المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أبو القاسم الشابي


غازي الضبع
14/04/2007, 12h49
أبو القاسم الشابي

ولد أبو القاسم الشابي في يوم الاربعاء في الثالث من شهر صفر سنة 1327هـ الموافق للرابع والعشرين من شباط عام 1909م وذلك في بلدة توزر في تونس.
أبو القاسم الشابي هو ابن محمد الشابي الذي ولد عام 1296هـ ( 1879 ) وفي سنة 1319هـ ( 1901 ) ذهب إلى مصر وهو في الثانية والعشرين من عمره ليتلقى العلم في الجامع الأزهر في القاهرة. ومكث محمد الشابي في مصر سبع سنوات عاد بعدها إلى تونس يحمل إجازة الأزهر.
ويبدو أن الشيخ محمد الشابي قد تزوج أثر عودته من مصر ثم رزق ابنه البكر أبا القاسم الشابي ، قضى الشيخ محمد الشابي حياته المسلكية في القضاء بالآفاق ، ففي سنة 1328هـ 1910 م عين قاضيا في سليانه ثم في قفصه في العام التالي ثم في قابس 1332هـ 1914م ثم في جبال تالة 1335هـ 1917م ثم في مجاز الباب 1337هـ 1918م ثم في رأس الجبل 1343هـ 1924م ثم انه نقل الى بلدة زغوان 1345هـ 1927م ومن المنتظر أن يكون الشيخ محمد نقل أسرته معه وفيها ابنه البكر أبو القاسم وهو يتنقل بين هذه البلدان ، ويبدو أن الشابي الكبير قد بقي في زغوان الى صفر من سنة 1348هـ –اوآخر تموز 1929 حينما مرض مرضه الأخير ورغب في العودة الى توزر ، ولم يعش الشيخ محمد الشابي طويلا بعد رجوعه الى توزر فقد توفي في الثامن من أيلول –سبتمبر 1929 الموافق للثالث من ربيع الثاني 1348هـ.
كان الشيخ محمد الشابي رجلا صالحاً تقياً يقضي يومه بين المسجد والمحكمة والمنزل وفي هذا الجو نشأ أبو القاسم الشابي ومن المعرروف أن للشابي اخوان هما محمد الأمين وعبدالحميد أما محمد الأمين فقد ولد في عام 1917 في قابس ثم مات عنه ابوه وهو في الحادسة عشر من عمره ولكنه أتم تعليمه في المدرسة الصادقية أقدم المدارس في القطر التونسي لتعليم العلوم العصرية واللغات الاجنبية وقد اصبح الأمين مدير فرع خزنة دار المدرسة الصادقية نفسها وكان الأمين الشابي أول وزير للتعليم في الوزارة الدستورية الأولى في عهد الاستقلال فتولى المنصب من عام 1956 الى عام 1958م.
لم ينشأ ابو القاسم الشابي بمسقط رأسه فقد خرج منه في السنة الأولى من عمره حينما بدا أبوه الطواف بالآفاق للحاق بالبلدان التي كان يعين فيها قاضياً. وكان لهذا الطواف الذي استمر عشرين عاما أثره على حياة الشابي الصغير أن هذا التنقل قد حرمه من الاستقرار في مدرسة واحدة وكذلك عرض هذا الصغير النحيف الجسم المديد القامة السريع الانفعال على جميع انواع المناخ في القطر التونسي من حر المدينة قابس الساحلية الى برد جبال تالمة المرتفعة. وكذلك طبع هذا التنقل نفس الشابي الغضة بآثار الحياة الاجتماعية المختلفة الوجوة في القطر التونسي كما غذّى خياله المتوثب بالمشاهد الطبيعية الرائعة وخزنت في ذاكرته الواعية تلك الصور المتنافرة في البيئة التونسية الغنية في كثير من مرافقها الطبيعية والمتخلفة في عدد من نواحي حياتها الحضارية والثقافية.
وقد عني والده في تعليمه فلما بلغ الخامسه من عمره ارسله ابوه الى الكتّاب في بلدة قابس.
كما التحق في جامع الزيتونه في أوآخر محرم 1329هـ قبل أن يتم الثامية عشر من عمره. وكان للشابي في تونس الحاضرة حياتان حياة في جامع الزيتونه وفي مدارس السكنى ثم حياة في خارج الزيتونة وخارج مدارس السكنى.
نزل الشابي في مدارس السكنى قبل أن تنظم تلك المدارس فشهد فيها المتناقضات ولا ريب أنه تأثر بالحياة فيها أما في الجامعة الزيتونية نفسها فيبدو أن ابا القاسم لم يكن راضياَ عن التعليم ولا كان شيوخ الزيتونه راضين عن تطرفه وشذوذه ولا عن شعره ويبدو أن ابا القاسم كان قليل الميل الى الدروس التي كانت تلقى في الزيتونه من علوم اللغة والأدب القديم والفقة والشريعة وما يتعلق بها كلها ورغم ذلك فأن الدارس لايتبين شيئا وافراً من شعره ولا يقع عليه في حياته العملية.
ولكن لا مفر من القول ان الشابي في الزيتونه كون لنفسه ثقافة واسعه عربية بحتة جمعت بين التراث العربي القديم في أزهى عصوره وبين روائع الأدب الحديث في مصر والعراق وسوريا والمهجر ولم يكن الشابي يعرف لغة أجنبية ولكنه بفضل مطالعاته الواسعة تمكن من استيعاب ما كانت تنشره المطابع العربية عن آداب الغرب وحضارته.
وقد أعجب بما كان يترجم الى العربية من الأدب الانجليزي من مثل المنفلوطي الى العقاد الى الصاوي واعجب بالادب الانجليزي والفرنسي والأمريكي ثم هو قد تركزت بصيرته على الأدب العربي الذي نشأ في أمريكا على ايدي السوريين الذين تأمركت أرواحهم وانتجوا ذلك الأدب في لغتنا مباشرة فترك ذلك تأثيرا كبيرا عليه.
وفي عام 1924 كان ابو القاسم الشابي قد أوفى الخامسة عشرة من عمره ، وكان لايزال تلميذاً في الزيتونه ولكن قلبه كان قد تفتح للحب فتوزع بين فتيات في رأس الجبل وفي زعوان ثم في الحاضرة نفسها حيث كانت الفتيات الأوربيات يطفن سافرات متبرجات وليس ذلك مستغرباً من يافع في سن الشابي فكيف إذا كان في سنه وابن أسرة محافظة في بيئة محافظة ثم انفلت من بيئته بغته.!
عهد دراسة الحقوق:
في آخر سنة 1345 – 1927 نال الشابي شهادة التطويع من الزيتونة ولعله رأى أن هذه الشهادة لن تشق له طريق الحياة إلى كسب معاشه وخصوصا أن آراءه لا تتفق وآراء شيوخ الزيتونه فآثر أن ينال شهادة مدنية فانتسب إلى كلية الحقوق التونسية في العام المدرسي التالي كما نصح له أبوه.
في هذه الفترة – فترة دراسة الحقوق – اصيب الشابي بثلاث صدمات عنيفة: زواج غير موفق وحب دامٍ وموت والده.
- تزوج الشابي قبل موت أبيه وذلك في عام 1928 وقبل أن يتخرج أيضاً من كلية الحقوق التونسية. وقيل أن زواجه كان في عام 1930 لكن المرجح أنه عقد قرانه عام 1928 بينما كان حفل الزفاف في عام 1930 وقد كان زواج الشابي من المواضيع العويصة في مصادر البحث عن حياته ، وقد تزوج الشابي مرضاة لواده فقد كان متردد ولكن أبيه كان يريد لنفسه عرق الخلود ، وقيل ان الشابي تزوج عن كره إرضاءً لوالده وأنه آثار نفسه وضحى في سبيل مرضاة والده ورغبة في تكوين أسرة حسب العرف السائد بالجنوب التونسي وقتها. وقد تعددت الروايات حول حياة الشابي الزوجية فالبعض رأي انه كان سعيداً مع زوجه التى تشفق عليه وتترضاه وترفق به والبعض رأي أن الشابي كان فاشلاً في زواجه.
- الحب في حياة الشابي مشكلة فمع أن الشابي أقنع نفسه بالزواج مرضاة لوالده ثم رزق من زواجه هذا بولدين فإن سلوك الشابي العاطفي كما نرى من شعره لايدل على أن الشابي كان سعيداً في حياته الزوجية ، هذه الحياة لم تستطيع أن تهب الشابي الاطمئنان الذي ينعم به الانسان عادةً فاندفع ولم يمض عاماً واحداً على زواجه في تطلب سعادة موهومة في حب فتاة ظن فيها تحقيقاً لأحلامه. تلك كانت أولى السيئات التي ظهرت في حياة الشابي من أثر جبران خليل جبران. ولكن هذه الفتاة التي أحبها الشابي في إبان طفولته على الأصح ماتت وشيكاً ، فأذكى موتها في نفسه الأسى على حاله والنقمة على حوادث الدهر.
وظل الشابي يذكر حبه هذا مدة ، ثم جعل ينساه أو يحمل نفسه على نسيانه وسرعان ما أطاعته نفسه فتناسى حبه الأول وانتقل إلى حب جديد ثم إلى حب آخر فآخر. ويجهر لنا الشابي في ديوانه بمواقف من الحب توحي بأنه قد اندفع مع عاطفته وراء المرأة لا يلوي على شيء. ولا ريب في أن هذا الاندفاع كان سبباً من الأسباب التي قربت منيته إليه ، مع أنه كان يحيا مع دائه كما عاش غيره مع أدوائهم. ولكن القضاء النافذ وإلقاءه نفسه بيده في التهلكة كان عليه كتاباً موقوتاً.
وحب الشابي يستحق المناقشة فالبعض رأي ان الشابي أحب حبين: حباً عذرياً وحباً صريحاً أما الحب العذري فكان حباً باكراً نما في قلبه من ألفته فتاة عرفها ونشأ معها حتى بلغ الحادية عشرة من عمره ، قبل أن يأتي إلى تونس العاصمة ولكن هذه الفتاة توفيت بعد التحاقه بالزيتونة بوقت قصير فخلّفت له حزناً ومرضاً وأنطقتة شعراً عذباً كثيراً ، ثم ظلت ملء قلبه ونصب خياله زمناً طويلاً حتى إنه أشار اليها في مذكراته عام 1930م. وبعض الرواة قالوا ان الشابي كان في عام 1924 في الخامسة عشرة من عمره وكان قد قضى أربع سنوات من التعليم في الزيتونه وكان والده قاضياً شريعاً في رأس الجبل ومن المجح أن يكون الشابي قد تعرّف في فترة من فترات إقامته مع والده بفتاة كان يلقاها ويتفسح معها في المنتزهات وأن هاته الفتاة هي التي تحدث عنها في أوائل شعره حديثاً ساذجاً ونظم فيها أولى قصائده واتفق أن ماتت في تلك الفترة وانتقلت أسرة الشابي إلى زغوان سنة 1927 ومن المؤكد أن الشابي لم تكن له حياة قلبيه غير تلك الفتاة التي أحبها وهو في سن الخامسة عشرة.

غازي الضبع
14/04/2007, 12h49
ولكن أحد الرواة المختصين بدراسة حياة الشابي وشعره وهو محمد الحليوي ينفي أن تكون قصيدة صلوات في هيكل الحب قد قيلت في فتاة رأس الجبل ويقول أن الشابي استوحى هذه القصيدة من فتاة انجليزية مصورة كانت قد أقامت مدة في توزر لتصوير بعض مناظر المدينة وواحاتها على نحو ما يفعل الفنانون الأجانب في بلادنا فرآها الشابي تغدو وتروح وتقبل وتدبر فاستولى جمالها وشبابها على مشاعره إلى درجة الذهول الصوفي فرفع اليها تلك الصلوات.
أما الحب ألاخر وهو الحب العذري في حياة الشابي فيقول عنه الرواي زين العابدين السنوسي " وفوق ذلك فأن لوعة الحب العذري لم تطفىء كفاءة الجسد طول الأبد فلنكن صريحين فأن الشابي الشاعر برغم الصدمة التي لقيها في حبه العذري إذ ماتت صاحبته الصغيرة قد أحس بدماء الشباب ونفحات الحب تغريه" " إنما نريد أن نثبت طواعية شاعرنا لنواميس الحب وخضوعه لسر الوجود من ذلك الملاك المجنح الذي يصمي القلوب بنباله ولو كان منها ذياك القلب الكبير فهو يحدثنا بصراحه وصدق وجد ليلته – عن ليلة له – بما فيها حب وذكريات".
ولا يستغرب غديره أن يكون الشابي قد أحب في بلدة رأس الجبل وأحب في بلدة زغوان ثم أحب ثالثة في تونس وقد يكون أحب فتاة بعينها وقد يكون أحب من بعيد مكتفياً بنظرة أو سماع.
وقيل أنه أحب فتاة إيطالية في بلدة زغوان التي كان والده قاضياً فيها ولم تكن تلك الفتاة تبادله الحب ولا تنعم عليه بصداقه ولعلها لم تعرف حبه لها ولكنه كان يجتهد في أن يكثر من رؤيتها ثم يترجم شعوره بقصائد من الغزل الرائع.
أما محمد الحليوي فيصف المرأة عند الشابي بوصفها النصف الجميل الذي يحمل في قلبه رحيق الحياة وسلسبيل المحبة وهي الطيف السماوي الذي هبط الأرض ليؤجج نيران الشباب ويعلّم البشرية طهارة النفس وجمال الحنان وهو الشابي لا يذكر امرأة مخصوصة ولا واقعة بعينها وإنما يذكر المرأة والحب فكأنه يصف فكرة لا امرأة ويصور مثلاً أعلى لا امرأة من لحم ودم وربما كانت حرارة شعره الغزلي ولهفته الصادقة متأتيتين من حرمانه من الاتصال بالمرأة التي توحي إلى الشاعر وتوجه عاطفتة وجهتها الفنية.
- وقد حلت كارثة أخرى على الشابي في هذه الفترة وهي وفاة والدة وهي كارثة كبرى ففي مطلع عام 1348 هـ 1929 مرض الشيخ محمد الشابي مرضه الذي مات فيه وكان لايزال في زغوان ولم يكن ابو القاسم الشابي قد نال إجازة الحقوق بعد وشغل الشاب الناشء بتمريض والده فكان عبئاً ثقيلاً على كاهله الواهن من الناحية المادية والنفسية.
- ويبدو أن الوالد شعر بدنو أجله فرغب في الانتقال إلى توزر ليموت في مسقط رأسه وتم له ذلك في صفر من تلك السنة وتوفي الشيخ محمد الشابي في الثالث من ربيع الثاني من عام 1348 هـ الموافق 8-9-1929.
- وقد كانت وفاة الوالد خسارة مادية وكانت رزية أدبية هزت من نفس شاعرنا وزعزعت نظامه بل كانت أعظم رجة أصيب بها قلبه وأكبر مصاب نزل به في حياته وبموت الوالد ألقيت على أعبائه هائلة كبيرة ولقد زاد من هذا الثقل أن الشابي لم يلج باب الارتزاق من المناصب الحكومية ضناً بحرية الأديب الشاعر ومع هذا كله فقد أتم دراسته ونال إجاوى الحقوق في عام 1349هـ 1930م. ومضى زمن كان الشابي فيه حزين تاعساً بعد وفاة والدة مثقلاً بإعباء الحياة. ثم عاد بعد فترة من الزمن إلى وهج الحياة ويبدو أن صحته قد تحسنت آنا ذاك وعاد إلى الحياة وقد أكد ذلك في قصيدته الاعتراف.
في النادي الأدبي وجمعية الشبان المسلمين:
في عام 1925 بدأت صلة الشابي بزين العابدين السنوسي الذي كان قد أصدر صحيفتة " العالم الأدبي" في ذلك العام فأخذ ينشر له القصائد ويقدمها بما يدل على الاعجاب ثم خصه بمختارات كثيرة في كتابه " الأدب التونسي في القرن الرابع عشر " الهجري. مما ساعد على انتشار شهرة الشابي بوقت قصير بعدها أنظم الشابي للنادي الأدبي الذي كان يظم أعضم أدباء تونس وفي النادي الأدبي القى الشابي محاضرته الأولى في حياته الأدبية العامه في العشرين من شعبان 1347 الموافق الأول من شباط –فبراير 1929 وموضوعها " الخيال الشعري عند العرب " وبعد ذلك بقليل تأسست بتونس الحاضرة جمعية الشبان المسلمين فكان العلامة المختار ابن محمود رئيساً لها والشابي كاتب مجلسها أو أمين السر فيها.
يبدو بوضوح أن الشابي كان يعلم على أثر تخرجه في الزيتونة أو قبلها بقليل أن قلبه مريض ولكن أعراض الداء لم تظهر عليه واضحه إلا في عام 1929 وكان والده يريده أن يتزوج فلم يجد أبو القاسم الشابي للتوفيق بين رغبة والده وبين مقتضيات حالته الصحة بداً من أن يستشير طبيباً في ذلك وذهب الشابي برفقة صديقة زين العابدين السنوسي لاستشارة الدكتور محمود الماطري وهو من نطس الاطباء ، ولم يكن قد مضى على ممارسته الطب يومذاك سوى عامين وبسط الدكتور الماطري للشابي حالة مرضه وحقيقة أمر ذلك المرض غير أن الدكتور الماطري حذر الشابي على اية حال من عواقب الاجهاد الفكري والبدني وبناء على رأي الدكتور الماطري وامتثالاً لرغبة والده عزم الشاي على الزواج وعقد قرانه.
يبدو أن الشابي كان مصاباً بالقلاب منذ نشأته وأنه كان يشكو انتفاخاً وتفتحاً في قلبه ولكن حالته ازدادت سوءاً فيما بعد بعوامل متعددة منها التطور الطبيعي للمرض بعامل الزمن والشابي كان في الأصل ضعيف البنية ومنها أحوال الحياة التي تقلّب فيها طفلاً ومنها الأحوال السيئة التي كانت تحيط بالطلاب عامة في مدارس السكنى التابعة للزيتونة. ومنها الصدمة التي تلقاها بموت محبوبتة الصغيرة ومنها فوق ذلك إهماله لنصيحة الأطباء في الاعتدال في حياته البدنية والفكرية ومنها أيضاً زواجه فيما بعد.لم يآتمر الشابي من نصحية الأطباء إلا بترك الجري والقفز وتسلق الجبال والسياحة ولعل الألم النفساني الذي كان يدخل عليه من الاضراب عن ذلك كان أشد عليه مما لو مارس بعض أنواع الرياضة باعتدال.يقول باحدى يومياته الخميس 16-1-1930 وقد مر ببعض الضواحي : " ها هنا صبية يلعبون بين الحقول وهناك طائفة من الشباب الزيتوني والمدرسي يرتاضون في الهواء الطلق والسهل الجميل ومن لي بأن أكون مثلهم ؟ ولكن أنى لي ذلك والطبيب يحذر علي ذلك لأن بقلبي ضعفاً ! آه يا قلبي ! أنت مبعث آلامي ومستودع أحزاني وأنت ظلمة الأسى التي تطغى على حياتي المعنوية والخارجية ".
وقد وصف الدكتور محمد فريد غازي مرض الشابي فقال: " إن صدقنا أطباؤه وخاصه الحكيم الماطري قلنا ان الشابي كان يألم من ضيق الأذنية القلبية أي ان دوران دمه الرئوي لم يكن كافياً وضيق الأذنية القلبية هو ضيق أو تعب يصيب مدخل الأذنية فيجعل سيلان الدم من الشرايين من الأذنية اليسرى نحو البطينة اليسرى سيلاناً صعباً أو أمراً معترضاً ( سبيله ) وضيق القلب هذا كثيرا ما يكون وراثياً وكثيراً ما ينشأ عن برد ويصيب الأعصاب والمفاصل وهو يظهر في الأغلب عند الأطفال والشباب مابين العاشرة والثلاثين وخاصة عند الأحداث على وشك البلوغ ". وقد عالج الشابي الكثير من الأطباء منهم الطبيب التونسي الدكتور محمود الماطري ومنهم الطبيب الفرنسي الدكتور كالو والظاهر من حياة الشابي أن الأطباء كانوا يصفون له الإقامة في الأماكن المعتدلة المناخ. قضى الشابي صيف عام 1932 في عين دراهم مستشفياً وكان يصحبه أخوه محمد الأمين ويظهر أنه زار في ذلك الحين بلدة طبرقة برغم ما كان يعانيه من الألم ، ثم أنه عاد بعد ذلك إلى توزر وفي العام التالي اصطاف في المشروحه إحدى ضواحي قسنطينة من أرض القطر الجزائري وهي منطقة مرتفعة عن سطح البحر تشرف على مساحات مترامية وفيها من المناظر الخلابة ومن البساتين ما يجعلها متعة الحياة الدنيا وقد شهد الشابي بنفسه بذلك ومع مجيء الخريف عاد الشابي إلى تونس الحاضرة ليأخذ طريقة منها إلى توزر لقضاء الشتاء فيها. غير أن هذا التنقل بين المصايف والمشاتي لم يجد الشابي نفعاً فقد ساءت حاله في آخر عام 1933 واشتدت عليه الآلام فاظطر إلى ملازمة الفراش مدة. حتى إذا مر الشتاء ببرده وجاء الربيع ذهب الشابي إلى الحمّة أو الحامه ( حامة توزر ) طالباً الراحة والشفاء من مرضه المجهول وحجز الأطباء الاشتغال بالكتابة والمطالعه. وأخيراً أعيا الداء على التمريض المنزلي في الآفاق فغادر الشابي توزر إلى العاصمة في 26-8-1934 وبعد أن مكث بضعة أيام في أحد فنادقها وزار حمام الأنف ، أحد أماكن الاستجمام شرق مدينة تونس نصح له الأطباء بأن يذهب إلى أريانا وكان ذلك في إيلول واريانا ضاحية تقع على نحو خمس كيلومترات إلى الشمال الشرقي من مدينة تونس وهي موصوفة بجفاف الهواء. ولكن حال الشابي ظلت تسوء وظل مرضه عند سواد الناس مجهولاً أو كالمجهول وكان الناس لا يزالون يتساءلون عن مرضه هذا : أداء السل هو أم مرض القلب؟.
ثم أعيا مرض الشابي على عناية وتدبير فرديين فدخل مستشفى الطليان في العاصمة التونسية في اليوم الثالث من شهر اكتوبر قبل وفاتة بستة أيام ويظهر من سجل المستشفى أن ابا القاسم الشابي كان مصاباً بمرض القلب.
توفي أبو القاسم الشابي في المستشفى في التاسع من اكتوبر من عام 1934 فجراً في الساعة الرابعة من صباح يوم الأثنين الموافق لليوم الأول من رجب سنة 1353هـ.
نقل جثمان الشابي في أصيل اليوم الذي توفي فيه إلى توزر ودفن فيها ، وقد نال الشابي بعد موته عناية كبيرة ففي عام 1946 تألفت في تونس لجنة لإقامة ضريح له نقل إليه باحتفال جرى يوم الجمعه في السادس عشر من جماد الثانيه عام 1365هـ

