المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : محمد العنقى( 20 ماي 1907- 23 نوفمبر 1978)


ridha26
23/06/2007, 21h19
الحاج محمد العنقى (1907-1978)

يعتبر الحاج محمد العنقى من أكبر وأعظم مشايخ الأغنية الشعبية الجزائرية، وربما أعظمهم على الإطلاق عند بعض من الخبراء.
تربى على يديه جيل من عمالقة هذا الفن كالهاشمي قروابي – بوجمعة العنقيس – بورحلة محمد وغيرهم.

اسمه: آيت عراب محمد إيدير هالو
ولد يوم 20 ماي 1907 بـ 04 شارع طومبوكتو (Tombouctou) بحي القصبة بالجزائر العاصمة.
نشأ في عائلة متوسطة الدخل أصولها من منطقة بني جناد (ولاية تيزي وزو).
عانى والده السيد محمد بن حاج السعيد يوم ولادته عند تسجيله في الحالة المدنية، ومن الطرائف التي حدثت أن خاله كان مع والده أثناء التسجيل، وعندما سأله الموظف الفرنسي قال له باللغة العربية "أنا خالو" أي خاله، فكتبها الموظف وأضافها إلى الإسم (HALO) وهذا سر وجودها في الإسم الكامل للحاج محمد العنقى، فأصبح اسمه هالو محمد إيدير في الأوراق الرسيمة.

أحاطته والدته السيدة فاطمة بنت بوجمعة بكل العناية التي يمكن أن تقدمها أم لابنها. وانتظم في المدرسة القرآنية مابين 1912 إلى 1914.
ثم في مدرسة إبراهيم فاتح (القصبة) مابين 1914 إلى 1917.
ثم في مدرسة أخرى في بوزريعة حتى عام 1918.

عندما ترك المدرسة نهائيا لم يتم الحادية عشر من عمره، وتوجه إلى العمل، وكان ذلك بسبب الظروف المادية التي كانت تواجه والده.

انظم إلى فرقة الشيخ مصطفى ناظور عن طريق سي السعيد العربي، أين تمكن محمد العنقى من التميز واهتمام شيخه به بعد ملاحظته لنبوغه وحفظه السريع للنوبات وتعلمه العزف واتقان الاستخبارات، فمكن له ذلك من الحضور للحفلات الحية مع شيخه بعد فترة قصيرة جدا من انظمامه.
كان ذلك خلال سنة 1917 أين اكتشف الشيخ مصطفى ناظور صبر الشاب على التعلم واحساسه الفطري والمرهف بالإيقاعات، وكان أول ما عزف عليه في فرقة ناظور هو التار (Tombourin).

ومنذ ذلك الوقت انتبه له الشيخ كهيودج الأخ غير الشقيق للحاج مريزق، وسجله في فرقة المراسيم، وهي فرقة تضم فيها الأساتذة والشيوخ كل شاب مبتدئ يرون فيه بذرة النبوغ والموهبة، فلم تكن متاحة لأي شخص.

بعد وفاة الشيخ مصطفى ناظور (فجر يوم 19 ماي 1926 بشرشال المدينة التي تعود جذور زوجته إليها والتي استقر بها قبل وفاته بقليل)، استلم الحاج محمد العنقى قيادة الفرقة.
كانت الفرقة تحتوي على: سي السعيد العربي (اسمه بيرون) – عمر بيبو (اسمه سليمان علان) – مصطفى وليد المداح.

لم تنسه قيادة الفرقة وجوب التعلم واكتساب المعرفة في المجال الفني، فانتظم بالموازاة مع ذلك إلى فصول لتقوية معرفته الموسيقية، وتميز فها بالمثابرة والجهد، وكان ذلك على يد الشيخ سيد أحمد ولد لكحل إلى غاية سنة 1932.

كان عام 1928 نقطة تحول في حياته الفنية، فخلاله بدأ يتعرف على جمهور أوسع وبدأت شهرته تجوب أرجاء الوطن أولا.

سجل 27 اسطوانة (78 T) لصالح شركة كولومبيا.
وقام منتجه الأول بالتفاوض مع الراديو (PTT ALGER) لتسجيل قصائد من خلالها أيضا.
من خلال هذين الحدثين تمكن من الوصول إلى أهداف أخرى وبلغ شهرة أوسع شملت أرجاء الوطن وخارجه أيضا.

بعد اعتزال الشيخ عبد الرحمان سعيدي لطابع المديح وكان ذلك في اوت 1931 أصبح الحاج محمد العنقى آخذا بزمام هذا الطابع لوحده.

بعد عودته من الحج عام 1937 أعاد تنظيم حفلاته التي جابت أرجاء الوطن وأيضا الدول المجاورة وفرنسا، وكان ذلك من خلال فرقته التي أصبحت تظم أسماء معروفة: الحاج عبد الرحمان قشود – قدور الشرشالي (اسمه عبد القادر بوهراوة المتوفى سنة 1968 بالعاصمة الجزائرية) – شعبان شاوش بالنقر على الدربوكة (كان الفضل للحاج محمد العنقى بإدخالها إلى الفرق الموسيقية الجزائرية عام 1926 بصفة رسمية) – رشيد رابحي عازفا على آلة التار في مكان الحاج منور الذي قام بإنشاء فرقته الخاصة.

بعد نهاية الحرب العالمية الأولى ومرور مرحلة عصبية على الشيخ وأقاربه، كان قدر الحاج أن يكون رائدا لحركة جديدة من خلال تسجيله في الراديو (PTT ALGER)، قدمت هذه الحركة طابعا شعبيا جديدا قدر له أن يسمى رسميا بطابع الشعبي وكان ذلك عام 1946.

عام 1955 التحق الحاج بالكونسيرفاتوار الوطني المتواجد بالجزائر العاصمة بصفة مدرس أول لطابع الشعبي، وتكونت على يديه نخبة من عمالقة هذا الفن الذين استلموا منه المشعل بعد أن قدم لهم كل الدعم المعنوي وزودهم بالقواعد والأصول في الموسيقى الأندلسية والشعبية، ومنهم إضافة إلى من ذكرناهم سابقا: عمار العشاب – حسان السعيد – رشيد شوكي.

قدم الحاج محمد العنقى أكثر من 360 قصيدة.
وسجل قرابة 130 اسطوانة، حيث بعد تعامله مع شركة كولومبيا، تعامل مع شركة ألجيريا فون وسجل لحسابها العشرات من اسطوانات (78 T)، وكان ذلك عام 1932، وعشرات الاسطوانات الأخرى مع شركة بوليفون.

بعد مرور أكثر من نصف قرن على العطاء الفني، قرر الحاج أن ينظم آخر حفلتين له (بعد التجوال والعمل عبر الأقطار)، كانتا حفلتان حميمتان، الأولى بمناسبة زواج البنت الصغرى لشيخه مصطفى ناظور وكان ذلك عام 1976 بمدينة شرشال. والثانية بمدينة الأبيار سنة 1977.
من أعماله المشهورة:

- لحمام اللي والفتو مشا عليا
- يا ولفي مريم
- قوم يا معشوقي
- مرسول فاطمة
- سبحان الله يا لطيف

يقول عنه المقربون حتى أضحى هذا الأمر معروفا في كامل أرجاء الجزائر أنه قليل الكلام وإذا تكلم تكلم بالمعاني فصيغة المباشرة في العبارات لم يستعملها كثيرا حتى في الكلام العادي، وهذا لتأثره بالقصائد الشعبية التي كان يغنيها والتي يكون فيها الكلام عادة معاني عن أشياء محسوسة.

سلبيته الوحيدة أنه بعض عباراته حين الغناء لا تفهم حتى عند الجزائريين أنفسهم، فيجب عليك أن تقرأ القصيدة حتى تستطيع الفهم بصفة كاملة، ولم يكن هذا تقصيرا منه في التلفظ ولكنها كانت (التيمة) التي تميزه عن غيره، حتى أضحت عند بعض الملاحظين ميزة تميزه عن غيره تعطي لأعماله طابعا أصبح ممتعا مع مرور الوقت.

كلمة الحاج تطلق في الجزائر على كل رائد من رواد كل الطبوع الموسيقية في الجزائر ليس الشعبي فحسب،فحتى المالوف نقول عن رائده الحاج محمد الطاهر الفرقاني، وهذا كمثال لا الحصر. أما إذا قلت مثلا لبائع أشرطة الكاسيت أعطيني شريط غنائي للحاج فسيصرف ذهنه مباشرة إلى الحاج محمد العنقى. فلا يطلق هذا اللفظ لوحده إلا وعني به محمد العنقى، وإن أردت بكلامك شخصا آخر فيجب ذكر اسمه مع اللقب.

