المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ماذا عن النشاط الموسيقي ليهود تونس اليوم؟


أبو سالم
19/08/2007, 14h16
لقد إستأثرت الطائفة اليهودية بالساحة الموسيقية فيما بين أواخر القرن التاسع عشر وثلاثينات القرن العشرين، إذ أن الولع بالغناء والموسيقى رغم تجذره في وجدان التونسيين من المسلمين إلا أنه كان يلاقي بعض التحفظ خاصة على مستوى الإحتراف.

وهي ظاهرة يمكن تفهمها لشيوعها في بلدان العالم العربي والإسلامي في ذلك التاريخ، إذ كان الإحتراف الفني يُقابل بكثير من الإزدراء مما أفسح المجال لليهود في تونس لتبوأ المكانة الأولى في هذا النشاط.
غير أن الوضع أخذ في التغير بالتدريج خاصة بعد بعث المعهد الرشيدي (http://www.sama3y.net/forum/showthread.php?t=17734)وإقبال العديد من أبناء المسلمين على الممارسة الفنية وعلى تعلم شتى الآلات الموسيقية.
وذلك بخلاف اليهود الذين إبتدأ نجمهم يأفل تدريجيا، خاصة مع هجرة عدد كبير منهم خارج البلاد التونسية.
غير أن السؤال الذي يظل مطروحا: هل إنقرضت الممارسة الموسيقية لليهود في تونس وهل إنتهى دورهم بها؟
سأقوم برفع هذا الملف الرقمي والذي يظهر خلاله حداثة التسجيل وهو في الأداء الصوتي لأحد اليهود التونسيين، يستفتحه بإرتجال على آلة العود الشرقي وينتقل من الأداء باللّهجة العربية التونسية إلى اللّغة العبرية وذلك قبل أن يشاركه في الغناء مجموعة صوتية من المنشدين اليهود.

ونستمع خلال هذا الإنشاد الجماعي إلى مصاحبة آلة الكمان والدف (الطار). ويمكن ملاحظة اللّهجة الموسيقية التونسية بطابعها الأصيل من خلال هذا الأداء.

عثمان دلباني
19/08/2007, 15h55
الأخ ابوسالم تحية وبعد:

اردت من خلال هذه الرسالة ان اشكرك عن اختيارك لموضوع السؤال ، والذي يبدو لي انه جريء و حساس نوعا ما و لكنه في النهاية سؤال مشروع و موضوعي .
يبدو ان مشاركة الطائفة اليهودية ، في المغرب العربي عرف تراجعا كبيرا و السبب كما ذكرت يا صديقي راجع بالدرجة الأولى الى الرحلة او الرحلات الجماعية الى دولة اسرائيل بالتحديد كما ان بعضهم فضل الإتجاه الى اوربا وانت لا تخفى عليك اسماء مثل المغنيين الجزائرين اليهود ( انريكو ماسياس ، سليم هلالي ، رينات ... .). و مرد ذلك اسباب سياسية بحته ، فبالنسبة للجزائر فان اختيارهم التجنس وقت الإستعمار هو السبب الرئيسي في خروجهم الطوعي بخروج فرنسا ، و بالرغم من ان احد اهم اليهود الجزائريين ( ايدمون يافيل ) كان السبب الرئيسي في جمع الموروث الغنائي (الأندلسي) لدينا بالرغم من التحفظات عن طريقة تعاطيه مع الموضوع .
انا اشاركك الرأي في احقية طرح السؤال بطريقتك مع اني اتمنى لو ان الموضوع يطرح بشكل اوسع اي ان يشمل المغرب العربي ، مع مراعاة الموضوعية والعلمية و بعيدا عن جميع الحزازات او النعرات الطائفية ، و خاصة ونحن ضمن منتدى تميز بوضعه مثبتا خاص باخواننا النصارى بدون اي حسابت غير فنية .

شكرا يا صديقي

أبو سالم
19/08/2007, 16h26
أشاطرك الرّأي في ضرورة التوسع بالموضوع بحيث يشمل كل بلدان المغرب العربي، فقد كان دور هذه الطائفة الموسيقي مهما بها. ولكن يمكن إفراد كل بلد على حدة نظرا لتبعية تاريخهم الفني بأساليب هذه الأوطان ولهجاتها الموسيقية. ولا ننسى كذلك دور هذه الطائفة في بعض بلدان المشرق العربي خاصة العراق، ويتصدرهم الأخوين صالح وداود الكويتي (كمان وعود). ولا ننسى كذلك دار مواساة العميان والتي تخرج منها عدد كبير من الفنانين العراقيين اليهود. وقد كان نصيب عدد من الفنانين اليهود العراقيين كذلك الهجرة عنه. ويقول حسقيل قودجمان الذي هاجر إلى الدولة العبرانية أن:" أكثر الذين خرجوا من العراق هم كبار في السن وأغلبهم قد توفى، وأولادهم وأحفادهم لا ينتمون ثقافياً إلى العراق".

Sami Dorbez
20/08/2007, 02h25
شكرا ابو سالم على موضوعك المميز.
انا سمعت التسجيل وكما قلت فعلا هو حديث وياريت نعرف صاحب هذا الصوت لانه معجون من ماء المالوف والطبوع التونسية وهذا واضح مثل الشمس حتى الخانات تونسية مطبوعة..
المهم لو عندك المزيد هات وشيخنا بالنوادر الفنية التونسية...

أبو سالم
20/08/2007, 05h11
أخذت هذا الملف على ما أذكر من قرص مصاحب لكتاب Musiques Juives من سلسلة Actes Sud إذا لم تخنّي الذّاكرة. يلزمني بعض الوقت للبحث عن هذا المصدر لعلني أعثر خلاله على إسم المغني.

أبو بيرم
20/08/2007, 14h12
الإخوة الإعزّاء
أعتقد يجب التمييز بين شيئين رئيسيـّـن :
اوّلا : الموروث الموسيقي الأندلسي المشترك بين اليهود و المسلمين ( La Musique Judeo-Arabe) هذا ليس عليه خلاف من ناحية مساهمة الفنانبن اليهود في إثراءه : المالوف بتونس , الحوزي و الغرناطي بالجزائر , الآلة بالمغرب
ثانيا : الأغاني المنحطة فنيا و المتضمنة لسقط الكلام واللتي إنتشرت بتونس في عشرينات و ثلاثينات القرن الماضي ... رددّ بل و سجـّـل معضمها على أسطوانات فنّانبن يهود , نحن لا نبرّأبعض الفنانين المسلمين من هته السقطات و لكن الرّيــادة في هذا المجال كانت لـلفنانين اليهود و من منّا لا يذكر أغاني مثل على سرير النوم دلّعني لحبيبة مسيكة أو أنا ماذابية للعفريت او أنا حبـّـيتو لكن سكريتو... وكل ما شملته هته الأغاني من كلام فاحش مباشر أو بالإشارة يسئ في المقام الأول الى القيمة الفنية الكبيرة لــِــهؤلاء الفنانين .
وشـجـّـعـت السلطات الإستعمارية الفرنسية إنتشار هذا النمط من "الفن" إلى جانب بغض الفن الصوفي عند المسلمين و ذلك في إطار سياستها الرامبة الى إلـهـاء التونسيين عن مطالبهم التحررية الوطنية... و لكن الحس الوطني لن يموت عند الأحرار و تحرك الوطنبون و أنشؤوا المعهد الرشيدي للموسيقى ( الرشيدية)...ضاهريا للحفاظ عل الموسيقى العربية الأصيلة من الإندثار ولكن باطنيا للتصدّي الى" الفن" السـّـاقط أو النـّـاقل للفكر الخرافي ( بعض الغناء الصوفى)

أبو سالم
20/08/2007, 18h18
أشكرك يا أبا بيرم على هذه الإضافة التّاريخية، وهي على أهميتها إلا أنها لا تجيب على الموضوع المطروح والمتعلق بحجم الممارسة الموسيقية لليهود في تونس اليوم، ومحاولة الإطلاع على دورهم في المساهمة في النشاط الموسيقي بتونس.

