المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اين التسجيل الأصلي لأغنية الجندول


عصام الغنيمى
21/05/2017, 13h26
كل عشاق عبد الوهاب يعرفون أن صوته في التسجيل المختصر لأغنية الجندول يختلف عنه في التسجيل المطول ، ففي التسجيل المختصر يبدو صوته طبيعيا و في عنفوان قوته وجماله ، ولايختلف عن صوته في الأعمال التى أداها في تلك المرحلة من حياته الفنية في بدايات الأربعينيات مثل أغنيات ايه انكتب لي واسمح وقلى وانت وعزولى وغيرها ،أما صوته في التسجيل المطول فقد بدا غليظ النبرات فاقدا لقدر ليس بالقليل من جماله ونعومته ، مما دفع الكثيرين من عشاق الأستاذ الى الإعتقاد بأن التسجيل المختصر قد سبق التسجيل المطول بسنوات ،وأن الأخير قد سجله بعد أن تقدم قليلا في السن وألمت بصوته بعض التغيرات ، ولكن هذا غير صحيح فالمؤكد أن التسجيلين ينتميان الى المرحلة نفسها ،بل أن التسجيل المطول قد سبق التسجيل المختصر بعدة أشهر ، فقصة طه حسين المشهورة حين حضر تسجيل الأغنية وردة فعله ازاء غلطة الأستاذ المعروفة حين نطق حرف التاء بالفتح بدلا من الضم في التسجيل المطول توحى بأن الأستاذ كان حينها يسجل الأغنية أول مرة ، ايضا يؤكد هذا ما نشر في مجلة الرسالة بتاريخ: 16 - 09 -1940 بقلم أحد القراء ما يؤكد هذا ، يقول الكاتب :
(سمعنا أغنية (الجندول) مرة أخرى مسجلة على اسطوانات بعدما سمعناها على شريط ماركوني، وكنا نود من الأستاذ عبد الوهاب أن يتلافى - في هذه المرة - الأخطاء التي وقعت منه في المرة الأولى، حتى يعيد إلى هذه القصيدة الجميلة ما أضاعه من معانيها الرائعة. فهاهي ذي الأخطاء تعاد علينا ثانياً كما هي (فسُرى الجندول) كما في ديوان الشاعر بضم السين، يقولها (فسَرى) بالفتح، و (ذهبي الشَّعر) بفتح الشين يقولها (الشِّعر) بالكسر، والمعنى كما هو مفهوم الشَّعر لا الشِّعر، (ويوم أن قابلتَه) بفتح التاء يقولها (قابلتُه) بالضم. ونحن هنا نريد أن نسأل الأستاذ عبد الوهاب عن السبب في تكرير هذه الأخطاء مع أنها ظاهرة، وقد أشار إليها كثير من النقاد؟)
https://ar.wikisource.org/wiki/%D9%85%D8%AC%D9%84%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%B3% D8%A7%D9%84%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%AF%D8%AF_376/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B1%D9%8A%D8%AF_%D8%A7%D9%84% D8%A3%D8%AF%D8%A8%D9%8A
وأنا اعتقد أن سبب اختلاف الصوت بين التسجيلين يعود الى المشكلة التى طالما شكونا منها وهى سوء النقل الذى يؤدى الى البطء فيتسبب في تشوه الصوت وخشونته ،وما قصيدة الجندول الا مثال واحد من عشرات الأمثلة ،فأعمال الأستاذ التى شوهها سوء النسخ لا تعد ولا تحصى ، وبما أن شركة صوت القاهرة، وهى تتبع اتحاد الإذاعة والتلفزيون ، قد بدأت في نشر اعمال الأستاذ على ألبومات تجارية فنتمنى أن تنشر أغنية الجندول نقلا عن الشريط الأصلي الذى سجلها عليه الأستاذ ، مع مراعاة الطريقة الصحيحة في النقل ، خاصة أن التسجيل المطول المتداول منذ أكثر من 7 عقود هو أيضا ممنتج ومختصر من الشريط الأصلي الذى يبلغ طوله 35 دقيقة ، وهذا على عهدة د. رتيبة الحفنى التى أشارت الى هذا في كتابها (محمد عبدالوهاب - حياته وفنه )، ولعلنا نستمع الى رائعة الجندول بصوت الأستاذ الطبيعى لأول مرة وكاملة لأول مرة ، وفي الختام لابد من الإشارة الى أن هذا الأمر قد تكرر مع أغنيات أخرى مثل الحبيب المجهول وأنشودة الفن وهمسة حائرة وإلاما الخلف والصبر والإيمان وفين طريقك ، ففى كل هذه الأعمال نلاحظ تشوه صوت الأستاذ فى التسجيلات المطولة مع بقاء التسجيلات المختصرة على حالها .
.