْ شِئْتَ ـ
فأنْتَ آمِنْ ..
هذا هُوَ القانونُ في مَزْرعةِ الدَواجِنْ ..
25
كَيْفَ تُرى, نُؤَسِّسُ الكِتابةْ ؟
في مِثْلِ هذا الزَمَنِ الصَّغيرْ
والرَّمْلُ في عُيونِنا
والشَّمْسُ مِنْ قَصْديرْ
والكاتِبُ الْخَارِجُ عنْ طاعَتِهمْ
يُذْبَحُ كَالبَعيرْ ..
26
أيا طويلَ العُمْرِ:
يا منْ تَشْتري النساءَ بالأرطالْ ..
وتَشْتري الأقْلامَ بالأرْطالْ ..
لسْنا نريدُ أيَّ شيءٍ منكَ ..
فانْكَحْ جواريكَ كما تريدُ ..
واذبَحْ رعاياكَ كما تريدُ ..
وحاصِرِ الأمَّةَ بالنارِ .. وبالحديدْ ..
لا أحدٌ ..
يريدُ منكَ ملْكَكَ السَّعيدْ ..
لا أَحدٌ يريدُ أن يَسْرقَ منكَ جِبَّةَ الخِلافةْ ..
فاشْرب نبيذَ النفطِ عن آخرهِ ..
واتركْ لنا الثقافةْ .


مع تحيات / أحمد

ابو يحيي
12/05/2009, 19h06
قصيدة لنزار قباني
في مدح الرسول
عليه أفضل الصلوات والسلام

عَـزَّ الـورودُ وطـال فيـك أوامُ
وأرقـتُ وحـدي والأنـام نيـامُ

ورَدَ الجميع ومن سناك تـزودوا
وطردت عن نبع السنـا وأقامـوا

ومنعت حتى أن أحوم ولـم أكـد
وتقطعت نفسي عليـك وحامـوا

قصدوك وامتدحوا ودوني أغلقـت
أبواب مدحـك فالحـروف عقـامُ

أدنوا فأذكر مـا جنيـت فأنثنـي
خجـلا تضيـق بحملـي الأقـلام

أمن الحضيض أريد لمسا للـذرى
جـل المقـام فـلا يطـال مقـام

وِزْرِي يكبلني ويخرسني الأسـى
فيموت في طرف اللسـان كـلام

يممت نحوك يـا حبيـب الله فـي
شوقٍ تقـض مضاجعـي الآثـام

أرجوالوصول فليل عمري غابـة
أشـواكـهـا ... الأوزار والآلام

يا من ولدت فأشرقـت بربوعنـا
نفحات نـورك وانجلـى الإظـلام

أأعود ظمـآنٌ وغيـري يرتـوي
أيراد عن حـوض النبـي هيـام

كيف الدخول إلى رحاب المصطفى
والنفس حيرى والذنـوب جسـام

أو كلمـا حاولـت إلمامـا بــه
أزف البـلاء فيصعـب الإلـمـام

ماذا أقول وألـف ألـف قصيـدة
عصماء قبلي ... سطرت أقـلام

مدحوك مابلغوا برغـم ولائهـم
أسرار مجـدك... فالدنـوُّ لمـامُ

حتى وقفتُ أمـام قبـرك باكيـاً
فتدفـقَ الإحسـاس والإلـهـامُ

ودنـوت مذهـولا أسيـرا لا أرى
حيـران يلجـم شعـري الإلجـام

وتوالت الصور المضيئة كالـرؤى
وطوى الفـؤاد سكينـة وسـلام

يا ملء روحي وهج حبك في دمي
قبس يضـيء سريرتـي وزمـامُ

أنت الحبيب وأنت مـن أروى لنـا
حتـى أضـاء قلوبنـا الإٍسـلام

حوربت لم تخضع ولم تخش العدى
من يحمه الرحمن كيـف يضـام

وملأت هذا الكون نورا فاختفـت
صور الظـلام وقوضـت أصنـام

الحزن يملأ يا حبيـب جوارحـي
فالمسلمون عن الطريق تعامـوا

والـذل خيَّـم فالنفـوس كئيبـة
وعلـى الكبـار تطـاول الأقـزام

الحزن أصبـح خبزنـا فمساؤنـا
شجـن وطعـم صباحنـا أسقـام

واليـأس ألقـى ظلـه بنفوسنـا
فكـأن وجـه النيريـن ظــلام

أنى اتجهت ففي العيون غشـاوة
وعلى القلوب من الظـلام ركـام

الكـرب أرقنـا وسهـد ليلـنـا من
مَهدهُ الأشـواك كيـف ينـام

يا طيبة الخيرات ذل المسلمـون
ولا مجيـر وضيـعـت أحــلام

يغضون إن سلب الغريب ديارهـم
وعلى القريب شذى التراب حـرام

باتـوا أسـارى حيـرة وتمـزق
فكأنهـم بيـن الـورى أغـنـام

ناموا فنام الـذل فـوق جفونهـم
لا غرو ضاع الحـزم والإقـدام

ودنـوت مذهـولاً أسيـراً لا أرى
حيران يلجـم شعـري الإحجـام

وتمزقـت نفسـي كطفـل حائـر
قد عاقـه عمـن يحـب زحـام

ياهادي الثقلين هل مـن دعـوة
تُدْعَـى بهـا يستيقـظ الـنـوامُ

بيلسان نور
20/06/2009, 15h28
طوق الياسمين
شكراً .. لطوق الياسمين ..
وضحكت لي فظننت أنك تعرفين
معنى سوار الياسمين .. يأتي به رجل إليك
ظننت أنك تدركين ..
وجلست في ركن ركين .. تتمشطين
وتنقطين العطر من قارورة وتدمدمين
لحناً فرنسي الرنين .. لحنا كأيامي حزين ..
قدماك في الخف المقصب .. جدولان من الحنين
وقصدت دولاب الملابس .. تعلقين وترتدين
وطلبت أن أختار ماذا تلبسين ..
ووقفت في دوامة الألوان ملتهبة الجبين
الأسود المكشوف عن كتفيه ..
هل تتردين ؟! لكنه لون حزين ..
لون كأيامي حزين ..
ولبسته وربطت طوق الياسمين .
وظننت أنك تعرفين .. معنى سوار الياسمين
يأتي به رجل إليك ..
ظنت أنك تدركين .. هذا المساء ..
بحانة صغرى رأيتك ترقصين ..
تنكسرين على زنود المعجبين .. تنكسرين وتدمدمين
في إذن فارسك الأمين ..
لحناً فرنسي الرنين ..
لحناً كأيامي حزين ..
وبدأت اكتشف اليقين ..
وأنك للسوى تتجملين ..
ولهم ترشين العطور .. وترقصين ..
ولمحت طوق الياسمين ..
في الأرض مكتوم الأنين .. كالجثة البيضاء
تتدفعه جموع الواقفين ..
ويهم فارسك الوسيم بأخذه ..
فتخالفين .. وتقهقهين ..
" لا شيء يستدعي انحناءك .. ذالك طوق الياسمين "

بيلسان نور
20/06/2009, 15h35
الذكرى
إنزعي الخنجر المدفون في خاصرتي
واتركني أعيش ..
انزعي رائحتك من مسامات جلدي
واتركيني أعيش ..
امنحيني الفرصة ..
لأتعرف على امرأة جديدة
تشطب اسمك من مفكرتي
وتقطع خصلات شعرك ..
الملتفة حول عنقي
امنحيني الفرصة ..
لأبحث عن طرق لم أمش عليها معك .
ومقاعد لم أجلس عليها معك ..
ومقاه لا تعرفك كراسيها ..
وأمكنة .. لا تذكرك ذاكرتها ..
امنحيني الفرصة ..
لأبحث عن عناوين النساء اللواتي
تركنهن من أجلك ..
وقتلتهن من أجلك ..
فأنا أريد أن أعيش ..

بيلسان نور
20/06/2009, 15h39
المرفأ
في مرفأ عينيك الأزرق ..
أمطار من ضوء مسموع
وشموس دائخة .. وقلوع
ترسم رحلتها للمطلق
في مرفأ عينيك الأزرق
شباك بحري مفتوح
وطيور في الأبعاد تلوح
تبحث عن جزر لم تخلق ..
في مرفأ عينيك الأزرق ..
يتساقط ثلج في تموز
ومراكب حبلى بالفيروز
أغرقت البحر ولم تغرق
في مرفأ عينيك الأزرق ..
اركض كالطفل على الصخر
استنشق رائحة البحر
وأعود كعصفور مرهق
في مرفأ عينيك الأزرق ..
أحلم بالبحر والإبحار
وأصيد ملايين الأقمار
وعقود اللؤلؤ والزنبق
في مرفأ عينيك الأزرق ..
تتكلم في الليل الأحجار ..
في دفتر عينيك المغلق
من خبأ آلاف الأشعار ..؟
لو أني .. لو أني ..بحّار
لو أحد يمنحني زورق ..
أرسيت قلوعي كل مساء ..
في مرفأ عينيك الأزرق ..

Tarek Elemary
20/06/2009, 16h11
الحب والبترول


متى تفهمْ ؟


متى يا سيّدي تفهمْ ؟


بأنّي لستُ واحدةً كغيري من صديقاتكْ


ولا فتحاً نسائيّاً يُضافُ إلى فتوحاتكْ


ولا رقماً من الأرقامِ يعبرُ في سجلاّتكْ ؟


متى تفهمْ ؟


متى تفهمْ ؟


أيا جَمَلاً من الصحراءِ لم يُلجمْ


ويا مَن يأكلُ الجدريُّ منكَ الوجهَ والمعصمْ


بأنّي لن أكونَ هنا.. رماداً في سجاراتكْ


ورأساً بينَ آلافِ الرؤوسِ على مخدّاتكْ


وتمثالاً تزيدُ عليهِ في حمّى مزاداتكْ


ونهداً فوقَ مرمرهِ.. تسجّلُ شكلَ بصماتكْ


متى تفهمْ ؟



متى تفهمْ ؟


بأنّكَ لن تخدّرني.. بجاهكَ أو إماراتكْ


ولنْ تتملّكَ الدنيا.. بنفطكَ وامتيازاتكْ


وبالبترولِ يعبقُ من عباءاتكْ


وبالعرباتِ تطرحُها على قدميْ عشيقاتكْ


بلا عددٍ.. فأينَ ظهورُ ناقاتكْ


وأينَ الوشمُ فوقَ يديكَ.. أينَ ثقوبُ خيماتكْ


أيا متشقّقَ القدمينِ.. يا عبدَ انفعالاتكْ


ويا مَن صارتِ الزوجاتُ بعضاً من هواياتكْ


تكدّسهنَّ بالعشراتِ فوقَ فراشِ لذّاتكْ


تحنّطهنَّ كالحشراتِ في جدرانِ صالاتكْ


متى تفهمْ ؟



متى يا أيها المُتخمْ ؟


متى تفهمْ ؟


بأنّي لستُ مَن تهتمّْ


بناركَ أو بجنَّاتكْ


وأن كرامتي أكرمْ..


منَ الذهبِ المكدّسِ بين راحاتكْ


وأن مناخَ أفكاري غريبٌ عن مناخاتكْ


أيا من فرّخَ الإقطاعُ في ذرّاتِ ذرّاتكْ


ويا مَن تخجلُ الصحراءُ حتّى من مناداتكْ


متى تفهمْ ؟



تمرّغ يا أميرَ النفطِ.. فوقَ وحولِ لذّاتكْ


كممسحةٍ.. تمرّغ في ضلالاتكْ


لكَ البترولُ.. فاعصرهُ على قدَمي خليلاتكْ


كهوفُ الليلِ في باريسَ.. قد قتلتْ مروءاتكْ


على أقدامِ مومسةٍ هناكَ.. دفنتَ ثاراتكْ


فبعتَ القدسَ.. بعتَ الله.. بعتَ رمادَ أمواتكْ


كأنَّ حرابَ إسرائيلَ لم تُجهضْ شقيقاتكْ


ولم تهدمْ منازلنا.. ولم تحرقْ مصاحفنا


ولا راياتُها ارتفعت على أشلاءِ راياتكْ


كأنَّ جميعَ من صُلبوا..


على الأشجارِ.. في يافا.. وفي حيفا..


وبئرَ السبعِ.. ليسوا من سُلالاتكْ


تغوصُ القدسُ في دمها..


وأنتَ صريعُ شهواتكْ


تنامُ.. كأنّما المأساةُ ليستْ بعضَ مأساتكْ


متى تفهمْ ؟


متى يستيقظُ الإنسانُ في ذاتكْ ؟

عفاف سليمان
20/06/2009, 21h07
نزار:emrose:
تحفة احساس جميل احببت فيه عشقى ومحاولات الكتابيه الاولى
وكنت اتأثر به فى كتاباتى حتى ظننت ان روحه بعثت فى خواطرى وحروفى واوراقى
نزار
أعجبتنى منه كلماتٍ كثيره وقصائد تغنوا بها المطربون
كلمات
ممنوعة انتى
وكثير وكثير ولكن
لا استطيع ان اسرد هنا كم الرسائل والقصائد التى كتبها والتى احبها والتى
تغنى بها المطرون
مختارات جميله ورائعه ;)
من شاعر اروع وصاحب احساس جميل
وتحياتى لكم جميعا بقضاء اجمل الاوقات فى
صحبة شاعرنا
نزار القبانى:emrose:
اختكم عفاف:)

بيلسان نور
20/06/2009, 21h37
المحطة
أعرف ..
ونحن على رصيف المحطة ..
أنك تنتظرين رجلا آخر
وأعرف ، وأنا أحمل حقائبك ..
أنك ستسافرين مع رجل آخر ..
وأعرف .. أنني لم أكن ..
سوى مروحة صينية خففت عنك حرارة الصيف ..
ورميتها بعد الصيف ..
أعرف أيضاً ..
أن رسائل الحب التي كتبتها لك ..
لم تكن سوى مرايا ..
رأيت فيها غرورك..
ومع كل هذا ..
سأحمل حقائبك ..
وحقائب حبيبك ..
لأنني .. أستحي أن أصفع امرأة ..
تحمل في حقيبة يدها البيضاء ..
أحلى أيام حياتي ..

بيلسان نور
20/06/2009, 21h41
المطر
كلما ضرب المطر شبابيكي ..
أتلمس مكانك الخالي ..
كلما لحس الضباب زجاج سيارتي
وحاصرني الصقيع ..
وتجمعت العصافير ..
لتنتشل سيارتي المدفونة في الثلج
أتذكر حرارة يديك الصغيريتين ..
والسجائر التي كنا نتقاسمها
كالجنود في خنادقهم ..
نصف لك ..
ونصف لي ..
كلما علكت الرياح ستائر غرفتي وعلكتني ..
أتذكر حبك الشتائي ..
وأتوسل إلى الأمطار
أن تمطر في بلاد أخرى
وأتوسل إلى الثلج
أن يتساقط في مدن أخرى
وأتوسل إلى الله
أن يلغي الشتاء من مفكرته
لأنني لا أعرف ..
كيف سأقابل الشتاء .. بعدك ؟..