nizarby
08/09/2007, 09h57
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته...
في البداية اشكر صاحب الموضوع على طرحه للموضوع رغم حساسيته
و ربما من موقعي سأحاول ان أجيب من خلال معرفتي السطحية ليهود تونس و المرتكزين حاليا في جزيرة جربة
عدد اليهود في تونس تضاءل بشكل كبير منذ منتصف القرن الماضي و غابت معه عدد كبير من الأسماء الفاعلة في المجتمع اليهودي التونسي سواء كان ذلك من خلال رؤؤس الأموال أو المثقفين و الذي رحل اغلبهم اما لفلسطين المحتلة او ارويا...و من هنا يمكن الحديث عن غياب دور فاعل لليهود في تونس في جميع الأوجه و منها الثقافة و الفن و ربما يعود سبب أيضا لحساسية وضع اليهود في العالم بعد الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية من جهة و كون المجتمع اليهودي في تونس محافظ بعد شي حتى ان بروز أسماء من يهود سابقة كان لعدد من اليهود المنفصلين عن أهاليهم بشكل عام.
و الملفت حاليا أن شباب اليهودي التونسي مولع بالموسيقى شانه شان العرب المسلمين و تحضر جميع الأنماط لدى شباب يهود تونس من موسيقى شرقية او غربية او حتى الموسيقى الشعبية التونسية و الراي...الا جانب ولعه بعدد الاسماء اليهودية البارزة و لاحظت هذا شي عند عدد لا باس به في جلب و البحث عن ابرز الاسماء المنشدة بلغة العبرية
تاريخيا يمكن القول ان راؤول جورنو..يعد اخر اسم يهودي شائع في تونس في المجال الموسيقي لكن لا بد من الاشارة ان مطلع القرن الماضي شهد بروز اسماء عدة منها حبيبة مسيكة و لويزة تونسية و الاسم الشهير الشيخ العفريت...
اما عن الحضور للنشاط الموسيقي لليهود في تونس فقط اقتصر حاليا في حدود ضيق من خلال مراسم و احتفالات اليهود الخاصة و منها الحج الأكبر لليهود في الغريبة بجزيرة جربة تونس و الذي يشهد حضورا للفنانين يهود من جزيرة يقتصر نشاطهم فقط في حدود هذا المجال الضيق و من ابرز الأسماء نذكر جاكوب بشيري و هو منشط و موسيقي يهودي شهير جدا في الوسط اليهودي في جربة

و ساحاول هنا ان اعطي الضوء لابرز الاسماء اليهودية التونسية و التي برزت بشكل ملفت في فترة ما في الوسط الموسيقي التونسي: و قبل ان ابدا اريد ان اشير الا ان تعريف و صياغة خاصة بالمنتدى و عدت الى عديد المراجع عبر الانترنت او المعرفة الشخصية و هي مصادر مؤكدة و موثقة...و هذا حتى اعطي لكل ذي حق حقه

حبيبة مسيكة
ولدت سنة 1893 في حي يهودي بتونس من عائلة فقيرة وتوفيت في 20 فيفري 1930 في باريس ، وهي المغنية ، والراقصه والممثله التونسيه. وبنت أخت المغنية" ليلى سفيز". قامت بالعديد من الادوار المسرحية . وسافرت الى بلدان عديدة مثل فرنسا والقاهرة والمانيا . سجلت العديد من الاغاني التونسية والمصرية توفيت حرقا على يده عشيقها اليهودي إلياهو ميموني
على عموم لي مجموعة من الأغاني لهاته الفنانة سأحاول إضافتها في الموضوع الخاص بها انم لم تكن موجودة طبعا

