المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عبد الجليل وهبي


freed
15/04/2007, 10h00
شاعر قابع في ذاكرة الماضي الجميل


كتبت مجلة الجيش - العدد رقم (217) - السنة 19 - تموز 2003 - الصفحة 52


شاعر لبناني يعود نسب عائلته إلى بلدة حاروف قضاء النبطية في الجنوب. ولد في حلب سنة 1921 بعد أخوين لم تكتب لهما الحياة، فألبسه أهله جلد خروف تيمناً بمقولة شعبية، ومضوا به إلى أحد رجال الدين طالبين تلاوة القرآن فوق رأسه تبركاً، لعل الله يكتب له العمر مديداً وسيعاً.

عاد الأهل إلى لبنان وانضم الولد عبد الجليل إلى تلامذة مدرسة حوض الولاية في بيروت، بعد فترة قصيرة أمضاها في تلقي دروس أولية لدى شيخ مجاور لمسكنه. حصته من الدراسة في حوض الولاية كانت شهادة البكالوريا. ومرحلة دراسية متقدمة في تلك الأيام، تدل دلالة واضحة على إهتمام الأهل بولدهم، كما تدل على ذكاء الولد أيضاً وعلى رغبته في العلم والتحصيل.

غلب الطابع الأدبي على الفتى، خصوصاً وأنه كانت للكلمة آنذاك مكانة وقيمة. مال إلى الشعر الشعبي يقرضه في كل مناسبة، ويعبر بواسطته عن مكنوناته الوجدانية والعاطفية، وقد اختار المنبري منه نظراً لما تميزت به شخصيته الناشئة من ثقة ووضوح وحب للتحدي. وهكذا وقف عبد الجليل وهبي فوق المنابر وهو بعد في السادسة عشرة من عمره، وراح يتدرج في نشاطه الشعري من مرحلة إلى مرحلة، إلى أن التقى الأسعدين ، سابا والسبعلي، فأسس معهما ما عرف آنذاك بـ "عصبة الشعر"، وقد أغنى الثلاثة المستمعين والمتابعين بمباريات زجلية مشوقة.

وكانت لعبد الجليل لاحقاً لقاءات شعرية مختلفة مع شعراء الزجل في لبنان: علي الحاج القماطي، محمد مصطفى، زين شعيب، موسى زغيب... وكان يمتاز بأنه شاعر إرتجالي لا يلجأ إلى التحضير بل يطلق " رداته " عفوية صادحة من دون تكلف أو حساب.

لكن الحدث الأبرز في حياته الشعرية كان التحاقه سنة 1953 بالإذاعة اللبنانية، في السراي الحكومي، وكان من أقطابها آنذاك ، ميشال خياط وحليم الرومي اللذين طلبا إليه التخلي عن الشعر المنبري ذي القافية الواحدة والنغم المتواصل والمعاني المتداخلة، والإنتساب إلى نادي القصيدة القصيرة المختصرة المتماسكة، منوعة القوافي، واضحة الصورة، محكمة الربط، والتي تستمر في النطق باللهجة اللبنانية مع التوفيق الواضح بين المحلية والإقليمية، بحيث يميل إليها الجميع: من المواطن والمقيم، إلى المستمع العربي في كل مكان. كل ذلك للمساهمة في ترسيخ الأغنية اللبنانية، التي حمل لواءها قبل سنوات قليلة من تلك الفترة الملحن المعروف نقولا المنّي، فوقفت جميلة محبوبة إلى جانب أختها الأغنية المصرية التي كانت تملأ الأسماع في كل مكان، ويميل إليها كل مطرب محترف، أو فنان ناشئ، أو مستمع هاوٍ... عمل الشاعرالنشيط بالنصيحة، وكرّت سبحة أغنياته حيث
يعتبر عبد الجليل وهبي أحد مداميك الأغنية اللبنانية، وأحد مؤسسي نقابة الموسيقيين اللبنانيين.

وضع أكثر من 5000 أغنية، وقدم عشرات الأصوات، فكانت كلماته جواز سفر إلى العديد من الفنانين، وشكل مع فيلمون وهبي وصباح ثلاثياً بارزاً.

أشهر هذه الأغنيات، التي توزعت بين أصوات وردة (سهرانه وإيدي على خدي)، وفايزة أحمد، وديع الصافي، صباح، وداد، فهد بلان، فدوى عبيد، فريد الأطرش، عصام رجي، طروب، محمد جمال.... وغيرهم.

من أغاني وهبي: "بالساحة التقينا بالساحة، جنات على مد النظر، يا غايبين بهواكم قلبي دايب"، ما عدا الأغاني الوطنية والتي كان ينافسه فيها الشاعر الغنائي أسعد سابا مؤلف قصيدة صرخة بطل، بصوت وديع الصافي.

أيضاً وضع وهبي إلى جانب "جنات على مد النظر و بالساحة التقينا بالساحة عليها عيون شو دباحة"، يا صخرة المينا، غلطنا مرة وحبينا، قالت بتروحلك مشوار قلتلها يا ريت، ويلي لو يدرون، شو طمّعك يا زين، و عاللومة اللومة، وهي أول أغنية لوديع الصافي في الخمسينات. وغداة حرب 1967 غنى فريد الأطرش لعبد الجليل وهبي "شعبنا يوم الفدا". وكذلك محاورة حماسية مع المطربة فدوى عبيد، هي أسمى مولدات موهبة الشعر الجمالية المتجلية بالكلمة الحلوة واللحن العذب والأداء الجميل.

