حازم فودة
18/03/2016, 16h50
الميجانا والعتابا
كثيرا ما نسمع أن المطربة الفلانية أو المطرب الفلاني يغني الميجانا والعتابا ومن أمثال هؤلاء صباح و نجاح سلام و وديع الصافي وصباح فخري وناظم الغزالي و نزهت وغيرهما الكثير ..... وعن شخصي كنت أظنها أغنية فولكلورية لكن اختلاف الكلمات كما أنها غالبا تتخذ شكل الموال ما جعلني أتساءل ما هي الميجانا والعتابا
فالميجانا والعتابا شيئان متلازمان في الغالب الأعم لكن يمكن أن تجد الميجانا وحدها فما هي الميجانا؟؟؟
الميجانا هي من أنواع الزجل أي الشعر الغنائي التراثي الشعبي المنتشر التي لها مكانة مرموقة في الغناء الشعبي الشامي واللبناني و الفلسطيني على وجه الخصوص. ويرددها العامة في كل مناسبة مثل الفرح والسمر والأنس. وعادة ما تكون مصاحبة للعتابا.
العتابا هي من أنواع الزجل أي الشعر الغنائي التراثي الشعبي المنتشر التي لها مكانة مرموقة في الغناء الشعبي الفلسطيني والغناء الشعبي اللبناني على وجه الخصوص والغناء الشعبي الشامي على وجه عام وفي المنطقة الغربية للعراق أيضا". ويرددها العامة في كل مناسبة مثل الفرح والسمر والأنس. وعادة ما تكون مصاحبة لل الميجانا.
مما نفهمه أن الميجانا غالبا ما تكون في الحب او الوطن والعتابا تأتي من العتاب أو الملام ( هذا ما فهمته ).
لكن تعالوا نرى ما هو أصل الميجانا والعتابا
مثل كل التراث المنقول، اختلف في معنى وأصل الميجانا. ذكر مارون عبود إلى أن اصله منحوت من (يا ما جانا) أي "ما أكثر ما أصابنا". كما ذكر لحد خاطر أنها عبارة "يا ماجنة" من المجون بمعنى أيتها العابثة المستهترة. أما أنيس فريحة فيردها إلى أصل سرياني من جذر "نجن" الذي يعني "الغناء". وذكر أيضا أنها "يا ما جنى" أي "ما أكثر ما ظلم"، و"ميجانة" وهي كلمة متحوّلة من "مرجانة" كما ذكر أن "ميجانا" و"عتابا" هما بنتين لأمير كانتا تتغّنيان بمواضيع عاطفية. أما مالك جندلي فيردها إلى أصل فينيقي التي تعني كرامة [بحاجة لمصدر]. وقيل أن أصلها باللغة الكوردية وتعني (روحي) وقد اخذت من قبل الموارنة والدروز[محل شك] الذين كلاهما قدموا من جبل الكرد - مدينة عفرين في شمال غربي حلب.[بحاجة لمصدر]كما قيل أنها العصا الغليظة التي كان يستخدمها الفلاح الفلسطيني في دق القمح ودق أعمدة الخيمة ويستخدمها أيضا في الدفاع النفس وأصبحت رمزا للرجولة ويتغنى بها [بحاجة لمصدر] ورد في المعجم الوسيط ما يلي : الميجنة : المئجنة (من الفعل أجن) و المئجنة هي مِدَقَّةُ القَصَّار (أو القَصَرَةُ و هي قطعة من الخشب) و القصار هو من يُقَصِّرُ الثياب أو النسيج فيزيل لونه أو يخففه.
مثل كل التراث المنقول، اختلف في معنى وأصل العتابا. من الشائع أن لفظة "العتابا" تعني العتب والعتاب. معظم الذين سئلوا عن هذا الموضوع من موسيقيين ومغنيين ومؤلفين اكدوا ان "العتابا" فلسطينية المنشأ وهي معروفة في بلاد الشام وفي العراق .
