المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من أشعار شفيق الكمالي


لؤي الصايم
18/10/2024, 17h02
خلقنا أمةً عَجَبا قصيدة للمرحوم الشاعر شفيق الكمالي


أزح عن قلبك الحجبا وأوقد جمره غضبا
وخذ بالعذرِ من نيسان أنك تنفث اللهبا
فما عوّدت قبلَ اليومِ لا ذلاً ولا رَهَبا
بلى أتقنت أن تلقي بقلبك للظى حطبا
بلى أحسنت أن ترتد عن مغناك منقلبا
وترفض أن تمسّ الماء لوثه الذي شربا
فكيف سكوت هذا الجرح وهو يكابد الوصبا
وحولك من مسوخ الأرض ممن صنّفوا رتبا
فهذا حاملً سمـةً وهذا حامل لقبا
وذاك إلى أعز الناسِ لفقَ نسبة كذبا
أباحَ دماءَ أمتهِ بما أفتى وما كتبا
ويزعم أن دينَ اللهِ يأمره بما ارتكبا
ألا أكبرت دين الله عن زيفٍ به نكبا
أيقتل أهل دين الحقِ من بكتابه احتسبا
أيصبح كل هذا الظلم للرحمنِ منتسبا
دماء المسلمين على يديهِ تصيح واحربا
تجلببَ بردةَ الطغيان باسم الله واعتصبا
وقلل أنا ابن سيدكـم تعالى اسم النبي أبا
وهل ينمى لسيدنا حقود يكره العربا
***
تعالى الله يدرعون بايم نبيه كذبا
وما عرفوا لآل البيتِ لا نبعاً ولا غربَا
ولكن ملؤهم ترةً غذاها جدهم حقَبا
أكاسرةً يموج الحقد في ابصارهم صخَبَا
ويكفي أن نكون لهـم عدواً.. كوننا عربا
فيا وهجا به ذي قار تبقـى توقظ اللهبا
وتبقى القادسية فيه برقاً يفرع السحبا
نصرنا فيه دينَ اللهِ حتى جاوزَ الشهبا
وأطفأنا بسيفِ الحقِ موقدَ نارهم فخبا
وها هم يرفدونَ الآن منبعَه الذي نضبا
ومنقلبٍ ظنناه غدا للفكرِ منقَلَبا
فماذا جدَّ؟.. شاهاتً ولكـن ترتدي جبَبَا
مجوسً حشو أردية تظاهر بالتقى كذبا
وتجعل محض عمّتها لخيمةِ دينها طنبا
***
نمت للنملِ أجنحة فتـاهَ بنفسه عجبا
يطير هنيهةً صعدا ليهوي بعدها صَبَبا
تناسى أنَّ أجنحة تصير لموتهِ سببا
فأنّى طرت يا مغرور تلقنا بها شجبا
كوجه الله.. أنىّ رحت رح تستقبل العربا
كفى إن شئت مكرمةً تلفّق عندنا نسبا
:emrose:

لؤي الصايم
18/10/2024, 17h03
قصيــدة : بغدادُ . شــــعر شــفيق الكمالـي

شـقّي طريقـكِ لا خوفٌ ولا حـذرُ
فربّ محترزٍ في حذرهِ الخطــــرُ

يا قلعـةً شادها التّاريخ شامخةً
سـدّاً تهاوى على اعتابها القدرُ

مدّي جناحيكِ كُبراً فالمدى القٌ
منْ نوركِ الثّرّ يستهدي به البشرُ

وآستقبلي الصّبح وضّاحاً تلوّنهُ
بيارقٌ حالها الإقدامُ والظّفـــــرُ

بغدادُ ما مسطّرت للعزّ ملحمة
إلاّ وانتِ لها العنوان والصّورُ

وانتِ .. انتِ جبينٌ مشرقٌ ابداً
شمسنا امامَ سِناها اللّيلُ ينتحرُ

منْ كان مثلكِ لا يخشى مناكدةً
وأي شيء يخاف الصّارمَ الذّكرُ

عاث الطّواغيتُ فالإنسان مستلبٌ
والأرض نحو شِراكِ الشّرّ تنحدرُ

إنّ الملايين تدري انّ منقذهـــــا
منْ يغرسُ الزّرعَ لا منْ يقطفُ الثّمرُ

نحنُ الّذينَ حملنا همّ امّتنــــــــــــا
وحاملُ الهـمّ كالبركــــانِ ينفجرُ

بغدادُ يا جنّــة الدّنيـا وزهوتهـا
ويا حقيقـة ما قالوا وما سطّروا

بغدادُ كنتِ لكلّ العــربِ مفخرةٌ
واليـومَ انـتِ لكـلّ العربِ مفتخرُ
:emrose: