المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الشاعر فاروق جويدة


MOHAMED ALY
19/05/2006, 19h15
من ديوان : زمان القهر .. علمنى -- للشاعر فاروق جويدة

ابــــتســــامـــة
******

بالـــلـــه يا مولاى قــل لى
كيف تنبت فى جبين الحزن
...اطيـــــــــــــاف ابتسامة
و اراك يا مــــــولاى تضحك
و الصغار على رصيف الجوع
يلتـــــــــقطون شيـــــــــــــئا
..من صناديق القمــــــــــــامة
و يطل وجهـــــــــك فوق اوراق
الصحيفة يبـــــــــتـــــــــــــسم
ايقنت يا مــــــــــــــــــــــولاى
ان الجهـــــــل .. من خير النعم

MOHAMED ALY
30/07/2006, 19h19
ابيات من الشعر لفاروق جويدة من قصيدة بعنوان : لن أسلم رايتى ...الاحداث تتوالى فى الهجمة الصهيونية على ارض لبنان ...و كانت اليوم مذبحة قانا 2 .. احس و كاننى كهل مكبل لا يملك الا الدعاء .. و الكلمات

لن اسلم رايتى
_________

لن تسمعوا صوتى .. و لا صرخاتى
ما عاد يجدى النصح فى الاموات
من منجدى فى الحرب .. سيف عاجز
ام امة ركعت لقهر غـــــــــــزاة
من سامعى فى الاسر .. ليل حالك
ام امـة سكرت على مأساتى
من منقذى فى الموت .. عهد خائن
ام موكب للشجب و الصيحات
من ارتجى و العار يسكن امة
كفنتها فى القلب من سنوات
من منقذى و الدم بين عروقنا
يغلى بنار الحقد و اللعنات
انى سئمت النصح من كهانها
ما بين عهد كاذب .. و عظات
كانت هنا يوما بلاد هاجرت
لمواكب الطغيان و الظلمات
هى امة سكبت رحيق شبابها
و تشردت شيعا بكل شتات
هى امة باعت صهيل جيادها
للراكعين على حذاء طغاة
هى امة حكمت زمام شعوبها
بالموت .. و النيران و الصفقات
عار على الوطن العريق تساقطت
فرسانه كمدا بلا غزوات
و غدا قبيح الوجه يحمل سيفه
متعثر الاحلام و الخطوات
اين الطريق و قد تراخى عزمنا
و اسود وجه الكون فى نظراتى
انى كرهت الركض خلف هواجسى
و اضعت فى الزمن البغيض حياتى
*******
يا ضيعة العمر الطويل و خيبتى
فى امة تختال بالنكسات
هذا تراب القدس يحمل اعظمى
و تكفن الجسد النحيل صلاتى
هذا المدى قبرى ..و تلك نهايتى
فالمجد بيتى..و العلا شرفاتى
انا صيحة الحق الجسور تفجرت
فى ظلمة اليأس الطويل العاتى
انا صرخة الامل الوليد تحجرت
فى عين طفل زائغ النظرات
انا فرحة بين الصغار و بسمة
تسرى كضوء الصبح فى الطرقات
انا نظرة القدس الحزينة كلما
نزفت على يدها عيون فتاة
قل ما اردت عن البطولة و الفدا
و اكتب جميل الشعر و الابيات
لا شئ اغلى من دماء مقاتل
بالدم يكتب اروع الصفحات
و الأن نرسم بالدماء طريقنا
هل بعد عطر الدم من كلمات
الان اسمع صوت كل شهيدة
قد زينت بدمائها راياتى
الأن ارقب وجه كل صغيرة
رفعت جبين القدس فى الساحات
قل ما اردت عن البطولة و الفدا
و اصرخ امام الناس بالدعوات
لا شئ غير الموت يحيي ارضنا
و شهادة عندى بالف صلاة
******
اما انا .. ساظل وحدى صامدا
وسط الخراب و لن تلين قناتى
وطنى الذى يوما جننت بحبه
ما زال حلمى .. قصتى .. مأساتى
قد عشت احلم ان اموت بارضه
و يكون اخر ما طوت صفحاتى
انى اراه يطل من عليائه
مثل الجبال الشم فى النكبات
فاذا توارى الوجه عودوا و اسمعوا
فى كل فاجعة صدى كلماتى
و لتذكرونى كلما لاحت لكم
فى ظلمة الوطن الحزين حياتى
سيطل طفل من رماد بيوتنا
و يطوف فوق القدس بالرايات
يا رب فلتقبل شهيدا يرتجى
منك الشهادة عند كل صلاة
اجمع بعين القدس يوما امتى
و انثر على ارض الصمود رفاتى
و لتنثروا جسدى على ارض الهدى
فى القدس .. فى سيناء .. فى عرفات
صلوا على الجسد النحيل و اغلقوا
عينى على الوطن الحبيب الاتى
و لتدفنونى يا رفاقى واقفا
لن ينحنى رأسى لقهر طغاة
فانا الصمود .. انا الشموخ .. انا الردى
انا لن اسلم رايتى .. لغزاة

محمد الحمد
03/09/2007, 20h30
شاعر مصري معاصر

نظم كثيرا من ألوان الشعر .. ابتداء بالقصيدة العمودية
وانتهاء بالمسرح الشعري
قدم للمكتبة العربية 32 كتابا
من بينها 16 مجموعة شعرية
ترجمت بعض قصائده ومسرحياته إلى عدة لغات عالمية


تحت أقدام الزمان

واستراحَ الشـوقُ منـي ..
وانزوى قلبي وحيداً ..
خلف جدرانِ التمنـي
واستكانَ الحـب في الأعماقِ
نبضاً .. غابَ عنّـي
آه يا دنـياي ..
عشتُ في سجني سنيناً
أكرهُ السجانَ عمري
أكره القيدَ الذي
يقصيك .. عني
جئتُ بعدك كي أغنّـي
تاه منّـي اللحنُ
وارتَجَفَ المغنّـي
خانني .. الوتـر الحزين
لم يعُد يسمعُ منّـي
هل ترى أبكيك حباً
أم تُرى أبكيك عمراً
أم ترى أبكي .. لأني
صرتُ بعدك .. لا أغنـي
***
آه يا لحناً قضيتُ العمـرَ
أجمعُ فيه نفسي !!
رغم كل الحـزنِ
عشتُ أراهُ أحلامي
ويأسي ..
ثم ضاع اللحـنُ منّـي
واستكـانْ
واستـراح الشوقُ
واختنقَ الحنـــانْ
***
حبنا قد ماتَ طفلاً
في رفاتِ الطفلِ
تصرخُ مهجتانْ
في ضريحِ الحبّ
تبكي شمعتانْ
هكذا نمضي .. حيارى
تحت أقدام الزمـانْ
كيف نغرقُ في زمانٍ
كل شيءٍ فيهِ
ينضحُ بالهـوانْ
***

محمد الحمد
03/09/2007, 20h32
بائع الأحلام

لا تسألوني الحلم أفلس بائع الأحلام
ماذا أبيع لكم !
وصوتي ضاع وأختنق الكلام
ما زلت أصرخ في الشوارع
أوهم الأموات أني لم أمت كالناس ..
لم أصبح وراء الصمت شيئاً من حطام
مازلت كالمجنون
أحمل بعض أحلامي وأمضي في الزحام
***
لا تسألوني الحُلم
أفلس بائع الأحلام ..
فالأرض خاوية ..
وكل حدائق الأحلام يأكلها البَوَار
ماذا أبيع لكم .. ؟
وكل سنابل الأحلام في عيني دمار
ماذا أبيع لكم ؟
وأيامي انتظار ........ في انتظار

محمد الحمد
03/09/2007, 20h35
بالرغم منّا .. قد نضيع


( 1 )

قد قال لي يوماً أبي

إن جئت يا ولدي المدينة كالغريب

وغدوت تلعق من ثراها البؤس

في الليل الكئيب

قد تشتهي فيها الصديق أو الحبيب

إن صرت يا ولدي غريباً في الزحام

أو صارت الدنيا امتهاناً .. في امتهان

أو جئت تطلب عزة الإنسان في دنيا الهوان

إن ضاقت الدنيا عليك

فخذ همومك في يديك

واذهب إلى قبر الحسين

وهناك صلي ركعتين

(2)

كانت حياتي مثل كل العاشقين

والعمر أشواق يداعبها الحنين

كانت هموم أبي تذوب .. بركعتين

كل الذي يبغيه في الدنيا صلاة في الحسين

أو دعوة لله أن يرضى عليه

لكي يرى .. جد الحسين

قد كنت مثل أبي أصلي في المساء

وأظلُ أقرأ في كتاب الله ألتمس الرجاء

أو أقرأ الكتب القديمة

أشواق ليلى أو رياضَ .. أبي العلاء

(3)

وأتيتُ يوماً للمدينة كالغريب

ورنينُ صوت أبي يهز مسامعي

وسط الضباب وفي الزحامِ

يهزني في مضجعي

ومدينتي الحيرى ضبابٌ في ضباب

أحشاؤها حُبلى بطفلٍ

غير معروف الهوية

أحزانها كرمادِ أنثى

ربما كانت ضحية

أنفاسُها كالقيدِ يعصف بالسجين

طرقاتُها .. سوداء كالليل الحزين

أشجارها صفراء والدم في شوارعها .. يسيل

كم من دماء الناس

ينـزف دون جرح .. أو طبيب

لا شيء فيك مدينتي غير الزحام

أحياؤنا .. سكنوا المقابر

قبلَ أن يأتي الرحيل

هربوا إلى الموتى أرادوا الصمت .. في دنيا الكلام

ما أثقل الدنيا ...

وكل الناس تحيا .. بالكلام

(4)

وهناك في درب المدينةِ ضاع مني .. كل شيء

أضواؤها .. الصفراء كالشبح .. المخيف

جثث من الأحياء نامت فوق أشلاء .. الرصيف

ماتوا يريدون الرغيف

شيخٌ ( عجوز ) يختفي خلف الضباب

ويدغدغ المسكينُ شيئاً .. من كلام

قد كان لي مجدٌ وأيامٌ .. عظام

قد كان لي عقل يفجر

في صخور الأرض أنهار الضياء

لم يبق في الدنيا حياء

قد قلتُ ما عندي فقالوا أنني

المجنونُ .. بين العقلاء

قالوا بأني قد عصيتُ الأنبياء

(5)

دربُ المدينة صارخُ الألوانِ

فهنا يمين .. أو يسارٌ قاني

والكل يجلس فوق جسمِ جريمةٍ

هي نزعة الأخلاقِ .. في الإنسانِ

أبتاه .. أيامي هنا تمضي

مع الحزن العميق

وأعيشُ وحدي ..

قد فقدتُ القلبَ والنبضَ .. الرقيق

دربُ المدينة يا أبي دربٌ عتيق

تتربع الأحزانُ في أرجائه

ويموت فيه الحب .. والأمل الغريق

محمد الحمد
03/09/2007, 20h39
تكملة

(6)

ماذا ستفعل يا أبي

إن جئتَ يوماً دربنا

أترى ستحيا مثلنا ؟؟

ستموت يا أبتاه حزناً .. بيننا

وستسمع الأصواتَ تصرخُ .. يا أبي : يا ليتنا ..يا ليتنا .. يا ليتنا

وغدوتُ بين الدربِ ألتمسُ الهروب

أين المفر؟

والعمرُ يسرع للغروب

(7)

أبتاهُ .. لا تحزن

فقد مضت السنين

ولم أصلِّ .. في الحسين

لو كنتَ يا أبتاهُ مثلي

لعرفتَ كيف يضيع منا كلُ شيء

بالرغم منا .. قد نضيع

بالرغم منا .. قد نضيع

من يمنح الغرباءَ دفئاً في الصقيع؟

من يجعل الغصنَ العقيمَ

يجيء يوماً .. بالربيع ؟

من ينقذ الإنسان من هذا .. القطيع ؟

(8)

أبتاهُ

بالأمس عدتُ إلى الحسين

صليتُ فيه الركعتين

بقيت همومي مثلما كانت

صارت همومي في المدينةِ

لا تذوب بركعتين

محمد الحمد
03/09/2007, 20h41
شهداؤنا بين المقابر يهمسون..

والله إنا قادمون..

في الأرض ترتفع الأيادي..

تنبُت الأصوات في صمت السكون..

والله إنا راجعون..

تتساقط الأحجار يرتفع الغبار..

تضيء كالشمس العيون..

والله إنا راجعون..

شهداؤنا خرجوا من الأكفان..

وانتفضوا صفوفًا، ثم راحوا يصرخون..

عارٌ عليكم أيها المستسلمون..

وطنٌ يُباع وأمةٌ تنساق قطعانا..

وأنتم نائمون..

شهداؤنا فوق المنابر يخطبون..

قاموا إلى لبنان صلوا في كنائسها..

وزاروا المسجد الأقصى..

وطافوا في رحاب القدس..

واقتحموا السجون..

في كل شبر..

من ثرى الوطن المكبل ينبتون..

من كل ركن في ربوع الأمة الثكلى..

أراهم يخرجونْ..

شهداؤنا وسط المجازر يهتفونْ..

الله أكبر منك يا زمن الجنونْ..

الله أكبر منك يا زمن الجنونْ..

الله أكبر منك يا زمن الجنونْ..

****

شهداؤنا يتقدمونْ..

أصواتهم تعلو على أسوار بيروت الحزينة..

في الشوارع في المفارق يهدرونْ..

إني أراهم في الظلام يُحاربونْ..

رغم انكسار الضوء..

في الوطن المكبل بالمهانة..

والدمامة.. والمجون..

والله إنا عائدون..

أكفاننا ستضيء يومًا في رحاب القدسِ..

سوف تعود تقتحم المعاقل والحصونْ..

****

شهداؤنا في كل شبر يصرخونْ..

يا أيها المتنطعونْ..

كيف ارتضيتم أن ينام الذئب..

في وسط القطيع وتأمنونْ؟

وطن بعرْض الكون يُعرض في المزاد..

وطعمة الجرذان..

في الوطن الجريح يتاجرون..

أحياؤنا الموتى على الشاشات..

في صخب النهاية يسكرون..

من أجهض الوطن العريق..

وكبل الأحلام في كل العيون..

يا أيها المتشرذمون..

سنخلص الموتى من الأحياء..

من سفه الزمان العابث المجنون..

والله إنا قادمون..

"ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتًا

بل أحياء عند ربهم يرزقون"

محمد الحمد
03/09/2007, 20h42
تكملة

شهداؤنا في كل شبر..

في البلاد يزمجرونْ..

جاءوا صفوفًا يسألونْ..

يا أيها الأحياء ماذا تفعلونْ..

في كل يوم كالقطيع على المذابح تصلبونْ..

تتنازلون على جناح الليل..

كالفئران سرًّا للذئاب تهرولونْ..

وأمام أمريكا..

تُقام صلاتكم فتسبحونْ..

وتطوف أعينكم على الدولارِ..

فوق ربوعه الخضراء يبكي الساجدونْ..

صور على الشاشاتِ..

جرذان تصافح بعضها..

والناس من ألم الفجيعة يضحكونْ..

في صورتين تُباع أوطان، وتسقط أمةٌ..

ورؤوسكم تحت النعالِ.. وتركعونْ..

في صورتين..

تُسلَّم القدس العريقة للذئاب..

ويسكر المتآمرون..

****

شهداؤنا في كل شبر يصرخونْ..

