المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حمزة شكور


أبو حسن
14/02/2007, 06h33
الشيخ "حمزة شكور" ولد عام 1944 بدمشق، يسحرك بملامحه الوجه وقسماته الشامية الوقورة، ويعتبر من الاصوات المعروفة والمشهورة بالإنشادات الصوفية المعروفة في الأوساط الفنية السورية والعربية عموما. توزعت رحلته بين الغناء والإنشاد ويعرف بشيخ المنشدين، ولصوته العذب بات منشد الجامع الأموي
http://www.sama3y.net/forum/attachment.php?attachmentid=149623&d=1243533679
الكبير بدمشق. أسس حمزة شكور رابطة المنشدين البارزين في سوريا عام 1974 وتضم الفرقة كبار الموسيقين، مصنفاً الزوايا إلى خمسة أنواع: الرشيدية، الهاشمية، الرفاعية، السعدية، والنقشبندية. كما أطلق على الطقس الصوفي الفتل أو الدوران. ويسمي الدروايش بفرسان العشق الالهي. من أجل نشر التراث والموسيقى العربية في العالم العربي والغربي تواصل فرقة "الكندي" المعروفة عروضها الفنية في أهم وأكبر المسارح العربية والعالمية، واخيراً تقديم عرضها المميز في مسرح الموسيقى بأمسترام. لنتعرف المزيد عن تأسيس الفرقة وتجربتها، ومسيرتها الفنية التقت إيلاف الفنان الشيخ السوري "حمزة شكور" في مقر اقامته في فندق " عدن" بأمستردام وكان هذا الحوار:

* هل يمكن لنا أن نتعرف على حمزة شكور ؟ وكيف كانت أنطلاقة مسيرتك الفنية؟
- حمزة شكور ولد في حي بسيط يدعى"القابون" في أحد أحياء دمشق العاصمة السورية، من مواليد 1944. تربيتُ ونشأتُ وترعرتُ في أحضان والدىّ، مصغياً إلى ترانيم أمي التي كانت تتغنى بها وأنا أبن الثلاث سنوات، كان أول موشح دغدغ مسامعي الطرية موشح (على بيت الله وعلى نوره ويامحنن القلب إليه) كان والدي مؤذنأ في جامع الحي الكبير وأصطحبني معه عندما كنتُ في السادسة من عمري، تعلمتُ الآذان وبدأتُ أذن في نفس الجامع وعمري عشر سنوات، بعدها أصبحت عضواً في فرقة المدرسة الابتدائية حيث أنقل ما تعلمته إلى زملائي أعضاء الفرقة، فضلاً عن النشاطات المدرسية التي كانت تتضمن قراءة سورة الفاتحة بشكل جماعي، وكنتُ أشاركُ في أحياء المناسبات الاجتماعية في تلك المرحلة، على سبيل المثال عندما ينجح أحد الطلاب إلى مرحلة متقدمة نقيم له "مولد" في بيته، كما شاركتُ في عدة مناسبات دينية ووطنية، وفي عام 1958 سجلتُ ولأول مرة في التلفزيون الابتهالات والأدعية الدينية، وهكذا أستمر بي الحال وأنا الان أشغل منصب رئيس رابطة المنشدين في سوريا منذ عام 1974 حيث تضم هذه الفرقة كل البارزين من المنشدين الأوائل مثل: توفيق المنجد، سليمان داهود، وسعيد فرحات الذي كان له الفضل في تنمية موهبتي حيث كان استاذاً بارعا لي ثم شرعتُ برسم خطي المستقل والخاص في نشر هذا الفن العريق في بقاع العالم العربي والغربي.

* كيف نشأت فكرة فرقة الكندي؟ ولماذا محمد بن يعقوب الكندي ؟
- تأسست فرقة الكندي عام 1983 بمبادرة الفنان الفرنسي "جوليان فايس" والتي أطلق عليها أسم "الكندي" نسبة إلى الفيلسوف والرياضي والفلكي العراقي محمد بن يعقوب الكندي الذي يعتبر الأب المؤسس للنظرية الموسيقية العربية والذي استعان بمعرفته الرياضية والتراث اليوناني لوضع أول سلم موسيقي عربي.
جاء الفنان الفرنسي جوليان فايس إلى دمشق من أجل تأسيس فرقة موسيقية، وافقته على تأسيس فرقة وأنظم لنا مع فرقتنا بأجمعها. ثم وضعت برنامج موسيقي صوفي من تراث دمشق. وكل سنتين أو ثلاث نعمل على تغير البرنامج.

* ماذا يعني لكم الرقص أو فقل التواجد الصوفي؟
- نحن لانسمي هذا رقصاً، بل طقس المولوية، أو الدوران، كل شئ في هذا الكون يدور، الارض، الشمس، القمر،المجرات، النجوم، الكواكب، والدورة الدموية في جسم الانسان تدور، فكل إنسان يدور ويلف، المولوية والدراويش مستوحاة من هذا المصطلح الدوران، كونه أعتراف بالخالق، والوجد هو الحب للذات الالهية، ولقبت أنا الدروايش بأسم فرسان العشق الإلهي، وهم يفتلون طرباً على الايقاعات الدينية التي تبتهل وتدعي إلى الله عز وجل بالغفران والتوبة، لكل من يسمع ويشاهد سواء كان أعمى أو أطرش يشعر بالوجد.

* كيف بدأت تأثيرات التصوف لديك؟
- عشتُ في حلقات الاذكار والتكايا والزوايا في دمشق، كان والدي يأخذني إلى حلقات الاذكار في الزوايا، والزوايا عديدة منها: الرشيدية، الهاشمية، الرفاعية، السعدية، النقشبندية، وكل هذه الطرق الصوفية تلتقي بطريقة واحدة هي لا الله الا الله محمد رسول الله، وجمعت كل هذه الطرق بطريقة واحدة تحت أسم الطريقة الرفاعية المحمدية. أسمع: وبدأ هنا ينشد الطارق بصوته الجميل مما أثار الفضول لدى الحضور في الفندق، الحب الصوفي يشمل الجميع. وهي غذاء ينعش ويغذي الروح والفكر وتسمي بالانسان ويصبح نقي وشفاف حين يعزف أو يسمع أو يحب

* كيف تنظرون إلى الجسد وهل هو مقدس برأيكم؟
- الجسد البشري الذي كرمه الخالق حيث قال "كرمنا بني أدم"فاذا الله سبحانه وتعالى كرمه كيف بنا نحن البشر فلابد من تكريم الجسد، والحركة الدورانية بخصوص عملنا الذي يعتمد على الجسد، الانحناء والدوران لله" الدورشة مافي أروشة" حينما ينكسر لله، الجسد مقدس ومبارك،تتوحد روحه مع السماء وهذه دلالة الدرويش حين يدور.

* هل الدوران الصوفي يطلب الفناء أو الغيبوبة الروحية؟
- الدوران الصوفي له معاني كثيرة منها حين يرفع الدرويش يده الى الاعلى هي اشارة الى السماء والى الله عز وجل بكل حواسه تاركا الدنيا وملذاتها، وهو لم يطلب الفناء، كون الدرويش بطبيعته حين يذكر الله في ادواته ينتقل بالحب الى الذات الالهيه.

* سمعنا أن بعض الناس يذهبون إلى مدينة قونية مكان المولوية في تركيا للعلاج هل أنتم تعالجو الناس في سوريا؟
- الطفل يتعلم على الفتل والدوران منذ صغره، وهو رياضة جسدية، ثم تتحول تدريجياً الى رياضة روحية وبعدها الرياضة الفكرية. يفكر كيف أن يفتل ، وهذه تأتي من خلال التمرين الرياضة الجسدية الفكرية، ونحن لانعالج الناس بل يمكن اذا كان واحد مريض نفسياً او عنده عقدة معينة ، حين يدخل المريض عندنا يذكر الله أن الخالق يعالجه وليس نحن، بذكر الله تطمئن القلوب يامن يراني في علاه ولا أراه يامن يجير مستجير أذا دعاه.

* نرجع الان للمقامات هل هناك مقامات محددة تقترن في الغناء الصوفي؟
- ليس هناك مقام محدد في الغناء الصوفي ، دعني أقول لك أن المقامات الام السبعة سُمع بسحر،الصابر للصبى، والنون للنهاوند، والعين للعجم، البي للبيات، والسين للصبا، والحا للحجاز، والرا للرست. ويتفرع من السبعة سبع ثم تصبح تسع وأربعين مقاماً، العراقيون يحبون "السيكا" الشاميون "البيات"، المصريون "الرست"، السعوديون يحبو "الحجاز والبيات" كل منطقة لها لون خاص، ولكن الاتراك اساتذتنا في الموسيقى. عندي سبع لغات الاولى اللغة العربية الثانية لغة الموسيقى التي هي لغة الشعوب الثالثة لغة العيون، اللغة الرابعة لغة الروح، لغة الحس، لغة التعبير ولغة الصمت. المتصوفة يعشقوا الليل وكل مايكون الجو لطيف يتح لنا.

* ما هو مستوى تذوق الجمهور الغربي للموسيقى العربية والصوفية بصورة عامة؟
- الموسيقى العربية غنية كثيرا، ولكن الموسيقى الصوفية أغنى، لانها تحمل روح خاصة وأمعان نابعة من الاعماق والقلب والروح، أما عن الجمهور الغربي فحضوره ثلثان في القاعة التي نقدم بها اعمالنا الموسيقية والثلث الاخر شرقي، وهذا دليل على أنهم يتذوقو الموسقى بشكل عام والموسقى العربية بشكل خاص، ألعرب أذا فكرو أن يفتحوا العالم لايستطيعوا الا بالموسيقى والصوفية، وهذا سبب بسيط أن يدخلو إلى قلوب الغرب من خلالها، كون الاسلام دين روحي ومعنوي، وأنا شاهدت بعض المشاهدين كان يبكون في عروضنا الموسيقية.

* ما هو رايكم بالموسيقى العراقية ؟ ما هي علاقاتكم بالموسيقي العراقي منير بشير؟
- الموسيقى العراقية موسيقى رائعة جداً وأصيلة ذات طابع خاص بكل شئ اسلوب عزفها بلحنها، ولكن بالنتيجة نلتقي بنقطة واحدة هي الموسيقى بأعتبار أن الموسيقى لغة الشعوب. أما عن الفنان الكبير "منير بشير" يعتبر العازف الاول المعبر والمؤلف الموسيقى ويمتلك موهبة خاصة، ويحس بالكلمة الموسيقية وأنا عملت معه في الاردن، وكان بودي أن أعمل معه كثيرا، لكنه توفي الى الى رحمة الله. عندي رغبة كبيرة أن أزور العراق بعد أن يستقر الوضع الحالي.

* عن مشاركته في مسرح الموسيقى بأمستردام حدثنا:
- أشعر بالارتياح للناس وللمدينه، هذه الزيارة الثالثة لهولندا، وجاءت هذه الدعوة من شخص مهتم وعاشق للموسيقى العربية وكانت المرة الاولى التي دعانا فيها إلى سويسرا فكان معجبا شديد الاعجاب بفرقتنا، ثم دعانا بعدها إلى لندن، والان هنا في هولندا، بأعتبار أن فرقتنا فرقة الكندي حققت حضورا وأقبالا كبيرا في العالم العربي والغربين، نحن نعطي من القلب، ونعتبر عملنا شرف للمهنة. أشكر الجمهور الذي حضر ليلة أمس والذي يحضر اليوم وأشكر صحيفة ايلاف الالكترونية شكر خاص وأقول وفقك الله ورعاك وأعطاك سبلك، كونكم تحملون رسالة وتعطون لكل واحد حقه وتبينو الحقيقة للقارئ وللمختص.
أعمال حمزة شكور
إضغط هنــــااااا (http://www.sama3y.net/forum/showthread.php?t=2361)


http://www.elaph.com/ElaphWeb/Interview/2007/2/209499.htm (http://www.elaph.com/ElaphWeb/Interview/2007/2/209499.htm)

