hanynouh
28/07/2007, 21h08
اليتيمة
استوقفنى اسم هذا العمل الشعرى الرائع .. اليتيمة .. وبعد أن طالعتها لم أجد بها معنى واحد يمس صفة اليتم فذادت حيرتى .. فبحثت عنها فوجدت منها أبيات متفرقة فى مواضع كثيرة .. ولكننى عثرت عليها كاملة عندما رجعت إلى الأستاذ فاروق شوشه .. يقول فى أحلى 20 قصيدة حب ..
" أن اليتمية ظلت عصوراً طويلة مجهولة النسب لا يعرف اسم شاعرها الحقيقى .. وأنه وقف على أسم الشاعر فى مجلة الحديقة نقلاً عن آخر نسخة مخطوطة من المقامات توجد فى الهند .. أنه الشاعر دوقلة المنبجى "
شاعر عاش ومات لم يسمع به أحد ولا يعرف له من الشعر إلا اليتيمة نشأ فى بلدة منبج بالشام موطن أبو تمام والبحترى وأبو فراس .. ويضيف أن القصيدة أضيف إليها مقاطع بفعل الروايات والنقل بها ما قد يخدش الحياء ويجرح الذوق العام .. أهـ .
ولكن رُب شاعر تسمو به قصيدة واحدة ويعلو فوق سماء شعراء فطاحل
وإذا حاولنا تأصيل تسميتها باليتيمة .. نجد أنها ظلت حقبا مجهولة النسب لم يعرف شاعرها ثم جاءت بعد ذلك مفردة إذ أن شاعرها لم يُعرف من أثره غيرها. ولا يعرف عن سيرته سوى اسمه.
ولقد حاولت ان أصف لكم روعة هذه القصيدة فوجدتنى أعود لأنقل وصف الأستاذ فاروق شوشة لها .. يقول : " واليتيمة تنطق بشاعرية شاعر أصيل مقتدر ، تفنن فى وصف محبوبته " دعد" فلم يترك شيئاً منها إلا وقد وصفه أدق وصف وأجمله ، وكأنه يقدم صورة للجمال كما تعشـَّـقه العربى القديم ، حتى ليخيل لقارئها أنه يتأمل لوحة فاتنة أبدعتها ريشة رسام مبدع . رسم الشاعر فى لوحته جسم محبوبته ، ووجهها ، وشعرها ، وجبينها ، وجيدها ، وزندها ، ومعصمها ، وغدائرها ، وكل نبضة من نبضاتها .. ووصف ذهوله وإطراقه أمام هذا المشهد الرائع من مشاهد الحب والجمال ، ثم يتحدث عن نفسه .. فارس عربى نبيل .. يذوب صبابة وحباً ولكنه يترفع عزة وإباء وشموخاً ويجل نفسه عن ارتكاب الدنايا والصغائر .. أهـ " .. إليكم القصيدة :
اليتيمة
هـل بالـطُّـلول لِـسائِـلٍ رَدُّ ...... أَمْ هـل لـها بِـتَـكَلُّـمٍ عَـهْـدُ
دَرَسَ الجَـديـدُ جَديـدُ مَعْهَـدِها ...... فَكَـأنـَّما هـي رَيْـطَـةٌ جَـرْدُ
مِن طولِ ما تَـبْكي الغَـيومُ على ...... عَـرَصَـاتِها ويُـقَهْـقِـهُ الرعْـدُ
وتَـلُـثُّ سارِيَــةٌ وغـادِيَـةٌ ...... ويَـكُـرُّ نَـحْـسٌ خلْـفهُ سَـعْـدُ
تـلْـقاء شـامِـيَـةِِ يَمانِـيَـةِِ ...... لـهما بِـمَـوْرِ تُـرابهـا سَـرْدُ
