المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حقيبة الفن السودانية


caesar waleed
30/01/2017, 14h12
يسعدني ان يكون اول موضوع لي في منتداكم العامر عن حقيبة الفن السودانية
يتبادر الي ذهنكم من الوهلة الاولي ماذاء تعني حقيبة الفن ؟؟؟؟
للاسم قصة وسوف اسردها لكم.

محاولة لمعرفة حقيقة اغنية الحقيبة ولماذا سميت بحقيبة الفن

من عام 1918م الي اواسط الاربعينات قد عرفت بهذا الاسم الخالد نسبة للحقيبه التي كان يحملها الاعلامي المرحوم احمد محمد صالح
وبداخلها الاسطوانات التي كانت تحوي هذه الاغنيات ليعمل علي تقديمها عبر الاذاعه السودانيه *** هنا امدرمان***
وليس كماهو مغلوط وكثير من الناس بان كلمة الحقيبه قد اطلقت علي هذا الون من الغناء في فتره لاحقه وحديثه نسبة لتاريخ هذا الفن وان مصدرها في الغالب هو كلمة حقبه من الزمن

ونجد ان حقيبة الفن مليئة بي رواد الكلمه ورواد الغناء ونجد انهم هم الاساس بالنسبه للغناء السوداني او حجر الاساس للاغنيه السودانيه

ومن رواد الكلمه الذين اضافوا الي الاغنيه السودانيه الكلمه والاحساس الراقي والتعبير الجميل كثيرون ومنهم ود الرضي *ابو صلاح * ابراهيم العبادي * عبدالرحمن الريح *عبيد عبدالرحمن *عتيق *العمرابي * خليل فرح *الامي*حميدة ابوعشر


ونجد ايضا من رواد النغم غناء الحقيبه مثالا لا الحصر* كرومه اولاد توتي *سرور* خليل فرح *عمر البنا* عوض شمبات* ابراهيم عبد الجليل* التوم عبد الجليل*

ولابد هنا من الاشاره الي انه في البدايات الاولي للغناء السوداني كان هناك عازف من منطقة الشماليه وهو بشير الرباطابي وله تسجيل في اذاعة امدرمان وهي كانت قصيده للشاعر ابو صلاح ولها السبق في انها اول اغنيه حقيبة بصحبة الطمبور وهي:-

لوتجازي لوتسمحي *مني ريدك مابتمحي
بي خيول الشوق أرحمي *واروي دمعي البطمحي
بس عشوقك لاتقمحي *بي طريف العين المحي
بريض فاهم سر الوحي* الفي حواجبك بتلوحي
تمسي هجة ونور تصبحي *وفي قلوب الناس تربحي
ياالحمامة البتصبحي *بي فريعك بتميحي
كيف عزولك لاتروحي *وانت جنة ونار تقدحي
يازهير الروض فتحي *والنسيم بالطيب كتحي
من غصونك ماتبرحي *يوم تبكي ويوم تفرحي
المبكم بتنصحي *وبي نغيمك بتفصحي
هاك عقلي الطاش انصحي*وكان مغيب والان صحي

وكانت هذه الاغنيه من اوائل الاغاني لتي تسجل في الاذاعه السودانيه انذاك
ومن هنا ان شا الله ستكون لنا بقيه مع اغاني الحقيبه السودانيه ونماذج من الاشعار والشعراء باذن الله تعالى

caesar waleed
30/01/2017, 14h19
سر خلود اغاني الحقيبة -

في هذه المساحة يتكلم الاستاذ/ اسامة احمد نور الدائم ويقول:

سوف نتحدث في هذا المقال عن أسباب خلود حقيبة الفن سواء من حيث تناول شعراء الحقيبة و الأدباء و المهتمين لهذه الأسباب أو لتناولنا لها نحن بالتحليل من حيث أساسيات الإبداع.

* نبدأ بسؤال أنفسنا هل كان لأي من هذا الثلاثي الشعر (الشاعر)، اللحن (الملحن) أو الأداء (المطرب) تأثير على خلود أغنية الحقيبة؟ و أيهما يغلب تأثيره على الآخرين؟ و ما تأثير التداخل بينهما؟ سوف نحاول الإجابة على هذه التساؤلات في الفقرة التالية:

الشعر صورة صادقة عن الذات أولاً ثم المحيط الذي تتصل به الذات اتصالاً وثيقاً حتى يعكس كل منهما الآخر وحتى يصعب إيجاد ذلك الفاصل أو ذلك الاتصال .

وعليه كان الشعر الجاهلي ولا يزال وثيقة ومرجع تاريخياً يفصل في الكثير من المسائل العالقة و المتعلقة ، ولذلك عندما يقدم الشاعر نصه فانه ينضح بما فيه من غصات وآهات ، فعلى الشاعر أن يكون نفسه أولاً ولا يدعي بما ليس فيه وألا كان مسخاً مشوهاً ولكل مبدع مفرداته التي هي حديقته الخاصة التي منها يقتات ومنها يشرب ومنها أيضاً يعطي ويبدع. و لهذه المفردة أكثر من معنى و قراءة و تأويل.

يذهب هذا المذهب عبد القاهر البغدادي (دلائل الإعجاز) حيث يذهب إلى شبيه ما ذهبت إليه بعض النظريات الغربية في النقد من أنه لا معنى أحادي ومحدد في الشعر، وإنما الشعر الجيد الذي لا يستطيع القارئ الإمساك بالمعنى فيه, أو لا يكون أحادي المعنى، بقدر ما يكون معناه ذا وجوه مختلفة، فيستطيع كل قارئ تفسيره تفسيرًا خاصًا به، ومختلفًا عن غيره، ولكنه يظل تفسيرًا صحيحًا في آن، يقول عبد القاهر:"وإنك لتُتعِبُ في الشيء نفسَك، وَتكُدُّ فيه فكرك، وتجهد فيه جَهْدَك, حتى إذا قلت قتلتُه علمًا, وأحكمتُه فهمًا، كُنْت الذي لا يزالُ يتراءَى لك فيه شُبْهة، ويَعرِض فيه من شك... وإِنَّك لتنظرُ في البيت دهرًا طويلاً وتُفَسِّره، ولا ترى أنَّ فيه شيئًا لم تَعْلَمه, ثم يبدو لك فيه أمرٌ خفي لم تكن قد علمته.

يذكرك بقول أبو صلاح:

فوق الجمال وقلنا وصابنا رمش العيــــــــــــن
شفنا السيوف تتجرد من عيون واسعيـــــــن
صاح وهبه فاقد عقله وكم جريح وطعيــــــــن
الناس جروحهم تسعه وأنا بي جروح تسعين

caesar waleed
30/01/2017, 14h23
و مهما أختلف الرأي في شاعرية شاعر، فأن القارئ ليبحث عن شخصية شعرية واضحة المعالم عن طابع خاص، عن ملامح دفقة ممتزجة بحس رهيف، عن قصيدة لا تخسر شيئاً من جمالية الفن الشعري. ويعزف عن النظم التقليدي الباهت بحثاً عن القصيدة الأحفل بالوضوح والبساطة والأغنى بالحركة والتوهج والخصب في الرؤيا والتكوين ).

في المرحلة مابين بداية العشرينيات و منتصف الثلاثينيات و التي ننسبها إلى المدرسة الفنية الأولي (حقيبة الفن) احتلت الأغنية الفنية مكانا بارزا في بنية الثقافة الموسيقية القومية لبساطة شكلها الذي ميزها و شاعرية المضمون و وضوح الميلوديا مما ساعدها على الانتشار السريع بين كافة الأوساط الاجتماعية في المدن السودانية.

يتساءل البعض أين تكمن الصفات التي شكلت الجمالية الجديدة في الفن الغنائي؟ من الواضح أن ذلك يكمن في الأهمية الخاصة للنص الشعري الذي تضمنته الأغنية و في المقاييس المحددة لنوعية الموسيقى و في مستوى أداء المطرب)

لقد أصبح النص الشعري على درجة كبيرة من الأهمية بالنسبة لاغاني المدرسة الفنية الأولى (حقيبة الفن) الأمر الذي كان انعكاسا لعلاقة الثقافات المستخدمة باللغة العربية كعامل مهم في البناء الثقافي بما فيه الموسيقى.

كان الشاعر يلعب دائما الدور الأهم في ثلاثية : الشاعر – الملحن – المطرب، فقد كان الأكثر ثقافة، مع انه وجد بين شعراء هذه المدرسة بعض الشعراء الموهوبين و لكنهم أميون مثل محمد على عبد الله الأمي و على المساح و غيرهما، و يأتي الملحن في الدرجة الثانية مقارنة مع الشاعر فهو يجسد بالأصوات الموسيقية بناء و معاني و انفعالات مضمون النص الشعري. لقد جمع الموسيقيون الأكثر موهبة من حقيبة الفن بين وظيفة المطرب و وظيفة الملحن مثل كرومه و سرور أو بين وظيفة الشاعر و الملحن مثل عبد الرحمن الريح و أحيانا بين الشاعر و الملحن و المطرب مثل عمر البنا و خليل فرح الذي كان أيضا يعزف على العود بمهارة)

و لقد حدث صدام ما بين اصحاب هذه العناصر الثلاثة نتيجة للتنافس و لافتخار كل فرد بما يقدمه مما اثر فى كثير من الاحيان على درجة التعاون بين العناصر الثلاثة. يقول الموسيقار العالمى موتسارت بخصوص التعاون مابين الشاعر من ناحية و الملحن و المغنى من ناحية أخرى "يجب و بالضرورة ان يكون الشعر مطيعا للموسيقى فى الغناء" و لقد كانت هناك مدرستان نقيضتان احدهما تقول بما قال به موتسارت و الاخرى تقول بالعكس تماما. و لقد نشبت حرب ضلروس بين شاعر الحقيبة الفحل ابراهيم العبادى و الموسيقار اسماعيل عبد المعين إذ يقول العبادى " لولا شعرنا لما وجدتم ما تتغنون به" و يرد عليه اسماعيل بقوله " لولا موسيقانا و غنائنا لما سمع بشعركم احدا". و على نفس المنوال حدث تصادم مابين الشاعر اسماعيل حسن و الفنان محمد وردى)

يحلل الأستاذ عبد الحليم أبو قصيصة هذه العناصر الثلاثة فيقول"طبيعة العمل الفني الغنائي هي طبيعة إنتاج جماعي، حيث أنه عادة ما يتداخل في إنتاج العمل الفني الغنائي شخصين فأكثر، ورغم أنه في تاريخ الإنتاج الغنائي السوداني تجارب إنتاج كامل بواسطة شخص واحد، إلا أن ذلك لم يكن القاعدة بل الاستثناء، فضلا عن أن ذلك لم يعد ممكنا في الوقت الراهن بطبيعة الاتجاه نحو التخصص، وأيضا مع تطور وتعدد عناصر العمل الفني والتي كانت تقتصر سابقا علي الكلمة واللحن والأداء الصوتي. طبيعة تعدد عناصر العمل الفني الغنائي، وبالتالي تعدد المبدعين المشاركين في إنتاج العمل، تحرم العمل الغنائي من أن يخلق داخل مخيلة واحدة -مثل اللوحة أو القصيدة- وبالتالي فأنه ليس بمقدور أحد من المشاركين في إنتاج العمل الفني الغنائي تصور العمل بكامله من العدم داخل مخيلته منفردا. هذه الطبيعة تجعل تفاعل وتناسق وتكامل عناصر العمل الفني الغنائي مهمة صعبة بتعدد المشاركة فيه واختلاف طبيعتها ودرجتها ولكن هذا في النهاية ما يكسب العمل الفني الغنائي طعمه كعمل متكامل (أغنية) وليس كقالب يحتل فيه كل عنصر مكانا مستقلا داخل هذا القالب المشترك. لذلك في اعتقادي أن جودة عناصر العمل الغنائي منفردة لا تنتج بالضرورة عملا غنائيا جيدا، فالعمل الغنائي الجيد توليفة منسجمة ومتكاملة من جميع العناصر حتى ولو لم تكن أيا من العناصر بدرجة متفوقة من الجودة في الحالة المنفردة."
أثر أغنية الحقيبة على الغناء الحديث

الأغنية الحديثة اعتمدت في بناءها الشعري والموسيقى على حقيبة الفن و ما تأثرت به من الحان التم تم و إيقاعات النقرزان و اعتمادها في الأساس على الأصول السودانية المتجذرة في النفوس مما كان له أعمق الأثر في نجاحها و تقبل الشعب السوداني لها.

يقول المطرب عثمان حسين (: " أغنية الحقيبة أغنية حكم عليها الجمهور بالنجاح لأنها لا تزال تردد و تغني و الإقبال عليها كثير لأنها المرجع و الأصل و الهوية للأغنية السودانية.

فعندما بدأت الأغنية الحديثة كانت مبنية تماما علي أسس و قواعد أغنية الحقيبة شكلا و مضمونا مع التخلي عن النظام الذي كان سائدا و هو نظام الكورس. و كان الناتج أن خرجنا بأغنية متعددة المقاطع و اللونية و بالتالي استطعنا الحفاظ علي أغنية الحقيبة مع تطويرها فكان أن طرحت علي الساحة أعمال جديدة الألوان قريبة المضامين من أغنية الحقيبة"

caesar waleed
30/01/2017, 14h26
و من هنا أقول إن نقل الأغنية من الحقيبة إلي الحديث عمل علي تطوير الأغنية مع الاحتفاظ بجانب مضمونها. و يظهر ذلك جليا في الجيل المتمثل في أحمد المصطفي ، الكاشف ، أبو داود، الشفيع، حسن عطية و عائشة الفلاتية".

و يقول إبراهيم احمد عبد الكريم في مقاله "تراثنا غير قابل للتحنيط" (جريدة سنابل- العدد 4- 10/6/96) :" لم يفرض أحد أغاني الحقيبة علي جهابذة الغناء الحديث و لكن جميع الذين أحدثوا النقلة إلي الغناء الحديث أمثال إبراهيم الكاشف و حسن عطية و احمد المصطفي و عثمان حسين و عثمان الشفيع و عبد العزيز محمد داود، تغنوا بأغاني الحقيبة و كبار الفنانين الذين جاءوا بعدهم أمثال عبد الكريم الكابلي و محمد وردي و محمد الأمين لم ينصرفوا عن أغاني الحقيبة. و حتى فرق الشباب المنتشرة في الأحياء تعتمد إلي حدود متفاوتة علي أغاني الحقيبة لا لشيء إلا لأنها تجد القبول عند المستمع السوداني و يستقبلها بارتياح تام". )

و يؤيد ذلك الدكتور الفاتح الطاهر بقوله إن أغاني الحقيبة جعلت من المواطن السوداني يشعر باتصاله مع تاريخ وطنه و مجتمعه و أن يشعر بالاعتزاز بثراء الإرث الثقافي للشعب السوداني.

أما الاستاذ عبد الحليم أبو قصيصة فيرجع أسباب الخلود إلى جودة و تكامل العمل الفني فيقول: "أنا لم أعاصر خليل فرح، لم أعاصر الكاشف، وليس لدي فكرة كافية عن تفاصيل حياتهم، أو حتى ملامح شخصياتهم، ولكنهم بداخلي في موقع القلب بسبب فنهم الذي تركوه لنا والذي ما فتئ يدهشنا، ومازال في الواجهة ليس فقط لأننا أمة مجترة فنيا، ولكن لأنه يمتلك مقومات البقاء، ولا أشك في أنهم سيعيشون في وجدان الجيل القادم والأجيال التي تليه لذات السبب؛ فنهم، إنه جودة وتكامل الأعمال التي قدموها، ووضوح وسطوع مشاريعهم الفنية ومقدرتها على الخلود، وهنا تبدو المفارقة، فالكثيرين ممن عاصرتهم (لا داعي لذكرهم)، ومنهم من لم يكن سيئا على المستوى الإنساني ولم يكن عابثا على المستوى الفني، لم ينجحوا – رغم ميزة المعاصرة - في خلق أي وجود بداخلي فنيا، ولن ينجحوا في ذلك، حتى الأحياء منهم، لأن مشروعهم الفني افتقر ويفتقر إلى الرؤية أو التجويد أو كلاهما."

caesar waleed
30/01/2017, 14h32
خلود أغنية الحقيبة اعتمد علي عدة عوامل أسهمت بقوة في تثبيت أقدامه و غرس أشعاره و ألحانه عميقا في وجدان الأمة السودانية، هذه العوامل:

1- البلاغة و البناء الشعري
2- العامل الديني
2- العامل البيئي
3- العامل الثقافي و الاجتماعي
4- عامل الاحتكاك

البلاغة و البناء الشعري:
تركيب أغنية الحقيبة ):

ذكر الدكتور صلاح الدين المليك في كتابه ( فصول في الأدب والنقد ) أن بعض ما تمتاز به الأغنية السودانية القديمة من حيث الشكل هو إختلاف المطالع فبعضها يبدا بمناجاة الحبيب وبعضها بالشكوى من الهجر وتباريح الهوى والشوق وبعض منها يأخذ في تعداد محاسن الحبيب مباشرة ..مما ذكره الدكتور المليك يتضح أن شعراء تلك الأغنية لم يكن لهم نهج واحد مثلما كان عرب الجاهلية يفعلون بذكرهم الاطلال. وأوضح الدكتور مليك في كتابة المذكور: يختتم الشاعر أغنيته بالتحية والسلام يرسلها محسوبين حسابا مقوما باعداد لا يمكن حصرها بل يستحيل ويرسل معهما شوقه المتزايد وتعلقه الثابت الذي لا يحول ولا يتحول , المتجدد الذي لا يبلى وربما يصحب كل ذلك أحيانا دعاء الحبيب واعلانه عن التمسك به رغم الصد والجفاء وقد يتبعه جهر بقبول العذاب واستحلاء ألام الهجر واستعذاب حرقة النوى ولواعج الهوى من أجل حبه وتقديرا لجماله الفذ... وفي بعض الخواتم يعلن الشاعر عن قبوله الموت والرضا بالفناء شهيد حبه وهواه ...وواصل الدكتور المليك في كتابه ذاك قائلا : فالأغنية القديمة حينئذ تناولت أو تركبت من أجزاء ثلاثة :

(1) وصف الجمال الحسي والمعنوي.
(2) وصف الوجد وحرقة الجوى وألام النوى ونيرانه وبعبارة أخرى الهيام.
(3) تمجيد عفة المرأة واحتشامها وغيرة أهلها عليها وحفاظهم على سيرتها وسلوكها.

ونأخذ مثالا لكل واحد من الأجزاء الثلاثة أو مثالين:

الجزء الاول:
يقول خليل فرح بدري :
أمتى أراك يا الفريـــــــع الــــــــــــــوارف ضـــــــــراك
هل يصح يا غصين الأراك يا خزامنا الفايح شــــذاك
هل يصح يا الجل البراك أن امـــــوت وأن لا أراك

ويقول عتيق في قصيدته : ( ياروحي العزيزة )
لحن وأداء عبد الحميد يوسف :
قسما بي عيونك ما أستهواني دونـــــــــك
يا روحي العزيزة
كيــــــــــــــــــــــــــــــف يعجبني دونــــــــــك
وانا من بدري شاعر قلبي رهين سجونــــك
من آيات محاسنك استلهم فنـــــــــــــــونك
ومن يـــــــوم مـــــــــــــــــــا رأيتـــــــــــــــــك
أغويتــــــــــــــــــــــــــني وهويتــــــــــــــــــــك
في البرهة الوجيـــــــــــــزة يا روحي العزيزة

caesar waleed
30/01/2017, 14h40
الجزء الثانى:
يقول الشاعر محمد على عثمان بدرى
مرضان باكي فاقد......فيكى علاج طبيبي
قالوا ترك سكونك .....يادار وين حبيبي

ويقول عتيق أيضا في قصيدة ( جسمي المنحول )
كتبها بكسلاعام 1930 ويغنيها اولاد شمبات :

جسمي المنحول براه جفاك يا مليــــــــح الزي
كيف حبى يحول و فؤادى معاك يا زينة الحي
حلمك يا جميــــــــــــــــــل أنا داني رحـــــــول
تركني هواك بين ميـــــــــــــــــــــت وحـــــــي

الجزء الثالث:
ويقول عتيق رحمه الله في قصيدته : ( من بعيد لي بعيد )
غناء عوض الجاك :
من بعيد لي بعيد وري العــــــين جمالك
لو لحظـــــــــــــــــــــــات قليلـة
من بعيد لبعيد لو سمحت ظروفـــــك
اسمــــــــــــــــــــــح لي أشوفــــــــــــــك
ومايكـــــــــــــــــــــــــــــون مني خوفك
أنا عاشق الفضيلة والمثل النبيلة
الحســـــــــــــــــن الاكيــــــــــــــــد
والحب المنزه عن اغراض وكيــــد
الروح والجمــــــال
والسحر الحــــلال
مع حسن الخلال
هم اعظم نفيلة - بل اكرم خصيلة في السودان اصيلة
بس بالله فيد - من حرماني ظلما ماذا تستفيد؟
يا اروع... مثال في الحيا والخصال
وعلى كل حال حرمانك وصـــــــــــال
روحك روح جميلة وللأخلاق زميله
ويقول ود الرضي :
محمي حيك ضاريات أسودك
كم غضنفر فاتكابو سودك
أنت هيبة ومين اليسودك
رغم أنف العازل حسودك
المها بتهواك يا خشيــــــف

اتصفت أغنية الحقيبة بالبلاغة حيث التزمت "لزوم ما لا يلزم" (القافية ذات الثلاثة أحرف) رغم صعوبته. و الدليل علي هذه الصعوبة هو ما تم اختلاقه حاليا من ما يطلق عليه "شعر نثري" بواسطة "الشعراء النثريين" الذين امتلاء بهم المكان و ذلك لعدم المقدرة على خلق القصيدة المقفاة التي تلتزم لزوم ما لا يلزم. و هذا الشعر النثري يفتقد لأدني مقومات الشعر و أرفض أن أطلق عليه شعرا.

يقول عبد الرحمن الريح في تفسيره لسر خلود أغاني الحقيبة " منذ عام 1910 و حتى نهاية 1940 كان من لا يعمل بالقانون الشعري لابو العلاء المعري "لزوم ما لا يلزم" لا يعد شاعرا مهما نظم و بالغ في النظم لان متانة القافية في رأيهم -خصوصا في الشعر الغنائي- تجعله قويا ذا جرس موسيقي يساعد علي إبراز الكلمات بواسطة اللحن و الأداء كما أنها تتيح للملحن الإتيان بلحن جياش يناسب قيمة الكلمة الشعرية الجيدة و هذا هو الطرف الخفي في أسباب بقاء أغنية الحقيبة و خلودها"

و التزم شعراء الحقيبة بالقافية "لزوم ما لا يلزم" ذات الثلاثة أحرف و ذهب بعضهم إلى ابعد من ذلك بالتزامهم القافية ذات الأربعة حروف مما يبين علو كعبهم و تمكنهم من اللغة. و كان الشعراء ينظمون قصائدهم و يحاولون جعلها أكثر صعوبة و ذلك بالتزام قافية ذات ثلاثة أحرف أو أكثر حتى يصعّب من مجاراتها أو لاختبار قدرات الشعراء الآخرين في المجاراة على نفس القافية.
و لقد ذكر الأستاذ عمر البنا في مقدمة ديوانه "الجوهر الناضر في الماضي و الحاضر" إن بداياته كانت في مجاراة الشعراء وكانت كل الأشعار مربوطة باللزوميات ولقد سبقهم في هذا المجال الشاعر يوسف حسب الله سلطان العاشقين والشاعر الفحل عثمان دوبيت وكان يجاريهم هو و أبو صلاح ..

"وكان الشعراء يلجئون للزوم ما لا يلزم الذي تنتهي القافية فيه بأربعة أحرف أو ثلاثة أحرف على الأقل، "وكان مبتدئ المجاراة يختار القافية الضيقة بغرض تعجيز الآخرين في المجاراة" وكانت تتم هذه الأبيات في منزل احد الأدباء والذي يقوم بدور الحكم ومن الأمثلة التي ذكرها عمر البنا إن الأستاذ محمد على عثمان بدري قال يصف محبوبته بالتدلل وإذا قابلها لا ترد عليه ).
ماحت بالصدود قلبي وحشاي ذوابه
زى صيدة الخلا المن الرصد هوابه
وسط القامه مقسومة وضميرها هوابه
تتبختر ابت ماترد على جوابــــــــه
ولقد رد عليه ابوصلاح مجاريا هذا البيت بالقافية والمعنى حيث قال ..
نيران الصدود لازلت اتكوابـــــــــه
وأنوار الخدود ليل هجري ما ضوابه
يلعب قلبي زى هبابه تتهوابــــــــــه
مقنية الضرى البى الحله ما لوابـــــه

caesar waleed
30/01/2017, 14h50
وكانت مجاراة الشاعر عمر البنا ...
حليفة العفه الدايماً ملازمه صوابـــــــــه

مستورة القناع الخايفه من تـــوابـــــــه
أصلها من نشت ما اجتازت البوابـــــه
محال تنظر خدودها وتسمع استجوابه

كما جارى الشاعر العملاق ابو صلاح التي يقول فيها ):

وافر جيده ضاوى خديده حاجبــــه مقّرن
طرفه كحيل ثناياه الـــبروق لو فــــــرّن
ضامر و ردفه عالى صديره قطن التــرّن
كالهضليم غزير ديسه الضفاير جرن
فقال عمر البنا:

على قتل النفوس سيف لحظه حاد و ممـــــرّن
اما لهيجه احلى من سكر مصفى مـــــــــــدرّن
لو لاقاك باسم أو غاضب حواجبه انصـــــــرن
في كلا الحالتين تشوف منظر ملامحه يســــرّن

من القصائد الصعبة الملتزمة قافية الأربعة حروف مثل قصيدة احمد حسين العمرابى "اندب حظي أم امالى":

اندب حظي أم امالى.....دهري قصدني ماله ومالي
شوف الخيره يارمالى....أظن كاتبني عن عمالـــــــــي
عارض يعترض اعمالى.....أبنى وأملى ما تمالـــــــــــي
لا تقول ضعت من اهمالى ..أنا عامل الحزم رأس مالي
بس ايامى ما با سمالى......همومي الزايدة متقاسمالى
بين الناس حميدة افعالى....أصلى من الجناب العالي
حبك وحبي مانافعالى........يوم ينعوني لا تنـــعالى
قلبي المن الوساوس خالي.......اليوم انشغل ياخالى
لو كان في اللحد ادخالى....أحلى من العذاب ياخالى
دوام آيات محاسنك تالي......زيد في هجري لا ترتالى
مقسم عن هواك ما تالي..... طرفك بالهلاك أفتى لي
حبك كاتمه زاد انحالى......من فرطه الدموع فاضحالى
الشاقنى ومغير حالي..........حسنك واللهيج الحالي
هاك شكواي لو تصغالى..........العدو حن لي رقالى
سهران والدموع راشقالى.......وحياة حبي ليك يا غالى

شعراء الحقيبة في سعيهم الدءوب لاختراع المعاني البليغة و الألفاظ الجزلة لم يتوانوا عن تثقيف أنفسهم بدرسة القرآن الكريم أو مجالسة الذين درسوه كما أطلعوا على التراث الأدبي العربي والأوربي و قاموا بقراءة أمهات الكتب و أصول اللغة و البلاغة و الثقافة العامة مما جعل الفاظ وتعابير اغنية الحقيبة جيدة السبك و عالية اللغة رغم أنها مأخوذة من القاموس الشعبي لهذه الأمة وكمثال لأغنية حقيبة، قصيدة خليل فرح ) :

شوف عناقيد ديسا تقول عنب في كروم
شوف وريدا الماثل زي زجاجـــــــة روم
القوام اللادن والحشــــــا المبـــــــــــــــروم
والصدير الطامع زي خليج الـــــــــــــروم

عرف خليج الروم وشبه به ... وقد ذكر المرحوم علي المك في كتابه ديوان خليل فرح كلمة ( روم ) وقام بشرحها حيث ذكر روم هنا هي Rum ضرب من الخمرة ووضح بذلك أن الخليل كان على علم بلغة أجنبية غير العربية وهي الانجليزية واستفاد منها وأستخدم ألفاظها في قصائده مما يدل على إطلاعه الواسع وتمكنه من ناصية اللغة العربية.

كما كان الشاعر سيد عبد العزيز يغشى مجالس العلم و اللغة العربية فى حلقات المعهد العلمى و كان كثير الاطلاع حاد الذكاء فجاء شعره لوحة بارعة من الاتقان اللفظى و المعنوى. و تتجلى ثقافته و أطلاعه على التراث و التاريخ فى هذه الامثلة:

ما بهم كلام ناس زيد .. قلبى الهلالى ابو زيد
و كذلك

سيدة وجمالها فريد ... خلقوها زى ماتريد

وماتريد هذه ملكة جمال اليونان(البعض يقول بانها ملكة جمال اثيوبيا) في ذلك الزمان و هو لايعنى المعنى القريب الذي يتبادر إلى الذهن أنها خلقت كما تريد و لكن انها خلقت كملكة جمال اليونان. و يفسر البعض عجز البيت هذا بمعناه القريب.

و لا نعرف كيف عرف أن مياه مضيق البسفور تتدفق على الشاطئ أن زادت السفن في سرعتها

فريد حسنك و دلك موفور *** و انا دمعى يجر مجرى البسفور

و كذلك:

لحاظها تخيف قائد المليون *** و ترهب عنتر و نابليون

caesar waleed
30/01/2017, 14h55
معظم شعراء الحقيبة بدؤوا أشعارهم – ما عدا قليل منهم- بالمجاراة و هو ما أطلق عليه ابن رشيق "التوليد" سواء بالمعنى فقط أو بالمعنى و القافية ثم تطوروا إلى اختراع المعاني الجديدة غير المسبوقة و الألفاظ البديعة.

