المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : محمود سامي البارودي


غازي الضبع
17/04/2007, 09h16
"محمود باشا سامي البارودي "
الملقب بـ شاعر السيف والقلم
ذهب إلى الأستانة عام 1857 م وأعانته إجادته للغة التركية ومعرفته اللغة الفارسية على الالتحاق بقلم كتابة السر بنظارة الخارجية التركية وظل هناك نحو سبع سنوات 1857-1863. ثم عاد إلى مصر في فبراير 1863 م عينه الخديوي إسماعيل معيناً لأحمد خيري باشا على إدارة المكاتبات بين مصر والأستانة.
ضاق البارودي برتابة العمل الديواني ونزعت نفسه إلى تحقيق آماله في حياة الفروسية والجهاد، فنجح في يوليو عام 1863 في الانتقال إلى الجيش حيث عمل برتبة البكباشي العسكرية وأُلحقَ بآلاي الحرس الخديوي وعين قائداً لكتيبتين من فرسانه، وأثبت كفاءة عالية في عمله. تجلت مواهبه الشعرية في سن مبكرة بعد أن استوعب التراث العربي وقرأ روائع الشعر العربي والفارسي والتركي، فكان ذلك من عوامل التجديد في شعره الأصيل.
اشترك الفارس الشاعر في إخماد ثورة جزيرة أقريطش (كريت) عام 1865 واستمر في تلك المهمة لمدة عامين أثبت فيهما شجاعة عالية وبطولة نادرة. وكان أحد أبطال ثورة عام 1881 م الشهيرة ضد الخديوي توفيق بالاشتراك مع أحمد عرابي، وقد أسندت إليه رئاسة الوزارة الوطنية في 4 فبراير 1882 م حتى 26 مايو 1882 م.
- منقول -

غازي الضبع
17/04/2007, 09h21
إشتياق
هَـلْ مِنْ طَبِيبٍ لِدَاءِ الْحُبِّ أو رَاقِي ؟
يَـشْـفِـي عَـلِيلاً أخا حُزْنٍ وإيراقِ
قَـدْ كان أَبْقَى الهوى مِنْ مُهجَتي رَمَقًا
حَتَّى جرى البَيْنُ ، فاستولى على الباقي
حُـزْنٌ بَرَانِي ، وأشواقٌ رَعَتْ كبدي
يـا ويـحَ نـفسي مِنْ حُزْنٍ وأشْوَاقِ
أُكَـلِّـفُ الـنَفْسَ صَبْراً وهي جَازِعَةٌ
والـصـبرُ في الحُبِّ أعيا كُلَّ مُشتاقِ
لافـي (( سرنديبَ )) لِي خِلٌ ألُوذُ بِهِ
وَلَا أَنِـيـسٌ سِـوى هَمي وإطراقِي
أبِـيـتُ أرعـى نـجوم الليلِ مُرْتَفِقًا
فـي قُـنَّـةٍ عَـزَّ مَرْقاها على الراقي
تَـقَـلَّدَتْ من جُمانِ الشُهبِ مِنْطَقةً
مَـعـقُـودةً بِـوِشَـاحٍ غَيرِ مِقْلاقِ
كـأن نَـجْـمَ الثريا وهو مُضْطَرِبٌ
دُونَ الـهِـلالِ سِـراجٌ لاحَ في طاقِ
يا (( روضة النيلِ )) ! لا مَسَّتْكِ بَائِقَةٌ
ولا عَـدَتْـكِ سَـمَـاءٌ ذَاتُ أَغْدَاقِ
ولا بَـرِحْـتِ مِـنً الأوراقِ في حُلَلٍ
مِـنْ سُـنْـدُسٍ عَبْقَرِيِّ الوَشْيِ بَرَّاقِ
يـا حـبـذا نَـسَمٌ مِنْ جَوِّهَا عَبِقٌ
يَـسـرِي عـلى جَدْوَلٍ بالماءِ دَقَّاقِ
بـل حَـبَّـذا دَوْحَةٌ تَدْعُو الهدِيلَ بِها
عِـنـدَ الـصَّـبَاحِ قَمَارِيٌ بأطواقِ
مَرْعى جِيادي ، ومَأوَى جِيرتي ، وحِمى
قَـومـي ، وَمَـنْـبِتُ آدابي وأعراقي
أصـبـو إلـيها على بُعْدٍ ، ويُعجبني
أنـي أعِـيـشُ بِـها في ثَوْبِ إملاقِ
وكـيـفَ أنسى دياراً قَدْ تَرَكْتُ بِها
أهـلاً كِـراماً لَهُمْ وُدِي وإشفاقي ؟
إذا تَـذَكَّـرْتُ أيـامـاً بِهِم سَلَفَتْ
تَـحَـدَّرَتْ بِـغُـرُوبِ الدمع آماقي
فَـيَـا بَـرِيدَ الصَّبا بَلِّغْ ذَوِي رَحِمِي
أنـي مُـقـيـمٌ عَلَى عَهْدي ومِيثاقي
وإن مَرَرْتَ عَلَى (( المِقْياسِ )) فَاهدِ لَهُ
مِـنـي تـحـيـةَ نَفسٍ ذاتِ أعلاقِ
وَأَنـتَ يـا طـائـراً يبكي على فَنَنٍ
نـفـسي فِدَاؤُكَ مِنْ سَاقٍ على سَاقِ
أَذْكَـرْتَـني مَا مَضى وَالشَمْلُ مُجتَمِعٌ
بِـمِصْرً والحربُ لم تنهض على ساقِ
أيـامَ أسـحـبُ أذيال الصِبا مَرِحاً
فِـي فِـتْـيـةٍ لِـطَرِيقِ الخير سُبَّاقِ
فَـيَـالَـهـا ذُكْرَةً ! شَبَّ الغَرَامُ بِها
نَـاراً سَـرَتْ بَـيْنَ أرداني وأَطْوَاقي
عَـصْرٌ تَوَلَّى ، وأبْقَى فِي الفُؤَادِ هَوى
يَـكَـادُ يَـشْـمَلُ أحشائي بإحراقِ
وَالـمـرْءُ طَـوْعُ الـليالي في تَصَرُّفِها
لا يـمـلـكُ الأمرَ مِنْ نُجْحٍ وإخفاقِ
عَـلَـيَّ شَـيْمُ الغَوَادي كلما بَرَقَتْ
وَمَـا عَـلَـيَّ إذا ضَـنَّـتْ بِرقْراقِ
فـلا يَـعِـبْني حَسُودٌ أنْ جَرى قَدَرٌ
فَـلَـيْـسَ لـي غَيْرُ ما يقضيهِ خَلَّاقي
أسـلـمْتُ نفسي لمولًى لا يَخِيبُ لهُ
راجٍ عَـلَى الدَهْرِ ، والمولى هُو الواقي
وَهَـوَّنَ الـخـطبَ عِندِي أنني رَجُلٌ
لاقٍ مِـنَ الـدهرِ مَا كُلُّ امرِئٍ لاقي
يـا قَـلْـبُ صَـبْراً جمِيلاً ، إنهُ قَدَرٌ
يـجـري عـلى المرءِ مِنْ أَسْرٍ وإطلاقِ
لابُـدَّ لِـلـضيقِ بَعْدَ اليأسِ مِنْ فَرَجٍ
وَكُـلُّ داجِـيَـةٍ يـومـاً لإشـراقِ