غازي الضبع
14/04/2007, 12h53
أنتِ كالزهرة ِ الجميلة ِ في الغاب
أنتِ كالزهرة ِ الجميلة ِ في الغاب، ولكنْ مَا بينَ شَوكٍ، ودودِ
والرياحينُ تَحْسَبُ الحسَكَ الشِّرِّيرَ والدُّودَ من صُنوفِ الورودِ
فافهمي النَاسَ.. إنما النّاسُ خَلْقٌ مُفْسِدٌ في الوجودِ، غيرُ رشيدِ
والسَّعيدُ السَّعيدُ من عاشَ كاللَّيل غريباً في أهلِ هَذا الوجودِ
وَدَعِيهِمْ يَحْيَوْنَ في ظُلْمة ِ الإثْمِ وعِيشيي في ظهرك المحمودِ
كالملاك البريءِ، كالوردة البيضاءَ، كالموجِ، في الخضمَّ البعيدَ
كأغاني الطُّيور، كالشَّفَقِ السَّاحِرِ كالكوكبِ البعيدِ السّعيدِ
كَثلوجِ الجبال، يغَمرها النورُ وَتَسمو على غُبارِ الصّعيدِ
أنتِ تحتَ السماء رُوحٌ جميلٌ صَاغَهُ اللَّهُ من عَبيرِ الوُرودِ
وبنو الأرض كالقرود، وما أضْيَعَ عِطرَ الورودِ بين القرودِ!
أنتِ من ريشة الإله، فلا تُلْقِي بفنِّ السّما لِجَهْلِ العبيدِ
أنت لم تُخْلَقي ليقْربَكِ النَّاسُ ولكن لتُعبدي من بعيدِ...

غازي الضبع
14/04/2007, 12h59
صباح جديد
من وراء الظلام ........وهدير الميـاه
قد دعاني الصباح........وربيع الحياة
ياله من دعاء.........هز قلبي صداه
لم يعد لي بقاء.......فوق هذه الاصـقاع
الوداع الوداع.........ياجبال الهموم
ياضباب الاسي........يافجاج الجحيم
قد جري زورقي......في الخضم العظيم
ونشـرت القلاع........فالوداع الوداع

غازي الضبع
14/04/2007, 13h13
عـذبـة أنـت كـالـطـفـولـة

عـذبـة أنـت كـالـطـفـولـة
كـالأحـلام كـالـلـحـن كـالـصـبـاح الـجـديـد
كـالـسـمـاء الـضـحـوك
كـالـلـيـلـة الـقـمـراء كـالـورد
كـأبـتـسـام الـولـيـد
يـالـهـا مـن وداعـة وجـمـال وشـبـاب
مـنـعـم أمـلـود
يـالـهـا مـن طـهـارة تـبـعـث الـتـقـديـس
فـى مـهـجـة الـشـقـى الـعـنـيـد
يـالـهـا من رقـة تـكـاد يـرق الـورد مـنـهـا
فـى الـصـخـرة الـجـلـمـود
أى شـى تـراك؟
هـل أنـت فـيـنـوس
تـهـادت بـيـن الـورى مـن جـديـد
لـتـعـيـد الـشـبـاب والـفـرح الـمـعـسـول
لـلـعـالـم الـتـعـيـس الـعـمـيـد
أم مـلاك الـفـردوس جـاء الـى الأرض
لـيـحـيـى روح الـسـلام الـعـهـيـد
أنـت ... مـا أنـت ؟؟
أنـت رسـم جـمـيـل عـبـقـرى
مـن فـن هذا الـوجـود فـيـك مـا فـيـه مـن غـمـوض
وعـمـق وجـمـال مـقـدس مـعـبـود
أنـت ... مـا أنـت ؟؟
أنـت فـجـر مـن الـسـحـر
تـجـلـى لـقـلـبـى الـمـعـمـود
فـأراه الـحـيـاة فـى مـونـق الـحـسـن
وجـلـى لـه خـفـايـا الـخـلـود
أنـت روح الـربـيـع تـخـتـال فـى الـدنـيـا
فـتـهـتـز رائـعـات الـورود
وتـهـب الـحـيـاة سـكـرى مـن الـعـطـر
ويـدوى الـوجـود مـن الـتـغـريـد
كـلـمـا أبـصـرتـك عـيـنـاى
تـمـشـيـن بـخـطـو مـوقـع كـالـنـشـيـد
خـفـق الـقـلـب لـلـحـيـاة
ورف الـزهـر فـى حـقـل عـمـرى الـمـجـرود
وانـتـشـت روحـى الـكـئيـبـه
بـالـحـب وغـنـت كـالـبـلـبـل الـغـريـد
أنـت تـحـيـيـن فـى فـؤادى
مـاقـد مـات فـى أمـسـى الـسـعـيـد الـفـقـيـد
وتـشـيـديـن فـى خـرائـب روحـى
مـاتـلاشـى فـى عـهـدى الـمـجـدود
مـن طـمـوح الـى الـجـمـال الـى الـفـن
الـى ذلـك الـفـضـاء الـبـعـيـد
وتـبـثـيـن رقـة الـشـوق
والأحـلام والـشـدو والـهـوى
فـى نـشـيـدى
بـعـد عـانـت كـآبـة أيـامـى
فـؤادى وألـجـمـت تـغـريـدى
أنـت أنـشـودة الأنـاشـيـد
غـنـاك الـه الـغـنـاء رب الـقـصـيـد
فـيـك شـب الـشـبـاب وشـحـه الـسـحـر
وشـدو الـهـوى وعـطـر الـورود
وتـراى الـجـمـال يـرقـص رقـصـا
قـدسـيـا عـلـى أغـانـى الـوجـود
وتـهـادت فـى أفـق روحـك
أوزان الأغـانـى ورقـة الـتـغـريـد
فـتـمـايـلـت فـى الـوجـود
كـلـحـن عـبـقـرى الـخـيـال
حـلـو الـنـشـيـد
خـطـوات سـكـرانـة بـالأنـاشـيـد
وصـوت كـرجـع نـاى بـعـيـد
وقـوام يـكـاد يـنـطـق بـالألـحـان
فـى كـل وقـفـة وقـعـود
أنـت ... أنـت الـحـيـاة
فـى قـدسـهـا الـسـامـى
وفـى سـحـرهـا الـشـجـى الـفـريـد
أنـت ... أنـت الـحـيـاة
فـى رقـة الـفـجـروفـى رونـق
الـربـيـع الـولـيـد
أنـت ... أنـت الـحـيـاة
كـل أوان فـى رواءمـن الـشـبـاب جـديـد
أنـت ... أنـت الـحـيـاة
فـيـك وفـى عـيـنـيـك آيـات سـحـرهـا الـمـدود
أنـت دنـيـا مـن الأنـاشـيـد والأحـلام
والـسـحـر والـخـيـال الـمـديـد
أنـت فـوق الـخـيـال والـشـعـر والـفـن
وفـوق الـنـهـىوفـوق الـحـدود
أنـت قـدسـى ومـعـبـدى
وصـبـاحـى وربـيـعـى
ونـشـوتـى ووجـودى
يـا ابـنـة الـنـور
انـنـى وحـدى مـن رأى فـيـك
روعـة الـمـعـبـود
فـدعـيـنـى أعـيـش فـى ظـلـك الـعـدب
وفـى قـرب حـسـنـك الـمـشـهـود
عـيـشـة لـلـجـمـال والـفـن والألـهـام
والـطـهـر والـسـنـاء والـسـجـود
عـيـشـة الـنـاسـك الـبـتـول
يـنـاجـى الـرب فـى نـشـوة الـزهـول الـشـديـد
وأمـنـحـيـنـى الـسـلام والـفـرح الـروحـى
يـاضـوء فـجـرى الـمـنـشـود
وأرحـمـيـنـى فـقـد تـهـدمـت فـى
كـون مـن الـيـأس والـظـلام مـشـيـد
أنـقـديـنـى مـن الأسـى فـلـقـد أمـسـيـت
لا أسـتـطـيـع حـمـل وجـودى
فـى شـعـاب الـزمـان والـمـوت
أمـشـى تـحـت عـب الـحـيـاة
جـم الـقـيـود وأمـاشـى الـورى
ونـفـسـى كـالـقـبـر وقـلـبـى كـالـعـالـم الـمـهـدود
ظـلـمـة مـا لـهـا خـتـام وهـول شـائـع
فـى سـكـونـهـا الـمـمـدود
واذا مـا أسـتـخـفـنـى عـبـث الـنـاس
تـبـسـمـت فـى أسـى وجـمـود
بـسـمـة مـرة كـأنـى أسـتـل
مـن الـشـوك دابـلات الـورود
وأنـفـخـى فـى مـشـاعـرى مـرح الـدنـيـا
وشـدى مـن عـزمـى الـمـجـهـود
وابـعـثـى فـى دمـى الـحـرارة عـلـى
أتـغـنـى مـع الـمـنـى مـن جـديـد
وأبـث الـوجـود أنـغـام قـلـب بـلـبـل
مـكـبـل بـالـحـديـد
فـالـصـبـاح الـجـمـيـل يـنـعـش بـالـدفء
حـيـاة الـمـحـطـم الـمـكـدود
أنـقـديـنـى فـقـد سـئـمـت ظـلامـى
أنـقـديـنـى فـقـد مـلـلـت ركـودى
آه يـازهـرتـى الـجـمـيـلـه لـو تـدريـن مـاجـد
فـى فـؤادى الـوحـيـد
فـى فـؤادى الـغـريـب
تـخـلـق أكـوان مـن الـسـحـر
ذات حـسـن فـريـد
وشـمـوس وضـاءه
ونـجـوم تـنـثـر الـنـور
فـى فـضـاء مـديـد
وربـيـع كـأنـه حـلـم الـشـاعـر
فـى سـكـرة الـشـبـاب الـسـعـيـد
وريـاض لا تـعـرف الـحـلـك الـداجـى
ولا ثـورة الـخـريـف الـعـتـيـد
وطـيـور سـحـريـة تـتـنـاغـى
بـأنـاشـيـد حـلـوة الـتـغـريـد
وقـصـور كـأنـهـا الـشـفـق الـمـخـضـوب
أو طـلـعـة الـصـبـاح الـولـيـد
وغـيـوم رقـيـقـة تـتـهـادى كـأبـاديـد
مـن نـثـار الـورود
وحـيـاة شـعـريـة هـى عـنـدى
صـورة مـن حـيـاة أهـل الـخـلـود
كـل هـذا يـشـيـده سـحـر عـيـنـيـك
والـهـام حـسـنـك الـمـعـبـود
وحـرام عـلـيـكـى أن تـهـدمـى
مـا شـاده الـحـسـن
فـى الـفـؤاد الـعـمـيـد
وحـرام عـلـيـك
أن تـسـحـقـى آمـال
نـفـس تـصـبـو لـعـيـش رغـيـد
مـنـك تـرجـو سـعـادة لـم تـجـدهـا
فـى حـيـاة الـورى وسـحـر الـوجـود
فـالألـه الـعـظـيـم لا يـرجـم الـعـبـد
اذا كـان فـى جـلال الـسـجـــــود

MAAAB1
14/04/2007, 14h30
اهنأك على هذا الاختيار الجميل ، واسمح لي عبر شخصكم الكريم أن أهدي أعضاء منتدانا واحدة من أشهر قصائده... كل الحب والاحترام لك



ارادة الحياة

إذا الشعب يوماً أراد الحياة
فلابد أن يستجيب القدر
ولا بد لليل أن ينجلي
ولا بد للقيد أن ينكسر
ومن لم يعانقه شوق الحياة
تبخر من جوها واندثر
فويل لمن تشقه الحياة
من صفعة العدم المنتصر

ودمدمت الريح بين الفجاج
وفوق الجبال وتحت الشجر
"إذا ما طمحت إلى غاية
ركبت المنى ونسيت الحذر
ولم أتجنب وعور الشباب
ولا كبة اللهب المستعر
ومن يتهيب صعود الجبال
يعش أبد الدهر بين الحفر
فعجت بقلبي دماء الشباب
وضجت بصدري رياح أُخر
وأطرقت أصغي لقصف الرعود
وعزف الرياح ووقع المطر"


وقالت لي الأرض لما سألت
"أيا أم هل تكرهين البشر"
"أبارك في الناس أهل الطموح
ومن يستلذ ركوب الخطر
وألعن من لا يماشي الزمان
ويقنع بالعيش عيش الحجر
هو الكون حي يحب الحياة
ويحتقر الميت مهما كبر
فلا الأفق يحضن ميت الطيور
ولا النحل يلثم ميت الزهر
ولولا أمومة قلبي الرؤوم
لما ضمت الميت تلك الحفر
فويل لمن لم تشقه الحياة
من لعنة العدم المنتصر"


وفي ليلة من ليالي الخريف
مثقلة بالأسى والضَجر
سكرت بها من ضياء النجوم
وغنيت للحزن حتى سكر
سألت الدجى: "هل تعيد الحياة
لمن أذبلته ربيع العمر"
فلم تتكلم شفاه الظلام
ولم تترنـَم عذارى السمر
وقال لي الغاب في رقـَة
محببة مثل خفق الوتر:
"يجيء الشتاء شتاء الضباب
شتاء الثلوج شتاء المطر
فينطفئ السحر سحر الغصون
وسحر الزهور وسحر الثمر
وسحر السماء الشجي الوديع
وسحر المروج الشهي العطر
وتهوي الغصون وأوراقها
وأزهار عهد حبيب نضر
وتلهو بها الريح في كل وادٍ
ويدفنها السيل أنـَى عبر
ويفنى الجميع كحلم بديع
تألـَق في مهجة واندثر
وتبقى البذور التي حُمَلت
ذخيرة عمر جميل عبر
وذكر فصول ورؤيا حياة
وأشباح دنيا تلاشت زمر
معانقة وهي تحت الضباب
وتحت الثلوج وتحت المدر
لطيف الحياة الذي لا يُمل
وقلب الربيع الشذي الخضِر
وحالمة بأغاني الطيور
وعطر الزهور وطعم الثمر


ويمشي الزمان فتنمو صروف
وتذوي صروف وتحيا أُخر
وتصبح أحلامها يقظة
موشحة بغموض السَمر
تسائل: أين ضباب الصباح
وسحر المساء وضوء القمر
وأسراب ذاك الفراش الأنيق
ونحل يغنَي وغيم يـمر
وأين الأشعة والكائنات
وأين الحياة التي أنتظر
ظمئت إلى النور فوق الغصون
ظمئت إلى الظل تحت الشجر
ظمئت إلى النبع بين المروج
يغنَي ويرقص فوق الزهر
ظمئت إلى نغمات الطيور
وهمس النسيم ولحن المطر
ظمئت إلى الكون أين الوجود
وأين أرى العالم المنتظر
هو الكون خلف السبات الجمود
وفي أفق اليقظات الكـُبر


وما هو إلا كخفق الجناح
حتى نـما شوقها وانتصر
فصَدعت الأرض من فوقها
وأبصرت الكوت عذب الصَور
وجاء الربيع بأنغامه
وأحلامه وصباه العطر
وقال لها: قد مـُنحتِ الحياة
وخـُلـَدت في نسلك المدَخر
وباركك النور فاستقبلي
شباب الحياة وخضب العمر


وشفَ الدجى عن جمال عميق
يشبَ الخيال ويذكي الفكر
ومـُدَ على الكون سحر غريب
يصرَفه ساحر مقتدر
وضاءت شموع النجوم الوضاء
وضاع البخور بخور الزهر
ورفرف روح غريب الجمال
بأجنحة من ضياء القمر
ورنً نشيد الحياة المقدَس
في هيكل حالم قد سـُحر
وأُعلن في الكون أنَ الطموح
لهيب الحياة وروح الظفر


إذا طمحت للحيـاة النفـوس
فـلا بـدَ أن يستجيب القـدر

Sami Dorbez
19/04/2007, 22h05
صلوات في هيكل الحب

عذبة أنت كالطفولة كالأحلام كاللحن كالصبح الجديد
كالسماء الضحوك كالليلة القمراء كالورد كابتسام الوليد
يالها من وداعة وجمال وشباب منعم أملود
يالها من طهارة تبعث التقديس
في مهجة الشقي العنيد
يالها من رقة تكاد يرف الورد
منها في الصخرة الجلمود
أي شيء تراك ؟ هل أنت فينيس
تهادت بين الورى من جديد
لتعيد الشباب والفرح المعسول للعالم التعيس العميد
أم ملاك الفردوس جاء إلى الأرض ليحيي روح السلام العهيد
أنت .. ما أنت رسم جميل عبقري من فن هذا الوجود
فيه ما فيه من غموض وعمق
وجمال مقدس معبود
أنت .ما أنت .. أنت فجر من السحر
تجلى لقلبي المعمود
فأراه الحياة في مونق الحسن
وجلى له خفايا الخلود
أنت روح الربيع تختال في الدنيا فتهتز رائعات الورود
تهب الحياة سكرى من العطر ويدوي الوجود بالتغريد
كلما أبصرتك عيناي تمشين
بخطو موقع كالنشيد
خفق القلب للحياة ورف الزهر
في حقل عمري المجرود
وانتشت روحي الكئيبة بالحب
وغنت كالبلبل الغريد
أنت تحيين في فؤادي ما قد
مات في أمسي السعيد الفقيد
وتشيدين في خزائب روحي
ما تلاشى في عهدي المجدود
من طموح إلى الجمال إلى الفن
إلى ذلك الفضاء البعيد
وتبثين رقة الأشواق والأحلام والشدو والهوى في نشيدي
بعد أن عانقت كآبة أيامي فؤادي وألجمت تغريدي
أنت أنشودة الأناشيد غناك
إله الغناء رب القصيد
فيك شب الشباب وشحه السحر
وشدو الهوى وعطر الوجود
وتهادت في أفق روحك أوزان الأغاني ورقة التغريد
فتمايلت في الوجود كلحن عبقري الخيال حلو النشيد
خطوات سكرانة بالأناشيد
وصوت كرجع ناي بعيد
وقوام يكاد ينطق بالألحان
في كل وقفة وقعود
أنت .. أنت الحياة في قدسها السامي وفي سحرها الشجي الفريد
أنت .. أنت الحياة في رقة الفجر
في رونق الربيع الوليد
أنت .. أنت الحياة كل أوان
في رواء من الشباب جديد
أنت .. أنت الحياة فيك وفي عينيك
آيات سحرها الممدود
أنت دنيا من الأناشيد والأحلام والسحر والخيال المديد
أنت فوق الخيال والشعر والفن
وفوق النهى وفوق الحدود
أنت قدسي ومعبدي وصباحي وربيعي ونشوتي وخلودي
يا ابنة النور إنني أنا وحدي
من رأى فيك روعك المعبود
فدعيني أعيش في ظلك العذب
وفي قرب حسنك المشهود
عيشة للجمال والفن والإلهام والطهر والسنى والسجود
عيشة الناسك البتول يناجي الرب
في نشوة الذهول الشديد
وامنحيني السلام والفرح الروحي
يا ضوء فجري المنشود
وارحميني فقد تهدمت في كون
من اليأس والظلام مشيد
أنقذيني من الأسى فلقد أمسيت
لا أستطيع حمل وجودي
في شعب الزمان والموت أمشي
تحب عبء الحياة جم القيود
وأماشي الورى وفسي كالقبر
وقلبي كالعالم المهدود
ظلمة مالها ختام وهول
شائع في سكونها الممدود
وإذا ما استخفى عبث الناس تبسمت في أسى وجمود
بسمة مرة كأني أستل
من الشوك دابلات الورود
وانفخي في مشاعري مرح الدنيا
وشدي من عزمي المجهود
وابعثي في دمي الحرارة علي
أتغنى مع المنى من جديد
وأبت الوجود أنغام قلب بلبلي مكبل بالحديد
فالصباح الجميل ينعش بالدفء
حياة المحطم المكدود
أنقذيني فقد سئمت ظلامي أنقذيني فقد مللت ركودي
آه يا زهرتي الجميلة لو تدرين
ما جد في فؤادي الموحود
في فؤادي الغريب تخلق أكوان
من السحر ذات حسن فريد
وشموس وضاءة ونجوم
تنثر النور في فضاء مديد
وربيع كأنه حلم الشاعر
في سكرة الشباب السعيد
ورياض لا تعرف الحلك الداجي
ولا ثورة الخريف العتيد
وطيور سحرية تتناغى بأناشيد حلوة التغريد
وقصور كأنها الشفق المخضوب
أو طلعة الصباح الوليد
وغيوم رقيقة تتهادى كأباديد من نثار الورود
وحياة شعرية هي عندي
صورة من حياة أهل الخلود
كل هذا يشيده سحر عينيك وإلهام حسنك المعبود
وحرام عليك أن تهدمي ما
شاده الحسن في الفؤاد العميد
وحرام عليك أن تسحقي آمال
نفس تصبو لعيش رغيد
منك ترجو سعادة لم تجدها
في حياة الورى وسحر الوجود
فالإله العظيم لا يرجم العبد
إذا كان في جلال السجود


