احمد الرشيدي
08/04/2007, 19h02
وردة.. تكاد تكون المطربة الوحيدة التي رفضت الاستسلام لقانون الايام، واستطاعت ان تطور من نفسها والالحان التي تغذت بها لتواكب جيلا مختلفا من السميعة، ليس ذلك فقط، بل استطاعت وببسالة محارب رفع راية العصيان في وجه المرض، الى ان قهرته وعاد صوتها ليجلجل من جديد، ويطرب محبيها.
وردة هي مرادف لزمن الغناء الجميل، صوت من الكريستال شديد النقاء والوضوح، ياخذك في لحظات الفرح الى اعالي السماوات، ويحتويك بحنو بالغ في لحظات الحزن، صوت يالفه قلبك ويبوح اليه بالكثير من القصص المماثلة التي عاشها ويجدها في الكلمات التي تغنت بها.
قال عنها عبد الوهاب انها تملك صوتا يشبه الزغرودة وله خصوصية ومساحات واسعة وعريضة. وردة في حوارها مع الاهرام العربي تحدثت عن بداياتها الفنية وعلاقتها بالمخرج حلمي رفلة، والتنافس بينها وبين فايزة احمد، و(قصة) الحب التي جمعتها ببليغ حمدي وعن سر عودتها.. فالى الحوار:
قدمت للسينما ستة افلام ما اقرب افلامك الى قلبك؟
- احب افلامي التي قدمتها للسينما وهي المظ وعبده الحامولي، صوت الحب، اميرة العرب، حكايتي مع الزمان، اه ياليل يا زمن، ليه يا دنيا. لكن يبقى عندي ضعف خاص تجاه فيلم المظ وعبده الحامولي فهو الاقرب الى قلبي لسببين الاول انه كان بداية الافلام التي قدمتها في مشواري السينمائي والسبب الثاني ان من قام بالبطولة امامي هو الفنان الجميل صاحب الصوت المميز عادل مامون، ولقد شكلنا معا ثنائيا غنائيا متفاهما وانعكس ذلك على ادائنا في الفيلم مما جعله قريبا من قلوب المشاهدين ومازال العمل له شعبية عند كل عرض جديد له.
* على الرغم من ان تجاربك السينمائية حققت نجاحا الا انك اتخذت قرارا بالتوقف فلماذا؟
- بعد فيلم اه ياليل يا زمن عرض على الكثير من السيناريوهات لكن لم اجد نفسي في الادوار المعروضة علي اضف الى ذلك عدم وجود الجهة الانتاجية التي تستطيع ان تصنع فيلما غنائيا محترما نظرا للتكاليف الباهظة لوجود ملحنين وكتاب اغان وفرقة موسيقية كاملة داخل الفيلم كما كان يحدث في السابق في الافلام التي قدمها فريد الاطرش وليلى مراد وغيرها من الافلام الغنائية الناجحة والتي حققت ايرادات ضخمة ولايزال الجمهور يشاهدها الى الان.
* لو عدنا بالذاكرة الى الوراء كيف كانت بداية رحلتك في عالم الغناء والطرب؟
- كان والدي يمتلك مطعما به فرقة موسيقية تعلمت فيها بداية الغناء ثم سمعني فنان جزائري اسمه احمد تيجاني فطلب مني ان اسجل معه اسطوانة بصوتي عن الام، بعدها انتقلت الاسرة الى بيروت بلد امي وهناك احترفت الغناء وفي احدى الحفلات في دمشق غنيت اغنية لجميلة بوحريد وكان حاضراً الحفل المخرج الراحل حلمي رفلة وعندما انتهيت من الغناء طلب مني القيام ببطولة فيلم المظ وعبده الحامولي من هنا كانت بداية انطلاقتي في عالم الغناء والسينما.