للميجانا مكانة عالية في الغناء والطرب اللبناني وهي توأم العتابا إذ كثيرا ما يقرن بينهما فيقال اطلع عتابا واكسر ميجانا.
تركيب الميجانا و العتابا :
تبدأ الميجانا بكسرة حسب التعبير العامي الشائع وهو المطلع ويكون عبارة عن بيت شعري صدره أو شطره الأول "يا ميجانا يا ميجانا يا ميجانا" وعجزه يعود إلى هذه القافية ومستقلا بالمعنى، يكون صدر وعجز البيت الأول وصدر البيت الثاني على قافية واحدة وعجز البيت الثاني على قافية المطلع (نا)، أما الدور فهو مؤلف من أربع أشطر كما في العتابا تنتهي الأشطر الثلاثة الأولى إما جناس أو مقفاة ويعود الشطر الرابع للقافية العامة. أما الميجانا فتأتي على الوزن اليعقوبي الذي تتألف دعامتيه من 24 حركة صوتية 12 في كل شطر.
مثال :
يا ميجانا يا ميجانا يا ميجانا اعطينا عيونك تا نسـل سيوفنا
قد الحلو ما يوم قدامي خطر الا ما حبو مر عَ بالي وخطر
وشو هم حبو يكون مرصود بخطر ما دام كل الحب تعتير وهنــا
قلبي انا كيف شكل فيني احملو وكل ما حلو قبالي مرق بشعلو
وحتى اذا بنوم الهنا بيبصر حلو بيشعل حريق الحب بنوم اله
يتركب بيت العتابا من بيتين ولكل بيت شطرين، وتكون الاشطر الثلاثة الأولى على قافية مجنسة أي يتفقان فب اللفظ ويختلفان في المعنى، وينتهي الشطر الرابع بالباء الساكنة المسبوقة بالألف أو بالفتحة مثال:
جبلنا بدمنا ترابو جبلنا ومهما الدهر غضباتو جاب النا
منبقى هون ما منترك جبلنا تراب الأرز أغلى من الدهب
عادة ما تبدأ العتابا بكلمة "أوف" واصلها اسم الفعل "أف" ومعناه أتضجر وأتكره ثم تتبع بالبيت.
شعراء العتابا
عرفت العتابا العديد من الشعراء الذين تفننوا في أدائها و غناءها، إلّا أن أشهرهم على الإطلاق، والذي جدد فيها و طوّر في قوافيها المركبة و ابتكر طُرُقاً مختلفة في غنائها وفي قفلاتها كـ"اللَّالا" هو يوسف الحسون "أبو العلاء" (1927-1979) من مواليد قرية شعب في فلسطين؛ اسمه الكامل: يوسف علي حسّونة واشتهر باسم يوسف الحسون "أبو العلاء". عاش في لبنان و سوريا، وأسَّــس العديد من جوقات العتاب، وأشهر مَن غنى إلى جانبه: رفعت مبارك وأسعد سعيد و جريس البستاني، و غيرهم. أصبح صاحب مدرسة تُقتفى في العتابا والميجانا والقصيد. اشتهر بعض الشعراء والمغنين بالعتابا ومنهم:
الشاعر الزجلي اللبناني الكبير أسعد الخوري الفغالي، المعروف بـ "شحرور الوادي".
عبد الله مرعب، المعروف بـ"الآن مرعب" - والملقّب بـ" ملك الهوّارة" و"ملك العتابا اللبنانية".
أحمد تلاوي (أبو حسين)، من سوريا.
الشاعر الياس النجار من لبنان.
المصادر
---------
- مارون عبود، "الأعمال الكاملة"، الناشر: دار الجيل للطبع والنشر والتوزيع، تاريخ النشر: 01/01/1982
- لحد خاطر، "العادات والتقاليد اللبنانية"، الطبعة رقم: 1، الناشر: دار لحد خاطر.
كثيرا ما نسمع أن المطربة الفلانية أو المطرب الفلاني يغني الميجانا والعتابا ومن أمثال هؤلاء صباح و نجاح سلام و وديع الصافي وصباح فخري وناظم الغزالي و نزهت وغيرهما الكثير ..... وعن شخصي كنت أظنها أغنية فولكلورية لكن اختلاف الكلمات كما أنها غالبا تتخذ شكل الموال ما جعلني أتساءل ما هي الميجانا والعتابا
فالميجانا والعتابا شيئان متلازمان في الغالب الأعم لكن يمكن أن تجد الميجانا وحدها فما هي الميجانا؟؟؟
الميجانا هي من أنواع الزجل أي الشعر الغنائي التراثي الشعبي المنتشر التي لها مكانة مرموقة في الغناء الشعبي الشامي واللبناني و الفلسطيني على وجه الخصوص. ويرددها العامة في كل مناسبة مثل الفرح والسمر والأنس. وعادة ما تكون مصاحبة للعتابا.
العتابا هي من أنواع الزجل أي الشعر الغنائي التراثي الشعبي المنتشر التي لها مكانة مرموقة في الغناء الشعبي الفلسطيني والغناء الشعبي اللبناني على وجه الخصوص والغناء الشعبي الشامي على وجه عام وفي المنطقة الغربية للعراق أيضا". ويرددها العامة في كل مناسبة مثل الفرح والسمر والأنس. وعادة ما تكون مصاحبة لل الميجانا.
مما نفهمه أن الميجانا غالبا ما تكون في الحب او الوطن والعتابا تأتي من العتاب أو الملام ( هذا ما فهمته ).
لكن تعالوا نرى ما هو أصل الميجانا والعتابا
مثل كل التراث المنقول، اختلف في معنى وأصل الميجانا. ذكر مارون عبود إلى أن اصله منحوت من (يا ما جانا) أي "ما أكثر ما أصابنا". كما ذكر لحد خاطر أنها عبارة "يا ماجنة" من المجون بمعنى أيتها العابثة المستهترة. أما أنيس فريحة فيردها إلى أصل سرياني من جذر "نجن" الذي يعني "الغناء". وذكر أيضا أنها "يا ما جنى" أي "ما أكثر ما ظلم"، و"ميجانة" وهي كلمة متحوّلة من "مرجانة" كما ذكر أن "ميجانا" و"عتابا" هما بنتين لأمير كانتا تتغّنيان بمواضيع عاطفية. أما مالك جندلي فيردها إلى أصل فينيقي التي تعني كرامة [بحاجة لمصدر]. وقيل أن أصلها باللغة الكوردية وتعني (روحي) وقد اخذت من قبل الموارنة والدروز[محل شك] الذين كلاهما قدموا من جبل الكرد - مدينة عفرين في شمال غربي حلب.[بحاجة لمصدر]كما قيل أنها العصا الغليظة التي كان يستخدمها الفلاح الفلسطيني في دق القمح ودق أعمدة الخيمة ويستخدمها أيضا في الدفاع النفس وأصبحت رمزا للرجولة ويتغنى بها [بحاجة لمصدر] ورد في المعجم الوسيط ما يلي : الميجنة : المئجنة (من الفعل أجن) و المئجنة هي مِدَقَّةُ القَصَّار (أو القَصَرَةُ و هي قطعة من الخشب) و القصار هو من يُقَصِّرُ الثياب أو النسيج فيزيل لونه أو يخففه.
مثل كل التراث المنقول، اختلف في معنى وأصل العتابا. من الشائع أن لفظة "العتابا" تعني العتب والعتاب. معظم الذين سئلوا عن هذا الموضوع من موسيقيين ومغنيين ومؤلفين اكدوا ان "العتابا" فلسطينية المنشأ وهي معروفة في بلاد الشام وفي العراق .