ياشعر

ياشعر أنت فم الشعور ، وصرخة الروح الكئيب
ياشعر أنت صدى نحيب القلب ، والصب الغريب
ياشعر أنت مدامع علقت بأهداب الحياة
ياشعر أنت دم ، تفجر من كلوم الكائنات
ياشعر ! قلبي ـ مثلما تدري ـ شقي ، مظلم
فيه الجراح ، النجل ، يقطر من مغاورها الدم
جمدت على شفتيه أزراء الحياة العابسه
فهو التعيس ، يذيبه نوح القلوب البائسه
ابدا ينوح بحرقة ، بين الأماني الهاويه
كالبلبل الغريد مابين الزهور الذاويه
كم قد نصحت له بأن يسلو ، وكم عزيته
فأبى وماأصغى إلى قولي ، فما أجديته
كم قلت : صبرا يافؤاد ! ألا تكف عن النحيب ؟
فإذا تجلدت الحياة تبددت شعل اللهيب
ياقلب ! لاتجزع أمام تصلب الدهر الهصور
فإذا صرخت توجعا هزأت بصرختك الدهور
ياقلب ! لاتسخط على الأيام ، فالزهر البديع
يصغي لضجات العواصف قبل أنغام الربيع
ياقلب ! لاتقنع بشوك اليأس من بين الزهور
فوراء أوجاع الحياة عذوبة الأمل الجسور
ياقلب ! لاتسكب دموعك بالفضاء فتندم
فعلى ابتسامات الفضاء قساوة المتهكم
لكن قلبي وهم ـ مخضل الجوانب بالدموع ـ
جاشت به الأحزان ، ّا طفحت بها تلك الصدوع
يبكي على الحلم البعيد بلوعة ، لاتنجلي
غردا ، كصداح الهواتف في الفلا ، ويقول لي :
طهر كلومك بالدموع ، وخلّها وسبيلها
إن المدامع لاتضيع حقيرها وجليلها
فمن المدامع ماتدفع جارفا حسك الحياه
يرمي لهاوية الوجود بكل مايبني الطغاه
ومن المدامع ماتألق في الغياهب كالنجوم
ومن المدامع ماأراح النفس من عبء الهموم
فارحم تعاسته ، ونح معه على أحلامه
فقد قضى الحلم البديع على لظى آلامه

ياموت

ياموت ! قد مزقت صدري وقصمت بالأرزاء ظهري
ورميتني من حالق ، وسخرت مني أي سخر
فلبثت مرضوض الفؤاد أجر اجنحتي بذعر
وقسوت إذ ابقيتني في الكون أذرع كل وعر
وفجعتني فيمن أحب ، ومن إليه أبث سرّي
وأُعدّهُ فجري الجميل ، إذا ادلهمّ علي دهري
وأعده وردي ، ومزماري ، وكاساتي وخمري
وأعدّه غابي ، ومحرابي ، وأغنيتي وفجري
ورزأتني في عمدتي ، ومشورتي في كل أمرِ
وهدمت صرحا ، لا ألوذ بغيره ، وهتكت ستري
ففقدت روحا ، طاهرا ، شهما ، يجيش بكل خير
وفقدت قلبا ، همّه أن يستوي في الأفق بدري
وفقدت كفا ، في الحياة يصدّ عني كل شر
وفقدت وجها ، لايعبّه سوى حزني وضري
وفقدت نفسا ، لاتني عن صون أفراحي وبشري
وفقدت ركني في الحياة ، ورايتي ، وعماد قصري
ياموت قد مزقت صدري وقصمت بالأرزاء ظهري
ياموت ! ماذا تبتغي مني وقد مزقت صدري ؟
ماذا تود ، وأنت قد سوّدت بالأحزان فكري
وتركتني في الكائنات أئن ، منفردا بإصري
وأجوب صحراء الحياة ، وأقول : أين تراه قبري؟
ماذا تود من المعذب في الوجود بغير وزر ؟
ماذا تود من الشقي ، بعيشه ، النكد المضر ؟
إن كنت تطلبني فهات الكأس ، أشربها بصبر
أو كنت ترقبني فهات السهم ، أرشقه بنحري
خذني إليك ! فقد تبخر في فضاء الهم عمري
وتهدّلت أغصان أيامي ، بلا ثمر وزهر
وتناثرت أوراق أحلامي على حسك الممر
خذني إليك فقد ظمئت لكأسك ، الكدر الأمر
خذني فقد أصبحت أرقب في فضاك الجون فجري
خذني ، فما أشقى الذي يقضي الحياة بمثل أمري
ياموت ! قد مزقت صدري وقصمت بالارزاء ظهري
ياموت ! قد شاع الفؤاد ، وأقفرت عرصات صدري
وغدوت أمشي مطرقا من طول ماأثقلت فكري
ياموت ! نفسي ملّت الدنيا ، فهل لم يأت دوري ؟
كــالمقابر .. صَدى صمتٍ يتردد !


يارفيقي

يارفيقي ! وأين أنت ؟ فقد أعمت جفوني عواصف الأيام
ورمتني بمهمه ، قاتم ،قفر ، تغشيه داجيات الغمام
خذ بكفي ، وغنني يارفيقي ، فسبيل الحياة وعر امامي
كلما سرت زل بي ، في مهوى ، تتضاغى به وحوش الحمام
شعبته الدهور ، وانطمس النور ، وقامت به بنات الظلام
راقصات ، يخلبن في حلك الليل ويلعبن بالقلوب الدوامي
غنني ، فالغناء يدرأ عنا الساحر الجن ...، ساكن الآجام
قد تفكرت في الوجود ، فأعياني ، وأدبرت آيسا لظلامي
أنشد الراحة البعيدة ، لكن خاب ظني واخطأت أحلامي
فمعي في جوانحي أبد الدهر فؤاد إلى الحقيقة ظآمي
ماتراخى الزماان إلا وألقى في طواياه قبضة من ضرام
تتلظى ، يد الحياة ، وزادت معضلات الدهور والأعوام
اظمأت مهجتي الحياة ، فهل يوما تبل الحياة بعض أوامي ؟
يارفيقي ! ماأحسب المنبع المنشود إلا وراء ليل الرجام
غنني ، ياأخي ، فالكون تيهاء ، بها قد تمزقت أقدامي
غنني ، علني أنيم همومي ، إنني قد مللت من تهيامي
يارفيقي ! أما تفكرت في الناس ، ومايحملون من آلام ؟
فلقد حز في فؤادي مايلقون من صولة الأسى الظلام
فإذا سرّني من الفجر نور ساءني مايسر قلب الظلام
كم بقلب الظلام من أنة تهفو بغصات صبية أيتام
ونشيج مضرم من فتاة ، ابهظتها قوارع الأيام
ونواح يفيض من قلب أم فجعت في وحيدة البسام ،
فطم الموت طفلها ، وهو نور في دجاها ، من قبل عهد الفطام
زأنين معدم ، ذي سقام ، عضه الدهر بالخطوب الجسام
ماإخال النجوم إلا دموعا ، ذرفتها محاجر الأعوام
فلقد ضرم الشجون بنوها ، فإذا بالشجون سيل طام
وإذا بالحياة في ملعب الدهر تدوس الرؤوس بالأقدام
وإذا الكون فلذة من جحيم ، تتغذى بكل قلب دام
وهم في جحيمهم يتناغون بما في الوجود من انغام !
عجابا للنفوس ، وهي بواك ، عجبا للقلوب ، وهي دوام
كيف تشدو وفي محاجرها الدمع ، وتلهو مابين سود الموامي ؟!
يارفيقي ! أما تفكرت في الناس ، ومايحملون من آلام ؟
يارفيقي ! لقد ضللت طريقي ، وتخطت محجتي أقدامي
خذ بكفي ، فإنني تائه ، أعمى ، كثير الضلال والأوهام
وانفخ الناي ، فالحياة ظلام ، مالمرتاده من الهول حام
ملء آفاقه فحيح الأفاعي ، وعجيج الآثام والآلام
فانفخ الناي ، إنه هبة الأملاك للمستعيذ بالإلهام
واغذذ السير ، فالنهار بعيد ، وسبيل الحياة جم الظلام ..


الطفولة

لله ماأحلى الطفولة ! إنها حلم الحياة
عهد كمعسول الرؤى مابين اجنحة السبات ..
ترنو إلى الدنيا ، ومافيها بعين باسمه
وتسير في عدوات واديها بنفس حالمه ..
إن الطفولة تهتز في قلب الربيع
ريانة من ريق الأنداء في الفجر الوديع
غنت لها الدنيا أغاني حبها وحبورها
فتأودت نشوى بأحلام الحياة ونورها
إن الطفولة حقبة شعرية بشعورها
ودموعها ، وسرورها ، وطموحها ، وغرورها
لم تمش في الدنيا الكآبة ، والتعاسة ، والعذاب
فترى على أضوائها مافي الحقيقة من كذاب

Sami Dorbez
19/04/2007, 22h11
في فجاج الآلام

يالابتسامة قلب مطلولة بدموعه
غاضت فلم تبق إلا الدموع بين صدوعه
فظل يهتف من شجوه ، وفرط ولوعه
"ويح الحياة ! أماتنقضي لديها الرزايا ؟!"
"أما يكفكف هذا الزمان صوب البلايا ؟!"
"يادهر ! رفقا ! فإن القلوب أمست شظايا "
**
بين القبور فتاة جار الزمان عليها
فافتك منها بعنف كف الردى أبويها
تقول والليل ساج والقبر مصغ إليها :
"ياليتني مت من قبل أن تسوء حياتي "
"وينضب الدمع من لوعتي ، ةمن حسراتي !"
" من لي بحفرة قبر تضمني وشكاتي !"
**
رباه كم من فتاة ، تشكو الحياة وتبكي،
ومعدم ، بوأته الدهور مقعد ضنك
ويائس مات في لبه المرام الوحيد
وتائه ، ضاع بين القفار ، وهو فريد
حتى طوته العاصفات ريح شرود
رباه! رحماك إن الزمان فض شديد
**
ياطائر الشعر ! روح على الحياة الكئيبه
وامسح بريشك دمع القلوب فهي غريبه
وعزها عن أساها فقد دهتها المصيبه
وأنت روح جميل ، بين الهضاب الجديبه
فانفخ بها من لهيب السماء روحا خضيبه
وابعث بسحرك في قلبها ضرام الشبيبه
كــالمقابر .. صَدى صمتٍ يتردد


قلب الشاعر

كل ما هب ،وما دب ، وما نام ،أو حام على هذا الوجود
من طيور ،وزهور ،وشذى وينابيع ، وأغصــان تميد
وبحار ، وكهوف ، وذرى وبراكين ، ووديان ، وبيـد
وضياء، وظلال ، ودجـى وفصول ، وغيوم ، ورعود
وثلوج ، وضبـاب عابـر وأعاصـيـر،وأمطار تجود
وتعـاليـم ، ودين ، ورؤى وأحاسيس ، وصمت، ونشيد
كلـهـا تحيا بقلبـي ، حرة غضة السحر ، كأطفال الخلود
************
هاهنا ، في قلبي الرحب ، العميق يرقص الموت وأطياف الوجود
هاهنا ، تعصف أهـوال الدجـى هاهنا ، تخـفق أحـلام الورود
هاهنا ، تهتف أصـداء الفـنـا هاهنا، تعزف ألحـان الخـلود
هاهنا ، تمشي الأماني ، والهوى والأسى ، في موكب فخم النشيد
هاهنا الفجــر الذي لا ينتهـي هاهنا الليـل الذي ليس يبـيـد
هاهنا، ألف خــضـم ، ثـائر خالد الثورة ، مجهول الحـدود
هاهنا ، في كـل آن تمــحـي صور الدنيا وتبدو من جـديـد

شجون

عجباً لي ! أود فهم الكون ونفسي لم تستطع فهم نفسي!
لم أفد من حقائق الكون إلا أنني في الوجود مرتاد رمس
كل دهر يمر يفجع قلبي ليت شعري! أين الزمان المؤسي
في ظلام الكهوف أشباح شؤم وبهذا الفضاء أطياف نحس
وخلال القصور أنات حزن وبتلك الأكواخ أنضاء بؤس !
والقضاء الأصم يعتسف النـ اس ويقضي ما بين سيف وقوس!
هذه صورة الحياة وهذا لونها في الوجود ، من أمس أمس
صورة للشقاء دامعة الطرف ولون يسود في كل طرس!
مذهلة .. جاكم اكتئاب ؟ أجل فرفشوا:
أراك
أراك ، فتحلو لدي الحياة ويملأ نفسي صباح الأمل
وتنمو بصدري ورود، عذاب وتحنو على قلبي المشتعل
ويفتنني فيك فيض الحياة وذاك الشباب ،الوديع ،الثمل
ويفتنني سحر تلك الشفاه ترفرف من حولهن القبل
فأعبد فيك جمال السماء ، ورقة ورد الربيع ،الخضل
وطهر الثلوج ، وسحر المروج موشحة بشعاع الطفل
**************
أراك ،فأخلق خلقاً جديداً كأني لم أبل حرب الوجود
ولم أحتمل فيه عبئاً ثقيلاً من الذكريات التي لا تبيد
وأضغاث أيامي ، الغابرات وفيها الشقي، وفيها السعيد
ويغمر روحي ضياء ، رفيق تكلله رائعات الورود
وتسمعني هاته الكائنات رقيق الأغاني ، وحلو النشيد
وترقص حولي أمان ، طراب وأفراح عمر، خلي ، سعيد
*******************
أراك ، فتخفق أعصاب قلبي وتهتز مثل اهتزاز الوتر
ويجري عليها الهوى ، في حنو أنامل ،لدناً ، كرطب الزهر
فتخطو أناشيد قلبي ، سكرى تغرد ، تحت ظلال القمر
وتملأني نشوة ، لا تحد كأني أصبحت فوق البشر
أود بروحي عناق الوجود بما فيه من أنفس ،أوشجر
وليل يفر ، وفجر يكر وغيم ، يوشي رداء السحر
واااااو صح!
إلى طغاة العالم
ألا أيها الظالم المستبد حبيب الظلام ، عدو الحياه
سخرت بانات شعب ضعيف وكفك مخضوبة من دماه
وسرت تشوه سحر الوجود وتبذر شوك الأسى في رباه
*************
رويدك ! لا يخدعنك الربيع وصحو الفضاء , وضوء الصباح
ففي الأفق الرحب هول الظلام وقصف الرعود , وعصف الرياح
حذار ! فتحت الرماد اللهيب ومن يبذر الشوك يجن الجراح
****************
تأمل ! هنالك .. أنى حصدت رؤوس الورى ، وزهور الأمل
ورويت بالدم قلب التراب وأشربته الدمع ، حتى ثمل
سيجرفك السيل ، سيل الدماء ويأكلك العاصف المشتعل
رووعة
حرم الأمومة
الأم تلثم طفلها، وتضمه حرم ، سماوي الجمال ، مقدس
تتأله الأفكار ، وهي جواره وتعود طاهرة هناك الأنفس
حرم الحياة بطهرها وحنانها هل فوقه حرم أجل وأقدس ؟
بوركت يا حرم الأمومة والصبا كم فيك تكتمل الحياة وتقدس!


فلسفة الثعبان المقدس

كان الربيع الحي روحا حالمـــــــــا غض الشباب معطر الجلبـــــــــــــــــــــــــاب
يمشي علي الدنيا بفكرة شـــــــــاعر ويطوفها في موكب خـــــــــــــــــــــــــــلاب
والأفق يملأه الحنان , كأنــــــــــــــه هو معبــــــــــــــــــــــد والغاب كالمحـــراب
والشاعر الشحرور يشدو منشــــــــدا للشمــــــــــــــــــــــــس،فوق الوردوالأعشاب
شعر السعادة والسلام ونفســـــــــــه ســــــــــــــــــــــــــكري بسحر العالم الخلاب
ورآه ثعبان الجبال فغمــــــــــــــــه مافيـــــــــــــــــــــــــه من مرح وفيض شباب
وانقض، مضطغنا,كأنـــــــــــــــــــه ســــــــــــــــــــــــوط القضاء ، ولعنة الأرباب
بغت الشقي فصاح في هول القضـــا متلفتـــــــــــــــــــــــــــــــــا للصائل المنتاب
وتدفق المسكين يصرخ ثائــــــــــرا: ((ماذا جنيت أنا فحــــــــــــــــــــق عقابي!))
(( لا شيء اللا نني متغـــــــــــــــزل بالكائنات، مغرد في غابـــــــــــــــــــــــي))
(( ألقي من الدنيا حنانا طاهـــــــرا وأبثها نجوي المحب الصــــــــــــــــــــــابي))
(( أيعد هذا في االوجود جريمــــة؟! أين العدالة يا رفــــــــــــــــــــــاق شبابي؟))
(( لا(أين؟) ،فالشرع المقدس هاهنا رأي القــــــــــــــــــــــــوي وفكرة الغلاّّّب!))
(( وسعادة الضعفاء جرم..، ما لــــه عند القويّ ســـــــــــــــــــــــوي أشد عقاب!))
(( ولتشهد الدنيا التي غنيتـــــــــها حلـــــــــــــــــــــــم الشباب وروعة الأعجاب))
(( أن السلام حقيقة، مكذوبــــــــــة والعدل فلســــــــــــــــــــــفة اللهيب الخابي))
(( لاعدل إلا إن تعادلت القـــــــــوي وتقـــــــــــــــــــــــــابل الأرهاب بالإرهاب))
فتبسم الثعبان بسمة هــــــــــازيء وأجاب في سمت ، وفرط كــــــــــــــــــذاب:
(( يا أيها الغر المثرثر ، اننـــــــي أرقي لثورة جهلك الثـــــــــــــــــــــــــــلاب ))
(( والغر يعذره الحكـــــيم إذا طغي جهل الصبا في قلبه الوثـــــــــــــــــــــــــاب))
(( فاكبح عواطفك الجوامح انها شردت بلبك، واستمـــــــــــــــــــــــــع لخطابي))
(( إني إله طالمـــــــــــــــــــــــــا عبد الوري ظلي وخافـــــــــوا لعنتي وعقابي))
(( وتقدموا لي بالضحايامنهم فرحين شأن العـــــــــــــــــــــــــــــــــــابد الأواب))
(( وسعادة النفس التقية أنــــــــها يوماتكون ضحيــــــــــــــــــــــــــــة الأرباب))
(( فتصير في روح الألوهة بضعة قدسية خلصت من الأوشـــــــــــــــــــــــاب))
(( أفلا يسرك أن تكون ضحيـــــتـي فتحل في لحمي وفي أعصـــــــــــــــــــابي ))
(( وتكون عزما في دمي ،وتوهجـا في ناظري ،وحدة في نابــــــــــــــــــــــي ))
(( وتذوب في روحي التي لاتنتهــي وتصير بعضا من ألوهتي وشبــــــــــــابي..؟))
(( فكّر ، لتدرك ما أريد وإنـــــــــه أسمي من العيش القصير النــــــــــــــــــابي))
فأجابه الشحرور والموت يخنقـــــه إلــيك جوابــــــــــــي:-
(( لا رأي للحق الضعيف ولا صــدي، والرأي ، رأي القاهر الغــــــــــــــــــــــلاب))
(( فأفعل مشيئتك التي قد شئتهـــا وارحم جلالك من سمـــــــــــاع خطـــــــــابي))

يا ابن امي

خلقت طليقا كطيف النسيم ..وحرا كنور الضحي في سماه
تغرد كالطير اين اندفعت ..وتشدو بما شاء وحي الاله
وتمرح بين ورود الصباح..وتنعم بالنور اين تراه
***
وتمشي كما شئت بين المروج..وتقطف ورد الربي في رباه
كذا صاغك الله يا ابن الوجود..والقتك في الكون هذي الحياة
فمالك ترضي بذل القيود..وتحني لمن كبلوك الجباه
***
وتسكت في النفس صوت الحياة القوي اذا ما تغني صداه
وتطبق اجفانك النيرات عن الفجر والفجر عذب ضياه
وتقنع بالعيش بين الكهوف..فاين النشيد واين الاباء
***
اتخشي نشيد السماء الجميل..اترهب نور الفضاء في ضحاه
الا انهض وسر في سبيل الحياة..فمن نام لم تنتظره الحياة
ولا تخشي مما وراء التلاع ..فما ثم الا الضحي في صباه
***
والا ربيع الوجود الغرير..يطرز بالوردضافي رداه
والا اريج زهور الصباح..ورقص الاشعة بين المياه
والا حمام المروج الانيق..يغرد منطلقا في غناه
***
الي النور فالنور عذب جميل..الي النور فالنور ظل الاله

غازي الضبع
28/04/2007, 22h55
آراك
اراك فتحلو لدى الحياة
و يملأ نفسى صباحُ الأمل
و تنمو بصدرى ورود عِذاب
و تحنو على قلبي المشتعل
فأعبُدُ فيك جمال السماء
ورقة ورد الربيع, الخضِل
و طهر الثلوج, و سحر المروج
مُوشحةً بشعاع الطفل

أراك فتخفق أعصاب قلبي
و تهتزُ مثل اهتزاز الوتر
و يجرى عليها الهوى, فى حُنُوٍ
أنامل,لُدناً, كرطب الزهر
فتخطو أناشيد قلبي,سكرَى
تغردُ, تحت ظلال القمر
و تملأني نشوة, لا تُحَد
كأنى أصبحتُ فوق البشر
أوَدُ بروحى عناق الوجودِ
بما فيه من أنفُسٍ , او شجر

محمود
02/05/2007, 21h05
أول كلامي سلام ..