* جئت الى مصر لتكوني نجمة سينمائية لكن كيف بدات علاقتك بالوسط الغنائي؟
- حين بدا التحضير النهائي لفيلم المظ وعبده الحامولي فوجئت بالعملاق رياض السنباطي يطلبني ليلحن لي اول اغنية بعنوان (هاقولك حاجة) ثم لحن لي الموسيقار محمد عبد الوهاب احدى اغنيات الفيلم وكانت بعنوان (اسال دموع عنية) وقتها لم اكن اصدق نفسي فانا اقدم اول فيلم سينمائي، وايضا ساغني من الحان اثنين من عمالقة التلحين والطريف في الامر ان والدي لم يكن مقتنعا بانني مطربة او اصلح لذلك الى ان اشتركت في اوبريت وطني الاكبر لعبد الوهاب والذي شهده الزعيم الراحل جمال عبد الناصر واذكر انه صافحني وقال لي: انت صوت الجزائر، في هذه اللحظة فقط اقتنع والدي بانني مطربة.
* ما اهم المراحل في حياتك الفنية؟
- مرحلة العودة للغناء فبعد تحرير الجزائر سافرت مع العائلة الى هناك واعتزلت الغناء وتزوجت وانجبت وداد ورياض وظل الوضع هكذا لاكثر من عشر سنوات الى ان طلبني بومدين للغناء في احتفالات الثورة التي كان يقوم بتلحينها بليغ حمدي ووقتها قال لي ان مكانك ليس هنا وانما في القاهرة وبعد انفصالي عن زوجي عدت الى مصر لابدا رحلة الغناء من جديد، في تلك الفترة حدث تقارب فكري وانساني بيني وبين بليغ حمدي ثم تزوجنا وشكلنا ثنائيا فنيا متميزا اثمر عن مجموعة من الاغنيات التي لا تنسى مثل اغنية (وحشتوني).
* لماذا اخترت ان تكون العودة من خلال التليفزيون بالذات؟ خاصة وان لديك علاقة وثيقة بالسينما؟
- في الفترة الماضية كنت مريضة وامضيت فترة نقاهة طويلة بين جدران المنزل وكنت اشاهد التليفزيون معظم الوقت وقد تكون هذه هي المرة الوحيدة التي شعرت فيها بان الدراما التليفزيونية مهمة جدا في حياتنا لذلك فكرت ان اقدم عملا تليفزيونيا يستطيع ان يصل الى المشاهد بسهولة ويسر وهو جالس في بيته. ومن خلال مناقشاتي مع اصدقائي المقربين ومنهم الصديق العزيز صلاح الشرنوبي ظهرت الفكرة واتفقنا على ان نعمل عليها وظل التحضير لمدة طويلة بعد ذلك تم ترشيح المخرج احمد صقر الى ان انتهينا من الكتابة وبدا التصوير.
* خلال فترة النقاهة التي جلست فيها في المنزل شاهدت الكثير من النجوم في اعمالهم؟ من علق في ذهنك اكثر؟ واحببتي اداءه؟
- هناك اعمال جيدة شاهدتها لكن اعجبني بشدة الفنان يحيى الفخراني الذي يودي ادواره بتلقائية غريبة فهو فنان متدفق الموهبة واعتقد انه ايضا انسان بسيط، وكذلك الفنان نور الشريف انا من اشد المعجبات به وفيفي عبده في ادوارها الاخيرة.
* في ظل زحمة الفضائيات اصبحنا نسمع كل يوم عن صوت جديد ما رايك في الاصوات الموجودة حاليا؟
- هناك اصوات جميلة ومبشرة تستطيع ان تطرب الجمهور مثل امال ماهر التي اعتبرها مستقبل مصر ولكن من المهم لها ان تتعلم الاختيار في الكلمات والالحان التي تتناسب مع صوتها حتى تظهر كل امكاناتها العالية، كذلك شيرين عبد الوهاب صوتها جميل وبه بحة خاصة اما انغام فهي الاقرب الى قلبي واعشق صوتها خاصة انها تمتلك امكانيات هائلة وذكاء فنيا عاليا.
* ما الاغنية التي ترددها وردة لاحد المطربين الموجودين حاليا؟
- هناك اغنية وقعت في غرامها منذ ان سمعتها وهي زيديني عشقا لكاظم الساهر واغنية عمري معاك لانغام والتي لحنها ملحن شاب اسمه شريف تاج الذي اتوقع له مستقبلا طيبا.
* ما الاغنية التي لحنها بليغ حمدي لمطرب او مطربة غيرك وتتمنين ان تغنيها؟ - كنت دائما ما استمع لالحان بليغ اثناء الاعداد لها وحدث ان استمعت للحن تمنيت ان اخذه لنفسي خاصة انه اعجبني بشدة كلحن وكلمات لكن الاغنية ذهبت الى عبد الحليم حافظ وبرع في غنائها وهي اي دمعة حزن لا.
* وما الاغنية التي لحنها بليغ حمدي لك خصيصا؟
- رغم انه لم يقل لي ذلك صراحة لكن اعتبر اغنية العيون السود هدية من بليغ الي على الرغم ان كثيرين قالوا لي ان اغنية (بودعك) لحنها بليغ لوردة الا انني شعرت ان بليغ لحنها الى مصر كلها وليس لي فقط.
* ظهرت وسط كوكبة من نجوم الغناء مثل صباح وفايزة احمد ونجاة الصغيرة كيف كان التنافس وطبيعة العلاقة بينكن؟
- التنافس في العمل شيء صحي وموجود في كل المجالات وينعكس على جودة الاعمال التي خرجت الى الجمهور الذي تذوق غناء وردة وفايزة احمد ونجاة في نفس الوقت. اما على المستوى الشخصي فاقرب فنانة الى قلبي كانت هدى سلطان التي كنت اعتبرها اختي وصباح كانت صديقة للجميع وشادية كنت احبها جدا خفتها وصوتها وتمثيلها لكن فايزة احمد دائما ما كانت العلاقة بيننا متوترة لدرجة انه لو انطفا النور في بيتها كانت تقول وردة هي السبب في انقطاع الكهرباء وظلت علاقتنا هكذا الى ان مرضت واقتربت منها ووجدتها انسانة شديدة الطيبة اما ام كلثوم فكنت احبها جدا لكن لم التق بها سوى مرة واحدة فقط في منزل رياض السنباطي.
* هل انتهى زمن القصائد والاغنية الطربية؟
- القصائد كانت في الماضي ايام عبد الوهاب وام كلثوم وزمن الفن الجميل، كانت العائلات تذهب الى الحفلات الغنائية لتستمع الى القصائد والالحان الجميلة، اما الان فالوضع اختلف، فالجمهور تغير فلم يعد هناك وقت للاستماع الى اغنية مدتها ثلاثون دقيقة فقط فما بالك باغنية مدتها ساعتان او اكثر بالتاكيد سوف ينام او يترك الحفلة خاصة ان المسالة اصبحت اليوم (شوف مش سمع)!!
* ما رايك في ظاهرة الفيديو كليب الموجودة على الساحة الان؟
- الفيديو كليب حقق نجاحا كبيرا في الخارج لكن طبيعتنا نحن كشرقيين اننا تعودنا على ان نشاهد وجه المطرب او المطربة لاطول فترة ممكنة والكليب يعني اغنية قصيرة تعتمد في تصويرها على المفاجاة والابهار الذي ياخذ عين المشاهد اكثر من تفكيره بسرعة من مشهد الى اخر مما يجعله لا يركز في تفاصيل اخرى مثل اللحن او الكلمات كما كان يحدث في السابق لذلك اقول لاغاني الفيديو كليب (غرقانين يابا).
* لكن هناك من يقول ان الكليب احد الاسباب الرئيسية لنجاح الاغنية؟
- الاغنية تتكون من ثلاثة عناصر رئيسية وهي لحن وكلمات وغناء، واي خلل في واحد من هذه العناصر سوف يضر بالاغنية، اما الفيديو كليب فهو عامل مساعد فقط وليس سببا رئيسيا لنجاح الاغنية بدليل ان اغنية (بتونس بيك) حققت نجاحا كبيرا ولاتزال راسخة في اذهان الجمهور رغم انها لم تصور فيديو كليب ولكن ما يحدث الان ان الكليب اصبح هو الشيء الرئيسي وهذا ضد منطق الاشياء لذلك اصبحنا نعيش في حالة دوشة.
* دائما ما كنا نسمع ان الاغنية تاخذ وقتا طويلا في التلحين قد يمتد لاشهر لكن ما الاغنية التي تعد الاسرع في تاريخ وردة؟
- في يوم العبور فوجئ الناس بقرار الحرب فلم يكن احد مصدقا اننا عبرنا القناة فخرج جميع الفنانين الى الاذاعة للتاكد من ذلك ومن فرط الحماس وقتها كتب الشاعر العبقري الراحل عبدالرحيم منصور كلمات ولحنها بليغ حمدي في نفس الوقت وبعد ساعات قليلة سجلتها وكانت من احب الاغنيات بالنسبة لي وهي تقول: حلوه بلادي السمرة بلادي.. وانا ع الربابة بغني.
* وماذا عن العلاقة الفنية بينك وبين صلاح الشرنوبي؟
- صلاح ملحن عبقري التقيت به لاول مرة في بداية التسعينيات عن طريق عمر بطيشة الشاعر الغنائي ووجدت ان الحانه تتسم بالعصرية التي تتلاءم مع الزمن الذي اصبحنا نعيش فيه لذلك فقد احدث تغييرا في اللون الغنائي معي وقد قدمنا اغنية (بتونس بيك) وهي اغنية طربية خفيفة ولاقت نجاحا هائلا بعدها قدمنا مجموعة من الاغاني الشبابية الجميلة والتي اعتز بها مثل (حرمت احبك، جرب نار الغيرة، مليت من الغربة) والان هناك ستة الحان داخل المسلسل لصلاح الشرنوبي بالاضافة الى اكثر من دويتو مع خالد سليم واتمنى لاغنية (من غير عتاب) ان تنال اعجاب الجمهور في رمضان القادم ان شاء الله.
* ما الذي يولم وردة ويوثر فيها؟
- المرض لا احبه واكره الحديث عنه خاصة انه ابعدني لفترة طويلة عن الجمهور على الرغم انني كنت قادرة على العمل والعطاء.
* وماذا يفرحك ويجعلك سعيدة؟
- النجاح.. احب دائما ان انجح في عملي فاشعر بسعادة غامرة عندما اجد الجمهور يردد كلمات اغنياتي كذلك افرح كثيرا عندما اجد ابنائي واحفادي من حولي
وردة هي مرادف لزمن الغناء الجميل، صوت من الكريستال شديد النقاء والوضوح، ياخذك في لحظات الفرح الى اعالي السماوات، ويحتويك بحنو بالغ في لحظات الحزن، صوت يالفه قلبك ويبوح اليه بالكثير من القصص المماثلة التي عاشها ويجدها في الكلمات التي تغنت بها.
قال عنها عبد الوهاب انها تملك صوتا يشبه الزغرودة وله خصوصية ومساحات واسعة وعريضة. وردة في حوارها مع الاهرام العربي تحدثت عن بداياتها الفنية وعلاقتها بالمخرج حلمي رفلة، والتنافس بينها وبين فايزة احمد، و(قصة) الحب التي جمعتها ببليغ حمدي وعن سر عودتها.. فالى الحوار:
قدمت للسينما ستة افلام ما اقرب افلامك الى قلبك؟
- احب افلامي التي قدمتها للسينما وهي المظ وعبده الحامولي، صوت الحب، اميرة العرب، حكايتي مع الزمان، اه ياليل يا زمن، ليه يا دنيا. لكن يبقى عندي ضعف خاص تجاه فيلم المظ وعبده الحامولي فهو الاقرب الى قلبي لسببين الاول انه كان بداية الافلام التي قدمتها في مشواري السينمائي والسبب الثاني ان من قام بالبطولة امامي هو الفنان الجميل صاحب الصوت المميز عادل مامون، ولقد شكلنا معا ثنائيا غنائيا متفاهما وانعكس ذلك على ادائنا في الفيلم مما جعله قريبا من قلوب المشاهدين ومازال العمل له شعبية عند كل عرض جديد له.