akram rahima
14/02/2009, 20h29
http://i33.tinypic.com/111mtzk.jpg


وفــاة شيخ المنشدين حمــزة شكــور عن 65 عامــاً إثـر نوبـة قلبيـة




توفي أمس المنشد الديني المعروف حمزة شكور عن عمر يناهز الخامسة والستين اثر نوبة قلبية وسيشيع جثمانه من مشفى سنان بدمشق ويصلى عليه في جامع الغفران بالقابون بعد صلاة ظهر غد ثم يوارى الثرى في مقبرة القابون. يذكر أن الفقيد الملقب بشيخ المنشدين متزوج وله أربعة أولاد وبدأ الإنشاد منذ كان في الخامسة عشرة وأسس رابطة المنشدين مع سليمان داوود وتوفيق المنجد عام 1973 وترأس الرابطة عام 2002 عقب وفاة رئيسها السابق داوود.



كما شارك شكور في احياء المناسبات الدينية الرسمية التي اقامتها وزارة الأوقاف داخل سورية وخارجها وقام بعدة جولات في الدول العربية والإسلامية والعالمية.
نال الفقيد عدداً من الجوائز العربية والدولية وتميز باقامة حفلات المولوية وأسهم في نشر التراث العربي الاسلامي في العالم.
المنشد حمزة شكور..رحلة من العطاء والمساهمة في نشر التراث العربي والإسلامي
ساهم شيخ المنشدين حمزة شكور في نشر التراث العربي والإسلامي الأصيل في حميع أنحاء العالم.
ولد في حي القابون بدمشق عام 1944 وتتلمذ على يد والده المؤذن ووالدته التي كانت تردد على مسامعه الموشحات القديمة وهو لم يتجاوز الثالثة من عمره حيث تعلم الآذان وهو في السادسة ليأخذ مكان والده في جامع الحي وهو في العاشرة من عمره كما تلقى علوم التجويد واللغة العربية وفنون الشعر وطريقة الارتجال على يد عدد من الشيوخ ما أسس لديه معرفة ثرية بفنون الإنشاد ومدارسه والغناء الأصيل والتلحين.
كانت باكورة نشاطاته إنشاء فرقة مدرسية للأناشيد الوطنية والمدائح النبوية مع مجموعة من الطلاب وسجل في العام 1958 إبان الوحدة بين سورية ومصر نشيدا وطنيا بعنوان "تجلت قوة الأحرار فينا" وهو من كلمات وألحان عبد الهادي وفهمي البكار. وفي العام 1960 بدأ شكور بتسجيل الابتهالات الدينية والمدائح في الإذاعة والتلفزيون والتي كانت تبث خلال شهر رمضان المبارك.
وفي عام 1971 عين مطربا لفرقة أمية التابعة لوزارة الثقافة سافر معها إلى ألمانيا وبلغاريا وهنغاريا وتركيا وهو أول من قدم البرامج الدينية للتلفزيون العربي السوري بدءا من العام 1972.
أسس الراحل رابطة المنشدين مع سليمان داوود وتوفيق المنجد عام 1973 وترأس الرابطة عام 2002 عقب وفاة رئيسها السابق داوود كما كون فرقة الكندي عام 1983 والتي نسب اسمها إلى الفيلسوف والرياضي والفلكي محمد بن يعقوب الكندي وهو الأب المؤسس للنظرية الموسيقية العربية والذي استعان بمعرفته الرياضية والتراث اليوناني لوضع أول سلم موسيقي وفي العام 2001 بدأ التعاون مع الأب الياس زحلاوي بعدة حفلات تأكيدا على الوحدة والإخاء الوطني في سورية وقدم شكور عددا من عروضه في المساجد والكنائس ودار الأوبرا والمسرح وأنشد باستمرار في جميع المناسبات الدينية والوطنية وعمل من خلال الرابطة التابعة للجامع الأموي لنشر تقاليد الإنشاد الصوفي عبر إقامة الحفلات التي تضم الفرق المختلفة سواء للإنشاد أو للرقص المولوي. كما شارك الراحل دمشق احتفالها عاصمة للثقافة العربية 2008 من خلال حفل للموسيقا الصوفية أحيته في الأول من تموز الماضي على مسرح دار الأوبرا بدمشق رابطة المنشدين في دمشق.
أقام الكثير من الحفلات في الدول الغربية حيث لقيت اهتماما كبيرا من هواة الموسيقا وجاب العالم من الهند شرقا وحتى الولايات المتحدة غربا ليقدم صورة مختلفة عن الحضارة العربية والإسلامية بصوت عذب ولوحة مولوية مدهشة.
وقامت رابطة المنشدين السوريين بقيادة شكور العام الماضي بجولة عالمية استمرت حوالي شهر قدمت خلالها عروضا تراثية صوفية في كندا وأميركا الشمالية واسبانيا والمغرب.
وحظيت عروض الرابطة بإعجاب الحضور في فانكوفر وتورنتو ومونتريال ولوس انجلوس وفلوريدا ونيويورك وغيرها من المدن التي زارتها. وهدفت الجولة إلى إيصال رسالة المودة والسلام عن طريق ملامسة قلوب الجمهور الأوروبي والأميركي وقال شكور لوكالة سانا انذاك إن الإنشاد يمزج بين اللغة العربية الموسيقا ولغة العيون والروح والحس والتعبير وأخيرا الصمت بشكل متوازٍ ليسمو بالمستمع من خلالها في رحاب الروح.
وأضاف إن هذه اللغات الوجدانية السامية إنما تشكل جوهر فن الإنشاد الديني العريق الذي ينبع من مسجد بنى أمية بدمشق والذي تعود بداياته إلى العلامة الشيخ عبد الغني النابلسي قبل350 عاما ثم أعاد إحياء هذا الفن سعيد فرحات في بدايات القرن العشرين حيث لحن الأناشيد الدينية لتوفيق المنجد وسليمان داود وحمزة شكور.
كان المنشد الراحل سفيرا ثقافيا وروحيا قدم وجه سورية الحضاري من خلال ترؤسه لرابطة المنشدين التي طاف بها العالم..فقال كل ما يجب أن يقال من خلال الإنشاد الديني الصوفي الذي يحمل اختصارا للحب والخير والفضيلة بكل معانيها

إنا لله وإنا إليه راجعون
http://i41.tinypic.com/voto2p.jpg

reza_neikrav
28/05/2009, 18h01
جمهور الموسيقى المترفة يعرفه جيّداً. إنّه أحد كبار الطرب والإنشاد الصوفي، سليل مدرسة عريقة متوارثة منذ الشيخ عبد الغني النابلسي. فرقة «الكندي» أسهمت في شهرته العالميّة، وموعده مع الجمهور الدمشقي، جمع بين الأذان والتجويد والأناشيد الوطنية والموشَّحات

بشير صفير
تعيش دمشق حالة فنية استثنائية هذه السنة، قد لا تتكرر في المدى المنظور. عاصمة الثقافة العربية لعام 2008 احتضنت حتى الآن أجمل الأمسيات الموسيقية، وشهدت الكثير من النشاطات الفنية والثقافية. موسيقياً، تنوّعت اللائحة بين أبرز الأسماء الأجنبية والعربية من جهة، ورموز الساحة المحلية من جهة ثانية. وقبل أسابيع، كانت الشام على موعد مع شيخ المنشدين حمزة شكّور، في أمسية إنشاد صوفي مع فرقة «رابطة المنشدين بدمشق» التي أسّسها عام 1974.
الشيخ حمزة شكور المولود في أحد أحياء دمشق عام 1944، هو رمز الحفاظ على التراث الغنائي الشعبي (السوري عموماً، والدمشقي خصوصاً) الذي يتمثّل في الطرب كما في الإنشاد الصوفي الأصيل المتوارث منذ جيل الشيخ عبد الغني النابلسي في الجامع الأموي الكبير. جال شكّور العالم مع فرقته، وشارك في مهرجانات دولية وكان هدفه إيصال القِيَم الفنية الحضارية التي ينطوي عليها التراث الإسلامي. هكذا سعى إلى محو الصورة المغلوطة التي تكوّنت في أذهان الكثيرين في الغرب. في عام 1983، أسّس الموسيقي المستشرق السويسري جوليان فايس (الذي ما لبث أن اعتنق الإسلام وأصبح اسمه جلال الدين) فرقة إنشاد صوفي أطلِق عليها اسم «الكندي» نسبة إلى عالم الفلك والرياضيات والفيلسوف العراقي محمد بن يعقوب الكندي، واضع أول سُلّم موسيقي عربي. تولى الشيخ حمزة إعداد برنامج الفرقة الذي يتألف من إنشاديات وابتهالات صوفية، والذي يجري تجديده كل ثلاث سنوات. وهنا أيضاً أسهمت فرقة «الكندي» في إيصال الإنشاد الصوفي الذي ترافقه الدراويش المولوية (تقوم بما يسمى الطقس المولوي أو الدوران تحقيقاً للانخطاف والطرب بالخالق)، وذلك بفضل حفلات حول العالم وتسجيلات أصدرتها شركات أسطوانات كبرى.
في الحفلة الشامية الأخيرة، تربّع الشيخ حمزة شكور بثوبه التراثي الأنيق كالملك الراعي وسط فرقته الضخمة (13 كماناً، 2 تشلّلو، 2 قانون، ناي، أكورديون، 6 آلات إيقاعية شرقية، كونترباص، وكورس من 20 شاباً و19 فتاة)، الفائقة الترتيب والتنظيم، بدءاً بالأزياء وصولاً إلى الأداء الموسيقي والغنائي. قدم الشيخ حمزة برنامجاً متنوعاً ضم الأذان والتجويد (الذي تولاه منفرداً صوت رائع من أعضاء الكورس)، والأناشيد الوطنية المتغنية بالشام، والموشَّحات والصلوات والشعائر والأغاني الطربية... وانضم الدراويش ــــ أو فرسان العشق الإلهي، كما يسمّيهم الشيخ حمزة ــــ إلى الأمسية للدوران على الإيقاعات الصوفية، وبينهم أولاد صغار نافسوا الراشدين في الفتل. وأصغر الدراويش طفل قد يكون في الخامسة من عمره أو أكثر بقليل، جلس بثوبه الأبيض طوال الأمسية وسط المسرح، حتى ظننّا أن لا دور له هذه الليلة. لكن في الختام نهض الملاك وتوسط الدراويش وراح يدور مثلهم، فتولى أحد أعضاء الفرقة احتضانه خوفاً من أن تسقطه الدوخة أرضاً عند انتهاء العرض! وعندما دخل الشيخ حمزة في دائرة الموشَّحات، احتلّت المسرح فرقة من الفتيات اليافعات يقدّمن لوحات تراثية راقصة، ويتمايلن بأثوابهن الأنيقة ذات الطابع الأندلسي الساحر.
وتجدر الإشارة أخيراً إلى أن سوريا بين الدول العربيّة التي حافظت على تراثها الموسيقي المتنوّع، في مجال التقاليد الصوفيّة تحديداً. ونشير في هذا السياق إلى مدرسة إنشاد صوفي أكثر شعبية، ما زالت تتوارث هذا الفن الإسلامي العريق، إنّها المدرسة الحلبية التي يعدّ بين رموزها عمر البطش (توفي عام 1950)، وصبري مدلل (1918 ــــ 2007) وحسن الحفار وفرقته (زار لبنان قبل ثلاث سنوات)، وآخرون.أين الشباب؟

ماذا عن الحضور في أمسية الإنشاد الصوفي التي أحياها الشيخ حمزة شكور وفرقته الشهر الماضي في دمشق؟ في «دار الأسد للثقافة والفنون» احتشد هواة هذا اللون التراثي وسائر الذوّاقة وأهل السماع، لكن القاعة لم تمتلئ تماماً. واللافت أن معظم الحاضرين كانوا من الأجيال السابقة، فيما لم يمثّل الشباب سوى نسبة بسيطة من الجمهور. من يقصد أمسية لحمزة شكور يتصوّر أنه سيغرق في بحر من المشاهدين، الشباب تحديداً. فهل تنفضّ الأجيال الجديدة تماماً عن هذا الفنّ؟ فيما الغرب يولي الدراويش المولوية اهتماماً استثنائياً، إذ يعدّ دورانهم رقصاً مينيمالياً... يصنّفه في خانة ما بعد الحداثة!.



عدد الاربعاء ٦ آب ٢٠٠٨
الاخبار اللبنانية