المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لقاء لم ينشر منذ 29 عاماً


freed
21/03/2007, 14h08
الاخوة الاعزاء في سماعي ..ارحو التفضل بقبول هذه المساهمة عن المطربة مائدة نزهت

بقلم الاستاذ كمال لطيف سالم


لقاء لم ينشر منذ 29 عاماً
كان الزمن عام 1977 وعلى قاعة المسرح الوطني تمكنت من الصعود من خلف الكواليس والتقاء الفنانة الكبيرة مائدة نزهت. كانت تجلس على الكرسي بانتظار تقديم وصلتها الغنائية، على خشبة المسرح وصفق لها الجمهور بحرارة فبدأت بتحرير بعض المقامات ثم صدحت بعد ذلك بأغانيها القديمة.
كان الوقت يمر سريعاً لانني كنت في نشوة الطرب. التفتت الي بعد ذلك قائلة:
*ماذا تريد ان اقول؟
-أنت مطربة كبيرة ولابد ان لك حكاية مع الفن
سحبت نفسا عميقاً وقالت: انه طريق قطعناه بالاشواك والعذابات فأنه أمر فيه مرارة الا تتفق معي:
هززت رأسي وقلت مشجعا اياها:
ـ الفنان لاتصنعه الا العذابات وهي تجربة مربها كبار الفنانين؟
هنا استعادت بعضاً من غصة الالم وقالت:
ـ كل فنان وكل فتى يحب سماع الغناء وتقليده، وهكذا كان الامر معي اسمع اغاني ام كلثوم ،اسمهان، فتحية احمد، كذلك كبار المطربين. وكنت اردد هذه الاغاني مع نفسي حتى وجدت انني قادرة على الغناء فأخذت اول الامر اشارك في المناسبات الدينية التي تقيمها النساء في المحلة في تحول ذلك الى النشاط المدرسي وهكذا عرفت بحسن صوتي واستمر الامر كذلك حتى بداية الخمسينيات عندما طلبت الاذاعة اصواتاً نسوية فوقفت امام لجنة الاختبار وكان بينهم كبار المختصين بالغناء والمقام العراقي فقدمت بعض الاغاني العراقية للفنانة سليمة مراد وزكية جورج وقد نجحت في الاختبار واصبحت مطربة في الاذاعة.
ـ ضمتت قليلاً لتحاول استرجاع ذاكرتها الفنية ثم قالت: في الاذاعة تعرفت على مشاهير المغنين والمغنيات وتعرفت على شعراء الاغنية والملحنين امثال سيف الدين ولائي العلاف ،جودت التميمي وعلى الملحنين امثال ناظم نعيم واحمد الخليل فقدمت في ذلك الوقت اغنيةـ توبه ـ التي اعجب بها الجمهور بعدها قدمت أغنية ـ حرام ـ كلمات محمد حسن الكرخي الحان الفنان رضا علي كما غنيت من كلمات خزعل مهدي اغنية ـ حمد ياحمود. الحان رضا علي ايضا كما كتب لي الشاعر سعدي وحيد ولحن لي محمد نوشي اغنية حبي وحبك من الحان الموسيقار جميل سليم وكلمات الشاعر حسن نعمة العبيدي غنيت ـ كلهم يكولون.
ـ عادت الى التأمل مرة اخرى ثم استطردت قائلة: ـ
* اذكر ان الشاعر هلال عاصم كتب لي كلمات اغنية ((دور بينه يا عشك دويره )) ولحنها المرحوم علاء كامل كما كتب لي الشاعر زهير الدجيلي اغنية (( سنبل الديرة )) الحان ياسين الراوي بعدها توالت الاغاني ((كلما امر على الدرب )) ((الاسمر كما لحنت لحناً كويتياً للفنان محمد الكويتي بعنوان (( كفاني ما وصل منك))
ـ لماذا كل هذا التنوع في الالوان الغنائية؟
* بعضها كنت اختارها وبعضها كنت اغنيها مجاملة فمثلاً غنيت مربع احباب كلبي. وبعض الابوذيات والعتابات والسويحليات. ولو عدت الى المكتبة لوجدت فيها كل شيء من الاغاني المختلفة.
ـ وماذا عن المقام العراقي وموقف المرأة منه؟
* في الاذاعة شاهدت رشيد القندرجي ومجيد رشيد ويوسف عمر وهؤلاء شجعوني على غناء بعض المقامات التي تلائم الطبقة النسوية ولكن الراحل يوسف عمر كان يصر على ان المرأة لايمكن ان تؤدي المقام وقد تحديته بحب عندما كنانغني من خلال رحلاتنا الى الخارج فغنيت امام الجمهور مقام القطر والحويزاوي والشرقي رست والبهزاوي والمحمودي وكان الجمهور يصفق لي بينما يوسف عمر يلتزم الصمت.
- وماذا بعد التراث الغنائي!
البستة البغدادية كانت عنصراً اساسياً للمقام العراقي وقد اديت بعضها ان لم يكن اكثرها منها”يابو عباية الجاسبي” ((بمحاسنك وبهاك)) حتى اني اديت بعض الاغاني السياحية فقد كتب لي الشاعر حسين علي اغنية - دجلة والفرات- واغنية الليلة حنتهم-.
* وماذا عن الحان وديع خونده ورحلته معك؟
- كان يطلق عليه انذاك سمير بغدادي لقد تعاون معي هذا الفنان وقدم لي العديد من الالحان ابرزها ((نسمات بلادي، عطر الفجر)) وقد صادف ذلك الوقت افتتاح التلفزيون لاول مرة وكانت ثمارهذا التعاون ان تعاقدنا على الزواج وسافرنا الى الاتحاد السوفيتي وهناك قام بتوزيع جديد للاغنية من قبل كبار الموسيقيين الروس وقد سجلت في حينها على اسطوانة.
* وماذا بعد ذلك؟
-- لقد اعطينا اكثر مما ينبغي ولم نترك لونا غنائيا الا واديناه وخضنا تجربة مع المقام العراقي وجبنا مع فرقة الفنون الشعبية عواصم العالم نقدم روائع الغناء والفن العراقي الاصيل الذي لا مثيل له في العالم وكان النجاح حليفنا اينما حللنا واعتقد انني وفيت بوعدي واعطيت ما عندي من غناء وسيبقى ارثاً للاجيال تدرسه وتغنيه واتمنى للعنصر النسوي ان لا يتخلى عن هذا الفن الجميل رغم المصاعب والمعوقات