المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العرب ! إنهم نحن، أنت و أنا


عبد الهـادي
25/02/2017, 11h17
العرب !
إنهم نحن، أنت و أنا، لابد أن توقفك الآن لقراءة هذه السطور دليل على أنك عربي، و تتكلم اللغة العربية بطلاقة، لا يهم أين تعيش الآن، أو أين كنت تعيش، الأهم هو أن دمك أحمر عربي، و لهذا فكلامي سيكون موجها لك بالتحديد.
كما تعلم إن تاريخينا يتحدث علينا، و كذلك حاضرنا، هل تتذكر كيف كنا يا صديقي؟ قد نشاهد ذلك في الأفلام التاريخية أو نقرأ عنه في الكتب، تاريخنا مع صلاح الدين الأيوبي، تاريخنا مع الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، و مهما كانت معتقداتك فأعتقد إن لم أكن على خطأ أنك تعترف بمحمد كشخص أعطى للعرب قيمتهم في العالم. هل تتذكر تاريخنا في مدينة القدس؟ انه تاريخ مجيد أليس كذلك؟
لكن دعنا نتوقف للحظة الآن، ما رأيك فيما يحصل الآن في كل زاوية من عالمنا العربي؟ لابد أنك مثلي تشاهد الأخبار كل مساء قبل أن تنام، أو على الأقل تشاهد الأخبار على فيسبوك و توتير، أحيانا قد تعجبك إحدى المقالات لتقرأها، أليس كذلك؟ أو قد تجلس مع رفاقك في المقهى لتسمع أحدهم يتحدث عن ما يحصل في سوريا أو العراق، تم تقول " آه، إنهم مساكين؟" و تشعر بغصة في قلبك لأنك لا تستطيع مساعدتهم، و بعد ذلك تعتاد على مناظر قتل الأطفال و تصبح شيئا طبيعيا بالنسبة لك مثل شروق الشمس كل صباح.
عموما دعنا نكن منطقين قليلا حيال ما يحصل الآن في عالمنا، تشير التقديرات أن أكثر من 220،000 إنسان لقوا حتفهم في الحرب السورية، قالت مجموعة أوكسفورد للأبحاث أن قرابة 11،420 طفل قتلوا في الصراع بحلول أواخر نوفمبر 2013. كيف تشعر عندما تسمع هذه الأرقام؟ كيف تشعر عندما تعرف أن أطفال صغار بعيون زرقاء جميلة و شعر أشقر طويل يموتون كل يوم؟ أعتقد أن شعورك سيكون مؤلم جدا خاصة إذا كنت من سوريا و إذا كان لديك أطفال، قد تكون من متابعي السياسة و قد لا تكون – فأنت تحب السينما و المسلسلات أو كرة القدم أو البرامج العلمية- قد تقول " أنا لا أفهم السياسة" أو قد تقول " أنا أفهم جيدا ما يحصل الآن"، لكن عموما ليس هناك فرق بين أن تفهم السياسة أم لا، لأن السؤال الذي يجب أن نطرحه على أنفسنا أولا هو " هل نفهم الحياة؟ هل نفهم قيمة أن تفتح عينك لترى نور الصباح و أنت غير خائف من أن يقتلك أحدهم، أن تعيش دون أن تسمع صوت القنابل و الرصاص؟ إن لم أكن على خطأ فإننا جميعا كأمة عربية نستطيع أن نجيب على هذا السؤال ب "نعم"، الحياة الهادئة و الآمنة و السعيدة هي كل ما نريده حقا، قد تكون ممن يحبون السفر، أو ممن يسمعون لفيروز و أم كلثوم، قد ترغب في أن تعيش حالة حب مع أحدهم،قد تكون ممن يرغبون في المال و الشهرة، قد تكون ممن يحبون نوع معين من الطعام، قد تكون ممن يحبون الأشياء التقليدية و الأثرية، لكن ما هو الشيء المشترك بين كل هده الأشياء التي يمكن أن تريدها في حياتك؟ هو أن جميعها وسائل فقط نؤمن بأن حصولنا عليها سيجعلنا نعيش الحياة السعيدة و الآمنة.
لكن الحقيقة أنه لو كنت تعيش في سوريا أو العراق لكان الأمر مختلف تماما، لأنك لن ترغب في كل ما سبق ذكره فأغلب الناس هناك يريدون فقط أن يعيشوا، نعم أن يعشوا لا أكثر. و أعتقد أنك لو كنت هناك الآن لكان هدفك الوحيد هو أن تبقى على قيد الحياة، أن تستيقظ لتستنشق الهواء في الصباح بكل حرية، أن تنام و أنت غير خائف من سقوط صاروخ عليك.
عموما لقد بدأت قبل مدة بالتفكير في حياة من يتحركون الآن فوق الأراضي السورية و العراقية، لقد بدأت بالتفكير في الأطفال الصغار و في النساء، و كذلك في الرجال، و من ثم تساءلت " ما ذنبهم؟ ماذا فعل هؤلاء الناس ليستحقوا مثل هذه الحياة؟" الحقيقة لا أعرف، قد تكون ممن يفكر بأنهم إرهابيين أرادوا إسقاط النظام، و قد تقول إنهم مساكين أرادوا الحرية و هذا كان ثمنها، لكن مهما كانت معتقداتك يجب أن ننظر للأطفال الصغار، و نسأل أنفسنا هل خرجوا للمظاهرات؟ هل شاركوا في الحرب و الفوضى؟ قد يكون الجواب نعم و قد يكون لا لكن في جميع الحالات فأنت تعلم جيدا أنهم لا يفهمون ما يفعلونه في الحقيقة، و على هذا الأساس ما هو ذنب الأطفال؟ أعتقد أنك متفق معي أنه لا شيء، لا شيء أبدا فقط أنهم أطفال.
دعنا الآن نسأل سؤالا أفضل بكثير " كيف يمكننا أن نساعد هؤلاء الأطفال؟" لقد فكرت في هذا السؤال لمدة طويلة، و حاولت الاطلاع على تاريخ العالم و على كل الانجازات العظيمة التي حققها الإنسان على وجه الأرض، و من ثم وجدت كما تعلم أنه لا يمكن لشخص واحد أن ينجز شيء عظيما لوحده، و قد يكون هذا هو سبب وقوفنا إلى الآن و عدم مد يد المساعدة لهؤلاء الأطفال المساكين، فالمشكلة أن كل واحد منا يفكر في قدراته و لا يفكر فيما يمكن أن نسميه "قدراتنا مجتمعة" و هذا ما يوضح التاريخ، فالطائرة التي تركبها لم يخترعها شخص واحد بل هم أخوين، هذا دون أن نذكر الأبحاث التي قام بها أشخاص آخرون قبل اختراعها في النهاية، نفس الأمر في صنع الخبز و الرغيف، فلابد أن يشتغل المزارع و المطحنة و الخباز جميعا لينجزوا لك خبزه، و إذا أردت دواء فلابد أن يعمل المزارع و العالم و المختص في صناعة الأدوية و الطبيب و كذلك الصيدلي من أجل أن تحصل على دوائك، و هكذا كما ترى فان أغلب الأشياء العظيمة التي ينجزها الإنسان لا يقوم بها لوحده، قد تقول لي و لماذا أنجز آينشتاين نظريته الشهيرة المسماة " نظرية النسبية" لوحده من دون مساعدة أحد؟ و الحقيقة أنني كنت أعتقد نفس هذا الأمر حتى قمت مؤخرا بالاطلاع على السيرة الذاتية لآينشتاين بحيث أنني رأيت هناك شخص موجودا خلف الستار في قضية نظرية النسبية، و هو عالم رياضيات ساعد آينشتاين في إثبات نظريته، و لهذا فقد نرى بأن كل الأشياء العظيمة التي يحققها الإنسان عادة ينجزها في بالتعاون.