فَـكَسَتْ بَواطِـنُها ظَـواهِـرَها ...... نَــوْراً كـأنَّ زَهــاءُه بُـرْدُ
فَـوَقَـفْتُ أسألُـها ولـيس بـها ...... إلاّ الـمـهَـا ونَـقـانِـقٌ رُبْـدُ
فَـتَبادرَتْ دُرَرُ الشـئـونِ على ...... خَـدِّي كـما يَـتَـنـاثَـرُ العِـقْـدُ
لَـهْـفي على دَعْـدٍ وما حـفلِتْ ...... بالاً بحـرِّ تـلَـهُّـفـي دَعْــدُ
بَـيْضاءُ قـد لبِـسَ الأديـمُ بهـا ...... ءَ الحُسْـنِ فَهْـوَ لِجِلْـدِها جِلْـدُ
وَيَـزيِنُ فَـوْدَيْـها إذا حَسَـرَتْ ...... ضافـي الغَـدائـرِ فاحـمٌ جَـعْـدُ
فالوَجْـهُ مِثْـلُ الصُّـبْحِ مُبْـيَضٌّ ...... والشَّـعْرُ مِـثْـلُ اللـيلِ مُـسْـوَ دُّ
ضِـدَّانِ لمّـا استَـجْمَعا حَـسُـنا ...... والضِّــدُّ يُـظْهِـرُ حُسْـنَهُ الضِّدُّ
وكَـأنَّـها وَسْـنى إذا نَـظَـرَتْ ...... أوْ مُـدْنَـفٌ لَـمَّـا يُـفِـقْ بَـعْـدُ
بِـفُـتورِ عَـيْـنٍ مابِـها رَمَـدٌ ...... وبِـها تُـداوي الأعـيُـنِ الـرُّمْـدُ
وتُـريك عِـرنيـناً يُـزيِّـنه ...... شَـمَـمٌ وخـدَّا لونُـه الـــوردُ
وتُـجِـيلُ مِـسْواكَ الأراكِ على ...... رَتْـلٍ كـأنَّ رُضَـابَـهُ شَـهْـدُ
والصـدر منها قـد يـزيِّـنه ...... نـهدٌ كـحـقِّ العـاج إذ يـبدو
والمِعْـصَمان فـما يُـرى لَـهما ...... مِـنْ نَعْـمَـةٍ وبَـضاضَـةٍ زنِـدُ
ولَـها بَـنانٌ لـو أرَدْت َ لـه ...... عَـقْـداً بِـكَـفِّـكَ أمْـكَنَ العَـقْـدُ
وكأنّـَما سُـقِـيَـتْ تَـرائـبُـها ...... والنَّـحْـرُ ماءَ الوَرْدِ إذ تـبدو
وبصـدرها حُـقـان خلتـهما ...... كـافـورتـين علاهـما نــدُّ
والبـطـنُ مطـوىّ كما طـويت ...... بيـضُ الرِّيـاط يصونها المُـلدُ
وبخصرها هـيـفٌ يـزيِّـنه ...... فـإذا تـنـوءُ يـكـاد يـنـقدُ
ولها هَـنٌ رابِِ مجـسَّـته ...... وعـرِ المـسالكِ حـشوهُ وقـدُ
فإذا طَـعـنتَ طـعنت فى لـبدِِ ...... وإذا نَـزعــتَ يـكادُ يَـنسدُ
والتـفَّ فَـخِـذاها وفـوقهـما ...... كَـفـل يُـجـاذب خـصرها نَـهدُ
فقـيامها مـثنى إذا نهـضـت ...... مـن ثـقـله وقـعـودهـا فـردُ
والساقُ خُـرعُـبةً مُـنعًّـمةً ...... عَـبِـلت فـطوقُ الحَـجل مُـنسدُ
والكـعب أدرم لا يبـين لـه ...... حـجـم ولـيـس لـرأسهِ حَـدُ
ومشـت على قدمين خُـصرتا ...... والتـفـتا فـتكامـل الـقـــدُ
وما عـابها طـولٌ ولا قصرٌ ...... فـى خَـلـقها فـقـوامها قــصدُ
إنْ لمْ يَـكُنْ وَصْـلٌ لَدَيْـكِ لنا ...... يَـشْـفي الصَّبابَـةَ فَـلْيَـكُـنْ وعْـدُ
قد كان أوْرَقَ وصْـلُـكُم زَمَـناً ...... فَـذَوى الوِصَـالُ وأوْرَقَ الصَّــدُّ
للَّـهِ أشْـواقٌ إذا نَـزَحَـتْ ...... دارٌ بِـنا وطــواكـمو البُـعْـدُ
إنْ تُـتْـهِمي فتِـهامَـةٌ وطَني ...... أوْ تُـنْـجِـدي يـكن الهـوى نَـجْـدُ
وزَعَـمْـتِ أنّـَكِ تُضْمِرينَ لنا ...... وُدَّ اً فَـهـلاّ يَـنْـفَـعُ الـوُدُّ
وإذا المُحِبُّ شَـكا الصُّدودَ ولم ...... يُـعْـطَفْ عَـلَـيْهِ فقَـتْـلُهُ عَـمْـدُ
نَخُتصُّها بالـوُدِّ وهـي عَـلى ...... ما لا نُـحِـبُّ ، وهَـكَـذا الـوَجْـدُ
أوَ ما تَـرى طِـمْرَيَّ بَـيِنهما ...... رَجُـلٌ أَلَـحَّ بِـهَـزْلِـهِ الجــدُ
فالسَّيفُ يَـقْطَعُ وهْـوَ ذو صَدَأٍ ...... والنَّـصْـلُ يَـعلو الهامَ لا الغِـمْدُ
هل تَـنْـفَعَـنَّ السيفَ حِـلْيَـتُهُ ...... يَـومَ الجِـلادِ إذا نَـبا الحَـدُّ
ولـقدْ عَـلِمْتِ بأنَّـني رَجُـلٌ ...... فـي الصَـالحاتِ أروحُ أو أغْـدوا
سـلمٌ عَلى الأدْنى ومَـرحَمَـةٌ ...... وعَلى الحوادث هادن جَـلْـدُ
مُـتَجَـلْبِبٌ ثَـوْبَ العَفافِ وقد ...... غَـفَـلَ الرَّ قِـيبُ وأمْـكَنَ الوِرْدُ
ومُجانـبٌ فـعلَ القَـبيحِ وقـد ...... وَصَـلَ الحَبـيبُ وسَـاعَدَ السَّعْـدُ
مَـنَعَ المَطامعَ أن تُـثَـلِّـمَني ...... أنِّـي لِـمِعْـوَلِـها صَـفَـاً صَلْدُ
فأروح حُـرّاً من مَـذَلّـَتِـها ...... والحُـرُّ حيـن يُـطيـعُها عَـبْـدُ
آلَـيْـتُ أمدحُ مُـقْرِفأً أبــداً ...... يَـبْـقى المَديحُ ويَـنْـفَـدُ الرِّ فْـدُ
هـيهات يأبى ذاك لي سَـلَـفٌ ..... خَـمَـدوا ولـم يَـخْمَـدْ لهم مَجْـدُ
فالجَـدُّ كِِـنْدَةُ والبـَنونَ هـمُ ...... فَـزَكا البَـنونَ وأنْـجَـبَ الجَــدُّ
فلَـئِـنْ قَـفَوْتُ جميلَ فِعْـلِهِمُ ...... بِـذَميمِ فِـعْـلي إنّـني وَغْــــدُ
أجْمِـلْ إذا حاولتَ في طَـلَبٍ ...... فالجِـدُّ يُـغْـني عَـنك لا الجَـدُّ
لِـيَـكُنْ لديـكَ لِسائلٍ فَـرَجٌ ...... أو لم يَـكُـنْ فَـلْـيَـحْسُـنِ الـرَّدُّ
أتمنى أن تنال أعجابكم
استوقفنى اسم هذا العمل الشعرى الرائع .. اليتيمة .. وبعد أن طالعتها لم أجد بها معنى واحد يمس صفة اليتم فذادت حيرتى .. فبحثت عنها فوجدت منها أبيات متفرقة فى مواضع كثيرة .. ولكننى عثرت عليها كاملة عندما رجعت إلى الأستاذ فاروق شوشه .. يقول فى أحلى 20 قصيدة حب ..