بيروت تسبح في الدماء وفوقها

الطاغوت يهدر في جنونْ..

بيروت تسألكم أليس لعرضها

حق عليكم؟ أين فر الرافضونْ؟

وأين غاب البائعونْ؟

وأين راح.. الهاربونْ؟

الصامتون.. الغافلون.. الكاذبونْ..

صمتوا جميعًا..

والرصاص الآن يخترق العيونْ..

وإذا سألت سمعتَهم يتصايحونْ..

هذا الزمان زمانهم..

في كل شيء في الورى يتحكمونْ..

****

لا تسرعوا في موكب البيع الرخيص فإنكم

في كل شيء خاسرونْ..

لن يترك الطوفان شيئًا كلكمْ

في اليم يومًا غارقون..

تجرون خلف الموتِ

والنخَّاس يجري خلفكم..

وغدًا بأسواق النخاسة تُعرضونْ..

لن يرحم التاريخ يومًا..

من يفرِّط أو يخونْ..

كهاننا يترنحونْ..

فوق الكراسي هائمونْ..

في نشوة السلطان والطغيانِ..

راحوا يسكرونْ..

وشعوبنا ارتاحت ونامتْ..

في غيابات السجونْ..

نام الجميع وكلهم يتثاءبونْ..

فمتى يفيق النائمونْ؟

متى يفيق النائمون؟

MAAAB1
07/09/2007, 20h51
مساء الورد

فاروق جويدة ـ المجموعة الكاملة

المجموعة مكونة من الدواويين وهي :

حبيبتي لاترحلي
ويبقى الحب
وللأشواق عودة
في عينك عنواني
دائما أنت بقلبي
لأني أحبك
شئ سيبقى بيننا
طاوعني قلبي بالنسيان
ملعون يا سيف أخي

مسرحيتان شعريتان :

الوزير العاشق
دماء على ستار الكعبة

تقبلوا تحياتي

محمود
02/01/2008, 21h34
أول كلامي سلام ..

كان فاروق جويدة هو ضيف المذيعة المتألقة منى الشاذلي وبرنامج العاشرة مساء آخر حلقات 2007 ، وفي هذه الحلقة تحدث كعادته بالصراحة والمكاشفة ، وألقى قصيدته التي كما فهمت كانت الوحيدة التي كتبها في 2007 كمدا وألما على حلم ضاع مع من ابتلعهم البحر على سواحل أوروبا.



كم عشتُ أسألُ: أين وجــــــــهُ بــــلادي
أين النخيلُ وأيـن دفءُ الــوادي
لاشيء يبدو في السَّمـَــاءِ أمـامنــــــــــا
غيرُ الظـلام ِوصــورةِ الجــلاد
هو لا يغيبُ عن العيــــــــون ِكأنــــــــه
قدرٌٌ .. كيوم ِ البعــثِ والميــــلادِ
قـَدْ عِشْتُ أصْــــرُخُ بَينـَكـُمْ وأنـَـــــادي
أبْنِي قـُصُورًا مِنْ تِـلال ِ رَمَـــادِ
أهْفـُـو لأرْض ٍلا تـُسـَـــاومُ فـَرْحَتـِــــي
لا تـَسْتِبيحُ كـَرَامَتِي .. وَعِنَــادِي
أشْتـَـاقُ أطـْفـَـــــالا ً كـَحَبــَّاتِ النـَّــــدَي
يتـَرَاقصُونَ مَـعَ الصَّبَاح ِالنـَّادِي
أهْـــفـُــــو لأيـَّـام ٍتـَـوَارَي سِحْــرُهَـــــا
صَخَبِ الجـِيادِ.. وَفرْحَةِ الأعْيادِ
اشْتـَقـْــــتُ يوْمـًا أنْ تـَعـُــودَ بــِــــلادِي
غابَتْ وَغِبْنـَا .. وَانـْتهَتْ ببعَادِي
فِي كـُلِّ نَجْــم ٍ ضَــلَّ حُلـْـــٌم ضَائـِـــــع ٌ
وَسَحَابَــة ٌ لـَبسـَـتْ ثيــَـابَ حِدَادِ
وَعَلـَي الـْمَدَي أسْـرَابُ طـَيــر ٍرَاحِــــل ٍ
نـَسِي الغِنَاءَ فصَارَ سِـْربَ جَرَادِ
هَذِي بِلادٌ تـَاجَـــرَتْ فــِـي عِرْضِهـــَــا
وَتـَفـَـرَّقـَتْ شِيعًا بـِكـُـــلِّ مَـــزَادِ
لـَمْ يبْقَ مِنْ صَخَبِ الـِجيادِ سِوَي الأسَي
تـَاريخُ هَذِي الأرْضِ بَعْضُ جِيادِ
فِي كـُلِّ رُكـْن ٍمِنْ رُبــُــوع بـِـــــلادِي
تـَبْدُو أمَامِي صـُورَة ُالجــَــــلادِ
لـَمَحُوهُ مِنْ زَمَن ٍ يضَاجـِــعُ أرْضَهَـــا
حَمَلـَتْ سِفـَاحًا فـَاسْتبَاحَ الـوَادِي
لـَمْ يبْقَ غَيرُ صـُـرَاخ ِ أمـْــس ٍ رَاحـِـل ٍ
وَمَقـَابـِر ٍ سَئِمَتْ مـِــنَ الأجْـــدَادِ
وَعِصَابَةٍ سَرَقـَتْ نـَزيــفَ عُيـُـونِنـَــــا
بـِالقـَهْر ِ والتـَّدْليـِس ِ.. والأحْقـَادِ
مَا عَادَ فِيهَا ضَوْءُ نـَجْــــم ٍ شـَــــــاردٍ
مَا عَادَ فِيها صَوْتُ طـَير ٍشـَـــادِ
تـَمْضِي بـِنـَا الأحْزَانُ سَاخِــــرَة ًبـِنـَــا
وَتـَزُورُنـَا دَوْمــًا بـِـلا مِيعــَـــادِ
شَيءُ تـَكـَسَّرَ فِي عُيونـِــــي بَعْدَمَـــــا
ضَاقَ الزَّمَانُ بـِثـَوْرَتِي وَعِنَادِي
أحْبَبْتـُهَا حَتـَّي الثـُّمَالـَـــــة َ بَينـَمـَــــــا
بَاعَتْ صِبَاهَا الغـَضَّ للأوْغـَــادِ
لـَمْ يبْقَ فِيها غَيـرُ صُبْــح ٍكـَـــــــاذِبٍ
وَصُرَاخ ِأرْض ٍفي لـَظي اسْتِعْبَادِ
لا تـَسْألوُنـِي عَنْ دُمُـوع بــِــــــلادِي
عَنْ حُزْنِهَا فِي لحْظةِ اسْتِشْهَادِي
فِي كـُلِّ شِبْر ٍ مِنْ ثـَرَاهـَا صَــرْخَـــة ٌ
كـَانـَتْ تـُهَرْولُ خـَلـْفـَنـَا وتـُنَادِي
الأفـْقُ يصْغُرُ .. والسَّمَــاءُ كـَئِيبـَـة ٌ
خـَلـْفَ الغُيوم ِأرَي جـِبَالَ سَـوَادِ
تـَتـَلاطـَمُ الأمْوَاجُ فـَــوْقَ رُؤُوسِنـَــــــا
والرَّيحُ تـُلـْقِي للصُّخُور ِعَتـَادِي
نَامَتْ عَلـَي الأفـُق البَعِيـــدِ مَلامــــــحٌ
وَتـَجَمَّدَتْ بَينَ الصَّقِيـِع أيـــَـــادِ
وَرَفـَعْتُ كـَفـِّي قـَدْ يرَانـِي عَاِبـــــــــرٌ
فرَأيتُ أمِّي فِي ثِيـَــابِ حـِـــــدَادِ
أجْسَادُنـَا كـَانـَتْ تـُعَانـِـــقُ بَعْضَهـَــــا
كـَوَدَاع ِ أحْبَــابٍ بــِــلا مِيعـَــادِ
البَحْرُ لـَمْ يرْحَمْ بَـرَاءَة َعُمْرنـَـــــــــا
تـَتـَزاحَمُ الأجْسَادُ .. فِي الأجْسَادِ
حَتـَّي الشَّهَادَة ُرَاوَغـَتـْنــِي لـَحْظـَــة ً
وَاستيقـَظـَتْ فجْرًا أضَاءَ فـُؤَادي
هَذا قـَمِيـصـِـــي فِيهِ وَجْــــهُ بُنـَيتــِي
وَدُعَاءُ أمي .."كِيسُ"مِلـْح ٍزَادِي
رُدُّوا إلي أمِّي القـَمِيـــصَ فـَقـَـدْ رَأتْ
مَالا أرَي منْ غـُرْبَتِي وَمُـرَادِي
وَطـَنٌ بَخِيلٌ بَاعَنــي فـــــي غفلـــــةٍ
حِينَ اشْترتـْهُ عِصَابَة ُالإفـْسَـــادِ
شَاهَدْتُ مِنْ خـَلـْفِ الحُدُودِ مَوَاكِبــًـا
للجُوع ِتصْرُخُ فِي حِمَي الأسْيادِ
كـَانـَتْ حُشُودُ المَوْتِ تـَمْرَحُ حَوْلـَنـَا
وَالـْعُمْرُ يبْكِي .. وَالـْحَنِينُ ينَادِي
مَا بَينَ عُمْـــــر ٍ فـَرَّ مِنـِّي هَاربـــــًـا
وَحِكايةٍ يزْهـُــو بـِهـَـــا أوْلادِي
عَنْ عَاشِق ٍهَجَرَ البـِلادَ وأهْلـَهـــــــَـــا
وَمَضي وَرَاءَ المَال ِوالأمْجـَـــادِ
كـُلُّ الحِكـَايةِ أنَّهـــَـــا ضَاقـَتْ بـِنـَـــــا
وَاسْتـَسْلـَمَتَ لِلــِّـصِّ والقـَـــوَّادِ!
في لـَحْظـَةٍ سَكـَنَ الوُجُودُ تـَنـَاثـَـــرَتْ
حَوْلِي مَرَايا المَوْتِ والمِيـَـــلادِ
قـَدْ كـَانَ آخِرَ مَا لـَمَحْتُ عـَلـَي الـْمَـدَي
وَالنبْضُ يخْبوُ .. صُورَة ُالجـَلادِ
قـَدْ كـَانَ يضْحَـكُ وَالعِصَابَة ُحَوْلـَــــــهُ
وَعَلي امْتِدَادِ النَّهْر يبْكِي الوَادِي
وَصَرَخْتُ ..وَالـْكـَلِمَاتُ تهْرَبُ مِنْ فـَمِي:
هَذِي بـِلادٌ .. لمْ تـَعُـــدْ كـَبـِلادِي

فاروق جويدة

========================


النص منقول عن صحيفة المصري اليوم ، عدد 2/يناير/2008

تحياتي

محمود

محمد الحمد
12/11/2008, 21h28
أنا لا أبيع العمر

لاتشعريني أن عمري
كان عندكِ ليلةََ ثم انتهت
ومضت كما يمضي الزمن
فالعمر بعدكِ لحظةٌ خرساء
تسبح في الوجود بلا وطن
لا تشعريني أنني
أصبحت يوماََ عابراََ وطويتهِ
أنا لا أبيع العمر يا عمري
ولا أرضى الثمن
العش تحمله الرياح
يضيق وجه الأرض
ترتعد الطيور
تدور تبحث عن سكن
ماذا سيُبقي الحزن في قلب ٍ جريح
غيرأطلال الشجن .

ما زلتُ أذكر وجهكِ الفضي
حين أتيتِ خلف الليل نهراََ من شعاع
كم كان طيفكِ يحتويني من ظلال الخوف
كيف الآن يلقيني الى هذا الضياع
أمضي على الطرقات وحدي
ألقي بعض اخفاقي على هذا القناع
لا تشعريني أنني أخطأت
حين أتيت ألتمس الأمان
فوجدتُ خلف الجنّة الخضراء
أنقاضاََ وأطلالاََ وخوفاََ وامتهان

لا تشعريني أنّ حبكِ
كان أكبر معصية
قولي سئمنا ربما
قولي كرهنا ربما
قولي بأنّي كنت وهماََ
أو خيالاََ في حياتك
لكن بربك لاتقولي
ان عمري كان عندكِ ليلةََ من أمنياتك
ما عدت أملك من زماني
غير ما عشنا معاََ
لا تشعريني أنني ما كنت شيئاََ
غير تأكيدٍ لذاتك

اني أحبكِ
آه ما أقسى النهاية
قد كنتُ عندكِ ليلةََ
ثم انتهت كل الرواية
هذا جنين الحب أحمله قتيلاََ
من ترى ارتكب الجناية
الله يعلم أنني يوماََ وهبتكِ
كل ما عندي .. وصدّقت الحكاية
ان كنتُ عندكِ ليلةََ
قد كنتِ في عمري النهاية والبداية
والله يهدي من يشاء
وليس لي سر الهداية !!

samirazek
09/01/2009, 08h01
قصيدة للشاعر الكبير فاروق جويدة
ارحلْ.. وعارُكَ فى يديكْ

المصرى اليوم :٩/ ١/ ٢٠٠٩
http://media.almasry-alyoum.com/photo.aspx?ID=93117&ImageWidth=240 (http://www.almasry-alyoum.com/popimage.aspx?ImageID=93117)اللوحة للفنانة السعودية شاليمار الشربتلى

فى وداع بوش

كل الذى أخفيته يبدو عليكْ
فاخلع ثيابك وارتحلْ
اعتدتَ أن تمضى أمامَ الناسِ يوماً عارياً
فارحل وعارُكَ فى يديكْ

لا تنتظر طفلاً يتيماً بابتسامته البريئة
أنْ يقبِّلَ وجنتيكْ

لا تنتظر عصفورةً بيضاءَ تغفو فى ثيابكَ
ربما سكنتْ إليكْ

لا تنتظر أُمّاً تطاردها دموعُ الراحلينَ
لعلها تبكى عليكْ

لا تنتظر صفحاً جميلاً
فالدماءُ السودُ مازالت تلوث راحتيكْ

وعلى يديكَ دماءُ شعبٍ آمنٍ
مهما توارتْ لن يفارق مقلتيكْ

كل الصغار الضائعين
على بحارِ الدم فى بغدادَ صاروا..
وشمَ عارٍ فى جبينكَ
كلما أخفيتَه يبدو عليكْ

كل الشواهد فوقَ غزةَ والجليلَ
الآن تحمل سخطَها الدامى
وتلعنُ والديكْ

ماذا تبقى من حشود الموتِ
فى بغدادَ.. قلْ لى
لم يعد شىء لديكْ

هذى نهايتك الحزينة
بين أطلال الخرائبِ
والدمارُ يلف غزةَ
والليالى السودُ.. شاهدةً عليكْ

فارحل وعاركَ فى يديكْ
الآن ترحل غير مأسوفٍ عليكْ..

■ ■ ■

ارحل وعارُكَ فى يديكْ

انظرْ إلى صمتِ المساجدِ
والمنابر تشتكى
ويصيحُ فى أرجائها شبحُ الدمارْ

انظرْ إلى بغدادَ تنعى أهلها
ويطوفُ فيها الموتُ من دارٍ لدارْ

الآن ترحلُ عن ثرى بغدادَ
خلفَ جنودك القتلى
وعارك أى عارْ

مهما اعتذرتَ أمامَ شعبكَ
لن يفيدكَ الاعتذارْ
ولمن يكونُ الاعتذارْ؟

للأرضِ.. للطرقاتِ.. للأحياءِ..للموتى..
وللمدنِ العتيقةِ.. للصغارْ؟!
ولمن يكونُ الاعتذارْ؟

لمواكب التاريخ.. للأرض الحزينةِ
للشواطئِ.. للقفارْ؟!

لعيونِ طفلٍ
مات فى عينيه ضوءُ الصبحِ
واختنقَ النهارْ؟!

لدموعِ أمٍّ
لم تزل تبكى وحيداً
صارَ طيفاً ساكناً فوق الجدارْ؟!

لمواكبٍ غابت
وأضناها مع الأيام طول الانتظارْ؟!
لمن يكون الاعتذار؟

لأماكنٍ تبكى على أطلالها
ومدائن صارت بقايا من غبارْ؟!

للّهِ حين تنام
فى قبر وحيداً.. والجحيمُ تلال نارْ؟!!

■ ■ ■

ارحل وعارك فى يديكْ

لا شىء يبكى فى رحيلك..
رغم أن الناس تبكى عادة
عند الرحيلْ

لا شىء يبدو فى وداعك
لا غناءَ.. ولا دموعَ.. ولا صهيلْ

مالى أرى الأشجار صامتةً
وأضواءَ الشوارعِ أغلقتْ أحداقها
واستسلمتْ لليلِ.. والصمتِ الطويلْ

مالى أرى الأنفاسَ خافتةً
ووجهَ الصبح مكتئباً
وأحلاماً بلون الموتِ
تركضُ خلفَ وهمٍ مستحيلْ

اسمعْ جنودكَ
فى ثرى بغدادَ ينتحبون فى هلعٍ
فهذا قاتلٌ.. ينعى القتيلْ..

جثث الجنودِ على المفارقِ
بين مأجورٍ يعربدُ
أو مُصاب يدفنُ العلمَ الذليلْ

ماذا تركتَ الآن فى بغدادَ من ذكرى
على وجه الجداولِ..
غير دمع كلما اختنقتْ يسيلْ

صمتُ الشواطئ.. وحشةُ المدن الحزينةِ..
بؤسُ أطفالٍ صغارٍ
أمهات فى الثرى الدامى
صراخٌ.. أو عويلْ..

طفلٌ يفتش فى ظلام الليلِ
عن بيتٍ توارى
يسأل الأطلالَ فى فزعٍ
ولا يجدُ الدليلْ

سربُ النخيل على ضفافِ النهر يصرخ
هل تُرى شاهدتَ يوماً..
غضبةَ الشطآنِ من قهرِ النخيلْ؟!

الآن ترحلُ عن ثرى بغدادَ
تحمل عارك المسكونَ
بالنصر المزيفِ
حلمَكَ الواهى الهزيلْ..

■ ■ ■

ارحلْ وعارُكَ فى يديكْ

هذى سفينَتك الكئيبةُ
فى سوادِ الليل ترحلُ
لا أمانَ.. ولا شراعْ

تمضى وحيداً فى خريف العمرِ
لا عرشٌ لديكَ.. ولا متاعْ

لا أهلَ.. لا أحبابَ.. لا أصحابَ
لا سنداً.. ولا أتباعْ

كلُّ العصابةِ فارقتكَ إلى الجحيمِ
وأنت تنتظرُ النهايةَ..
بعد أن سقط القناعْ

الكونُ فى عينيكَ كان مواكباً للشرِّ..
والدنيا قطيعٌ من رعاعْ

الأفق يهربُ والسفينةُ تختفى
بين العواصفِ.. والقلاعْ

هذا ضميرُ الكون يصرخُ
والشموعُ السودُ تلهثُ
خلفَ قافلةِ الوداعْ

والدهر يروى قصةَ السلطانِ
يكذبُ.. ثم يكذبُ.. ثم يكذبُ
ثم يحترفُ التنطُّعَ.. والبلادةَ والخداعْ

هذا مصيرُ الحاكمِ الكذابِ
موتٌ.. أو سقوطٌ.. أو ضياعْ

■ ■ ■

ما عاد يُجِدى..
أن تُعيدَ عقاربَ الساعاتِ..
يوماً للوراءْ

أو تطلبَ الصفحَ الجميلَ..
وأنت تُخفى من حياتكَ صفحةً سوداءْ

هذا كتابك فى يديكَ
فكيف تحلم أن ترى..
عند النهايةِ صفحةً بيضاءْ

الأمسُ ماتَ..
ولن تعيدَك للهدايةِ توبةٌ عرجاءْ

وإذا اغتسلتَ من الذنوبِ
فكيف تنجو من دماء الأبرياءْ

وإذا برئتَ من الدماءِ..
فلن تُبَرئَكَ السماءْ

لو سالَ دمعك ألفَ عامٍ
لن يطهرَكَ البكاءْ

كل الذى فى الأرضِ
يلعنُ وجهكَ المرسومَ
من فزعِ الصغارِ وصرخة الشهداءْ

أخطأتَ حين ظننتَ يوماً
أن فى التاريخ أمجاداً
لبعضِ الأغبياءْ..

■ ■ ■

ارحلْ وعاركَ فى يديكْ

وجهٌ كئيبٌ
وجهك المنقوشُ
فوق شواهدِ الموتى
وسكان القبورْ

أشلاءُ غزةَ
والدمارُ سفينةٌ سوداءُ
تقتحمُ المفارقَ والجسورْ

انظر إلى الأطفال يرتعدون
فى صخب الليالى السود..
والحقدُ الدفينُ على الوجوهِ
زئيرُ بركانٍ يثورْ

وجهٌ قبيحٌ وجهك المرصودُ
من عبثِ الضلالِ.. وأوصياءِ الزورْ

لم يبق فى بغداد شىءٌ..
فالرصاصُ يطل من جثثِ الشوارع
والرَّدَى شبحٌ يدورْ

حزن المساجد والمنابرِ تشتكى
صلواتُها الخرساءُ..
من زمنِ الضلالةِ والفجورْ

■ ■ ■

ارحلْ وعاركَ فى يديكْ

ما عاد يُجدى
أن يفيقَ ضميركَ المهزومُ
أن تبدى أمامَ الناسِ شيئاً من ندمْ

فيداكَ غارقتانِ فى أنهار دمْ
شبحُ الشظايا والمدى قتلى
ووجه الكونِ أطلالٌ.. وطفل جائعٌ
من ألفِ عامٍ لم ينمْ

جثثٌ النخيل على الضفافِ
وقد تبدل حالُها
واستسلمتْ للموتِ حزناً.. والعدمْ

شطآن غزةَ كيف شردها الخرابُ
ومات فى أحشائها أحلى نغمْ

وطنٌ عريق كان أرضاً للبطولةِ..
صار مأوىً للرممْ!

الآن يروى الهاربونَ من الجحيمِ
حكايةَ الذئبِ الذى أكل الغنمْ:

كان القطيع ينام سكراناً
من النفطِ المعتَّقِ
والعطايا.. والهدايا.. والنعمْ

منذ الأزلْ
كانوا يسمونَ العربْ
عبدوا العجولَ.. وتَوَّجوا الأصنامَ..
واسترخت قوافلُهم.. وناموا كالقطيع
وكل قافلةٍ يزينها صنمْ

يقضون نصفَ الليلِ فى وكرِ البغايا..
يشربونَ الوهمَ فى سفحِ الهرمْ

الذئب طافَ على الشواطئ
أسكرته روائحُ الزمنِ اللقيطِ
لأمةٍ عرجاء قالوا إنها كانت ـ وربِّ الناس ـ
من خير الأممْ..

يحكون كيف تفرعنَ الذئبُ القبيحُ
فغاصَ فى دم الفراتِ..
وهام فى نفطِ الخليج..
وعَاثَ فيهم وانتقمْ

سجنَ الصغارَ مع الكبارِ..
وطاردَ الأحياءَ والموتَى
وأفتى الناسَ زوراً فى الحرمْ

قد أفسدَ الذئبُ اللئيمُ
طبائعَ الأيام فينا.. والذممْ

الأمةُ الخرساءُ تركع دائماً
للغاصبين.. لكل أفاق حكمْ

لم يبق شىء للقطيعِ
سوى الضلالة.. والكآبةِ.. والسأمْ

أطفالُ غزةَ يرسمونَ على
ثراها ألفَ وجهٍ للرحيلِ..
وألفَ وجهٍ للألمْ

الموتُ حاصرهم فناموا فى القبورِ
وعانقوا أشلاءهم
لكن صوتَ الحقِ فيهم لم ينمْ

يحكون عن ذئبٍ حقيرٍ
أطلقَ الفئرانَ ليلاً فى المدينةِ
ثم أسكره الدمارُ
مضى سعيداً.. وابتسمْ..

فى صمتها تنعى المدينةُ
أمةً غرقتْ مع الطوفانِ
واسترختْ سنيناً فى العدمْ

يحكون عن زمنِ النطاعةِ
عن خيولٍ خانها الفرسانُ
عن وطنٍ تآكل وانهزمْ

والراكعون على الكراسى
يضحكون مع النهاية..
لا ضميرَ.. ولا حياءَ.. ولا ندمْ

الذئب يجلسُ خلف قلعته المهيبةِ
يجمع الحراسَ فيها.. والخدمْ

ويطلُ من عينيه ضوءٌ شاحبٌ
ويرى الفضاء مشانقاً
سوداءَ تصفعُ كل جلادٍ ظلمْ

والأمةُ الخرساءُ
تروى قصةَ الذئبِ الذى
خدعَ القطيعَ..
ومارسَ الفحشاءَ.. واغتصبَ الغنمْ

■ ■ ■

ارحلْ وعاركَ فى يديكْ

مازلت تنتظر الجنود العائدينَ..
بلا وجوه.. أو ملامحْ

صاروا على وجه الزمانٍ
خريطةً صماءَ تروى..
ما ارتكبتَ من المآسى.. والمذابح

قد كنت تحلمُ أن تصافحهم
ولكن الشواهدَ والمقابرَ لا تصافِحْ

إن كنتَ ترجو العفو منهم
كيف للأشلاءِ يوماً أن تسامحْ

بين القبورِ تطل أسماءٌ..
وتسرى صرخةٌ خرساءُ
نامت فى الجوانحْ

فرقٌ كبيرٌ..
بين سلطانٍ يتوِّجُه الجلالُ
وبين سفاح تطارده الفضائحْ

■ ■ ■

الآن ترحل غيرَ مأسوفٍ عليكْ

فى موكبِ التاريخِ
سوفِ يطلُ وجهك
بين تجارِ الدمارِ وعصبةِ الطغيانْ

ارحل وسافرْ..
فى كهوفِ الصمتِ والنسيانْ

فالأرضُ تنزع من ثراها
كلَّ سلطان تجبر.. كلَّ وغْدٍ خانْ

الآن تسكر.. والنبيذ الأسود الملعونُ
من دمع الضحايا.. من دم الأكفانْ

سيطل وجهك دائماً
فى ساحةِ الموتِ الجبانْ

وترى النهايةَ رحلةً سوداءَ
سطرها جنونُ الحقدِ.. والعدوانْ

فى كل عصر سوف تبدو قصةً
مجهولةَ العنوانْ

فى كل عهدٍ سوف تبدو صورةً
للزيفِ.. والتضليلِ.. والبهتانْ

فى كل عصرٍ سوف يبدو
وجهك الموصومُ بالكذبِ الرخيص
فكيف ترجو العفو والغفرانْ

قُلْ لى بربكَ..
كيف تنجو الآن من هذا الهوانْ؟!

ما أسوأَ الإنسانَ..
حين يبيع سرَّ اللّه للشيطانْ

■ ■ ■

ارحلْ وعاركَ فى يديكْ

فى قصرك الريفى..
سوف يزورك القتلى بلا استئذانْ

وترى الجنودَ الراحلينَ
شريط أحزانٍ على الجدرانْ

يتدفقونَ من النوافذِ.. من حقولِ الموتِ
أفواجاً على الميدانْ

يتسللونَ من الحدائقِ.. والفنادقِ
من جُحُورِ الأرضِ كالطوفانْ

وترى بقاياهمْ بكل مكانْ
ستدور وحدك فى جنونٍ
تسألُ الناسَ الأمانْ

أين المفر وكل ما فى الأرضِ حولكَ
يُعلن العصيانْ؟!

الناسُ.. والطرقاتُ.. والشهداءُ والقتلى
عويلُ البحر والشطآنْ

والآن لا جيشٌ.. ولا بطشٌ.. ولا سلطانْ

وتعود تسأل عن رجالك: أين راحوا؟
كيف فر الأهلُ.. والأصحابُ.. والجيرانْ؟

يرتد صوتُ الموت يجتاح المدينَةَ
لم يَعُدْ أحدٌ من الأعوانْ

هربوا جميعاً..
بعد أن سرقوا المزادَ.. وكان ما قد كانْ!

ستُطِلُّ خلف الأفق قافلةٌ من الأحزانْ

حشدُ الجنودِ العائدينَ
على جناحِ الموتِ
أسماءً بلا عنوانْ

صور الضحايا والدماءُ السودُ..
تنزف من مآقيهم بكل مكانْ

أطلالُ بغدادَ الحزينةِ
صرخةُ امرأةٍ تقاومُ خسةَ السجانْ

صوتُ الشهيدِ على روابى القدسِ..
يقرأ سورةَ الرحمنْ

وعلى امتدادِ الأفقِ
مئذنةُ بلونِ الفجرِ
فى شوقٍ تعانق مريم العذراءَ
يرتفع الأذانْ

الوافدونَ أمامَ بيتكَ
يرفعون رؤوسهم
وتُطل أيديهم من الأكفانْ

مازلتَ تسأل عن ديانتهم
وأين الشيخُ.. والقديسُ.. والرهبانْ؟

هذى أياديهم تصافحُ بعضَها
وتعود ترفُع رايةَ العصيانْ

يتظاهرُ العربى.. والغربى
والقبطى والبوذى
ضد مجازر الشيطانْ

حين استوى فى الأرض خلقُ اللّه
كان العدل صوتَ اللّه فى الأديان

فتوحدت فى كل شىء صورةُ الإيمانْ

وأضاءت الدنيا بنور الحق
فى التوراةٍ.. والإنجيلِ.. والقرآنْ

اللّه جل جلاله.. فى كل شىء
كرم الإنسانْ

لا فرقَ فى لونٍ.. ولا دينٍ
ولا لغةٍ.. ولا أوطانْ

«خلق الإنسان علمه البيان»
الشمسُ والقمر البديعُ
على سماء الحب يلتقيانْ

العدلُ والحقُ المثابر
والضميرُ.. هديً لكل زمانْ

كل الذى فى الكون يقرأ
سورةَ الإنسانْ..
يرسم صورةَ الإنسانْ..
فاللّه وحدنا.. وفرق بيننا الطغيانْ

■ ■ ■

فاخلعْ ثيابكَ وارتحلْ
وارحل وعارك فى يديكْ
فالأرضُ كل الأرض ساخطةٌ عليكْ


سمير عبد الرازق

وفاء الخير
30/01/2009, 17h39
بس الله الرحمن الرحيم

كيف اشكر كم وكلمة الشكر قليله جدا عليكم يامن تجعلونا نشعر باّدميتنا - واستاذى الذى اتعلم منه دائما فاروق جويده - انسان اصيل يعيش بقلب ينبض بالحب لبلده وناسه - اللذين اهدرت كل شئ لهم - فشاعرنا العظيم يتألم من داخله ولكن تدفقت الأحاسيس مرة اخرى ولله الحمد من هذا الحدث نسأل الله له الصحه والعافيه ويزيد قلمه وقلبه النابض حبا لنا ومعبرا عن حالنا
ونرجو له السلامه -
وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته

وفاء:(

MOHAMED ALY
09/11/2009, 07h17
قصيدة الشاعر الكبير الأستاذ / فاروق جويدة الجديدة .. نقلا عن جريدة المصرى اليوم
هذا عتاب الحب للأحباب

هَذَا عِتابُ الحُبِّ.. لِلأحْبابِ
لا تغْضبى مِنْ ثَورتِى.. وَعِتَابِى
مَازالَ حُبــُّـك مِحْنَتِى وَعَذابِى
مَازالَ فِى العَيْن الحَزينَةِ قُبْلَةٌ
للعَاشِقِينَ بسحْرِكِ الخَلابِ
أحْببتُ فِيْكِ العُمْرَ طِفْلاً باسِـماً
جَاءَ الحَياةَ بأطْهَرِ الأثْوَابِ
أحْببتُ فِيكِ اللَيلَ حِينَ يضُمُّنَا
دِفْءَ القُلوبِ.. ورفقَةُ الأصْحابِ
أحْببتُ فيكِ الأمَّ تسكنُ طِفلَهَا
مَهْمَا نَأىَ.. تَلقاهُ بِالتِرْحَابِ
أَحْببتُ فِيْكِ الشَمْسَ تَغْسِلُ شَعْرَهَا
عِندَ الغُروبِ بدمعِهَا المُنسَابِ
أَحْببتُ فِيكِ النِيْلَ يَجْرِى صَاخِباً
فَيَهِيْمُ روضٌ فِى عِناقٍ روَابِ
أحببتُ فيك شُموخَ نهرٍ جامحٍ
كَمْ كانَ يسْكرنى بغيرِ شرابِ
أحببتُ فيك النيلَ يسجدُ خاشِعاً
للهِ رَباً دُونَ أىّ حسابِ
أحببتُ فيك صلاةَ شعبٍ مؤمنٍ
رسَم الوجُودَ عَلى هُدى مِحرابِ
أحببتُ فيك زمان مجدٍ غابرٍ
ضيعته سفهاً على الأذناب
أحْببت فى الشرفاء عهداً باقياً
وكَرهت كلَّ مقامرٍ كذّابٍ
إنّى أحبكِ رغم أنى عاشقٌ
سَئِم الطوَافَ.. وضاقَ بالأعتابِ
كَم طافَ قلْبى فِى رِحابِكِ خَاشِعاً
لم تعرف الأنقى.. من النصاب
أسرفتُ من حبى.. وأنت بخيلةٌ
ضيعت عمرى.. واستبحتِ شبابى
شاخت على عينيك أحلام الصبا
وتناثرت دمعاً على الأهدابِ
من كان أولى بالوفاء؟..عصابة!
نهبتك بالتدليس.. والإرهابِ؟
أم قلب طفلٍ ذاب فيكِ صبابةً
ورميتهِ لحماً على الأبواب؟!
عمرٌ من الأحزان يمرح بيننا
شبح يطوف بوجهه المرتاب
لا النيلُ نيلكِ.. لا الضفافُ ضفافهُ
حتى نخيلك تاهَ فى الأعشاب!
باعوكِ فى صخبِ المزاد.. ولم أجدْ
في صدرك المهجورِ غيرَ عذابِ
قد روّضوا النهر المكابر فانحنى
للغاصبين.. ولاذ بالأغرابِ
كم جئتُ يحملنى حنينٌ جارفٌ
فأراك.. والجلادَ خلف البابِ
تتراقصين على الموائد فرحةً
ودمى المراق يسيل فى الأنخاب
وأراكِ فى صخب المزاد وليمةً
يلهو بها الأفاق.. والمتصابى
قد كنت أولى بالحنان.. ولم أجدْ
فى ليل صدرك غير ضوءٍ خابِ
فى قمة الهرم الحزينِ عصابةٌ
ما بين سيفٍ عاجزٍ.. ومُرابِ
يتعبدون لكل نجمٍ ساطعٍ
فإذا هوى صَاحوا: نذير خرابِ
هرمٌ بلون الموت.. نيلٌ ساكنٌ
أُسدٌ محنطةٌُ بلا أنيابِ
سافرتُ عنكِ وفى الجَوامِح وحشةٌ
فالحزن كأسى.. والحَنينُ شَرابى
صَوتُ البلابلِ غابَ عنْ أوكارِه
لم تعْبئِى بتشرّدى.. وغِيابى
كُلّ الرِفاقِ رأيتهُم فى غُربتى
أطلالُ حلمٍ.. فِى تِلال تُرابِ
قد هَاجروا حُزناً.. ومَاتوا لوعةً
بينَ الحَنين.. ورفقةِ الأصحابِ
بينى وَبينك ألفُ ميلٍ.. بَينمَا
أحْضَانك الخضْراءُ للأغرابِ!
تبنينَ للسُفهاءِ عُشاً هادئاً
وأنا أمُوت على صَقيعِ شَبابى!
فى عتمَةِ الليلِ الطَويلِ يشدُّنى
قلبى إليكِ.. أحِنُّ رَغْم عَذابِى
أَهفُو إِليكِ.. وفى عُيونكِ أحْتمِى
مِنْ سجْنِ طَاغيةٍ وقصْفٍ رِقابِ
هل كان عدلٌ أنّ حبك قاتلى
كيف استبحتِ القتل للأحبابِ؟!
ما بين جلادٍ.. وذئبٍ حاقدٍ
وعصابةٍ نهبت بغير حسابِ
وقوافلٍ للبؤس ترتع حولنا
وأنين طفلٍ غاص فى أعصابى
وحكايةٍ عن قلب شيخٍ عاجزٍ
قد مات مصلوبًا على المحرابِ
قد كان يصرخ: «لى إلهٌ واحدٌ
هو خالق الدنيا.. وأعلم مابي»
يا ربـّ سطرت الخلائق كلها
وبكل سطرٍ أمةٌ بكتابِ
الجالسون على العروشِ توحشوا
ولكل طاغيةٍ قطيع ذئابِ
قد قلت: إن الله ربٌ واحدٌ
صاحوا: «ونحن» كفرتَ بالأربابِ؟
قد مزقوا جسدى.. وداسوا أعظُمى
ورأيت أشلائى على الأبوابِ
. . . ما عدتُ أعرف أين تهدأ رحلتى
وبأى أرضٍ تستريح ركابى
غابت وجوهٌ.. كيف أخفتْ سرّها؟
هرب السؤالُ.. وعزّ فيه جوابى
لو أن طيفاً عاد بعد غيابه
لأرى حقيقة رحلتى ومآبى
لكنه طيفٌ بعيدٌ.. غامضٌ
يأتى إلينا من وراء حجابِ
رحل الربيعُ.. وسافرت أطيارهُ
ما عاد يجدى فى الخريف عتابى
فى داخل المشوار تبدو صورتى
وسط الذئاب بمحنتى وعذابى
ويُطل وجهكِ خلف أمواج الأسى
شمسًا تلوّح فى وداع سحابِ
هذا زمانٌ خاننى فى غفلةٍ
منى.. وأدمى بالجحود شبابى
شيعتُ أوهامى.. وقلت لعلنى
يومًا أعود لحكمتى وصوابى
كيف ارتضيتُ ضلال عهدٍ فاجرٍ
وفساد طاغيةٍ.. وغدر كلابِ؟!
ما بين أحلامٍ توارى سحرُها
وبريق عمرٍ صار طيف سرابِ
شاختْ ليالى العمر منى فجأةً
فى زيف حلمٍ خاضعٍ كذابِ
لم يبق غير الفقر يستر عورتى
والفقرُ ملعونٌ بكل كتابِ
سربُ النخيل على الشواطئ ينحنى
وتسيلُ فى فزعٍ دماء رقابِ
ما كانَ ظنّى أنْ تكون نهايتى
فى آخر المشوار دمع عتابِ
ويضيع عمرى فى دروب مدينتى
ما بين نار القهرِ.. والإرهابِ
ويكون آخر ما يطل على المدى
شعبٌ يهرول فى سواد نقابِ
وطنٌ بعرض الكون يبدو لعبةً
للوارثين العرش بالأنسابِ
قتلاكِ يا أم البلاد تفرقوا
وتشردوا شيعاً على الأبوابِ
رسموك حلماً ثم ماتوا وحشةً
ما بين ظلم الأهل والأصحابِ
لا تخجلى إن جئتُ بابك عارياً
ورأيتنى شبحاً بغير ثيابِ
يخبو ضياء الشمسِ.. يصغر بيننا
ويصير فى عينى.. كعود ثقابِ
والريح تزأر.. والنجوم شحيحةٌ
وأنا وراء الأفق ضوء شهابِ
غضبٌ بلون العشق.. سخطٌ يائسٌ
ونزيف عمرٍ.. فى سطور كتابِ
رغم انطفاء الحلم بين عيوننا
فيعود فجرك بعد طول غيابِ
فلترحمى ضعفى.. وقلة حيلتى
هذا عتابُ الحبِ.. للأحبابِ

ليلى ابو مدين
05/09/2010, 11h46
أحزان ليلة ممطرة
فاروق جويدة


السقف ينزف فوق رأسي


والجدار يئن من هول المطر

وأنا غريق بين أحزاني تطاردني الشوارع للأزقة .. للحفر !

في الوجه أطياف من الماضي

وفي العينين نامت كل أشباح السهر

والثوب يفضحني وحول يدي قيد لست أذكر عمرهُ

لكنه كل العمر ..

لا شيء في بيتي سوى صمت الليالي

والأماني غائمات في البصر

وهناك في الركن البعيد لفافة

فيها دعاء من أبي

تعويذة من قلب أمي لم يباركها القدر

دعواتها كانت بطول العمر والزمن العنيد المنتصر

أنا ماحزنت على سنين العمر طال العمر عندي .. أم قصر

لكن أحزاني على الوطن الجريح

وصرخة الحلم البريء المنكسر
*****

ليلى ابو مدين
05/09/2010, 11h51
أحلام حائرة
فاروق جويدة


الموج يجذبني إلى شيء بعيد


و أنا أخاف من البحار

فيها الظلام

و لقد قضيت العمر أنتظر النهار

أترى سترجع قصة الأحزان في درب الحياة؟

فلقد سلكت الدرب ثم بلغت يوما.. منتهاه

و حملت في الأعماق قلبا عله

ما زال يسبح.. في دماه

فتركت هذا الدرب من زمن و ودعت الحنين

و نسيت جرحي.. من سنين

* * *

الموج يجذبني إلى شيء بعيد

حب جديد!

إني تعلمت الهوى و عشقته منذ الصغر

و جعلته حلم العمر

و كتبت للأزهار للدنيا

إلى كل البشر

الحب واحة عمرنا

ننسى به الآلام في ليل السفر

و تسير فوق جراحنا بين الحفر..

* * *

الموج يجذبني إلى شيء بعيد

يا شاطئ الأحلام

يوما من الأيام جئت إليك

كالطفل ألتمس الأمان

كالهارب الحيران أبحث عن مكان

كالكهل أبحث في عيون الناس

عن طيف الحنان

و على رمالك همت في أشعاري

فتراقصت بين الربا أوتاري

و رأيت أيامي بقربك تبتسم

فأخذت أحلم بالأماني المقبلة..

بيت صغير في الخلاء

حب ينير الدرب في ليل الشقاء

طفل صغير

أنشودة تنساب سكرى كالغدير

و تحطمت أحلامنا الحيرى و تاهت.. في الرمال

و رجعت منك و ليس في عمري سوى

أشباح ذكرى.. أو ظلال

و على ترابك مات قلبي و انتهى..

* * *

و الآن عدت إليك

الموج يحملني إلى حب جديد

و لقد تركت الحب من زمن بعيد

لكنني سأزور فيك

منازل الحب القديم

سأزور أحلام الصبا

تحت الرمال تبعثرت فوق الربى

قد عشت فيها و انتهت أطيافها

و رحلت عنها.. من سنين

بالرغم من هذا فقد خفقت لها

في القلب.. أوتار الحنين

فرجعت مثل العاشقين
*****

ليلى ابو مدين
05/09/2010, 11h56
أنا والليل.. والشعر
فاروق جويدة


ويسألني الليل أين الرفاق


وأين رحيق المنى والسنين؟

وأين النجوم تناجيك عشقا

وتسكب في راحتيك الحنين؟

وأين النسيم وقد هام شوقا

بعطر من الهمس لا يستكين؟

وأين هواك بدرب الحيارى

يتيه اختيالا على العاشقين؟

فقلت: أتسألني عن زمان

يمزق حبا أبى أن يلين؟

وساءلت دهري: أين الأماني؟

فقال: توارت مع الراحلين

ولم يبق شيء سوى أغنيات

وأطياف لحن شجي الرنين

وحدقت في الكأس: أين الرفاق؟

فقالت: تعبت من السائلين

ففي كل يوم طيور تغني

وزهر يناجي ونجم حزين

ودار تسائلني مقلتاها:

متى سيعود صفاء السنين؟

وفوق النوافذ أشلاء عطر

ينام حزينا على الياسمين

ثيابك في البيت تبكي عليك

ترى في الثياب يعيش الحنين؟!

وعطرك في كل ركن ودرب

وقد عاش بعدك مثل السجين

* * *

ويسألني الشعر: هل صرت كهلا؟

فقلت: توارى عبير الشباب

فقال بحزن: أريدك حبا

وشوقا يطير بنا للسحاب

أريدك طير على كل روض

أريدك زهرا على كل باب

أريدك خمرا بكأس الزمان

فقد يسكر الدهر فينا العذاب

أريدك لحنا شجي المعاني

ولو عشت تجري وراء السراب

أريدك لليوم دع ما تولى

ودعك من النبش بين التراب

ففي الروض زهر وعطر.. وطير

وفي الأفق تعلو الأغاني العذاب

قضيت حياتك تنعي الشباب

وترثي العهود وتبكي الصحاب

نظرت إلى الشعر: ماذا تريد؟

فقال: نعيد ليالي الشباب

فقلت: ترى هل تفيد الأماني

إذا ما ارتمت فوق صدر السراب؟

وساعة صفو سترحل عنا

ونرجع يوما لدار العذاب

وفي كل يوم سنبني قصورا

غدا سوف نتركها للتراب..
*****

ليلى ابو مدين
05/09/2010, 12h09
أحزان مصر
فاروق جويدة


تركناك يا مصر بين الصقيع


تمزق فيك ليالي الشتاء

وبين العواصف جسم نحيل

يذوب وتبكي عليها لسماء

ووجهك يحنو علينا اشتياقا

يلملم عنا الأسى والشقاء

وثغرك يضحك بين الجراح

وفوق الظلام يشع الضياء

وخلف الجفون بقايا دموع

تثور فينهرها الكبرياء

وبرد الشتاء يسوق الحيارى

صفوفا لتسكن بيت العراء

* * *

يود الصغار بقايا رغيف

وكان الزمان بخيل العطاء

تركناك للفقر دهرا طويلا

وضاعت دماؤك فوق النساء

وبين الجماجم عطر الغواني

وكأس وشيخ يلوك الدماء

وما للعروبة لوم علينا

إذا ما سئمنا طبول الإخاء

* * *

رأيتك يا مصر جسما نحيلا

فأين الجمال وأين البهاء؟

وأين ثيابك عند الربيع

وأين عبيرك ملء الفضاء؟

سلبناك كل الذي تملكين

سرقنا النذور قتلنا الحياء

ظلمناك دهرا تركناك نهبا

لليل السجون وذل الغباء

* * *

فيا قبلة لم تزل في الحنايا

تحج إليها المنى والرجاء

ويا زهرة عانقتنا رؤاها

ومنها رأينا الأسى والعزاء

ويا حب عمر عشقناه عشقا

بكل الخطايا وكل النقاء

فأنت التي إن رمانا الظلام

رأينا بثغرك فجر الضياء

فهيا لعطرك لا تهجريه

فغدا من عبيرك تصحو السماء

* * *

إلينا تعالي فأنت الحنان

إذا مات فينا زمان الوفاء

إلينا تعالي فأنت الأمان

إذا صارت الأرض للأشقياء

فيا دمعة أحرقت مقلتيا

ومنها سلكت دروب البكاء

ويا حزن عمري ويا كأس فرحي

إذا عز في العمر يوم الصفاء

سيبقى جمالك رغم الخريف

ورغم الرياح ورغم الشتاء

* * *

سنرعى أمانيك من ذا سيفدي

أمانيك يوما سوى الأوفياء؟

سنروي ربيعك رغم الصقيع

عبير الحنايا وعطر الدماء

وشعبك يا مصر درع الزمان

فلا تسألي غيره في البناء

ولا تبكي حزنا على ما وهبت

ولا تنظري حسرة للوراء

فهيا اضحكي مثلما كنت دوما

فإنك في الأرض سر البقاء

أسأنا إليك قسونا عليك

فهل تصفحين بحق السماء؟
*****

ليلى ابو مدين
10/09/2010, 14h20
السفر في الليالي المظلمة
فاروق جويدة


وغدا تسافر


والأماني حولنا.. حيرى تذوب

والشوق في أعماقنا يدمي جوانحنا

ويعصف بالقلوب

لم يبق شيء من ظلالك

غير أطياف ابتسامة

ظلت على وجهي تواسيه

وتدعو.. بالسلامة

* * *

وغدا سمنضي فوق أمواج الحياة..

لا نعرف المرسى

وتاهت كل أطواق النجاة

لم لم تعلمني السباحة في البحار؟

لم لم تعلمني الحياة بغير شمس.. أو نهار؟

والصبر.. يا للصبر حلم زائف..

وهم يعذبنا ومأوى.. كالدمار

وغدا تسافر

والمنى حولي تذوب

أتراك تعرف كيف يغتال الهوى

نبض.. القلوب؟

والآن تجمع في الحقائب

عطر أيام.. الهوى

وعلى المقاعد نامت الذكرى

على صدر المنى..

ما كنت أحسب أننا يوما

سنرجع.. قبل منتصف الطريق

ومع النهاية نحمل الماضي

صغيرا.. مات منا في حريق..

وتسافر الأشواق في أوراقنا

والحب يبكي كلما اقتربت نهايتنا

ويسرع.. نحونا..

وعقارب الساعات تصمت..

قد يتوه الوقت..

قد يمضي قطار الليل

قد ننسى.. ونرجع بيتنا

الدرب أظلم حولنا..

من يا ترى سيضيء

هذا الدرب.. حبا مثلنا؟!

الدرب أقسم أن يخاصم

كل شيء.. بعدنا

وهناك في وسط الطريق شجيرة

كم ظللت بين الأماني.. عمرنا

مصباحنا المسكين ودع نبضه..

ولكم أشاع النور عطرا.. بيننا

شرفات مسكننا المسكين تحطمت..

عاشت أمانينا وذاقت كأسنا

وبراعم النوار بين دموعها

ظلت تعانقني.. وتسألني: ترى..

سنعود يوما.. بيتنا؟!
***

ليلى ابو مدين
10/09/2010, 14h26
عندما تفرقنا الأيام
فاروق جويدة


و رحلت عنك بلا وداع


و طويت بين ضباب أيامي حكايات قديمة

أنشودة ذابت مع الأيام أو شكوى عقيمة

و تركت أيام الضياع

كانت تمزقني فلا أجد الصديق

وحدي هناك يشدني الجرح العميق

أواه يا قلبي أضعت العمر محترق الجراح

و أخذت تحلم كل يوم.. بالصباح

فتركت أيامي تضيع مع الرياض

يوما إلى الأحزان تأخذنا و آخر.. للجراح

* * *

و رحلت عنك بلا وداع

كم كنت أحلم يا رفيقي بالمساء

كم كنت أنسج قصة العشاق ترنو للقاء..

أو همسة تنساب في الأعماق تسري كالضياء..

أو رعشة الأيدي تعانقها الحنايا.. في السماء

أو موعدا أنسى به أحزاني..

أو بسمة تهتز في وجداني

أو دمعة عند الوداع ألومها

فغدا يكون لنا اللقاء الثاني..

* * *

و رأيت حبك في فؤادي يختنق

يهوى كما تهوى النجوم و يحترق

و رأيت أحلامي مع الشكوى.. تضيع

و شباب أيامي يذوب.. مع الصقيع

و لقد قضيت العمر أنتظر الربيع..

* * *

و رحلت عنك بلا وداع

و نسيت أحلاما تلاشت كالشعاع

حب قديم تاه منا في الضباب

أمل توارى في الليالي

أو تبعثر في التراب

عمر تبدد في العذاب

حتى الشباب

قد ضاع منا و انتهى عهد الشباب

أترى يفيد هنا العتاب؟!

أبدا ودعك من العتاب..

* * *

الآن أرحل عنك بالأمل الجريح

قد أستريح من الأسى قد أستريح

كم عشت أحلم يا رفيقي بالضياء..

و رأيت أحلامي تلاشت في الفضاء

فقتلت هذا الحب في أعماقي

و نسيت بعدك لوعة الأشواق

و غدوت أياما تفوح بسحرها

لتصير شعرا في رؤى العشاق..!
***

ليلى ابو مدين
10/09/2010, 14h33
لو عادت الأيام
فاروق جويدة


لو عادت الأيام


و رجعت يمنعني الحياء من الكلام

و يثور في الأعماق صوت مشاعري

و أصيح في صمتي..

ماذا يقول الناس لو قبلتها

((هذا حرام))

و أضم في عينيك طيفك كله

كالأم تحتضن الصغير من الزحام

و أعود ألثم شعرك المنساب يسري في الظلام

و أظل أكتب في المساء قصيدة

أو أجمع الأزهار يحملها كتاب

أو أنسج الكلمات في همس العتاب

لو عادت الأيام يا دنياي

أو عاد الشباب

الآن.. قد رحل الشباب

الآن شاخ القلب كالأمل العجوز

النبض فيه يسير في بطء عجيب

كالليل.. كالقضبان كالضيف الغريب

هو ساعة كانت تسير مع السنين.. توقفت

و كأنها منذ البداية أدركت

أن المسيرة سوف يطويها الغروب

أن المدينة

سوف تنتظر المسافر في المساء

هيهات يا دنياي

من قال إن العمر يرجع للوراء؟!

الدهر أعطانا الكثير

المال و الأبناء والبيت.. الكبير

لكنني

ما زلت أشعر بالضياع

ما زلت يجذبني حنين

نحو صدر أو ذراع

فسفينتي الحيرى تسير بلا شراع

أمضي هنا وحدي و لا أدري المصير

أهفو ليوم أدفن الأحزان في صدري

و أمضي كالغدير

لو عادت الأيام

و رجعت يا دنياي كالطفل الصغير
***

ليلى ابو مدين
10/09/2010, 14h38
من ليالي.. الغربة
فاروق جويدة

الليلة أجلس يا قلبي خلف الأبواب

أتأمل وجهي كالأغراب

يتلون وجهي لا أدري

هل ألمح وجهي أم هذا.. وجه كذاب

مدفأتي تنكر ماضينا

والدفء سراب

تيار النور يحاورني

يهرب من عيني أحيانا

ويعود يدغدغ أعصابي

والخوف عذاب

أشعر ببرودة أيامي

مرآتي تعكس ألوانا

لون يتعثر في ألوان

والليل طويل والأحزان

وقفت تتثاءب في ملل

وتدور وتضحك في وجهي

وتقهقه تعلو ضحكاتها بين الجدران

* * *

الصمت العاصف يحملني خلف الأبواب

فأرى الأيام بلا معنى

وأرى الأشياء.. بلا أسباب

خوف وضياع في الطرقات

ما أسوأ أن تبقى حيا..

والأرض بقايا أموات

الليل يحاصر أيامي..

ويعود ويعبث في الحجرات..

فالليلة ما زلت وحيدا

أتسكع في صمتي حينا

تحملني الذكرى للنسيان

أنتشل الحاضر في ملل

أتذكر وجه الأرض.. ولون الناس

هموم الوحدة.. والسجان

* * *

سأموت وحيدا

قالت عرافة قريتنا ستموت وحيدا

قد أشعل يوما مدفأتي

فتثور النار.. وتحرقني

قد أفتح شباكي خوفا

فيجيء ظلام يغرقني

قد أفتح بابي مهموما

كي يدخل لصا يخنقني

أو يدخل حارس قريتنا

يحمل أحكاما وقضايا

يخطئ في فهم الأحكام

يطلق في صدري النيران

فيعود يلملم أشلائي

ويظل يصيح على قبري

أخطأت وربي في العنوان

* * *

الليلة أجلس يا قلبي.. والضوء شحيح

وستائر بيتي أوراق مزقها الريح

الشاشة ضوء وظلال و الوجه قبيح

الخوف يكبل أجفاني فيضيع النوم

والبرد يزلزل أعماقي مثل البركان

أفتح شباكي في صمت..

يتسلل خوفي يغلقه

فأرى الأشباح في كل مكان

أتناثر وحدي في الأركان

* * *

الليلة عدنا أغرابا والعمر شتاء

فالشمس توارت في سأم

والبدر يجيء بغير ضياء..

أعرف عينيك وإن صرنا بعض الأشلاء

طالت أيامي أم قصرت فالأمر سواء

قد جئت وحيدا للدنيا

وسأرحل مثل الغرباء

قد أخطئ فهم الأشياء

لكني أعرف عينيك

في الحزن سأعرف عينيك

في الخوف سأعرف عينيك

في الموت سأعرف عينيك

عيناك تدور فأرصدها بين الأطياف

أحمل أيامك في صدري

بين الأنقاض.. وحين أخاف

أنثرها سطرا.. فسطورا

أرسمها زمنا.. أزمانا

قد يقسو الموج فيلقيني فوق المجداف

قد يغدو العمر بلا ضوء ويصير البحر بلا أصداف

لكني أحمل عينيك..

قالت عرافة قريتنا

أبحر ما شئت بعينيها لا تخشى الموت

تعويذة عمري عيناك

* * *

يتسلل عطرك خلف الباب

أشعر بيديك على صدري

ألمح عينيك على وجهي

أنفاسك تحضن أنفاسي والليل ظلام

الدفء يحاصر مدفأتي وتدور الناي

أغلق شباكي في صمت.. وأعود أنام
***

ليلى ابو مدين
10/09/2010, 15h20
وحدي على الطريق
فاروق جويدة


http://puredream.jeeran.com/70769826O867377119.jpg

-1


و نظل نسلك في الحياة طريقنا..

نمضي على الدرب الطويل

لكي نصارع.. يأسنا

قد تمسح الأيام فيه دموعنا

أو تستبيح جراحنا

و نظل نمضي.. في الطريق

و أتيت يوما.. للطريق

كل الذي في القلب كان شجيرة..

تتظلل الآمال فيها.. و الزهور

و الحب في الأعماق يحملني بعيدا كالطيور

و العمر عندي لحظة

تتحطم الأسوار فيها.. و الجسور

تتجسد الأفكار فيها و الشعور

إن عاشها الإنسان يوما

ليس تعنيه الشهور..

-2

و أتيت يوما للطريق

فيه القصور..

((تتشدق)) الكلمات في أرجائها

تتمزق الأزهار فيها و الطيور..

و غذاء كل القصر تأكله الصقور..

كم من صغار في الحديقة تنتهي..

و غذاؤها الكلمات أو بعض السطور

و طلائع الغربان تخترق السماء

لتصيح فوق مدينتي:

لا تتركوا شيئا على الطرقات للطير الصغير

لا ترحموا فيها الزهور..ة أرى صغار الطير

تسبح في سحابات البخور

قدر أراد الله أن نحيا عبيدا للصقور...

-3

و مضيت وحدي في الطريق

و سمعت في جيبي دبيبا.. خافتا

و أصابع تلتف تلتمس الخفاء

و نظرت خلفي في اضطراب!

طفل صغير.. لا تغطيه الثياب

لم يا بني اليوم تسرق

أين أنت.. من الحساب؟!

يوما ستلقى الله..

لم ينطق المسكين قال بلهفة:

الله..

من في الأرض يخشى الله يا أبتاه؟!

الجوع يقتلني و لا أجد الرغيف

و الدرب كالليل المخيف..

-4

و مضيت وحدي في الطريق

إيوان كسرى خلفه غصن عتيق

صوت جهير ينفجر:

الشعب مقبرة الغزاة

و كفاحنا سيظل مفخرة الحياة

و رأيت كل الناس تهتف في الطريق

و جميعهم جاءوا.. (حفاة)

و توارد الخطباء في القصر العتيق

يتهامصون.. و يهتفون لصحوة الشعب العريق

و يرتل الخطباء ما قال(الرفيق)

هيا و ثوروا ثورة الإنسان تزأر كالحريق...

هيا نحطم قلعة الأصنام في هذا الضفاف

و ترنح الخطباء في نخب الهتاف

و تصافحوا...

و نظرت خلفي في الطريق

سيارة تجري و أخرى تنطلق..

سيارة سمراء تعوي.. تخترق

و رأيت أشباح الجميع الثائرة

وقفت بعيدا.. تنتظر

ساعاتها كسلى

و عقارب الساعات تنظر حائرة..

سيارة حمراء تمضي مثل أشلاء الرفات

لا شيء فيها غير صندوق يصيح

فلترحموا يا ساداتي القلب.. الجريح

و رفعت رأسي للسماء

ما أجمل الكلمات تسري في الفضاء..

-5

و مضيت وحدي.. في الطريق

و شجيرة الياسمين خلف ردائها..

وقفت تطل برأسها

و أزها النوار ((تغمر)) للفراش بعينها

و تبدد الصمت الجميل..

همسات شوق في الحديقة تختفي

قبلات حب في الهواء تبخرت...

و عناق أحباب يهز مشاعري

فسفينة الأحلام مني أبحرت..

قالت له: أحلامنا

فأجاب في حزن: أراها أدبرت..

و لم الوداع و أنت عمري كله

و حصاد أيامي و همس مشاعري

و غذاء فكري و ابتهال.. محبتي

و عزاء أيامي و صفو سرائري؟

فأجابها المسكين: حبك واحتي

لكنني يا منية الأيام ضقت برحلتي

فإلى متى أحيا و فقر العمر يخنق عزتي

سأودع الأرض التي

عشت الحياة أحبها

كم كنت أحلم

أن يكون العش فيها.. و الرفيق

أن ينتهي فيها الطريق

لكنني ضيعت أيامي على أمل الانتظار

حتى توارى العمر مني

و أتيت أبحث عن قطار

يوما قضيت العمر أشرب ((قهوتي))

و أدور في الطرقات أبحث عن.. جدار

لا شيء يأوينا فكيف الحب يحيا في الدمار؟

الحب يا دنياي أن نجد الرغيف.. مع الصغار

أن نغرس الأحلام في أيدي النهار

ألا نموت بمكتب ((السمسار))

-6

و مضيت وحدي.. في الطريق

شاب تعانق راحتاه يد القدر

يمضي كحد السيف منطلق الأمل

و تعثر المسكين في وسط الطريق

هزمته أحقاد البشر

فقد ضاق بالأحزان من طول السفر

أين البريق و أين أحلام العمر؟!

ضاعت على الطرقات في هذا الوطن

شيء من الأيام ينقصني بقايا.. من زمن

قالوا بأن الشعر أسود و السنين قليلة!

أنا عند كل الناس طفل في الحياة..

لكن ثوم العلم فيك مدينتي ثوب العراة

فمتى بياض الشعر يبلغ.. منتهاه؟؟

-7

و مضيت وحدي.. في الطريق

جلست لتنزف في التراب دموعها

كم من جراح العمر

تحمل هذه الخفقات

من أنت.. قالت:

نجن الذين نجيء في صمت

و نمضي في سكون

نحن الحيارى الصامتون

نحن الخريف المر نحن المتعبون

تتربع الأحزان في أعماقنا..

تتجسد الآلام في أعمارنا..

لا شيء نعلم في الحياة

و ليس تعنينا.. الحياة

فالعمر يبدأ.. ثم يبلغ منتهاه

إني قضيت العمر في هذا المكان

ما جاءني ضيف و لا عشت الزمان

لم جئت تسأل؟

لا تسل عنا فنحن التائهون

نحن الرغيف الأسود المغبون

نحن الجائعون...!!

-8

و مضيت وحدي.. في الطريق

قد جئت أبحث عن رفيق

ضاع مني.. من سنين..

قد ضاع في هذا الطريق

لكنني

ما زلت أبحث عنه..

ما زلت أبحث عنه..
****

ليلى ابو مدين
11/09/2010, 23h31
أسافر منك.. وقلبي معك
فاروق جويدة

http://www.moveed.com/data/media/143/w6w_20060102080549126739ec9d78a.jpg


وعلمتنا العشق قبل الأوان


فلما كبرنا ودار الزمان

تبرأت منا.. وأصبحت تنسى

فلم نر في العشق غير الهوان

عشقانك يا نيل عمرا جميلا

عشقناك خوفا وليلا طويلا

وهبناك يوما قلوبا بريئة

فهل كان عشقك بعض الخطيئة؟!

* * *

طيورك ماتت.. ولم يبق شيء على شاطئيك

سوى الصمت والخوف والذكريات

أسافر عنك فأغدو طليقا

ويسقط قيدي

وأرجع فيك أرى العمر قبرا

ويصبح صوتي بقايا رفات..

* * *

طيورك ماتت

فلم يبق في العش غير الضحايا

رماد من الصبح.. بعض الصغار

جمعت الخفافيش في شاطئيك

ومات على العين.. ضوء النهار

ظلام طويل على ضفتيك

وكل مياهك صارت دماء

فكيف سنشرب منك الدماء..؟

* * *

ترى من نعاتب يا نيل قل لي..

نعاتب فيك زمانا حزينا..

منحناه عمرا.. ولم يعط شيئا..

وهل ينجب الحزن غير الضياع

ترى هل نعاتب حلما طريدا..

تحطم بين صخور المحال

وأصبح حلما ذبيح الشراع..

ترى هل نعاتب صبحا بريئا

تشرد بين دروب الحياة

وأصبحا صبحا لقيط الشعاع

ترى هل نعاتب وجها قديما

توارى مع القهر خلف الظلام

فأصبح سيفا كسيح الذراع

ترى من نعاتب يا نيل قل لي..

ولم يبق في العمر إلا القليل..

حملناك في العين حبات ضوء

وبين الضلوع مواويل عشق..

وأطيار عشق تناجي الأصيل..

فإن ضاع وجهي بين الزحام

وبعثرت عمري في كل أرض..

وصرت مشاعا فأنت الدليل..

ترى من نعاتب يا نيل قل لي..

وما عاد في العمر وقت

لنعشق غيرك..

أنت الرجاء

أنعشق غيرك..؟

وكيف وعشقك فينا دماء

تعود وتغدو بغير انتهاء..

* * *

أسافر عنك

فألمح وجهك في كل شيء

فيغدو الفنارات يغدو المطارات

يغدو المقاهي..

يسد أمامي كل الطرق

وأرجع يا نيل كي أحترق

* * *

وأهرب حينا

وأصبح في الأرض طيفا هزيلا

وأصرخ في الناس أجري إليهم

وأرفع رأسي لأبدو معك

فأصبح شيئا كبيرا.. كبيرا

طويناك يا نيل بين القلوب

وفينا تعيش.. ولا نسمعك

تمزق فينا..

وتدرك أنك أشعلت نارا

وأنك تحرق في أضلعك

تعربد فينا

وتدرك أن دمانا تسيل

وليست دمانا سوى أدمعك

تركت الخفافيش يا نيل تلهو

وتعبث كالموت في مضجعك

وأصبحت تحيى بصمت القبور

وصوتي تكسر في مسمعك

قد غبت عنا زمانا طويلا

فقل لي بربك من يرجعك

فعشقك ذنب.. وهجرك ذنب

أسافر عنك.. وقلبي معك
****

ليلى ابو مدين
11/09/2010, 23h46
ما بعد رحيل الشمس
فاروق جويدة



http://www.moveed.com/data/media/143/w6w_2006010208210112673d1dd5378.jpg

ما بعد رحيل الشمس


-1

الوقت..

عين الليل يسبح في شواطئها السواد

والدرب يلبس حولنا ثوب الحداد

شيخ ينام على الرصيف

قط وفأر ميت القط يأكل في بقايا الفأر ثم يدور يرقص في عناد

والشيخ يصرخ جائعا ويصيح: يا رب العباد

هذا زمان مجاعة و الناس تسقط كالجراد

العمر

يا للعمر وقت ضائع

عام مضى.. عامان.. عشر

لست أعرف كم مضى..

فالعمر في قدم الرياح

والليل يلتهم الصباح

والجرح ينزف بالجراح

* * *

زمني

يقول الناس إني جئت في زمن حزين

وأنا أقول بأنني

قد جئت في الزمن الخطأ

ماذا يفيد صوابنا

إن صارت الدنيا و صارت الناس كالرقم الخطأ؟

خطواتنا الحيرى على هذا الطريق

تردد الأنفاس في أعماقنا

ونعيش في أوهامنا

لكننا نحيا مع الزمن الخطأ

* * *

عنوان أيامي

على المظروف أكتب اسم شارعنا القديم

ما عدت أذكر اسم شارعنا الجديد

الشارع المسكين صار حكاية..

قد غيروه.. وغيروه.. وغيروه

ما عاد يذكر اسمه

لكنني ما زلت أعرف اسم شارعنا القديم

* * *

أما أنا

قالوا بأني كنت يوما فارس العشق القديم

وبأن عمري صار بيتا

من بيوت العنكبوت

ولأنني رغم القبور.. ورغم موت الأرض

أرفض أن أموت

قالوا بأني فارس ما زال يرفض أن يموت

اليوم الأول بعد رحيل الشمس

-2

ما زال حبك أمنيات حائرات في دمي

أشتاق كالأطفال ألهو.. ثم أشعر بالدوار

وأظل أحلم بالذي قد كان يوما..

أحمل الذكرى على صدري شعاعا..

كلما أختنق النهار

والدار يخنقها السكون

فئران حارتنا تعربد في البيوت

وسنابل الأحلام في يأس تموت

نظرت للمرآة في صمت حزين

العمر يرسم في تراب الوجه أحزان السنين

أصبحت بعدك كالعوز يردد الكلمات

يمضغها وينساها.. ويأكلها

ويدرك أن شيئا لا يقال

ما عدت أعبأ بالكلام

فالناس تعرف ما يقال

كل الذي عندي كلام لا يقال

اليوم الأول بعد المئة لرحيل الشمس

-3

ولدي يسألني: لماذا أنت يا أبتي حزين..

لم تبتسم من ألف عام

أترى تخاف..

الوحش يا أبتاه في النهر الكبير

قالوا بأن الوحش قد أكل الطيور

ما زال يأكل في الزهور

الوحش يأكلنا ويشرب عمرنا

ويدور في كل الشوارع يخنق الأطفال يعبث بالقبور

الوحش يشرب كل ماء النهر ثم يبول في النهر العجوز

ويعود يشرب من جديد

والنهر بئر من دموع الناس

النهر جرح غائر الأعماق

تنبت في جوانحه الجراح

والوحش يسكر بالجراح

* * *

أشتاق عطرك كلما عادت مع الليل الهموم

ولدي يقول بأنني

لم أبتسم من ألف عام

قلبي وحزن النهر والأيتام في برد الطريق

حزني عنيد لا ينام

اليوم الأول بعد الألف لرحيل الشمس

-4

في الدرب رائحة ومنديلي قديم

تتسلل الأحزان بين جوانحي

تتزاحم الرعشات بين أصابعي..

قد مات عصفوري الصغير

قد ظل يصرخ في عيون الناس يلتمس النجاة..

سقط الصغير على جناح الدار وانسابت دماه

الريش يعبث في عيوني مثل غيمات الشتاء

ويطير بين جوانحي شبح الدماء

ويصيح في صدري البكاء

عصفورنا في الدرب مات

* * *

يمضي علينا العمر.. والحلم الجميل

ما زال في صمت يقاوم كل أحزان الرحيل

اليوم الأول بعد.. لرحيل الشمس

-5

أصبحت لا ألقاك صرت سحابة

عبرت على عمري كما يهفو النسيم

ورجعت للحزن الطويل

ما زلت ألمح بعض عطرك بين أطياف الأصيل

يمضي الزمان بعمرنا

الخوف يسخر بالقلوب

واليأس يسخر بالمنى

والناس تسخر بالنصيب

عصفورنا قد مات

من قال إن العمر يحسب بالسنين

* * *

الليل لم يرحم رحيل الزيت من قنديلنا

أخفى شعاعا كان يحمله القمر

والشمعة الثكلى تساقط ضوءها

ثم انزوت تبكي على صدر الظلام

وأنا أحدق.. كل شيء صار بعدك صامتا

الليل والقمر الذبيح

الشمعة الحيرى ومزماري الجريح

من يأخذ الأيام والعمر الطويل

لتعود شمس مدينتي

يا شمس.. فارسك القديم..

مازال يبكي عمره بعد الرحيل
****

ليلى ابو مدين
12/09/2010, 00h01
الشاطئ الخالي
فاروق جويدة


http://thummada.com/php_upload2/SadMan.jpg ورجعت في نفس المكان


وأخذت أرتقب الرياح تهزني

والشاطئ الخالي يضيق من الدخان

وتخيلت عيناي يوم لقاءنا

قد كان في هذا المكان

قد مر عام منذ كان لقاؤنا أو ربما عامان

إني نسيت العمر بعدك والزمان

كل الذي ما زلت أذكره لقاء حائر

وأصابع نامت عليها مهجتان

و لقاء أنفاس لعل رحيقها

ما زال يسري حائرا بين.. الرمال

والموج يسمع بعض ما نحكي و يمضي.. في دلال

كم كنت ألقي بين شعرك مهجتي

فيغيب مني العمر في هذي الظلال

والشمس يحضنها السحاب.. مودعا

لكن.. على أمل جديد باللقاء

فغدا تعود الشمس تلقي رأسها فوق السماء

لكننا يوما تعانقنا وسرنا في الظلام

والصمت ينطق في عيونك.. بالكلام

ثم افترقنا عندما اقترب المساء

وعلى جبين الليل نام الضوء وافترش السماء

ومضيت يا عمري. وقلت إلى اللقاء

* * *

ورجعت في نفس المكان

وأخذت أسأل كل يوم عنك موج البحر.. أنفاس الرمال.

أحلام أيامي ترنح طيفها

وهوت على صخر المحال..

الشاطئ الخالي تسائل في خجل

أتراك تبحث عن رفيق العمر عن طيف الأمل..

يا عاشقا عصفت به ريح الشجن

وتبعثرت أيامه الحيرى وتاهت في الزمن

لو كنت أسرعت الخطى

لوجدت من تهوى.. وفي نفس المكان..

عادت ولكن بعدما أضحى لغيرك عمرها

وهناك فوق الصخرة الزرقاء جاءت..

كي تداعب طفلها..!

غدا.. نحب

جاء الرحيل حبيبتي جاء الرحيل..

لا تنظري للشمس في أحزانها

فغدا سيضحك ضوءها بين النخيل

ولتذكريني كل يوم عندما

يشتاق قلبك للأصيل

وستشرق الأزهار رغم دموعها

وتعود ترقص مثلما كانت على الغصن الجميل

* * *

ولتذكريني كل عام كلما

همس الربيع بشوقه نحو الزهر

أو كلما جاء المساء معذبها

كي يسكب الأحزان في ضوء القمر

عودي إلى الذكرى وكانت روضة

نثر الزمان على لياليها الزهر؟

إن كانت الشمس الحزينة قد توارى دفؤها

فغدا يعود الدفء يملأ بيتنا

والزهر سوف يعود يرقص حولنا

لا تدعي أن الهوى سيموت حزنا.. بعدنا

فالحب جاء مع الوجود وعاش عمرا.. قبلنا

وغدا نحب كما بدأنا من سنين.. حبنا
****

ليلى ابو مدين
12/09/2010, 00h20
قبل أن نمضي..
فاروق جويدة

http://aneen84.maktoobblog.com/userFiles/a/n/aneen84/images/1196721025.jpg


وأعلم أنني يوما


سأرحل في ظلام الليل يحملني جناحان

ويلقيني رفاق العمر في صمت

تطوف عليه أحزاني

وقد أمضى على حلم

قضيت العمر يسكرني

ويلهو بين وجداني

يصير بريقه شبحا

فيلقي رأسه ألما

ويهدأ فوق شطآني

وتسألني المنى شوقا

بربك أين روضتنا

وأين عبير أيكتنا

وأين زهور أغصاني؟

وأعرف أنني يوما

سألقى الله في خجل

أداري فيه عصياني

وأرحل مثلما جئت

بلا ثوب.. وسلطان

بلا حلم يداعبني

ويتركني.. لحرماني

وأغدو طائرا أضحى

رفاتا بين جدران

وقد أشدو بلا غصن

على خفقات بركان

وقد أرتاح في صدر

على أنفاس ثعبان

ويأتي الحب في صمت

يرفرف فوق جثماني

إذا ما ضمني قبر

وصرت وحيد أشجاني

وأسلمت الردى عيني

تنام عليه أجفاني

ويأتي الحب في همس

يعانق زهر بستاني

ويأتي الطير في شوق

ويسأل.. أين ألحاني؟!

وأعلم أنني يوما

سيغدو الصمت سجاني

حياة كأسها ملل

وحزن بعد أحزان

فلا دمع سيرجعنا

طيورا فوق أغصان

حنايا الأرض كم حملت..

