أبوإلياس
26/12/2014, 00h22
كتاب
فريد الأطرش وأسمهان
للدكتورة رتيبة الحفني
الهيئة المصرية العامة للكتاب
القاهرة
2014
242 صفحة من الحجم المتوسط
تصميم الغلاف : اسلام حسن
http://www.sama3y.net/forum/attachment.php?attachmentid=349434&stc=1&d=1419556666
صدر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب كتاب " فريد الأطرش وأسمهان" للدكتورة رتيبة الحفني ، والمؤلف هو آخر إصدرات الكاتبة التي توفيت قبل طرح الكتاب بالأسواق ، والدكتورة الحفني مطربة اوبيرالية وناقدة موسيقية ، اشتهرت بتوثيق سير أعلام الموسيقى والغناء ، إذ صدرت لها مولفات عن الموسيقار محمد عبد الوهاب والسيدة أم كلثوم والسيدة منيرة المهدية والموسيقار محمد القصبجي .
ولأول وهلة قد يتساءل القاريء عن الداعي وراء التوثيق لعلمين من أعلام الموسيقي والغناء بين دفتي نفس المؤلف ، تجيب الدكتورة الحفني في مقدمة كتابها بالقول " وجدت أنه من الصعب الفصل بين فريد وشقيقته في السيرة الذاتية ، وفي الحياة الفنية ...فهما كالتوأم يكمل كل منهما الآخر " ، والحقيقة أن لهذا النهج سوابقه في تاريخ التوثيق للغناء العربي ، فقد برر أبو الفرج الأصفهاني توثيقه لإبراهيم الموصلي وإبنه إسحاق الموصلي في نفس الموضع بالقرابة بين الموثق لهما وتعاصرهما .
والقاريء المتعمن في الكتاب لاشك سيقف على تواضع معرفة الدكتورة رتيبة الحفني بالثرات الموسيقي والغنائي للموسيقار فريد الأطرش ، حيث يجد القاريء أن الكاتبة تورد بمناسبة تقديمها للشواهد الموسيقية والغنائية عن فن فريد الأطرش الأعمال الشائعة التي أشارت إليها المصادر أو علقت بذاكرة الكاتبة دون أن تكون بالضرورة الأكثر تمثيلا لفن فريد الأطرش في المواضع التي وردت فيها ، والكاتبة لم تنكر ذلك ، إذ أوردت في مقدمة الكتاب " لم يكن فريد الأطرش من الفنانين المقربين إلى قلبي وسمعي في بداية حياتي الفنية ، وأعترف أنني لم أدخل عالمه الموسيقي إلا بصوت الفنانة الكبيرة أسمهان ، التي كنت أعشق صوتها ..."
والكتاب في جوهره محاولة لإعادة كتابة سيرة فريد الأطرش واسمهان ، وهو مجهود محفوف بالمخاطر لصعوبة تقديم الجديد في سير حفظها الجمهور العربي عن ظهر قلب ، وهو ما وقعت فيه المؤلفة التي إكتفت باجترار ما سبقت كتابته في الموضوع خصوصا مؤلفات الكاتب فوميل لبيب عن الشقيقين الأطرشيين ، لكن يسجل للكاتبة محاولتها تقديم معلومات جديدة وإن كانت محدودة حين رجعت لمذكرات بعض الفنانين والإعلاميين الذين عاصروا فريد الأطرش ليعرضوا وجهات نظرهم للأحداث خاصة في إحدى الفصول المثيرة في الكتاب ويتعلق الأمر بفصل " فريد والإعلام " حيث دافعت الكاتبة عن الأوساط الاعلامية والفنية في مصر ، وحاولت أن تدفع عنها معاداة فريد الأطرش مرجعة شكاوى فريد إلى عقدة الاضطهاد .
في الأخير فإن الكتاب جاء في مجمله بعيدا عن المنتظر منه ومن مؤلفته بالنظر لتخصصها وخلفيتها الموسيقية ، فلم نجد تحليلات موسيقية على غرار بعض ما قدمته الدكتورة الحفني في مؤلفاتها السابقة ، وحتى النزر القليل الذي تضمنه الكتاب نقلته الكاتبة عن المصادر التي كتبت عن بعض الجوانب الموسيقية عن فن فريد الأطرش ، وهو ما نرجعه لضعف المام الكاتبة بأعمال فريد الأطرش الشيء الذي نبهت إليه هي نفسها في المقدمة .
ولقد تضمن الكتاب مجموعة من الأخطاء التاريخية بخصوص الأشخاص والوقائع ، إلا أنها لاتنتقص بأية حال من قيمة العمل ، على أن المؤاخدة الرئيسية تبقى في القوائم الملحقة بالكتاب التي تميزت بتكرار الأعمال الموسيقية والغنائية ووجود أخطاء في عناونين الأعمال الموسيقية وأسماء المؤلفين والمؤدين كما أغفلت اللوائح الملحقة الكثير من الأعمال التي لحنها الموسيقار فريد الأطرش لغيره من المطربين والمطربات .
ورغم كل ما يمكن أن يقال عن الكتاب ، فإننا لا يمكن إلا أن نستقبله بالترحاب خصوصا في ظل قلة المراجع الجادة والدسمة عن سيرة وفن فريد الأطرش وأسمهان .