* على الرغم من ان تجاربك السينمائية حققت نجاحا الا انك اتخذت قرارا بالتوقف فلماذا؟
- بعد فيلم اه ياليل يا زمن عرض على الكثير من السيناريوهات لكن لم اجد نفسي في الادوار المعروضة علي اضف الى ذلك عدم وجود الجهة الانتاجية التي تستطيع ان تصنع فيلما غنائيا محترما نظرا للتكاليف الباهظة لوجود ملحنين وكتاب اغان وفرقة موسيقية كاملة داخل الفيلم كما كان يحدث في السابق في الافلام التي قدمها فريد الاطرش وليلى مراد وغيرها من الافلام الغنائية الناجحة والتي حققت ايرادات ضخمة ولايزال الجمهور يشاهدها الى الان.
* لو عدنا بالذاكرة الى الوراء كيف كانت بداية رحلتك في عالم الغناء والطرب؟
- كان والدي يمتلك مطعما به فرقة موسيقية تعلمت فيها بداية الغناء ثم سمعني فنان جزائري اسمه احمد تيجاني فطلب مني ان اسجل معه اسطوانة بصوتي عن الام، بعدها انتقلت الاسرة الى بيروت بلد امي وهناك احترفت الغناء وفي احدى الحفلات في دمشق غنيت اغنية لجميلة بوحريد وكان حاضراً الحفل المخرج الراحل حلمي رفلة وعندما انتهيت من الغناء طلب مني القيام ببطولة فيلم المظ وعبده الحامولي من هنا كانت بداية انطلاقتي في عالم الغناء والسينما.
* جئت الى مصر لتكوني نجمة سينمائية لكن كيف بدات علاقتك بالوسط الغنائي؟
- حين بدا التحضير النهائي لفيلم المظ وعبده الحامولي فوجئت بالعملاق رياض السنباطي يطلبني ليلحن لي اول اغنية بعنوان (هاقولك حاجة) ثم لحن لي الموسيقار محمد عبد الوهاب احدى اغنيات الفيلم وكانت بعنوان (اسال دموع عنية) وقتها لم اكن اصدق نفسي فانا اقدم اول فيلم سينمائي، وايضا ساغني من الحان اثنين من عمالقة التلحين والطريف في الامر ان والدي لم يكن مقتنعا بانني مطربة او اصلح لذلك الى ان اشتركت في اوبريت وطني الاكبر لعبد الوهاب والذي شهده الزعيم الراحل جمال عبد الناصر واذكر انه صافحني وقال لي: انت صوت الجزائر، في هذه اللحظة فقط اقتنع والدي بانني مطربة.
* ما اهم المراحل في حياتك الفنية؟
- مرحلة العودة للغناء فبعد تحرير الجزائر سافرت مع العائلة الى هناك واعتزلت الغناء وتزوجت وانجبت وداد ورياض وظل الوضع هكذا لاكثر من عشر سنوات الى ان طلبني بومدين للغناء في احتفالات الثورة التي كان يقوم بتلحينها بليغ حمدي ووقتها قال لي ان مكانك ليس هنا وانما في القاهرة وبعد انفصالي عن زوجي عدت الى مصر لابدا رحلة الغناء من جديد، في تلك الفترة حدث تقارب فكري وانساني بيني وبين بليغ حمدي ثم تزوجنا وشكلنا ثنائيا فنيا متميزا اثمر عن مجموعة من الاغنيات التي لا تنسى مثل اغنية (وحشتوني).
* لماذا اخترت ان تكون العودة من خلال التليفزيون بالذات؟ خاصة وان لديك علاقة وثيقة بالسينما؟
- في الفترة الماضية كنت مريضة وامضيت فترة نقاهة طويلة بين جدران المنزل وكنت اشاهد التليفزيون معظم الوقت وقد تكون هذه هي المرة الوحيدة التي شعرت فيها بان الدراما التليفزيونية مهمة جدا في حياتنا لذلك فكرت ان اقدم عملا تليفزيونيا يستطيع ان يصل الى المشاهد بسهولة ويسر وهو جالس في بيته. ومن خلال مناقشاتي مع اصدقائي المقربين ومنهم الصديق العزيز صلاح الشرنوبي ظهرت الفكرة واتفقنا على ان نعمل عليها وظل التحضير لمدة طويلة بعد ذلك تم ترشيح المخرج احمد صقر الى ان انتهينا من الكتابة وبدا التصوير.
* خلال فترة النقاهة التي جلست فيها في المنزل شاهدت الكثير من النجوم في اعمالهم؟ من علق في ذهنك اكثر؟ واحببتي اداءه؟
- هناك اعمال جيدة شاهدتها لكن اعجبني بشدة الفنان يحيى الفخراني الذي يودي ادواره بتلقائية غريبة فهو فنان متدفق الموهبة واعتقد انه ايضا انسان بسيط، وكذلك الفنان نور الشريف انا من اشد المعجبات به وفيفي عبده في ادوارها الاخيرة.
* في ظل زحمة الفضائيات اصبحنا نسمع كل يوم عن صوت جديد ما رايك في الاصوات الموجودة حاليا؟
- هناك اصوات جميلة ومبشرة تستطيع ان تطرب الجمهور مثل امال ماهر التي اعتبرها مستقبل مصر ولكن من المهم لها ان تتعلم الاختيار في الكلمات والالحان التي تتناسب مع صوتها حتى تظهر كل امكاناتها العالية، كذلك شيرين عبد الوهاب صوتها جميل وبه بحة خاصة اما انغام فهي الاقرب الى قلبي واعشق صوتها خاصة انها تمتلك امكانيات هائلة وذكاء فنيا عاليا.
* ما الاغنية التي ترددها وردة لاحد المطربين الموجودين حاليا؟
- هناك اغنية وقعت في غرامها منذ ان سمعتها وهي زيديني عشقا لكاظم الساهر واغنية عمري معاك لانغام والتي لحنها ملحن شاب اسمه شريف تاج الذي اتوقع له مستقبلا طيبا.
* ما الاغنية التي لحنها بليغ حمدي لمطرب او مطربة غيرك وتتمنين ان تغنيها؟ - كنت دائما ما استمع لالحان بليغ اثناء الاعداد لها وحدث ان استمعت للحن تمنيت ان اخذه لنفسي خاصة انه اعجبني بشدة كلحن وكلمات لكن الاغنية ذهبت الى عبد الحليم حافظ وبرع في غنائها وهي اي دمعة حزن لا.
* وما الاغنية التي لحنها بليغ حمدي لك خصيصا؟
- رغم انه لم يقل لي ذلك صراحة لكن اعتبر اغنية العيون السود هدية من بليغ الي على الرغم ان كثيرين قالوا لي ان اغنية (بودعك) لحنها بليغ لوردة الا انني شعرت ان بليغ لحنها الى مصر كلها وليس لي فقط.
* ظهرت وسط كوكبة من نجوم الغناء مثل صباح وفايزة احمد ونجاة الصغيرة كيف كان التنافس وطبيعة العلاقة بينكن؟
- التنافس في العمل شيء صحي وموجود في كل المجالات وينعكس على جودة الاعمال التي خرجت الى الجمهور الذي تذوق غناء وردة وفايزة احمد ونجاة في نفس الوقت. اما على المستوى الشخصي فاقرب فنانة الى قلبي كانت هدى سلطان التي كنت اعتبرها اختي وصباح كانت صديقة للجميع وشادية كنت احبها جدا خفتها وصوتها وتمثيلها لكن فايزة احمد دائما ما كانت العلاقة بيننا متوترة لدرجة انه لو انطفا النور في بيتها كانت تقول وردة هي السبب في انقطاع الكهرباء وظلت علاقتنا هكذا الى ان مرضت واقتربت منها ووجدتها انسانة شديدة الطيبة اما ام كلثوم فكنت احبها جدا لكن لم التق بها سوى مرة واحدة فقط في منزل رياض السنباطي.
