أبوإلياس
03/10/2015, 21h01
للنقاش : هل يمكن للفيسبوك أن يشكل بديلا عن سماعي ؟
ونحن نحتفل بعشرية منتدى سماعي ، لا ينبغي فقط أن نتذكر الماضي ونشتغل للحاضر ، لكن يجب أيضا أن نستشرف آفاق المستقبل ، ومن المقطوع به أن أبرز التحديات التي تواجه منتدنا اليوم شأنه شأن نظائره على الشبكة هو تحدي المحافظة على الجاذبية في ظل الاقبال المنقطع النظيرعلى مواقع التواصل الاجتماعي . في الخمس سنوات الأخيرة شُهد تراجع ملحوظ لارتياد المنتديات الكلاسيكية على الشبكة مقابل نمو فلكي لمرتادي مواقع التواصل الاجتماعي الذين أصبحوا يعدون اليوم بالملايير حتى وسم الفضاء الأزرق وحده بأنه أكبر تجمع سكني على البسيطة ، وبالفعل كلنا شاهد كيف أدمن أصدقائه ومعارفه على الفايسبوك حتى أن البعض صارمقيما بهذا الفضاء الأزرق ليل نهار لايبرحه في المنشط والمكره لدرجة أنه إذا تاه منك يمكنك أن تجده بلا عناء عن طريق محادثة آنية ، وساعد على كل ذلك دخول النت على الهواتف المتنقلة و اللوحات الرقمية وغيرها من وسائل تكنولوجيا التواصل ، وإذا سألت عما يفاضل مواقع التواصل الاجتماعي عن المنتديات الكلاسيكية لأجابوك "آه كثير " ؛ التفاعل مع أكبر عدد من الأصدقاء في ذات الآن ومشاركتهم نفس الاهتمامات ؛ التفاعل الحي من خلال خاصية نقرات الإعجاب ؛ المحادثة الآنية التي أحيت ظاهرة الشات التي اقترنت ببدايات الانترنيت ، الرسائل الخاصة وما تتيحه من إرسال للمرفقات ، تقريبا مع الفايسبوك لم تعد بحاجة إلى كثير من الخاصيات والبرامج والمواقع ، وفوق هذا وذاك فأنت في الفايسبوك تتكلم لغة عالمية يعرفها الجميع بدليل أن السياسين والمشاهير والشركات الكبرى الكل يتنافس لفتح صفحات على هذا الموقع الضخم للتواصل مع متابعيهم .
أمام كل هذا ما الذي يجعل مواقع تيمية متخصصة من قبيل مواقع الموسيقى والطرب تفقد نقط عديدة في تنافسها مع
مواقع التواصل الاجتماعي ، الأسباب في إعتقادي كثيرة ؛ فبالاضافة إلى ما ذكرت آنفا من عوامل جادبية مواقع التواصل الاجتماعي ، ساهم تطور تكنولوجيا الاتصال وارتفاع صبيب الانترنيت وتوسيع امتداد الفيديو إلى استنساخ ونقل محتويات منتديات الموسيقى والطرب إلى مواقع التواصل الاجتماعي ، وبرز أشخاص اختصوا في تحميل المواد من المنتديات كمنتدانا ورفعها في الفيديو ثم اقتسامها على مواقع التواصل الاجتماعي ، وساهمت تقنية البث المتدفق Streaming في زيادة الاقبال على هذه المواقع ، فالباحث عن عمل فني لم يعد مضطرا كما سبق أن يتسجل في منتدى متخصص بل صار يإمكانه مشاهدة عمله المفضل مباشرة دون واسطة ودون حتى الحاجة إلى التحميل مادام العمل مرفوع ويمكن الرجوع إليه متى شاء المتصفح ، نفس الشيء يصدق على الصور وغيرها من الملفات الأخرى التي أصبحت متاحة بكثرة وتنوع دون الحاجة إلى المرور عبر منتديات مغلقة ، كل ما يلزم هو التوفر على حساب على الفايسبوك للولوج إلى المحتويات .