كان أبو صلاح على رأس المدرسة التشكيلية في الشعر الغنائي السوداني فتجريده للأشياء هو إضافة للحقائق وكل حسناء وصفها دلت بحسنها عن نفسها . ولا يفتن أبو صلاح بتكرار الألفاظ فمعجمه واسع وكأنه ينسي اللغة فهو أقرب إلي شكسبير الذي لا يكرر ألفاظه لذا يقولون عن شكسبير أنه أشخاصا كثيرين لأنه لا يكرر رواياته ولكل رواية لغتها الخاصة وهكذا كانت أغنيات وقصائد أبو صلاح. )

يقول ابن رشيق القيرواني في كتابه "العمدة في محاسن الشعر وآدابه": "التّوليد هو أن يستخرج الشّاعر معنى من معنى شاعر تقدّمه؛ أو يزيد فيه زيادة, ... والاختراع خلق المعاني التي لم يُسبق إليها... والإبداع إتيان الشاعر باللفظ المستظرف الذي لم تجر العادة بمثله... فصار الاختراع للمعنى والإبداع للّفظ، فإذا تم للشاعر أن يأتي بمعنى مخترعٍ في لفظ بديعٍ، فقد استولى على الأمد"

و يقول الأستاذ الحسين الحسن: " أغنية الحقيبة تعبير عن قيمنا و أصالتنا و موروثاتنا و جمالياتنا. فهي الأساس لكل ألوان الغناء السوداني و هو كشعر لا يقل عن قصائد المعلقات من ناحية الوزن و القافية. و أغنية الحقيبة توافرت فيها عناصر الإبداع، فهي متجددة عميقة الأثر نفاذة الصدى." )

إن العامل المؤثر في لغة أي شاعر هي روح الكلمة، والقدرة اللغوية تظهر عند الشاعر المبدع ركيزة ثقافية ذات قدرة بنائية خلاقة في اختيار الألفاظ المناسبة والحرص على تفجير روح الكلمة فتحس وأنت تقرأ قصائده أنه أمتلك ناصية اللغة التي تحمل التعابير غير المستنزفة والمفردات المتصلة بصميم تجربته الحياتية والشعرية كما تمتلك رهافتها بحيث تشعر أن الأداء اللغوي للقصيدة يثير فيك استجابات فنية وعاطفية بفعل اللغة الطيعة وتعاملها الرهيف مع الكلمات وان الذي يحدد قيمة الألفاظ في تقدير الناقدة – إليزابيث درو- ليست بساطتها أو جلالها وإنما الطاقة أو العاطفة أو الحركة التي يسبغها الشاعر عليها مثال لذلك قصيدة "خمرة هواك" للعبادى
خمرة هواك يا مي صافية وجلية.....هي اللاعبة بالألباب لا البابلية
دقة الوصف وجمال التعبير و تجسيد الرؤية هذه سبكها أبو صلاح في قصيدته "لحظك الجراح". و لقد عبر فيها بصدق و أحاسيس دافقة عن ما يراه و يجسد معاني تجربته و رؤيته الوجدانية بألفاظ غاية في الدقة و البلاغة و عند قراءة قصيدته تكاد تقسم انك كنت معه حينما خاض تجربته تلك و تحس إحساس حقيقي بالنظرة الجانبية السريعة اللماحة من هذه الجميلة و ما تحدثه من جرح.

لحظ الـجراح أذاي فـيــه *** وفــيه الـطــــــرب والــــــــراح
مــنـــــــــــــايـا زهــرة الأفـراح *** للـــقــلــوب ســــــــــــــرّاح
مبتعد شي عجيب مسجـون وعنده سراح *** بيّ ضاق الكون لا أجد له براح
مـني فـارق وشال نوم عــيوني وراح *** عـمـري أضحي مـبــــــاح
في الغـرام لا اقـصد غير لـقاك إرباح *** سـرّي لـيــك يـُـبــــــــــاح
وفي الظـلام تتـبسم وليـلي يبقي صباح *** لـيــك مــغـرم صـــــــاح
يا خـلاصة حـسن العـجم والفــصّـاح *** بــي جـنــون يـا صـــــاح
مـن بـعادك هـل بي قربـك القي نصاح *** جــيــش غــرامـك زاح
هـدّ حـصـن المـهجة ولي دماي نزّاح *** عـقـلــي كــاد يـنــــــــزاح
وقولـّي هــجرك جـد يا جافي ولاّ مزاح *** لـيــك مــحـيّ وضّــــاح
وليك جـبين بي نـور ماء الجمال نضّاح *** والـــدمــع فــضّـــــــــــاح
بي سـر غرامي البي تعلمبو دون ايضاح *** تــعـبـت الاصــفـــــــاح
وطرفي جافي النوم من طيب عبيره الفاح *** بـيــن جــفـونه صفاح
وفي بسيمو عقـــــــد الـــــــــــــــــــــدر *** في صـدره جوز تفـــــاح

و كذلك قصيدة "أنا في التمني" الذي عند قراءتها ترى أمامك ما وصفه الشاعر و تحس انك حاضر في جلال المناسبة و لا تستطيع أن تمنع نفسك من الإحساس بوجود كل الوقائع من حولك و أن تتلمسها وتحسها بل تستطيع أن تتنسم عبق المكان.

أسود شعره حالك أما صفاره فاقــع *** تتلاصف خدوده لا حجاب لا براقــع
يفر خيط بسمه يشبه برقا ليله هاجـع *** اقيس الفم بودعة و القى الودع واسع
أقيس الليل بشعره وألقى الفرق شاسع *** أشوف لعسه ونواعسه جل الباري صانع
يرفع ناعساته و يسبل نظـره واقــع *** أشوف في خده شخصي وفي صدره المصارع
داير أشوفه غافل داير أشوفه جازع *** محنن بدون قنلّة وحد و توبــه واقــــع
يتغطى بسواعد و يحنو كأنه واجـع *** يلتجئ بي مرافقه..وأطـراف المضاجع

كما يرتفع الشعر في قصائد الشاعر الحقيقي إلى درجة توضح قدرته الأصلية على الخلق الشعري والرؤية المركزة وقدرته على توليد الصور ببصيرة حساسة تستخدم رموزها وبدلالة قيمة في بلاغة القصيدة ذات التعبيرية العالية .فان قدرة ود الرضي و كثير من شعراء الحقيبة على خلق الصور و تجسيدها في قالب بسيط و سهل إلى درجة خلق تجسيد حسي في نفس القارئ تجعل منهم شعراء حقيقيون متميزون.

و القصيدة السابقة جاءت مليئة بالمعاني العميقة و الألفاظ الجزلة وكما جاءت موزونة و مقفاة. و نجد أن هذه العناصرالأربعة التي أتى بها ود الرضي توصف عند علماء الشعر باساسيات الشعر.

فيُعرِّف ابن رشيق القيرواني الشعر في الإطار ذاته الذي وضعه ابن قتيبة من قبل، قائلاً: "الشعر يقوم من بعد النية من أربعة أشياء، وهي: اللفظ, والمعنى, والوزن، والقافية.

يقول ابن طباطبا العلوي في كتابه "عيار الشعر" متحدثا عن أهمية المعنى في الشعر "فمن الأشعِار أشعارٌ محكمةٌ متقنةٌ, أنيقَةُ الألفاظِ، حكيمةُ المعاني، عجيبةٌ التأليف، إذا نُقِضَتْ وجُعِلت نثرًا لم تُبْطلْ جودةُ مَعَانيها، ولم تفقد جزالة ألفاظها. ومنها أشعارٌ مموهةٌ مزخرفةٌ عذبةُ، تروقُ الأسماعَ والأفهامَ إذا مرت صَفْحًا, فإذا حُصِّلتْ وانتُقِدتْ بُهرِجَتْ معانيها، وزُيِّفَتْ ألفاظُها، ومُجَّتْ حلاوَتُها، ولم يَصْلُحْ نَقْضُها لبناءٍ يُسْتَأَنَفُ منه ..." و يسلك د.عبد الله الطيب مسلك ابن طباطبا في نقد الشعر.

و قصيدة "انا في التمنى" - من ناحية المعنى- أذا حللّتها و فككت أسرها من البناء الشعري و جردتها من الصياغة الفنية اى أصبحت نثرا فلا تزال تشدك حلاوتها و جمال صياغتها و معناها.

وفي السانحة الاخري سوف انشر لكم اشعار شعراء الحقيبة واتمني ان اكون قد عرفتكم بشعر الحقيبة

رضوان حسن عبد الحليم
30/01/2017, 20h52
انت عايز قاعده على روقان بعد كاس الأمم استمتع بما كتبته و بما تناقشه فهو رائع المحتوى جميل المستوى ذدنا بالله عليك

Mohammed sidik
01/02/2017, 05h42
جميل جدا أن نشاهد هذه الإطلالة البديعة عن تاريخ الفن في السودان و لا شك بأن حقيبة القيصر مليئة بالنفيس و القيم من هذا الفن.و كم أتمنى من كل عشاق حقيبة الفن أن يبرزوا في هذه المساحة كل بما لديه من معلومة أو اغنية أو قصيدة لنعرف بها و نستمتع بعبقها الجميل

caesar waleed
01/02/2017, 14h45
انت عايز قاعده على روقان بعد كاس الأمم استمتع بما كتبته و بما تناقشه فهو رائع المحتوى جميل المستوى ذدنا بالله عليك


تنور اخي رضوان وفي انتظارك

caesar waleed
01/02/2017, 14h48
جميل جدا أن نشاهد هذه الإطلالة البديعة عن تاريخ الفن في السودان و لا شك بأن حقيبة القيصر مليئة بالنفيس و القيم من هذا الفن.و كم أتمنى من كل عشاق حقيبة الفن أن يبرزوا في هذه المساحة كل بما لديه من معلومة أو اغنية أو قصيدة لنعرف بها و نستمتع بعبقها الجميل

الغالي محمد صديق نورت البوست بطلتك الجميلة وان شاء الله ح ابداء فيهم شاعر شاعر ومرحبا بكل المشاركات

caesar waleed
01/02/2017, 15h01
ابراهيم احمد بابكر (العبادى)

هامش
(يعتبر إبراهيم العبادي أول من انتقل بالشعر الغنائي من الطنبور إلى أغاني الرق ... عثمان وكانت أول أغنية له في هذا الصدد «ببكي وبنوح وبصيح)


ولد ابراهيم احمد بابكر العبادى بمدينة امدرمان في حوالى عام 1894
فى منزل والده فى حى العبابدة (امام مستشفى امدرمان) و هو من
قبيلة العبابدة المشهورة بام درمان و التي نزحت إليها من بربر و مصر.
قضى طفولته الباكرة بها و قرأ بخلوة الطاهر الشبلى ثم دخل المدرسة
الاولية (و كانت تسمى الكتاب) بام درمان بتوجيه من سلاطين باشا
بسبب عدم تشجيع اهله لدخول المدارس آنذاك. ثم دخل مدرسة
امدرمان الوسطى و ما أن تم السنة الثانية حتى اخرجه والده بحجة
أن ما حصل عليه من تعليم كان كافيا و ليعمل معه في زريبة
المواشى بامدرمان.
لم يمانع والده في أن يرسله إلى خلوة الشيخ محمد البدوى فحفظ
قدرا لاباس به من القآن وتلقى مبادى الفقه الاسلامى مما كان له
اثره الواضح في انتاجه الشعرى الباكر. عمل بعد ذلك كاتبا تجاريا
بعد أن تعلم الصنعة من صديق له من الشوام.

كان ابراهيم مفطورا على حب الغناء منذ نشاته ساعده في ذلك انه
ترعرع في وسط شاعرى فقد كانت عمته شاعرة ممتازة لها صولات
وجولات فى نظم الشعر على وزن الدوبيت و كان يسمى آنذاك
"سيمارة" كما كان والده يقرض الشعر .

يقول العبادى؛ انه بدا نظم الشعر و هو لو يتجاوز الحادية عشر
من عمره و يرى ان موهبته تفجرت فى يوم ختانه و ذلك لان
المهنئين كانوا يزجون المختون شعرا فاعتبر نفسه ملزما بان يرد
عليهم شعرا ايضا و بدا سيل التهانى له بقصيدة لعمته فى مدح
اخيها احمد العبادى (والد الشاعر) ثم تقدم حاج ابو عيسى و انشد:

قلبك بولاد من حديد
و فرقك من الفرسان بعيد
شوفة الدغم عندية عيد
العقبى لى عرسك الجديد

فرد الصبى ابراهيم مشيرا الى حفلة زواج فى الحى
لم يتمكن من حضورها بسبب ختانه:

اصبح لى صباح و اصبحت انا مرضان
و ما شفت الدهيم البلعب الهويان
ما جيب لى خباره البى الخمر رويان
و متاسف كتير ما حضر عرس عثمان

بدا نضوج شاعرنا و نظمه للشعر الغنائى في عام 1914 و عرض اول
انتاجه على يوسف حسب الله (سلطان العاشقين) و الذي كان
بمثابة النابغة الذبيانى في سوق عكاظ فاثنى عليه يوسف و كان اول
انتاجه يسير على نهج الدوباى كما كان سائدا في ذلك الوقت و من
ذلك ما خاطب به يوسف حسب الله عند ظهور اللص المشهور
(اللبخ-(1)) او (اللنج-(2)) بامدرمان و ما احدثه من رعب في قلوب
الغانيات:-
يوسف قليبن في الكجر ما اطامن
يشكن من لصياوص الحلة قط (ليل) ما نامن
ساكت من زوالن و العيون أن قامن
زى سرب الظبا الأنضم و قل شامن

و يقول عن تجربته مع شعراء جيله:
كان لهم مجلس اسمه "شعراء الدوبيت" و ما كانو يسمحوا لاحد
بالانضمام الا بعد اختبار فيتشئ احدهم فى موضوع بعينه فيرد عليه
الآخرون ملتزمين بالقافية نفسها و كانوا يقولون على الرد "تغطية"
فيقولون "غط هذا الكلام". وكان قائد الشعراء هو يوسف حسب الله
و يجلس الى يمينه محمد على عثمان بدرى و عمر محمد على
و احمد محمد صالح المطبعجى و جقود ابو عثمان و معهم ايضا
الشاعر عوض السيد بابكر و الشاعر عمر محمد على و غيرهم.
و لما انتهى الدوبيت و حصل الانقلاب لصالح الرقيص (يقصد الشعر
الغنائى) لم تنسجم المسالة الجديدة مع ذوقهم فاستمروا بطريقتهم
القديمة لكن انا و ود الرضى و خليل فرح و العمرابى سلكنا الطريق
الجديد.

و في عام 1917 بعد تجربته الذاتية في الحب دخل مضمار العاطفة
و على نهج الدوباى أيضا:

اقتبس البدر من آمنة نوره و دارتــــه
و الخز و الذهب عار من جسيمها نضارته

و

فرع الياسمين من النسيـــم يتنى
سالكه مضمرة و التنه فوق التنه

و كان يجارى اغانى المطرب ود الفكى من منطقة كبوشية بالسافل
على نسق الرميات باسلوب أكثر حضارة و منها:-

ست البيت الصلاح ** نور شلاخها لاح

قبل العشرينات بدا يتجه إلى الاغنية المتطورة و كان موحى ذلك
بيوت الاعراس فقد قال في حفل زواج صديقه بشير الشيخ:-

حفلة بشير ما اعجبها ** لسرورنا اسفر حاجبها

و في حفل صديق له يدعى خضر :-

جيبوا لى قلبى الـــــــودر
يا اخوانا في حفلة خــــدر

و في حفلة ثالثة لصديق اسمه شبخ ريا:-

شيخ ريا حسبك من فخر ** ليك البدور طاعت تخــــر
اذكر ليالى العاصمــــــة ** المن سوء إلهك عاصمـــة
هي جنة شرطا عاصى ما ** يمسك بنان في معاصمه

و في عام 1928 نزح العبادى إلى الجزبرة فقضى بها ردحا من الزمن
و منها إلى غرب السودان حتى بداية الاربعينات فقفل راجعا إلى
مرتع صباه. و قد تزوج العبادى متاخرا قليلا و له ذرية من البنات
و الاولاد و منزله في المهدية امدرمان.

يعتبر العبادى هو اول من انتقل بالشعر الغنائى من الطنبور إلى اغانى
الرق فاستحدث بذلك حدثا جديدا في تطور الاغنية السودانية و كانت
اول اغنية له في هذا الصدد (يبكى و بنوح و يصيح لى الشوفتن بتريح)


مع الرميات و الدوباى
كما اسلفنا كان العبادى في بداياته يجارى فنان كبوشية ود الفكى
فى رمياته بدوبيت متطور: -

ومن تلك الرميات لود الفكى:

ببكى و بنوح انا دمعى جارى *** محجور من الارايل

فجاراها العبادى:
ببكى و بنوح انا دمعى جارى *** مكتول هالــــكنى جــارى
صدرك رمى البـــــــــــدارى *** و اعلن منشـــــور ادارى
و صرح طالـــــــــب ودارى *** و قال فاك و حية خـدارى
اكتل و في الرشـــــــم ادارى *** و على الشـــــلاخ مدارى
يا الساكن غــــــــــرب دارى *** كاتــــــلنى و مـــاك دارى

و يتضح اضافة الشاعر الجديد للجناس إلى الرميات و أن لم يخلو
من السذاجة خاصة في البيت الثانى

فرد عليه ود الفكى و جاراه:

يا ناوى الرحول لبلودها *** نارها الفى الضمير مـــــوقودة
هب النسيم لى من بلودها *** جاب لى طيب تومتى الفروده
كالشمعدان منصوب عودهــــــا

فقال العبادى

هاك يا سرور وصف البداية *** زى البـــدور اول بــــــــداية
عينيها حور كايدات عـــدايا *** و ستة السطور في الخد نداية
و الرشمة فور جلبت ردايا *** تتجلى نــــور زى الــــــــهداية
فاقت الحضور ثم البــــداية *** زى ناس بـدور جاريات هدايا
عمرى و جميع ملكت يدايا *** بى كل سرور لام خـــــد فداية

و يتضح الفرق بين سطحية الاهزوجة السافلية و بين التطور الذي احدثه
شاعرنا.

و قال ود الفكى أيضا:
القيدة في غالق *** يشقينى الحكمه الخالق

فقال العبادى:
السامية في جيـــــــلها *** كريم لمتين اناجى لــــها
هاك خلى تبـــــــجيلها *** اديبة و راسية في جيلها
سعيد اليوم يناجى لها *** تدير له ظروف فناجـيلها

من اشهر الرميات اغنية العبادى:
التايــــــه دلال ماخــــــابر *** كم قلبا مـــــــعذب و صــــابر
وقفت شئ عجيب في الدار *** و اســــــفرت اللثام عن داره
تتخنتل دلال و قــــــــــداره *** سهم الحاظها ما بتـــــــدارى
انقسمت مشت طــــــــالبانا *** تـــــتمايل و تقـــول البـــــانة
نديان خـــــــدها لطـــــربانة *** زى الزهرة في ابـــــــــــانة
جات تتمايل العرجـــــــــونة *** البى هوى النفوس معـجونة
قول لى اهلنا ما ترجونـــــــا *** ما بضوق السراح مسجونه
آه من طلعتها البـــــــــــــهية *** و اعضاها اللطيفة طــــرية
فاهه من الفظاظــــــــة برية *** يتـــــــــــلالا كأنــــــــه ثريا

ومن اروع ما قاله العبادى انذاك هذه الرمية التي كان يؤديها سرور
و كرومة و الامين برهان:

الجرحة نوسربى غور في الضمير
في قلبى خـــــــــلف الكـــــــــــــى
يا ناس الله لى
كان ما الشئ قسم و انا عقلى مداير
ليش عاشق المدلل بيه شن دايـــــر
يمشى الكى قبل و ينسف الدايــــــر
و الديس الغزير لى قامته يضــــاير
و المحى المتل قمر العشا الدايــــــر
يتب في عجن و يقول لى شن دايــر
رحماك يا العشوق طاش الفكر حاير
يا ناس الله لى

و فى احدى المناسبات بمنزل سر الختم جبريل و كان يزين احدى
جدران ديوان ديوانه بصورة حسناء فاتنة قام بتصويرها المصور
الارمنى المعروف آنذاك (أرام) فطلب من الشعراء الموجودين معه
فى الديوان عثمان بدرى و يوسف حسب الله و العبادى و الخليل
و كان صديقا لهم من كل واحد منهم بيتين فى وصف جمالها و قد رصد
لهم جائزتين للاول و الثانى، الاول ينال كتاب الاغانى للاصفهانى
و الثانى ساعة جيب فاخرة:

قال بدرى:
احسن من ظبى فى حسنها وفى نورها
ابهى من البدر و صفاها كالبنورة
فى جيلنا بتفوق ام سرتى و تنـــورة
نجلاء العيون القتنا فى تنــورة

و قال حسب الله:
سيمات الجمال فى صورتها محصـورة
رقتها فى النظر و اناملها و خصره
ابهى من الحوارى الفى الخيام محصورة
عجبا شوف عشقنا جمالها هذى الصورة

و قال الخليل:
يا ريم الفلا الدنيا مافى مثالك
لى عدم الانيس و الوحشة قلبى رثى لك
حباك الفؤاد لكنـــــه مابش لك
عجبا شوف عشق كل الانــــام تمثالك

و قال العبادى:
شوف ريمه (آرام) كيف جالسه فى التصويره
محيها كالبدر فى نوره و التدويره
انظر لى عيونها و دعجتها و تحويره
من كثر الدلال تنشاف عويــــره عويـــره

وبعد الانتهاء شكل سر الختم لجنة نصوص للحكم تكونت من الاستاذة
بشير الفضل و مصطفى التنى و عثمان ابراهيم فكانت الجائزة الاولى
من نصيب العبادى و الثانية من نصيب استاذه يوسف حسب الله.


مع ود الرضى:
يعتبر ود الرضى نفسه تلميذا للعبادى رغم ان العبادى يصغره بعدة اعوام
و عندما جاء ود الرضى الى العاصمة جاء كخامة شعرية و يحمل معه
اصالته و سذاجته و تعلقه بالغناء الشعبى و لم تفارقه سمته القروية
فى البداية وحينما اتصل بالعبادى لانه كان من المعجبين به ابدى
العبادى استعداده لصقل الشاعر القروى.

يقول العبادى عن ود الرضى؛ " كنت احبه و اعيش اشعاره و كثيرا ما
حاولت تشطير اشعاره و يعترف كل منا بتاثيره على الآخر و هو يكبرن
ى بعشر سنوات لكنى دخلت قبله فى شعراء الدوبيت لانهم قبلونى
شاعرا فى 1914 و كان شعره بدويا حين جاء الى العاصمة و إن كانت
معانيه سامية، لكنه اصبح حضريا مثلنا."
و لقد قام العبادى بتشطير قصيدة "متى مزالاى اوفى نذارى"
و غنى الاغنية المشطرة سرور.

مع ابو صلاح:
كانا فى عمر واحد تقريبا و عاشا فى بيئة متقاربة و حظيا تقريبا بنفس
التعليم فلا غرو ان قامت بينهما اقوى المنافسات و المنازعات و كان
ابو صلاح اسبق من العبادى فى نظم الرميات و الدوباى و فى
الاحتكام لشعرائهما و الذين شهدوا له بالسبق فى ذلك و لكن
العبادى برز فى فترة الطنبور.
و كان كل منهما يحاول ان يشل من حركة الآخر و يقلل من شأنه
و ليس ادل من ذلك من تطويق العبادى لسرور كما كان كل منهما
يصف الآخر بالصنعة و التكلف رغم شاعريتهما المطبوعة.

و اشار العبادى انه زار ابو صلاح فى منزله بالخرطوم بحرى برفقة صديقه
المطبعجى و بمبادرة منه فى 1916.
و ذكر ان ابو صلاح انشدهم قصيدة دوبيت انشأها حديثا يصور فيها امراة
شعرها طويل جدا ، و كانت الساعات تعلق آنذاك على الرقاب و تستخدم
فى تعليقها اداة تسمى "كتينة" و هى خيط قيطان اسود .

و مما جاء فى قصيدة ابو صلاح ما معناه "انت شعرك طويل ادينى منه
كتينة" فقال العبادى قلت له " يا صالح يومك العشقتها طوالى عايز تمّعطها".
و العبادى هو الوحيد الذى اخذ بنهج ابو صلاح فى نظم القصائد و اهدائها
الى الطنابرة ليؤدوها من 1927 حتى 1919 و أّلف فى تلك الفترة:-

نورها الضاوى خافى فداها
تايهة المايحة روحى فداها

و منها ايضا اغنية كان يخاطب بها الشيخ على عبد الرحمن السياسى المعروف
يا مفتينا كيف افتينا
قول للتينة جننتينا

غير ان ابو صلاح لم ينضم للسلك الشعرى الغنائى الجديد الذى اسسه
العبادى الا بحلول عام 1924 مبتدئا بقصيدة مطلعها :-
ليلة القدر نصحبها
الف سهلا و مرحبا

و هى مجاراة لقصيدة العبادى التى يقول فيها:-
نظرة يا ظبية السلام
تبقى من هجرك سلام
دمت يا روضة الزهور
تجرى فى خدودك النهور
تبقى زى سالف الدهور
خالية من ربقة المهور
الغرام عامل احتلال
رشفة من نيلك الزلال
يعيش حاجبك الهلال

من طرائف العبادى:
في يوم وقفة عيد من الاعياد، كان العبادي وميرغني الخليفة وآخرون
من مدينة ود مدني فتشوا عن حذاء للعبادي فلم يجدوا.. فقد كانت
قدماه كبيرتين.ميرغني خليفة خريج الخلوة اراد ان يسخر من
العبادي فقال:-
- سوق مدني الكبير ما لقينا فيو نعلات
- ابراهيم.. قال المعلم مات
ما تفكر كتير
ادرع الشبطان من جلداً قديم
أوجز من العجلات (يعني تموت تخلي)
قال العبادي لميرغني الخليفة
- جاك يا ود الخليفة.
يا ميرغني اخوي.. اخير لك تنقرع
وبمشاريعي لا تحاول ترد
بوديك اسوان في طرد
ومعاك طارتك والقرد

(جريدة السودانى العدد 1045)

caesar waleed
01/02/2017, 15h19
"ببكى وبنوح وبصيح"
ابراهيم العبادي
:::::::::

ببكي وبنوح وبصيح للشـوفـتـن بتـريح

فرع النقا المميح مـنو المـسـك بفيح
وكتين صباحو يبيح بلـبل قلوبـنا يصـيح

ياجـنـة الطبيعة ايـاك زهـرة ربـيعا
صحت شراها وبيعاعـينيك حروب ربيعة

ختمو البروق ورعودو تـغـريد بلابل عودو
نظروا الخلق لي عودو جافي المنام مـا بعودو

متنوعات ازهارا في خدودا تجري انهارا
ليلا الطلع في نهارا ضـلل فـؤادي و هرا

آه لو قطوفك دانية احـظي ولـو فد ثانية
كت اعصي ياغانيةواعـلن فيالقي تمانية

الجيدا طال واتني ودر جـماعـة متـلنا
التوب شبك في التنة يانـاس انحـنا كتـلنا

لابسة الحشم ازمة و مـالك مـلايين ذمة
الحاشا ما بتذما ضـيع اخـوك بالذمة

في رويحتي وباكرتي دايـماً مـقدم كـرتي
مابتسهي عن ذاكرتي يـاللي صفاي عكرتي



الاغنية بصوت كروان الحقيبة بادي محمد الطيب ربنا يرحمه

https://www.youtube.com/watch?v=64nBnXm4RjI

caesar waleed
03/02/2017, 17h15
شيخ ريا
و قصيدة شيخ ريا قالها العبادي في حفلة صديق له يسمي "شيخ ريا" و هي من غناء و ألحان سرور




شيخ ريا حسبك من فخر .... ليك البدور طائعات تخر
*******
اذكر ليالي العاصمه .... المن سوء إلهك عاصمه
هي جنة شرطا عاصمها .... يلمس بنان في معاصمه
******
كانت ليالي مواسما ....أنوار تلالى في السما
في قلبي دائما راسمها ..... لكن حروفها مجسمه
*******
اذكر ليالي المهرجان .... الجو صفا خالي من الدحان
مما رأيت تلك الوجان ..... أنا عقلي فرّ ركبلو جان
*******
أيام انس ما اقصرا ..... وراحت وكأن لم نبصرا
يا ربى خدر عنصرا .... وانصر جيوش بختنصرا
******
أيام سرور بسراع تمر .... والزول يقنب فوق جمر
لو تانى عادت ولى أمر .... اليوم أبدلو بى عمر
*******
ما شفتهن حين قالو جن .... زى الكهارب بهرجن
اوعى السلوك فوق الوجن ... بالنظره ليك بتلجن
*******
خفن الشموس حين قنبن .... وجن شلوخن وعلبن
صيد الخلا الما طنبن ....في قلبي نزلن وطنبن
*******
لو شفتهن تحت القصر .... حاملات نياشين النصر
خلت البدور طلعت عصر ..... أو درتناثرخم وصر
********
يا صاحب اذكر جلستن ..... وألطاف مناظر خلستن
مولاي حواك من حبستن .... اجى يبسطنى وابسطن
********
صيح سرور وتلاه الأمين ..... ضلت قلوب العالمين
عاقلنا يلزمني اليمين .... ما عرف شمالو من اليمين
********
بادر ظبي وشغل القلوب .....بى لطفو للأنظار جلوب
كم بى لحاظو هزم تلوب .... وقتل اسود عاد بالسلوب
*******
الله قد تعس الكفر ..... فضح الشمس وقتين سفر
ست الشلوخ واقفات قفر .... لفاها غالية النفر
******
النقرابى من بينن طفر ..... قال لينا في عينكم ضفر
جار لي وضيبو الانضفر ..... ليل قلنا قال لكن كفر
******
شبه اريلا حاول فزاز .... عينيها والجيد جام قزاز
بى عوده يا بت العزاز ..... تلكم ليالينا اللذاذ
*******
النطعه خز والقامه زان ...... واللون تقول الخيرزان
حين وقعولو النقرزان ..... جلّ الغنى اللى صورتو زان
*******
عملن القلوب كورة قدم ..... يلعبها وهى في العدم
كهربنا والصف انهدم .... تلقانا قتلى وما في دم
*******
ياعــــــمر ...... سوق الأدب بيك انعمر لله درك
ضرغام وابهى من القمر ..... وألطف وارق من السمر
*****
بعوده يا مولاي تعود .... أيام هنا وطالع سعود
نتلاقى في اقرب وعود.... يبقى الحسود فوق عينه عود