والله عروبتنا لا تزال جميلة بهية وتدعو إلى الفخر .. أحيانا

ما قاله الشابي في الإحتلال الفرنسي لتونس غته لطيفة المغربية من ألحان جمال سلامة المصري من أجل الانتفاضة الفلسطينية. ياااااااااااااه .. لو يعلمون !!!!!!

مع تحياتي

محمود

Sami Dorbez
09/06/2007, 22h48
رثى والده في قصيدته ياموت ، فقال :

ياموت ! قد مزقت صدري وقصمت بالأرزاء ظهري
ورميتني من حالق ، وسخرت مني أي سخر
فلبثت مرضوض الفؤاد أجر اجنحتي بذعر
وقسوت إذ ابقيتني في الكون أذرع كل وعر
وفجعتني فيمن أحب ، ومن إليه أبث سرّي
وأُعدّهُ فجري الجميل ، إذا ادلهمّ علي دهري
وأعده وردي ، ومزماري ، وكاساتي وخمري
وأعدّه غابي ، ومحرابي ، وأغنيتي وفجري
ورزأتني في عمدتي ، ومشورتي في كل أمرِ
وهدمت صرحا ، لا ألوذ بغيره ، وهتكت ستري
ففقدت روحا ، طاهرا ، شهما ، يجيش بكل خير
وفقدت قلبا ، همّه أن يستوي في الأفق بدري
وفقدت كفا ، في الحياة يصدّ عني كل شر
وفقدت وجها ، لايعبّه سوى حزني وضري
وفقدت نفسا ، لاتني عن صون أفراحي وبشري
وفقدت ركني في الحياة ، ورايتي ، وعماد قصري
ياموت قد مزقت صدري وقصمت بالأرزاء ظهري
ياموت ! ماذا تبتغي مني وقد مزقت صدري ؟
ماذا تود ، وأنت قد سوّدت بالأحزان فكري
وتركتني في الكائنات أئن ، منفردا بإصري
وأجوب صحراء الحياة ، وأقول : أين تراه قبري؟
ماذا تود من المعذب في الوجود بغير وزر ؟
ماذا تود من الشقي ، بعيشه ، النكد المضر ؟
إن كنت تطلبني فهات الكأس ، أشربها بصبر
أو كنت ترقبني فهات السهم ، أرشقه بنحري
خذني إليك ! فقد تبخر في فضاء الهم عمري
وتهدّلت أغصان أيامي ، بلا ثمر وزهر
وتناثرت أوراق أحلامي على حسك الممر
خذني إليك فقد ظمئت لكأسك ، الكدر الأمر
خذني فقد أصبحت أرقب في فضاك الجون فجري
خذني ، فما أشقى الذي يقضي الحياة بمثل أمري
ياموت ! قد مزقت صدري وقصمت بالارزاء ظهري
ياموت ! قد شاع الفؤاد ، وأقفرت عرصات صدري
وغدوت أمشي مطرقا من طول ماأثقلت فكري
ياموت ! نفسي ملّت الدنيا ، فهل لم يأت دوري ؟


نشيد الجبار

سأعيش رغمَ الداءِ والأعداءِ
كالنِّسر فوق القمة الشمَّاءِ
أرنو إلى الشمسِ المضيئةِ .. هازئاً
بالسُحب، والأمطار، والأنواءِ ..
***
لا أرمقُ الظل الكئيب .. ولا أرى
ما في قرار الهوّة السوداءِ ..
وأسير في دُنيا المشاعرِ حالِماً
غرِداً، وتلك سعادة الشعراءِ
***
أُصغي لموسيقى الحياة، ووحيها
وأذيب روح الكونِ في إنشائي
وأصيخُ للصوت الإلهيّ الذي
يُحيي بقلبي ميتَ الأصداءِ
لا يُطفئ اللهبَ المؤجّجَ في دمي
موجُ الأسى، وعواصفُ الأرزاءِ
***
فاهدم فؤادي ما استطعت، فإنه
سيكون مثل الصخرة الصمَّاءِ
لا يعرِفُ الشكوى الذليلةَ
وضراعةَ الأطفالِ والضُعفاءِ
ويعيشُ جباراً، يحدّق دائماً
بالفجر الجميل، النائي
***
واملأ طريقي بالمخاوفِ، والدُجى
وزوابعِ الأشواكِ والحصباءِ
وانشر عليه الرُعب، وانثر فوقَهُ
رُجمَ الردى، وصواعِق البأساءِ
***
سأظل أمشي رغم ذلك، عازفاً
قيثارتي، مترنماً بغنائي
أمشي بروحٍ حالِمٍ، متوهج
في ظلمة الآلام والأدواءِ
النورُ في قلبي وبين جوانحي
فعَلامَ أخشى السيرَ في الظلماءِ!
***
إنِّي أنا الناي الذي لا تنتهي
أنغامه، ما دام في الأحياءِ
وأنا الخِضمّ الرحب، ليس تزيده
إلاّ حياة سطوةُ الأنواءِ
***
أما إذا خمدت حياتي، وانقضى
عمري، وأخرستِ المنية نائي
وخبا لهيبَ الكونِ في قلبي الذي
قد عاشَ مثل الشعلةِ الحَمراءِ
فأنا السعيدُ بأنني متحولٌ
عن عالمِ الآثامِ، والبغضاءِ
لأذوب في فجرِ الجمال السرمديِّ
وأرتوي من منهل الأضواءِ
***
وأقولُ للجمعِ الذين تجشموا
هدمي وودوا لو يخرّ بنائي
ورأوا على الأشواكِ ظلي هامداً
فتخيلوا أني قضيت ذَمائي
وغدوا يشبّون اللهيب بكل ما
وجدوا .. ، ليشوُوا فوقَه أشلائي
ومضوا يمدون الخوان، ليأكلوا
لحمي، ويرتشفوا عليه دمائي
إني أقول لهم ـ ووجهي مشرقٌ
وعلى شفاهي بسمة استهزاءِ ـ :
((إن المعاولَ لا تهدُّ مناكبي
والنار لا تأتي على أعضائي))
***
فارموا إلى النار الحشائش. والعبوا
يا معشر الأطفالِ تحت سمائي
وإذا تمردتِ العواصف، وانتشى
بالهول قلب القبة الزرقاءِ
ورأيتموني طائراً، مترنماً
فوق الزوابع، في الفضاء النائي
فارموا على ظلي الحجارة، واختفوا
خوف الرياح الهوج والأنواءِ ..
وهناك، في أمن البيوت، تطارحوا
غثَّ الحديث، وميّت الآراءِ
وترنموا ـ ما شئتمُ ـ بشتائمي
وتجاهروا ـ ما شئتمُ ـ بعدائي
***
أما أنا فأجيبكم من فوقكم
والشمس والشفق الجميل إزائي
مَن جاش بالوحي المقدس قلبُه
لم يحتفل بحجارة الفُلَتاء


يارفيقي

يارفيقي ! وأين أنت ؟ فقد أعمت جفوني عواصف الأيام
ورمتني بمهمه ، قاتم ،قفر ، تغشيه داجيات الغمام
خذ بكفي ، وغنني يارفيقي ، فسبيل الحياة وعر امامي
كلما سرت زل بي ، في مهوى ، تتضاغى به وحوش الحمام
شعبته الدهور ، وانطمس النور ، وقامت به بنات الظلام
راقصات ، يخلبن في حلك الليل ويلعبن بالقلوب الدوامي
غنني ، فالغناء يدرأ عنا الساحر الجن ...، ساكن الآجام
قد تفكرت في الوجود ، فأعياني ، وأدبرت آيسا لظلامي
أنشد الراحة البعيدة ، لكن خاب ظني واخطأت أحلامي
فمعي في جوانحي أبد الدهر فؤاد إلى الحقيقة ظآمي
ماتراخى الزماان إلا وألقى في طواياه قبضة من ضرام
تتلظى ، يد الحياة ، وزادت معضلات الدهور والأعوام
اظمأت مهجتي الحياة ، فهل يوما تبل الحياة بعض أوامي ؟
يارفيقي ! ماأحسب المنبع المنشود إلا وراء ليل الرجام
غنني ، ياأخي ، فالكون تيهاء ، بها قد تمزقت أقدامي
غنني ، علني أنيم همومي ، إنني قد مللت من تهيامي
يارفيقي ! أما تفكرت في الناس ، ومايحملون من آلام ؟
فلقد حز في فؤادي مايلقون من صولة الأسى الظلام
فإذا سرّني من الفجر نور ساءني مايسر قلب الظلام
كم بقلب الظلام من أنة تهفو بغصات صبية أيتام
ونشيج مضرم من فتاة ، ابهظتها قوارع الأيام
ونواح يفيض من قلب أم فجعت في وحيدة البسام ،
فطم الموت طفلها ، وهو نور في دجاها ، من قبل عهد الفطام
زأنين معدم ، ذي سقام ، عضه الدهر بالخطوب الجسام
ماإخال النجوم إلا دموعا ، ذرفتها محاجر الأعوام
فلقد ضرم الشجون بنوها ، فإذا بالشجون سيل طام
وإذا بالحياة في ملعب الدهر تدوس الرؤوس بالأقدام
وإذا الكون فلذة من جحيم ، تتغذى بكل قلب دام
وهم في جحيمهم يتناغون بما في الوجود من انغام !
عجابا للنفوس ، وهي بواك ، عجبا للقلوب ، وهي دوام
كيف تشدو وفي محاجرها الدمع ، وتلهو مابين سود الموامي ؟!
يارفيقي ! أما تفكرت في الناس ، ومايحملون من آلام ؟
يارفيقي ! لقد ضللت طريقي ، وتخطت محجتي أقدامي
خذ بكفي ، فإنني تائه ، أعمى ، كثير الضلال والأوهام
وانفخ الناي ، فالحياة ظلام ، مالمرتاده من الهول حام
ملء آفاقه فحيح الأفاعي ، وعجيج الآثام والآلام
فانفخ الناي ، إنه هبة الأملاك للمستعيذ بالإلهام
واغذذ السير ، فالنهار بعيد ، وسبيل الحياة جم الظلام ..

مأتم الحب

لــيــت شـــعـــري !
أي طــــــيـــــر
يسمع الأحزان تبكي بين أعماق القلوب
ثم لا يهتف في الفجر برنات النحيب
بخشوع واكتئاب؟
******
لـــســـــــت أدري
أي أمـــــــــــر
أخرس العصفور عني ، أترى مات الشعور
في جميع الكون حتى في حشاشات الطيور؟
أم بكى خلف السحاب؟
*****
فــي الـــديــاجـــي
كــم أنــــاجـــــي
مسمع القبر ، بغصات نحيبي ،وشجوني
ثم أصغي , علنـي أسمع ترديد أنينـي
فأرى صوتي فريد!
******
فــــــأنــــــادي
يــا فـــــــــؤادي
مات من تهوى! وهذا اللحد قد ضم الحبيب
فابك ياقلب بما فيك من الحــزن المذيب
ابك يا قلب وحيد!
******
ذل قـــــلـبـــــي
مــــــــات حبــي!
فاذرفي يا مقلة الليل الدراري عبرات
حول حبي , فهو قد ودع آفاق الحياة
بعد أن ذاق اللهيب!
******
وانــدبــيـــــــه
واغســـلـيــــــه
بدموع الفجر، من أكواب زهر الزنبق
وادفنيه بجلال ، في ضفاف الشفــق
ليرى روح الحبيب


خله للموت

كل قلب حمل الخسف وما مل من ذل الحياة الأرذل
كل شعب قد طغت فيه الدما دون أن يثأر للحق الجلي
خله للموت يطويه فما حظه غير الفناء الأنكل


أنشودة الرعد

في سكون الليل لما عانق الكون الخشـوع
واختفى صوت الأماني خلف آفاق الهجوع
رتل الرعد نشيداً رددته الكائنـــــات
مثل صوت الحق إن صاح بأعماق الحياة
يتــهادى بضجيج في خلايــا الأودية
مثل جبار بني الجن بأقصى الهـــاوية
فسألت الليل والليل كئيـب ورهـــيب
شاخصاً بالليل والليل جميـل وغريــب
أترى أنشودة الرعد أنيــن وحنيـــن
رنمتها بخشوع مهجة الكون الحزيـــن
أم هي القوة تسعى باعتساف واصطخـاب
يتراءى في ثنايا صوتها روح العــذاب
غير أن الليـــل قد ظل ركوداً جامدا
صامتاً مثل غديـر القفر من دون صدى

اللحن الحزين
25/08/2007, 06h51
رحم الله الشابي الذي عاش ومات ووطنه يرزح تحت نير الاحتلال، وعانى ما عانى من الحياة والمرض ولكنه رفض الخضوع والخنوع وراح صوته يدوي في كل الأنحاء رافضاَ الانحناء للمستعمر.
شكراً لك سامي والشكر لكل من سطر كلمة بحق شاعرنا الرومانسي الثوري الرائع أبي القاسم الشابي.

وهذه

صرخة
ضَيَّعَ الدَّهرُ مَجْدَ شَعْبي، ولكنْ
سَتَرُدُّ الحَيَاةُ يَوْماً وِشَاحَهْ
إِنَّ ذا عَصْرُ ظُلْمَةٍ، غَيْرَ أنِّي
مِنْ وَرَاءِ الظَّلامِ شِمْتُ صَبَاحَهْ


وهنا تعده الحبيبة ولكنها تخلف وعودها


وعودُ الغواني
عَلَّلَتْنِي بارتِشَافِ الضَّرَبِ،:::مِنْ جَنَى ثَغْرٍ جميلٍ أَشْنَبِ
قَدْ تَحَلَّى طَلْعُهُ مِنْ ظَلَمٍ،:::يَخْلِبُ اللُّبِّ بَنَظْمِ الحَبَبِ
فإذا القَوْلُ سَرَابٌ لامعٌ،:::وإذا الوَعْدُ كَبَرْقٍ خُلَّبِ
وإذا المَرْبَعُ قاعٌ صَفْصَفٌ:::مُقْفِرٌ، إلا بِرَثِّ الطُّنُبِ

Sami Dorbez
15/05/2008, 00h09
ايها الحب

أيُّها الحُبُّ أنْتَ سِرُّ بَلاَئِي....وَهُمُومِي، وَرَوْعَتِي، وَعَنَائي
وَنُحُولِي، وَأَدْمُعِي، وَعَذَابي.....وَسُقَامي، وَلَوْعَتِي، وَشَقائي
أيها الحب أنت سرُّ وُجودي.....وحياتي ، وعِزَّتي، وإبائي
وشُعاعي ما بَيْنَ دَيجورِ دَهري.....وأَليفي، وقُرّتي، وَرَجائي
يَا سُلافَ الفُؤَادِ! يا سُمَّ نَفْسي.....في حَيَاتي يَا شِدَّتي! يَا رَخَائي!
ألهيبٌ يثورٌ في روْضَة ِ النَّفَسِ، فيـ.....ـ‍‍‍‍طغى ، أم أنتَ نورُ السَّماءِ؟
أيُّها الحُبُّ قَدْ جَرَعْتُ بِكَ الحُزْ.....نَ كُؤُوساً، وَمَا اقْتَنَصْتُ ابْتِغَائي
فَبِحَقِّ الجَمَال، يَا أَيُّها الحُـ.....ـبُّ حنانَيْكَ بي! وهوِّن بَلائي
لَيْتَ شِعْري! يَا أَيُّها الحُبُّ، قُلْ لي:.....مِنْ ظَلاَمٍ خُلِقَتَ، أَمْ مِنْ ضِيَاءِ؟

سئمت الحياة

سَئِمْتُ الحياة َ، وما في الحياة ِ....وما أن تجاوزتُ فجرَ الشَّبابْ -
سَئِمتُ اللَّيالي، وَأَوجَاعَها....وما شَعْشَعتْ مَنْ رَحيقِ بصابْ -
فَحَطّمتُ كَأسي، وَأَلقَيتُها......بِوَادي الأَسى وَجَحِيمِ العَذَابْ -
فأنَّت، وقد غمرتها الدموعُ....وَقَرّتْ، وَقَدْ فَاضَ مِنْهَا الحَبَابْ -
وَأَلقى عَلَيها الأَسَى ثَوْبَهُ.....وَأقبرَها الصَّمْتُ والإكْتِئَابْ -
فَأَينَ الأَمَانِي وَأَلْحَانُها؟....وأَينَ الكؤوسُ؟ وَأَينَ الشَّرابْ -
لَقَدْ سَحَقَتْها أكفُّ الظَّلاَمِ.....وَقَدْ رَشَفَتْها شِفَاهُ السَّرابْ -
فَمَا العَيْشُ فِي حَوْمة ٍ بَأْسُهَا....شديدٌ، وصدَّاحُها لا يُجابْ -
كئيبٌ، وحيدٌ بآلامِه .........وأَحْلامِهِ، شَدْوُهُ الانْتحَابْ -
ذَوَتْ في الرَّبيعِ أَزَاهِيرُهَا ... فنِمْنَ، وقَد مصَّهُنَّ التّرابْ -
لَوينَ النَّحورَ على ذِلَّة ....... ٍومُتنَ، وأَحلامَهنَّ العِذابْ -
فَحَالَ الجَمَالُ، وَغَاضَ العبيرُ.....وأذوى الرَّدى سِحرَهُنَّ العُجابْ-

الا ان احلام الشباب ضئيلة

أَلا إنَّ أَحْلاَمَ الشَّبَابِ ضَئِيلَة ٌ..................تُحَطِّمُهَا مِثْلَ الغُصُونِ المَصَائِبُ _
سألتُ الدَّياجي عن أماني شبيبَتي.............فَقَالَتْ: «تَرَامَتْهَا الرِّياحُ الجَوَائِبُ»_
وَلَمَّا سَأَلْتُ الرِّيحَ عَنْها أَجَابَنِي:.................."تلقَّفها سَيْلُ القَضا، والنَّوائبُ _
فصارَت عفاءً، واضمحلَّت كذرَّة.... ٍعَلى الشَّاطِىء المَحْمُومِ، وَالمَوْجُ صَاخِبُ»_

في اللّيل نَادَيتُ الكَوَاكِبَ ساخطاً
في اللّيل نَادَيتُ الكَوَاكِبَ ساخطاً.............متأجَّجَ الآلام والآراب
"الحقلُ يملكه جبابرة ُ الدّجى...........والروضُ يسكنه بنو الأرباب
«والنَّهرُ، للغُول المقدّسة التي...........لا ترتوي، والغابُ للحَطّابِ»
«وعرائسُ الغابِ الجميلِ، هزيلة ٌ....ظمأى لِكُلِّ جَنى ً، وَكُلِّ شَرابِ»
ما هذه الدنيا الكريهة ُ؟ ويلَها!.........حَقّتْ عليها لَعْنَة ُ الأَحْقابِ!»
الكونُ مُصغٍ، ياكواكبُ، خاشعٌ.......طال انتظاري، فانطقي بِجواب"!
فسمعتُ صوتاً ساحراً، متموجاً........فوق المروجِ الفيحِ، والأَعْشابِ
وَحَفيفَ أجنحة ٍ ترفرف في الفضا....وصدى ً يَرنُّ على سُكون الغابِ:
الفجرُ يولدُ باسماً، مُتَهَلِّلاً.............في الكونِ، بين دُحنِّة ٍ وضباب

اني ارى

إني ارى َ..، فَأرَى جُمُوعاً جَمَّة ً...................لكنّها تحيا بِلاَ ألْبابِ_
يَدْوِي حوالَيْها الزَّمانُ، كأنَّما..................يدوي حوالَي جندلٍ وترابِ_
وإذا استجَابُوا للزمانِ تَنَاكروا.............وَتَرَاشَقُوا بالشَّوكِ والأحْصَابِ_
وقضَوا على رُوح الأخوَّة ِ بينهم.........جَهلاً وعاشُوا عِشية َ الأَغرابِ_
فرِحتْ بهم غولُ التّعاسة ِ والفَنَا...............وَمَطَامِعُ السّلاَّب والغَلاّبِ_
لُعَبٌ، تُحرِّكُها المَطامعُ، واللّهى...............وصَغائِرُ الأحقادِ والآرابِ_
وأرى نفوساً، مِنْ دُخانٍ، جامدٍ..............مَيْتٍ، كأشباحٍ، وراءَ ضَبَابِ_
مَوتى ، نَسُوا شَوقَ الحياة ِ وعزمَها...........وتحرَّوا كتحرُّكِ الأنصابِ_
وخبَا بهمْ لَهَبُ الوجودِ، فما بقُوا...............إلاَّ كمحترِقٍ من الأخشابِ_
لا قلبَ يقتحمُ الحياة َ، ولا حِجَى ً.............يسمُو سُمُوَّ الطَّائر الجوَّابِ_
بلْ في اليرابِ المَيتِ، في حَزن الثَّرى.......تنمو مَشَاعِرُهُمْ مع الأَعشابِ_
وتموتُ خاملة ً، كَزَهرٍ بائسٍ.................ينمو ويذبُل في ظَلامِ الغَابِ_
أبداً تُحدِّقُ في التراب..، ولا تَرَى.....نورَ السماءِ..، فروحُها كتُرابِ..!_
الشَّاعرُ الموهوبُ يَهْرِق فنَّه.................هدراً على الأَقْدامِ والأَعْتابِ_
ويعيشُ في كونٍ، عقيمٍ، ميِّتٍ..................قَدْ شيَّدتْهُ غباوة ُ الأَحقَابِ_
والعاِلِمُ النِّحريرُ يُنفقُ عُمره.................في فهمِ ألفاظٍ، ودرسٍ كيابٍ_
يَحيا على رِمَمِ القديم المُجتَوَى............كالدُّود في حِمَمِ الرَّماد الخابي_
والشَّعبُ بينهما قطيعٌ، ضَائعٌ....................دُنياه دنيا مأكلٍ وشرابِ_
الوَيلُ للحسَّاسِ في دُنياهمُ.................ماذا يُلاقي من أَسَى ّ وعَذِابِ_

أيُّها الليلُ!

أيُّها الليلُ! يا أَبَا البؤسِ والهَوْ..لِ،! ياهيكلَ الحَياة ِ الرَّهيبِ!
فِيكَ تَجْثُو عرائسُ الأَمَلِ العذْ..بِ، تُصلَّي بصَوتِها المحبوبَ
فَيُثيرُ النَّشِيدُ ذكرى حياة ٍ..حَجَبَتها غيومُ دَهر كَئيبِ
وَتَرُفُّ الشُّجونُ مِنْ حول قلبي...بسُكُونٍ، وَهَيْبَة ٍ، وَقُطُوبِ
أنتَ ياليلُ! ذرَّة ٌ، صعدت للكونِ،..من موطئ الجحيمِ الغَضوبِ
أيُّها الليلُ! أنت نَغْمٌ شَجِيُّ..في شفاهِ الدُّهورِ، بين النَّحيبِ
إنَّ أُنشودة السُّكُونِ، التي ترتجّ..في صدرك الرّكود، الرحيب
تُسْمِعُ النَّفْسَ، في هدوء الأماني..رنة َ الحقَّ، والجمال الخلوبِ
فَتَصوغُ القلوبُ، منها أَغَارِيداً،..تَهُزُّ الحياة َ هَزَّ الخُطُوبِ
تتلوّى الحياة ُ، مِنْ أَلَم البؤْ..فتبكي، بلوعوٍ ونحيبِ
وَعَلى مَسْمَعيكَ، تَنْهلُّ نوحاً..وعويلاً مُراً، شجون القلوبِ
فأرى بُرقعاً شفيفاً، من الأو..جاع، يُلقي عليك شجوَ الكئيبِ
وأرى في السُّكون أجنحة الجبَّـ...ـبارِ، مخلصة ً بدمعِ القُلوبِ
فَلَكَ اللَّهُ! مِنْ فؤادٍ رَحيمٍ..ولكَ الله! من فؤادٍ كئيب
يهجع الكونُ، في مابيبة ِ العصفور..طفلاً، بصدركَ الغربيب
وبأحضانك الرحيمة ِ يستيقظُ، في..نضرة الضَّحُوكِ، الطَّرُوبِ
شَادياً، كالطُّيوبِ بالأَملِ العَذْ..بِ، جميلاً، كَبَهْجَة ِ الشُّؤْبُوبِ
ياظلام الحياة !يا روعة الحزنِ!..ن! وَيَا مِعْزَفَ التَّعِيس الغَرِيبِ

وبقيثارة السّكنة ، في كفَّيـ
فَيكَ تنمُو زَنَابِقُ الحُلُمِ العذْ،..بِ، وتذوِي لدَى لهيبِ الخُطوبِ
أَمْ قُلُوبٌ مُحِطَّاتٌ عَلَى سَا...بُ ظِلالُ الدُّهورِ، ذَاتَ قُطوبِ
لبناتِ الشعر..، لكن قوَّضتهُ الحادثات
وَبِفَوْديكَ، فِي ضَفَائِرِكَ...ـودِ، تدَّب الأيامُ أيَّ دَبيبِ
صَاحِ! إنَّ الحياة َ أنشودة ُ الحُزْ..نِ، فرتِّلْ عَلَى الحياة ِ نَحِيبي
إنَّ كأسَ الحياة ِ مُتْرَعَة ٌ بالذَّمْـ..مْعِ، فاسْكُبْ على الصَّبَاحِ حَبيبي
إنّ وادِي الظَّلامِ يَطْفَحُ بالهَوْ..لِ، فما أبعد ابتسام القلوبِ!
لا يُغرّنَّك ابتسامُ بني الأر.ضِ فَخَلْفَ الشُّعاعِ لَذْعُ اللَّهِيبِ
أنتَ تدري أنَّ الحياة َ قطو..بٌ وَخُطُوبٌ، فَما حَيَاة ُ القُطُوبِ؟
إنّ في غيبة ِ الليالي، تِباعاً..لخَطيبٌ يمرُّ إثر خطوبِ
سَدَّدَتْ في سكينة ِ الكونِ، للأعما..قِ، نفْسي لخطأ بعيدَ الرُّسوبِ
نَظْرة ٌ مَزَّقَتْ شِغَافَ اللَّيالي..لي فرأتْ مهجة َ الظْلام الهيوبِ
ورأتْ في صميمِها، لوعة َ الحزْ..نِ، وأَصْغَتْ إلى صُراخِ القُلُوبِ
لا تُحاوِلْ أنْ تنكرَ الشَّجْوَ، إنّي..قد خبرتُ الحياة َ خُبرَ لبيبِ
فتبرمتُ بالسّكينة والضجّـ...ـة ، بل فد كرهتُ فيها نصيبي
كنْ كما شاءَت السماءُ كئيباً..أيُّ شيءٍ يَسُرُّ نفسَ الأَريبِ؟
أنفوسٌ تموتُ، شاخِصَة ً بالهو.لِ، في ظلمة ِ القُنوطِ العَصيبِ؟
حلِ لُجِّ الأَسَى ،...ـجِّ الأَسى ، بموْجِ الخُطوبِ؟
إنما النّاسُ في الحياة طيورٌ..قد رَمَاهَا القَضَا بِوادٍ رَهِيبِ
يَعْصُفُ الهولُ في جَوَانبه السو..دِ فيقْضي على صَدَى العندليبِ
قَدْ سَألتُ الحياة َ عَنْ نغمة ِ الفَجْـ...ـرِ، وَعَنْ وَجْمة المساءِ القَطُوبِ
فسمعتُ الحياة َ، في هيكلِ الأحزا..نِ، تشدو بِلَحْنِها المحبوبِ:
مَا سُكوتُ السَّماءِ إلا وُجُومٌ...مَا نشيدُ الصَّبَاحِ غيرُ نحيبِ
لَيْسَ في الدَّهْرِ طَائرٌ يتغنّى..في ضِفَافِ الحياة ِ غَيْرَ كَئيبِ
خضَّبَ الإكتئابُ أجنحة َ الأيّا..مِ، بِالدَّمْعِ، والدَّم المَسْكُوب
وَعَجيبٌ أنْ يفرحَ النّاسُ في كَهْـ..ـفِ اللَّيالي، بِحُزْنِهَا المَشْبُوبِ!»
كنتُ أَرْنو إلى الحياة ِ بِلَحْظٍ...باسمٍ، والرّجاءُ دونَ لغوبِ
ذَاكَ عَهْدٌ حَسِبْتُهُ بَسْمَة َ الـ...ـفَجْر، ولكنَّه شُعاع الغُروبِ
ذَاكَ عَهْدٌ، كَأَنَّه رَنَّة ُ الأفرا...ح، تَنْسَابُ منْ فَمِ العَنْدَليبِ
خُفِّفَتْ ـ رَيْثَما أَصَخْتُ لَهَا بالقَلْـ....ـبِ، حيناً ـ وَبُدِّلَتْ بَنَحيبِ
إن خمر الحياة وردية ُ اللونِ...ولكنَّها سِمامُ القُلوبِ
جرفتْ من قرارة ِ القلبِ أحْلا..مي، إلى اللَّحْدَ، جَائِراتُ الخُطُوبِ
فَتَلاشَتْ عَلَى تُخُومِ الليالي....وتهاوَت إلى الجحيم الغضوبِ
وسوى في دُجنّة النّفس، ومضٌ..لم يزل بين جيئَة ٍ، وذُهوبِ
ذكرياتٌ تميسُ في ظلمة ُ النَّفـ...ـسِ، ضئالاً كرائعاتِ المشيبِ
يَا لِقَلْبٍ تَجَرّعَ اللَّوعة َ المُرَّ..ة َ منْ جدولِ الزَّمانِ الرَّهيبِ!
وَمَضَتْ في صَمِيمِهِ شُعْلَة ُ الحُزْ..ن، فَعَشَّتْهُ مِنْ شُعَاعِ اللَّهيبِ

ضحِكْنا على الماضي

ضحِكْنا على الماضي البعيدِ، وفي غدٍ........ستجعلُنا الأيامُ أضحوكة َ الآتي
وتلكَ هِيَ الدُّنيا، رِوَايَة ُ ساحرٍ...............عظيمٍ، غريب الفّن، مبدعِ آياتِ
يمثلها الأحياءُ في مسرح الأسى............ووسط ضبابِ الهّم، تمثيلَ أمواتِ
ليشهدَ مَنْ خَلْفَ الضَّبابِ فصولَها.............وَيَضْحَكَ منها مَنْ يمثِّلُ ما ياتي
وكلٌّ يؤدِّي دَوْرَهُ..، وهو ضَاحكٌ....على الغيرِ، مُضْحُوكٌ على دوره العاتي

Sami Dorbez
15/05/2008, 01h01
لَسْتُ أبْكي لِعَسْفِ لَيْلٍ طَويلٍ،

لَسْتُ أبْكي لِعَسْفِ لَيْلٍ طَويلٍ،.........أَوْ لِربعٍ غَدَا العَفَاءُ مَرَاحهْ
إنَّما عَبْرَتِي لِخَطْبٍ ثَقِيلٍ،...........قد عَرانا، ولم نجد من أزاحهُ
كلّما قامَ في البلادِ خطيبٌ،.............مُوقِظٌ شَعْبَهُ يُرِيدُ صَلاَحَهْ
ألبسُ روحَهُ قميصَ اضطهادٍ.............فاتكٍ شائكٍ يردُّ جِماحَهْ
وتوخَّوْاطرائقَ العَسف الإِرْ.........هَاقِ تَوًّا، وَمَا تَوَخَّوا سَمَاحَهْ
هكذا المخلصون في كلِّ صوبٍ......رَشَقَاتُ الرَّدَى إليهم مُتَاحَهْ
غيرَ أنَّا تناوبتنا الرَّزايا.............واستباحَتْ حَمانا أيَّ استباحَهْ
أَنَا يَا تُوْنُسَ الجَمِيلَة َ فِي لُجِّ.........الهَوى قَدْ سَبَحْتُ أَيَّ سِبَاحَهْ
شِرْعَتي حُبُّكِ العَمِيقُ وإنِّي...............قَدْ تَذَوَّقْتُ مُرَّهُ وَقَرَاحَهْ
لستُ أنصاعُ للوَّاحي ولو مـ...ـتُّ وقامتْ على شبابي المناحَة ْ
لا أبالي.., وإنْ أُريقتْ دِمائي..........فَدِمَاءُ العُشَّاق دَوْماً مُبَاحَهْ
وبطولِ المَدى تُريكَ الليالي........صَادِقَ الحِبِّ وَالوَلاَ وَسَجاحَهْ
إنَّ ذا عَصْرُ ظُلْمَة ٍ غَيْرَ أنِّي......مِنْ وَرَاءِ الظَّلاَمِ شِمْتُ صَبَاحَهْ
ضَيَّعَ الدَّهْرُ مَجْدَ شَعْبِي وَلكِنْ.........سَتَرُدُّ الحَيَاة ُ يَوماً وِشَاحَهْ

يا عذارى الجمال، والحبِّ، والأحلامِ،

يا عذارى الجمال، والحبِّ، والأحلامِ،......بَلْ يَا بَهَاءَ هذا الوُجُودِ_
قد رأَيْنا الشُّعُورَ مُنْسَدِلاتٍ.............كلّلَتْ حُسْنَها صباحُ الورودِ_
ورَأينا الجفونَ تَبْسِمُ..، أو تَحْلُمُ...........بالنُّورِ، بالهوى ، بِالنّشيدِ_
وَرَأينا الخُدودَ، ضرّجَها السِّحْرُ،........فآهاً مِنْ سِحْرِ تلكَ الخُدود_
ورأينا الشِّفاه تبسمُ عن دنيا................من الورد غضّة ٍ أملُود_
ورأينا النُّهودَ تَهْتَزُّ، كالأزهارِ.............في نشوة الشباب السعيدِ_
فتنة ٌ، توقظ الغرام، وتذكيه................وَلكنْ مَاذا وراءَ النُّهُودِ_
ما الذي خلف سحرها الحالي، السكران،..في ذلك القرارِ البعيدِ..؟_
أنفوسٌ جميلة ٌ، كطيور الغابِ...............تشدوُ بساحر التغريدِ_
طاهراتٌ، كأَنَّها أَرَجُ الأَزَهارِ.............في مَوْلِدِ الرّبيعِ الجَديد؟_
وقلوبٌ مُضيئة ٌ، كنجوم الليل..........ضَوَاعة ٌ، كغضِّ الورودِ؟_
أم ظلامٌ، كأنهُ قِطَعُ الليل،................وهولٌ يُشيبُ قلبَ الوليدِ_
وخِضَمُّ، يَمُوج بالإثْمِ والنُّكْ...........رِ، والشَّرِّ، والظِّلالِ المَديدِ؟_
لستُ أدري، فرُبّ زهرٍ شذيِّ..........قاتل رغمَ حسنه المشهودِ_
صانَكنَّ الإلهُ من ظُلمة ِ الرّوحِ.........وَمِنْ ضَلّة الضّميرِ المُرِيدِ_
إن ليلَ النّفوسِ ليلٌ مُريِعٌ...........سرمديُّ الأسى ، شنيع الخلودِ_
يرزَحُ القَلْبُ فيه بالأَلَم المرّ،...............ويشقي بعِيشة المنكودِ_
وَربيعُ الشَّبابِ يُذبِلُهُ الدُّهْرُ،..........ويمضي بِحُسْنِهِ المَعْبُودِ_
غيرَ باقٍ في الكونِ إلا جمالُ.........الرُّوح غضًّا على الزَّمانِ الأَبيدِ

يا عذارى الجمالِ، والحبِ، والأحلام،2

يا عذارى الجمالِ، والحبِ، والأحلام،....بَلْ يا بَهَاءَ هذا الوجودِ...
خلق البلبل الجميل ليشدوا.................وَخُلِقْتُنَّ للغرامِ السَّعيدِ..
والوُجودُ الرحيبُ كالقَبْرِ، لولا......ما تُجَلِّينَ مِنْ قُطوبِ الوُجودِ..
والحياة ُ التي تخرُّ لها الأحلامُ................موتٌ مثقَّلٌ بالقيودِ...
والشبابُ الحبيبُ شيخوخة ٌ تسعى...إلى الموت في طريق كؤودِ...
والربيعُ الجميلُ في هاتِه الدُنيا........خريفٌ يُذْوِي رفيفَ الوُرودِ..
والورودُ العِذابُ في ضيفَّة الجدولِ.........شوكٌ، مُصفَّحٌ بالحديدِ...
والطُّيورُ التي تُغَنِّي، وتقضي.............عَيشَها في ترنّمُ وغريدِ؟..
إنَّها في الوجودِ تشكو إلى الأيّام...........عِبءَ الحَياة ِ بالتَّغْريدِ..
والأَنَاشِيدُ؟ إنَّها شَهَقَاتٌ................تتشظَّى من كل قلبِ عميدِ...
صورة ٌ للوجودِ شوهاءُ، لولا......شفَقُ الحسن فوق تلك الخدودِ..
يا زهورَ الحياة ِ للحبّ أنتنَّ................ولكنَّهُ مخيفُ الورودِ...
.فَسَبِيلُ الغرامِ جَمُّ المهاوي..
رغمَ ما فيه من جمالٍ، وفنٍّ..........عبقريُّ، ما أن له من مزيدِ..
وَأناشيدَ، تُسْكِرُ الملأَ الأعلى ،...........وتُشْجِي جوانِحَ الجلمودِ..
وأريجٍ، يَكَادُ يَذْهَبُ بالألباب................ما بين غَامضٍ وَشَديدِ..
وسبيل الحياة رحبٌ، ولأننتنَّ............اللواتي تَفْرُشْنَهُ بالوُرودِ..
إنْ أردتُنَّ أن يكونَ بهيجاً............رَائعَ السِّحْر، ذَا جمالٍ فريدِ...
أو بشوكٍ يدميّ الفضيلة َ والحبَّ......ويقضي على بهاءِ الوُجودِ..
إنْ أردتُنّ أنْ يكونَ شنيعاً،..............مُظْلِمَ الأُفْقِ ميِّتَ التَّغريدِ..

كلُّ ما هبَّ، وما دبَّ، وما

كلُّ ما هبَّ، وما دبَّ، وما............نامَ، أو حامَ على هذا الوجود..
مِنْ طيورٍ، وَزُهورٍ، وشذًى.................وينابيعَ. وأغصانٍ تَميدْ..
وبحارٍ، وكهوفٍ، وذُرًى...................وبراكينَ، ووديانٍ، وبيدْ..
وضياءٍ، وظِلالٍ ودجى ،...............وفصولٍ، وغيولٍ، ورعودْ..
وثلوجٍ، وضباب عابرٍ،...................وأعاصيرَ وأمطارٍ تجودْ..
وتعاليمَ، وَدِينٍ، ورؤى.................وأحاسيسَ، وَصَمْتٍ، ونشيدْ..
كلُّها تحيْا، بقلبي حرَّة ً..............غَضة َ السّحر، كأطفال الخلودْ..
ههُنا، في قلبيَ الرحْبِ، العميقْ.....يرقُصُ الموتُ وأطيافُ الوجودْ..
ههُنا، تَعْصِفُ أهوالُ الدُّجى.............ههنا، تخفُقُ أحلامُ الورودْ..
ههنا، تهتُفُ أصداءُ الفَنا.................ههنا، تُعزَفُ ألحانُ الخلودْ..
ههنا، تَمْشي الأَماني والهوى......والأسى ، في موكبٍ فخمِ النشيد..
ههنا الفجْرُ الذي لا ينتهي................ههنا اللَّيلُ الذي ليسَ يَبيدْ..
ههنا، ألفُ خِضَمٍّ، ثَائرٍ..............خالدِ الثَّورة ِ، مجهولِ الحُدودْ..
ههنا، في كلِّ آنٍ تَمَّحي...............صُوَرُ الدُّنيا، وتبدو من جَديدْ..

ليتَ لي أن أعيشَ هذهِ الدنيّا
ليتَ لي أن أعيشَ هذهِ الدنيّا..............سَعيداً بِوَحْدتي وانفرادي ..
أَصرِفُ العْمْرَ في الجبالِ، وفي الغاباتِ.......بينَ الصنوبّر الميّادِ ..
ليس لي من شواغل العيش ما يصرفُ...نفسي عن استماعِ فؤادي ..
أرقبُ الموتَ، والحياة َ وأصغي............لحديثِ الآزال والآبادِ ..
وأغنيّ مع البلابل في الغابِ،.........وأصغيِ إلى خرير الوادي ..
وَأُناجي النُّجومَ والفجرَ، والأَطيارَ.......والنّهرَ، والضّياءَ الهادي ..
عيشة ً للجمالِ، والفنِ، أبغيها.............بعيداً عَنْ أمتَّي وبلادي..
لا أعنِّي نفسي بأحزانيِ شعبي......فهو حيٌّ يعيشُ عيشَ الجمادِ! ..
وبحسبي مِنَ الأسى ما بنفسي.........من طريفٍ مُسْتَحْدَثٍ وتِلادِ..
وبعيداً عن المدينة ، والنّاس،...........بعيداً عن لَغْوِ تلك النّوادي..
فهو من معدنِ السّخافة والإفك...........ومن ذلك الهُراء العادي ..
أين هوَ من خريرِ ساقية الوادي...وخفقِ الصدى ، وشدوِ الشادي..
وَحَفيفِ الغصونِ، نمَّقها الطَّلُّ.............وَهَمْسِ النّسيمِ للأوْراد؟ ..
هذهِ عِيشة ٌ تقدِّسُها نفسي..................وأدعُو لمجدها وأنادي..

أنتِ كالزهرة ِ الجميلة ِ في الغاب،
أنتِ كالزهرة ِ الجميلة ِ في الغاب،........ولكنْ مَا بينَ شَوكٍ، ودودِ ..
والرياحينُ تَحْسَبُ الحسَكَ الشِّرِّيرَ........والدُّودَ من صُنوفِ الورودِ ..
فافهمي النَاسَ..، إنما النّاسُ خَلْقٌ......مُفْسِدٌ في الوجودِ، غيرُ رشيدِ ..
والسَّعيدُ السَّعيدُ من عاشَ كاللَّيل..........غريباً في أهلِ هَذا الوجودِ ..
وَدَعِيهِمْ يَحْيَوْنَ في ظُلْمة ِ الإثْمِ........وعِيشيي في ظهرك المحمودِ ..
كالملاك البريءِ، كالوردة البيضاءَ،......كالموجِ، في الخضمَّ البعيدَ ...
كأغاني الطُّيور، كالشَّفَقِ السَّاحِرِ............كالكوكبِ البعيدِ السّعيدِ ..
كَثلوجِ الجبال، يغَمرها النورُ.............وَتَسمو على غُبارِ الصّعيدِ ..
أنتِ تحتَ السماء رُوحٌ جميلٌ.........صَاغَهُ اللَّهُ من عَبيرِ الوُرودِ ..
وبنو الأرض كالقرود،وما أضـ...أضْيَعَ عِطرَ الورودِ بين القرودِ! ..
أنتِ من ريشة الإله، فلا تُلْقِ.............ي بفنِّ السّما لِجَهْلِ العبيدِ ...
أنت لم تُخْلَقي ليقْربَكِ النَّاسُ.................ولكن لتُعبدي من بعيدِ...

نسمة الجنوب
01/06/2008, 22h16
إلى قلبي التائه
ما لآفاقك يا قلبي سودا حالكات
ولأورادك بين الشوك صفرا ذاويات
ولأطيارك لا تلغو؟ فأين النغمات؟
ما لمزمارك لا يشدو بغير الشهقات
ولأوتارك لا تخفق إلا شاكيات
ولأنغامك لا تنطق إلا باكيات
ولقد كانت صباح الأمس بين النسمات
كعذارى الغاب لا تعرف غير البسمات
هو ذا يا قلبي البحر وأمواج الحياة
هو ذا القارب مشدودا إلى تلك الصفاة
هو ذا الشاطئ! لكن أين ربانك؟ مات؟
أين أحلامك يا قلبي؟ لقد فات الفوات
تلك أطيار، أنيقات طراب، فرحات
غردت ثم توارت في غيابات الحياة
أنت يا قلبي قلب أنضجته الزفرات
أنت يا قلبي عش نفرت منه القطاة
فأطارته إلى النهر الرياح العاتيات
فهو في التيار أوراق، وأعواد عراة
أنت حقل مجدب قد هزئت منه الرعاة
أنت ليل معتم تندب فيه الباكيات
أنت كهف مظلم تأوي إليه البائسات
أنت صرح شاده الحب على نهر الحياة
أنت قبر فيه من أيامي الأولى رفات
أنت عود مزقت أوتاره كف الحياة
فهو من وحشته الخرساء بين الكائنات
صامت كالقبر، إلا من أنين الذكريات
أيها الساري مع الظلمة في غير أناة
مطرقا يخبط في الصحراء مكبوح الشكاة
تهت في الدنيا ، وما أبت بغير الحسرات
صل يا قلبي إلى الله،فإن الموت آت
صل فالنازع لا تبقى له غير الصلاة..

غواص النغم
13/08/2008, 17h41
قصائد
:emrose:ابوالقاسم الشابي :emrose:
المغناة

إرادة الحياة (http://www.sama3y.net/forum/showpost.php?p=3897&postcount=1)
حليم الرومي

إرادة الحياة (http://www.sama3y.net/forum/showpost.php?p=3718&postcount=7)
سعاد محمد

إرآدة الحياة (http://www.sama3y.net/forum/showpost.php?p=206154&postcount=34)
لطيفة

في سبيل الحياة (http://www.sama3y.net/forum/showpost.php?p=10485&postcount=4)
حليم الرومي
غنتها ايضا ماجدة الرومي
غناها كارم محمود بلحن اخر بعنوان خلقت طليقا :emrose:

اراك فتحلو لديا الحياة (http://www.sama3y.net/forum/showpost.php?p=206105&postcount=37)
فتحية خيري


أنت الحياة في قدسها (http://www.sama3y.net/forum/showpost.php?p=40635&postcount=14)
عبد الوهاب الدكالي

الصباح الجديد (http://www.sama3y.net/forum/showpost.php?p=161265&postcount=17)
أبو بكر سالم

الصباح الجديد (http://www.sama3y.net/forum/showpost.php?p=172768&postcount=173)
عبدالعزيز محمود
غنتها ايضا امينة فاخت بلحن مختلف:emrose:

صلوآت في هيكل الحب (http://www.sama3y.net/forum/showpost.php?p=224058&postcount=31)
أنور الطرآبلسي

Sami Dorbez
22/10/2008, 04h57
سبعينية أبي القاسم الشابي .. استفهامات وجملة من الأسئلة النائمة


بقلم: آمال موسى

http://www.aawsat.com/2004/11/16/images/art.265845.jpg

مرت سبعة عقود على وفاة الشاعر التونسي أبي القاسم الشابي، ومع ذلك فهو لا يزال الأكثر شهرة بين الشعراء التونسيين، والأكثر قيمة شعرية في نظر كثير من النقاد والمتذوقين للشعر. ولعل استعداد بعض الأطراف الثقافية في تونس الآن لإحياء ذكرى سبعينية الشابي تعد مناسبة لطرح جملة من الأسئلة النائمة، وتحتاج ككثير من الاستفهامات إلى حافز ما للتفجر.

فهل أن اختزال الشابي للمشهد الشعري دليل على فشل الشعراء التونسيين في قتل الأب الشعري؟ أم أنّ الواقع أكثر تعقيدا وتشابكا من مثل هذا السؤال الجاهز؟
إن تناول تجربة الشابي في إطارها وتصفح قصائد «أغاني الحياة» مع الدراية التامة بأن صاحبها غادر الحياة وعمره قرابة ربع قرن، مع إضافة معطى الاستعمار والتزام قصيدة الشابي بمقاومة المستعمر ورفض الطغاة وتمجيد إرادة الشعوب، كلها معطيات تسهم إلى حد كبير في تيسير عملية فهم الوهج المستمر الذي حظي به الشابي،

أي قصر التجربة وصدقها ونبل القضية، كلها عناصر نحتت تمثال الشابي وجعلته يقارب من أكثر من زاوية، دون أن ننسى أن قيمة الوهج أحيانا في تشابك شعاعه والاستغناء عن عادة النبش، واستنطاق ما هو جميل بنفس أدوات مكافحة ما هو هجين.

Sami Dorbez
22/10/2008, 05h02
وقد يكون من الصعب أن نجد في تونس اليوم حفيدا في الشعر لأبي القاسم الشابي، شاعرا ينتمي إلى نفس المدرسة، وذلك بحكم عدة اعتبارات; أولها تغير الظروف السياسية والحضارية التي شكّلت للشابي قصيدته، إلا أنه من الخطأ أيضا القبول بفكرة أن الدفق الشعري في تونس توقف عند الشابي وجف بعد موته.

وإذا ما أردنا بمناسبة سبعينية الشابي مقاربة المشهد الشعري التونسي بشكل سريع، فإننا سننتهي إلى بعض الملاحظات المختزلة جدا.

فمن الظواهر اللافتة للانتباه نذكر التعايش السلمي بين الأشكال الشعرية الثلاثة أي القصيدة العمودية وقصيدة التفعيلة وقصيدة النثر، علما بأن حتى تلك المناوشات العابرة عادة ما تتم بشكل مستتر، وذلك بتمرير موقف نقدي من خلال حوار صحفي أو الإمعان في تأييد تجربة لتسجيل هدف ضد تجربة شعرية أخرى.


ولعل مثل هذه الظاهرة تعكس غياب جدل حول الشعر واحتراقا فكريا يخص القصيدة وآفاقها، وهي حقيقة تترجم الوضع الحالي للحالة الذهنية الشعرية، في حين أنه في فترة السبعينات والثمانينات كان الوضع مختلفا، إذ ظهرت جماعات شعرية كجماعة القيروان التي كان من أبرز وجوهها منصف الوهايبي ومحمد الغزي وأيضا جماعة غير العمودي وغير الحر والتي جمعت الطاهر الهمامي وفضيلة الشابي.

ولقد تغذت القصيدة في تونس في السبعينات والثمانينات من السياسة فأنتج ذلك بروز شعراء تمكنوا من اختراق أسوار الجامعات وكسب جمهور الطلبة في وقت ما ونذكر منهم الصغير أولاد أحمد ومنصف المزغني صاحب قصيدة «عياش» التي باتت اليوم في قطيعة طويلة وعريضة مع قصائده الحالية.

ويبدو أن الطلاق الذي حصل بين الشعر والسياسة في تونس قد أثر سلبا على موقع الشعر عند المتلقي، وأفقده أولويته، فحصل نوع من التراجع في الاهتمام بالشعر ولم يتمكن الإعلام الثقافي ولا الإسهام النقدي من مواكبة الخيارات الجديدة والحيوات المغايرة التي حققها شعراء كرسوا ذواتهم في المشهد الشعري التونسي.
وهنا مأزق شديد الخطورة، إذ يعيش الشاعر في دائرة إعلامية ضيقة تهتم بالشاعر قبل شعره، مع تواضع عدد المجلات الشعرية التي تلملم شتات المشهد الشعري وتحفر في التجارب الحاصلة.

Sami Dorbez
22/10/2008, 05h03
ومن المفارقات المدهشة بروز ظاهرة تثير عدة أسئلة وأظن أنها تحتاج من الباحثين في علم الاجتماع الثقافي دراسات معمقة وهي المتمثلة في عودة العصامية بقوة في بلد يعيش تخمة في عدد الطلبة والجامعيين، والمقصود بذلك أن عددا لا بأس به من الشعراء الشبان لا يمتلكون شهادة الثانوية العامة ويتميزون بكثرة النشر، فتجد الواحد فيهم يمتلك قرابة خمسة مجاميع شعرية وهم غالبا يصدرون في السنة الواحدة مجموعتين شعريتين.

وفي مقابل هذه العصامية الشعرية ومدى قدرة هؤلاء العصاميين على تعويض الوعي المعرفي الناقص والذي لا غنى للموهبة عنه، نجد قائمة من شعراء جيل السبعينات والثمانينات أكاديميين وأيضا معلمين وأعتقد أنها معطيات ذات دلالة وتستفز الباحث لمعالجة نموذجين من الشعراء ومعرفة أدوارهما في ممارسة الفعل الشعري.

وهناك من يرى في ظاهرة النموذج العصامي نتيجة لظاهرة أخرى تتمثل في النشر على النفقة الخاصة ويعتبرون أن استقالة أغلبية دور النشر التونسية، جعلت المجال مفتوحا لكل من هب ودب لاسيما أن وزارة الثقافة تعوض للشاعر «خسارته» بشراء كمية من الكتب.

أما الظاهرة التي قد تثلج صدر الشابي في سبعينيته، فتتعلق بتزايد عدد الشاعرات بشكل لافت للانتباه، بل أنه يمكن القول دون مبالغة أنه قد حصل انفجار نسائي واكتسحت الشاعرات المشهد الشعري كما وكيفا.

من ذلك أن عدد المجموعات الشعرية التي صدرت خلال السنة السابقة بلغ عشرين مجموعة شعرية نسائية وأن تجارب الشاعرات متنوعة حتى في نفس الشكل الشعري الواحد، من ذلك أن الشاعرات اللواتي يكتبن قصيدة النثر كثيرات جدا وهن الأكثر اختلافا، وذلك ربما لطبيعة قصيدة النثر نفسها.

فمثلا فضيلة الشابي التي تكتب دون انقطاع منذ ثلاثة عقود قصيدتها التي تحاور طبيعة العالم تختلف عن قصيدة نجاة العدواني أو رجاء بن حليمة أو إيمان عمارة أو زهرة العبيدي وغيرهن..

لقد جرفتني سبعينية الشابي إلى التحدث إليه عوضا عن التحدث عنه، فتخيلت أني أخبره على عجل عما حصل بعده وذلك دون أن أشبع فضوله أو أقدم تقريرا بدلا عن برقية سريعة، يطغى عليها السرد الحيادي. ولكن أليس الحديث الناقص عادة ما يضرب موعدا لحديث يسد الثغرات؟

salah k
10/07/2009, 00h13
ساكتب لكم عن حياة الشاعر التونسي صاحب البيت الشهير: ساعيش رغم الداء والاعداء كالنسر فوق القمة الشماء.
ولد ابراهيم بورقعة بتوزر المدينة التي ولد فيها ابو القاسم الشابي وانخرط بالتعليم الزيتوني في تونس العاصمة وهناك التقى بالطالب الزيتوني الشاعر ابي القاسم الشابي وكانت بين الاثنين صداقة ومودة وصحبة فكرية ادبيةعاشت لسنوات.ولما توفي الشابي وظهرت مجلة "مكارم الاخلاق" بمدينة صفاقس بعد ثلاث سنوات من وفاته كتب ابراهيم بورقعة مقالات وفاء لصديقه الشابي ونشرها في مجلة "مكارم الاخلاق" وقد كان ابراهيم من فرسانها...ومن باب تعميم الفائدة ومساهمة في مائوية الشابي ننشر البعض من هذه المقالات في رسائل لاحقة ان شاء الله.

salah k
10/07/2009, 13h50
اواصل الحديث عن الشاعر التونسي الشابي :
يرى ابو القاسم الشابي ان الشعر اعلى منزلة من ان ينزل به الى درجة المديح فيقول في تعريف الشعر: يا شعرانت فم الشعور وصرخة الروح الكئيب
يا شعر انت صدى نحيب ال قلب والصب الغيب
يا شعر انت مدامع علقت باهداب الحياة
يا شعر انت دم تفجر من كلوم الكائنات
واسمع قوله في قصيدة يحدثنا فيها عن شعره :
شعري نفاثة قلبي ان جاش فيه شعوري
لولاه ما انجاب عني غيم الحياة الخطير
ولا وجدت اكتئابي ولا وجدت سروري
به تراني حزينا ابكي بدمع غزير
به تراني فروحا اجر ذيل حبوري
لا انظم الشعر ارجو به رضاء امير
بمدحة او رثاء تهدى لرب السرير
حسبي اذا قلت شعرا ان يرتضيه ضميري
بهذه الابيات قد سطر لنا الشابي بقلمه مذهبه في الشعر واعطى لنا درسا تطبيقيا في النواحي والاغراض التي يجب على الشاعرالحقيقي ان يتعاطاها.

يتبع

salah k
14/07/2009, 12h45
اواصل الحديث عن الشابي :
... وقد زادت شهرته الادبية عندما سامر بالخلدونية بطلب من النادي الادبي بتونس مسامرته الشهيرة التي اسماها " الخيال الشعري عند العرب "فقد كان لها دوي في الاوساط الادبية وقد كبرت في نفوس بعض الادباء الجامدين الين يرون ان الادب تراث مقدس يورث عن الاباء والاجداد تجب المحافظة عليه بدون تبديل او تغيير وان الادب العربي غير محتاج الى التجديد والتحسين . وقد شاغب هذا الفريق الشابي مشاغبة لا تذكر ولم تنشر اراؤها فوق الصحف والمجلات واكتفت بانتقاد ابي القاسم داخل البيوت والامكنة الخاصة ولا شك انه يقصد هاته الطائفة بقوله :
وهناك في امن البيوت تبادلوا .....غث الحديث وميت الاراء
وترنموا ما شئتم بشتائمي ......وتجاهروا ما شئتم بعدائي
اما انا فاجيبكم من فوقكم ........والشمس والشفق الجميل ازائي
من جاش بالوحي المقدس قلبه......لم يحتفل بحجارة الفلتاء
وهاته ابيات من قصيدة للشابي عندما انتابه مرض القلب وهد من قواه ولم يشفق عليه خصومه في الادب حتى اخذوا عليه في معتقده الديني وحاولوا اخراجه حتى من حضيرة الاسلام.
ويمثل هذا القصيد الجميل الشابي الرجل المسالم الهادي رجلا جبارا لا يحفل بالداء ولا بالاعداء.
ساعيش رغم الاء والاعداء.........كالنسر فوق القمة الشماء
ادنو الى الشمس المضيئة هازئا......بالسحب والامطار والانداء
لا المح الظل الطئيب ولا ارى.......ما في قرار الهوة السوداء
واسير في دنيا المشاعر حالما.......غردا وتلك طبيعة الشعراء
يتبع.........

salah k
14/07/2009, 12h49
اواصل الحديث عن الشابي :
... وقد زادت شهرته الادبية عندما سامر بالخلدونية بطلب من النادي الادبي بتونس مسامرته الشهيرة التي اسماها " الخيال الشعري عند العرب "فقد كان لها دوي في الاوساط الادبية وقد كبرت في نفوس بعض الادباء الجامدين الين يرون ان الادب تراث مقدس يورث عن الاباء والاجداد تجب المحافظة عليه بدون تبديل او تغيير وان الادب العربي غير محتاج الى التجديد والتحسين . وقد شاغب هذا الفريق الشابي مشاغبة لا تذكر ولم تنشر اراؤها فوق الصحف والمجلات واكتفت بانتقاد ابي القاسم داخل البيوت والامكنة الخاصة ولا شك انه يقصد هاته الطائفة بقوله :
وهناك في امن البيوت تبادلوا .....غث الحديث وميت الاراء
وترنموا ما شئتم بشتائمي ......وتجاهروا ما شئتم بعدائي
اما انا فاجيبكم من فوقكم ........والشمس والشفق الجميل ازائي
من جاش بالوحي المقدس قلبه......لم يحتفل بحجارة الفلتاء
وهاته ابيات من قصيدة للشابي عندما انتابه مرض القلب وهد من قواه ولم يشفق عليه خصومه في الادب حتى اخذوا عليه في معتقده الديني وحاولوا اخراجه حتى من حضيرة الاسلام.
ويمثل هذا القصيد الجميل الشابي الرجل المسالم الهادي رجلا جبارا لا يحفل بالداء ولا بالاعداء.
ساعيش رغم الاء والاعداء.........كالنسر فوق القمة الشماء
ادنو الى الشمس المضيئة هازئا......بالسحب والامطار والانداء
لا المح الظل الطئيب ولا ارى.......ما في قرار الهوة السوداء
واسير في دنيا المشاعر حالما.......غردا وتلك طبيعة الشعراء
يتبع.........

salah k
30/08/2009, 17h22
السلام عليكم وهذه قصيدة اخرى من قصائد الشابي قالها عندما زارمدينة "عين دراهم" بالشمال الغربي التونسي يصف فيها جمال المنطقة: قصيدة من اغاني الرعاة

اقبل الصبح يغني للحياة الناعسة
والربى تحلم في ظل الغصون المائسة
والصبا ترقص اوراق الزهور اليابسة
وتهادي النور في تلك الفجاج الدامسة
اقبل الصبح جميلا يملا الافق بهاء
فتمطى الزهر والطير وامواج المياه
قد افاق العالم الحي وغنى للحياة
فافيقي يا خرافي وهلمي يا شياه
واتبعيني يا شياهي بين اسراب الطيور
واملاي الواد ثغاء ومراحا وحبور
واسمعي همس السواقي وانشقي عطر الزهور
وانظري الوادي يغشية الضباب المستنير
واقطفي من كلا الارض ومرعاها الجديد
واسمعي شبابتي تشدوبمعسول النشيد
نغم يصعد من قلبي كانفاس الورود
ثم يسموطائرا كالبلبل الشادي السعيد
واذا جئنا الى الغاب وغطانا الشجر
فاقطفي ما شئت من عشب وزهر وثمر
ارضعته الشمس بالضوء وغذاه القمر
وارتوى من قطرات الطل في وقت السحر
وامرحي ما شئت في الوديان او فوق التلال
واربضي في ظلها الوارف ان خفت الكلال
وامضغي الاعشاب والافكار في صمت الظلال
واسمعي الريح تغني في شماريخ الجبال
ان في الغاب ازاهيرا واعشابا عذاب
ينشد النحل حواليها اهازيجاطراب
لم تدنس عطرها الطاهر انفاس الذئاب
لك في الغابات مرعاك ومسعاك الجميل
ولي الانشاد والعزف الى وقت الاصيل
فاذاطالت ظلال الكلا الغض الضئيل
فهلمي نرجع المسعى الى الحي النبيل


فيفري 1933

salah k
31/08/2009, 14h18
- وهذه قصيدة اخرى من اشعار الشابي-

-الصباح الجديد-

اسكني يا جراح...............واسكتي يا شجون

مات عهد النواح...............وزمان الجنون

واطل الصباح.................من وراء القرون

في فجاج الردى...............قد دفنت الالم

ونثرت الدموع................لرياح العدم

واتخذت الحياة................معزفا للنغم

اتغنى عليه...................في رحاب الزمان

واذبت الاسى................في جمال الوجود

ودحوت الفؤاد...............واحة للنشيد

والضيا والظلال..............والشذى والورود

والهوى والشباب.............والمنى والحنان

اسكني يا جراح..............واسكتي يا شجون

مات عهد النواح..............وزمان الجنون

واطل الصباح................من وراء القرون

في فؤادي الرحيب............معبد للجمال

شيَدته الحياة.................بالرؤى والخيال

فتلوت الصلاة...............في خشوع الظلال

وحرقت البخور.............واضات الشموع

ان سحر الحياة..............خالد لا يزول

فعلام الشكاه................من ظلال يحول

ثم ياتي الصباح.............وتمر الفصول

سوف ياتي ربيع............ان تقضَى ربيع

من وراء الظلام............وهدير المياه

قد دعاني الصباح...........وربيع الحياة

ياله من دعاء..............هزَ قلبي صداه

لم يعد لي بقاء.............فوق هذي البقاع

الوداع الوداع.............يا جبال الهموم

يا ضباب الاسى...........يا فجاج الجحيم

قد جرى زورقي..........في الخضم العظيم

ونشرت القلاع...........فالوداع الوداع


افريل 1933

salah k
01/09/2009, 18h54
وقال ابو القاسم الشابي في قصيدة " النجوى "

قف قليلا ايها الساري القمر..............واصطبر

ياسميري في اويقات الكدر...............والضجر

واسقني من جدول النور البديع............قدحا

علني افهم هينوم الربيع..................ان صحا

كم فؤاد اذ تولته الشجون................والهموم

بث اسلاكك والدمع هتون................ما يروم

ان تكن تضحك سخرا بالبشر.............يا قمر

فلكم احزنك الدهر الخطر................بالنُكر

ايها القاموس يا صوت الحياة.............صداها

واغانيها العذاب الشاديات................ونداها

ما لأمواجك يطغيها الغرور..............فتثور

ثم تاوي نحو هاتيك الصخور.............كالكسير؟

اتراها تذكر الامس الجميل...............وسلامة

فتحيي ذلك المجد النبيل..................بابتسامة

وتغني ثم لا تلبث ان....................تحتويها

لوعة اليوم فتبكي وتئنُ..................لشقاها

salah k
02/09/2009, 13h06
يا عذارى الجمال، والحبِّ، والأحلامِ، بَلْ يَا بَهَاءَ هذا الوُجُودِ

قد رأَيْنا الشُّعُورَ مُنْسَدِلاتٍ كلّلَتْ حُسْنَها صباحُ الورودِ

ورَأينا الجفونَ تَبْسِمُ..، أو تَحْلُمُ بالنُّورِ، بالهوى ، بِالنّشيدِ

وَرَأينا الخُدودَ، ضرّجَها السِّحْرُ، فآهاً مِنْ سِحْرِ تلكَ الخُدود

ورأينا الشِّفاه تبسمُ عن دنيا من الورد غضّة ٍ أملُود

ورأينا النُّهودَ تَهْتَزُّ، كالأزهارِ في نشوة الشباب السعيدِ

فتنة ٌ، توقظ الغرام، وتذكيه وَلكنْ مَاذا وراءَ النُّهُودِ

ما الذي خلف سحرها الحالي، السكران، في ذلك القرارِ البعيدِ..؟

أنفوسٌ جميلة ٌ، كطيور الغابِ تشدوُ بساحر التغريدِ

طاهراتٌ، كأَنَّها أَرَجُ الأَزَهارِ في مَوْلِدِ الرّبيعِ الجَديد؟

وقلوبٌ مُضيئة ٌ، كنجوم الليل ضَوَاعة ٌ، كغضِّ الورودِ؟

أم ظلامٌ، كأنهُ قِطَعُ الليل، وهولٌ يُشيبُ قلبَ الوليدِ

وخِضَمُّ، يَمُوج بالإثْمِ والنُّكْ رِ، والشَّرِّ، والظِّلالِ المَديدِ؟

لستُ أدري، فرُبّ زهرٍ شذيِّ قاتل رغمَ حسنه المشهودِ

صانَكنَّ الإلهُ من ظُلمة ِ الرّوحِ وَمِنْ ضَلّة الضّميرِ المُرِيدِ

إن ليلَ النّفوسِ ليلٌ مُريِعٌ سرمديُّ الأسى ، شنيع الخلودِ

يرزَحُ القَلْبُ فيه بالأَلَم المرّ، ويشقي بعِيشة المنكودِ

وَربيعُ الشَّبابِ يُذبِلُهُ الدُّهْرُ، ويمضي بِحُسْنِهِ المَعْبُودِ

غيرَ باقٍ في الكونِ إلا جمالُ الرُّوح غضًّا على الزَّمانِ الأَبيدِ

salah k
02/09/2009, 13h26
وهذه قصيدة اخرى من روائع الشابي
بعنوان "احلام شاعر "

ليتَ لي أن أعيشَ هذهِ الدنيّا سَعيداً بِوَحْدتي وانفرادي

أَصرِفُ العْمْرَ في الجبالِ، وفي الغاباتِ بينَ الصنوبّر الميّادِ

ليس لي من شواغل العيش ما يصرفُ نفسي عن استماعِ فؤادي

أرقبُ الموتَ، والحياة َ وأصغي لحديثِ الآزال والآبادِ

وأغنيّ مع البلابل في الغابِ، وأصغيِ إلى خرير الوادي

وَأُناجي النُّجومَ والفجرَ، والأَطيارَ والنّهرَ، والضّياءَ الهادي

عيشة ً للجمالِ، والفنِ، أبغيها بعيداً عَنْ أمتَّي وبلادي

لا أعنِّي نفسي بأحزانيِ شعبي فهو حيٌّ يعيشُ عيشَ الجمادِ!

وبحسبي مِنَ الأسى ما بنفسي من طريفٍ مُسْتَحْدَثٍ وتِلادِ

وبعيداً عن المدينة ، والنّاس، بعيداً عن لَغْوِ تلك النّوادي

فهو من معدنِ السّخافة والإفك ومن ذلك الهُراء العادي

أين هوَ من خريرِ ساقية الوادي وخفقِ الصدى ، وشدوِ الشادي

وَحَفيفِ الغصونِ، نمَّقها الطَّلُّ وَهَمْسِ النّسيمِ للأوْراد؟

هذهِ عِيشة ٌ تقدِّسُها نفسي وأدعُو لمجدها وأنادي

salah k
02/09/2009, 13h53
من اجمل القصائد التي قالها الشابي
قصيدة "الجنة الضائعة "


كَمْ من عُهودٍ عذبةٍ في عَدْوة الوادي النضير
فِضِّيّـةِ الأسحار مُذْهَبَةِ الأصائل والبكورْ
كانت أرقّ من الزهور, ومن أغاريد الطيور
وألذّ من سحر الصِّبا في بَسمة الطفل الغرير
قضيّتُها ومعي الحبيبةُ لا رقيب ولا نذيرْ
إلاّ الطفولة حولنا تلهو مع الحُبِّ الصغيرْ
أيـام كانت للحياة حلاوة الروض المطيرْ
وطهارةُ الموج الجميل, وسِحر شاطئه المنير
ووداعة العصفور, بين جداول الماء النميرْ
أيامَ لم نَعرف من الدُّنيا سوى مَرَحِ السُّرور
وتَتَبُّعِ النَّحْل الأنيق وقَطْفِ تيجان الزهورْ
وتسلُّقِ الجبلِ المكلّل بالصّنَوْبَر والصخورْ
وبناءِ أكواخِ الطفولة تحت أعشاش الطيورْ
مسقوفةً بالورد, والأعشاب والورق النضير
نبني, فتهدمها الرياحُ, فلا نضجُّ ولا نثورْ

ونعودُ نضحكُ للمروج, وللزنابقِ, والغديرْ
ونخاطبُ الأصداءَ, وهي تَرِفُّ في الوادي المنير
ونعيد أغنية السواقي, وهي تلغو بالخريرْ
ونَظَلُّ نركض خلف أسراب الفراش المستطير
ونمرُّ ما بين المروج الخضر , في سكر الشعور
نشدو, ونرقصُ - كالبلابلِ - للحياة , وللحبور
ونظل ننثرُ للفضاء الرّحْبِ, والنهرِ الكبيرْ
ما في فؤادَيْنا من الأحلام, أو حُلْوِ الغرورْ
ونَشِيدُ في الأُفق المخضّب من أمانينا قصور
أزهـى من الشفَقِ الجميل, وروْنق المرج الخضير
وأجلَّ من هذا الوجودِ, وكلِّ أمجادِ الدهورْ
أبـدًا, تُدلِّلُهـا الحياةُ بكلِّ أنواعِ السرورْ
وتبـثُّ فينا من مراحِ الكون ما يغوي الوقور
فنسيرُ, نَنْشُد لهوَنا المبعود - في كل الأمور
ونظل نعبث بالجليل من الوجود, وبالحقيرْ:
بالسائل الأعمى وبالمعتوه, والشيخِ الكبيرْ
بالقطة البيضاءِ, بالشاة الوديعة, بالحميرْ
بالعشب, بالفنن المنوِّر, بالسنابل, بالسَّفيرْ
بالرَّمْلِ, بالصخر المحطَّم, بالجداول , بالغدير
واللهْو, والعبَثُ البريءُ, الحلو , مطمحنا الأخير
ونظل نقفز, أو نُثَرْثِرُ أو نغنِّي, أو ندورْ
لا نسأم اللهوَ الجميلَ, وليس يدركنا الفتورْ
فكأنّنـا نحيا بأعصابٍ من المَرحِ المُثِيرْ
وكأننـا نمشـي بـأقدامٍ مجنَّحـةٍ, تطيرْ
أيـام كنـا لُبَّ هذا الكون, والباقي قشورْ
أيـام تفرشُ سُبْلنا الدنيا بأوراق الزهورْ
وتمـرُّ أيـامُ الحياة بنا, كأسراب الطُّيورْ
بيضـاء لاعبـةً, مُغـرِّدةً مجنَّحةً بنورْ
وتُرَفْرف الأفراحُ فوق رؤوسنا أنَّى نسيرْ
آهٍ! توارى فَجْرِيَ القدُسيُّ في ليل الدهورْ
وفنَى, كما يفنَى النشيدُ الحلو في صمت الأثير
أوّاهُ, قد ضاعت عليَّ سعادةُ القلب الغريرْ
وبقيت في وادي الزمان الجهم أدأب في المسير
وأدوسُ أشواك الحياة بقلبيَ الدّامي الكسيرْ
وأرى الأباطيل الكثيرةَ, والمآثم, والشرورْ
وتصادُمَ الأهواء بالأهواء في كل الأمورْ
ومَذَلّةَ الحقِّ الضعيفِ, وعزّةَ الظلم القديرْ!
وأرى ابنَ آدَمَ سائرًا في رحْلَةِ العُمُرِ القصيرْ
ما بينَ أهوال الوجودِ, وتَحت أعباء الضمير
متسلِّقًا جَبَلَ الحياةِ الوعْرَ, كالشَّيْخِ الضّريرْ
دامي الأكفِّ, مُمَزّقَ الأقْدَامِ, مُغْبَرَّ الشعورْ
مُترنِّحَ الخطواتِ ما بين المزالق والصُّخورْ
هالتْهُ أشْباحُ الظلامِ, وراعهُ صوتُ القبورْ
ودويُّ إعْصار الأسى, والموت, في تلك الوُعورْ
ماذا جنيتُ من الحياة ومن تجاريب الدُّهورْ
غـيرَ الندامةِ والأسى واليأس والدمع الغزير؟
هـذا حَصادي من حقول العالَم الرحب الخطير
هذا حَصادي كلُّه, في يقظة العَهْدِ الأخيرْ
قـد كنتُ في زمن الطفولةِ, و السذاجة و الطهور
أحيا كما تحيا البلابلُ, والجداولُ, والزُّهورْ
لا نحفل, الدنيا تدور بأهلها, أو لا تدورْ
واليومَ أحيا مُرْهَقَ الأعْصاب , مشبوب الشعور
مُتأجِّجَ الإحساسِ, أحفلُ بالعظيم, وبالحقيرْ
تمشـي على قلبي الحياةُ, ويزحف الكون الكبير
هذا مصيري, يا بني, فما أشقى المصيرْ!

salah k
03/09/2009, 13h23
ابو القاسم الشابي
قصيدة : الى عازف اعمى

أدركتَ فَجْرَ الحَياة ِ أعمْى
وَكُنْتَ لاَ تَعْرِفُ الظَّلامْ
فَأَطْبَقَتْ حَوْلَكَ الدَّيَاجِي
وغامَ من فوقِك الغمامْ
وَعِشْتَ في وَحْشَة ٍ، تقاسي
خواطراً، كلّها ضرامْ
وغربة ٍ، ما بها رفيقٌ
وظلمة ٍ، ما لها ختام
تشقُّ تِيهَ الوجودِ فرداً
قد عضّك الفَقْرُ والسُّقَامْ
وطاردتْ نفسَك المآسي
وفرَّ من قلبِك السّلامْ
هوِّنْ عَلى قلبك المعنَّى
إنْ كُنْتَ لاَ تُبْصِرُ النُّجُومْ
ولا ترى الغابَ، وهْو يلغو
وفوقه تَخْطُرُ الغُيومْ
ولا ترى الجَدْوَلَ المغنِّي
وَحَوْلَهُ يَرْقُصُ الغيم
فكلُّنا بائسٌ، جَديرٌ
برأفة ِ الخالقِ العَظيمْ
وكلُّنا في الحياة أعمى
يَسُوقه زَعْزَعٌ عَقِيمْ
وحوله تَزْعَقُ المَنَايا
كأنَّها جِنَّة ُ الجَحِيمْ:
يا صاح! إن الحياة قفرٌ
مروِّعٌ، ماؤهُ سرابْ
لا يجتني الطَّرْفُ منه إلاّ
عَواطفَ الشَّوكِ والتُّرابْ
وأسعدُ النّاس فيه أعمى
لا يبصرُ الهولَ والمُصابْ
ولا يرى أنفس البرايا
تَذُوب في وقْدَة ِ العَذَابْ
فاحمدْ إله الحياة ، وافنعْ
فيها بألْحَانِكَ العِذابْ
وعِشْ، كما شاءَتِ الليالي
من آهَة ِ النَّاي والرَّبَابْ

salah k
03/09/2009, 13h28
"النبي المجهول "

أيْها الشعبُ! ليتني كنتُ حطَّاباً
فأهوي على الجذوعِ بفأسي!
ليتَني كنتُ كالسيّولِ، إذا يالَتْ
تهدُّ القبورَ: رمْساً برمٍسِ!
ليتَني كنتُ كالريّاح، فأطوي
ورودُ الرَّبيع مِنْ كلِّ قنْس
ليتني كنتُ كالسّتاء، أُغَشِّي
كل ما أَذْبَلَ الخريفُ بقرسي!
ليتَ لي قوَّة َ العواصفِ، يا شعبي
فأُلقي إليكَ ثَوْرة َ نفسي!
ليت لي قوة َ الأعاصيرِ! إن ضجَّتْ
فأدعوكَ للحياة ِ بنبسي!
ليت لي قوة َ الأعاصيرِ..! لكْ
أنتَ حيٌّ، يقضي الحياة برمسِ..!
أنتَ روحٌ غَبِيَّة ٌ، تكره النّور،
وتقضي الدهور في ليل مَلْس...
أنتَ لا تدركُ الحقائقَ إن طافتْ
حواليكَ دون مسّ وجسِ...
في صباح الحياة ِ صَمَّخْتُ أكوابي
وأترعتُها بخمرة ِ نفسي...
ثُمَّ قدَمْتُها إليكَ، فأهرقْتَ
رحيقي، ودُستَ يا شعبُ كأسي!
فتألَّمت..، ثًمَّ أسكتُّ آلامي،
وكفكفتُ من شعوري وحسّي
ثُم نَضَّدْتُ من أزاهيرِ قلبي
باقة ً، لمْ يَمَسَّها أيُّ إِنْسِي...
ثم قدّمْتُها إليكَ، فَمزَّقْتَ
ورودي، ودُستَها أيَّ دوسِ
ثم ألبَسْتَني مِنَ الحُزْنِ ثوباً
وبشوْك الجِبال توَّجتَ رأسي
إنني ذاهبٌ إلى الغابِ، ياشَعْبي
لأقضي الحياة َ، وحدي، بيأسي
إنني ذاهبٌ إلى الغابِ، علَّي
في صميم الغابات أدفنُ بؤسي
ثُمَّ أنْسَاكَ ما استطعتُ، فما أنت
بأهْلِ لخمرتي ولكَأسي
سوف أتلو على الطُّيور أناشيدي،
وأُفضي لها بأشواق نَفْسي
فَهْي تدري معنى الحياة ، وتدري
أنّ مجدَ النُّفوسِ يَقْظَة ُ حِسِّ
ثم أقْضي هناك، في ظلمة الليل،
وأُلقي إلى الوجود بيأسي
ثم تَحْتَ الصَّنَوْبَر، النَّاضر، الحلو،
تَخُطُّ السُّيولُ حُفرة َ رمسي
وتظَلُّ الطيورُ تلغو على قبْرِي
ويشدو النَّسيمُ فوقي بهمس
وتظَلُّ الفصولُ تمْشي حواليَّ،
كما كُنَّ في غَضارَة أمْسي
أيّها الشّعبُ! أنتَ طفلٌ صغيرٌ،
لاعبٌ بالتُّرابِ والليلُ مُغْسِ..!
أنتَ في الكَوْنِ قوَّة ٌ، لم تَنسْسها
فكرة ٌ، عبقريَّة ٌ، ذاتُ بأسِ
أنتَ في الكَوْنِ قوة ٌ،كبَّلتْها
ظُلُمَاتُ العُصور، مِنْ أمس أمسِ..
والشقيُّ الشقيُّ من كان مثلي
في حَسَاسِيَّتي، ورقَّة ِ نفسي
هكذا قال شاعرٌ، ناولَ النَّاسَ
رحيقَ الحياة ِ في خير كأسِ
فأشاحُوا عنْها، ومرُّوا غِضابا
واستخفُّوا به، وقالوا بيأس:
"قد أضاعَ الرشّادُ في ملعب الجِنّ
فيا بؤسهُ، أصيب بمسّ
طالما خاطبَ العواصفَ في الليلِ
ويَمْشي في نشوة ِ المُتَحَسِّي
طالما رافقَ الظلامَ إلى الغابِ
ونادى الأرواحَ مِن كلِّ جِنْس»
طالما حدَّثَ الشياطينَ في الوادي،
وغنّى مع الرِّياح بجَرسِ»
إنه ساحرٌ، تعلِّمُه السحرَ
الشياطينُ، كلَّ مطلع شمسْ
فکبعِدوا الكافرَ الخبيثَ عن الهيكلِ
إنّ الخَبيثَ منبعُ رِجْسِ»
«أطردوه، ولا تُصيخوا إليه
فهو روحٌ شريِّرة ٌ، ذات نحْسِ
هَكَذا قَال شاعرٌ، فيلسوفٌ،
عاشَ في شعبه الغبيِّ بتَعْسِ
جَهِلَ الناسُ روحَه، وأغانيها
فساموُا شعورَه سومَ بخْسِ
فَهْوَ في مَذهبِ الحياة ِ نبيٌّ
وَهْوَ في شعبهِ مُصَابٌ بمسِّ
هكذا قال، ثمّ سَار إلى الغابِ،
ليَحْيا حياة شعرٍ وقُدْسِ
وبعيداً، هناك..، في معبد الغاب
الذي لا يُظِلُّه أيُّ بُؤْسِ
في ظلال الصَّنوبرِ الحلوِ، والزّيتونِ
يقْضي الحياة َ: حرْساً بحرْسِ
في الصَّباح الجميل، يشدو مع الطّير،
ويمْشي في نشوة ِ المنحسِّي
نافخاً نايَه، حوالْيه تهتزُّ
ورودُ الرّبيع منْ كلِّ فنسِ
شَعْرُه مُرْسَلٌ- تداعُبه الرّيحُ
على منكبْيه مثلَ الدُّمُقْسِ
والطُّيورُ الطِّرابُ تشدو حواليه
وتلغو في الدَّوحِ، مِنْ كُلِّ جنسِ
وترا عند الأصيل، لدى الجدول،
يرنو للطَّائرِ المتحسِّي
أو يغنِّي بين الصَّنوبرِ، أو يرنو
إلى سُدْفَة الظَّلامِ الممسّي
فإذا أقْبَلَ الظلامُ، وأمستْ
ظلماتُ الوجودِ في الأرض تُغسي
كان في كوخه الجميل، مقيماً
يَسْألُ الكونَ في خشوعٍ وَهَمْسِ
عن مصبِّ الحياة ِ، أينَ مَدَاهُ؟
وصميمِ الوجودِ، أيَّان يُرسي؟
وأريجِ الوُرودِ في كلِّ وادٍ
ونَشيدِ الطُّيورِ، حين تمسِّي
وهزيمِ الرِّياح، في كلِّ فَجٍّ
وَرُسُومِ الحياة ِ من أمس أمسِ
وأغاني الرعاة ِ أين يُواريها
سُكونُ الفَضا، وأيَّان تُمْسي؟؟
هكذا يَصْرِفُ الحياة َ، ويُفْني
حَلَقات السنين: حَرسْاً بحرْسِ
يا لها من معيشة ٍ في صميم الغابِ
تُضْحي بين الطيور وُتْمْسي!
يا لها مِنْ معيشة ٍ، لم تُدَنّسْهَا
نفوسُ الورى بخُبْثٍ ورِجْسِ!
يا لها من معيشة ٍ، هيَ في الكون
حياة ٌ غريبة ٌ، ذاتُ قُدسِ

salah k
03/09/2009, 13h53
بمناسبة مئوية ميلاد الشاعر أبو القاسم الشابي، التي صادفت يوم الرابع والعشرين من الشهر الماضي، تنظم تونس احتفاليات ضخمة في واحة توزر مسقط رأسه. وانطلقت الاحتفالات بتدشين معرض وإقامة أمسية شعرية وستستمر نحو ثمانية أشهر لتختتم في التاسع من أكتوبر (تشرين الأول) تاريخ وفاته. وكذلك يحتفي مهرجان دبي الدولي للشعر في دورته الحالية التي تفتتح غدا، بالذكرى المئوية لميلاد شاعر الإرادة العربية أبو القاسم الشابي صاحب البيت الأكثر شهرة في الشعر الوطني والانتصار للحياة: إذا الشعب يوما أراد الحياة ... فلا بد أن يستجيب القدر

يشكل الاحتفال بمرور مائة عام على ذكرى ميلاد شاعر تونس الأكثر شهرة أبي القاسم الشابي ( 24 فبراير 1909 - 9 أكتوبر 1934) حدثا ثقافيا استثنائيا، تجندت له وزارة الثقافة والمحافظة على التراث التونسية، لوضع البرنامج الاحتفالي الذي يليق بشاعر في حجم الأثر الذي خلفه الشابي.
وتضمن البرنامج، الذي وضعته لجنة مختارة من شعراء ونقاد تونسيين، مجموعة من الفقرات الهامة التي تجمع بين كثافة الأماسي والحلقات النقدية وإصدار كتب وتنظيم ندوة نقدية كبرى. دون أن ننسى أن معرض تونس الدولي للكتاب، نظم من جهته معرضا وثائقيا ضخما يروي سيرة الشابي شاعرا وإنسانا، كما تجري الاستعدادات حثيثة بالنسبة إلى عدد المنتجين والمبدعين، حيث هناك من هو منشغل بإعداد شريط وثائقي وآخر بصدد تلحين إحدى قصائده ومجموعة مسرحية منهمكة في إعداد عمل يقارب الشابي مقاربة طريفة تضعه في سياقه الزمني والثقافي والتاريخي.
وكما هو معروف، فإن الشابي لم يعش طويلا (25 سنة فقط) وقد توفاه الأجل وهو في عز الشباب بعد معاناة صعبة وطويلة مع المرض زادت في حدتها رهافة حسه. وينتمي الشابي إلى عائلة علم وجاه، درس في جامعة الزيتونة وكرس حياته للشعر وللنقد وللكتابة المختلفة والصادمة، وقد نشر قصائده حتى خارج تونس وذلك في مجلة «أبولو» المصرية التي لفتت له انتباه القراء في المشرق. استطاع أبو القاسم الشابي رغم عمره الشعري القصير الذي لا يتجاوز فعليا السبع سنوات، من أن يضمن الخلود من خلال عمق الأثر الذي تركه في المدونة الشعرية التونسية والعربية والعالمية بشكل عام وذلك باعتبار أن المبدع الحقيقي ملك للإنسانية جمعاء.
أبو القاسم الشابي، شاعر تونس الكبير ورمزها الأكثر شهرة بين أدباء تونس الكثيرين، قد أسال حبر كثير من النقاد الذين أجمعوا على فرادة تجربته وتميز موهبته وإن اختلف بعضهم في تقدير حجم الموهبة ومداها.
لقد تأثر أبو القاسم الشابي بالمدرسة الرومانطقية التي أسسها أدباء المهجر وخصوصا تجربة جبران خليل جبران. لذلك اعتبر من المجددين في الشعر الكلاسيكي على المستوى الفني، في حين أن مضامينه توزعت بين النضال شعرا في خدمة الوطن وضد المستعمر وبين التأمل المغرق في كنه الوجود والكون والحياة والموت والإنسان والحب والمرأة والشعر. فقد جمع شعره بين الالتزام والرومانطقية والوجودية وكلها أبعاد شديدة الالتصاق بحياة الشاعر وبتجاربه المريرة من المرض والموت والفراق وغطرسة المستعمر، وأيضا بتعلقه بالمقابل بالحياة وبحب الطبيعة.
إن ديوان «أغاني الحياة» الذي نُشر بعد أكثر من عشرين سنة من وفاة صاحبه أبي القاسم الشابي أي في عام 1955، يغلب عليه الصدق الفني وثراء المضامين، وفيه مارس الشاعر المفهوم الذي تبناه للشعر إذ يقول نثرا في هذا الصدد: «الشعر ما تسمعه وتبصره في ضجة الريح وهدير البحار وفي بسمة الوردة الحائرة يدمدم فوقها النحل ويرفرف حواليها الفراش، وفي النغمة المفردة يرسلها الطائر في الفضاء الفسيح». أما الشعراء فيصفهم على النحو التالي: «أولئك الموهوبون الذين يسبقون عصورهم فيغنون أشهى أغاني الجمال وأعذب أناشيد القلب البشري لأجيال لم تخلق بعد. وهم أولئك الذين لا يصورون عادات العصر المتغيرة المتحولة، بل عادات الحياة الخالدة على الدهر، ولا يصفون أحاديث الوعاظ والمتكلمين والمتفلسفين بل أحاديث نفس الإنسان التائهة في بيداء الزمان، ولا يعلنون أسرار القصور والمجالس، بل أسرار الأزل والأبد». إن النظرة السامية في مقاربة وظيفة الشعر وصورة الشاعر الحق، قد انسحبت أيضا على نظرة الشاعر للمرأة، تلك التي عبر عنها بوضوح شديد في قصيدته «هيكل الحب» حيث يصف فيها المرأة بأنها روح الربيع وفجر السحر وأنشودة الأناشيد وابنة النور. لقد عكست قصائد ديوان «أغاني الحياة» الموهبة الفذة والزخم الداخلي الغزير للشاعر أبي القاسم الشابي، وأظهرت في نفس الوقت ما كانت ستتفتق به موهبته لو لم ينهش المرض جسد شاعرها ويسلمه للموت مبكرا.
إلى جانب المدونة الشعرية الخالدة التي تركها أبو القاسم الشابي، فإن مدونته النثرية أيضا التي تضم المحاضرات وأشهرها محاضرته حول «الخيال الشعري عند العرب»، ومقالاته، تتوفر أيضا على مذكّرات تجمع بين القيمة الذاتية والموضوعية، بل إنها مرآة تعكس الحياة الثقافية والأدبية في فترة الثلاثينات من القرن الماضي وتكشف عن معاناة الشاعر الصعبة مع الموت ومع محيطه وواقعه الفكري بشكل عام.
وتشتمل «مذكّرات الشابي» على 22 مذكرة، تم تسجيلها على امتداد 37 يوما وذلك بشكل غير مواظب من تاريخ 1 يناير (كانون الثاني) 1930 إلى 6 فبراير (شباط) من نفس السنة.
وكعادة شعره، كان الشابي في مذكراته في منتهى الصدق والشفافية يطلق العنان لنزعته الرومانسية والمثالية الجامحة، الشيء الذي جعل المذكّرات بالإضافة إلى قيمتها الوثائقية لما تتضمنه من أخبار ثقافية وفكرية، ذات درجة عالية من الحميمية ومن البوح ومن الصراحة، حيث لم يتوان عن فضح الثقافة التقليدية، ولم يتأخر في إماطة اللثام عن سلبيات محيطه كافة، بما فيها معاركه الفكرية ضد الانغلاق ورفض الاجتهاد والتجديد. وقد دوّن في إحدى المذكّرات مشاحنة لفظية على النحو التالي: «وقد تعمدت إهاجته فأخذت أفند كل رأي يقوله وكل كلمة يلفظها حتى غضب غضبا أصبح معه لا يبين كلاما ثم حلف على أن لا يجادلنا بعدها، ويتناول كتابا يتشاغل به عنا فنأبى إلا الإغراق في النقد فلا يستطيع سكوتا فتثور ثائرته ويرمينا ببعض الكلمات ثم يأخذ في الاعتذار عنها. وقد استحالت قلوبنا عليه حديدا لا تشفق ولا ترحم. فدخلنا في مواضيع أخرى كلها نقد وشدة ومن بينها مسألة الزوايا و(البندير) فقد تشدّدنا في هذه المسألة وهجمنا عليها هجوما عنيفا ثم خرجنا وتركناه يغلي كالمرجل» (أبو القاسم الشابي، المذكرات، تونس، الدار التونسية للنشر، 1966، ص 86)
وقد تعمق كثير من النقاد في مضامين «مذكّرات الشابي» وقيمتها الأدبية والوثائقية، ونذكر منهم محمد صالح بن عمر الذي أقرّ في بحث له بتعدد أنماط الخطاب في نصوص المذكّرات والمتمثلة في توفر كل من السردي والشعري والحجاجي (كتاب «إطلالات على المشهد الحكائي في تونس» للباحث الناقد محمد صالح بن عمر، تونس، 2007، ص 9) ويغلب على نصوص المذكّرات تصوير الشاعر لحالته المتأزمة ولتأصل الشعور بالحزن في داخله وذلك لأسباب متعددة لعل أكثرها وجعا عند الشابي فقدانه لحبيبته وهو في الثامنة عشر من عمره وموت والده الذي ضاعف من معاناته وجعله فريسة سهلة للمرض وللموت المبكر. لذلك فقد أطلق الشابي في المذكّرات العنان للبوح المباشر والواضح، من ذلك يقول في مذكرة يوم 14 يناير (كانون الثاني) 1930: «أشعر اليوم بفتور في بدني وبتوعك في مزاجي ولا أدري مأتاه وأحس بكآبة عميقة تستحوذ على مشاعري وتقبض على قلبي وتجعلني أكره الكتب والأسفار والمحابر والأقلام». ويمعن في مذكّرة أخرى في إبراز شعوره العميق بالغربة الوجودية والاجتماعية: «أشعر الآن أني غريب في هذا الوجود وأنني ما أزداد يوما في العالم إلا وأزداد غربة بين أبناء الحياة وشعورا بمعاني هذه الغربة الأليمة، غربة من يطوف مجاهل الأرض ويجوب أقاصي المجهول ثم يأتي يتحدث إلى قومه عن رحلاته البعيدة فلا يجد واحدا منهم يفهم من لغة نفسه شيئا».
إن «مذكّرات الشابي» تستمد ثراءها من ثراء الزخم الداخلي للشاعر أبي القاسم الشابي، لذلك فهي تؤثر في المتأمل فيها وتجعله يقترب أكثر من أغوار الشاعر التي تجمع بين الحساسية العالية والفكر الثوري الحازم. بل إنها تكشف عن قوة إحساس الشابي بالمسؤولية إزاء شعبه إذ لم يترك الأحزان تخرس قلمه ولم يستسلم لسلبية الموت، فكان شاعرا في القصيدة وفي الحياة كما أولى بالشاعر الحق أن يكون. ولعل أهم ما يميز تجربة الشابي تكريسها لقيم الحداثة من خلال المناداة بالحرية ونبذه التقليد والجمود. ومن مواقفه المشهودة له التي تدل على صدقه الشعري أنه كان رافضا للمديح وحتى الرثاء لمن يوصفون بعلية القوم، ولم يرث في حياته أحدا باستثناء والده الذي شكل أحد أهم منابع حزنه وشجنه المزمن.
والسؤال الذي يمكن أن يتبادر إلى ذهن كل قارئ لشعر الشابي هو ماذا كان يمكن أن يبدع لو أن المرض تركه يعيش سنوات أكثر؟

salah k
03/09/2009, 14h01
قصيدة " نظرة في الحياة "


إنَّ الحياة َ صِـراعٌفيها الضّعيفُ يُداسْ
ما فَازَ في ماضِغيهاإلا شديـدُ المـراسْ
للخِبِّ فيها شجـونٌفَكُنْ فتى الإحتراسْ
الكونُ كـونُ شفـاءٍالكونُ كونُ التبـاسْ
الكونُ كونُ اختـلاقٍوضجّة ٌ واختـلاسْ
الـــســـرور،والابـتــئــاسْ
بين النوائـبِ بـونٌللنّاس فيـه مزايـا
البعضُ لم يـدرِ إلاالبِلى ينادي البلايـا
والبعضُ مَا ذَاقَ منهاسوى حقيرِ الرزايـا
إنَّ الحيـاة َ سُبَـاتٌسينقضـي بالمنايـا
آمالُنَا، والخَطايا
فـإن تيقّـظَ كانـتْبين الجفـون بقايـا
كلُّ البلايا...جميعـاًتفْنى ويحْيا السـلامْ!
والذلُّ سبُّـهُ عـارٍلا يرتضيهِ الكِـرامْ!
الفجر يسطع بعد الدُّجى ، ويأتي الضِّياءْ
ويرقُدُ اللَّيْلُ قَسْـراًعلى مِهَـادِ العَفَـاءْ
وللشّعـوب حيـاة ٌحِينـا وحِينـا فَنَـاءْ
واليأْسُ موتٌ ولكـنْموتٌ يثيـرُ الشّقـاءْ
والجِدُّ للشَّعْبِ روحٌتُوحِي إليـهِ الهَنـاءْ
فإن تولَّتْ تصـدَّتحَيَـاتُـهُ لِلـبَـلاءْ

salah k
04/09/2009, 00h59
ابو القاسم الشابي

قصيدة " انا ابكيك للحب "

لست يا أمسي أبكيك لمجد أو لجاه
سلبته منّي الدّنيا وبزّتني رداه
فأنا أحتقر المجد وأوهام الحياة

أو لعمر بلغت منه الليالي منتهاه
وتلاشت في خضم الزمن الطّاغي قواه
فأنا مازلت في فجر شبابي أو ضحاه

لا ولا أبكيك يا أمسي إذا ما قلت "آه"
لنعيم لم ينل قلبي منه مشتهاه
فبنو الأيّام في الدّنيا كما شاء الإلاه

إنّما أبكيك للحبّ الّذي كان بهاه
يملأ الدّنيا فأنّى سرت في الدّنيا أراه
فإذا ما لاح فجر كان في الفجر سناه
وإذا غرّد طير كان في الشّدو صداه
وإذا ما ضاع عطر كان في العطر شذاه

وإذا ما رفّ زهر كان في الزّهر صباه
فهو في الكون جمال يملأ الأفق ضياه
و تُوشّي هذه الأكوان بالسّحر رؤاه
وهو في قلبي - الّذي عانقه الفجر - إلاه
عبقريّ السّحر ممراح وديع في سماه
ينسج الأحلام في قلبي بأضواء الحياة
ويغنّيني فأنسى في مسرّات غناه
كلّ ما في الكون من حزن وأفراح عداه

salah k
06/09/2009, 19h37
(شكوى اليتيم )

وقد غنتها المطربة اللبنانية " هيام يونس "


http://www.edunet.tn/ressources/documentation/images/chabi-yatim.gif

عازف الليل 2009
17/12/2009, 16h50
إنَّ الحياة َ صِراعٌ




إنَّ الحياة َ صِراعٌفيها الضّعيفُ يُداسْما فَازَ في ماضِغيهاإلا شديدُ المراسْللخِبِّ فيها شجونٌفَكُنْ فتى الإحتراسْالكونُ كونُ شفاءٍالكونُ كونُ التباسْالكونُ كونُ اختلاقٍوضجّة ٌ واختلاسْالسرور،والابتئاسْبين النوائبِ بونٌللنّاس فيه مزاياالبعضُ لم يدرِ إلاالبِلى ينادي البلاياوالبعضُ مَا ذَاقَ منهاسوى حقيرِ الرزاياإنَّ الحياة َ سُبَاتٌسينقضي بالمناياآمالُنَا، والخَطايافإن تيقّظَ كانتْبين الجفون بقاياكلُّ البلايا...جميعاًتفْنى ويحْيا السلامْ!والذلُّ سبُّهُ عارٍلا يرتضيهِ الكِرامْ!الفجر يسطع بعد الدُّجى ، ويأتي الضِّياءْويرقُدُ اللَّيْلُ قَسْراًعلى مِهَادِ العَفَاءْوللشّعوب حياة ٌحِينا وحِينا فَنَاءْواليأْسُ موتٌ ولكنْموتٌ يثيرُ الشّقاءْوالجِدُّ للشَّعْبِ روحٌتُوحِي إليهِ الهَناءْفإن تولَّتْ تصدَّتحَيَاتُهُ لِلبَلاءْ

salah k
06/07/2010, 00h06
يعتبر ابو القاسم الشابي من اهم شعراء التاريخ المعاصر في الوطن العربي وقد تغنت الشعوب العربية باشعاره الجميلة وتناولتها العديد من وسائل الاعلام العربية فلنستمع الى هذا البرنامج حول الشابي واشعاره من اذاعة دولة العراق.

sama3y_touns
27/01/2014, 18h29
السلام عليكم وهذه قصيدة اخرى من قصائد الشابي قالها عندما زارمدينة "عين دراهم" بالشمال الغربي التونسي يصف فيها جمال المنطقة: قصيدة من اغاني الرعاة

اقبل الصبح يغني للحياة الناعسة
والربى تحلم في ظل الغصون المائسة
والصبا ترقص اوراق الزهور اليابسة
وتهادي النور في تلك الفجاج الدامسة
اقبل الصبح جميلا يملا الافق بهاء
فتمطى الزهر والطير وامواج المياه
قد افاق العالم الحي وغنى للحياة
فافيقي يا خرافي وهلمي يا شياه
واتبعيني يا شياهي بين اسراب الطيور
واملاي الواد ثغاء ومراحا وحبور
واسمعي همس السواقي وانشقي عطر الزهور
وانظري الوادي يغشية الضباب المستنير
واقطفي من كلا الارض ومرعاها الجديد
واسمعي شبابتي تشدوبمعسول النشيد
نغم يصعد من قلبي كانفاس الورود
ثم يسموطائرا كالبلبل الشادي السعيد
واذا جئنا الى الغاب وغطانا الشجر
فاقطفي ما شئت من عشب وزهر وثمر
ارضعته الشمس بالضوء وغذاه القمر
وارتوى من قطرات الطل في وقت السحر
وامرحي ما شئت في الوديان او فوق التلال
واربضي في ظلها الوارف ان خفت الكلال
وامضغي الاعشاب والافكار في صمت الظلال
واسمعي الريح تغني في شماريخ الجبال
ان في الغاب ازاهيرا واعشابا عذاب
ينشد النحل حواليها اهازيجاطراب
لم تدنس عطرها الطاهر انفاس الذئاب
لك في الغابات مرعاك ومسعاك الجميل
ولي الانشاد والعزف الى وقت الاصيل
فاذاطالت ظلال الكلا الغض الضئيل
فهلمي نرجع المسعى الى الحي النبيل


فيفري 1933




و هذه القصيدة قد غنتها السيدة فيروز
للاستمتاع بها تفضلوا الرابط
‫ظپظٹط±ظˆط² ط§ظ‚ط¨ظ„ ط§ظ„طµط¨ط* ظ…ظ† ط¹ظ…ط§ط± ظ„ظ„ظ…ظˆط³ظٹظ‚ظ‰‬â€ژ - YouTube (http://www.youtube.com/watch?v=egh-Fwx7Ewo)

عادل 63
05/02/2019, 17h52
ديوان أبو القاسم الشابى ورسائلة

فى مجلد واحد