لويزة تونسية:
اسم فني شهير برز منتصف القرن قبيل الحرب العربية الاسرائلية و رغم حساسية الزمن و الوضع بنسبة لليهود في الوطن العربي الا انها فرضت لنفسها اسما في الموسيقى تونسية
فريتنا دارمون:
صوت رائع و قوي هكذا قالوا عنه الا انه لم يلقى النجاح و الشهرة لعدة اسباب هاجرت الى فرنسا اين توفيت
ليلى سفاز:
هي خالة الفنانة الشهيرة حبيبة مسيكة فرضت نفسها في العشرينيات القرن الماضي كابرز الاسماء في الساحة الفنية في تونس
بنات شمامة:
فرقة موسيقي ذاع صيتها على كامل التراب التونسي
الكحلاوي التونسي:
و اسمه الحقيقي اليلي تويتو اسم فني كبير وصل صداه حتى الى اروبا و الولايات المتحدة الامريكية رغم ان اسمه ليس معروفا بقوة في الوسط الموسيقي التونسي لقب بالكحلاوي التونسي بعد ان منحه الاذاعي الكبير عبد العزيز العروي هذا اللقب بعد نجاح تويتو في اداء اغنية فضلك يا سايق المطار للملحن و الموسيقي المصري محمد الكحلاوي فارتبط به هذا الاسم
اشر المزهاري :
1890 -1967 اسم موسيقي لامع ولد بالقدس و عاشت و استقر بتونس و يعد مولفا و ملحنا و مطربا...ساهم بشكل كبير في اثراء المشهد الموسيقي و اصدر اسطوانات عدية منها بعض الاعمل رفقة شافية رشدي و الشيخ العفريت...كما اصدر فيلما غنائيا قصيرا لاقى نجاحا كبيرا رفقة مسعود حبيب و الراقصة دليلة

و طبعا حمل المشهد الموسيقي لليهود في تونس اسماء اخرى..لكن يبقى السؤال هل تشهد الأيام القادمة و السنوات المقبلة عودة للوسط اليهودي التونسي بميلاد اسماء جديدة؟ أقول ربما لو تشجع البعض خصوصا الفرق الخاصة باحياء الأعراس اليهود و الحفلات الدينية الخاصة بهم

أبو سالم
10/09/2007, 22h13
شكرا لك يا أخ نزار على هذه الإضافة القيّمة، وأود أن أشير إلى أنني عايشتُ حضور عدد كبير من اليهود والإيطاليين بالحي الذي كنت أقطن به خلال السّتينات، وقد كان أكثر جيراننا في العمارة التي كنت أسكن بها في طفولتي من اليهود والإيطاليين. وتعرفت آنذاك إلى عجوز يهودية تدعى "ميلي" وكانت حسب روايتها من المغنّيات في قصر الباي. وقد حدثتني مرارا بأنها تحفظ كثيرا من التراث القديم، وكانت ترغب في بيع محفوظاتها منه، ولكنها توفيت وحملت كل ذلك معها في مثواها الأخير. كما تعوّدتُ على سماع إنشاد جمع من اليهود في غرفة كانوا يتعبدون بها مقابل العمارة التي أقيم فيها لأغانٍ عربية محوّلة إلى اللّغة العبرية، ومن بينها "على دلعونه". وأعرف يهوديا آخر من الجيل الجديد كان يشاركنا العزف في فرقة مدينة تونس للموسيقى العربية على آلة الكنترباص، وهو حاليا أستاذ موسيقى ومقيم بمدينة المنستير. ولعل من الإخوة التونسيين من لهم المزيد من المعلومات عن هذا الموضوع خاصة من بين سكان جزيرة جربة والذين لديهم إحتكاك كبير بأفراد هذه الطّائفة.

