المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عبد الرحيم الزُرْقَانِي


loaie al-sayem
14/12/2021, 10h08
عبد الرحيم الزُرْقَـــــــــــانِي
https://www.sama3y.net/forum/attachment.php?attachmentid=430010&stc=1&d=1639480074

أستاذ الأداء الواقعي
المعلم الذي لم يتكرر

هذا الفنان صاحب الصوت المتميز الذي دائما ما كنا نستمع له في الرائعة الإذاعية ألف ليلة وليلة في دور شهريار مع الفنانة زوزو نبيل في دور شهرزاد هو من رواد الإخراج المسرحي في مصر بخاصًة في فترة الستينات. من مواليد 30-7-1913 في مدينة بصعيد مصر قنا و اسمه بالكامل (عبد الرحيم محمد عبد الغني الزرقاني) تخرج في (المعهد العالي للفنون المسرحية) عام 1947
من الرواد الأوائل الدارسين الذين عاصروا المسرح المصري منذ بداياته وحتى فترات مجده وازدهاره . وكان مخرجا واقعيا يتميز أسلوبه باللمسات الفنية المميزة وهو واحد من ثلاثة (حمدي غيث ونبيل الألفي) وضعوا أساس فن الإخراج التي شيدت نهضة المسرح العربي في الستينيات، وهو‏ أحد تلامذة عميد معهد الفنون المسرحية الفنان زكي طليمات.
تميز الفنان المسرحي بشفافية عالية في الأداء الإخراجي، فقد كان يقرأ النص للمرة الأولى، فإذا أحبه تعلق به وقام عليه يقرأه مرات عديدة، ويدقق في كل كلمة وكل إشارة فيما يقرأ، ثم يتصل بالمؤلف أو المترجم في النهار وفي الليل يسأل عما يريد التحقق منه، ليعاود القراءة مع مساعدي الإخراج من تلاميذه‏ ملاحظًا‏ لانطباعاتهم واتجاه اهتمامهم، فالمسرح بالنسبة له هو الكلمة والممثل‏ «النجاح في المسرح لا يتحقق إلا بالكلمة الممتازة والممثل المناسب للدور وكان كان يرى أن التمثيل هو المسرح جدير بالذكر أن الفنان زكي طليمات ظلم الزرقاني؛ حين رفض إيفاده عام 1950 إلى بعثة لدراسة فن الإخراج في فرنسا،‏ مع أن ترتيبه في التخرج من المعهد كان يؤهله؛ فقد كان الثاني على المعهد‏ بعد الفنان حمدي غيث، بينما حلّ الفنان نبيل الألفي ثالثًا.
لذلك لم يسافر الزرقاني بأمر من طليمات، الذي تجاوزه بحجة أن سنه كبيرًا ووضع نبيل الألفي بدلًا منه‏، ومع ذلك استطاع هو كأستاذ في المعهد تقديم العطاء السخي لموجة عالية ثانية من تلاميذه المبعوثين إلى أنحاء العالم‏، ‏والذين عادوا في الستينيات ليُحيوا المسرح‏ من جديد. كان الزرقاني يحب اللغة العربية الفصحي إخراجًا وتمثيلًا" وكان "محافظا في بناء الاطار المسرحي من الديكور والملابس والادوات المسرحية بواقعية طبيعية لااجتهاد بها
ورغم أنه المساعد الأصلي للأستاذ الرائد زكي طليمات فإنه طبعة مختلفة، إنه الرجل الوسطي، الذي يقف وسط التأمل الذهني للعقل المفكر (نبيل الألفي) والعاصفة الدموية الهائلة (حمدي غيث) إنه الرجل الأكثر بساطة - والأكثر (تواضعًا) فلا زهو الثقافة والمراجع الأجنبية يشغله في مقدماته لتعليم الممثل ولا سعادته بقوة عضلاته تدفعه إلي (استعراض قدراته الجسدية) ولا قوامه يسمح له بأن (يتأنق في الحركة) قامته ونظارته وبساطة ملبسه وحرمانه من بعثة السفر للخارج - وتواضعه الجم (رغم تكراره لعبارة «نحن عبدالرحيم الزرقاني») مجرد افتخار ذاتي متواضع لذات غنية بشيء نادر فاخر إنه التراث الشديد للقيمة والخبرة الإنسانية كثافة المشاعر الهادئة والشجن والحنان الذي يخرج من صدره متنفسًا ويعلو صوته ناطقًا، لا كلمة لديه تخرج من فمه إلا إذا حملت إشارة نفسية أو دلالة درامية لا شيء لديه مجاني لا معني له.