فريد الأطرش وأسمهان
للدكتورة رتيبة الحفني
الهيئة المصرية العامة للكتاب
القاهرة
2014
242 صفحة من الحجم المتوسط
تصميم الغلاف : اسلام حسن
http://www.sama3y.net/forum/attachment.php?attachmentid=349434&stc=1&d=1419556666
صدر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب كتاب " فريد الأطرش وأسمهان" للدكتورة رتيبة الحفني ، والمؤلف هو آخر إصدرات الكاتبة التي توفيت قبل طرح الكتاب بالأسواق ، والدكتورة الحفني مطربة اوبيرالية وناقدة موسيقية ، اشتهرت بتوثيق سير أعلام الموسيقى والغناء ، إذ صدرت لها مولفات عن الموسيقار محمد عبد الوهاب والسيدة أم كلثوم والسيدة منيرة المهدية والموسيقار محمد القصبجي .
ولأول وهلة قد يتساءل القاريء عن الداعي وراء التوثيق لعلمين من أعلام الموسيقي والغناء بين دفتي نفس المؤلف ، تجيب الدكتورة الحفني في مقدمة كتابها بالقول " وجدت أنه من الصعب الفصل بين فريد وشقيقته في السيرة الذاتية ، وفي الحياة الفنية ...فهما كالتوأم يكمل كل منهما الآخر " ، والحقيقة أن لهذا النهج سوابقه في تاريخ التوثيق للغناء العربي ، فقد برر أبو الفرج الأصفهاني توثيقه لإبراهيم الموصلي وإبنه إسحاق الموصلي في نفس الموضع بالقرابة بين الموثق لهما وتعاصرهما .
والقاريء المتعمن في الكتاب لاشك سيقف على تواضع معرفة الدكتورة رتيبة الحفني بالثرات الموسيقي والغنائي للموسيقار فريد الأطرش ، حيث يجد القاريء أن الكاتبة تورد بمناسبة تقديمها للشواهد الموسيقية والغنائية عن فن فريد الأطرش الأعمال الشائعة التي أشارت إليها المصادر أو علقت بذاكرة الكاتبة دون أن تكون بالضرورة الأكثر تمثيلا لفن فريد الأطرش في المواضع التي وردت فيها ، والكاتبة لم تنكر ذلك ، إذ أوردت في مقدمة الكتاب " لم يكن فريد الأطرش من الفنانين المقربين إلى قلبي وسمعي في بداية حياتي الفنية ، وأعترف أنني لم أدخل عالمه الموسيقي إلا بصوت الفنانة الكبيرة أسمهان ، التي كنت أعشق صوتها ..."
والكتاب في جوهره محاولة لإعادة كتابة سيرة فريد الأطرش واسمهان ، وهو مجهود محفوف بالمخاطر لصعوبة تقديم الجديد في سير حفظها الجمهور العربي عن ظهر قلب ، وهو ما وقعت فيه المؤلفة التي إكتفت باجترار ما سبقت كتابته في الموضوع خصوصا مؤلفات الكاتب فوميل لبيب عن الشقيقين الأطرشيين ، لكن يسجل للكاتبة محاولتها تقديم معلومات جديدة وإن كانت محدودة حين رجعت لمذكرات بعض الفنانين والإعلاميين الذين عاصروا فريد الأطرش ليعرضوا وجهات نظرهم للأحداث خاصة في إحدى الفصول المثيرة في الكتاب ويتعلق الأمر بفصل " فريد والإعلام " حيث دافعت الكاتبة عن الأوساط الاعلامية والفنية في مصر ، وحاولت أن تدفع عنها معاداة فريد الأطرش مرجعة شكاوى فريد إلى عقدة الاضطهاد .
في الأخير فإن الكتاب جاء في مجمله بعيدا عن المنتظر منه ومن مؤلفته بالنظر لتخصصها وخلفيتها الموسيقية ، فلم نجد تحليلات موسيقية على غرار بعض ما قدمته الدكتورة الحفني في مؤلفاتها السابقة ، وحتى النزر القليل الذي تضمنه الكتاب نقلته الكاتبة عن المصادر التي كتبت عن بعض الجوانب الموسيقية عن فن فريد الأطرش ، وهو ما نرجعه لضعف المام الكاتبة بأعمال فريد الأطرش الشيء الذي نبهت إليه هي نفسها في المقدمة .
ولقد تضمن الكتاب مجموعة من الأخطاء التاريخية بخصوص الأشخاص والوقائع ، إلا أنها لاتنتقص بأية حال من قيمة العمل ، على أن المؤاخدة الرئيسية تبقى في القوائم الملحقة بالكتاب التي تميزت بتكرار الأعمال الموسيقية والغنائية ووجود أخطاء في عناونين الأعمال الموسيقية وأسماء المؤلفين والمؤدين كما أغفلت اللوائح الملحقة الكثير من الأعمال التي لحنها الموسيقار فريد الأطرش لغيره من المطربين والمطربات .
ورغم كل ما يمكن أن يقال عن الكتاب ، فإننا لا يمكن إلا أن نستقبله بالترحاب خصوصا في ظل قلة المراجع الجادة والدسمة عن سيرة وفن فريد الأطرش وأسمهان .