غازي الضبع
21/04/2007, 05h38
وداع وطن

مــحــا البــيــنُ ما أبقتْ عيون المها مني
فـشِـــــــــبتُ ولم أقضِ اللُّبانة من سني

عـــناءٌ ، ويــــأسٌ ، واشــــتيــــاقٌ وغــربةٌ
ألا ، شــدَّ ما ألقـــــاه في الدهر من غبنِ

فإن أكُ فــــارقـــــــتُ الــــديار فـــلي بـها
فُــــــؤادٌ أضـــــــلتْهُ عــــيـــون المها مِني

بعــــثــــتُ به يــــوم النـــوى إثـــــرَ لَحْظَةٍ
فأوقــــعــــه المِقدارُ في شَـرَكِ الحُــسنِ

فـــهل من فتى في الدهــــر يجمع بـينـنا
فـــلـــيــس كِلانا عــن أخــيه بمـسـتغــنِ

ولــما وقـــفــــنـا لِلــوَدَاع ، وأســـبَــلَـــتْ
مـــــدامـــعنا فـــــوق التـــرائب كالمـــزن

أهـــبتُ بـــــــصبري أن يعودَ ، فــعـــزنـي
وناديت حــلــمــي أن يـثــوب فــلــم يُغـنِ

ولمْ تَــمـْــضِ إلا خَــطْــرَةٌ ، ثــــم أقلــعـت
بنا عـــن شطوط الحـــي أجـنِحةُ السُّفْـنِ

فـكم مُـــــهجةٍ من زَفْرَةِ الوجدِ في لــظى
وكم مُقـْــــلَةٍ مِنْ غــزرة الدمــع في دَجْنِ

ومـــا كــــنتُ جــــربتُ النـــوى قبل هـذه
فـــلما دهــــتني كِدتُ أقــضي من الحزن

ولكـــنني راجـــعــــتُ حِــــلْمـِي ، وردني
إلى الحَــــزْمِ رأيٌ لا يــحـــومُ عــلـى أَفْنِ