إنه ليس ممثلاً متفاخراً - بل هو الرجل الإنسان البسيط، ولهذا سجلت أعماله الإخراجية الواقعية أعلي إقبال جماهيري وأكثر جاذبية. لا يستعرض في الأداء نظرية فكرية ولا يصرخ صوته بالمعرفة ولا يقدم القيمة الفكرية علي القيمة العاطفية للمشهد، إنه يوازن بين كل الأشياء ويكون الناتج إنسانًا يحيا الدور بكل أبعاده، لا يسبق بعد بعدًا، إنه الأستاذ الوسط، رمانة الميزان بين ذهنية نبيل الألفي وانفعالات حمدي غيث، إنه المعلم الذي لم يتكرر
لا يؤمن كمخرج إلا (بالكلمة والممثل) ولهذا فهو يختصر المسرح في وظيفته الجذرية، والديكور والملحقات والإضاءة والموسيقي وغيرها مجرد إشارات دلالية، خلفية مساعدة لا غير الحركة لديه تؤدي وظيفة واقعية شارحة لتفصيح القصد - بلا ترميز وبلا (بهلوانيات) تجرح عن سيادة الهادي، أستاذ رسمي ومعلم محترم، احتاجوا إليه كثيرًا في السينما لجعل الجميلات الأبكمات يفتحن أفواههن ويتعلمن الكلام.
استطاع معالجة (عاهات الكثيرات والكثيرين) إنه أستاذ الأداء الواقعي في المسرح وحتي في المسرحيات التاريخية والنصوص الأدبية استطاع كسر نسور الأداء الفخم المحلق وجعلها حمائم وادعة وجميلة.
من المعروف عنه دقته في التدقيق في مخارج الألفاظ والصوتيات والنص وبتمسكه الشديد بنصه الخاص وعدم سماحه لأي فرد بتبديل أي شيء في النص الذي استقر عليه لا حذفًا ولا إضافة. إلي جانب موهبته الملموسة في الإخراج كانت له موهبته في التمثيل أيضا حيث قام ببطولة عشرين مسرحية. كان واحدا من رواد العمل الإذاعي حيث قدم للإذاعة ما لا يقل عن ألفي بطولة إذاعية سواء كانت في شكل مسلسلات أو مسرحيات قام بإخراجها للبرنامج الثاني أخرج العديد من المسرحيات التي حققت نجاحًا كبيرًا بداية من مسرحية (بداية ونهاية) ،(في بيتنا رجل) ،(عيلة الدوغري) ،(سليمان الحلبي) ،(ليلي والمجنون) ونهاية بآخر أعماله المسرحية (طائر البحر) التي أخرجها في العام السابق لرحيله للمسرح القومي. إلي جانب موهبته الملموسة في الإخراج كانت له موهبته في التمثيل أيضا حيث قام ببطولة عشرين مسرحية أبرزها مسرحية (أهل الكهف) ،(بابا عايز يتجوز) و (تحت الرماد). وكان أيضًا واحدًا من رواد العمل الإذاعي حيث قدم للإذاعة ما لا يقل عن ألفيّ بطولة إذاعية سواء كانت في شكل مسلسلات أو مسرحيات قام بإخراجها. شارك في عدد قليل من المسلسلات التليفزيونية من أبرزها (هارب من الأيام) و(محمد رسول الله). وفي السينما فقد شارك كممثل في عدد من الأفلام لعل أشهرها هو دوره كبائع الأخلاق في فيلم (أرض النفاق).
الفنان عبد الرحيم الزرقاني هو شقيق عمدة كُتَّاب السيناريو علي الزرقاني كما أن الفنان عبد الرحيم الزرقاني تزوج من الفنانة عزيزة حلمي .وله ابنة اسمها هالة كما أن هناك جائزة باسمه تمنح للمتوفقين من دارسي الفنون المسرحية
وفي أول نوفمبر من سنة 1985 لبى هذا العملاق نداء ربه وبقيت أعماله لترشدنا عنه ..رحمه الله

:emrose: