تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : هاشم الهوني ... فنان من ليبيا


زياد العيساوي
18/06/2009, 09h04
هاشم الهوني : مشروع غنائي حداثوي


http://www.sama3y.net/forum/attachment.php?attachmentid=354639&stc=1&d=1428142152

سنة 1970 كانت نقطة توقف المسيرة الفنية للفنان ' هاشم الهوني ' فقد اعتزل – في سابقة فنية من نوعها – الفن بكراً في هذه السنة و هو في قمة عطائه ، و توّجه إلى العمل الصحفي ، شاطباً اسمه كفنان ، و مضيقاً إياه إلى أسرة ' الهوني ' الصحفية ، التي لها باع طويل في هذا المجال الحيوي ، ليعرف الجمهور فيما بعد صوتاً آخراً من هذه الأسرة في عالم الموسيقا و الغناء ، هو الفنان الشاب و المجتهد ' ايمن الهوني ' .

و قد كانت تجربة الفنان ' هاشم الهوني ' محفوفة بالإبداع الفني ، الذي لا يمكن لأي متابع للأغنية الليبية تجاهلها ، فأعماله المحفوظة في الذاكرة المسموعة ، تبدو ليّ ، نقطة تحوّل بارزة في الأغنية المحلية في المرحلة الانتقالية ، من الغناء التقليدي ( الكلاسيكي ) إلى تجربة التجديد و التحديث ، التي عرفتها الأغنية الليبية ، منذ ما يناهز الخمسين عاماً ، فهو يتميز بصوته الجميل الحنون و بإحساسه و تماهيه مع اللحن ، الذي كان يصيغه برنات عوده لنفسه ، و عن تجربته الزاخرة بالغناء الحديث المتقن ، لنا قولٌ فصلٌ في هذا الصدد ، سنجزئه إلى قسمين في هذه المقالة ، قسمٌ يتحدث عن أعماله الغنائية ، و الآخر سنفرد فيه المجال ، لنعرض لبعض أعماله اللحنية ، كما سيأتي :

1 – هاشم الهوني المطرب :
في غناء المطرب ' هاشم الهوني ' نكهة بطعم العذوبة الخالدة في ذائقة المستمع ، التي تكون في العادة نتاج رحيق و عصارة فنية ناجمة عن مخزون استماعي جيد عند أيِّ فنان من هذا النوع – كما بدا ليّ – من خلال إنصاتي لأعمال هذا الفنان ، و كذلك لثقافته الفنية الغنية الناشئة من متابعته لكل جديد في الغناء العربي و الإفرنجي ، إما من خلال ما يصل إلينا من الأقطار العربية المجاورة أو من خلال الاستماع إلى الغناء الإفرنجي المتقن ، الوافد إلينا من أوربا و بلاد الغرب ، و حسن انتقائه لأساليب الغناء و التعبير القادمة من هناك ، بذائقة فنية تجيد اختيار ما يتناسب مع هوية المجتمع الليبي الغني بألوان الغناء و ترك ما لا يلزم منها ، و بما يحافظ على جوهره ، في أعماله التي مضي على أخر تسجيل لما أصدره منها ، ما لا يقل عن أربعين حولاً ،غير أنها مع مرور كل هذا الوقت ، ما تزال تحتفظ بشبابها و رونقها و بفسيفسائها ، التي تشكلت باختلاف الألوان التي قدّمها ، فهي آنذاك ، كانت تعبرعن رؤية فنان شاب تأثر بالأغنية العربية في ( مصر ) و ما شهدته من تطور و تحديث ، لكنها لم تؤثر على مشروعه و شخصيته الفنية الميستقلة و المتزنة مع نفسها و خصوصياتها ، فقد كان له صوت هو من الجمال و الروعة و الرقة ، لدرجة تضيع معها بوصلة و قلم الوصف الفني لمكامن الحسن ، ما جعله يحافظ على مستواه الفني الرفيع ، طيلة الفترة التي استمر فيها مشروعه الغنائي ، فحينما تصغي إلى غنائه و طريقة أدائه في أعماله مثل : ( تنشدني ع الصحة - موش كيفما تصبح تمسى – اعتراف - بيك مرحبا يا صبح - بساط الشوق - ليّاعة - الأم - الطلب و الشرط - مليت من تنهيدك ) و غيرها ، التي جميعها من ألحانه و صنعه ، تلحظ بأذنيك ، كم كان ، يبحث عن التنويع في أغنياته ، من حيث الألحان و التوزيع الموسيقي و الأداء و اختلاف المضامين الشعرية - مع أنّ أغلب أعماله ، كانت بتوقيع الشاعر الكبير ' أحمد الحريري ' - بأساليب مغايرة للأغنية الليبية السائدة وقتذاك ، فقد غنى الطقطوقة و الأغنية الخفيفة و ما إليها من ضروب الغناء العربي المتقن ، و اتبعها كذلك بغناء الـ ( فرانكو أراب ) .