محمد تميمي
10/09/2007, 23h03
ان واقع الحال اليوم وبعد هجرة معظم اليهود في العالم العربي الى الدوله العبريه يقول ان المشاركه الموسيقيه الحقيقيه لكل اليهود من جذور عربيه وشرقيه في طريقها الى الانقراض حتى في وطنهم البديل الذي اختاروه وهاجروا اليه.
وربما كانت اكثر الطوائف نشاطا في الدوله العبريه هي الطائفه من اصل مغربي والاخرى من اصل عراقي وبرز الفنانين العراقيين بشكل كبير مع تاسيس القسم العربي في الاذاعه الاسرائيليه في مطلع الخمسينات الى ان انتهى الحال بكبار الفنانين سنه 1988 عندما فرط عقد فرقة الدار التي كانت بقيادة عازف القانون الفذ ابراهام سلمان من اصل عراقي.
بعد ذلك بدا ياخذ مكان هؤلاء الفنانين فنانين فلسطينيين من فلسطينيي 1948.
يقتصر النشاط الموسيقي الشرقي عند الطائفه اليهوديه الشرقيه اليوم على عادات وتقاليد الافراح والمناسبات في البلدان التي قدموا منها وهذا وبالذات المغربيه والعراقيه والايرانيه.
واما الجيل الثاني والثالث من هذه الطوائف فقد اختلط بثقافات مختلفه ومنها غربيه واصبح الانتاج الموسيقي" العبري" حاله مشوهه بكل معنى الكلمه ففيها كل شيء من كل بلد .
مما يشهد له في احداث تطور نوعي في الموسيقى الاليه الفلسطينيه هو الاستفاده من خبرات قدامى المهاجرين اليهود الذين كانوا على مستوى افضل بكثير مما كانت عليه الحال قبلهم.
التساؤل الذي يحتاج الى اجابه هو هل كان مقصود اذابة وانقراض
الموسيقى الشرقيه من حياة هذا الطوائف بعد هجرتها الى ارض "الميعاد"؟؟؟
وهل الغلبه للموسيقى عند اليهود الغربيين الذي قدموا الى الدوله العبريه كانت افضل فاتشرت الموسيقى الغربيه على نطاق واسع؟؟

أبو سالم
02/10/2007, 21h29
أستسمحك يا أخ تميمي في نقل هاتين الفقرتين من حوار أجراه حسين السّكاف مع حسقيل قوجمان، العراقي اليهودي الذي أُجبر على مغادرة العراق بعد أن قضى سنوات في السجن به نظرا لإنتمائه السياسي للحزب الشيوعي. وهاتين الفقرتين تُضيفان توصيفا لما أوردتموه من تقلّص مشاركات الموسيقيين العراقيين الفنية داخل الكيان العبري، ولا شك في أن حال الموسيقيين اليهود المغاربة الذين رحلوا إلى إسرائيل لم يكن مُختلفا عن نظرائهم العراقيين :

"عندما خرجت من السجن ورحلت مرغماً إلى إسرائيل، سكنت عند أختي هناك، والمكان الذي كانت تسكنه كان بجوار سوق يشبه إلى حد كبير ( سوق حنون في بغداد )، في ذلك السوق يجد الزائر نفسه في سوق عراقية المأكولات والمشروبات وكل شئ. فأخذتني أختي إلى هناك وهناك أصابتني الدهشة والذهول فلقد رأيت داود الكويتي واقف في كشك صغير يبيع الأواني المعدنية، ( هذا الكشك كان بالشراكة مع أخيه صالح ) وكان حينها يتعامل مع أمرأة حول ثمن قدر وحول قرش زائد أو قرش نازل، عندها قلت: حين يصل بداود الكويتي وأخيه صالح إلى هذه المرحلة، فالموسيقى العراقية يجب أن يكتب عنها. فهل من المعقول أن يصل هذان العملاقان في عالم الموسيقى إلى هذا الحد. والجدير بالذكر أنه في بداية الثلاثينيات من المقرن المنصرم، فتح داود وصالح بعد أن أتيا إلى بغداد مدرسة لتعليم الموسيقى، فلقد فتحوا مدرسة في بغداد مقابل سوق الشورجة في شارع الرشيد، كان داود يدرس العود وصالح يدرس الكمان، ولكن هذه المدرسة لم تدم طويلاً لأن داود وصالح أصبحوا على رأس فرقة الإذاعة العراقية فتركوا التدريس (...)