توفي الحاج محمد العنقى يوم 23 نوفمبر من عام 1978 بالجزائر العاصمة، ودفن بمقبرة القطار.

المرفقات:
صور ألبومات وبورتريهات، وصورة له مع الفنانة ليلي بونيش

------------------------
مرجع تمت الإستعانة به في تدوين المقال/

Le Chaâbi d’El Hadj M’hamed El Anka
par Rabah Saadallah
(Alger, Maison des Livres, 1981)

اعمال الحاج محمد العنقى
هنـــــــاااااااا (http://www.sama3y.net/forum/showthread.php?t=14987)

بلخياطي
29/04/2010, 15h49
الحاج محمد العنقا في ذكرى وفاته الحادية والثلاثين

مسيرة عملاق .. وقصة المندول الذي لم يعرفه نصير شما

لا احد تقريبا يعرف السيد آيت اوعراب محمد ايدير، لا في العاصمة ولا في أي ولاية أخرى، وحتى في بني جناد بتيزي وزو، أين رحل الجيل الذي عرف أسرته قبل نهاية القرن التاسع عشر، لكن الكثير يعرفون الحاج محمد العنقا، ويحفظون أغانيه حتى بعد مرور 31 سنة على وفاته.. من هما هذان الرجلان؟ وما سرّ كون احدهما مغمورا والآخر مشهورا؟