" أن اليتمية ظلت عصوراً طويلة مجهولة النسب لا يعرف اسم شاعرها الحقيقى .. وأنه وقف على أسم الشاعر فى مجلة الحديقة نقلاً عن آخر نسخة مخطوطة من المقامات توجد فى الهند .. أنه الشاعر دوقلة المنبجى "
شاعر عاش ومات لم يسمع به أحد ولا يعرف له من الشعر إلا اليتيمة نشأ فى بلدة منبج بالشام موطن أبو تمام والبحترى وأبو فراس .. ويضيف أن القصيدة أضيف إليها مقاطع بفعل الروايات والنقل بها ما قد يخدش الحياء ويجرح الذوق العام .. أهـ .
ولكن رُب شاعر تسمو به قصيدة واحدة ويعلو فوق سماء شعراء فطاحل
وإذا حاولنا تأصيل تسميتها باليتيمة .. نجد أنها ظلت حقبا مجهولة النسب لم يعرف شاعرها ثم جاءت بعد ذلك مفردة إذ أن شاعرها لم يُعرف من أثره غيرها. ولا يعرف عن سيرته سوى اسمه.
ولقد حاولت ان أصف لكم روعة هذه القصيدة فوجدتنى أعود لأنقل وصف الأستاذ فاروق شوشة لها .. يقول : " واليتيمة تنطق بشاعرية شاعر أصيل مقتدر ، تفنن فى وصف محبوبته " دعد" فلم يترك شيئاً منها إلا وقد وصفه أدق وصف وأجمله ، وكأنه يقدم صورة للجمال كما تعشـَّـقه العربى القديم ، حتى ليخيل لقارئها أنه يتأمل لوحة فاتنة أبدعتها ريشة رسام مبدع . رسم الشاعر فى لوحته جسم محبوبته ، ووجهها ، وشعرها ، وجبينها ، وجيدها ، وزندها ، ومعصمها ، وغدائرها ، وكل نبضة من نبضاتها .. ووصف ذهوله وإطراقه أمام هذا المشهد الرائع من مشاهد الحب والجمال ، ثم يتحدث عن نفسه .. فارس عربى نبيل .. يذوب صبابة وحباً ولكنه يترفع عزة وإباء وشموخاً ويجل نفسه عن ارتكاب الدنايا والصغائر .. أهـ " .. إليكم القصيدة :
اليتيمة
هـل بالـطُّـلول لِـسائِـلٍ رَدُّ ...... أَمْ هـل لـها بِـتَـكَلُّـمٍ عَـهْـدُ
دَرَسَ الجَـديـدُ جَديـدُ مَعْهَـدِها ...... فَكَـأنـَّما هـي رَيْـطَـةٌ جَـرْدُ
مِن طولِ ما تَـبْكي الغَـيومُ على ...... عَـرَصَـاتِها ويُـقَهْـقِـهُ الرعْـدُ
وتَـلُـثُّ سارِيَــةٌ وغـادِيَـةٌ ...... ويَـكُـرُّ نَـحْـسٌ خلْـفهُ سَـعْـدُ
تـلْـقاء شـامِـيَـةِِ يَمانِـيَـةِِ ...... لـهما بِـمَـوْرِ تُـرابهـا سَـرْدُ
فَـكَسَتْ بَواطِـنُها ظَـواهِـرَها ...... نَــوْراً كـأنَّ زَهــاءُه بُـرْدُ
فَـوَقَـفْتُ أسألُـها ولـيس بـها ...... إلاّ الـمـهَـا ونَـقـانِـقٌ رُبْـدُ
فَـتَبادرَتْ دُرَرُ الشـئـونِ على ...... خَـدِّي كـما يَـتَـنـاثَـرُ العِـقْـدُ
لَـهْـفي على دَعْـدٍ وما حـفلِتْ ...... بالاً بحـرِّ تـلَـهُّـفـي دَعْــدُ
بَـيْضاءُ قـد لبِـسَ الأديـمُ بهـا ...... ءَ الحُسْـنِ فَهْـوَ لِجِلْـدِها جِلْـدُ
وَيَـزيِنُ فَـوْدَيْـها إذا حَسَـرَتْ ...... ضافـي الغَـدائـرِ فاحـمٌ جَـعْـدُ
فالوَجْـهُ مِثْـلُ الصُّـبْحِ مُبْـيَضٌّ ...... والشَّـعْرُ مِـثْـلُ اللـيلِ مُـسْـوَ دُّ
ضِـدَّانِ لمّـا استَـجْمَعا حَـسُـنا ...... والضِّــدُّ يُـظْهِـرُ حُسْـنَهُ الضِّدُّ
وكَـأنَّـها وَسْـنى إذا نَـظَـرَتْ ...... أوْ مُـدْنَـفٌ لَـمَّـا يُـفِـقْ بَـعْـدُ
بِـفُـتورِ عَـيْـنٍ مابِـها رَمَـدٌ ...... وبِـها تُـداوي الأعـيُـنِ الـرُّمْـدُ
وتُـريك عِـرنيـناً يُـزيِّـنه ...... شَـمَـمٌ وخـدَّا لونُـه الـــوردُ
وتُـجِـيلُ مِـسْواكَ الأراكِ على ...... رَتْـلٍ كـأنَّ رُضَـابَـهُ شَـهْـدُ
والصـدر منها قـد يـزيِّـنه ...... نـهدٌ كـحـقِّ العـاج إذ يـبدو
والمِعْـصَمان فـما يُـرى لَـهما ...... مِـنْ نَعْـمَـةٍ وبَـضاضَـةٍ زنِـدُ
ولَـها بَـنانٌ لـو أرَدْت َ لـه ...... عَـقْـداً بِـكَـفِّـكَ أمْـكَنَ العَـقْـدُ
وكأنّـَما سُـقِـيَـتْ تَـرائـبُـها ...... والنَّـحْـرُ ماءَ الوَرْدِ إذ تـبدو
وبصـدرها حُـقـان خلتـهما ...... كـافـورتـين علاهـما نــدُّ
والبـطـنُ مطـوىّ كما طـويت ...... بيـضُ الرِّيـاط يصونها المُـلدُ
وبخصرها هـيـفٌ يـزيِّـنه ...... فـإذا تـنـوءُ يـكـاد يـنـقدُ
ولها هَـنٌ رابِِ مجـسَّـته ...... وعـرِ المـسالكِ حـشوهُ وقـدُ
فإذا طَـعـنتَ طـعنت فى لـبدِِ ...... وإذا نَـزعــتَ يـكادُ يَـنسدُ
والتـفَّ فَـخِـذاها وفـوقهـما ...... كَـفـل يُـجـاذب خـصرها نَـهدُ
فقـيامها مـثنى إذا نهـضـت ...... مـن ثـقـله وقـعـودهـا فـردُ
والساقُ خُـرعُـبةً مُـنعًّـمةً ...... عَـبِـلت فـطوقُ الحَـجل مُـنسدُ
والكـعب أدرم لا يبـين لـه ...... حـجـم ولـيـس لـرأسهِ حَـدُ
ومشـت على قدمين خُـصرتا ...... والتـفـتا فـتكامـل الـقـــدُ
وما عـابها طـولٌ ولا قصرٌ ...... فـى خَـلـقها فـقـوامها قــصدُ
إنْ لمْ يَـكُنْ وَصْـلٌ لَدَيْـكِ لنا ...... يَـشْـفي الصَّبابَـةَ فَـلْيَـكُـنْ وعْـدُ
قد كان أوْرَقَ وصْـلُـكُم زَمَـناً ...... فَـذَوى الوِصَـالُ وأوْرَقَ الصَّــدُّ
للَّـهِ أشْـواقٌ إذا نَـزَحَـتْ ...... دارٌ بِـنا وطــواكـمو البُـعْـدُ
إنْ تُـتْـهِمي فتِـهامَـةٌ وطَني ...... أوْ تُـنْـجِـدي يـكن الهـوى نَـجْـدُ
وزَعَـمْـتِ أنّـَكِ تُضْمِرينَ لنا ...... وُدَّ اً فَـهـلاّ يَـنْـفَـعُ الـوُدُّ
وإذا المُحِبُّ شَـكا الصُّدودَ ولم ...... يُـعْـطَفْ عَـلَـيْهِ فقَـتْـلُهُ عَـمْـدُ
نَخُتصُّها بالـوُدِّ وهـي عَـلى ...... ما لا نُـحِـبُّ ، وهَـكَـذا الـوَجْـدُ
أوَ ما تَـرى طِـمْرَيَّ بَـيِنهما ...... رَجُـلٌ أَلَـحَّ بِـهَـزْلِـهِ الجــدُ
فالسَّيفُ يَـقْطَعُ وهْـوَ ذو صَدَأٍ ...... والنَّـصْـلُ يَـعلو الهامَ لا الغِـمْدُ
هل تَـنْـفَعَـنَّ السيفَ حِـلْيَـتُهُ ...... يَـومَ الجِـلادِ إذا نَـبا الحَـدُّ
ولـقدْ عَـلِمْتِ بأنَّـني رَجُـلٌ ...... فـي الصَـالحاتِ أروحُ أو أغْـدوا
سـلمٌ عَلى الأدْنى ومَـرحَمَـةٌ ...... وعَلى الحوادث هادن جَـلْـدُ
مُـتَجَـلْبِبٌ ثَـوْبَ العَفافِ وقد ...... غَـفَـلَ الرَّ قِـيبُ وأمْـكَنَ الوِرْدُ
ومُجانـبٌ فـعلَ القَـبيحِ وقـد ...... وَصَـلَ الحَبـيبُ وسَـاعَدَ السَّعْـدُ
مَـنَعَ المَطامعَ أن تُـثَـلِّـمَني ...... أنِّـي لِـمِعْـوَلِـها صَـفَـاً صَلْدُ
فأروح حُـرّاً من مَـذَلّـَتِـها ...... والحُـرُّ حيـن يُـطيـعُها عَـبْـدُ
آلَـيْـتُ أمدحُ مُـقْرِفأً أبــداً ...... يَـبْـقى المَديحُ ويَـنْـفَـدُ الرِّ فْـدُ
هـيهات يأبى ذاك لي سَـلَـفٌ ..... خَـمَـدوا ولـم يَـخْمَـدْ لهم مَجْـدُ
فالجَـدُّ كِِـنْدَةُ والبـَنونَ هـمُ ...... فَـزَكا البَـنونَ وأنْـجَـبَ الجَــدُّ
فلَـئِـنْ قَـفَوْتُ جميلَ فِعْـلِهِمُ ...... بِـذَميمِ فِـعْـلي إنّـني وَغْــــدُ
أجْمِـلْ إذا حاولتَ في طَـلَبٍ ...... فالجِـدُّ يُـغْـني عَـنك لا الجَـدُّ
لِـيَـكُنْ لديـكَ لِسائلٍ فَـرَجٌ ...... أو لم يَـكُـنْ فَـلْـيَـحْسُـنِ الـرَّدُّ
أتمنى أن تنال أعجابكم