المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الفن بين النفس الفردية و الذات الجماعية


طبيب نفسي
30/04/2006, 02h39
يرى يونج أن الفن ليس تعبيرا فرديا، بل هو تعبير جمعي، وبالتحديد هو تعبير عن المخزون اللاشعوري للذات الجماعية، حيث يرى أن الفنان في إبداعه لا يعبر عن ذاته بل عن اللاشعور الجمعي، أي أن دلالة النتاج الفني ينبغي أن تلتمس في رغبات الجماعة ولاشعورها لا في رغبات الذات الفردية كما فعل سيجموند فرويد.

ويضيف إن العمل الفني يشبه الحلم، ومن ثم فرغم ما قد يبدو في هذا العمل من وضوح وبساطة فهو تماما كالحلم حتى عندما يكون واضحا فإن لغته إشارية رمزية، ولذا يجب الاحتراس من كل محاولة لتبسيط العمل الفني وإنجاز فهم تعليلي له.

هذا باختصار هو التصور الذي بلوره يونج عن الفن.
وبتأمله يحق لنا منذ البدء أن نسجل انتقادنا التالي: إننا نلاحظ هنا نفس النمطية المعرفية التي تحكم أصحاب الأنساق القائمة منهجيا على رؤية أحادية، فكل ما نقرأه ليونج من أبحاث ودراسات نجدها ترتكز على نفس المقولة الجاهزة وهي اللاشعور الجمعي مهما كان اختلاف الظواهر والمعطيات التي تقاربها.

ثم إنه بتحديده هذا لدلالة الفن ومصدره، ينزلق بالضبط فيما يعيبه على غيره، ألا وهو مقاربة العمل الفني بمنطق التعليل، حيث يفسر ظهور الفن بإرجاعه إلى ما يزعم أنه مصدر له (اللاشعور الجمعي). وهو بذلك يتساوى في تقديري مع فرويد، لأن كلا منهما يعلل ظهور الفن، مع فارق واحد فقط يكمن في نوعية المصدر، فإذا كان فرويد يرى العمل الفني تعبيرا عن لاوعي فردي، فإن يونج يراه تعبيرا عن لاوعي جماعي.

كما أن كلا منهما يرى الفعل الفني فعلا لاإراديا، فإذا كان فرويد يرى العمل الفني تعبيرا لاإراديا عن المكبوت اللاشعوري، فإن يونج أيضا يراه تعبيرا لاإراديا، لكن بدل إرجاعه إلى مصدر فردي شخصي يرجعه إلى الخبرة الجماعية الكامنة في اللاشعور.

فالفنان عند يونج لا يعدو كونه أداة يستخدمها اللاوعي الجمعي، الذي يتحكم في مختلف سلوكيات الإنسان وممارساته، ومن ضمنها الممارسة الفنية. والامتياز الوحيد الذي يتفاضل به الفنان عن غيره من آحاد الناس هو قدرته على الإنصات لهذا اللاشعور والتعبير عنه.

ولا تقف نظرية يونج عند هذا المستوى في مقاربة العمل الفني، بل تتخطى التعليل، إلى وضع رؤية معيارية لتقويم الأعمال الفنية، وهنا أيضا يكمن مأزق النظرية النسقية الأحادية الجاهزة، حيث يُقوم يونج الأعمال الفنية بناء أيضا على نظرية اللاوعي الجمعي لا بناء على ما يمتاز به الفن من جمالية...

