MAAAB1
18/04/2007, 20h15
مسـاء الورد
ولد الشاعر الكرخي عام 1861 في جانب الكرخ من بغداد لأبٍ واسع الثراء يتاجر بالإبل والجلود. وقد ادخله والده الكتاتيب وهو في السادسة من عمره، وبعد ست سنوات ترك الكتاتيب وأخذ يرتاد حلقات الدرس في مساجد بغداد. وعندما بلغ الخامسة عشر من عمره دخل معترك الحياة العملية حيث كان يرافق والده في تجارته الى الدول الأخرى، وقد أججت هذه السفرات شاعريته فبدأ ينظم الشعر باللهجة البدوية. وعندما بلغ الخامسة والثلاثين من عمره توفي والده فعاد إلى بغداد واستقر بها حيث عمل في مجال نقل المسافرين وتجارة المواد الغذائية وقد كان وكيلاْ عاماْ لها
كما انه كان يجيد التحدث باللغات الكردية والفارسية والتركية والألمانية التي أتقنها من خلال تعامله الدائم مع الشركات في هذه الدول أثناء عمله التجاري. وقد كانت له مواقفه الوطنية البارزة حيث التحق للقتال مع المجاهدين عندما قامت الثورة العربية عام 1916. وفي عهد الاحتلال الإنكليزي للعراق أخذ ينشد القصائد الوطنية في جامع الحيدرخانة، وكان ينظم المظاهرات ويقودها بنفسه. وفي عام 1927 أصدر جريدة(الكرخ) حيث لاقى بسببها الكثير من العنت فسجن وأوقف وسيق الى المحاكم عدة مرات. وقد عمل في ميدان الصحافة ستة عشر عاماْ أصدر خلالها عدة مطبوعات الى ان تدهورت صحته عام 1942 فأنقطع عن نظم الشعر ولازم بيته حتى وافته المنية عام 1946
لا يختلف اثنان في ان الشاعر الشعبي(الملا عبود الكرخي) يعد واحداْ من نوابغ هذا العصر في الشعر العامي. فقد كان مدرسة في هذا النوع من الشعر وله طريقة خاصة في نظمه، وهو يختار من لغة التفاهم ألفاظا واضحة دالة على معان جليلة وينتقي من الكلمات ما يألفه الحضري والبدوي وقد جمع في اسلوبه بين لغة العوام ومايقارب اللغة الفصحى تدريباْ للعوام على الفصيح من القول وهو اسلوب حديث في الأدب العامي، والأدب العامي في بلاد تتغلب عليها الأمية لا يقل شأناْ عن أدب الخواص
وقد تناول في نظمه ونثره الوصف والمدح والرثاء والنقد والتفنيد والمزاح ولم يترك فرصة إلا انتهزها للتنبيه إلى ما شذ عنه القوم. ومن جملة مانبه إليه واهتم به وبقضيته المرأة بكل مالها وما عليها فهو يرى فيها أمه وأخته وزوجته وابنته حيث آزرها ونصرها بالثورة في وجه الظلم والطغيان المحيق بها بنظمه عدد من القصائد في مقدمتها رائعته الشهيرة(المجرشة) فقد عالج فيها تعاسة المرأة العراقية البائسة وشقائها في حياتها، كل ذلك بأساليب انتقادية لاذعة، حيث يصف المعاناة الحقيقية للمرأة
أحمد شوقي والمجرشة
قصيدة (المجرشة) باللهجة العامية العراقية، تعد من أشهر قصائد الشعر الشعبي في العراق وليس هناك من عراقي لم يسمع بها أو يحفظ مقاطعاً منها، لما تميزت به من قوة في الشكل والمضمون. وكاتبها هو الشاعر الشعبي العراقي المعروف الملا عبود الكرخي الذي يسميه البعض بأمير الشعراء الشعبيين، وقد تحولت الكثير من قصائده إلى أغنيات شائعة.. سنعتمد في هذا الاستقراء على نص القصيدة (المجرشة) المنشورة في (ديوان الكرخي)/الجزء الأول/ للملا عبود الكرخي/الطبعة الثالثة1988/ عن مطبعة أوفسيت رافد/بغداد. وقد طبع على نفقة أسرة الشاعر وعنى بطبعه حسين حاتم الكرخي. ويذكر أن (المجرشة) قد ترجمت إلى اللغة الفارسية ونشرت في جريدة (شفق سرخ) الطهرانية عام1931، كما أنها نشرت في كراس مستقل عام1924. ثم نشرت في جريدتي (العراق) و(الكرخ) وأذيعت من الإذاعة العراقية عدة مرات. كما ترجمت إلى الفرنسية، وطبعت بكتاب مستقل صدر في باريس ولاهاي وبيروت عام 1970 للمستشرق الفرنسي سيمون جارجي. وقال عنها الشاعر معروف الرصافي في قصيدة أرسلها للكرخي جاء فيها:
وصَفَ لنا ابنةَ بؤس ذات مجرشة تقطعُ الليلَ في نوحٍ وتعديدِ
وقال عنها المغني الكبير محمد القبانجي في حديث له نشر في جريدة (المنار) البغدادية عام 1964:" طلب مني أحمد شوقي أن أقرأ له شيئاً من الشعر الشعبي العراقي، فقرأتُ له أبياتاً من (المجرشة)، فما أن استوعبها حتى حنّ لسحرها وروعة بلاغتها فطلب المزيد.. فغنيتُ:
هم هاي دنيا وتنكضي وحساب أكو تاليها
فمال عليّ الرجل بعد أن فهم المعنى وقال: دَه عتاب شريف مع الرب.. يا محمد.
ولأهمية قصيدة المجرشة وحلاوتها ارتأيت أن أرفعها على شكل كتاب مستقل
ولفهم أوضح لمفردات هذه القصيدة التي كتبت باللهجة العامية العراقية أضع لكم هذا الملف الغنائي لقصيدة المجرشة بصوت قاريء المقام الراحل محمد القبانجي ... تقبلوا تحياتي
ولد الشاعر الكرخي عام 1861 في جانب الكرخ من بغداد لأبٍ واسع الثراء يتاجر بالإبل والجلود. وقد ادخله والده الكتاتيب وهو في السادسة من عمره، وبعد ست سنوات ترك الكتاتيب وأخذ يرتاد حلقات الدرس في مساجد بغداد. وعندما بلغ الخامسة عشر من عمره دخل معترك الحياة العملية حيث كان يرافق والده في تجارته الى الدول الأخرى، وقد أججت هذه السفرات شاعريته فبدأ ينظم الشعر باللهجة البدوية. وعندما بلغ الخامسة والثلاثين من عمره توفي والده فعاد إلى بغداد واستقر بها حيث عمل في مجال نقل المسافرين وتجارة المواد الغذائية وقد كان وكيلاْ عاماْ لها
كما انه كان يجيد التحدث باللغات الكردية والفارسية والتركية والألمانية التي أتقنها من خلال تعامله الدائم مع الشركات في هذه الدول أثناء عمله التجاري. وقد كانت له مواقفه الوطنية البارزة حيث التحق للقتال مع المجاهدين عندما قامت الثورة العربية عام 1916. وفي عهد الاحتلال الإنكليزي للعراق أخذ ينشد القصائد الوطنية في جامع الحيدرخانة، وكان ينظم المظاهرات ويقودها بنفسه. وفي عام 1927 أصدر جريدة(الكرخ) حيث لاقى بسببها الكثير من العنت فسجن وأوقف وسيق الى المحاكم عدة مرات. وقد عمل في ميدان الصحافة ستة عشر عاماْ أصدر خلالها عدة مطبوعات الى ان تدهورت صحته عام 1942 فأنقطع عن نظم الشعر ولازم بيته حتى وافته المنية عام 1946
لا يختلف اثنان في ان الشاعر الشعبي(الملا عبود الكرخي) يعد واحداْ من نوابغ هذا العصر في الشعر العامي. فقد كان مدرسة في هذا النوع من الشعر وله طريقة خاصة في نظمه، وهو يختار من لغة التفاهم ألفاظا واضحة دالة على معان جليلة وينتقي من الكلمات ما يألفه الحضري والبدوي وقد جمع في اسلوبه بين لغة العوام ومايقارب اللغة الفصحى تدريباْ للعوام على الفصيح من القول وهو اسلوب حديث في الأدب العامي، والأدب العامي في بلاد تتغلب عليها الأمية لا يقل شأناْ عن أدب الخواص
وقد تناول في نظمه ونثره الوصف والمدح والرثاء والنقد والتفنيد والمزاح ولم يترك فرصة إلا انتهزها للتنبيه إلى ما شذ عنه القوم. ومن جملة مانبه إليه واهتم به وبقضيته المرأة بكل مالها وما عليها فهو يرى فيها أمه وأخته وزوجته وابنته حيث آزرها ونصرها بالثورة في وجه الظلم والطغيان المحيق بها بنظمه عدد من القصائد في مقدمتها رائعته الشهيرة(المجرشة) فقد عالج فيها تعاسة المرأة العراقية البائسة وشقائها في حياتها، كل ذلك بأساليب انتقادية لاذعة، حيث يصف المعاناة الحقيقية للمرأة
أحمد شوقي والمجرشة
قصيدة (المجرشة) باللهجة العامية العراقية، تعد من أشهر قصائد الشعر الشعبي في العراق وليس هناك من عراقي لم يسمع بها أو يحفظ مقاطعاً منها، لما تميزت به من قوة في الشكل والمضمون. وكاتبها هو الشاعر الشعبي العراقي المعروف الملا عبود الكرخي الذي يسميه البعض بأمير الشعراء الشعبيين، وقد تحولت الكثير من قصائده إلى أغنيات شائعة.. سنعتمد في هذا الاستقراء على نص القصيدة (المجرشة) المنشورة في (ديوان الكرخي)/الجزء الأول/ للملا عبود الكرخي/الطبعة الثالثة1988/ عن مطبعة أوفسيت رافد/بغداد. وقد طبع على نفقة أسرة الشاعر وعنى بطبعه حسين حاتم الكرخي. ويذكر أن (المجرشة) قد ترجمت إلى اللغة الفارسية ونشرت في جريدة (شفق سرخ) الطهرانية عام1931، كما أنها نشرت في كراس مستقل عام1924. ثم نشرت في جريدتي (العراق) و(الكرخ) وأذيعت من الإذاعة العراقية عدة مرات. كما ترجمت إلى الفرنسية، وطبعت بكتاب مستقل صدر في باريس ولاهاي وبيروت عام 1970 للمستشرق الفرنسي سيمون جارجي. وقال عنها الشاعر معروف الرصافي في قصيدة أرسلها للكرخي جاء فيها:
وصَفَ لنا ابنةَ بؤس ذات مجرشة تقطعُ الليلَ في نوحٍ وتعديدِ
وقال عنها المغني الكبير محمد القبانجي في حديث له نشر في جريدة (المنار) البغدادية عام 1964:" طلب مني أحمد شوقي أن أقرأ له شيئاً من الشعر الشعبي العراقي، فقرأتُ له أبياتاً من (المجرشة)، فما أن استوعبها حتى حنّ لسحرها وروعة بلاغتها فطلب المزيد.. فغنيتُ:
هم هاي دنيا وتنكضي وحساب أكو تاليها
فمال عليّ الرجل بعد أن فهم المعنى وقال: دَه عتاب شريف مع الرب.. يا محمد.
ولأهمية قصيدة المجرشة وحلاوتها ارتأيت أن أرفعها على شكل كتاب مستقل
ولفهم أوضح لمفردات هذه القصيدة التي كتبت باللهجة العامية العراقية أضع لكم هذا الملف الغنائي لقصيدة المجرشة بصوت قاريء المقام الراحل محمد القبانجي ... تقبلوا تحياتي