و بما أننا نريد أن ننجز عملا عظيما مختلفا عن كل الأعمال البسيطة التي نقوم بها كل يوم، عملا يمكن للتاريخ أن يصوره و يتحدث عنه، عملا يمكن للتاريخ أن يفتخر به، إننا نريد أن ننجز عملا إنسانيا أولا و هو مساعد أطفال أبرياء، و ثانيا نريد أن ننجز عملا عظيما أكثر و هو أن نرفع قيمة العرب في العالم، دعني أسألك " هل تريد أن نعيش في هذا الذل أكثر؟ هل ترغب في أن نبقى في نظر العالم مثل الخرفان التي لا تفهم شيء؟ هل تريد أن نبقى ضعافا أمام هذه الدول المتقدمة حتى يأتي يوم تسحقنا فيه؟ أليس من الممكن للدول المتقدمة و المتسلحة أن تجتمع لتهاجمنا جميعا و ينتهي أمرنا بسهولة كأننا لم نكن يوما على هذه الأرض؟ هل ترغب أن نبقى مستعبدين بهذا الشكل الغير المباشر لديهم، فهم من يصنعون، و هم من يختارون لنا ثقافتنا؟ أما زلت تريد أن تذهب إلى أحد البلدان الأجنبية لتسمع أحدهم يسخر منك و يقول " انه عربي مسكين"؟ يا صديقي كما ترى و تسمع إن وضعنا مؤلم جدا، فلقد عدنا اليوم حشرات فقط بالنسبة لدول المتقدمة، و الحل لن يكون من عندهم، بل هو من عندنا.
فكم سيكون رائعا لو عندنا لأمجادنا؟ كم سيكون رائعا لو أعدنا اسم العرب إلى مكانه بحيث عندما يسمعه الأجانب يرتعبون؟ كم سيكون جميلا لو أصحب الفن و العلم لدينا؟ لو أصبحنا نحن الأقوى و ليسوا هم؟ كم سنشعر بالأمان حينها؟ أعتقد أن الأمر مختلف تماما، و كما تعلم فإذا أردنا الوصول إلى هذا المستوى لا يمكن أن يعمل كل شخص بمفرده، بل يجب أن نعمل في جماعة، أن يعمل كل فرد على جزء من الصورة حتى تكتمل الصورة. و لكن قد تطرح على نفسك هذا السؤال" هل أنا أدعوك لمحاربة الأجانب؟" الحقيقة هي لا أبدا، فنحن لا نبني شرفنا على شرف الآخرين، لكن هل أدعوك لبناء عالم أفضل منهم، لنطمئن بأننا الأقوى؟ الحقيقة هي نعم لأننا لا نعرف متى يمكن أن يرغبوا في قتالنا.
كما تعلم فان أغلبنا هنا لدينا عقول عظيمة، و قد يكون هذا السبب الذي جعلك تصل معي إلى هذا المستوى، و كما قلنا فان الهدف الأول هو مساعدة أطفال سوريا و العراق، و بما أنني أؤمن بأن لكل واحد منا أفكار عظيمة و بأن فكرة شخص واحد لا يمكن أن تنجز شيئا عظيما، لهذا أحببت أن نجتمع جميعا في هذه الصفحة – شاهد في الأسفل- لتقديم أفكاركم عن السبل التي يمكن أن نساعد بها الأطفال. و مرة أخرى أحترمك جدا لأنك شخص يغير على وطنه و على أبناء وطنه فقلة هم من في مثل مستواك، و سأقول لك شكرا على مساهمتك و أفكارك العظيمة التي ستقدمها لنا هنا.
https://web.facebook.com/%D8%A3%D9%86%D8%A7-%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A-151557478694098/