بشير عياد
13/08/2007, 22h54
أغنية " خلفت أوّل معاد " واحدة من المفقودات التي كنت أبحث عنها فشكرا لكم ، فأنا من عشاق صوت نجاة الكبيرة ، أو " نجاة علي "
ولي تعقيب حول غناء نجاة علي قصيدة " الوداع " من شعر إبراهيم ناجي وألحان محمد فوزي ، فقد غنت نجاة علي " الوداع " كاملة ، بدون حذف أو تغيير ( مع الوقوع في الأخطاء في النحو والنطق ) وسجلتها ـ تحديدا ـ في السابع من مارس /آذار 1954 قبيل مرور عام على وفاة ناجي الذي كان يحلم بأن تغني أم كلثوم قصيدة من قصائده ، وكان قد أهدى أمّ كلثوم ديوانه الثاني " ليالي القاهرة " قبيل رحيله ، بينما قصيدة " الوداع " تقع في ديوانه الأول " وراء الغمام " ( 1934 ) . يشاء القدر أن تغني أمّ كلثوم قصيدة " الأطلال " بعد رحيل ناجي بثلاثة عشر عاما ( رحل في الرابع والعشرين من مارس /آذار 1953 ، وغنـّتها في السابع من أبريل /نيسان 1966 ) ، وكان أن اختارت سبعة أبيات من " الوداع " وأدخلتها في " قلب " ( الأطلال ) ، وهي الأبيات السبعة المتوهجة التي تبدأ من :
هل رأى الحبُّ سكارى مثلنا ؟؟ ...........
إلى آخر البيت الذي يقول :
وإذا الدنيا كما نعرفها .... وإذا الأحبابُ كلٌّ في طريق !!
ثم عادت بعدها إلى الأبيات المختارة من " الأطلال " الأصلية ، أي بدأت بأبيات من " الأطلال " وعرجت على " الوداع " ثم عادت إلى " الأطلال " حتى آخر الأغنية / القصيدة ، وكان مجموع ما غنته اثنين وثلاثين بيتا ، منها خمسة وعشرون من " الأطلال " والسبعة المأخوذة من " الوداع " ، ولأن " هل رأى الحب سكارى " هي منطقة التوهّج ـ كما أسميها ـ فقد سارع الكثيرون من النقاد الهواة والبرمائيين الذين يملأون الفضائيات ليقولوا إن نجاة علي غنـّت " الأطلال " قبل أمّ كلثوم !!!
" الأطلال " الأصلية تقع في مائة وأربعة وثلاثين بيتا ، ولا تستطيع أية مطربة أن تغنيها كاملة حتى لو كانت أمّ كلثوم ، لكن " التضمين " الذي تم كان سهلا ومريحـًا ولم يشعر به المتلقي العام ( غير الدارس ) لأن القصيدتين متشابهتان في الشكل والوزن والتجربة .
بنوع من التبسيط : القصيدتان من بحــر " الــرّمـَل " ( بحر الشعر ، الموسيقى العَروضية ) ، وهو البحر الأثير لدى ناجي واللصيق به ، وكتب فيه معظم الروائع التي اختيرت للغناء ( أول من غنى شعره هو محمد صادق ، عام 1935 ) وتفعيلة هذا البحر ـ أي وحدته العروضية هي : فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن ـ في كل شطر ، كان ناجي يأتي بها ـ غالبا ـ مجزوءة ، وكان يبني قصائده في مقاطع كل مقطع من أربعة أبيات متحدة القافية ، وأصبح الأخذ منها والدمج بينها سهلا ويسيرا ولا يشعر به سوى المدققين في نقد الشعر . ولأن تجربة ناجي كانت " حلقات مسلسلة متصلة " من الحزن والإحباط والضياع ، فإن القصائد جاءت كلها صدى لذلك ، وكل أعماله المغناة تدل على ذلك : الغد ( محمد صادق 1935 ، ثم غنتها سعاد محمد بتلحين رياض السنباطي بعد رحيل أم كلثوم لأنه لحنها كاملة لأم كلثوم ، ولم يشأ القدر أن تغنيها ) ، و" الوداع " ( نجاة علي ، ألحان محمد فوزي ) ، " أي سرٍِّ فيكِ " ـ القيثارة ـ ( لحن وغناء محمد عبدالوهاب 1954 ) ، ثم جزء من " الأطلال " بعنوان " لست أنساكِ" ( لحن محمد صادق ، غناء : كارم محمود ، منتصف الستينيات ، وقبيل غناء أمّ كلثوم لها ) ، ثم غناء أمّ كلثوم لها بالتفصيل الذي أوردناه ، وفي نهاية المطاف عادت سعاد محمد لتغني " الغد " ولكن بعنوان " انتظار " بلحن السنباطي العملاق الذي كان قد تركه على شريط لأمّ كلثوم ، لكنها لم تغنها وآلت إلى سعاد محمد
هذه مجرد إيضاحات ربما تجدون فيها شيئا جديدا ، وسوف أعود ـ إن شاء الله ـ لأكتب لكم عن ناجي المظلوم حيا وميتا .