"أغنيتنا اليوم" - يقول عبد الجليل فكرة وفلذة، وبقدر ما ينجح الكلام والنغم والصوت في التعبير عن المضمون وإبراز معالم وحدة المعنى، بقدر ما تتوافر عناصر نجاح الأغنية.

ويتابع وهبي: للكلمة في الأغنية شأن غيره في الشعر المكتوب والمقروء أو النثر، فهي عنصر أولي، كثيراً ما تعوض مزاياها الشكلية، الجانب الكبير من مزاياها الجوهرية. وهذه النظرية يثبتها إنتشار الأغاني التي تفتقر إلى الطاقة المعنوية الشعرية.

والكلمة المغناة يجب أن تكون ذات جرس موسيقي، رشيقة موحية، غير مبتذلة. ويلاحظ أن هذه الصفات إذا توافرت في جمل نثرية متوازية، أصبح النثر كالشعر، مادة موسيقية غنائية.

شَـكـّـلَ عبد الجليل وهبي، والرحابنة وأسعد سابا ومارون كرم وأسعد السبعلي وتوفيق بركات، ثورة في عالم الأغنية اللبنانية.

ونذكر أغنية لحنها فيلمون وهبي، وكتب كلماتها عبد الجليل وهبي، وهي تمتاز بالخفة والظرف اللذين نجدهما في أغنيات فيلمون الشعبية وهي: "دخل عيونك حاكينا"، وكذلك أغنية "ما في نوم ما في نوم" و "يا كركون" الكاريكاتورية.

عـبد الجـليـل وهـبي، يمكن إعتباره رمزاً للأغنية اللبنانية البسيطة في معظم إنتاجه الشعبي، وهذه الناحية متأتية من فطرة عبد الجليل في العطاء الشعري، فتنبع كلماته من البيئة اللبنانية ذات الجذور العريقة في التراث. فقصائده فيها من البساطة اللبنانية الكثير. وهي بعيدة عن التعقيد، ولا تحمل أفكاراً عميقة، بل تمتاز بالشفافية والنغم الجميل، وغالباً ما تنساب على شجيتها الكلمات، وتأتني لتزيد اللحن تعبيراً وإيقاعاً جميلاً.

دائماً كان عـبـد الجـليــل وهـبـي مسكوناً بالجديد الجمالي، وهذا الإدمان الإبداعي حوّل الشاعر إنساناً متوتر الأعصاب، قلق المشاعر، هادر العطاء.


سنة 1961 أنتخب عبد الجليل وهبي أول رئيس لجمعية المؤلفين والملحنين وناشري الموسيقى في لبنان، نظراً لما كان يتمتع به من مكانة أدبية ومن صداقات فنية.

وفي العام ذاته منح الوسام الذهبي العالمي - فخر فرنسا، لغزارة إنتاجه وشهرة أغانيه التي كانت قد بلغت 5000 أغنية (وقد تجاوزت هذا العدد بكثير بعد ذلك، كما تم منحه راتباً مدى الحياة يستمر بعده لأولاده لمدة 50 سنة).

سنة 1978 منح وسام الشرف من جمعية المؤلفين والملحنين وناشري الموسيقى في العالم. وفي العام 1998 منح وسام شرف آخر من الجمعية نفسها، واعتبر عضواً نهائياً فيها.

تعددت حالات زواجه. محاولته الأولى حصلت في السابعة عشرة من عمره. إحدى زوجاته كانت الفنانة وداد. يتوزع أولاده وأحفاده في كل مكان من العالم. وهو ميّال عن الجمال، لا يتورع عن ملاحقته في كل الظروف.

غادر لبنان منذ حوالي ثلاثين سنة إلى الخليج العربي وعاد الى لبنان ليتوفاه الله عام 2005




من كلماته المغناة
وديع الصافي
عاللومة اللومة اللومة يا حلوه يا مهضومه ( وكانت عنوان شهرته الأولى )
جنات عا مد النظر - يا غايبين - ويلي لو يدرون - يا بو الغرة


صباح
منقولك حاكينا –دخل عيونك حاكينا - عالعصفورية - إشاعة - يا طالعين عالجبل - جاري أنا جاري (من ألحان محمد عبد الوهاب)

نور الهدى
بحبك يا ولفي بحبك

نصري شمس الدين
بحاكيلي الشرق - أحلى من عيونك يا ست - قالولي جافيها

نجاح سلام
وديلوه سلامي - الزلغوطة - إنقر يا دف ( اسكتش مع محمد سلمان )

وداد
يا الله ينام إبني

سميرة توفيق
يا بدوية - يا هلا بالضيف ضيف الله - يا بو العيون حلوين

فهد بلان
تحت التفاحة - مرحب هلا - يا قاتل يا مقتول

وردة
سهرانة إيدي على خدي

فايزة أحمد
بنتي أقمورة

عبد الغني السيد
يا حبيبي الله يخليك ( من الحان محمد عبد الوهاب )

عبد العزيز محمود
لو نحسب للحب حساب

عبد الحليم حافظ
الهوى هواي ( المطلع فقط )

فريد الأطرش
إشتقتلك - ثلاثين يا حبيبي - يا مدلع يا حلو - شعبنا يوم الفدا - يا بلادي يا بلادي