بيلسان نور
20/06/2009, 21h45
إلى تلميذة
قل لي ولو كذباً كلاماً ناعماً
قد كاد يقتلني بك التمثال ..
ما زلت في حضن المحبة طفلة
بيني وبينك أبحر وجبال ..
لم تستطيعي بعد أن تتفهمي
أن الرجال جميعهم أطفال ..
إني لأرفض أن أكون مهرجاً
قزماً على كلماته يحتال ..
فإذا وقفت أمام حسنك صامتاً
فالصمت في حرم الجمال جمال ..
كلماتنا في الحب تقتل حبنا
إن الحروف تموت حين تقال ..
قصص الهوى أفسدتك فكلها
غيبوبة .. وخرافة .. وخيال ..
الحب ليس رواية شرقية
بختامها يتزوج الأبطال ..
إنه الإبحار دون سفينة
وشعورنا أن الوصول محال ..
هو أن تظل على الأصابع رعشة
وعلى الشفاه المطبقات سؤال ..
هو جدول الأحزان في أعماقنا
تنمو كروم حوله وغلال ..
هو هذه الأزمات تسحقنا معاً
فنموت نحن وتزهر الآمال ..
هو ان نثور لأي شيء تافه
هو يأسنا هو شكلنا القتال ..
هو هذه الأكف التي تغتالنا
ونقبل الكف التي تغتال ..
لا تجرحي التمثال في إحساسه
فلكم بكى في صمته تمثال ..
فيفلع الحجر من الصميم براعماً
وتسيل منه جداول وظلال ..
إني أحبك من خلال كتبي
وجهاً كوجه الله ليس يطال ..
حسبي وحسبك أن تظلي دائماً
سراً يمزقني وليس يقال ..وليس يقال ..

مجدى رزق
21/09/2009, 19h28
الشعر عالم جميل ياخذنا بعيدا ونسبح فى فضاءه ولكن بعدما نعود نكتتشف مثل ماجدة الرومى ونزار
كلمات ...كلمات...كلمات

رغم انها تؤثر فينا رحم الله اعلام الشعر العربى

omar alza3eem
14/11/2009, 00h21
براي الشخصي المبدع نزار اخترق الصمت وتغلغل في جميع نواحيه واتى بهذه الروائع

ahmed128a
21/11/2009, 17h54
اشعار مسموعه بصوت نزار قبانى

http://www.sama3y.net/forum/showthread.php?t=74741

علي سيف
19/04/2012, 09h35
كونـــــــــــــــــــــــــــــي

كوني .....كوني امرأة خطرة .... كي أتأكد حين أضمك .... أنك لست بقايا شجــرة

احكي شيئا قولي شيئا ... غني .. ابكي.. عيشي موتي .. كي لا يــروى يوما عنـــي
أن حبيبة قلبي شجرة
كوني السم وكوني الأفعى ... كوني السحر وكوني السحرة ...لفي حولي لفي حولي
كي أتحسس دفء الجلد وعطر البشرة
كي أتأكــــد يا سيدتــي أن فروعــك ليســت خشــبا .. أن جــذورك ليســت حطــبــا
سيلي عرقا موتي غرقا
كي لا يروى عني أني كنت أغازل شجرة
كونــي فرســا يا سيــدتي .. كونـــي سيـفــا يقطــع.. كونــي قبــرا ..كـونـي حتـفـــا
كوني شفة ليست تشبع
كوني صيفا أفريقيا ..كوني حقل بهار يلذع..كوني الوجع الرائع إني أصبح ربـــــــا
إذ أتــوجــع
غني....ابكي....عيشي...موتي كـي لا يـروى يومـا عنـي أنـي كنـت أعانـق شجرة
كونــي امــرأة يا سيدتـي تطحن في نهديـهـا الشهـبا كونــي رعــدا كونــي بـرقــــا
كوني رفضا كوني غضبا
خلي شعرك يسقط فوقي ذهبا ذهبا خلي جسمك فوق فراشي يكتب شعرا يكتب أدبـا
خلـي نـهـــدك فــوق ســـريـــري يحــفــر قـــدره كونــــي بــشــرا يـــــا سيــدتـــي
كوني الأرض وكوني الثمرة
كي لا يروى يوما عني أني كنت أضاجع شجرة

نزار قباني

علي سيف
19/04/2012, 09h36
يوسف الصديق

أيها الصديق يوسـف أفتـــنا أرى الأوطان في قبــر
تفوح من جثتها رائحة منتنة فــــــي زمـــن الــــرق
يبكي يعقوب ضياع الحق
ضياع الصدق
ألــق بقميصـك يـا يوســف كي يرتد إليــه البصــر
كـي يرتــد إليــه النطـــق
في زمن العسر
نصرخ في وجه عزيز القصر
نحاكـــــــــم حاشيتــــــــــه نحاكــــــــــم امرأتـــــــه
نحاكم من باعك يا يوسـف بثمن بخس دراهم معدودة
أضحى الحــزن أنشـــــودة أمســى اليـأس أنشـــــودة
بحضن الأهل والأوطان
تعيش النفـس في غربــة
ومـن ألقـانـــا فـــي الجــب كمــن ألقـــاك يا يوســـف
ذوي قربــى
ذئبك يا يوسف صار ذئابا تنهش أحلام المحروميـــن
تمـلأ كــل الأرض عــواء تهتــك أستــار الآمنـيــــــن
أطلــق أذانــك يا صــديــق جـاء العيــر فسـرق ونهـب
سرق المستقبل بعيون الأطفال
نهب المال
زرع الشوك في بساتين العنب
ما عاد خبزا فوق رأسـي يأكـــــــل الطيـــــــر منــــه
ولا أرانـــي أعصــر خمــــرا
أيها الصديق يوسف أفتنا في ظلمة السجن البهيم أمدنا
ببصيص للفجر
ما عــــاد للبقــر السميـن ولا للسنبـــلات الخضــــــــر
في رؤانا مكان
وليس سواك يا يوسف
لضياع الأوطان

ملاك الليل
28/06/2012, 12h32
اشكركم اخوانى الاعزاء في منتدى سماعى على تجميع قصائد الشاعر الكبير نزار قبانى

فاروق سالم
06/01/2013, 14h08
آخر عهد نزار قباني بالشعر

أبجدية الياسمين

كان نزار يسجل أبياته الشعرية وإلهاماته على الدفاتر وقصاصات الأوراق والوصفات الطبية تلك الكتابات التي ظلت مجهولة حبيسة أدراج عائلته التي قررت أخيرا نشرها في ذكرى رحيله العاشرة (1998 / 2008 ) في ديوان شعري سيصدر عن دار نوفل ببيروت تحت عنوان ( أبجدية الياسمين ) حيث لم يخرج نزار عن خطه الشعري المعروف و الموسوم بالرومانسية والتمرد والثورية حيث كانت مقدمة المجموعة بقلم أولاده هدباء وزينب وعمر والتي جاء فيها

أبجدية الياسمين

ولد في 21 آذار (مارس) 1923 ورحل في 30 نيسان (ابريل) 1998.

ولد في الربيع ورحل في الربيع.

الربيع كان قدره كما كان الشعر.

….

الأرض وأمي حملتا في وقت واحد ووضعتا في وقت واحد…

(من مقدمة قصتي مع الشعر)



في كل فصل ربيع كان يتأمل الأشجار المزهرة بإعجاب شديد وكأنه يراها كل مرة للمرة الأولى. فيهزّ برأسه قائلاً: «سبحان الله، كل شجرة لبست فستانها المفضل، واحـــدة بالأبيض والثانية بالزهر وأخرى بالأصفر وكل منها وكأنها تتزين لعرسها، أو تتنافس بينها كالبنات الفرحات بملابسهن الجديدة في العيد.

في الثلاثين من نيسان لهذا العام 2008 تمر عــشرة أعوام على رحيله. واحد من أكبر الشعراء العرب المعاصرين وواحد من أعظم الآباء، فتحية له ولعشاقه قررنا جمع القصائد الأخـــيرة التي كتبــها بين عامي 1997 و1998 والتي لم تصدر في كتاب من قبل وننشرها كما كتبها بخط يده الجميل لنشارك محبيه كيفية كتابته للشعرومزاجه والإلهام كيف يأتيه لعله الآن في أجمل مكان يبتسم لنا.

عندما مرض وفي السنة الأخيرة قبل وفاته كنا نتفاءل عندما يشعر بالرغبة في الكتابة لأنها بالنسبة إلينا كانت رغبة منه في الحياة، وكنا نحرص على وضع أوراقه وأقلامه بالقرب من سريره لعله يكتب لأن الشعر كان لديه هو الحياة.

ولكن مع الأيام كثرت الأدوية وخفتت قدرته على الكتابة، فأزحنا الأوراق بعيداً وتركنا قلماً، وفي ليلة استفاق ليكتب فوجد القلم وليس الورق، ولكن لحسن الحظ وجد كيس أدويته وهو مصنوع من الورق، فأفرغ الكيس وكتب عليه فكانت هذه الصفحة الفريدة التي نشارككم إياها كما كتبها على كيس الصيدلية.

نحن لا نودعه في هذا الكتاب، بل نسلم عليه سلام الشوق والربيع ونقول له،

«اشتقنا إليك يا نزار جميعاً…
والشعر اليوم من بعدك أصبح مثلنا يتيماً…
اشتقنا إليك أباً وشاعراً وإنسان…
نحن لا نودعك في هذا الكتاب
فها هو ربيعٌ آخر يأتي ونيسان…
بل نسلم عليك سلام الشوق والربيع
ونقول لك قصائده الجميلة
أزهرت الأشجار من جديد يا نزار
لعل الأشجار مزهرة دائماً حولك…»
أولادك
هدباء وزينب وعمر (نيسان - ابريل ‏2008)‏

ومن غرائب الصدف أن نزار قباني أبى إلا أن يودع العالم في آخر دواوينه الشعرية بقصيدة تحمل كل معان الرفض والتمرد والثورة و القوة والحماسة التي ميزت حياته وطبعتها حتى رحيله وهي قصيدة (طَعَنُوا العُرُوبةَ في الظلام بخنجرٍ) التي يرثي فيها العالم العربي وما آل له من ضعف وخزي وإذلال وكأنه كان يستشرف ما سيؤول إليه حال العرب.