ولولا بُـــنــيــاتٌ وشِـــيـــبٌ عــــــــواطـــلٌ
لــمــا قَــرَعَـتْ نفـسي على فائِتٍ سِني

فيــا قــلــبُ صــبـراً إن جـــــزِعتَ ، فربمـا
جَـــرَتْ سُـــنُــحاً طَيْرُ الحــــــوادثِ باليُمْنِ

فــقــد تُـــــورِقُ الأغـــصــان بـعد ذبـــولـها
ويــبــدو ضـــياء البــدر فـي ظــلمةِ الوَهنِ

وأيُ حـــســـــــــامٍ لم تُصِـــبهُ كـــهـــامُةٌ
ولهْــــذَمُ رُمْــــحٍ لا يُــــفَــــلُ مـــن الطـعنِ

ومن شــــــــاغــــــب الأيامَ لان مَــرِيـــرُهُ
وأســــلــمــهُ طولُ المِـــراسِ إلى الوَهْـنِ

وما المــــــــرءُ في دنـــيـاه إلا كـــســالِكٍ
مناهِـــــجَ لا تخـــلو من الســهل والحَــزْنِ

فإن تـــكـــــن الــدنيا تـــولــــت بــخـيـرها
فأهــــون بدنيا لا تــــدوم عــــــــلـى فَـنِّ!

تحــمــلــتُ خـــوفُ المَــنِّ كـــلَّ رَزِيــئـــةٍ
وحـــمـــلُ رزيا الدهــــر أحــلـى من المنِّ

وعــــاشـــــرتُ أخــداناً ، فلما بَلَــــــوتُهُمْ
تـــمـــنــيــتُ أن أبقى وحـــــيداً بلا خِـدنِ

إذا عـــــرف الــمـــــرءُ القلوبَ وما انطـوتْ
عـــليه مـن البغضاءِ - عاش على ضِــغْــنِ

يــــرى بــــصــــري مــــن لا أودُ لِـــقــاءَهُ
وتــسمـــعُ أذني مــا تــعــافُ مِن اللحــنِ

وكــيــف مُــقــامي بين أرضٍ أرى بـهــــا
من الظلم ما أخنى على الدار والسَّكْـــنِ

فسَمْعُ أنين الجَوْرِ قد شـــــاك مسمعي
ورؤيـــةُ وجـــه الغـــدر حــل عُرا جَفــــني

وصــعــب عــــلى ذي اللُّبِ رئــمـانُ ذِلةٍ
يَظَلُ بها في قــــومـــــــه واهي المـــتـنِ

إذا المــــرُ لم يــــرمِ الهـــــناةَ بــمــثلـها
تــخــطى إليه الخـوف من جـانب الأمـــن

وكـن رجلاً ، إن سيمَ خَــــسْفاُ رمـتْ به
حَــــمِـــيـــتُــهُ بــيـــن الصــــوارمِ واللُّــدنِ

فلا خـــيْرَ في الــدنيا إذا المرءُ لم يعـشْ
مـــهيباُ ، تـــراه العينُ كـــالنار فـي دغْــنِ

anaana100
21/04/2007, 19h01
اسمه : محمود سامي باشا بن حسن حسين بن عبد الله البارودي شاعر مصري من اصل شركسي ولد في شهر اكتوبر عام 1839 في القاهرة
يعتبر من رواد التجديد في القصيدة العربية سمي بالبارودي نسبة الى اقطاعية يملكها اجداده اسمها (ايتاي البارود)
نفي الى جزيرة سرنديب (سيرلانكا) 17 عاما لنضاله ضد الاحتلال الانجليزي لمصر و عاد الى مصر عام1889م

هشام الجميلي
04/11/2008, 01h23
http://www.sama3y.net/forum/attachment.php?attachmentid=115124&stc=1&d=1225765348

برنامج خاص عن الشاعر محمود سامي البارودي في المنفي في سياق درامي يتخلله بعض من قصائده الخالدة .

إبراهيم صالح
23/09/2009, 22h34
شاعر يمتعني ويجعلني أعيش معه بين أفنان شعر أبي الطيب المتنبي فقد أخذ منه رعشة القلم وبين صليل سيف عنترة أو أبي فراس إذ برأي أخذ منهما سطوة السيف
ويكفى فخراً له أنه أحيى الشعر العربي بعد أن قُبرَ تحت رمس الشكلِ دون المضمون ...
وبرأيي المتواضع أنَ هذا الشاعر قد هُضم حقه كثيراً ...
تحياتي لكم جميعاً ولموضوعكم الرائع :emrose::emrose:

elnopy2000
21/03/2015, 18h54
اروع ما تختار ان تقراء او تسمع .تحياتى

طارق الحريدي
03/08/2015, 22h02
منتداكم راقي مثل اداكم الجميللللللللللللللللللللللل