المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : النضال الموسيقي في فلسطين


حليم الشرق
18/08/2007, 17h45
شلت حواجز الاحتلال في كل ما نجحت به، تقول الحكاية التي شارك الكبار والصغار في كتابة فصولها على امتداد صفحة الحلم في فلسطين.

اربعة فتية وأطفال من نابلس، كانوا الجمعة 28 نيسان جزءا من نسيج الحكاية.. "ممنوع عليكم المرور.. والغناء جريمة، والوتر والموسيقى.. اسمان على قائمة المطلوبين"، قال جنود الحاجز للاطفال المتجهين الى حيث ترك الراحل ادوارد سعيد معهدا لعشاق الحياة رعى الجمعةمسابقة عزف باسم الفنان مرسيل خليفة.

لكن أصواتنا اعلى من حواجزكم والجند في حوارة وزعترة وعطارة وقلنديا لن يعتقلوا أغانينا والقدس ورام الله تصغيان لنابلس رد الصغار المستعدون لرحلة المنافسة والمواجهة.

"بعد ان استكملنا التدريب والتجهيز للاشتراك في المسابقة التي ينظمها معهد ادوارد سعيد الوطني للموسيقى اصطدمنا بإجراءات الجيش على الحواجز التي ضاعف الاحتلال من اعدادها مؤخرا"، قال حسن الدريدي مدير المركز الوطني للموسيقى الذي يشرف على تدريب عشرات الأطفال والفتية في نابلس.

واوضح الدريدي ان الجميع كادوا يتراجعوا عن فكرة المشاركة نظرا لان سفر الأطفال المشاركين من نابلس الى رام الله أصبح امرا شبه مستحيل.

وقال: "كدنا نعتذر عن المشاركة لعدم القدرة على وصول الأطفال رام الله ولكننا بدأنا البحث في سبل تحدي هذا المنع وإيجاد مخرج ما لتمكين الصغار من حقهم في المنافسة".

وأضاف: "ان تشديد الحصار على نابلس ومختلف المحافظات ومنع حركة التنقل من شمال الضفة الى وسطها وجنوبها دفعنا للتفكير بالمشاركة عن بعد (من خلال نظام البث التلفزيوني- فيديو كونفرنس) وهذا ما تم اخيرا".

وأشاد بسرعة استجابة شركة الاتصالات الفلسطينية لطلب المركز الوطني للموسيقى واتخاذها قرارا بتسخير قاعة البث في مقرها العام للعازفين الصغار.

وقال: "لقد توجهنا لإدارة شركة الاتصالات الليلة قبل الماضية (أي ساعات قبل انطلاق المسابقة) لكنهم سارعوا للاستجابة لطلبنا وجندوا عددا من موظفيهم لتحقيق ذلك في يوم اجازتهم الأسبوعية (امس الجمعة).

وأضاف: "اننا نصر على المشاركة في هذه المسابقة ليس من اجل الفوز بل كي نقول للعالم ان أبناء فلسطين لا يجيدون فقط رشق الحجارة والمقاومة بل انهم والى جانب ذلك يجيدون الغناء والعزف وصيانة تراثهم ويقدسون جمال الحياة".

هكذا نجح العازفون الصغار جعفر القطب وجميل عبد الهادي وعميد يوسف ولبنى العمد في هزيمة حواجز الاحتلال وعزفوا انغام بحرية مرسيل خليفة هدية للقدس وفلسطين وللراحل ادوارد سعيد.

الطفلة لبنى العمد (11 عاما) اصغر المشاركين الأربعة، اختزلت دون ان تدرك بلاغة وبساطة حقيقة الفلسطيني... لبنى تتدرب منذ عامين على مهارات الكارتيه والعزف على الكمان، هذه الصغيرة تجمع بين رياضة عمادها القوة ووتر يشيد معمارا من الأحاسيس... ماذا يحتاج جيش الحواجز والممنوعات بعد كي يدرك ان حجب الحياة عن أطفال يقدسونها والدفاع عنها مجرد وهم.