ولي تعقيب حول غناء نجاة علي قصيدة " الوداع " من شعر إبراهيم ناجي وألحان محمد فوزي ، فقد غنت نجاة علي " الوداع " كاملة ، بدون حذف أو تغيير ( مع الوقوع في الأخطاء في النحو والنطق ) وسجلتها ـ تحديدا ـ في السابع من مارس /آذار 1954 قبيل مرور عام على وفاة ناجي الذي كان يحلم بأن تغني أم كلثوم قصيدة من قصائده ، وكان قد أهدى أمّ كلثوم ديوانه الثاني " ليالي القاهرة " قبيل رحيله ، بينما قصيدة " الوداع " تقع في ديوانه الأول " وراء الغمام " ( 1934 ) . يشاء القدر أن تغني أمّ كلثوم قصيدة " الأطلال " بعد رحيل ناجي بثلاثة عشر عاما ( رحل في الرابع والعشرين من مارس /آذار 1953 ، وغنـّتها في السابع من أبريل /نيسان 1966 ) ، وكان أن اختارت سبعة أبيات من " الوداع " وأدخلتها في " قلب " ( الأطلال ) ، وهي الأبيات السبعة المتوهجة التي تبدأ من :
هل رأى الحبُّ سكارى مثلنا ؟؟ ...........
إلى آخر البيت الذي يقول :
وإذا الدنيا كما نعرفها .... وإذا الأحبابُ كلٌّ في طريق !!
ثم عادت بعدها إلى الأبيات المختارة من " الأطلال " الأصلية ، أي بدأت بأبيات من " الأطلال " وعرجت على " الوداع " ثم عادت إلى " الأطلال " حتى آخر الأغنية / القصيدة ، وكان مجموع ما غنته اثنين وثلاثين بيتا ، منها خمسة وعشرون من " الأطلال " والسبعة المأخوذة من " الوداع " ، ولأن " هل رأى الحب سكارى " هي منطقة التوهّج ـ كما أسميها ـ فقد سارع الكثيرون من النقاد الهواة والبرمائيين الذين يملأون الفضائيات ليقولوا إن نجاة علي غنـّت " الأطلال " قبل أمّ كلثوم !!!
" الأطلال " الأصلية تقع في مائة وأربعة وثلاثين بيتا ، ولا تستطيع أية مطربة أن تغنيها كاملة حتى لو كانت أمّ كلثوم ، لكن " التضمين " الذي تم كان سهلا ومريحـًا ولم يشعر به المتلقي العام ( غير الدارس ) لأن القصيدتين متشابهتان في الشكل والوزن والتجربة .
بنوع من التبسيط : القصيدتان من بحــر " الــرّمـَل " ( بحر الشعر ، الموسيقى العَروضية ) ، وهو البحر الأثير لدى ناجي واللصيق به ، وكتب فيه معظم الروائع التي اختيرت للغناء ( أول من غنى شعره هو محمد صادق ، عام 1935 ) وتفعيلة هذا البحر ـ أي وحدته العروضية هي : فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن ـ في كل شطر ، كان ناجي يأتي بها ـ غالبا ـ مجزوءة ، وكان يبني قصائده في مقاطع كل مقطع من أربعة أبيات متحدة القافية ، وأصبح الأخذ منها والدمج بينها سهلا ويسيرا ولا يشعر به سوى المدققين في نقد الشعر . ولأن تجربة ناجي كانت " حلقات مسلسلة متصلة " من الحزن والإحباط والضياع ، فإن القصائد جاءت كلها صدى لذلك ، وكل أعماله المغناة تدل على ذلك : الغد ( محمد صادق 1935 ، ثم غنتها سعاد محمد بتلحين رياض السنباطي بعد رحيل أم كلثوم لأنه لحنها كاملة لأم كلثوم ، ولم يشأ القدر أن تغنيها ) ، و" الوداع " ( نجاة علي ، ألحان محمد فوزي ) ، " أي سرٍِّ فيكِ " ـ القيثارة ـ ( لحن وغناء محمد عبدالوهاب 1954 ) ، ثم جزء من " الأطلال " بعنوان " لست أنساكِ" ( لحن محمد صادق ، غناء : كارم محمود ، منتصف الستينيات ، وقبيل غناء أمّ كلثوم لها ) ، ثم غناء أمّ كلثوم لها بالتفصيل الذي أوردناه ، وفي نهاية المطاف عادت سعاد محمد لتغني " الغد " ولكن بعنوان " انتظار " بلحن السنباطي العملاق الذي كان قد تركه على شريط لأمّ كلثوم ، لكنها لم تغنها وآلت إلى سعاد محمد
هذه مجرد إيضاحات ربما تجدون فيها شيئا جديدا ، وسوف أعود ـ إن شاء الله ـ لأكتب لكم عن ناجي المظلوم حيا وميتا .