هذا الوضع الجديد جعل كثير مما تعرضه المنتديات المتخصصة متاحا لمرتادي الانترنيت دون عناء ولا عنث ، الشيء الذي يثير تساؤل عريض حول مستقبل المنتديات الكلاسيكية المتخصصة في الموسيقى والطرب ، ويفتح المجال أمام بروز مجموعة من السيناريوهات المحتملة أوجزها فيما يلي :
السيناريو الأول ، هوأن تطورمواقع التواصل الاجتماعي صفحاتها بشكل ينافس تقسيمات المنتديات المتخصصة ، مما سيساهم في مزيد من هجر هذه المنتديات وسيتركز نشاط مرتادي الانترنيت وحتى كبار السميعة منهم على مواقع التواصل الاجتماعي ، فيما ستصبح المنتديات الكلاسيكية المتخصصة في الموسيقى والطرب شبه مهجورة يقتصر ولوجها على الباحثين وقلة من المهتمين الذين قد توجههم محركات البحث على الشبكة إلى هذه المنتديات ، وسيغيب التفاعل الذي سجلته هذه المنتديات منذ بداياتها إلى حين سيادة مواقع التواصل الاجتماعي ؛
السيناريو الثاني ، وهو أن يقع فرز وتنقية بين مرتادي مواقع التواصل الاجتماعي ومرتادي المنتديات الكلاسيكية ، حيث سيذهب حديثو السن والمتعصبون للفنانين والجمهور العرضي الباحث على الأعمال الفنية إلى مواقع التواصل الاجتماعي لما توفره صفحاتها من خاصيات تلائم هذا الصنف من المتصفحين ، فيما ستبقى النخبة والباحثين الموسيقين والمثقفين تنشط المنتديات الكلاسيكية في نطاق إيمانها بالرسالة الفنية لهذه المنتديات في المحافظة على التراث الموسيقي والغنائي وإشاعته ؛
السيناريو الثالث ، هوأن تستعيد المنتديات الكلاسيكية المتخصصة في الموسيقى والطرب لمعانها وإقبال مرتادي الانترنيت عليها ، وهو ما قد يتم من خلال تغيير هذه المنتديات لأسلوبها بما يتيح التفاعل الآني والمباشر عوضا عن بقائها مجرد خزان للملفات بمختلف أنواعها ، وقد تأتي إعادة كسب المنتديات الكلاسيكية المتخصصة لقلوب المتصفحين من الاشباع الذي قد يحصل لهؤلاء من ارتياد مواقع التواصل الاجتماعي ، وبالفعل هناك مجموعة من النشيطين في هذه المواقع بدأت تعود رويدا إلى المنتديات الكلاسيكية لعدة أسباب منها اختلاط الغث والسمين في هذه المواقع ، وضحالة الكثير من المحتويات وانتشار المجاملات الكذابة من خلال خاصيات النقر بالاعجاب وغيرها ، والكثيرون عادوا يحنون إلى النقاش الراقي والدسم .
ونحن نحتفل بعشرية منتدى سماعي ، لا ينبغي فقط أن نتذكر الماضي ونشتغل للحاضر ، لكن يجب أيضا أن نستشرف آفاق المستقبل ، ومن المقطوع به أن أبرز التحديات التي تواجه منتدنا اليوم شأنه شأن نظائره على الشبكة هو تحدي المحافظة على الجاذبية في ظل الاقبال المنقطع النظيرعلى مواقع التواصل الاجتماعي . في الخمس سنوات الأخيرة شُهد تراجع ملحوظ لارتياد المنتديات الكلاسيكية على الشبكة مقابل نمو فلكي لمرتادي مواقع التواصل الاجتماعي الذين أصبحوا يعدون اليوم بالملايير حتى وسم الفضاء الأزرق وحده بأنه أكبر تجمع سكني على البسيطة ، وبالفعل كلنا شاهد كيف أدمن أصدقائه ومعارفه على الفايسبوك حتى أن البعض صارمقيما بهذا الفضاء الأزرق ليل نهار لايبرحه في المنشط والمكره لدرجة أنه إذا تاه منك يمكنك أن تجده بلا عناء عن طريق محادثة آنية ، وساعد على كل ذلك دخول النت على الهواتف المتنقلة و اللوحات الرقمية وغيرها من وسائل تكنولوجيا التواصل ، وإذا سألت عما يفاضل مواقع التواصل الاجتماعي عن المنتديات الكلاسيكية لأجابوك "آه كثير " ؛ التفاعل مع أكبر عدد من الأصدقاء في ذات الآن ومشاركتهم نفس الاهتمامات ؛ التفاعل الحي من خلال خاصية نقرات الإعجاب ؛ المحادثة الآنية التي أحيت ظاهرة الشات التي اقترنت ببدايات الانترنيت ، الرسائل الخاصة وما تتيحه من إرسال للمرفقات ، تقريبا مع الفايسبوك لم تعد بحاجة إلى كثير من الخاصيات والبرامج والمواقع ، وفوق هذا وذاك فأنت في الفايسبوك تتكلم لغة عالمية يعرفها الجميع بدليل أن السياسين والمشاهير والشركات الكبرى الكل يتنافس لفتح صفحات على هذا الموقع الضخم للتواصل مع متابعيهم .