خالدة مختار بوريجي

الرجلان هما واحد، والاسمان هما لفنان اعتبر مؤسس فن الغناء الشعبي المعاصر، بعدما طوره واستخلصه من طبوع الغناء الأندلسي المصطبغة بتراث العاصمة العثمانية، فمحمد ايدير ايت اوعراب هو نفسه محمد العنقا، عرف أبوه باسم محمد بن حاج سعيد، وكانت نساء القصبة يعرفن أمه بأنها فاطمة بنت بوجمعة، التي أنجبت أشهر عازف وملحن جزائري لفن الشعبي، وكانا قد قدما منذ فترة طويلة من بني جناد، بولاية تيزي وزو الى العاصمة، ليستقرا في القصبة، الحي الشعبي العربي، المحاط باحياء الفرنسيين الراقية..
من دلال الطفولة إلى مشاق العمل
كان ذلك ذات 20 من شهر ماي، عام 1907، حين امتلأت إحدى عمارات القصبة العتيقة بزغاريد النساء، احتفالا بمولد محمد.. محمد الذي لم ينعم بالطفولة بسبب الاستعمار الفرنسي، وقسوة الحياة التي فرضها الاروبيون على الجزائريين، فانفصل عن اللعب مبكرا، كما انفصل عن المدرستين القرآنية والمدنية الفرنسية أبكر، عندما اضطر إلى دخول عالم الشغل يوميا، للمساعدة في إعالة أسرته البسيطة
هناك.. على ضفاف التعب الجسدي ومشاق العمل اليومي، عرف الطفل محمد كيف ينتشل نفسه من كل ذلك إلى راحة نفسية لا توصف.. يعمل ويدندن، إلى أن سمعه بالصدفة المرحوم الشيخ الناظور، فأعجب بموهبته، وعرض عليه أن يشتغل معه في فرقته كضارب دف، رغم صغر سنه، فوافق الطفل محمد بسرعة، وطار فرحا إلى البيت يزف الخبر إلى والده، أين اصطدم برفض الأب، الذي تشدد كثيرا في موقفه ذاك.
لعل الحاج محمد العنقا نفسه لم يتذكر كم مرة ضربه أبوه ليتوقف عن العمل في فرقة الحاج الناظور، لم يكن مهما أبدا ما يلقاه من عصا الوالد أمام متعة ما يجده من حياة في موسيقى الفرقة، وتوالت الأيام، اقتنع فيها الوالد محمد بن الحاج سعيد أن عليه أن يذعن لرغبة الابن القوية، فتنازل عن موقفه، على مضض، وراح يتابع عن بعد ولده وهو يتألق يوما بعد يوم، ومن آلة موسيقية إلى أخرى..
هكذا صار اسمه "العنقا"
القصبة كلها تحدثت عن الولد الذي يكبر شيئا فشيئا بين نغمتين.. ورغم بساطة مستواه الدراسي، كان محمد، قدرة كبيرة على التعلم والحفظ والاستيعاب، ومن الدف انتقل إلى العود ليبرع فيه براعة مشهودة، ومن العود إلى آلة المندولين، التي أدهش بعزفه عليها معلمه، فأطلق عليه اسم العنقا، أو "العنقاء"، وهي اسم طائر خرافي، كبير جدا، ورد في روايات ألف ليلة وليلة وخرافات العرب القديمة.
لم يكد يبلغ الـ18 من العمر حتى توفي معلمه الشيخ الناظور، فلم تجد الفرقة أحسن من العنقا ليتولى قيادتها، رغم اقدمية بعض أعضائها، وقد كان ذلك عام 1925م، فحصل على لقب شيخ وهو لا يزال في ريعان الشباب. ولصقل موهبته أخذ العنقا يتردد على محل كان متواجدا بشارع مرنفو، المعروف حاليا باسم شارع الشهيد ذبيح الشريف.. وهناك كان يسمع ويردد ويؤلف ويبدع، مع آخرين من معاصريه، حتى صار الحي كله ذا شهرة كبيرة بين أحياء العاصمة كلها.
كما ان الكثير من الناس يعتقد ان الحاج محمد العنقا إنما ورث صنعته عن معلمه وكفى، وقد يستغربون إذا علموا ان المرجوم كان قد التحق بمعهد سيدي عبد الرحمان للموسيقى، وقضى به مدة خمس سنوات، وفي المعهد اتخذت الموهبة شكلها الكامل، من حيث القدرات الذاتية والتحصيل الأكاديمي، فمالت به نحو الكمال وصار فريد زمانه.
أولى الاسطوانات.. والدروس
التقى في تلك السنوات بإعلام الفن الغنائي الجزائري، ودخل معهم دار الإذاعة لتسجيل اسطواناته الأولى.. وما هي إلا أيام حتى صار صوته في الإذاعة، وفي المحلات، وطارت شهرته إلى خارج العاصمة وضواحيها، إلى جانب العربي بن صاري ويمينة بنت الحاج المهدي، ومن التسجيل بدار الإذاعة إلى قائد فرقة موسيقية بها، ثم مدرسا لفن الشعبي نهاية ثلاثينيات القرن الماضي.
وخلال الحرب العالمية الثانية، واصل الحاج محمد العنقا عمله مدرسا للشعبي، وقد تتلمذ على يده الكثير، ممن نعتبرهم حاليا عمالقة فن الشعبي، وعلى رأسهم وعبد القادر شرشام، كمال بورديب، مهدي طماش، حسيسن، رشيد السوكي، احسن السعيد، وعمر العشاب.
وخلال 50 سنة، قام العنقا باكتشاف العشرات من المواهب الجزائرية، وتقديمها إلى دنيا الفن، كما قام بإحياء عشرات القصائد من عيون التراث الجزائري، بعد ان كادت تموت نهائيا، وسقاها من ماس أوتاره، وعذب نبراته، زانتها بحته المشهورة، التي زادت أغانيه وقارا وجمالا، خصوصا بعد عام 1955، أين التحق بالمعهد البلدي للموسيقى، حيث تتلمذ على يديه العديد ممن حملوا المشعل في حياته أو بعده، فلقب بأبي الشعبي الجزائري دون منازع، رغم انه رفض الاسم كثيرا، وقال كثيرا في تواضع شديد، انه لا يستحق هذا اللقب، معتبرا ان كل ما قام به لم يكن إلا واجبا، ولا فضل له شخصيا على الشعبي عموما.ز وكثيرا ما أشار إلى جهود غيره ونسي نفسه، وأشاد بالشيخ دويوش وعبد الرحمان المداح وسعيد الحسار، وأهمل ذكر فضله هو.
الحمام اللي ربيته .. قصة أب
كم من الجزائريين من يحفظ "الحمام اللي ربيته؟ الأكيد أنهم ملايين، إنها الأغنية التي خلدت صاحبها، أو هو المطرب الذي خلد أغنية، لفرط ما بثها من أحاسيسه واحتراقه على اغتراب ولده في المهجر.. إنها ليست قصة أغنية أعجبت الكثير وواست الكثير، ولكنها حميمية أب اشتاق إلى ولده، وانهزم أمام نداء أبوته، فكتب: "الحمام اللي ربيته مشي عليا.. ما بقى لي نسمع صوته في غصانو".. وسجلها وأرسلها في اسطوانة إلى ابنه في فرنسا، فتم اللقاء بينهما بعد اغتراب طويل.
هذه هي الأغنية التي يحفظها الجزائريون، إلى جانب أغنيات أخرى شهيرة، مثل: "سبحان الله يا لطيف"، الحمد لله ما بقاش استعمار في بلادنا".. لقد كتب كلمات 350 أغنية وسجل ما يقارب 130 منها. وما زالت أغانيه شائعة اليوم وتأثر بشكل قوي على الثقافة الشعبية أكثر من أي وقت مضى.
توفي الفنان الحاج محمد العنقا في 23 نوفمبر1978م بالجزائر العاصمة، تاركا وراءه فنا موسيقيا متميزا في اللحن وفي الأداء.