2 – هاشم الهوني الملحن :
في الحقيقة لم أستطع الإلمام بألحان الملحن ' هاشم الهوني ' كلها ، غير أنني علاوة ًعلى أعماله التي لحنها لنفسه ، تمكنت من الحصول على لحنين جميلين جداً له ، فقد قام بتلحين أجمل أعمال المطرب الراحل ' أحمد سامي ' و هما أغنيتا ( زي الذهب ) و ( فيها خيرة ) و هذان العملان أعتبرهما من جهتي كمستمع لا ككاتب ، من روائع الأغنية الليبية المقدمة طيلة الخمسين السنة المنقضية ، ففي كلتيهما حمولة من الشجن و الجمل الموسيقية المشحونة بالعاطفة الجياشة ، التي هي منبع الإبداع عند أيِّ مبدع غير مصطنع الشفافية ، فأغنية ( فيها خيرة ) حشّد فيها الجمل اللحنية المنسابة و المتنوعة من حيث القصر و الطول الزمني لها ، مطرزاً إياها على مقاس صوت الراحل ' أحمد سامي ' التي تحتاج إلى التقاطات نطقية بصورة متسارعة و متناغمة مع اللحن بالإضافة إلى الفواصل الموسيقية بين كل مقطع و آخر بمنهجية ( أكاديمية ) دارسة لصوت الراحل جيداً ، و بطريقة تبادل المهام و الأدوار أو بالأحرى تبادل الأصوات ، بين المطرب الراحل و مجموعة ( الكورال ) في غناء هذه الكلمات الشجيات ، التي أعدها الشاعر ' أحمد الحريري ' :



داري الجفي يا قلب فيها خيرة


ع العين تدارى عيون كثيرة


...


ع العين حبي ليها


داري السوايا ما اتفكر فيها


حتى إن خطت .. رغم الخطا تبيها


و شايل في وسط نواها سيرة


...


عايش احكاية معاها


بيها عرفنا حياتنا بهناها


و ذبنا في غيتنا و سحر ابهاها


و كانت بداية حب حلوة كبيرة


...


كانت ابداية زينة


المكتوب رادلها انهاية حزينة


داري الجفي يا قلب نحنا رضينا


نعيش ع الأمل ننشقوا الشقي و الحيرة ..


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــ


بقلم : زياد العيساوي

أغاني هاشم الهوني
هنـــــــــــااااااااا (http://www.sama3y.net/forum/showthread.php?t=15515)

abuaseem
19/06/2009, 11h43
الفنان هاشم الهوني و مسيرته الفنية و بصمتة في الاغنية الليبية كما اشار الاستاذ واضحة للمتتبع و المتابع للاغنية الليبية و حصرها اكبر من ان يحصر في مقال او عدة مقالة و الدليل ان موضوعه في القسم الليبي كان من اوائل المواضيع التي فتحت.

لقد شدني عنوان الموضوع = هاشم الهوني : مشروع غنائي حداثوي. كنت أمل ان ارى تعريف لكلمة حداثوي في المقال لاني لم اجده في قواميس اللغة مثل لسان العرب و مختار الصحاح او في القاموس المحيط. لا يوجد تعريف لها في الانترنت الا ان فهمها من سياق الكلام يعني حديث او عصري فهل هدا صحيح؟

نشكر الاستاذ زياد على مقالاته التي تسلط الاضواء على كل فنانينا الكبار و اعمالهم

زياد العيساوي
19/06/2009, 17h30
شكراً للأستاذ أبو عاصم على مروره و تعليقه الرائع .

لقد سألتني على كلمة ( حداثوي ) و هي مشتقة من كلمة ( حداثة ) فقد نسبت الفنان " هاشم الهوني " إلى الجيل المحدث في الموسيقا و الأغنية الليبية ، و إذا ما رجعت إلى أعماله ، ستراها حديثة في موسيقاها و ألحانها و كلماتها و طريقة أدائها .. و الحداثة عُرفت في الشعر العربي قبل الموسيقا و هي الظاهرة التي أنتجت الشعر الحر و شعر التفعيلة .

abuaseem
19/06/2009, 21h03
شكرا استاذ زياد

abuaseem
04/04/2015, 09h59
الفنان هاشم الهوني ... من كبار المطربين في ليبيا في الستينات... جيث كانت البداية باسم محرم بشير قبل ان يعود لاستعمال اسمه الحقيقي... مسيرته الفنية كانت حافلة بالاعمال الناجحة و معظم اعماله كانت من الحانه و لحن لغيره من المطربين الليبين و العرب.... كون ثنائي رائع مع الشاعر احمد الحريري نتج عنه عشرات الاعمال الناجحة... كان الى جانب نشاطه الفني صحفيا و عمل مع اخوته محمد و رشاد في صحيفة الحقيقة الليبية قبل ان تتوقف في سنة 1970. توقف عن عن الغناء سنة 1970 و ترك لنا الكثير من التسجيلات الاذاعية و التلفزيونية و الى جانب العديد من الاسطوانات و التي ضاع اغلبها في ارشيف الاذاعة لندرة اذاعته. من اعماله (تنشدني ع الصحة - موش كيف ما تصبح – اعتراف - بيك مرحبا - بساط الشوق - ليّاعة - الأم - الطلب و الشرط - مليت من تنهيدك). توفي رحمه الله في شهر نوفمبر 2010 للاسف لا نعرف التاريخ تحديدا لغياب التوثيق و المعلومات حول الكثير من مبدعينا. اشار د. عبدالله السباعي لوجود دراسة ماجستير في قسم الموسيقى بجامعة طرابلس عن اعمال الفنان هاشم الهوني نأمل ان ترى طريقها للنشر قريبا. لدينا في سماعي الكثير من اعماله هنا (http://www.sama3y.net/forum/showthread.php?t=15515) تعرف و توثق لابدعاته رحمه الله