الموسيقيون العراقيون الذين رحلوا إلى إسرائيل فقدوا جمهورهم العراقي وتاريخهم الذي بنوه في بلدهم العراق، وعندما وجدوا أنفسهم في إسرائيل، انخرط أغلبهم في أعمال غير فنية ما عدا قلة منهم استطاعوا ممارسة مهنة الموسيقى ليؤمنوا معيشتهم، وهؤلاء استطاعوا أن يكونوا الفرقة الموسيقية للإذاعة الإسرائيلية وأغلبهم كانوا من العراقيين الذين تخرجوا من دار مؤاساة العميان، وكان أكبرهم سناً الفنان داود أكرم الذي يعد من أحسن خريجي مدرسة مؤاساة العميان، كانت له مؤلفات موسيقية رائعة جداً في العراق، ولكن للأسف ضاعت جميعها، وكم طلبت منه أن ندونها ولكن للأسف لم يتم ذلك. وسليم زبلي فقط من حصلت على بعض مؤلفاته. وفي الفترة الأخيرة أتت فرقة عراقية إلى لندن إسمها أنغام الرافدين وقد أعطيتهم نسخة من سماعيات سليم ووعدوا بأن يعزفون مقطوعات سليم في المستقبل. وإذا تحدثنا عن الوقت الحاضر نجد أن أغلب هؤلاء الموسيقيين قد فارقوا الحياة، ولم يبقى منهم إلا القليل مثل الفنان إبراهيم سلمان عازف القانون والموسيقي والملحن سليم زبلي. والجدير بالذكر أن أغلب الموسيقيين الذي دخلوا إسرائيل هم من مكفوفي البصر، لذلك تجدهم وقد اشتغلوا في بدالة التلفون أو عمل الكراسي أو حياكة السلال والحبال وهي مهن تعلموها في دار مواساة العميان ببغداد. يعقوب العماري مثلاً والذي كان عضواً مهماً في الفرقة الموسيقية بدار الإذاعة العراقية وهو قارئ مقام من الدرجة الأولى أصبح إسكافي في إسرائيل."

mohamed tounsi
15/06/2008, 15h55
je vous felicite nizarby de ces informations enrichissantes concernant les plus grands noms de la musique judéo-tunisienne mais je crois que tu sa oublié les trois pus grands chanteurs juifs tunisiens qui sont Cheikh El Afrit qui est aussi pour moi avec Saliha et Ali Riahi le plus grand chanteur Tunisien de tous les tempsavec des chansons comme ana madhabia,leilat sibbat,kif kont sghira...et puis aussi Maurice Mimoun et surtout Raoul Journo qui est décédé il n'ya pas longtemps.

أبو بيرم
09/09/2009, 17h54
حنيـن : قرن من الموسيقى التونسية

يهود تونس وأثرهم في الساحة الفنية

لا أحد ينكر ما للجالية اليهودية التونسية من مكانة فاعلة في الحقل الغنائي والموسيقي التونسي، فمن منا لم يردد كلمات بعض اغاني حبيبه مسيكة ومن لم يهتز لاغنية «ليام كيف الريح في البريمة» للشيخ العفريت.. فيما يلي عرض لبعض العلامات.
* سيمون أميال
كان عازفا متميزا على آلة العود، وكان لهذا الفنان صوتا عذبا وله اختصاص غنائي نادر هو ـ السوبرانو ـ ذو الطبقات الصوتية العالية كتب الاغنية ولحن وغنى، وقد التحق سيمون اميال بفرقة الشيخ العفريت وعمره ثمانية عشرة سنة.
ولسيمون اميال اربعة اغان ثلاثة منها مسجلة بصوته على اسطوانات «زينة يا بنت الهنشير» الحان علي الرياحي وكلمات محمود بورقيبة و«ديامنته» و«العين الزرقاء» و«تكويت من عين كحلة»
* الشيخ العفريت
ولد «إيسيرين اسرائيل روزيو» سنة 1897 بتونس العاصمة ينحدر والده سلام روزيو من اصل مغربي ووالدته من اصل ليبي.
عاد والد العفريت الى مسقط راسه «المغيرة» باغادير المغرب تاركا زوجته في تونس العاصمة التي رفضت الرحيل معه وظلت تعيل ابنها ايسيرين وابناءها من زوجين سابقين حمينو وخموس والبنت منطة حيث عملت بصناعة لف خيوط الحرير في بيتها ثم اشتغلت بصناعة وبيع المرطبات وقد عرفت بجمال صوتها وعذوبته واشتهرت بغنائها بين العائلات وهكذا نشاء ايسيرين روزيو في حياة الفقر والخصاصة جاهلا للقراءة والكتابة.
وبدأ يشتغل في سن مبكرة من عمره لاعانة والدته، فانطلق في البداية الى بيع المرطبات التي تصنعها والدته ثم عمل اجيرا في مطحنة للقهوة وكانت اسعد لحضاته عندما يرافق والدته ليلا الى افراح بعض العائلات لسماع صوتها ومن الغد كان يجمع زملاءه في المصنع ويردد عليهم اغاني والدته بصوته العذب.
وعندما كان يعرف في وسط العائلة والحي، خلع على نفسه لقب «الشيخ العفريت» اي الشيخ اليهودي (اصل الكلمة عبري avirit اي يهودي اوعبراني)
تعرف الشيخ العفريت على فنان يهودي يدعى «سوسو ليفي» وفنان آخر هو ابراهيم التبسي فتعلم منهما نوبات المالوف وحسن الغناء وطريقة الاداء وبعض الاغاني الشعبية ثم انطلق يغني في الافراح والحفلات العامة والخاصة، واعجب به الناس واشتهرت اغانيه الاحتفالية مثل «تعليلة العروسة والمطهر» و«القابلة» وكان العفريت في ذلك الوقت يغني دون مصدح فابهرت قوة صوته الحاضرين حتى اصبح حديث المجالس.
بدأ العفريت يطور مجال عمله الفني بجولاته داخل الجمهورية ثم انطلق خارج حدود الوطن حيث غنى في الجزائر ثم تحول الى باريس لتسجيل اغانيه على اسطوانات.
غنى الشيخ العفريت في اغلب الاحيان من رصيد التراث الشعبي التونسي وكذلك من المالوف التونسي ثم اصبح ينظم الشعر ويلحن بنفسه الى جانب ملحنين من عصره مثل «موريس عطون» و«غاسطون» بصيري» و«موريسين يعيش» و«أشير مزراحي» و«كليمان بصيري» و«موسى عطون» الذي اشتهر باغاني «شفتك مرة متعدية» و«انا متهوم ولازم نندم»
وفي سجل الشيخ العفريت ما يقارب المائة اغنية او ما يزيد ومن اشهر اغانيه في البريمة وآش بيك عضبانة وانا ما ذابي وسيدي خويا لا يقلله و«ناس مملت» وهذه مقتطفات من اغنية «اشبيك غضبانة»
ـ آشبيك غضبانة ـ ايجاء احكيلي يا زعبانة
انا نرضيك ـ لو نعرف راسي يفديك
لو نخسر مالي الكل عليك ـ وانشوفك ديما فرحانة
اصبح للشيخ العفريت موعد قار يغني فيه في بلاط احمد باي الثاني الذي اغرم بصوته وقلده وسام الافتخار.
في سنة 1938 بدأ الشيخ العفريت يشعر بوهن وضعف في جسده ورغم ذلك فقد واصل التزاماته الفنية الى ان سقط طريح الفراش ولم يعد يقدر على النهوض وطالت فترة مرضه وقلّ السؤال عنه خاصة عندما سمعوا باصابته بمرض السل ثم ادخله ابناؤه مستشفى الامراض الصدرية باريانة وخرج منه اكثر اعياء.
وفي يوم 26 جويلية 1939 وافاه الاجل المحتوم وودعت تونس بذلك اشهر واقدر المطربين التونسيين الذين تركوا في الساحة الفنية بصمة واضحة المعالم.
* حبيبة مسيكة
هي مطربة وممثلة تونسية يهودية عرفت شهرة كبيرة في مطلع القرن العشرين واسمها الحقيقي «مارغيريت بنت خوليو» ولدت بمدينة تستور الاندلسية سنة 1893 احتضنتها خالتها المطربة ليلى سفار.
عرفت حبيبة مسيكة منذ الصغر بخفة دمها وحبها للفن واول من اكتشفها في ميدان التمثيل هو الاستاذ محمود بورقيبة المدير الفني لفرقة الشهامة التمثيلية التي تأسست في 22 ديسمبر 1910 وقد ظهرت حبيبة مسيكة اول مرة على الركح سنة 1911 وقامت بادوار عديدة.
وفي سنة 1920 انسلخت عن فرقة الشهامة لتنظم الى فرقة الآداب التي يرأسها رجل المسرح العربي الكبير جورج ابيض ومثلت في عدة مسرحيات كلاسيكية كبرى مثل ـ مجنون ليلى ـ ثم انتظمت الى فرقة المستقبل التمثيلي بادارة الفنان الطاهر بلحاج وقدمت مسرحية (ماري تيدور) ومسرحية (الاحدب) (شمشون ودليلة) الفنان الراحل حمدة بن التيجاني.
اما في ميدان الغناء فقد كانت حبيبة مسيكة معجبة بخالتها الفنانة ليلى سفاز التي قدمتها في احدى حفلاتها وصادف ان كان الفنان اشير مزارعي صاحب الاغنية الشهيرة (العشاقة) متعها بالرعاية وقدمها للفنان المصري المقيم في تونس حسان بنان الذي علمها اصول الغناء.
وحسن بنان هو فنان يحفظ مجموعة كبيرة من الادوار والقصائد الشرقية والموشحات فسجل معها عدة اغاني بالعربية الفصحى واغان عامية بالاشتراك مع خميس ترنان وقد اعتنى البشير الرصايصي بتسجيلها على اسطوانات واقبل الجمهور التونسي على حفلاتها وحلاوة صوتها رشحها لخلق اجواء احتفالية اثناء العرض. ومن اشهر عشاقها «الياهو سيموتي» وهو يهودي من مدينة تستور التونسية، وكان يكثر من التردد عليها آملا في الزواج منها. وقد كان ثريا جدا، فلم تشأ ان تبعده، بل ظلت تمنيه تارة وتجافيه تارة اخرى ولما ألح عليها في الزواج اشترطت عليه ان يبني لها دار فاخرة في تستور، فبنى لها دار من ارقى ما بنى في تلك البلدة.
عرض عليها القدوم الى تستور استعدادا للزفاف فاجأبته بالرفض فيئس من الحياة بعد ان بدد ثروته من اجلها واسودت الدنيا في عينيه ولم يجد مفرا سوى الانتقام وعلى اثر عودتها الى منزلها من حفل مساء الخميس 22 فيفري 1930 تسلل الى غرفة نومها وسكب حول فراشها البنزين واضرم النار.
من شدة اللهيب فقد توازنه كما قاومته، وفي الاخير تمكنت من القرار من غرفة نومها، وتوفيت حبيبة مسيكة على الفور في منزلها في نهج «دورون كلاي» وبعد يومين تم اكتشاف جثة الياهو وقد انتحر شنقا في فندق قديم اسمه «فندق يهروم» ودفن في تستور.
صعق الجميع عند سماع خبر وفاة حبيبة مسيكة وطريقة موتها وحزن عليها الجميع وشيع جنازتها جمع غفير من الناس مسلمين ويهودا.
وبوفاة الفنانة حبيبة مسيكة تعطلت تمارين مسرحية (عائدة) التي كانت تعدها جمعية المستقبل وكان دور البطولة لها الى جانب الممثل الكبير حمدة بن التيجاني وعاش الجميع ايام حداد عليها. وقد تركت العديد من الاسطوانات المسجلة ومن اشهر اغانيها «على سرير النوم دلعني» ـ «مازلت خضرة والربيع منور» ـ «يا ربي حنيني اشنوى ذنبي» ـ «فيما مضى حبيبتي وحبيبتك» ـ و«من وسط قلبي تطلع التنهيدة».

الطاهر المليجي
http://www.assabah.com.tn/images/logo_page.gif الأربعاء 09-09-2009