طَعَنُوا العُرُوبةَ في الظلام بخنجرٍ
- 1 -
لاتَسأليني،
يا صديقةُ، مَنْ أنا؟
ما عُدْتُ أعرفُ…
-

حينَ اكتُبُ -
ما أُريدُ…
رَحلتْ عباءَاتٌ غزَلتُ خُيُوطَها…
وتَمَلمَلَت منّي
العُيُون السُودُ…
لا الياسمينُ تجيئُني أخبارُهُ…
أمَّا البَريدُ…
فليسَ ثَمَّ بَريدُ…
لم يَبقَ في نَجدٍ… مكانٌ للهوى
أو في الرَصَافَةِ…
طائرٌغِرِّيدُ…
- 2 -
العَالَمُ العربيُّ…
ضَيَّعَ شعرَهُ… وشُعُورهُ…
والكاتبُ العربيُّ…
بينَ حُرُوفِهِ… مَفْقُودُ!!
- 3 -
الشعرُ، في هذا الزمانِ…
فَضِيحةٌ…
والحُبُّ، في هذاالزمانِ…
شَهيدُ…
- 4 -
ما زالّ للشِعر القديمِ
نضارةٌ…
أماالجديدُ…
فما هناكَ جديدُ!!
لُغةٌ… بلا لُغةٍ…
وجوقُ ضفادعٍ…
وزوابعُ ورقيّةٌ
ورُعُودُ
هم يذبحونَ الشِعرَ…
مثل دجاجةٍ…
ويُزّورونَ…
وماهناكَ شهودُ!!
- 5 -
رحلَ المُغنون الكِبارُ
بشعرِنا…
نفي الفرزدقُ من عشيرتهِ
وفرَّ لبيدُ!!
- 6 -
هل أصبحَ المنفى
بديلَ بيُوتنا؟
وهل الحمامُ، مع الرحيلِ…
سعيدُ؟؟
- 7 -
الشعرُ… في المنفى الجميلِ…
تحرّرٌ…
والشِعرُ في الوطنِ الأصيلِ…
قيودُ!!…
- 8 -
هل لندنٌ…
للشعرِ، آخرُ خيمةٍ؟
هل ليلُ باريسٍ…
ومدريدٍ…
وبرلينٍ…
ولُوزانٍ…
يبدّدُ وحشتي؟
فتفيضُ من جسدي
الجداولُ…
والقصائدُ…
والورودُ؟؟…
- 9 -
لا تسأليني…
ياصديقةُ: أين تبتدئ الدموعُ…
وأين يبتدئ النشيدُ؟
أنا مركبٌ سكرانُ…
يُقلعُ دونَ أشرعةٍ
ويُبحرُ دون بُوصلةٍ…
ويدخُلُ في بحار الله مُنتحراً…
ويجهلُما أرادَ… وما يريدُ…
- 10 -
لا تسأليني عن مخازي أُمتي
ما عدتُ أعرفُ - حين أغضبُ -
ما أُريدُ…
وإذا السيوفَ تكسرت أنصالُها
فشجاعةُ الكلماتِ… ليس تُفيدُ…
- 11 –

لا تسأليني…
من هو المأمونُ… والمنصورُ؟
أو من كان مروانٌ؟
ومن كانَ الرشيدُ؟
لا تسأليني…
أيامَ كان السيفُ مرفوعاً…
وكان الرأسُ مرفوعاً…
وصوتُ الله مسموعاً…
وكانت تملأ الدنيا…
الكتائبُ… والبنودُ…
واليومَ، تختـــجلُ العروبة من عروبتنا…
وتختجلُ الرجولةُ من رجولتنا…
ويختجلُ التهافتُ من تهافتنا…
ويلعننا هشامٌ… والوليدُ!
- 12 -
لا تسأليني…
مرةً أخرى… عن التاريخ…
فهو إشاعةُ عربيةٌ…
وقصاصةٌ صحفيةٌ…
وروايةٌ عبثية…
لا تسألي، إن السّؤَالَ مذلةٌ…
وكذا الجوابُ مذلةٌ…
نحنُ انقرضنا…
مثل أسماكِ بلارأسٍ…
وما انقرضَ اليهودُ!!
- 13 -
أنا من بلادٍ…
كالطحينِ تناثرَت…
مِزَقاً…
فلا ربٌّ… ولا توحيدُ…
تغزو القبائلُ بعضها بشهيةٍ
كبرى…
وتفترسُ الحُدودَ… حدودُ!!
- 14 -
أنا من بلادٍ…
نكّست راياتها…
فكتابُها التوراةُ… والتلمودُ…
- 15 -
هل في أقاليم العروبةٍ كُلّها…
رجلٌ سَوِيُّ العقلِ…
يجرؤ أن يقول: أنا سعيدُ؟؟…
- 16 -
لاتسأليني من أنا؟
أنا ذلك الهِندي…
قد سرقوا مزارعهُ…
وقد سرقوا ثقافته…
وقد سرقوا حضارتهُ…
فلا بقيت عظامٌ منهُ…
أو بقِيت جُلودُ!!…









.