عليها قد ترى زهرا

وفيها نار بركان

تمهل قبل أن تمضي

على أنفاس إنسان

فإن العمر أيام

وعطر عابر.. فاني
***

ليلى ابو مدين
02/12/2010, 16h47
:emrose::emrose:عشقناكِ يا مصر :emrose::emrose:
فاروق جويده


حملــــــــناك يا مصر بين الحنايا


وبين الضلـــــــــوع وفوق الجبين

عشقناك صدرا رعــــــــــانا بدفء

وإن طـــــال فينا زمــــــان الحنين

فلا تحزني من زمــــــــــان جحود

أذقناك في همـــــــــــــــوم السنين

تركنا دمـــــــــــــاءك فوق الطريق

وبين الجوانـــــــــــح همس حزين

عروبتنــــــــا هل ترى تــــــنكرين؟

منحنـــــــــــــــاك كل الذي تطلبين

سكبنا الدمــــــــــــاء على راحتيك

لنحمي العريــــــــــــن فلا يستكين

وهبناك كل رحــــــــــــــيق الحياة

فلم نبق شيئا فهل تذكــــــــرين؟!

فيا مصر صــــــبرا على ما رأيت

جفاء الرفـــــــاق لشعب أمـــــــين

سيبقى نشــــيدك رغم الجــــــراح

يضيء الطــــــريق على الحائرين

سيبقى عبيرك بيت الغريــــــــــب

وسيف الضعيف وحلم الحـــــزين

سيبقى شبــــــــــابك رغم الليالي

ضـياء يشع على العالمــــــــــــين

فهــــــيا اخلعي عنك ثوب الهموم

غـدا ســــــوف يأتي بما تحلمين...
****
ليلى ابو مدين

ليلى ابو مدين
01/09/2011, 15h28
وتبقين يا مصر فوق الصغائر...
الشاعر فاروق جويدة

شهيد علي صدر سيناء يبكي

ويدعو شهيدا بقلب الجزائر

تعال إلي ففي القلب شكوي

وبين الجوانح حزن يكابر

لماذا تهون دماء الرجال

ويخبو مع القهر عزم الضمائر

دماء توارت كنبض القلوب

ليعلو عليها ضجيج الصغائر

إذا الفجر أصبح طيفا بعيدا

تباع الدماء بسوق الحناجر

علي أرض سيناء يعلو نداء

يكبر للصبح فوق المنابر

وفي ظلمة الليل يغفو ضياء

يجيء ويغدو.. كألعاب ساحر

لماذا نسيتم دماء الرجال

علي وجه سينا.. وعين الجزائر؟!

***

علي أرض سيناء يبدو شهيد

يطوف حزينا.. مع الراحلين

ويصرخ في الناس: هذا حرام

دمانا تضيع مع العابثين

فهذي الملاعب عزف جميل

وليست حروبا علي المعتدين

نحب من الخيل بعض الصهيل

ونعشق فيها الجمال الضنين

ونطرب حين يغني الصغار

علي ضوء فجر شجي الحنين

فبعض الملاعب عشق الكبار

وفيها نداعب حلم البنين

لماذا نراها سيوفا وحربا

تعالوا نراها كناي حزين

فلا النصر يعني اقتتال الرفاق

ولا في الخسارة عار مشين

***

علي أرض سيناء دم ونار

وفوق الجزائر تبكي الهمم

هنا كان بالأمس صوت الرجال

يهز الشعوب.. ويحيي الأمم

شهيدان طافا بأرض العروبة

غني العراق بأغلي نغم

شهيد يؤذن بين الحجيج

وآخر يصرخ فوق الهرم

لقد جمعتنا دماء القلوب

فكيف افترقنا بهزل القدم ؟!

ومازال يصرخ بين الجموع

قم اقرأ كتابك وحي القلم

علي صدر سيناء وجه عنيد

شهيد يعانق طيف العلم

وفوق الجزائر نبض حزين

يداري الدموع ويخفي الألم

تعالوا لنجمع ما قد تبقي

فشر الخطايا سفيه حكم

ولم يبق غير عويل الذئاب

يطارد في الليل ركب الغنم!

رضيتم مع الفقر بؤس الحياة

وذل الهوان ويأس الندم

ففي كل وجه شظايا هموم

وفي كل عين يئن السأم

إذا كان فيكم شموخ قديم

فكيف ارتضيتم حياة الرمم؟!

تنامون حتي يموت الصباح

وتبكون حتي يثور العدم

***

شهيد علي صدر سيناء يبكي

وفوق الجزائر يسري الغضب

هنا جمعتنا دماء الرجال

فهل فرقتنا غناوي اللعب

وبئس الزمان إذا ما استكان

تساوي الرخيص بحر الذهب

هنا كان مجد.. وأطلال ذكري

وشعب عريق يسمي العرب

وياويلهم.. بعد ماض عريق

يبيعون زيفا بسوق الكذب

ومنذ استكانوا لقهر الطغاة

هنا من تواري.. هنا من هرب

شعوب رأت في العويل انتصارا

فخاضت حروبا.. بسيف الخطب

***

علي آخر الدرب يبدو شهيد

يعانق بالدمع كل الرفاق

أتوا يحملون زمانا قديما

لحلم غفا مرة.. واستفاق

فوحد أرضا.. وأغني شعوبا

وأخرجها من جحور الشقاق

فهذا أتي من عيون الخليل

وهذا أتي من نخيل العراق

وهذا يعانق أطلال غزة

يعلو نداء.. يطول العناق

فكيف تشرد حلم بريء

لنحيا مرارة هذا السباق؟

وياويل أرض أذلت شموخا

لترفع بالزيف وجه النفاق

***

شهيد مع الفجر صلي.. ونادي

وصاح: أفيقوا كفاكم فسادا

لقد شردتكم هموم الحياة

وحين طغي القهر فيكم.. تمادي

وحين رضيتم سكون القبور

شبعتم ضياعا.. وزادوا عنادا

وكم فارق الناس صبح عنيد

وفي آخر الليل أغفي.. وعادا

وطال بنا النوم عمرا طويلا

وما زادنا النوم.. إلا سهادا

***

علي صدر سيناء يبكي شهيد

وآخر يصرخ فوق الجزائر

هنا كان بالأمس شعب يثور

وأرض تضج.. ومجد يفاخر

هنا كان بالأمس صوت الشهيد

يزلزل أرضا.. ويحمي المصائر

ينام الصغير علي نار حقد

فمن أرضع الطفل هذي الكبائر ؟!

ومن علم الشعب أن الحروب

كرات تطير.. وشعب يقامر ؟!

ومن علم الأرض أن الدماء

تراب يجف.. وحزن يسافر

ومن علم الناس أن البطولة

شعب يباع.. وحكم يتاجر؟!

وأن العروش.. عروش الطغاة

بلاد تئن.. وقهر يجاهر

وكنا نباهي بدم الشهيد

فصرنا نباهي بقصف الحناجر!

إذا ما التقينا علي أي أرض

فليس لنا غير صدق المشاعر

سيبقي أخي رغم هذا الصراخ

يلملم في الليل وجهي المهاجر

عدوي عدوي.. فلا تخدعوني

بوجه تخفي بمليون ساتر

فخلف الحدود عدو لئيم

إذا ما غفونا تطل الخناجر

فلا تتركوا فتنة العابثين

تشوه عمرا نقي الضمائر

ولا تغرسوا في قلوب الصغار

خرابا وخوفا لتعمي البصائر

أنا من سنين أحب الجزائر

ترابا وأرضا.. وشعبا يغامر

أحب الدماء التي حررته

أحب الشموخ.. ونبل السرائر

ومصر العريقة فوق العتاب

وأكبر من كل هذي الصغائر

أخي سوف تبقي ضميري وسيفي

فصبر جميل.. فلليل آخر

إذا كان في الكون شيء جميل

فأجمل ما فيه.. نيل.. وشاعر .

ليلى ابو مدين
09/03/2012, 07h23
وأشتاق فيكِ
الشاعر فاروق جويدة
*********


وأشتاق يا مصر عهد الصفاء
وأشتاق فيك عبير العمر
وأشتاق من راحتيك الحنان
إذا ما رمتني سهام القدر
وأشتاق صدرك في كل ليل
يغني الحكايا ويسجي السحر
وأشتاق عطرك رغم الخريف
تفيق الليالي ويزهو الشجر
وأشتاق من ثغرك الأمنيات
إذا الليل مزق وجه القمر
وأشتاق صوتك: قم يا بني
فما اليأس إلا قبور البشر
وأشتاق فيك.. وأشتاق فيك
وفي الشوق ضاعت سنين العمر
* * *
وألقيت رأسي على راحتيك
كنبض يحن لدفء الحنايا
شكوت إليك زحام الهموم
يعربد في العمر طيف المنايا
تعودت منك العطاء السخي
فما لجحودك يمحو العطايا؟
عتاب وشوق وصبر عقيم
على ليل دربك ماتت خطايا
لقد صرت عندك ضيفا ثقيلا
وحبك يسري هنا في دمايا
غريب وعندك قبري وبيتي
وفيك النقاء.. غدا كالخطايا
* * *
لأني تعلمت منك الحنان
أواسي الفؤاد بقرب اللقاء
سألقاك في كل يوم بقلبي
ويحملني الشوق فوق السماء
وأحلم أني سألقاك يوما
نعانق فيه المنى والضياء
وأشتاق يا مصر عهد الصفاء
لأنك للعمر سر البقاء

انور الحارث
09/03/2012, 14h51
[QUOTE=ليلى ابو مدين;546516]وتبقين يا مصر فوق الصغائر...


الشاعر فاروق جويدة

شهيد علي صدر سيناء يبكي

ويدعو شهيدا بقلب الجزائر

تعال إلي ففي القلب شكوي

وبين الجوانح حزن يكابر

لماذا تهون دماء الرجال

ويخبو مع القهر عزم الضمائر

دماء توارت كنبض القلوب

ليعلو عليها ضجيج الصغائر

إذا الفجر أصبح طيفا بعيدا

تباع الدماء بسوق الحناجر

علي أرض سيناء يعلو نداء

يكبر للصبح فوق المنابر

وفي ظلمة الليل يغفو ضياء

يجيء ويغدو.. كألعاب ساحر

لماذا نسيتم دماء الرجال

علي وجه سينا.. وعين الجزائر؟!

***

علي أرض سيناء يبدو شهيد

يطوف حزينا.. مع الراحلين

ويصرخ في الناس: هذا حرام

دمانا تضيع مع العابثين

فهذي الملاعب عزف جميل

وليست حروبا علي المعتدين

نحب من الخيل بعض الصهيل

ونعشق فيها الجمال الضنين

ونطرب حين يغني الصغار

علي ضوء فجر شجي الحنين

فبعض الملاعب عشق الكبار

وفيها نداعب حلم البنين

لماذا نراها سيوفا وحربا

تعالوا نراها كناي حزين

فلا النصر يعني اقتتال الرفاق

ولا في الخسارة عار مشين

***

علي أرض سيناء دم ونار

وفوق الجزائر تبكي الهمم

هنا كان بالأمس صوت الرجال

يهز الشعوب.. ويحيي الأمم

شهيدان طافا بأرض العروبة

غني العراق بأغلي نغم

شهيد يؤذن بين الحجيج

وآخر يصرخ فوق الهرم

لقد جمعتنا دماء القلوب

فكيف افترقنا بهزل القدم ؟!

ومازال يصرخ بين الجموع

قم اقرأ كتابك وحي القلم

علي صدر سيناء وجه عنيد

شهيد يعانق طيف العلم

وفوق الجزائر نبض حزين

يداري الدموع ويخفي الألم

تعالوا لنجمع ما قد تبقي

فشر الخطايا سفيه حكم

ولم يبق غير عويل الذئاب

يطارد في الليل ركب الغنم!

رضيتم مع الفقر بؤس الحياة

وذل الهوان ويأس الندم

ففي كل وجه شظايا هموم

وفي كل عين يئن السأم

إذا كان فيكم شموخ قديم

فكيف ارتضيتم حياة الرمم؟!

تنامون حتي يموت الصباح

وتبكون حتي يثور العدم

***

شهيد علي صدر سيناء يبكي

وفوق الجزائر يسري الغضب

هنا جمعتنا دماء الرجال

فهل فرقتنا غناوي اللعب

وبئس الزمان إذا ما استكان

تساوي الرخيص بحر الذهب

هنا كان مجد.. وأطلال ذكري

وشعب عريق يسمي العرب

وياويلهم.. بعد ماض عريق

يبيعون زيفا بسوق الكذب

ومنذ استكانوا لقهر الطغاة

هنا من تواري.. هنا من هرب

شعوب رأت في العويل انتصارا

فخاضت حروبا.. بسيف الخطب

***

علي آخر الدرب يبدو شهيد

يعانق بالدمع كل الرفاق

أتوا يحملون زمانا قديما

لحلم غفا مرة.. واستفاق

فوحد أرضا.. وأغني شعوبا

وأخرجها من جحور الشقاق

فهذا أتي من عيون الخليل

وهذا أتي من نخيل العراق

وهذا يعانق أطلال غزة

يعلو نداء.. يطول العناق

فكيف تشرد حلم بريء

لنحيا مرارة هذا السباق؟

وياويل أرض أذلت شموخا

لترفع بالزيف وجه النفاق

***

شهيد مع الفجر صلي.. ونادي

وصاح: أفيقوا كفاكم فسادا

لقد شردتكم هموم الحياة

وحين طغي القهر فيكم.. تمادي

وحين رضيتم سكون القبور

شبعتم ضياعا.. وزادوا عنادا

وكم فارق الناس صبح عنيد

وفي آخر الليل أغفي.. وعادا

وطال بنا النوم عمرا طويلا

وما زادنا النوم.. إلا سهادا

***

علي صدر سيناء يبكي شهيد

وآخر يصرخ فوق الجزائر

هنا كان بالأمس شعب يثور

وأرض تضج.. ومجد يفاخر

هنا كان بالأمس صوت الشهيد

يزلزل أرضا.. ويحمي المصائر

ينام الصغير علي نار حقد

فمن أرضع الطفل هذي الكبائر ؟!

ومن علم الشعب أن الحروب

كرات تطير.. وشعب يقامر ؟!

ومن علم الأرض أن الدماء

تراب يجف.. وحزن يسافر

ومن علم الناس أن البطولة

شعب يباع.. وحكم يتاجر؟!

وأن العروش.. عروش الطغاة

بلاد تئن.. وقهر يجاهر

وكنا نباهي بدم الشهيد

فصرنا نباهي بقصف الحناجر!

إذا ما التقينا علي أي أرض

فليس لنا غير صدق المشاعر

سيبقي أخي رغم هذا الصراخ

يلملم في الليل وجهي المهاجر

عدوي عدوي.. فلا تخدعوني

بوجه تخفي بمليون ساتر

فخلف الحدود عدو لئيم

إذا ما غفونا تطل الخناجر

فلا تتركوا فتنة العابثين

تشوه عمرا نقي الضمائر

ولا تغرسوا في قلوب الصغار

خرابا وخوفا لتعمي البصائر

أنا من سنين أحب الجزائر

ترابا وأرضا.. وشعبا يغامر

أحب الدماء التي حررته

أحب الشموخ.. ونبل السرائر

ومصر العريقة فوق العتاب

وأكبر من كل هذي الصغائر

أخي سوف تبقي ضميري وسيفي

فصبر جميل.. فلليل آخر

إذا كان في الكون شيء جميل

فأجمل ما فيه.. نيل.. وشاعر .
شكرااا اختى الفاااضلة

بااارك الله بك فقط اضع سؤاااال

:وكم فارق الناس صبح عنيد

وفي آخر الليل أغفي.. وعادا

احس انه ماااركبت معى بالقراااءة لماااذااا لم يتم استخدام اغفو

امنيااتى الطيبة لك ودمت بخير

انور الحااارث

ليلى ابو مدين
09/03/2012, 16h58
شكرااا اختى الفاااضلة

بااارك الله بك فقط اضع سؤاااال

:وكم فارق الناس صبح عنيد

وفي آخر الليل أغفي.. وعادا

احس انه ماااركبت معى بالقراااءة لماااذااا لم يتم استخدام اغفو

امنيااتى الطيبة لك ودمت بخير

انور الحااارث

أخي العزيز أ . أنور الحارث
أسعد الله أوقاتك بكل خير
بل الشكر الجزيل واجب عليّ لسيادتك لمرورك الكريم وكلماتك الراقية
فعلاً أخي الكريم عندك حق فإن الكلمة هكذا ليست مستساغة وغير منضبطةلغوياً،،

وأعتقد أن الصحيح هو ( أغفى) بالألف المقصورة وليست بالياء
وهو فعل رباعي غير محقق في معاجم اللغة العربية وأصله من فعل(غفا)
والمقصود هنا أن الفعل عائد على كلمة (الصبح)
أي أن الصبح العنيد فارق الناس في آخر الليل فغفا أي (نام) ثم عاد مرة أخرى
والكلمة الخطأ هنا وردت بحرف الياء وهذا خطأ والأصح ( أغفى) بالألف المقصورة
وليس (أغفي) بالياء...
هذا إجتهاد مني وفي الآخر أنا لست متخصصة في اللغة العربية وأدعوا إخواننا في
المنتدى ممن لهم باع في اللغة أن يتكرموا بالمشاركة وتصحيح الخطأ إن وجد.
أخي الكريم
جزيل شكري وإمتناني لسيادتك
مع خالص تحياتي
ليلى ابو مدين

انور الحارث
09/03/2012, 20h59
اختى الفااااضلة ليلى اشكرك على التصحيح

نعم قبل قلبل انتهيت من الاستماااع الى القصيدة بصوت الشاااعر فاااروق جويدة

الصحيح اغفى وقد ذكرهااا هكذااا

واصحح ايضااا وهذاا مااسمعته منه

مايلى:علي صدر سيناء يبكي شهيد

هى (على) بالالف المقصورة وقد تكررت (علي) بالياء
واكثر من مرة وهذااا غير صحيح مثااال اخر
علي آخر الدرب يبدو شهيد
يرد ايضاا بالنص (قم اقرأ كتابك وحي القلم) غير صحيح(ضرب تحية للقلم)

الصحيح واحي القلم


ساعيد قراااءة القصيدة من جديد

اختيااارك رائع انهااا زلزال

سلمت يداااك اختى الفاااضلة واسعد الله اوقاتك بكل خير

انور الحااارث

ليلى ابو مدين
10/03/2012, 11h05
اختى الفااااضلة ليلى اشكرك على التصحيح

نعم قبل قلبل انتهيت من الاستماااع الى القصيدة بصوت الشاااعر فاااروق جويدة

الصحيح اغفى وقد ذكرهااا هكذااا

واصحح ايضااا وهذاا مااسمعته منه

مايلى:علي صدر سيناء يبكي شهيد

هى (على) بالالف المقصورة وقد تكررت (علي) بالياء
واكثر من مرة وهذااا غير صحيح مثااال اخر
علي آخر الدرب يبدو شهيد
يرد ايضاا بالنص (قم اقرأ كتابك وحي القلم) غير صحيح(ضرب تحية للقلم)

الصحيح واحي القلم


ساعيد قراااءة القصيدة من جديد

اختيااارك رائع انهااا زلزال

سلمت يداااك اختى الفاااضلة واسعد الله اوقاتك بكل خير

انور الحااارث

أخي العزيز أ . أنور الحارث
بعد مساء الخيرات
أشكرك على ردك الوافي وكلماتك الطيبة
والتصحيح الذي أوردته بعد تأكدك سماعاً للقصيدة
وبالنسبة للأخطاء الكثيرة خصوصاً في تبديل حرف الألف المقصورة بالياء نظراً للتشابه بينهم في الكتابة
وفي عدة كلمات بالقصيدة أعتقد أنه خطأ إملائي وللأسف الشديد لقد وقعت فيه أنا
حينما نقلت القصيدة كما هي دون التحقق من الأخطاء الإملائيه
وحيث أنني فقدت خاصية التعديل لمرور الوقت المتاح للتعديل فلا أملك غير الأسف مع التنويه
لقراءنا الأعزاء التنبه لهذا الخطأ وقراءتها بطريقة صحيحة
وأخيراً جزيل شكري وإمتناني لسيادتك
مع خالص تحياتي وإحتراماتي
ليلى ابو مدين

انور الحارث
11/03/2012, 02h05
شكرااا لك اختى الفاضلة :

المهم قد تم التنويه للخطا ......حتى يتمكن القارئ من تذوق القصيدة

بشكل افضل والوصول الى المعنى المطلوب مقدر تمااماا تفهمك للامر

كل التقدير والثنااء على جهودك وعذرا منك

متمنيااا لك اطيب الاوقااات

بانتظااار مالديك من جديد

اخوك:

انور الحااارث

ليلى ابو مدين
13/06/2012, 19h40
حتى الحجارة ..أعلنت عصيانها...

الشاعر فاروق جويدة

*****


حجر عتيق فوق صدر النيلِ
يصرخُ في العراء ..
يبكي في أسى
ويدور في فزع
ويشكو حزنهُ للماء ..
كانت رياح العري تلفحهُ فيحني رأسهُ
ويئنُ في ألمٍ وينظرُ للوراء ..
يتذكرُ المسكينُ أمجادَ السنينِ العابراتِ
على ضفافٍ من ضياء ..
يبكي على زمنٍ تولَّى
كانت الأحجارُ تيجاناً وأوسمةً
تزيِّنُ قامةَ الشرفاء ..
يدنو قليلاً من مياهِ النهرِ يلمَسُها
تعانقُ بؤسَهُ
يترنَّحُ المسكينُ بين الخوفِ والإعياء ..
ويعودُ يسألُ
فالسماءُ الآن في عينيهِ ما عادت سماء ..
أين العصافيرُ التي رحلَت
وكانت كلما هاجت بها الذكرى
تحِنُّ الى الغناء ..
أين النخيلُ يعانقُ السُّحبَ البعيدةَ
كلما عبَرتْ على وجهِ الفضاء ..
أين الشراعُ على جناحِ الضوءِ
والسفر الطويل .. ووحشة الغرَباء ..
أين الدموعُ تطلُّ من بين المآقي
والربيعُ يودع الأزهارَ
يتركها لأحزانِ الشتاء ..
أين المواويلُ الجميلةُ
فوق وجهِ النيلِ تشهد عُرسَهُ
والكون يرسمُ للضفاف ثيابها الخضراء ..
حجرٌ عتيقٌ فوق صدر النيلِ يبكي في العراء ..
حجرٌ ولكن من جمودِ الصَّخرِ ينبتُ كبرياء ..
حجرٌ ولكن في سوادِ الصَّخرِ قنديلٌ أضاء ..
حجرٌ يعلمنا مع الأيامِ درساً في الوفاء ..
النهرُ يعرفُ حزنَ هذا الصامت المهموم
في زمنِ البلادةِ .. والتنطُّعِ .. والغباء ..
* * *
حجرٌ عتيقٌ فوق صدر النيلِ يصرخُ في العراء ..
قد جاءَ من أسوان يوماً
كان يحملُ سرَّها
كالنورِ يمشي فوق شطِّ النيلِ
يحكي قصَّةَ الآباءِ للأبناء ..
في قلبهِ وهجٌ وفي جنبيهِ حلمٌ واثقٌ
وعلى الضفافِ يسيرُ في خُيلاء ..
ما زالَ يذكرُ لونهُ الطيني
في ركبِ الملوكِ وخلفَهُ
يجري الزمانُ وتركعُ الأشياء ..
حجرٌ من الزَّمنِ القديم
على ضفافِ النيلِ يجلسُ في بهاء ..
لمحوهُ عندَ السدِّ يحرسُ ماءهُ
وجدوهُ في الهرمِ الكبيرِ
يطلُّ في شممٍ وينظرُ في إباء ..
لمحوهُ يوماً
كان يدعو للصلاةِ على قبابِ القدسِ
كان يُقيمُ مئذنةً تُكَبِّرُ
فوقَ سد الأولياء ..
لمحوهُ في القدس ِ السجينةِ
يرجُمُ السفهاء ..
قد كانَ يركضُ خلفَهم مثل الجوادِ
يطاردُ الزمن الردئَ يصيحُ فوق القدسِ
يا اللهُ .. أنتَ الحقُّ .. أنتَ العدلُ
أنتَ الأمنُ فينا والرجاء ..
لا شئَ غيركَ يوقفُ الطوفان
هانت في أيادي الرجسِ أرضُ الأنبياء ..
حجرٌ عتيقٌ في زمانِ النُّبلِ
يلعنُ كلَّ من باعوا شموخَ النهرِ
في سوقِ البغاء ..
وقفَ الحزينُ على ضفافِ النهرِ يرقُبُ ماءَهُ
فرأى على النهرِ المُعذَّبِ
لوعةً .. ودموعَ ماء ..
وتساءَلَ الحجرُ العتيقُ
وقالَ للنهرِ الحزينِ أراكَ تبكي
كيفَ للنهرِ البكاء ..
فأجابهُ النهرُ الكسيرُ
على ضفافي يصرخُ البؤساء ..
وفوقَ صدري يعبثُ الجهلاء ..
والآن ألعَنُ كلَّ من شربوا دماءَ الأبرياء ..
حتى الدموعُ تحجَّرت فوقَ المآقي
صارت الأحزانُ خبزَ الأشقياء ..
صوتُ المَعاولِ يشطُرُ الحجرَ العنيدَ
فيرتمي في الطينِ تنزفُ من مآقيهِ الدماء ..
ويظلُّ يصرُخُ والمعاولُ فوقَهُ
والنيلُ يكتمُ صرخةً خرساء ..
* * *
حجرٌ عتيقٌ فوق صدرِ النيلِ يبكي في ألمْ ..
قد عاشَ يحفظُ كلَّ تاريخِ الجدودِ وكم رأى
مجدَ الليالي فوقَ هاماتِ الهرمْ ..
يبكي من الزَّمنِ القبيحِ
ويشتكي عجزَ الهِمَم ..
يترنَّحُ المسكينُ والأطلالُ تدمي حولَهُ
ويغوصُ في صمتِ الترابِ
وفي جوانحهِ سأم ..
زمن بنى منهُ الخلود وآخَرٌ
لم يبْقَ منهُ سوى المهانةُ والندم ..
كيفَ انتهَى الزَّمنُ الجميلُ
الى فراغٍ .. كالعَدَمْ ..
* * *
حجرٌ عتيقٌ فوق صدر النيلِ يصرخُ
بعدَ أنْ سَئِمَ السكوتْ ..
حتى الحجارةُ أعلنَت عِصيانَها
قامَت على الطرُقاتِ وانتفضَت
ودارت فوقَ أشلاءِ البيوت ..
في نبضِنا شئٌ يموت ..
في عزمِنا شئٌ يموت ..
في كلِّ حجَرٍ على ضفافِ النهرِ
يرتَعُ عنكبوت ..
في كلِّ يومٍ في الرُّ بوعِ
الخُضرِ يولَدُ ألفُ حوت ..
في كلِّ عُشٍّ فوقَ صدرِ النيلِ
عصفورٌ يموت ..
* * *
حجرٌ عتيقٌ
لم يزلْ في الليلِ يبكي كالصغارِ
على ضفافِ النيلْ ..
ما زالَ يسألُ عن رفاق ٍ
شاركوهُ العمرَ والزَّمنَ الجميل ..
قد كانت الشطآنُ في يوم ٍ
تُداوي الجرحَ تشدو أغنياتِ الطيرِ
يطربُها من الخيلِ الصهيل ..
كانت مياهُ النيلِ تَعشقُ
عطرَ أنفاسِ النخيل ..
هذي الضفافُ الخُضرُ
كم عاشَت تُغَنّي للهوى شمسَ الأصيل ..
النهرُ يمشي خائراً
يتسكَّعُ المسكينُ في الطُرُقاتِ
بالجسَدِ العليل ..
قد علَّموهُ الصَّمتَ والنسيانَ
في الزمنِ الذّليل ..
قد علَّموا النهرَ المُكابرَ
كيفَ يأنسُ للخُنوعِ
وكيفَ يركَعُ بين أيدي المستحيلْ ..
* * *
حجرٌ عتيقٌ فوق صدر النيلِ يصرخُ في المدى ..
الآن يلقيني السماسرةُ الكبارُ الى الرَّدى ..
فأموتُ حزناً
لا وداعَ .. ولا دُموعَ .. ولا صَدى ..
فلتسألوا التاريخَ عنِّي
كلُّ مجدٍ تحت أقدامي ابتدا ..
أنا صانعُ المجدِ العريقِ ولم أزل
في كلِّ رُكنٍ في الوجودِ مُخلَّدا ..
أنا صحوةُ الانسانِ في ركبِ الخُلودِ
فكيفَ ضاعَت كلُّ أمجادي سُدَى ..
زالت شعوبٌ وانطوَتْ أخبارُها
وبقيتُ في الزَّمنِ المكابِرِ سيِّدا ..
كم طافَ هذا الكونُ حولي
كنتُ قُدّاساً .. وكنتُ المَعبدا ..
حتى أطَلَّ ضياءُ خيرِ الخَلقِ
فانتفَضَت ربوعي خشيةً
وغدوتُ للحقِّ المثابرِ مسجدا ..
يا أيُّها الزَّمنُ المشوَّهُ
لن تراني بعدَ هذا اليومِ وجهاً جامِدا ..
قولوا لهُم
إنَّ الحجارةَ أعلنَت عِصيانَها
والصامِتُ المهمومُ
في القيدِ الثقيلِ تمرَّدا ..
سأعودُ فوقَ مياهِ هذا النَّهرِ طيراً مُنشِدا ..
سأعودُ يوماً حينَ يغتسلُ الصباحُ
البكرُ في عينِ النَّدى ..
قولوا لهُم
بينَ الحجارةِ عاشقٌ
عرِفَ اليقينَ على ضفافِ النيلِ يوماً فاهتدى ..
وأحبَّهُ حتى تَلاشَى فيهِ
لم يعرِف لهذا الحبِّ عُمراً أو مدى ..
فأحبَّهُ في كلِّ شئ ٍ
في ليالي الفرحِ في طعمِ الرَّدَى ..
مَن كانَ مثلي لا يموتُ وإنْ تغيَّرَ حالُهُ
وبدا عليهِ .. ما بدا ..
بعضُ الحجارةِ كالشموس ِ
يَغيبُ حيناً ضوؤُها
حتى إذا سَقَطَت قِلاعُ الليلِ وانكسرَ الدُّجى
جاءَ الضياءُ مغرِّدا ..
سيظلُّ شئٌ في ضميرِ الكونِ يُشعِرُني
بأنَّ الصُّبحَ آتٍ .. أنَّ موعِدهُ غدا ..
ليَعودَ فجرُ النيلِ من حيثُ ابتدا ..
ليَعودَ فجرُ النيلِ من حيثُ ابتدا ..
* * * * *