* هل انتهى زمن القصائد والاغنية الطربية؟
- القصائد كانت في الماضي ايام عبد الوهاب وام كلثوم وزمن الفن الجميل، كانت العائلات تذهب الى الحفلات الغنائية لتستمع الى القصائد والالحان الجميلة، اما الان فالوضع اختلف، فالجمهور تغير فلم يعد هناك وقت للاستماع الى اغنية مدتها ثلاثون دقيقة فقط فما بالك باغنية مدتها ساعتان او اكثر بالتاكيد سوف ينام او يترك الحفلة خاصة ان المسالة اصبحت اليوم (شوف مش سمع)!!
* ما رايك في ظاهرة الفيديو كليب الموجودة على الساحة الان؟
- الفيديو كليب حقق نجاحا كبيرا في الخارج لكن طبيعتنا نحن كشرقيين اننا تعودنا على ان نشاهد وجه المطرب او المطربة لاطول فترة ممكنة والكليب يعني اغنية قصيرة تعتمد في تصويرها على المفاجاة والابهار الذي ياخذ عين المشاهد اكثر من تفكيره بسرعة من مشهد الى اخر مما يجعله لا يركز في تفاصيل اخرى مثل اللحن او الكلمات كما كان يحدث في السابق لذلك اقول لاغاني الفيديو كليب (غرقانين يابا).
* لكن هناك من يقول ان الكليب احد الاسباب الرئيسية لنجاح الاغنية؟
- الاغنية تتكون من ثلاثة عناصر رئيسية وهي لحن وكلمات وغناء، واي خلل في واحد من هذه العناصر سوف يضر بالاغنية، اما الفيديو كليب فهو عامل مساعد فقط وليس سببا رئيسيا لنجاح الاغنية بدليل ان اغنية (بتونس بيك) حققت نجاحا كبيرا ولاتزال راسخة في اذهان الجمهور رغم انها لم تصور فيديو كليب ولكن ما يحدث الان ان الكليب اصبح هو الشيء الرئيسي وهذا ضد منطق الاشياء لذلك اصبحنا نعيش في حالة دوشة.
* دائما ما كنا نسمع ان الاغنية تاخذ وقتا طويلا في التلحين قد يمتد لاشهر لكن ما الاغنية التي تعد الاسرع في تاريخ وردة؟
- في يوم العبور فوجئ الناس بقرار الحرب فلم يكن احد مصدقا اننا عبرنا القناة فخرج جميع الفنانين الى الاذاعة للتاكد من ذلك ومن فرط الحماس وقتها كتب الشاعر العبقري الراحل عبدالرحيم منصور كلمات ولحنها بليغ حمدي في نفس الوقت وبعد ساعات قليلة سجلتها وكانت من احب الاغنيات بالنسبة لي وهي تقول: حلوه بلادي السمرة بلادي.. وانا ع الربابة بغني.
* وماذا عن العلاقة الفنية بينك وبين صلاح الشرنوبي؟
- صلاح ملحن عبقري التقيت به لاول مرة في بداية التسعينيات عن طريق عمر بطيشة الشاعر الغنائي ووجدت ان الحانه تتسم بالعصرية التي تتلاءم مع الزمن الذي اصبحنا نعيش فيه لذلك فقد احدث تغييرا في اللون الغنائي معي وقد قدمنا اغنية (بتونس بيك) وهي اغنية طربية خفيفة ولاقت نجاحا هائلا بعدها قدمنا مجموعة من الاغاني الشبابية الجميلة والتي اعتز بها مثل (حرمت احبك، جرب نار الغيرة، مليت من الغربة) والان هناك ستة الحان داخل المسلسل لصلاح الشرنوبي بالاضافة الى اكثر من دويتو مع خالد سليم واتمنى لاغنية (من غير عتاب) ان تنال اعجاب الجمهور في رمضان القادم ان شاء الله.
* ما الذي يولم وردة ويوثر فيها؟
- المرض لا احبه واكره الحديث عنه خاصة انه ابعدني لفترة طويلة عن الجمهور على الرغم انني كنت قادرة على العمل والعطاء.
* وماذا يفرحك ويجعلك سعيدة؟
- النجاح.. احب دائما ان انجح في عملي فاشعر بسعادة غامرة عندما اجد الجمهور يردد كلمات اغنياتي كذلك افرح كثيرا عندما اجد ابنائي واحفادي من حولي