فاروق سالم
06/01/2013, 14h53
من آخر عهد نزار قباني بالشعر


أنيابُ أمريكا
تغوصُ بلحمِنا…
والحِسُّ في أعماقنا مفقودُ…
-
نتقبلُ (الفيتو…
ونلثمُ كفَّها…
ومتى يثورُ على السياطِ عبيدُ؟؟
-
والآن جاؤوا من وراء البحرِ…
حتى يشربُوا بترولنا…
ويبدّدوا أموالنا…
ويُلوّثوا أفكارنا…
ويُصدِّروا عُهراً إلى أولادنا…
وكأننا عربٌ هنودُ!!
-
لا تسأليني. فالسؤالُ إهانةٌ.
نيران إسرائيل تحرقُ أهلنا…
وبلادنا… وتُراثنا الباقي…
ونحنُ جليدُ!!
-
لا تسأليني، ياصديقةُ، ما أرى.
فالليلُ أعمى…
والصباحُ بعيدُ…
طعنوا العروبةَ في الظلام بخنجرٍ
فإذا هُمُ… بين اليهودِ يهودُ!!









.

فاروق سالم
07/01/2013, 12h55
ومن ديوان ( أبجدية الياسمين ) أيضا قصيدة


تَعِبَ الكلامُ من الكلام


تَعِبَ الكلامُ من الكلامِ…
- 1 -
لم يبقَ عندي ما أقولُ.
لم يبقَ عندي ما أقولُ.
تعبَ الكلاَمُ من الكَلامِ…
وماتَ في أحداق أعيُننَا النخيلُ…

؟؟؟؟؟؟؟؟
- 2 -
لم يبقَ عندي ما أقولُ.
الثلجُ يسقطُ في حديقتنا
ويسقطُ من مشاعِرنا…
ويسقُط من أصابعنا…
ويسقطُ في الكُؤوسِ


؟؟

فأينَ هوَ البديلُ؟!
- 3 -
لم يبقَ عندي ماأقولُ.
يَبسَت شرايينُ القصيدة…
وانتهى عصرُ الرتابةِ… والصبابةِ…
وانتهى العُمرُ الجميلُ!…
- 4 -
الشِعرُ غادرني
فلا بحرٌ بسيطٌ… أو خفيفٌ… أوطويلُ…
والحب غادرني
فلا قمرٌ…
ولا وترٌ…
ولا ظِلُّ ظليلُ…
- 5 -
لم يبقَ عندي ما أقولُ.
لم يبقَ في الميدان فُرسانٌ…
ولا بقيتْ خُيُولُ…
؟؟؟

والموجُ يرفعني… ويرميني… كثورٍ هائجٍ…
فلأيِّ ناحيةٍ أميلُ؟؟
ماذا سيبقى من حصانِ الحُبِّ…
لو ماتَ الصهيلُ؟؟
- 6 -
لم يبقَ شيءٌ في يدي…
هربت عصافيرُ الطفولةِ من يدي…
هربت حبيباتي…
وذاكرتي…
وأَقلامي…
وأُوراقي…
وأقفرتِ الشواطئ… والحقولُ…
- 7 -
لم يبقَ عندي ما أقولُ
طارَ الحمامُ من النوافذِ هارباً…
والريش سافرَ… والهديلُ…
ضاعت رسائلنا القديمةُ كلها…
وتناثرت أوراقُها.
وتناثرت أشواقُها.
وتناثرت كلماتها الخضراءُ في كلّ الزوايا…
فبكى الغمامُ على رسائلنا…
كما بكتِ السنابلُ…
والجداولُ…
والسُهُولُ…
- 8 -
عيناكِ تاريخانِ من كحلٍ حجازيٍ…
ومن حُزنٍ رماديٍ…
ومن قلقٍ نسائيٍ…
فكيف يكونُ، سيّدتي الرحيلُ…
إنّي أفرُّ إلى أمامي دائماً…
فهل ابتعادي عنكٍ، سيدتي وصُولُ؟…
ماذا سأفعلُ كيف أفكّ سلاسِلي؟
لا الشِعرُ يجديني… ولا تُجدي الكحولُ!!…
- 9 -
لم يبقَ شيءٌ في يدي.
كلُّ البُطولاتِ انتهت…
والعنترياتُ انتهت…
ومعاركُ الإعرابِ… والصرفِ… انتهت…
لا ياسمينُ الشام يعرفُني
ولا الأنهارُ. والصفصافُ… والأهدابُ… والخدُّ الأسيلُ…
وأناأحدِّقُ في الفراغِ…
وفي يدَيكِ…
وفي أحاسيسي…
فيغمرُني الذُهولُ…
- 10 -
أرجوُ السماحَ…
إذا جلستُ على الأريكة مُحبطاً.
ومُشتتاً…
ومُبعثراً…
أرجُو سماحكِ…
إن نسيتُ بلاغتي…
لم يبقَ من لُغَةِ الهوى إلا القليلُ!!

لندن 15 آذار (مارس) 1997





.

فاروق سالم
08/01/2013, 09h52
ومن ديوان ( أبجدية الياسمين ) أيضا قصيدة مُرَبّعات…
- 1 -
أنا مُرَّبعٌ…
يبحثُ منذُ القرنِ الأولْ
عن بقية أضلاعِهْ…
يبحثُ منذ بدايات التكوينْ…
عن صورة وجهِهْ…
يبحثُ منذُ بداياتِ النساءْ…
عن اسمِ امرأتِهِ الضائعةْ!!…
- 2 -
أنا المسيحُ عيسى بنُ مريمْ…
أبحثُ منذ تاريخ صَلبي
عن دمي… وجراحي… ومساميري!!
- 3 -
أنا في مربَّع، إسمُهُ أنتِ.
فلا أستطيعُ الهُروبَ إلى امرأةٍ ثانيهْ…

ولاأستطيعُ الخلاصَ من الهاوية!!
- 4 -
أنا في مربَّعٍ اسمُهُ الشعرْ…
فلا أستطيعُ الذهابَ شمالاً…
ولا أستطيعُ الذهاب جنوباً…
وأعرف أنّي سأُقتَلُ بالضربة القاضية…
- 5 -
أنا شاعرٌ عربيّ… يمُوتُ…
على خنجر العشْق يوماً…
ويوماً… على خنجر القافية.
- 6 -
أنا في مربَّعٍِ، اسمهُ الأنوثة…
فأيُّ الجميلات تُفرجُ عنّي…
وليس هنالكَ لبنَى… ولا راويَهْ…
- 7 -
أنا في مربَّعٍ… اسمُهُ القصيدَة…
في أساورها تلبُسِني…
في خواتمها تحبسني…
في ضفائرها تحاصرني…
كخلاخيل الحرَّية!!
- 8 -
أنا في مربَّعٍ مفتوحٍ عليكْ…
من الجهات الأربَعْ…
من الشعر الأسود… إلى الحَلَقِ الفضيّ
ومن الأصابع المرصعة بالنُجومْ…
إلى الشامات التي لا عدَدَ لها…
- 9 -
أنا مربعٌ أخضرُ… في بحر عينيكِ…
وما زلتُ أُبحرُ…
ما زلتُ أغرقُ…
ما زلتُ أطفو… وأرسو…
وأجهلُ في أيّ وقتٍ…
يكونُ وصُولي…
- 10 -
أنا في مربعٍ… اسمُهُ الكتابة…
ولا أستطيعُ التحرّر منكِ…
ولا أستطيعُ التحررُ مني…
فأينَ يداكِ…
تُضيئان أياميَ الآتيةْ…
- 11 -
أحبكِ…
يا مَنْ ألملِمُ
بقيّةَ أحلاميَ الباقية…
- 12 -
أحبُّك…
يا ألفَ امرأةٍ في ثيابي…
ويا ألفَ بيتٍ من الشِعر…
يملأُ أوراقيَهْ…
مارس 1998












.

نور عسكر
25/09/2018, 02h05
بعض الصور للشاعر نزار قباني وزوجته
:emrose:
مع الموسيقار محمد عبد الوهاب

https://www.sama3y.net/forum/attachment.php?attachmentid=400694&stc=1&d=1537840758

https://www.sama3y.net/forum/attachment.php?attachmentid=400695&stc=1&d=1537840758

مع سفير العراق في بيروت عبد الرزاق لفتة

https://www.sama3y.net/forum/attachment.php?attachmentid=400696&stc=1&d=1537840758

صورة لبناية السفارة العراقية في بيروت15-12-1981
بعد تفجيرها ..وقد قتلت زوجة الشاعر نزار قباني والسفير
العراقي مع افراد آخرين في هذا التفجير .

https://www.sama3y.net/forum/attachment.php?attachmentid=400697&stc=1&d=1537840758

نور عسكر
09/11/2019, 16h24
الشاعر نزار القباني في زيارة للجامعة المستنصرية
بغداد 1985

https://www.sama3y.net/forum/attachment.php?attachmentid=410630&stc=1&d=1573320243

ابن الحتة
18/09/2020, 14h28
الحان : احسان المنذر.

http://www.kalimataghani.com/IMG/rubon137.jpg?1513603759
يسمعني حين يراقصني
كلمات ليست كالكلمات
يأخذني من تحت ذراعي
يزرعني في إحدى الغيمات
والمطر الأسود في عيني
يتساقط زخّات زخّات
يحملني معه يحملني
لمساء وردي الشّرفات ..
وأنا كالطّفلة في يده
كالرّيشة تحملها النسمات
يهديني شمساً
يهديني صيفاً
وقطيع السنونوات ..
يخبرني أنّي تحفته
وأساوي ألاف النجمات ..
بأني كنز وبأني
أجمل ما شاهد من لوحات
كلمات ..
يروي أشياء تدوّخني
تنسيني المرقص والخطوات
كلمات تقلب تاريخي
تجعلني .. إمرأة في لحظات
يبني لي قصر من وهم
لا أسكن فيه سوى لحظات
وأعود لطاولتي
لا شيئ معي
إلا كلمات