للميجانا مكانة عالية في الغناء والطرب اللبناني وهي توأم العتابا إذ كثيرا ما يقرن بينهما فيقال اطلع عتابا واكسر ميجانا.
تركيب الميجانا و العتابا :
تبدأ الميجانا بكسرة حسب التعبير العامي الشائع وهو المطلع ويكون عبارة عن بيت شعري صدره أو شطره الأول "يا ميجانا يا ميجانا يا ميجانا" وعجزه يعود إلى هذه القافية ومستقلا بالمعنى، يكون صدر وعجز البيت الأول وصدر البيت الثاني على قافية واحدة وعجز البيت الثاني على قافية المطلع (نا)، أما الدور فهو مؤلف من أربع أشطر كما في العتابا تنتهي الأشطر الثلاثة الأولى إما جناس أو مقفاة ويعود الشطر الرابع للقافية العامة. أما الميجانا فتأتي على الوزن اليعقوبي الذي تتألف دعامتيه من 24 حركة صوتية 12 في كل شطر.
مثال :
يا ميجانا يا ميجانا يا ميجانا اعطينا عيونك تا نسـل سيوفنا
قد الحلو ما يوم قدامي خطر الا ما حبو مر عَ بالي وخطر
وشو هم حبو يكون مرصود بخطر ما دام كل الحب تعتير وهنــا
قلبي انا كيف شكل فيني احملو وكل ما حلو قبالي مرق بشعلو
وحتى اذا بنوم الهنا بيبصر حلو بيشعل حريق الحب بنوم اله
يتركب بيت العتابا من بيتين ولكل بيت شطرين، وتكون الاشطر الثلاثة الأولى على قافية مجنسة أي يتفقان فب اللفظ ويختلفان في المعنى، وينتهي الشطر الرابع بالباء الساكنة المسبوقة بالألف أو بالفتحة مثال:
جبلنا بدمنا ترابو جبلنا ومهما الدهر غضباتو جاب النا
منبقى هون ما منترك جبلنا تراب الأرز أغلى من الدهب
عادة ما تبدأ العتابا بكلمة "أوف" واصلها اسم الفعل "أف" ومعناه أتضجر وأتكره ثم تتبع بالبيت.
شعراء العتابا
عرفت العتابا العديد من الشعراء الذين تفننوا في أدائها و غناءها، إلّا أن أشهرهم على الإطلاق، والذي جدد فيها و طوّر في قوافيها المركبة و ابتكر طُرُقاً مختلفة في غنائها وفي قفلاتها كـ"اللَّالا" هو يوسف الحسون "أبو العلاء" (1927-1979) من مواليد قرية شعب في فلسطين؛ اسمه الكامل: يوسف علي حسّونة واشتهر باسم يوسف الحسون "أبو العلاء". عاش في لبنان و سوريا، وأسَّــس العديد من جوقات العتاب، وأشهر مَن غنى إلى جانبه: رفعت مبارك وأسعد سعيد و جريس البستاني، و غيرهم. أصبح صاحب مدرسة تُقتفى في العتابا والميجانا والقصيد. اشتهر بعض الشعراء والمغنين بالعتابا ومنهم:
الشاعر الزجلي اللبناني الكبير أسعد الخوري الفغالي، المعروف بـ "شحرور الوادي".
عبد الله مرعب، المعروف بـ"الآن مرعب" - والملقّب بـ" ملك الهوّارة" و"ملك العتابا اللبنانية".
أحمد تلاوي (أبو حسين)، من سوريا.
الشاعر الياس النجار من لبنان.
المصادر
---------
- مارون عبود، "الأعمال الكاملة"، الناشر: دار الجيل للطبع والنشر والتوزيع، تاريخ النشر: 01/01/1982
- لحد خاطر، "العادات والتقاليد اللبنانية"، الطبعة رقم: 1، الناشر: دار لحد خاطر.