بلخياطي
29/04/2010, 22h23
"الهادي" نجل فقيد الأغنية محمد العنقا الشعبية .. حميمية الذكرى تحبس الكلمات على لساني .. والمندول فكرة والدي

اتصلت بالابن الهادي العنقا.. ابن الحاج محمد العنقا رحمه الله، فاحتار كيف يكلمنا عن والده.. احتار كيف يختار بين الذكريات التي تدافعت إلى ذهنه بمجرد سؤالنا عن والده.. ربما لم نكن نتوقع أن تكون عملية التذكر غارقة في كل تلك الحميمية.. كما لم يتوقعها الهادي.. ومع ذلك، استطعنا أن نعرف منه بعض الأشياء عن والده الموسيقار والمطرب العظيم، وبكل تواضع وكرم تواصل معنا، وكانت لنا معه هذه الدردشة القصيرة..

نظمت هيئة "فنون وثقافة" احتفالية تكريمية خاصة بشخص والدكم الكريم، طوال 3 أيام، قدمت خلالها حفلات عدة بأصوات فنانين عدة..
ـ هذا صحيح، وأنا كنت ضمن الفريق المنظم لهذه الاحتفالية، بسينما "الطاحونتين"، تمنيتها فرحة للشعب الجزائري قبل أن تكون احتفالية خاصة بوالدي، خاصة وان الفريق الوطني يقدم أداء متميزا خلال تصفيات كأس العالم، فلتكن فرحا مزدوجا للشعب الجزائري، فرحا على فرح.. انه شعب يستأهل كل خير.
ـ ماذا يمكن أن تخبرني عن والدك المرحوم الحاج محمد العنقا، بوصفك ابنه، ووريث فنه؟
ـ لا ادري ماذا يمكن أن أقول، انه أبونا وشيخنا أيضا، بصراحة لا اعرف ما الذي علي أن أقوله، فلدي الكثير عنه، وسوف لم يكفي مجرد حوار أن يوفي أبي رحمه الله حقه من التذكر..
ـ هذا صحيح، ولكن سوف لن أطلب الكثير.. فقط ذكرى تحتفظ بها عن الوالد رحمه الله..
ـ إننا نتذكره كل يوم، وليس فقط في ذكرى وفاته، رحمه الله، فقد قدم الكثير وضحى بالكثير من اجل أن يرتقي بفن الشعبي إلى أسمى مرتبة. وسوف نعمل على أن لا يذهب جهده سدى، إنني اطلب من مطربي الشعبي الحاليين ن يعتنوا بهذا الفن ما أمكنهم، وان لا يفرطوا في جمالياته، وان لا ينزلوا به منازل لا تليق بقيمته الرفيعة.. أما عن والدي، فأرجوكم، اسألوا عنه آخرين، ممن عرفوه أو تتلمذوا على يده، فهؤلاء بإمكانهم أن يخبركم أكثر مما استطيع، أن الأمر حميمي جدا، وهو صعب جدا عليّ.


