المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الجزء الأول من دراسة في الأغنية العربية


bisoostar
26/01/2007, 09h50
الأغنية العربية







-معايير البحث

عبر القرون الماضية ومنذ فجر التاريخ وحتى الأمس القريب وقبل أن يقدم "أديسون " اختراعه العجيب "الغراموفون " لم يكن لأي صوت أن يمتلك القدرة على استعادة نفسه مرة أخرى عبر أذن بشرية وبالتالي فإن الحدود كانت مرسومة للصوت سواء أكان مقاطع غنائيو أو موسيقية وكانت تلك الحدود تتسم بالآنية زماناً وحدود قدرة الصوت على الوصول إلى آذان المستمعين مكاناً .

ورغم التطور التقني الهائل والذي يشبه الحلم في مجال التقنيات الإلكترونية "وخاصة في النصف الثاني من القرن العشرين" والتي شملت وسائل الاستماع والرؤية والصوتيات والمرئيات التي اتسعت أيضاً في المجال الأفقي لتصل إلى قطاعات واسعة من الناس . ومع ذلك فقد بقيت الأغنية المؤداة مباشرة من المغني إلى المتلقي ما زال لها جاذبيتها وحميميتها ومتعة التواصل بين المؤدي والجمهور .

وفي أبسط المصطلحات التي استخدمها في هذا البحث فإن الأغنية من حيث طريقة وصولها إلى الجمهور مقسمة إلى نوعين :

- الأغنية المرئية

- الأغنية المسموعة

ولن أدخل هنا في سياق التطور التقني الذي نقل النوعين معاً من حالة البث المباشر عبر الأثير الإذاعي أو التلفزيوني أو الفضاء المسرحي إلى حالة التسجيل والاستعادة إلى عدد غير محدد من حالات التكرار الذي رسّخ الأغنية ووثّقها في الذاكرة البشرية والآلية على حد سواء .

والنوعان الذين أشرت إليهما يتفرعان بدورهما إلى أنماط متنوعة أخرى ففي مجال الأغنية المرئية يمكن التقسيم منهجياً إلى الأنماط التالية:

1- الأغنية المسرحية

واصطلاحاً فإن هذا النوع يشمل كل الطرق المباشرة لإيصال الأغنية إلى الجمهور سواءً أكان المكان مسرحاً عاماً أو مدرجاً تاريخياً أثرياً أو منزلاً أو ملعباً أو أي مكان آخر يقدم فيه المغني أو الفرقة الغنائية بمصاحبة فرقة موسيقية أو بدونها فسوف نستخدم المصطلح دائماً للدلالة على التواصل المباشر مع الجمهور .
وهذا النمط من الغناء هو الأقدم تاريخياً وليس بوسع أي باحث أن يحدد متى تجمع الناس حول مؤد ما ليسمعهم شجن صوته وهو يردد شعراً أو نثراً لينقل بعض الأحاسيس الراقية إلى مستمعيه وربما بدأ الأمر كنقلة من الشعر إلى الغناء حيث امتزج كلاهما مع اللحن ضمن بوتقة جمالية إبداعية واحدة . ولسنا هنا بصدد البحث في الجذور التاريخية لتطور فن الغناء عبر العصور . ولكن تكفي الإشارة تاريخياً إلى مجالس الطرب العربية التي ازدهرت مع عصور ازدهار الحضارة العربية في العصر العباسي التي وإن كانت مسارحها في القصور والحانات إلا أنها شكلت أرضية تاريخية لتبلور الغناء كفن راق مزج أحاسيس الشاعر والموسيقي والمؤدي في لوحة فنية جميلة