شيخ ريا كلمات: الشاعر ابراهيم العبادي الحان وغناء: الفنان الحاج محمد احمد سرور اداء: الفنان بادي محمد.

https://www.youtube.com/watch?v=5pswlSLG_TM

caesar waleed
03/02/2017, 17h28
اغنيه وقصه سايق الفيات ......كلمات العبادي

أغنية سايق الفيات للشيخ إبراهيم العبادى لها قصة بروايات مختلفة حيث أورد الأستاذ مبارك المغربي في سفره القيم رواد شعراء الأغنية السودانية إن سرور كان سائقا ومعه أمين نابرى وزين العابدين كوكو وقد تحركوا من سنار إلى سنجة في عربة فيات خاصة عن طريق الرماش ....أما محمد الحسن الجقر فى كتابه روائع حقيبة امدرمان فلقد ذكر أن سرور خرج مع الخواجة مستر برسى لورين المندوب السامي في مصر ا لرحلة صيد في كنفوى من سيارات شركة الفيات العاملة في السودان في ذلك الوقت إلى سنجة ...وتخلف منهم سرور وانضم إلى العبادى والأمين برهان في ضيافة زين العابدين كوكو نائب المأمور و انضم لهم محمد البنا وأمين نابرى وكان سايق الفيات سرور...بينما ذكر معاوية حسن يسن في كتابه الغناء والموسيقى في السودان نفس قصة محمد الحسن الجقر مع إضافة أن العبادى كان يعمل في حسابات المقاولات المرتبطة بأشغال خزان مكوار (سنار) وحلّ عليه الأمين برهان ضيفا فتحركوا جميعا إلى سنجة مع سرور...أما مبارك حسن بركات فلقد ذكر لبرنامج ظلال التلفزيوني إن سرور كان سائقا بشركة الفيات وطلب منه أن يقوم برحلة من سنار إلى سنجة لعمل دعاية للشركة فاصطحب معه العبادى والتقيا في سنجة بنائبي المأمور زين العابدين كوكو وأمين نابرى وواصلا الطريق إلى سنار....والروايات لاتختلف عن بعضها كثيرا ومما لاشك فيه إن العبادى عمل بخزان مكوار والتقى بالشيخ محمد ودالرضى هناك الذي قال قصيدته المشهورة متى مزاري أوفى نذارى واجف هذا البلد المصيف فشطرها العبادى الذي انتابه نفس الإحساس في سنار..المهم ان القصيدة قيلت بين سنار وسنجة
ياسايق الفيات عج بى وخد سنده.....بالدرب التحت تجاه ربوع هنده
*****
أوصيك قبل تبدا سيرك داك .......طريقك سابق الربده
منك بعيد جبده حى هنده.....المراد عج بى ربوع عبده
*****
اطوى الارض واضرع من......افكارنا سيرك يالفيات اسرع
ميل على المشرع لا تريع...........القطيع..... بتجفل الادرع
******
شقا حشا الطريق وأتيمم الحلال....زفنو الكلاب مانالن إلا علال
فاضلات ثواني قلال بينك..........والغروب داك مشرع الشلال
******
شوف سايق الفيات الليله كيفن هاش.......والشجر الكبار بقى شوفنا لينا طشاش
قولي دح وين ماش فارقت.................... الطريق......... أتيا من الرماش
******
يازين الشباب ياطيب الأخلاق......يا أمين الصديق والناس على الإطلاق
من ايدى الصناعة يبعد المعلاق..............انظر للطبيعة ومجد الخلاق
******
شوف النهر مار بخشوع تقول هجسان.......أو مر المنام بى مقلة النعسان
جلت قدرته ما اكفر الانسان.......كم ينسى الجميل ويجحد الاحسان
*******
انزل ياصديق وشوف يد القدرة....شوف حسن البداوه الما لمس بدره
وراد النهر اردونى ما بدرى.......الكاتل الصفار أم نضرة الخضره
******
مانفرن تقول سابق الكلام الفه......عطشان قلت ليهن وصحت البلفه
مافيش كاس قريب قالن دون كلفه........تشرب بكفوفنا لما تتكفى


يا سايق الفيات: أولاد شمبات
https://www.youtube.com/watch?v=65OcJxpImn0

caesar waleed
04/02/2017, 15h53
يا عازه الفراق بي طال

كانت هنالك علاقة قوية بين الشاعر العبادي والشيخ ود الرضي العبادي جاراه في عدة أغانٍي منها أغنية ود الرضي «ليلة سرورنا الكان» والتي جاراها العبادي بأغنية «يا عازه الفراق بي طال».

يا عازه الفراق بي طال
وسال سيل الدمع هطال


طريت برق الفويطر الشال
وساح دمعي البكب وشال
كمل صبري ومنامي انشال
لبس من ناري عمه وشال



أرض آمالي في امحال
ومن الهم بقيت في أوحال
وبعدك عزه ساء الحال
منامي وصبري أضحى محال


حليل الناسا وناسا
طريت أم در حليل ناسا
وكيف أنساها وأتناسا
ومفتون بي ظبي كناسا



ولع جوفي جمري الحي
وما بتطفيه آه وأحي
فيا زينة ربوع الحي
لي دياركم يعود الحي .



بصوت الفنان عاصم البنا والمجموعة
https://www.youtube.com/watch?v=yh9RagxLF6w

caesar waleed
09/03/2017, 15h28
من هو الجاغريو؟ وكيف حاكم البحر؟
كانت مدينة الصحافة امتداداً ومتنفساً طبيعياً للخرطوم القديمة (الديوم والحلة الجديدة والسجانة والخرطوم تلاتة والمقرن والرميلة والسكة حديد والقوي والخرطو شرق وغرب ... الخ) من أحياء عاصمة السودان المضيافة لعموم أهله. ولعلمي بأهل الصحافة، هم أحفاد وأبناء أهالي تلك المناطق التي كانت ومازالت مضايفة ورحبة لأهل القرى والبادية. وكانت أيام الطرب وليالي الأفراح ملتقاً ومسرحاً يوحي لك بالانسجام بين الأهالي دون شتات وواحد من تلك الأصوات التي أطربت مسامع الناس في ذلك الوقت الفنان العندليب أحمد محمد الشيخ (الجاغريو) الذي امتلاء صوته بالتطريب والجمال واشعاره بالمعاني والالفاظ التي تشد السامعين بالإضافة إلى الحانه الشجية. هذه المواهب الثلاثة اجتمعت في هذه الشخصية النادرة الطراز. ومن أشهر أغانيه (طار قلبي، سميري الفي ضميري، أسمر لون لادن جسمو، ياحبيبي أنا فرحان) وغنى له عميد الفن السوداني الفنان الراحل أحمد المصطفى الكثير من أغانيه وكذلك الفنان المخضرم مبارك حسن بركات أمد الله في أيامه والذي وثق كل اغنيات الجاغريو بصوته الطروب.جدير بالذكر أن الجاغريو توفي في يوم الاستقلال الموافق 1/1/1969.

بمناسبة الأمطار: قراءة فى مرافعة الشاعر الجاغريو ضد البحر

... بقلم: محمود عثمان رزق


عندما فاض النيل فى عام 1946 فيضانا لا مثيل له ودمر البيوت والزراعة وقضى على كل شئ، وعتى عتوا كبيرا وفرض سلطانه على الأرض كما فعلت الأمطار فى أيامنا هذه، وقف الشاعر الجاغريو أمام البحر بشجاعة الفرسان وتوكل المؤمنين يتهمه بالفساد فى الأرض، ويقرأ عليه فى مرافعة تاريخية رائعة كل جرائمه التى أرتكبها فى حق أهل السودان فى ذلك التعدى. وأنت حين تقرأ المرافعة تشعر بدم الشاعر يغلى فى عروقه، وتسمع صوته يرتفع فى الكلام، وترى أصبعه يشير إلى البحر فى اتهام، ووجهه عابس متجهم، وعيونه تعكس ما بداخله من غضب وحزن.
فأول التهم التى وجهها الشاعر للبحر تقع تحت المادة 121 والتى تتعلق بالسطو وهتك وكشف الأعراض، والمادة 154 والتى تتعلق بتخريب الممتلكات وفى ذلك يقول مخاطبا البحر :

البحر السطيت غيرك مافى ذكرى
كشفت العرايس، العجوز، والبكرةوهدمت القصور

فأنت يابحر شغلت الناس بهذه التعديات الهوجاء حتى أصبحت شغل الناس الشاغل، فلا تجدهم يتحدثون عن شئ سواك، وليتهم يتحدثون عن شئ جميل فعلته لهم ، و إنما يتحدثون عن كشفك للحرائر المستورات فلم تراعى منهن العروس ولا العجوز التى لا تسطيع الحركة ولا البكرة الخجول، وفوق كل ذلك هدمت القصور الفخمة والمبانى الجميلة.

وليس ذلك فحسب فأنت يابحر جعلت رئيس المزارعين (الخولى)، ذلك الموظف النشط فى مراقبة الزراعة، جعلته حائرا لا يعرف من أين يبدأ الإصلاح؟ وأصبح ساهى حائر كأنه مخمور يدور حول نفسه و تدور معه أفكاره.

الخولى النشيط صار ما عندو فكرة
واصبح ساهى حاير والت عقلو سكرة
والأفكار تدور

وأنت يابحر لا تغير على عرضك ولا يهمك شأن ربات الخدور ومن كان هذا سلوكه، فهو ليس مشكور عندنا. ولذلك عندما علم أهلن أنك لا تهتم بحالهن نهضوا لترحيلهن من بيوتهن، لأنهم أحسوا منك المكر والغدر والخيانة ، فخاضوا بهن و قد وصل ماؤك إلى صدورهم.

ما هماك حالن، مافيش ليك شكرة
زملوا لى رحالن، عرفوك ناوى مكرة
خايضين للصدور

فأنت أيها البحر الماكر جئتنا تسرى طول الليل وموجوك هائج كالمجنون يدمر كل شئ حتى تلك الثمار التى تخرج أولا ( البشاير)، وكان عوض ذلك الثمار الحلو حسرة مرة نجدها فى حلوقنا وينكرها الفم.

ماكر جيتنا ساير، ليلك كلو تسرى
دمرت البشاير، واتعوضنا حسرة
وتيارك يفور

كأنك حاقد حاسد لا تسره نعم الغير، فكلما رأيت زرعا أخضرا توجهت صوبه واقفا أمامه حتى تصرعه صفا صفا. وأعلم أيها البحر إن فعلك هذا هو فعل وحكم الجائرين.

كلما تشوف زراعة عليها أخدت كسرة
تنهض لى صراعا كاتيل ليك مسرة (صف)
حكمك كلو جور

المزارع ومعاونيه وزبائنه يبكون على تلك الأرضى الزراعية التى نشرت فيها جناحك (العرق الشرّ) فغمرتها ماءا فقتلت فيها الزرع والبشاير، مما ولدّ الغابين ضدك. وليس ذلك فحسب بل حتى مياهك التى جرت فى الخيران عكسا للمألوف لها خرير من قوتها وجبروتك. ولأنّك جائر ظالم لا تعرف الشورى، تفعل ما يمليه عليك هواك.


تربالى وزباينو يبكو العرق الشرة
ربيت الغباين خورك ليهو كرة
أصلك ما بتشور

وهكذا إتضح للجميع ظلمك وتعديك على المساكين وممتلكاتهم مرة بعد مرة، تكسر المبانى فيخرجون منها مذعورين وكأنّهم فى يوم النشور.

ظلمك جبتو باين، تهجم كرة كرة
تخلع للمباين، إتلقوك برة
زى يوم النشور

انت يابحر لا تفرق بين الإنسان الذى له حيلة وتدبير وبين من لا حيلة ولا تدبير له، فها هى المراكب التى إعتادت عليك أصبحت خائفة منك أن تبلعها، وها هى الحيوانات منعتها من الطعام فانعدم اللبن (الدرة). ويابحر فعلك هذا فعل اليائسين من عمل الخير الذين لا يبتغون أجرا ولا يخافون حسابا.
الكاسحة والمنجرة
خافت من أمورك يا المنعت الدرة
ما بتدور أجر
كل الناس وقفوا حائرين من تلك الجرائم التى لا حصر لها ولا عدد، وأدهى وأمر من تلك الجرائم أن التيراب قد تلاشى مما ينذر بمجاعة تحصد الناس حصدا. ولا عذر لك لو أردت أن تعتذر، فهذه ليست جرائم ينفع معها العذر.
حايرين فى جنايتك، والأدهى وأمرّ
التيراب تلاشى وانعدم بالمرة
ما بنفع عذر
ومن كثرة الحفر فقد انكسرت آلات الحفر (الطوارى) وارتفع سعرها فى السوق. ومن شدة الخوف من غدرك قامت السلطات بحراستك ليلا بغفر السوارى على عواتى الخيل.
كسرت الطوارى، البيك سوقها حرّ
غفروا ليك سوارى، إنت قاصع الجره
محمر فى الخدور
وهنا إفتقد الشاعر تلك المناظر الجميلة حيث اللوارى وأصوات البوارى وهى تشحن الخضار والخشب المصنوع الذى يمسكه الغراء، فتتطاول الشحنة حتى تميل يمنة أو يسرة، وخاصة البطيخ الذى يشحن فى شباك وتضع بطيخة بيضاء على رأس الشبكة فتعطى منظر الغرة.
حليل شحن اللوارى و الشبيكة أم غرة
وأصوات البوارى والخشب المغرة
وميلان الحدور
فأنت يابحر لم ترحم الكبير ولم ترحم الصغير، و حتى النملة الصغيرة التى لا وزن لها قد وصلها أذاك وتهديدك ، وهذا يا بحر حكم ديكتاتورى نراه قد انتظم الكون كله، وللأسف لا ينفع فى علاجه السحر (الكجور)

هددت الدواب لدرجة الدرة (النملة)
حكمك ديكتاتورى فى الكون كلو شرّ
ما بحبسوك كجور
وأنت يا بحر قد بلغت غايتك وفعلت ما تشاء وأنت حر لا يقدر على منعك أحد. وهنا، يرجع الشاعر عن غضبه شيئا ما ويتذكر بعض فضائل البحر السابقة، فيسأله بصوت دافئ حنين عن عنايته السابقة للمزارعين ويعكس له صورتهم الحزينة وحالهم السئ الذى يستدعى الصبر من جانبهم. ولعل الشاعر بهذه النبرة الهدئة الحنينة يرجو من البحر أن يعود لماضيه المشرق فى دعمه للزراعة والرى وكونه منبعا من منابع الخير والبركة والجمال.
غايتو بلغت غايتك بالإرادة الحرة
وين يانيل عنايتك مزارعيك فرّ
كايس للصبر



البحر السطيت "مع رمية خلي لوفاقد فقدي" - خلف الله حمد "سهرة مع الفن الشعبي" - تسجيل قديم


https://www.youtube.com/watch?v=YPXnJyDC660

caesar waleed
10/03/2017, 14h41
سـبب تســمية الشـاعر الجاغريـو بـ الجاغريـو


من اين جاء لقب الجاغريو للشاعر والملحن والمغني الراحل أحمد محمد الشيخ رحمه الله، الذي تغنى له الكثير من الفنانين أمثال كرومة واحمد المصطفى وسيد خليفة وخلف الله حمد ..
يقال ان شاعرنا كان معجب بممثل امريكى (COWBOY) كاو بوي يدعى جاك ريو "Jake Rewo" وكان كلما اتى الى مجلس يقول:Hands up .. am Jake Rewo وكان يرددها كثيرا .. فكان اقرانة يقولون من باب التندر، جاك ريو جاء وجاك ريو راح، واستمر الحال هكذا الى ان اصبحت جاغريو بكثرة التداول هذه هي الرواية، وقد اثبتت صحة الروايه في لقاء اذاعي في برنامج كان يقدمة الاذاعي اللامع والمعروف محمد خوجلي صالحين في حلقة اذيعت عام 1962م، التقى فيها بالشاعر الراحل أحمد محمد الشيخ "الجاغريو" رحمه الله ,
سأل الاستاذ محمد خوجلي صالحين الشاعر الجاغريو في مستهل الحلقة عن سبب تلقيبه ب "الجاغريو" فكان جوابه كما يلي:
"كنا مجموعة من أبناء القرية ساكنين في الخرطوم في فريق اسمه الترس وكانت هنالك قصة خرافية بطلها اسمه "جيك ريو" وسمينا الاسم دا لي واحد اخونا اسمه حسن مضوي ، شلناهو منو وسمينا بيهو واحد تاني اسمو محجوب وشالوهو من محجوب وسموني بيه أنا .. في البداية زعلت ولكن اخيرا اصبحت افتخر به واقول انا جيك ريو، واضاف الشاعر الجاغريو ان ذلك كان في عام 1933م" .

caesar waleed
10/03/2017, 14h56
بي هواكم ابتلينــــــــــــــــا
الجاغريو

بي هواكم ابتلينــــــــــــــا يالنفور حن علينـــــا

ليلة لقاه مــــــــــــــــروح بيه الفؤاد مجـــــروح
وضح لي ياعصـــــــــفور كيفن وداع الـــــــروح
************
نافر ضربت خـــــــــــلاك يتحفظك مـــــــــــولاك
انا ما بطــــيق بعـــــــدك كيف استطيع اســـلاك

ياسيده افكـــــــــــــــاري هاك روحي تزكــــاري
اسمك يا سيد الكـــــــــل ورسمك يزيد نــــــاري
************
البيه نار الكـــــــــــــون بيه الفؤاد ممكــــــون
اكسر لي اول حرفــــــه والميم عليها سكــــون

مين في الوجود يسواك يالطال علي نـــــــواك
سهران اقيم الليـــــــــل وكل السبب بهــــــــواك
************
سبتيني رغم عــــــداك زهرة ربيع في نــــداك
لو في رضاك موتـــــي دمي العزيز يفــــــــداك

طير ياحمام زجلــــــي للاعين النجـــــــــــــــل
بلغ تحياتـــــــــــــــــي قبال يتم اجلــــــــــــــي
************
ليك البدور اعــــــوان من دون خمر نشـــوان
هارب من الجنــــــات يوما غفل رضــــــــوان


كلمات والحان - احمد محمد الشيخ الجاغريو
غناء مبارك بركات

https://www.youtube.com/watch?v=k_kFJLSHBk0

caesar waleed
17/03/2017, 18h08
حماس وكـــــــــــــــــــرم
احمد محمد الشيخ الجاغريو

نحن صغيرنا عنـدو حياتــــــــه ما هميـــــــــــــــــة
وفي زمن الحــــــروب الواحد يزن الميــــــــــــــــه
نحن ارواحنا يفــــــــدن ناس سعاد وصفيــــــــــــه
ونحن اللي وطنـــــــا وعودنا ديمة وفيــــــــــــــــه

نحن فرحــــــنا يوم الكتلـــــــه والمكيــــــــــــــــــه
يوم حر النهار ويبقـــــي الكتال باركيــــــــــــــــــه
الموت هيلنا قبال تظهـــــــــــر التركيــــــــــــــــــه
والعادانا كله خلفنا ليـــــــــــــــــه الكيـــــــــــــــــه

لو بقت الشجاعــــه من النفوس ممحيـــــــــــــــه
ما بتفوتنا حارسه قلوبنا دايمـــــــا حيــــــــــــــــه
نهاجم الموت نخش وكره ونجيبو ضحيـــــــــــــــه
نهز في الحـــــــــي والميت نعده ضحيـــــــــــــــه

صوت المستغيث نقمز نجيــــــــه سويـــــــــــــــه
وننحر خرزه الشايل لضيفنــــــا هويــــــــــــــــــه
نطرب لي قنابل الطائـــــــــــــرة الجويـــــــــــــــه
مافينا البمد ايده وتصــــــــــــــد ملويـــــــــــــــــه

يوم الحاره يوم تبقـــــــــي الحروب دوليـــــــــــه
والفارس اب زنود قدامنــــــا يبقي وليــــــــــــــه
ما بنخت نقيصـــــــــــه ان متنا بالكلــيــــــــــــــه
بنخاف من ملام ست السوار اب ليــــــــــــــــــــه