المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كتاب الموسيقى الكبير للفارابي


MAAAB1
22/04/2007, 18h01
مسـاء الورد

على الرغم من كثرة مؤلفات الفارابي في كافة العلوم، ومنها الموسيقى، فلم يبق من كتبه سوى كتاب واحد هو كتاب «الموسيقى الكبير» الذي طبعت نسخة منه بعناية الأستاذ «لاند» كورقة في المؤتمر الشرقي السادس بليدن عام «1882»، ثم تُرجم الكتاب بأكمله إلى اللغة الفرنسية بعناية البارون «دي أرلنجيه» في جزءين، ظهر الأول منهما عام «1930» قبيل وفاته بتونس سنة «1932»، وظهر الجزء الثاني عام «1935». وكتاب الموسيقى الكبير يعد بحق من أعظم مؤلف في هذا العلم، وضعه العرب منذ القرون الأولى لظهور الإسلام إلى وقتنا الراهن

ويعد كتاب «الموسيقى الكبير» من شوامخ الكتب العربية في علم الموسيقى، إذ لم يسبق إلى طرق موضوعه أحد قبله، ولم يزد عليه من تأخر عنه من العرب القدماء، فقد جاء هذا المؤلف شاملاً، مستوفياً لجميع جوانب صناعة الموسيقى نظرياً وعمليا

وكتاب «الموسيقى الكبير» مخطوط ضخم حاز على شهرة عالمية في الأوساط التي تعنى بدراسة الموسيقى لغزارة مادته، وقوة أسلوبه المتفرد والذي سلكه الفارابي في تصنيفه. وليس مستبعداً أن تكون اتجاهات الموسيقى العالمية قد نهلت من علوم هذا الكتاب، بعد أن نشطت حركة الترجمة في القرون الوسطى حيث تُرجمت كتب الطب والرياضيات والعلوم الأخرى

وهذا الكتاب يشتمل على جزءين
الجزء الأول: في المدخل إلى صناعة الموسيقى والجزء الثاني: في الصناعة نفسها
وعندما يتحدث الفارابي عن الصيغة الرئيسية للأداء يقول:
«الألحان المُلذة، وهي التي تكسب النفس لذة وأنق مسموع، دون أن يكون لها صنع آخر في النفس».
والألحان المخيلة، وهي التي تفيد النفس مع تلك التخيلات وتوقع فيها تصورات أشياء، وحالها في ذلك حال التزاويق والتماثيل المحسوسة بالبصر.
والألحان الانفعالية، وهي التي تحدث الانفعالات، فهي إما مُزيدة لها أو مُنقصة منها. ثم تطرق الفارابي إلى نشأة الألحان الغنائية في الإنسان وهي غريزة طبيعية في طلب اللذة أو التخيل أو الانفعال، وهذه هي غايات الألحان.
ولو تمعّن القارئ المعاصر فيما ورد من نتف عن فعل الموسيقى التي جاءت على لسان الفارابي في كتابه «الموسيقى الكبير» آنفاً وقارن بينها وبين ما اشتملت عليه صناعة الموسيقى المعاصرة، لتبيّن له أن النهضة الموسيقية التي تعيشها أوروبا منذ قرون عصر النهضة وحتى الآن تستند في مرجعيتها إلى كتاب الفارابي «الموسيقى الكبير» ولسنا هنا بصدد التفاخر بمعطيات الفارابي ولكن الاستشهاد بها جاء ليؤكد حقيقة التمازج الحضاري الإنساني الذي لا تحده حدود الزمان والجغرافيا

abuhany
11/07/2007, 10h30
** اتجهتُ منذ أيام إلى استكشاف المكتبة في عدد من المنتديات الموسيقية وأعجبني الاهتمام الواضح بكتب التراث الموسيقي العربي سواء منه ما يعود إلى قرون ماضية وما ينتمي إلى العصر الحديث .
** كتاب " الموسيقى الكبير " للفارابي نال عناية من المهتمين بالموسيقى في مصر فقد صدر منذ أكثر من خمسة وعشرين عاما محققا ومطبوعا طبعة ممتازة الإخراج مع دراسة فنية مبتكرة ، والذي في ذاكرتي عنها الآن أن المحقق والدارس هو الدكتور يوسف شوقي المشهور بمعرفته في هذا المجال ، وأنه تمكن من شرح المصطلحات الموسيقية المستعملة في هذا الكتاب وأمثاله ككتاب الأغاني من مثل : خفيف الثقيل ، وما إليه من تعبيرات فنية بقيت غامضة على دارسي الموسيقى وعلى الخصوص بعد انقضاء الاهتمام بالمصطلحات العربية في فترة شيوع اللغة التركية .
** في ذاكرتي أيضا أن الكتاب صدر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب .

fouadphilo
05/08/2007, 13h05
الفارابي أبو نصر، كتاب الموسيقي الكبير، تحقيق غطاس عبد الملك خشبة ومحمود أحمد الحنفي، القاهرة، دار الكتاب العربي للطباعة والنشر، 1967. ولكن هل هناك سبيل للحصول عليه وتحميله

فادي علاء
16/03/2008, 18h59
مساء الخير للجميع
أبدأ برفع كتاب الموسيقى الكبير لأول مرة على النت
لقد درست هذا الكتاب على مدى سنوات ولا أزال,وهو المرجع الأهم الذي وضعه الفارابي منذ عصره وحتى الان ,وفيه درس موسيقى الشعوب من فارس الى الاغريق الى المنطقة العربية ,وأسس فيه لطرق دراسة الموسيقى بشكل علمي دقيق.
هذه هدية متواضعة مني الى جميع الأعضاء والمهتمين والباحثين ,أملا في أن نكون جميعا في خدمة الموسيقى .

الجزء الأول من كتاب الموسيقى الكبير
وفيه ضمنا الملف السابق

الملف الثاني من كتاب الموسيقى الكبير
حتى الصفحة96

الملف الثالث من كتاب الموسيقى الكبير

الملف الرابع من كتاب الموسيقى الكبير للفارابي حتى الصفحة 165

الملف الخامس من كتاب الموسيقى الكبير حتى الصفحة200
وفيه يبدأ الفارابي من طريقة استخراج النغمات الطبيعية للوصول إلى الاتفاقات بين النغمات :اتفاق ذي الكل ,وذي الخمسة ,وذي الأربعة الخ
وهذا مهم لاحقا لفهم كيف تتركب الأجناس وصولا الى المقامات.
هنا أفكر في تحضير شرح مختصر يكون بمثابة ملخص ,اوتناول النتائج المهمة في كل قسم (لكن ذلك يحتاج وقتا)
لعله يكون بابا للحوار انطلاقا من كتاب الموسيقى الكبير.

tito2600
21/12/2008, 09h54
جازاك الله خيرا يا سيد فادي علاء. فعلا الكتاب على غاية كبيرة من الأهمية بالنسبة لكل باحث في مجال الموسيقى، غير أني تمنيت لو أمكنني الحصول عليه في ملف واحد، فهل من مساعدة؟ (كيف يمكنني جمع هذه الأجزاء في نفس الملف) شكرا مرة أخرى

محمد داوود
08/02/2009, 01h14
شكرا جزيلا على هذا الكتاب الرائع أنا كنت ابحث عنه منذ فترة طويلة

السدراتي
09/02/2009, 08h25
بارك الله فيك أستاذ على هذا الرائع..

في علمي أن كتاب الفارابي في الموسيقى يتكون من جزءين و يقوى الحديث عن اختفاء الجزء الثاني و إمكانية احتوائه على ما يشبه الصولفاج و غيرها في علم الموسيقى..أرجو منكم أن تصححوا لي هذه الفكرة من فضلكم..

الكتاب أكثر من رائع و قرأت عنه و عن محتواه و بفضلكم سمحت لي الفرصة بتحميله و أجده رائع جدا..

عبدالحميدحميد
26/11/2010, 22h35
شكرا لك الأخ فادي علاء . قرأت الجزء المتعلق بأوزان الغناء و أوزان الشعر لكن الكاتب لم يتعرض لظريقة الربط بينهما
فهل يمنك أن تعطينا فكرة بوضع مثال أو مثالين ، مع الشكر المسبق

فرحفزا
23/03/2011, 12h58
شكرا لك اخي على هذا الكتاب
لقد بحثت عنه كثيرا والان انا اجده
جاري التنزيل
اكرر شكري لك

حمزاوي ميلود
25/03/2011, 22h11
شكرا لكم على هذا الكتاب
لقد بحثت عنه كثيرا
جاري التنزيل
بوركتم ... وجزاكم الله عنا خير الجزاء

nouri almohamad
06/04/2012, 22h38
شكرا جزيلا للناشر بالفعل انا بفرنسا حاليا وكنت بحاجة كتير الني اقرا هالكتاب لان في ترجمة للفرنسية وحسيت انه يوجد فيها تحريف اذا هناك اي عضو في المنتدى يعرف النسخة الفرنسية ارجو اجراء نقاش حول هذا الموضوع وشكرا

علي سيف
09/09/2012, 18h00
نبذة عن المعلم الثاني

هو محمد بن محمد بن طرخان بن أوزلغ، أبو نصر الفارابي، ويعرف بالمعلم الثاني لدراسته كتب أرسطو (المعلم الأول) وشرحه لها، ويعرف الفارابي في اللاتينية باسم (Alpharabius)، ولد في مدينة "فاراب" في تركستان حيث كان والده تركياً من قواد الجيش، وفي سن متقدمة، غادر مسقط رأسه وذهب إلى العراق لمتابعة دراساته العليا، فدرس الفلسفة، والمنطق، والطب على يد الطبيب المسيحي يوحنا بن حيلان، كما درس العلوم اللسانية العربية والموسيقي.

ومن العراق انتقل إلى مصر والشام، حيث التحق بقصر سيف الدولة في حلب واحتل مكانة بارزة بين العلماء، والأدباء، والفلاسفة، وبعد حياة حافلة بالعطاء في شتى علوم المعرفة طوال ثمانين سنة، توفي الفارابي أعزب، بمدينة دمشق سنة 339هـ/950م.

إسهاماته العلمية

يعدّ الفارابي أكبر فلاسفة المسلمين، وقد أطلق عليه معاصروه لقب "المعلم الثاني" لاهتمامه الكبير بمؤلفات أرسطو "المعلم الأول"، وتفسيرها، وإضافة الحواشي والتعليقات عليها، ومن خصائص فلسفة الفارابي أنه حاول التوفيق من جهة، بين فلسفة أرسطو وفلسفة أفلاطون، ومن جهة أخرى بين الدين والفلسفة، كما أنه أدخل مذهب الفيض في الفلسفة الإسلامية ووضع بدايات التصوف الفلسفي.

ورغم شهرة الفارابي في الفلسفة والمنطق، فقد كانت له إسهامات مهمة في علوم أخرى كالرياضيات والطب والفيزياء، فقد برهن في الفيزياء على وجود الفراغ، وتتجلى أهم إسهاماته العلمية في كتابه "إحصاء العلوم" الذي وضع فيه المبادئ الأساس للعلوم وتصنيفها؛ حيث صنف العلوم إلى مجموعات وفروع، وبين مواضيع كل فرع وفوائده.

وبجانب إسهامات الفارابي في الفلسفة، فقد برز في الموسيقى، وكانت رسالته فيها النواة الأولى لفكرة اللوغارتم حسب ما جاء في كتاب "تراث الإسلام"، حيث يقول كارا دي فو (Carra de Vaux) : أما الفارابي الأستاذ الثاني بعد أرسطو وأحد أساطين الأفلاطونية الحديثة ذو العقلية التي وعت فلسفة الأقدمين، فقد كتب رسالة جليلة في الموسيقى وهو الفن الذي برز فيه، نجد فيها أول جرثومة لفكرة النسب (اللوغارتم)، ومنها نعرف علاقة الرياضيات بالموسيقى.

وتؤكد زغريد هونكه الفكرة نفسها حين تقول : إن اهتمام الفارابي بالموسيقى ومبادئ النغم والإيقاع قد قربه قاب قوسين أو أدنى من علم اللوغارتم الذي يكمن بصورة مصغرة في كتابه عناصر فن الموسيقى.

سجل مؤرخو الموسيقى أن الفارابي قد طور آلة القانون الموسيقية، وأنه أول مَن قدم وصفا لآلة الرباب الموسيقية ذات الوتر الواحد، والوترين المتساويين في الغلظة، وأنه أول مَن عرف صناعة الموسيقى ومصطلح الموسيقى، وأنه قد وضع بعض المصطلحات الموسيقية وأسماء الأصوات التي لا تزال تستعمل إلى اليوم.

وقد ذكر الفارابي نظرية في الجاذبية الأرضية سبق بها العالم نيوتن بألف عام مما أدهش علماء الغرب وجعلهم يتساءلون عن سر هذا التشابه بين آراء الفارابي ونيوتن، ويعد الفارابي أول مَن عرف علاقة الرياضيات بالموسيقى، ومن هذه العلاقة كانت بوادر علم اللوغاريتمات وقد أكد ذلك العلماء الغربيون، وربما كان هذا هو السر الذي يكمن في اهتمام الفارابي بالموسيقى ومبادئ النغم والإيقاع ويظهر ذلك في كتابه الموسيقى الكبير .

مؤلفاته

ألف الفارابي العديد من الكتب والرسائل خلال حياته وأسفاره، فقد ذكر مؤرخو العلوم أنه ألف أكثر من مائة مؤلف، ألف في المنطق خمسا وعشرين رسالة، وكتب أحد عشر شرحا على منطق أرسطو، وسبعة شروح أخرى على سائر مؤلفات أرسطو، ووضع أربعة مداخل لفلسفة أرسطو، وخمسة مداخل للفلسفة عامة، وعشر رسائل دفاعا عن أرسطو وأفلاطون وبطليموس وإقليدس، وخمسة عشر كتابا في ما وراء الطبيعة، وسبعة كتب في الموسيقى وفن الشعر، وستة كتب في الأخلاق والسياسة، وثلاثة كتب في علم النفس.

ووضع تصنيفا للعلوم في كتابه: إحصاء العلوم وترتيبها والتعريف بأغراضها، ومعظم كتب الفارابي ورسائله وشروحه مفقودة، وبعضها لا يوجد إلا في ترجمات عبرية، ومن كتبه في علوم الحياة: المدينة الفاضلة . تحصيل السعادة . سياسة المدينة . أصل العلوم . ومن أهم رسائله في علوم الحياة: علم النفس . الحكمة . فصوص الحكمة . أسماء العقل .

ولعل من أهم كتبه: الموسيقى الكبير وله في الموسيقى أيضا كتب منها: المدخل إلى صناعة الموسيقى ، الموسيقى . وله في الفيزياء: المقالات الرفيعة في أصول علم الطبيعة . وله في الطب: فصل في الطب ، علم المزاج والأوزان . المبادئ التي بها قوام الأجسام والأمراض . وله في الرياضيات: المدخل إلى الهندسة الوهمية . الأسرار الطبيعية في دقائق الأشكال الهندسية . وله في الفلك: كتاب: تعليق في النجوم . مقالة: الجهة التي يصح عليها القول في أحكام النجوم . وقد رفض الفارابي صناعة التنجيم، وأظهر فساد علم أحكام النجوم في رسائل ومن أهمها رسالته العلمية: "النكت فيما لا يصح من أحكام النجوم" .

وما تبقى من مؤلفاته المنطقية والفلسفية وشروحه لأرسطو جعل منه مفكرا إسلاميا ملقبا بالمعلم الثاني وكان له أثر كبير في الفكر الأوربي والفكر العربي ومنها: الحروف . الألفاظ المستعملة في المنطق . القياس . التحليل . الأمكنة المغلطة . الجدل . العبارة ، المقولات . الفصول الخمسة لإيساغوجي . البرهان .

ومن كتبه أيضا : شرح كتاب "المجسطي" في علم الهيئة لبطليموس، و"شرح المقالتين الأولى والخامسة من كتاب إقليدس في الهندسة"، وكتاب في المدخل إلى الهندسة الوهمية، وكلام في حركة الفلك، ومقالة في صناعة الكيمياء.

وفي كتابه "إحصاء العلوم" قسم الفارابي العلوم، إلى ثماني مجموعات، ثم ذكر فروع كل مجموعة، وموضوع كل فرع منها، وأغراضه، وفوائده، وقد ترجمه جيرار الكريموني هذا الكتاب إلى اللاتينية.

فلسفته

إيمانه بوحدة الحقيقة كان يعتقد أن الحقيقة الطبيعية الفلسفية واحدة وليس هناك حقيقتان في موضوع واحد بل هناك حقيقة واحدة وهي التي كشف عنها أفلاطون وأرسطو، وبرأيه أن كل الفلسفات التي تقدم منظومة معرفية ينبغي أن تحذو حذو أفلاطون وأرسطو.

كان الفارابي يعتقد أن فلسفة أفلاطون هي عين فلسفة أرسطو ووضع كتاب (الجمع بين رأيي الحكيمين أفلاطون وأرسطو) أفلاطون وأرسطو كلاهما يبحثان في الوجود من جهة علله الأولى، وعند أفلاطون الوجود والعلل الأولى هي (المثل) وأرسطو (العلل الأربعة)، ولكن الفارابي كان يعتقد في كتابه أنه لا فرق وحاول أن يوفق بين الفيلسوفين وقدم مجموعة من الأدلة ليقول أن هؤلاء كشفا الحقيقة وكل من جاء بعدهما يجب أن يحذو حذوهما.

التمييز الذي قام به الفارابي بين النبي من ناحية والفيلسوف من ناحية: المعرفة تكون بتجريد المعاني الكلية من المحسوسات، النبي والفيلسوف كلاهما يتلقى حقائق وينقلها للآخرين، ويقول الفارابي أن معرفة الحقائق القصوى كلها مصدرها الله لكن فرق بين حقائق النبي وحقائق الفيلسوف فالفيلسوف يتلقى الحقائق بواسطة العقل الفعال فتكون طبيعتها عقليه وليس حسية، الرسول تأتيه المعارف منزلة من عند الله بتوسط الملك جبريل ويتلقى الوحي بالمخيلة ثم يتم تحويل الصور المتخيلة إلى صور ومعاني تنقل للناس، المعارف النبوية هي معارف المخيلة أساس فيها.

وتميز الفارابي بالمنطق في فلسفته في السياسة والأخلاق ومن أشهر كتبه: "آراء المدينة الفاضلة" و"الموسيقى الكبير"، وتتمثل أرائه في أهل المدينة الفاضلة بأنه خير المدن الممكنة على الأرض بالنسبة للبشر، وقضية الكاتب هي قضية السعادة التي يطلبها جميع الناس ويقسم الكتاب إلى قسمين: قسم يبحث فيه الفارابي نظرية الوجود ونرى فيها التمييز بين الممكن والواجب، القسم الثاني خاص بالمدينة وآراء أهل الجماعة الفاضلة القسم الأول يقابله القسم الثاني والمدن المضادة للمدينة الفاضلة.

ويبني الفارابي المدينة على غرار الوجود بأسره، فكما للوجود مبدأ أعلى كذلك المدينة الفاضلة لها مبدأ أعلى وهو الرئيس، ويقول الفارابي إن القصد في المدينة الفاضلة الإبانة عن الجماعة التي تسود فيها السعادة والمدينة الفاضلة هي التي يطلب جميع أهلها السعادة والمدن المضادة يطلب فيها أهلها أشياء مضادة، والسعادة عند الفارابي مرتبطة بتصوره للتركيبة الإنسانية والنفس الإنسانية والسعادة تكون عندما تسيطر النفس العاقلة (وفضيلتها الحكمة) على النفس الغضبية (وفضيلتها الشجاعة) والنفس الشهوانية (وفضيلتها العفة) فيصل الإنسان للسعادة.

أما المدينة الجاهلة فهي عكس المدينة الفاضلة، يطلب أهلها السعادة الآتية من النفس الغضبية والشهوانية، والمدينة الفاسقة هي التي عرف أهلها المبادئ الصحيحة وتخيلوا السعادة على حقيقتها ولكن أفعالهم مناقضة لذلك، والمدينة المبدلة: أيضا مضادة للمدينة الفاضلة ويكون السلوك فيها فاضل ثم يتبدل، والمدينة الضّآلة التي يعتقد أهلها في الله والعقل الفعال آراء فاسدة واستعمل رئيسها التمويه والمخادعة والغرور ويصّور الله والعقل الفعال تصوير خاطئ وكانت سياسته خداع وتمويه.

وجعل الفارابي مجموعة سمات مميزة لأهل المدينة الفاضلة هي معرفة السبب الأول وصفاته (أي الله) معرفة العقول والأفلاك معرفة الأجرام السماوية معرفة الأجسام الطبيعية معرفة الإنسان يعرفون السعادة ويمارسونها أي معرفتهم كاملة بالوجود وبكل الموجودات وعلى رأس المدينة الفاضلة، يضع الفارابي الرئيس مثلما للوجود رئيس هو الله وللإنسان رئيس هو القلب.

والذي يقول على المدينة الفاضلة (الرئيس) له صفات: - تام الأعضاء - جودة الفهم والتصور - جودة الحفظ - جودة الذكاء والفطنة - حسن العبارة في تأدية معانيه - الاعتدال في المأكل والمشرب والمنكح - محبة الصدق وكراهية الكذب - كبر النفس ومحبة الكرامة (أي تقدير الذات) - الاستخفاف بأعراض الدنيا - محبة العدل بالطبع وكره الجور - قوة العزيمة والجسارة والإقدام - ويتوج هذه الصفات بالحكمة والتعقل التام - جودة الإقناع - جودة التخيل - القدرة على الجهاد ببدنه.

.

محمد طيب
11/04/2015, 14h57
شكرا جزيلا لك اخي الكريم لطالما بحثت عن هذا الكتاب القيم ولم أستطع تحميله إلا الآن فشكرا مرة أخرى وشكرا لأعضاء المنتدى وإدارته