فانطلاقا من هذه النظرية ينتهي يونج إلى صياغة
موقف معياري، يحدد قيمة العمل الفني بحسب قدرة هذا العمل على التعبير عن اللاشعور الجمعي وإشباع احتياجات الجماعة والاستجابة إلى مطالبها، فإذا كان العمل الفني يسمق ويعلو عند البعض بحسب قدرته على التعبير عن اختلاجات النفس الفردية، فإن قيمته عند يونج ترتهن بمدى اقتداره على التعبير عن الذات الجماعية

Ossama Elkaffash
30/04/2006, 10h55
حبيبي وليد ربنا يخليك وتثري الموقع بعلمك ومعرفتك يا حكيم يا جميل

AshourKing
30/04/2006, 11h04
من زمان
والواحد ماقراش
تحليلات
جميلة
في علم نفس الفن
منذ آخر كتب
مصطفي سويف وشاكر عبد الحميد
الدكتورين العظام
أشكرك سيدي على تقديم هذين التعريفين الذين يبدوان متعارضين
ولكنهما متكاملين منهجيا
مثل التوافيق والتباديل
...............................
رجاء للطبيب النفسي العزيز
هل من الممكن تطبيق منهجية نفسية في تحليل إحدى الأغنيات الموجودة بالمنتدى؟؟؟؟
حتى ولو مفتتح أو قراءة نفسية أولية؟؟
وعندنا أغان كثيرة تنطبق عليها مواصفات الكنز الصالح للتحيل
بمعني انها حالات نفسية
أو عنبر كامل من الأغاني
أتمنى أن تقدم لنا قراءة سيكولوجية لعمل على الأقل
سيكون معروفا كبيرا منك
محبتي

احمد الديب
30/04/2006, 23h10
قال لي شيخي
كلاما غريبا سأقصه عليكم
أولا هو لا يرى أن هناك شئاً اسمه اللا شعور
فاللا شعور هذا هو شعور كامل بوعي تام غير مدرك للوعي الظاهر المباشر
يُحرك هذا الوعي الغير مدرك أو ان جاز لنا تسميته بلغة الصوفية
( الباطن)
ويرى أيضا أن هذا الوعي الباطن والظاهر مجتمعين هما نصف الدافع لكل النشاطات الإنسانية بما فيها الفن والنصف الآخر يأتي من خارج الإنسان من مجمل تفاعله مع التاريخ ( بمعنى اللحظة الكونية ) والجغرافيا بمعنى خصائص المكان
فالأرض تًملى على الفلاح مايقوم به وتثقفه وتمنحه أسرار البذرة كي تنمو ثمرة
والبحر يعلم صياده في جدلية أسراره
كذلك يغني الفلاح بصوت الطين وبحفيف الشجر وبزهو السنابل وبمتداد السهول الخضراء وببساطة انسياب الماء
وكذلك البحار تسمع في غناءه صوت البحر وايقاعه وتشعر بالقدرية والمجهول في حسه
وكلما خبر سرا ظهر في غناءه وكلامه وابتسامته
مكونا شعورا فرديا يصب في نهر الجماعة
هذا عن الجغرافيا
أما عن الزمان ( التاريخ ) فهو الشق المسئول عن تحريك وتطوير وتنقية هذا النهر الجمعي للإبداع
فما كان ينتجه الإنسان بالأمس قد مسه اليوم أطياف من مختلف مسارات الكون غيرت من شكله الخارجي
( هو لا يعني هنا الميتافيزيقا)
وكل جغرافيا تتلقى وترفض من هذه الأطياف ما يتوافق مع مكونها
ليبدعه ابنها الإنسان شعرا او نغما اوأي من نشاطاته التي يحتاجها
***
هذا ما جاد به شيخي
ولست مسؤلا
عن محتواه

طبيب نفسي
02/05/2006, 06h43
الجميل أسامة..الاستاذ محمد حسان

"أتمنى أن تقدم لنا قراءة سيكولوجية لعمل على الأقل"

غالي والطلب رخيص يا أستاذ محمد

ونبتدي بنص يا طالع الشجرة .. قراءة نفسية

وإكمالا لمداخلات أسامة الرائعة الادرينالينية ـ ليس نسبة للاأدرية أو الرفيق

لينين طيب الله ثراه ـ ولكن نسبة إلي حبيب الكل الحاج أدرينالين.

ويبقي عصفورين بحجر واحد أو ردين بكوباية قهوه واحدة.


وسوف أضع الموضوع بالمكتبة لمداخلات أكثر.


محبتي دائما