أمام كل هذا ما الذي يجعل مواقع تيمية متخصصة من قبيل مواقع الموسيقى والطرب تفقد نقط عديدة في تنافسها مع
مواقع التواصل الاجتماعي ، الأسباب في إعتقادي كثيرة ؛ فبالاضافة إلى ما ذكرت آنفا من عوامل جادبية مواقع التواصل الاجتماعي ، ساهم تطور تكنولوجيا الاتصال وارتفاع صبيب الانترنيت وتوسيع امتداد الفيديو إلى استنساخ ونقل محتويات منتديات الموسيقى والطرب إلى مواقع التواصل الاجتماعي ، وبرز أشخاص اختصوا في تحميل المواد من المنتديات كمنتدانا ورفعها في الفيديو ثم اقتسامها على مواقع التواصل الاجتماعي ، وساهمت تقنية البث المتدفق Streaming في زيادة الاقبال على هذه المواقع ، فالباحث عن عمل فني لم يعد مضطرا كما سبق أن يتسجل في منتدى متخصص بل صار يإمكانه مشاهدة عمله المفضل مباشرة دون واسطة ودون حتى الحاجة إلى التحميل مادام العمل مرفوع ويمكن الرجوع إليه متى شاء المتصفح ، نفس الشيء يصدق على الصور وغيرها من الملفات الأخرى التي أصبحت متاحة بكثرة وتنوع دون الحاجة إلى المرور عبر منتديات مغلقة ، كل ما يلزم هو التوفر على حساب على الفايسبوك للولوج إلى المحتويات .
هذا الوضع الجديد جعل كثير مما تعرضه المنتديات المتخصصة متاحا لمرتادي الانترنيت دون عناء ولا عنث ، الشيء الذي يثير تساؤل عريض حول مستقبل المنتديات الكلاسيكية المتخصصة في الموسيقى والطرب ، ويفتح المجال أمام بروز مجموعة من السيناريوهات المحتملة أوجزها فيما يلي :
السيناريو الأول ، هوأن تطورمواقع التواصل الاجتماعي صفحاتها بشكل ينافس تقسيمات المنتديات المتخصصة ، مما سيساهم في مزيد من هجر هذه المنتديات وسيتركز نشاط مرتادي الانترنيت وحتى كبار السميعة منهم على مواقع التواصل الاجتماعي ، فيما ستصبح المنتديات الكلاسيكية المتخصصة في الموسيقى والطرب شبه مهجورة يقتصر ولوجها على الباحثين وقلة من المهتمين الذين قد توجههم محركات البحث على الشبكة إلى هذه المنتديات ، وسيغيب التفاعل الذي سجلته هذه المنتديات منذ بداياتها إلى حين سيادة مواقع التواصل الاجتماعي ؛
السيناريو الثاني ، وهو أن يقع فرز وتنقية بين مرتادي مواقع التواصل الاجتماعي ومرتادي المنتديات الكلاسيكية ، حيث سيذهب حديثو السن والمتعصبون للفنانين والجمهور العرضي الباحث على الأعمال الفنية إلى مواقع التواصل الاجتماعي لما توفره صفحاتها من خاصيات تلائم هذا الصنف من المتصفحين ، فيما ستبقى النخبة والباحثين الموسيقين والمثقفين تنشط المنتديات الكلاسيكية في نطاق إيمانها بالرسالة الفنية لهذه المنتديات في المحافظة على التراث الموسيقي والغنائي وإشاعته ؛
السيناريو الثالث ، هوأن تستعيد المنتديات الكلاسيكية المتخصصة في الموسيقى والطرب لمعانها وإقبال مرتادي الانترنيت عليها ، وهو ما قد يتم من خلال تغيير هذه المنتديات لأسلوبها بما يتيح التفاعل الآني والمباشر عوضا عن بقائها مجرد خزان للملفات بمختلف أنواعها ، وقد تأتي إعادة كسب المنتديات الكلاسيكية المتخصصة لقلوب المتصفحين من الاشباع الذي قد يحصل لهؤلاء من ارتياد مواقع التواصل الاجتماعي ، وبالفعل هناك مجموعة من النشيطين في هذه المواقع بدأت تعود رويدا إلى المنتديات الكلاسيكية لعدة أسباب منها اختلاط الغث والسمين في هذه المواقع ، وضحالة الكثير من المحتويات وانتشار المجاملات الكذابة من خلال خاصيات النقر بالاعجاب وغيرها ، والكثيرون عادوا يحنون إلى النقاش الراقي والدسم .