ـ ولكنك ستخبرني عن سر آلة المندول، اخبرني فنانون أن الوالد رحمه الله كان أول من اخترعها ووظفها في فن الشعبي..
هذا صحيح، لقد طلب أبي من صانع الآلات الوترية أن يصنع له آلة بمواصفات معينة، لقد كانت آلة المندول (وهي ليست المندولين المعروفة في دول أخرى)، ولما أتم الحرفي صناعتها، تسلمها أبي منه، وأدخلها الى جوقته كآلة اساسية، واذكر أن ذلك الحرفي كان رجلا ايطاليا بالقصبة، يدعى "بيليدو".
ما هي أهم محطة إبداعية وقفها الوالد الراحل، في نظرك؟
هذا أيضا سؤال صعب، لأني معجب بكل شيء قام به والدي، ولا استطيع أن أفضل شيئا على آخر، لقد كان مشواره حافلا، انه مدرسة، والفن كان لب عمله واهتمامه، لولاه لما كانت هناك مدرسة الفن الشعبي الجزائري، لمات الشعبي منذ زمن بعيد، مثلما ماتت طبوع غنائية أخرى بدوية ومحلية، لكن بفضله استطاع الشعبي أن ينتعش مجددا، وان يستمد أنفاسا عميقة من شريان الحياة، وبفضل أصدقائه وتلامذته الذين حملوا المشعل من بعده بكل حماس.. الشعبي الآن جزء من حضارة، انه تراث العاصمة الأول.

بلخياطي
03/05/2010, 16h06
قالوا عن الحاج العنقا رحمه الله



عبد القادر شاعو: رغبت دوما في مجالسة العنقا في مقهى مالاكوف.. لكن كنت أخجل من وجود عمي


ذكريات المطرب الكبير عبد القادر شاعو مع الحاج محمد العنقا رحمه الله كثيرة، يحتفظ بها باعتزاز كبير، قائلا: "استطيع القول ان الفقيد محمد العنقا كان شيخ القصبة الأول بلا منازع، كان متواضعا، وطنيا، ومحبوبا، عرفته في كونسيرفاتوار العاصمة، لقد كان أستاذي، وعلى يده تتلمذت، وقمت بأول خطواتي وأعمالي الفنية".
ويضيف: "رحمه الله، لقد مات جسديا، لكنه باق في قلوبنا وعقولنا، لقد توفي عام 1978، وبعد مرور أكثر من ربع قرن مازالت أغانيه تبث في التلفزيون والإذاعة، ومازال الناس يحتفون بها كثيرا، حتى من جيل الشباب، الذين يتابعون أغنياته بشغف، بل ويقلدونه أيضا في ادعاءاتهم الفنية".
وعنه شخصيا، قال عبد القادر شاعو: "صحيح أني لم أقلد الحاج محمد العنقا رحمه الله، فقد كنت أريد ان تكون لي شخصيتي الفنية المستقلة، لكني أعجبت به دوما وتأثرت بطريقته في الغناء والعزف.. لقد كان شخصية اجتماعية رائعة إلى جانب كونه فنانا مشهورا ومحبوبا".
ويحتفظ شاعو بذكرى طريفة عن الحاج محمد العنقا رحمه الله، حكاها لجريدة اليوم قائلا: "لقد كان يجلس بمقهى الفنانين بمالاكوف، مع كوكبة كبيرة من الأصدقاء، وكنت ارغب دوما بمجالستهم، كنت يومها اصغر سنا منه بكثير، حتى دعاني يوما إلى ان أجالسه. طبعا امتنعت، فانزعج الحاج محمد العنقا، لم أكن ارغب بإخباره، لكني اضطررت إلى ان اشرح له الأمر، فقلت له ان عمي يجلس بالمقهى ذاته، واني احجل من مجالسة العنقا بحضور عمي.. في ذلك الوقت كنا نخجل من ان نجلس في مقهى أو مكان يرتاده آباؤنا أو أعمامنا أو نحو ذلك، فقال لي: "سأطرد عمك يوما منه، حتى تتمكن من مشاركتنا القعدات"..
ويضيف: "لقد كان رحمه الله صاحب نكتة، فمرة زرته في داره، وكنت بصحبة الفنان الموسيقي المعتزل "محمد نجيب"، الذي حمل إليه شيئا من زيت الزيتون، وكان محتاجا إلى سيارته ليحمل صفيحة الزيت إليه، فلما صرنا عند بابه، سأله الحاج محمد العنقا: من معك؟ فقال: معي عبد القادر شاعو. فقال: إذن تفضلا.. كنت خائفا منه، خفت ان الفظ شيئا يزعجه، وبدأت أراقب كل ما يصدر مني من كلام، إلى ان قلت له: جبنا لك زيت قبايل، فأجابني على الفور: لا تكرر أبدا عبارة زيت قبايل، بل سمها دوما زيت زيتون، فماذا سيكون مصير القبايل إذا فصلتهم عن الزيت؟ وقد ضحكنا كثيرا على هذه النكتة".

عبد الرحمان قبي: الحاج محمد العنقا علمني أن أحفظ الأغاني عن ظهر قلب


عبد الرحمان قبي، شيخ الشعبي الكبير، يحتفظ هو الآخر بالكثير عن الفقيد الحاج محمد العنقا، روى لـ"اليوم" نادرة طريفة جرت له مع الفقيد، فقال: "العنقا كان شخصية غنائية وموسيقية كبيرة، وموهبة ربانية من بها على الجزائر، اذكر انه كان رجلا طيبا جدا، وكريما إلى أقصى حد، لم أصاحبه طويلا، لفارق السن بيننا، كنت يومها صغيرا، والتقيت به مرة في شراقة، بمركز راحة، وقمنا بحفلة صغيرة، لقد كنا تلاميذ نؤدي أغان، وفي نهاية الحفل، تقدم مني وقال: لا أريد ان أرى ورق الأغاني على الركح مرة أخرى.. غيبو لي خبرك.. لازم تحفظ.. راني نقوللك لازم تحفظ"..
طبعا كان الأمر غريبا ان يترك كل من كان معي، ويتوجه إلي أنا بالذات، ليأمرني بحفظ الأغاني، وعدم الاعتماد على النظر إلى الورق المثبت أمام الميكروفون، لقد تساءلت كثيرا عن ذلك وأنا في غاية الاستغراب، لكني أدركت معناها لاحقا.. لقد كان محقا، ولقد أرادني ان أصير إلى ما صرت إليه.. أكثر أغانيه التي كانت تبهرني هي 'المكناسية' إلى جانب أغان أخرى رائعة".

==



نجم الموسيقى الروحية العالمية الجزائري محمد روان يتبرك بمحمد العنقا ويقول: المندول إبداع العنقا .. والمشارقة لا يعرفونه


محمد روان، نجم الموسيقى الروحية العالمية الهادئة، له ذكرى خاصة مع الفنان الراحل محمد العنقا، مع أنه لم يدركه ولم يعاصره، وبفرح غامر رواها لـ"اليوم" قائلا: "لم اعرف الشيخ العنقا شخصيا، لكني تعرفت إلى ولده ووريث فنه الهادي العنقا، الذي كان لي معه موقف لا ينسى، فذات يوم ذهبنا لحضور حفل زفاف، وبعد انتهاء العرس وتوقف آلات العزف والغناء، تقدم مني الهادي، وابزر لي مندولا، وطلب مني ان المسه، لأنه المندول الخاص بالحاج، ففرحت كثيرا وتبركت به.. إنها لحظة لا تنسى، كأني قابلت فيها الحاج محمد العنقا شخصيا".
وأضاف: "لقد ادخل الحاج محمد العنقا رحمه الله آلة المندول إلى الفن الشعبي الجزائري، وأنا بدوري أريد ان أكمل عنه مشواره، بإدخال آلة المندول الجزائرية إلى موسيقى العالم العربي والغربي.. أقول المندول الجزائرية لان المشارقة لا يعرفونها، ولا المغاربة أيضا، واذكر ان نصير شما، العازف العربي الكبير على العود، اندهش لما رآها لأول مرة، وأبدى إعجابه بنوتاتها، قائلا أنها أول مرة يسمع فيها بالة المندول..

شط العروبة1
03/07/2010, 07h45
رحم الله الفنان الحاج محمد العنقى

في اغنية كنت قد استمعت اليها زمان تقول في كلماتها

عرفتك مدة وسنين وعرفتك يا انسان قلبك موش حنين مافيه غير النكران

هل استطيع الحصول عليها ؟


:emrose: