مشاهدة النسخة كاملة : إبداعات الشاعر صالح المزيون ـ"بدون تعليقات"
حماد مزيد
19/06/2014, 09h44
إبداعات الشاعر صالح المزيون
رحمه الله
http://www.sama3y.net/forum/attachment.php?attachmentid=339495&stc=1&thumb=1&d=1403617167 (http://www.sama3y.net/forum/attachment.php?attachmentid=339495&d=1403617167)
لكل شاعر في جوف ذاته أطلال ... فربما كانت أطلال حبيبة أو أطلال ذات أو أطلال سعادة وفرح أو
أطلال لوعة وألم أو أو .... والكثير الكثير ولا أود الإطالة / فإلى أطلالي :
الأطـلا ل 1
قاتل الله غراما
كم أراني العمر أخضر
كان إن رفرف حولي
قيد آلامي تكسر
غاب عني بعدما
أدمنته كالفجر يظهر
فتلاشت أمنياتي
وصدى لحني تبعثر
يا فؤادي كم أنا
كنت جهولا وغبيا
حين صدقت بأن
الطين تعليه يديا
يرفض الطين ملاك
لايعيشان سويا
لست أبكيك عزيزا
خدعتني مقلتيا
طالما أبصرت قلبي
بين كفيك أسير
وارتضت حريتي الأسر
بقيد من حرير
ثم ضاق القيد
ضاق القلب بالنصل الوثير
كنت إن أقبلت نحوي
كم أرى العمر قصير
عندما أهدرت حبي
وغدا قلبي كسير
صارت اللحظة تمضي
مثل عام في المسير
***
الشاعر صالح المزيون
17 ـ 10 ـ 2009
حماد مزيد
19/06/2014, 09h50
لقد ألفت هذين البيتين لأرحب بضيوفي على طريقتي وقد نقشتها على الرخام وعلقتها فوق باب منزلي
وحبذا لو انتشرت بين الناس فنكسب الأجر والثواب
يا قاصٍداً داري إليكَ تحيــــــة محفوفة بالحب والعطر الندي
عند الدخول إذا أردت سعادتي صلٍّ على خير الأنام محمد
الشاعر صالح المزيون
18 ـ 10 ـ 2009
http://www.sama3y.net/forum/flash/misc/progress.gif
حماد مزيد
21/06/2014, 08h41
الرَّسَّامْ
مَضَيْتُ أُسَائِلُ نَفْسِي كَثِيراً
تُرَى أَيْنَ وَجْهِي تَلاَشَى وَذَابْ
تُرَى أَيْنَ يَوْمِي تُرَى أَيْنَ أَمْسِي
وَمُسْتَقْبَلي أَيْنَ يَا رَبُّ غَابْ
وَأَحْضُرْتُ لَوْناً وَفُرْشَاةَ رَسْمٍ
وَدَفْتَرَ ذِكْرَى وَكَفَّ الرِّغَابْ
تَذَكَّرْتُ عَيْناً تَذَكَّرْتُ أَنْفاً
تَذَكَّرْتُ وَجْهاَ قَلاَهُ الشَّبابْ
تَذَكَّرْتُ شَكْلي رَسَمْتُ خُطُوطاً
مَلاَمِحَ وَجْهٍ بَرَاهُ العَذَابْ
رَسَمْتُ اِنْحِنَاءَاتِ وَجْهٍ قَدِيمٍ
وَلم تَرْسُمِ الكَفُّ غَيرَ السَّرَابْ
رَسَمْتُ سِمَاتي وَأَبْعَادَ مَيْلِي
وَبَحْرَ شُعُورِي فَكَانَ اِضْطِرَابْ
وَصَوَّرْتُ رَسْمَ المَعَاني بِنَفْسِي
فَخَارَ اليَرَاعُ بُكَاءً وَشَابْ
وَجِئْتُ أُشَكِّلُ مِنْ ذِكْرَيَاتي
فَجَفَّ المِدَادُ لِهَوْلِ المُصَابْ
وَحَاوَلْتُ تَصْويْرَ مَعْنى حَيَاتي
عَلَى حَالِها فَاسْتَجَارَ الكِتَابْ
وَمَا زِلْتُ ألهث خلف سرابي
أُفَتِّشُ عَنْ ذِكْرَياتٍ عِذَابْ
فَأَلْفَيْتُ وَجْهِي مَا عَادَ وَجْهِي
فَسِرْتُ وَأَمْسَيْتُ تَحْتَ التُّرَابْ
***
الشاعر صالح المزيون
22 ــــ 10 ــــ 2009
حماد مزيد
21/06/2014, 08h47
معاناة الشوارع والحفر
مكابدةُ الشوارعٍ أرهقتني
وفي صَحْوي ونومي أفزعتني
فأحلم تارةَ أني (مَطَبٌّ)
يضج الناسُ والعرباتُ مني
وأخــرى أنني طفلٌ بــرئٌ
وأسْـــلاكٌ تَعَـرَّتْ كهربتني
أســير تلفتاً فكأن موتاً
يطاردني بِرُكْنٍ إثْر رُكنِ
فهذي حُفْرةٌتنوي ابتلاعي
وهذا سائق!.بل فَرْخُ جني
وتلك روائـحٌ تغتالُ أنفي
وأبواقٌ عَلَتْ تصطاد أذنـي
أحـدق في وجوه الناس حولي
فلا ألقى ســـوى ألم وحزن
وهــم واختناق وازدحـام
فأينَ أَفِـرُّ ياربــي أعـني
وكنتُ نويتُ أن أختالَ يوماً
( بِبِنْزِ)*آخِرٍِ الصَيْحاتِ بُني
ولكني نظــرتُ إلى اللَّواري
فقلتُ أفِقْ ودعْ عنك التمني
فهذا ما يناســبنا جميعاً
فلا للحلمِ والأملِ المُســـِنّ
إلى أن يُصلــحَ الله النوايا
ويصدق في الوزير جميـلَ ظني
***
الشاعر صالح المزيون
07 ـ 11 ـ 2009
http://www.sama3y.net/forum/flash/misc/progress.gif
حماد مزيد
21/06/2014, 09h02
حوار بين الحي والميت
جرت العادة في بعض البلدان وخاصة حارة المناخ أن يفتح القبر بعد مدة قصيرة ويدفن فيه آخر كما قال المعري :
رب لحد قد صار لحداً مراراً / ضاحكاً من تزاحم الأضداد
ولكن فقيدنا هنا اعترض على ذلك فماذا قالت له الأرض ؟
حِـوَارٌ
الميتْ :
لاتَفْتَحُوا قَبْري وَإِنْ طَالَ المَدَى
لِتُدَحْرِجُوا مَوْتَاكُمُوا بِجِوَارِي
الأَرْضَ رَحْبٌ وَالقُبورُ كَثِيرَةٌ
وَأَنا أَعِيشُ هُنا وَهَاذي دَارِي
لاتَضْرِبُوهَا بِالمعَاوِلِ إِنَّني
وَارَيْتُ تَحْتَ تُرَابها أَسْرارِي
وَأَذاقَني طَعْمَ المَنِّيَةِ أَنَّني
لمَ أَرْضَ بِالشُّرَكاءِ وَالأغْيَارِ
أَفَلا أَفُوزُ وَقَد هَجَرْتُ حَيَاتَكُم
بِتَفَرُّدِ الرُّهُبَانِ وَالأحْبَارِ
الأرض :
يامَيِّتاً أَطْمَاعُهُ لَمَّا تَمُتْ
هَلْ أَنْتَ إِلا أَعْظُماً مَنْخُولَةْ
قَدْ حَلَّ قَبْلَكَ هَاهُنا قَوْمٌ لَهُمْ
عَدُدُ الحصَى أَسماؤهُمْ مَجْهُولَةْ
فَتَكَرُّماً أَنْتَ الدَّخِيلُ عَلَيْهِمُو
لَيسَ اِطِّرَاحُكَ للحَياةِ بُطُولَةْ
أَسْرَارُ مَوتِكَ لم تَعُدْ تخْفَى عَلى
أَحَدٍ وَكُلُّ رِوَايَةٍ مَنْقُولَةْ
أَوسِعْ لِغَيرِكَ فَالحياةُ مُجَلَّدٌ
ضَخْمٌ وَمَوتُكَ لَن يُتِمَ فُصُولَهْ
***
الشاعر صالح المزيون
03 ـ 11 ـ 2009
حماد مزيد
21/06/2014, 09h15
أُحِبُّكِ
أُحِبُّكِ مِثْلَ حُبَّكِ لي وَأَكْثَرْ
أُحِبُّكِ بَعْدَ أَبْعَادِ المُقَدَّرْ
أُحِبُّكِ فَوْقَ وَهْمٍ أَوْ خَيالٍ
أُحِبُّكِ فَوْقَ إِلْهَامٍ تَصَوَّرْ
أُحِبُّكِ حُبَّ مَنْ عَشِقُوا جَميعاً
أُحِبُّكِ كُلَّمَا عَقْلي تَفَكَّرْ
أُحِبُّكِ مَا جَرَى نَبْضٌ بِقَلْبي
فَحُبُّكِ في كُرَيَّاتي تَبَعْثَرْ
فَأَنْتِ نَضَارَةُ الدُّنيا تَهَادَتْ
رَبِيعاً في خَرِيفِ القَلْبِ أَزْهَرْ
وَأَنْتِ السِّحْرُ مِنْ عَيْنَيْكِ وَحْيِي
وَإِلْهَامي إِذَا يَوْماً تَعَثَّرْ
****
أُعِيذُكِ فَالقَوَامُ إِذَا تَثَنَّى
إِخَالُ الغُصْنَ مِنْ حَسَدٍ سَيُكْسَرْ
وَهَذَا الجِيدُ مَا البُلُّورُ يحَكي
صَفَاءً فِيهِ أَوْ سَاوَاهُ مَرْمَرْ
وَهَذَا الجِيدُ مِنْ حُسْنٍ تَمَنَّتْ
كُنُوزُ الأَرْضِ أن تُهْدى فَتَظْهَرْ
بَرِيْقُ العَيْنِ في حَوَرٍ تمَادَى
عَلَى وَسَنٍ بِهِ الله ُ أَكْبَرْ
وَثَغْرُكِ لَسْتُ أَدْرِي00! فِيهِ سِرٌّ
تُخَبِّئُهُ الوُرُودُ وَلَيْسَ يُنْشَرْ
لِسَانُكِ مَنْطِقٌ عَذْبٌ جمَيلٌ
يُحَاصُرُ فِكْرَتي وَالقَوْلُ يُؤْسَرْ
لِسَانٌ طَابَ مِنْ رِيْقٍ فَكانَتْ
كُؤُوسُ الخَمْرِ إِنْ ذَاقَتْهُ تَسْكَرْ
وَأَسْنَانٌ يحَارُ الوَصْفُ فِيها
نُظِمْنَ مِنَ اللآلِيءِ نَظْمَ جَوْهَرْ
وَشَعْرٌ مِنْ شُعَاعِ الشَّمْسِ أَبْهَى
أَهَاجَ الحُبَّ في قَلْبي فَأَشْعَرْ
****
جَمَالُكِ في الإِنَاثِ يَفُوقُ عِنْدِي
جَمَالاً يُوسُفِيّاً في المُذَكَّرْ
رَفَعْتُكِ عَنْ نِسَاءِ الأَرْضِ رُوحاً
سَمَاوِياً مَلاكاً لي مُطَهَّرْ
نُسِبْتِ إِلى النِّسَاءِ وَأَنْتِ نُورٌ
فَجَاءَتْ أُمُّنا حَوَاءُ تَنْظُرْ
وَقَالَتْ قَدْ ظَلَمْتُوهَا بِنَسْلِي
فَهاذِي مِنْ جَمَالِ الحُورِ أَكْبَرْ
سَلُوا رَحْمَ الملائِكِ إِنَّ رَحْمِي
لَيَقْصُرَها وَعَيْني مِنْها تُبْهَرْ
****
فَيَا أَمَلِي غِيَابُكِ طَالَ عَنِّي
فَكَانَ لَظَاهُ أَنْ دَمْعِي تَحَدَّرْ
فَمَا لِلصَّبْرِ يَنْأَى عَنْ طَرِيقِي
وَصَفْوُ الصُّبْحِ أَلْقَاهُ مُعَكَّرْ
سَأُعْلُنُ حُبَّها بَيْنَ البَرَايا
وَأَحْمِلُهُ إِلى النَسَمَاتِ يُنْشَرْ
أَهِيمُ بِهِ وَنَجْمَاتِ اللَّيَالي
يَفُوحُ شَذاً عَلى الدُّنْيا مُعَطَّرْ
أَقُولُ أُحِبُّهَا حُبّاً عَمِيقاً
تَمَكَّنَ مِنْ دَمي وَالقَلْبُ أَثْمَرْ
أُحِبُّكِ يَامُنى نَفْسِي جَمِيعاً
فَأَنْتِ الحُبَّ عِنْدي أَنْتِ أكبر
أُحِبُّكِ مِثْلَ حُبَّكِ لي وَأَكْثَرْ
أُحِبُّكِ بَعْدَ أَبْعَادِ المُقَدَّرْ
أُحِبُّكِ فِتْنَةً تُحْيِي فُؤَادِي
رَعَاكِ اللهِ رُقْتِ إِليَّ مَنْظَرْ
وَذِكْرُكِ دَامَ في ثَغْرِي نِدَاءً
أَذُوقُ جَمَالَهُ إِمَّا تَكَرَّرْ
أُحِبُّكِ ضِعْفَ حُبَّكِ فَلْتُجِيبي
سُؤَالي مَنْ بِنَا في الحُبَّ أَقْدَرْ
***
الشاعر صالح المزيون
20 ـ 10 ـ 2009
حماد مزيد
21/06/2014, 09h20
أَ جِـــــرْ ني
.
أَتَتْرُكني وحيداً في حياتي
وَتَرْحَلُ مُسرعاً دونَ اِلْتِفاتِ
أترحلُ بعدما عَوَّدْتَ قلبي
على لُقْياكَ في كل الجهاتِ
أَجِرْني قبلَ أن تمضي وَدَعْ لي
على الأيام بعضَ الذكرياتِ
أنا من بعد نَأْيِكَ لو تَراني
غريبٌ صار يقتلني شَتاتي
يُحاصِرُني الشقاءُ بكلِّ دَرْبٍ
فَكَيْفَ بِهِ ... وَقَدْ لانَتْ قَنَاتي
تَوَلاني فقدْ صارتْ حياتي
سواءً بعدَ هجرِكَ أو مماتي
أَجِرْني قبلَ أن تمضي وَدَعْ لي
على الأيام بعضَ الذكرياتِ
وَعُدْ لا شيءَ يسُعدني فإني
وَقَفْتُ عليكَ في الدنيا حياتي
وَأَشْرِقْ في فؤادي مِنْ جديدٍ
مكانُك لم يزلْ في جوف ذاتي
***
الشاعر صالح المزيون
20 ـ 10 ـ 2009
حماد مزيد
21/06/2014, 09h26
حبيب المساء
أَفِيْقِي فَإِنَّ الصَّبَاحَ صَحَا
وَفَكَّ مِنَ اللَّيْلِ أَغْلالَهُ
دَنَا مِنْ فِرَاشِكِ ثُمَّ اِسٍتَحَى
فَيَالَهُ مِنْ عَاشِقٍ يَالَهُ
وَأَسٍلَمَ إِيقَاظَكِ لِلْضُّحَى
وَرَاحَ يُجَرْجِرُ أَذْيَالَهُ
فَرَقَّ لِنَوْمِكِ ثُمَّ اِنْمَحَى
وَعَافَ الغَرَامَ وَأَحْوَالَهُ
* * * * *
أَنا كُنْتُ وَحْدِي الذي يَعْرِفُ
لماذَا حَبِيبي أَبَى أَنْ يَفِيْقْ
بِأَمْسِ دَعَانَا الدُّجَى المُسْرِفُ
وَكَانَ لَصِيْقِي وَكُنْتُ الرَّفِيْقْ
وَرَاحَ لِكأْسِ الْهَوَى يَرْشِفُ
وَأَرْشِفُ مِنْ شَفَتَيْهِ الرَّحِيْقْ
أَنَا في بُحُورِ الهَوَى مُجْحِفُ
لَثَمْتُ الشِفَاهَ فَكَانَ غَرِيْقْ
* * * * *
مُحَالٌ مَعَ الحُبِّ مَنْ ذَا يَنَامْ
هُنَا الصَّحْوُ يَهْزَا بِأَلْفِ مَنَامْ
أَقُومُ وَفي النَّفْسِ نَارُ الغَرَامْ
تَشِبُّ فَأَزْهُو بِذَاكَ الضِّرَامْ
وَأَلْقَاكِ قُرْبِيَ بَرْدَ السَّلامْ
فَأَمْنَعَ عَنْكِ السَّنَا وَالأَنَامْ
وَآمُرُ قَلْبيَ دَعْهَا تَنَامْ
سَتَصْحُو مَعَ اللَّيلِ تمحُو الظلامْ
* * * * *
وَأَذْهَبُ وَالقَلْبَ في رِحْلَةٍ
نُعِدُّ مَشَاعِرَنَا لِلْسِّهَرْ
نَضُمُّ العَوَاطِفَ في قُبْلَةٍ
- لِنَهْنَأَ بِالوَقْتِ - فَوْقَ الثَّغَرْ
وَنَخْتَزِلُ الشِّعْرَ في جُمْلَةٍ
عَلَى وَصْفِها فَالدُّجَى قَدْ قَصُرْ
وَنَخْتَصِرُ العِطْرَ في زَهْرَةٍ
إِلَيْهَا سَمَتْ عَنْ طُمُوحِ الزَّهَرْ
* * * * *
وَيَأْتي المسَاءُ فَيَأْتي الحبيبْ
بَهِيّاً كَبَدْرِ اللَّيَالي جَمِيْلْ
مشَى عَارِفَاً قَدْرَهُ في القُلُوبْ
فَأَغْلَى مَكَانٍ لأحْلَى نَزِيْلْ
وَمَالَ كَغُصْنٍ حَنُونٍ رَطِيْبْ
لألثمه بعد يوم طويلْ
فَكُنْتُ لأطْمَاعِهِ مُسْتَجِيبْ
وَجَادَ لأجْلِيَ بِالمسُتَحِيْلْ
* * * * *
تَبَعْثَرَ ضَوْءُ الدُّجَى في الصَّباحْ
وَرَاحَ الحبيبُ فَجاءَ الشَّقَاءْ
وَعَادَتْ معَ النُّورِ كَفُّ الجِّراحْ
ِلتَنْشُرَ مَا خَبَّأَتْهُ الدِّمَاءْ
رَمَاني الفِراقُ فَأَيْنَ السِّلاحْ
أُعِيْدُ بِهِ ذِكْرَياتِ المَسَاءْ
إِلى أَنْ يُعِيدُ الدُّجَى الارْتِيَاحْ
سَأَحْيا على أُمْنِياتِ اللقَاءْ
* * * * *
سُنُون ٌ دَقَائِقُ بُعْدِكِ عَني
مَتى يَأْذَنُ الليلُ أَنْ نَلْتَقي
وَهَلْ يَسْتَجِيبُ الهَوَى للتَمَنِّي
وَيَحْنُو اللِّقَاءُ عَلَى العَاشِقِ
إِذَا عُدْتِ عَادَ الذي ضَاعَ مِني
بِلَوْنٍ جَدِيدِ الرُّؤى مُشْرِقِ
فَأُصْلِحُ بينَ يَقِيني وَظَنِّي
وَأُسْعِدُ مِنْكِ هَوَى خَافِقي
***
الشاعر صالح المزيون
19 ــ 10 ــ 2009
حماد مزيد
24/06/2014, 12h51
الطائرة
ياوَيلَتي أخَذتكَ ِمنّي الطَائِرَة
فتحرَّقَت آمَالُ نفسي الخَائِرَة
وَمَضَتْ تحُلِّقُ في السَّماءِ وَمُهجَتي
مَحروقَةٌ تَبْكي لِبُعْدِك حَائِرَة
وَمَضَتْ تَشُقُّ طريقَها عَبْرَ الفضاءِ
وَشَقََّقَتْ جَنَباتِ رُوحي الصَّابِرَة
وَتحَرَّكتْ أَخَذَتْ من الأرْضِ السَّعَادَةَ
وَالهوَى وَأحَبَّ رُوحٍ طَاهِرَة
وكأنَّها انتَزَعَتْ دَمِّي بِرَحِيلِها
يالَيتَني قَدْ كُنتُ مَعْهَا سَائِرَة
ياوَيلَتي أخَذتكَ ِمنّي الطائِرَة
وَتَباعَدَتْ سُحْقاً لِتِلكَ الطَّائِرَة
أصبَحتُ أَكرَهُهَا وَأَكرَهُ ذِكرَها
وَشَتَمتُها وَالنَّفسُ مِنِّي ثَائِرَة
وَوَدِّتُ من حِقْدي عَليْها أنني
أَغْتَالَها لَوْ كُنْتُ حِيناً قَادِرَة
لَكنَّني بِالرُّغمِ مِنْ كُرْهي لَهَا
هادَنْتُها وَرَجَوتُهَا مُتَحَسِّرَة
طِيري لِيَرْعَاكِ الإلهُ فَإِنَّ في
جَنْبَيكِ حُبي ذَا الخِصَالِ العَاطِرَة
وَامضِي عَلى دَرْبِ السَّلامَةِ حَلِّقِي
لاتُزْعِجِيهِ إِنَّني أَنا صَابِرَة
***
الشاعر صالح المزيون
22 ــ 10 ــ 2009
حماد مزيد
24/06/2014, 13h00
نصيحة عاشق
عَــرَف الـغرام فـكابدَ الآلامـا
صبٌ يؤرق نوحُه النُوّاما
لايـستريحُ مـن الـبكاء وهل ترى
لـلعاشقين مـن الـعذاب جـماما
عـيناه تـبصر للنجاح طريقها
لـكـنـه مما به يـتـعامى
أتُـراه قد ملَّ الحياة لِحُزنه
فرأى الحِمام من الغرام لزاما
قـد كابد الـحرمان طفلاً وحده
حـتـى غــدا لـلبائسين إمـاما
واليوم قد دفع الشراعَ إلى الهوى
لا يـنـتهي حـتى يـكون حـطاما
فَـَطواهُ مـوج الهجر تحت عُبابه
وسـقاه مـن تياره الآلاما
وقـضى بـمن منىّ بها أيامه
لـسـواه حـين أنـالها اسـتسلاما
وكـذا الحسان إذا ارتضاهن الفتى
لا يـرتضين لـذي الخضوع غراما
يـعشقن مـن لايستكين لهن أو
من لايردُّ إذا مررْن سـلاما
ويـزدنـه حـبا وعـشقا خـالصا
إن زادهــن جـفـاوة وخـصاما
فـلم الـتذلل يافؤادي للهوى
إن كـانـت الـعـقبى له آلامـا
ياعابري ذاك الطريق عبرتُه
مـن قبلكم وعـجـمته إعـجـاما
سـنوات عـمري في مداه تـبـددت
وتضرجت بـالعشق عـاما عـاما
فـخذوا نـصيحة مخلص متمرس
أمـضى الـسنين تـعلقا وهـياما
لا تـسـلكوا جرف الـصبابة إنـه
مُفضٍ إلـى نـدم يـكون لزاما
ولتسلكوا سبل العبادة إنها
قمم تشع هـدايـة وسـلامـا
لايـستحق الـبذل منك سوى الذي
خـلـق الوجود وداوَل الأيـامـا
أمــا الأنام فبعضهم أو جُـلهم
يـتـبدلون فيسفرون لـئـاما
لا يـحفظون لـك الوداد وهل وَفَتْ
لـيلى لـقيس أم بـرته خـصاما
أمـا الـعزيز فكم تغاضي عندما
أغضـبته وهـجـرته أعـواما
وهو الـذي أعـطاك لم يبخل ولم
تكن الـمطيع الـصائم الـقواما
أزجـى سـحائب خـيره واستاقها
حـبلى إلـيك فـلم تـصلك جهاما
وأمـد عـمرك لـم يجرعك الردى
وغذاك من إفضاله أنعاما
وأتـاك بـالفرج القريب بدعوة
لما لجأت لبابه إنعاما
فاعـبده لاتـعبد سـواه ولاتـبع
إحسانه وتـطـارد الأوهـاما
أخلصت في نصحي وسقت إليك من
درر الـتجارب جـوهرا ونـظاما
فـاشدد يـديك بـها وجـازِ بدعوة
مــن سـاقها واسـتغفر الـعلاما
***
الشاعر صالح المزيون
25 ــ 10 ــ 2009
حماد مزيد
24/06/2014, 13h05
شاعر غريق
عُيُوني تَجَمَّدَ فِيها البَرِيق
وَجَفَّ دَمي في جذور العُرُوق
فَمِي صَارَ صَمْتاً كَلامي مُعَادٌ
وَرُحْبُ خَيَالي تَنَاهَى لِضِيق
وَأَصبَحَ شِعْرِي عَقِيماً أَسِيراً
وَلَيسَ بِهِ أَيُّ مَعْنىً طَلِيق
وَرَنَّقَ فَوقَ سُطُوري المَلالُ
وَكَرَّرْتُ نَفْسي بِنَفْسِ الطَّريق
وَأَبْصَرتُ بَينَ حُطَامِ ضُلُوعي
بَقَايا أَدِيبٍ كَليْلٍ غَرِيق
فُؤَادي فُؤَادَ المَواجِعِ هَيَّا
نَقَرُّ بِقَبرٍ مُريحٍ سَحِيق
بَعِيداً عَنِ النَّاسِ تحْتَ الثَّرى
بَعِيداً عَنِ الكُلِّ حَتَّى الصَدِّيق
فُؤَادي إِذَا المَرْءُ عَافَ الحَياةَ
وَأَبْصَرَ فيها الرَّحِيبَ مَضِيق
فَدَعْهُ يَذُوبُ رُوَيداً رُوَيداً
فَلَنْ تَأسُوَ الأَرْضُ جُرْحاً عَمِيق
***
الشاعر صالح المزيون
22 ــ 10 ــ 2009
حماد مزيد
24/06/2014, 13h08
أضجروني بقولهم لاتغزل
أضجروني بقولهم لا تغزل
وصف ما نحن فيه أحرى وأجمل
قلت ماذا يضيركم لو تركتم
شاعرا مثلي واحدا يتغزل
اكتبوا أنتم وافعلوا كيف شئتم
وذروني وما أقول وأفعل
إن أشعاركم لها فعل جيش
وافر العزم والعتاد المكمل
أين شعري من فتكها بالأعادي
كل أشعاري لا توافق مقتل
كل ما أستطيعه في جهادي
أن ألاقي في العمر غرة أكحل
إن رنا شب في الفؤاد حريق
يكتوي من لهيبه كل مفصل
ليس يطفيه غير لمسة شعر
أو عناق بدفئه يتجمل
إن تحولت عن هوى مثل هذا
عن حياتي بأسرها أتحول
فاعذروني إذا وقفت قصيدي
وحياتي على حبيبي المدلل
***
الشاعر صالح المزيون
21 ــ 10 ــ 2009
حماد مزيد
26/06/2014, 12h28
نِداءٌ إلى الرُوح
أحبها بقلبه البشري ... ولكن روحه ظلت أسيرة وحيدة ! وما إن رأى الأخرى حتى طار
إليها واتحدت روحاهما معاً ,, فلامه معظم الناس وعاتبوه حتى صديقه فأجابه :
لاَتَلُمْنِي إذا عَشِقْتُ سِوَاهَا
أَفَحَتْمٌ عَلَى فُؤَادِي هَوَاهَا
إنَّ قَلْبِي اِسْتَكَانَ لَمَّا احْتَوَاهَا
لَكِنِ الرُّوحُ منْ يُلَبِّي نِدَاهَا
مِثْلَمَا يَطْلُبُ الفؤادُ حَبيباً
تَطلُبُ الرُّوحُ مُنْقِذَاً يَرْعَاهَا
وأنَا احْتَجتُ في حَياتيَ رُوحاً
ليسَ قلباً يُزِيدُ مِن بَلْوَاهَا
فَهَوَى القَلْبِ يَنْتَهِي لِزَوَالٍ
وَهَوَى الرُّوحِ لا وَلَن يَتَنَاهَى
*************************
وَهَبَ القَلْبُ لِلقَصَائِدِ لَفْظَاً
وَأَتَمَّت رُوحِي لَهَا مَعْنَاهَا
لَوْعَةُ الشّوْقِ في الهوى مِنْ فُؤَادٍ
وَالحنايَا مُؤَجِّجٌ لِلَظَاهَا
وَدِمَاءُ الفُؤادِ إِنْ فَاضَ حُزْناً
تَتَخَفَّى بَزِيِّ دَمْعٍ تَرَاهَا
نَسَبَ الله ُلاسْمِهِ الرُوحَ دَوْماً
فَكَفَاهَا أَدِلَّةً لِعُلاهَا
*************************
آهِ ( يا مَيْدُ ) من عَذَابٍ أَلِيمٍ
زَجَّ في نَفسْي الاِكْتِئَابَ فَآهَا
تِلْكَ من تَبْعَثُ الحَياةُ بِرُوحِي
إِنَّ رُوحِي بِحُبِهَا تَتَبَاهَى
وَتُرِيكَ القَدَّ الجَمِيلَ تَثَنَّى
أَيُّ فَذٍّ ( مَيَّادَةً ) سَمَّاهَا
يَنْفُذُ الرُوحَ طَرْفُهَا دُونَ إِذنٍ
كُلُّ طَرفٍ مُقَيَّدٌ لَوْ رَآهَا
مَنْطِقٌ يأسِرُ العُقولَ بِرِفْقٍ
عَبْقَريٍ ... تَبُثُهُ شَفَتاهَا
وَلِسحرِ العَينَينِ أُفْقٌ رَحيبٌ
تَبْعَثُ الحُبَّ صافياً عَينَاهَا
وَتُعِينُ الخُطَى لِكُلِّ نَجَاحٍ
إنَّ رُوْحِي ظَمِيئَةٌ لِنَدَاهَا
أَحَرَامٌ إِذا اسْتَجَبْتُ لِرُوحِي
فَتَسامَتْ بِعِشْقِها وَمُنَاهَا
أَيُّ جُرْمٍ إِذا عَصَيْيتُ فُؤَادي
حَسْبيَ الرُّوحُ أَستَدِيمُ رضاهَا
فَلْتَدَعْني في أُمْنياتي غَريقاً
أَعْذَبُ الأُمْنياتِ في أَقْصَاهَا
خَلِّنِي بِالوَهْمِ الجَّمِيلِ أُلاقِي
فَرْحَ أَيامِي مُشْرِقاً في سَمَاهَا
تَتَرَوّى منَ السَّرَابِ وُرُودي
فَتُشيعُ الظَّنونُ سِحْرَ شَذَاهَا
فَمِنَ الأَحْلامِ العِذَابِ حَياتي
وَإلى الأوْهَامِ الكِذَابِ خُطاهَا
***
الشاعر صالح المزيون
11 ــ 12 ــ 2009
حماد مزيد
26/06/2014, 12h36
حبيب المساء
أفيقي فَإِنَّ الصَّبَاحَ صَحَا
وَفَكَّ مِنَ اللَّيْلِ أَغْلالَهُ
دَنَا مِنْ فِرَاشِكِ ثُمَّ اِسٍتَحَى
فَيَالَهُ مِنْ عَاشِقٍ يَالَهُ
وَأَسلَمَ إِيقَاظَكِ لِلْضُّحَى
وَرَاحَ يُجَرْجِرُ أَذْيَالَهُ
فَرَقَّ لِنَوْمِكِ ثُمَّ اِنْمَحَى
وَعَافَ الغَرَامَ وَأَحْوَالَهُ
*** *** ***
أَنا كُنْتُ وَحْدِي الذي يَعْرِفُ
لماذَا حَبِيبي أَبَى أَنْ يَفِيْقْ
بِأَمْسِ دَعَانَا الدُّجَى المُسْرِفُ
وَكَانَ لَصِيْقِي وَكُنْتُ الرَّفِيْقْ
وَرَاحَ لِكأْسِ الْهَوَى يَرْشِفُ
وَأَرْشِفُ مِنْ شَفَتَيْهِ الرَّحِيْقْ
أَنَا في بُحُورِ الهَوَى مُجْحِفُ
لَثَمْتُ الشِفَاهَ فَكَانَ غَرِيْقْ
*** *** ***
مُحَالٌ مَعَ الحُبِّ مَنْ ذَا يَنَامْ ؟
هُنَا الصَّحْوُ يَهْزَا بِأَلْفِ مَنَامْ
أَقُومُ وَفي النَّفْسِ نَارُ الغَرَامْ
تَشِبُّ فَأَزْهُو بِذَاكَ الضِّرَامْ
وَأَلْقَاكِ قُرْبِيَ بَرْدَ السَّلامْ
فَأَمْنَعَ عَنْكِ السَّنَا وَالأَنَامْ
وَآمُرُ قَلْبيَ دَعْهَا تَنَامْ
سَتَصْحُو مَعَ اللَّيلِ تمحُو الظلامْ
*** *** ***
وَأَذْهَبُ وَالقَلْبَ في رِحْلَةٍ
نُعِدُّ مَشَاعِرَنَا لِلْسِّهَرْ
نَضُمُّ العَوَاطِفَ في قُبْلَةٍ
(لِنَهْنَأَ بِالوَقْتِ) فَوْقَ الثَّغَرْ
وَنَخْتَزِلُ الشِّعْرَ في جُمْلَةٍ
عَلَى وَصْفِها فَالدُّجَى قَدْ قَصُرْ
وَنَخْتَصِرُ العِطْرَ في زَهْرَةٍ
إِلَيْهَا سَمَتْ عَنْ طُمُوحِ الزَّهَرْ
*** *** ***
وَيَأْتي المسَاءُ فَيَأْتي الحبيبْ
بَهِيّاً كَبَدْرِ اللَّيَالي جَمِيْلْ
مشَى عَارِفَاً قَدْرَهُ في القُلُوبْ
فَأَغْلَى مَكَانٍ لأحْلَى نَزِيْلْ
وَمَالَ كَغُصْنٍ حَنُونٍ رَطِيْبْ
لألثمه بعد يوم طويلْ
فَكُنْتُ لأطْمَاعِهِ مُسْتَجِيبْ
وَجَادَ لأجْلِيَ بِالمسُتَحِيْلْ
*** *** ***
تَبَعْثَرَ ضَوْءُ الدُّجَى في الصَّباحْ
وَرَاحَ الحبيبُ فَجاءَ الشَّقَاءْ
وَعَادَتْ معَ النُّورِ كَفُّ الجِّراحْ
ِلتَنْشُرَ مَا خَبَّأَتْهُ الدِّمَاءْ
رَمَاني الفِراقُ فَأَيْنَ السِّلاحْ
أُعِيْدُ بِهِ ذِكْرَياتِ المَسَاءْ
إِلى أَنْ يُعِيدُ الدُّجَى الارْتِيَاحْ
سَأَحْيا على أُمْنِياتِ اللقَاءْ
*** *** ***
سُنُون ٌ دَقَائِقُ بُعْدِكِ عَني
مَتى يَأْذَنُ الليلُ أَنْ نَلْتَقي
وَهَلْ يَسْتَجِيبُ الهَوَى للتَمَنِّي
وَيَحْنُو اللِّقَاءُ عَلَى العَاشِقِ
إِذَا عُدْتِ عَادَ الذي ضَاعَ مِني
بِلَوْنٍ جَدِيدِ الرُّؤى مُشْرِقِ
فَأُصْلِحُ بينَ يَقِيني وَظَنِّي
وَأُسْعِدُ مِنْكِ هَوَى خَافِقي
***
الشاعر صالح المزيون
09 ــ 3 ــ 2011
http://www.sama3y.net/forum/flash/misc/progress.gif
حماد مزيد
26/06/2014, 12h40
لم يلقَ شعر الإخوانيات (ولا أقصد بالإخوانيات الصداقات بل أقصد أفراد العائلة الأخ الشقيق والأخت الشقيقة ) في الشعر العربي من الكثرة والرواج ما لقيته أغراض الشعر الأخرى كالغزل والحماس والفخر ... ولا أدري لماذا ! أهو الجمود في العاطفة ؟ أم الحياء ؟ ربما كان هناك أسباب كثيرة ..
ولعدم الإطالة أحببت أن أشرككم في عواطفي بقصيدتي عن دوحة الأخوات أختي البتول :
البتولُ العَطٍرَة
أُخْتي بَتُولٌ مَا لَهَا أَبَداً مَثِيلْ
في دَوْحَةِ الأَخَوَاتِ وَالرَّحِمِ الأَصِيْلْ
أُخْتٌ صَفَتْ وِرْداً فَكانَتْ مَوْرِداً
كَالجَّدْوَلِ الرَقْراقِ لِلْقَلْبِ العَلِيْلْ
تُعْطِيْكَ مِنْ صُوَرِ البَشَــاشَةِ مَلْمَحَاً
مُتَفَرِّدَ القَسَمَاتِ مَفْقُودَ المَثِيْلْ
حَتَّى وَإِنْ كَانَتْ تَبِيْتُ عَلَى الجَوَى
تُخْفِي الشَّقَاءَ وَتُظْهِرُ الرُّوْحَ الجَمِيْلْ
فَإِذَا أَتَيْتُ لِدَارِهَا أَحْسَسْتُهَا
ضَيْفاً بِدَارِي .. لَمْ يَكُنْ ضَيْفاً ثَقِيْلْ
يَحْمِيكِ رَبِي يَا أُخَيَّةَ خَاطِرِي
يَا أَكْرَمَ الأَخَوَاتِ في الزَّمَنِ البَخِيْلْ
كَيْفَ اسْتَطَعْتِ مَعَ الأَنَامِ تَعَايُشاً
وَقَدْ اسْتَوَى بِهِمُ الوَضِيْعُ مَعَ النَّبِيْلْ
جَسَّدْتِ أَدْوَارَ الحَيَاةِ نَمُوذَجاً
فَذّاً لأُخْتٍ أَوْ لأُمٍّ أَوْ خَلِيْلْ
وَتَنَازَعَتْكِ فَضَائِلُ الأَخْلاَقِ حَتَّى (م)
اسْتَحْوَذَتْكِ .. فَكُنْتِ شَيْئاً مُسْتَحِيْلْ
وَفَجَرْتِ يُنْبُوعَ الحَنَانِ فَأَزْهَرَتْ
بِكِ رَوْضَةُ الأَيَّامِ وَالظِّلُ الظَّلِيْلْ
يَابِذْرَةَ الإِخْلاَصِ نَبْتُكِ مُثْمِرٌ
عَنْ أَجْمَلِ البَتَلاتِ في الدَّوْحِ الجمِيْلْ
وَلِكُلِّ وَرْدٍ نفحةٌ مِنْ عِطْرِهِ
عِشْتِ البَتُولَ .. وَزَوْجُكِ الرَّجُلُ الأصِيْلَ
***
الشاعر صالح المزيون
02 ــ 02 ــ 2010
حماد مزيد
26/06/2014, 12h45
شَــاعِـرٌ غـريـق
عيوني تَجَمَّدَ فِيها البَرِيــق
وَجَفَّ دَمي في ثَنَايا العُرُوق
فَمِي صَارَ صَمْتاً كَلامي مُعَادٌ
وَرُحْبُ خَيَالي تَنَاهَى لِضِيق
وَأَصبَحَ شِعْرِي عَقِيماً أَسِيراً
وَلَيـسَ بِهِ أَيُّ مَعْنىً طَلِيق
وَرَنَّقَ فَوقَ سُطُوري المَلالُ
وَكَرَّرْتُ نَفْسي بِنَفْسِ الطَّريق
وَأَبْصَرتُ بَينَ حُطَامِ ضُلُوعي
بَقَايا أَدِيبٍ كَليْلٍ غَـرِيــق
فُؤَادي فُؤَادَ المَواجِــعِ هَيَّا
نَـقَـرُّ بِقَبرٍ مُريحٍ سَـحِيق
بَعِيداً عَنِ النَّاسِ تحْتَ الثَّرى
بَعِيداً عَنِ الكُلِّ حَتَّى الصَدِّيق
فُؤَادي إِذَا المَرْءُ عَافَ الحَياةَ
وَأَبْصَرَ فيها الرَّحِيبَ مَضِيق
فَدَعْــهُ يَذُوبُ رُوَيداً رُوَيداً
فَلَنْ يَأسُوَ الكَوْنُ جُرْحاً عَمِيق
***
الشاعر صالح المزيون
08 ــ 06 ــ 2011
حماد مزيد
26/06/2014, 12h48
حُبُ الخَطَر
آلَـيْتُ حُبَّكِ وَالخَطَرْ
أَنا لَسْتُ أَعْبَأُ بِالضَّرَرْ
مَنْ كَانَ يَرْغَبُ في الوُرودِ وَشَمِّها ..اِحْتَـقَرَ الإِبَرْ
وَأَنا الشُّجَاعُ فَلا أَهَابُ بِكِ المَنايا وَالسَّقَرْ
قَتَـلَ المَخَاوِفَ وَالِدي
وَرَضَعْتُ مِنْ أُمِّي الخَطَرْ
فَـغَـدَوْتُ مَجْبولَ الطِّباعِ عَلى النَّـوازِلِ وَالغِيَرْ
جَلْدٌ وَأَعْلَمُ إِنَّـما انْتَـهَبَ الَّلذَاذَةَ مَنْ صَبَرْ
وأَنا لَها مُـتَـصَبِّـرٌ
لأَكُونَ أَكْثَرَ مَنْ ظَـفَرْ
**** **** ****
قَدْ جِئْتُ رَوْضَتَـكِ الجَّمِيلَةَ دُونَ خَوْفٍ أَوْ حَذَرْ
وَأَتَـيْتُ ظَـمْآنَ الـمَـعانـي أَسْتَـقي عَذْبَ الصُّوَرْ
وَنـَزَلْتُ ما بَيْنَ الخَمائِـلِ أَجْـتَـنـي وَحْيَ الـفِكَرْ
حَتَّـى فَتَكْتِ بِفِكْرَتـي
كَـالَّلحْنِ يَـفْتِــكُ بِالْـوَتَرْ
وَهُـزِمْتُ مِنْ عَيْنَيْكِ حَتَّى لَمْ أَعُدْ ... أَقْوَى النَّـظَــرْ
**** **** ****
عِنْـدي سُؤَالٌ حُلْـوَتـي
هَلْ (تَـقْرَبـيـنَ) إِلى الـزَّهَرْ
هَلْ كانَتِ الجَوْزاءُ أُمَّكِ ؟ أَمْ أَبُوكِ هُوَ الـقَـمَرْ
مَا هَذِهِ الأَوْصافُ ... مَا هَذا التَّـرَسُّلُ في الشَّعَرْ
مَا كُلُّ هَذا الحُسْن ... ما هَذا الـتَّـغَنُّـجُ وَالخَـفَرْ
صُوَرٌ ... بَراها المُبْدِعُ الخَلاّقُ تَـهْزَأُ بِالفِكَرْ
فِتَـنٌ تَجَمَّعَتِ المَساءَ نُجُومَ عِقْدٍ كَالدُّرَرْ
حَتَّى إِذا خَلَعَ الدُّجى أَرْدانَهُ .... كُنْتِ السَّحَرْ
فَظَلَلْتُ مِنْ وَهَجِ الصَّباحِ إِلى المَساءِ المـُنْتَـظَـرْ
دَنِفٌ وَلَيْسَ يَشُوقُـنـي أَحَدٌ سِوَاكِ مِنَ البَشَرْ
**** **** ****
أَيْنَ الهُروبُ وَأَنْتِ حُلْمُ صَبَـابَـتـي مُنْذُ الصِّغَـرْ
وَلِمَ الصُّدودُ وَأَنْتِ أَجْمَلُ مَـاانْـتَـهَـبْتُ مِنَ العُمُرْ
أَوَكُلَّمَا جَادَ الزَّمانُ بِفُرْصَةٍ بَخِلَ القَدَرْ
لمَ تَرْتـَوِ الرُّوحُ الشَّقِيَةُ مِنْكِ بَعْدُ وَلا النَّـظَـرْ
صَعْبٌ عَلى الشُّعَراءِ إِخْفَاقُ المَساعي وَالفِكَرْ
**** **** ****
فِيمَ الـتَّبَـاعُدُ والـتَّـمَنُّـعُ بِادِّعَاءَ اتِ السَّـفَـرْ
وَعَلامَ تَـخْتَـلِقينَ أَعْذاراً وَهِّياتٍ أُخَرْ
مَهْما ابْتَدَعْتِ منَ المَزاعِمِ وَالتّعلُّلِ لا مَفَرْ
عَبَثـاً إِذا حَاوَلْتِ كَبْتَ مَشاعِـرِ الـوَجْـدِ الـعَـطِـرْ
أَنا قَدْ قَرَأْتُ الشَّوْقَ في عَيْنَيْكِ ضَجَّ مَعَ الحَوَرْ
وَكَشَفْتُ أَسْرَارَ الشِّفاهِ المُسْكِـراتِ لِـتُـعْـتَـصَـرْ
وَوَشَى بِها الدَّمْعُ الظَمِيءُ إِلى عِناقٍ مُسْتَمِرْ
فَـعَـلامَ تَبْتَـعِدينَ طَيْـفاً خَائِـفاً مِنِّـي حَذِرْ
إِنِّي سَأَرْحَلُ لاَ تَخَافـي كَفْكِفي هَاذي الدُّرَرْ
وَلْـتَـطْـمَئِـني ... لم أَعُدْ
أَشْتاقُ مَعْرِفَـةَ الخَبَرْ
لاَ تـُخْبـِريـنـي وَاتْرُكي ظَنـِّي يَـمُـوجُ مَعَ الفِكَرْ
مَا أَجْـمَلَ الوَهْمَ الرَّحِيبَ إِذا تَـجَـنَّـى أَوْ عَذَرْ
فِيهِ الإِجابَاتُ التي
تَأْسُو جِرَاحَ المُنْتَظِرْ
وَهُوَ الجَبِيــرَةُ لِلْخَـواطِــــرِ وَالفُؤادِ المُنْكَسِرْ
إِنِّي مَنَحْتُكِ في الوَداعِ قَصِيدَتـي مِنّي أَثَرْ
فَإِذا حَنَنْتِ لِرُؤْيَتـي
أَنا ماكِثٌ خَلْفَ السُّطُرْ
***
الشاعر صالح المزيون
19 ــ 10 ــ 2009
http://www.sama3y.net/forum/flash/misc/progress.gif
حماد مزيد
26/06/2014, 12h54
دراسة نقدية ومعارضة
لقصيدة الشاعرة بلقيس الجنابي
****************************************
أ ُناديْ أسمَــريْ حُلوالمحيّا
الشاعرة بلقيس: إكرام الجنابي
أ ُنادي أسمَــريْ حُلوالمحيّا
فأمسى الشوقُ مأسورا ً لديّا
وقد جاءَ الصبــاح ُبعندليبيْ
على الأغصان ِ صدّاحا ًشجيّا
يطالعنـــيْ وقـــد لبّــى ندائــي
بأغنيةٍ يــَــرُدُّ بهــــــا علــَــيّا
فيغمرنــي حيـــــاءٌ منــهُ حلوٌ
ويحمَــــرُّ جبينيْ بـــــــهِ مليّا
وأسْتحْيي إذا مــا قــــال أهلاً
ويغدو صوتي من خجلي خفيّا
يرُدُّ عليــــه قلبـــي ياحبيبي
فينضَحُ من لسانيْ الحبَّ ريّا
وأ ُخفي رَعْشتـيْ فأدُسُّ وجهي
بكفـّيَّا وقـــــد رَجفـَـتْ يــَــديَّا
وأهربُ منه كي تـَرضى شفاهيْ
لتُسعفنــــيْ بمـــــا كَتَمَتْهُ شيّا
وينتظرُ الكـــــلامُ علــى لساني
فتـَحْكيـه ِ حَيــــــــــاء ًمُقـْلتيَّا
دراسة نقدية لقصيدة الشاعرة بلقيس / أنادي أسمري ... بقلم / صالح المزيون
كعادتها دائماً تطربنا بأعذب الألحان وتعطرنا بألوان الشذى والعبير ...
إنها شاعرتنا بلقيس بنت الجناب ويحلو لي أن أقول شاعرتنا لنستأثر بها في وحيها فهي لنا وبنا ومنا فاسكبي لنا رحيقك المختوم فلقد اشتقنا للرواء ...
ألمح في حنبات كأسك اليوم في قصيدتك هذه مقاماً للوجد كبير ! يعرضه على أسماعنا ذلك الحَبَبُ المتناثر كالآلئ على سطور القصيدة ... فهو موقف ليس باليسير ! فالنداء كان مخبوءً خلف نبض الأماني وحنين الكلمات منذ سنين ... والشوق مكبوت يعذبه الصمت والجَنان .. وبين هذا وذاك تحرر النداء لينهي حالة الصراع تلك ويعلن فوزه على جميع عوائقه ! فسار محلقاً حراً طليقاً يخاطب روحه في رقة وصفاء :
أ ُنادي أسمَــريْ حُلوالمحيّا
ولكن الشوق لم يزل حبيس تلك الضلوع الحيارى وكأنه الباعث الخفي للنداء
فأمسى الشوقُ مأسورا ً لديّا
آه على ذلك الشوق الكبير وما يعتمله في النفوس .. فإما الخروج بالنداء وإما التكتّم والأنين وكلاهما حلٌ وَبِيل ! ونستطيع أن نتلمس مرارة التردد وحيرة الاختيار من خلال ما عبّرتِ به من مترادفات تحمل النقيضين في المعاني بكلمة : (أنادي) وجملة : (الشوق مأسور) فكيف للنداء أن يظهر وهو الحبيس المُعنّى ؟ وذلك هو الإبداع العفوي لدى الشاعرة .
ولكن الصباح بعد ذلك لم يدعها في حيرة من أمرها فاحتمل عنها صعوبة اتخاذ ذلك القرار الجميل وسرعان ما أسعفها بتدخله معيناً لها راحماً بها ليحضر لها طائرها المغرد في داخلها الذي جاء وهو يعزف لها أجمل ألحان التبتل والشعور ..
وكذلك فإننا نلمح في لفظة : أسمري تركيباً رائعاً بديعاً حيث أضافت الشاعرة للفظة (الأسمر) حرف الياء (أسمري) فتراقص المعنى وابتهج بالتخصيص الآسر الذي يدل على أن ذلك الأسمر لها وحدها دوناً عن الخلائق أجمعين وكأنها لاتقبل أي شراكة فيه ...
كذلك فإنني لست أدري ... أحس أن خلف هذه الياء قد دارت رحى معركة حميمة بين عوطف شتى ونظرات عديدة بغية الفوز بذلك الأسمر المحبوب حتى انطلقت هذه الياء مزهوة فخورة بالنصر لتنادي بأعلى صوتها (أسمري) أنا وحدي حقي دون منازع !
عجيبة هذه الياء .. وسأعتبرها من شدة وجدها أنها للنسب ! فلقد أسماها اللغويون أو النحويون بياء النسب كأن تقول عراقي نسبة إلى العراق أو أزهري نسبة إلى ماقبلها من المتعلقات ولكنها هنا تنسب إلى ماذا ؟؟؟
لذلك (ومع عذري لأساتذتي النحويين) يطيب لي أن أسميها ياء الغزل والتشبيب فهنيئاً لك ياشاعرتنا على ذلك الابتكار المَعين...
وقد جاءَ الصبــاح ُبعندليبيْ
على الأغصان ِ صدّاحا ًشجيّا
يطالعنـيْ وقـد لبّى ندائـي
بأغنيةٍ يَـرُدُّ بهـا علـَــيّا
تذكرني هذه الجزئية من قصيدتك بحالة الافتتان التي اعترت شاعرنا الرائع طاهر أبو فاشا ولم يتمكن من البوح بها أمامنا فأوكلها إلى روح شاعرة العشق والتصوف رابعة العدوية لترويها لنا وتصورها بكل دقة وشفافية ونور عندما قال :
سألت عن الحب أهل الهوى
سقاة الدموع ندامى الجوى
فقالوا حنانك من شــجوه
ومن جــده بك أو لهـوه
ومن كــدر الليل أوصفوه
سلي الطير إن شئت عن شدوه
ففي شـدوه لمسات الهوى
وبرح الحنين وشرح الهوى
تقول الشاعرة وأنا كذلك جاءني طائري مغرداً بعدما أخبره الصباح مذيعاً له أشواقي فأتى صداحاً طروباً يبادلني أنغام الحب والوفاء
فيغمرني حياءٌ منهُ حلوٌ
ويحمرُّ جبينيْ بـهِ مليّا
وأسْتحْيي إذا ما قال أهلاً
فيغدو الصوت من خجلِ خفيّا
وفي تصوير الشاعرة لهذه الحالة عمدت سريعاً إلى استحضار مترادفات الحياء واحمرار الجبين والخجل وذلك حفاظاً منها على الصورة المشرقة العفيفة للغزل العذري الفريد فنفت الاسفاف في الصورة لما تنضح به روحها الزكية الطاهرة وذلك لإبعاد أدنى الاحتمالات التي تتولد صدفة في مخيلة القارئ المجهول فالقراء ليسوا سواء وهذه نقطة ذكاء وعفاف تحسب للشاعرة ..
كذلك نلحظ أنها قد استعملت في مفرداتها تراكيب الفعل المضارع (يغمرني يحمر أستحي) وذلك لتثبيت معنى الاستمرار والتتابع في الحدث ...
يرُدُّ عليـه قلبي ياحبيبي
فينضَحُ من لسانيْ الحبُّ ريّا
وأ ُخفي رَعْشتيْ فأدُسُّ وجهي
بكفّيَّا وقد رَجفتْ يـَــديَّا
وأهربُ منه كي تَرضى شفاهيْ
لتُسعفنيْ بمـــا كَتَمَتْهُ شيّا
وينتظرُ الكـلامُ علـى لساني
فتَحْكيـه ِ حَيــاء ًمُقـْلتيَّا
إبداع متميز متفرد يكتنفه تياران من العاطفة :
أولهما تيار الافتتان بالقلب والجسد وآخرهما تيار العشق الروحي النفسي حيث أنها غلّبت هذا الأخير في ملحمتها الشعرية وذلك من وجهة نظري أبقى للتجربة في الوجدان وبؤرة الأحاسيس لأن هذا التيار الروحي العفيف أسمى من النظرات الجسدية الشوهاء لذلك نجدها آثرت الهروب والانطواء على ذاتها لأنها خجولة لاتريد أن تبوح بمشاعرها خوفاً منها وتحفظاً لعدم تفلت أي لفظة من شفتيها من شأنها أن تخدش تلك الصورية الروحية العلوية المشرقة فآثرت الانسحاب ليبقى الشوق والافتتان منتظراً في ثغرها الوضاء تلوكه حلواً مستساغاً كلما رغبت في التذكر ... وذلك برأيي أدوم بقاءً وأشد خلوداً لهذه التجربة العاطفية التي كُتب لها البقاء وقُيض لها الخلود ....
سامحك الله ياشاعرة لقد حركت بأنفسنا ما قد غفى من اللواعج والاشتياق منذ سنين ... وأججت بكلماتك العذبة الرقيقة ماخبا من مجامر الوجد والغرام !
ولكن مايعزينا في ذلك أنك بعثت إلينا أملاً مجنحاً مشرقاً من خلال عزفك الرائع على أوتار قلوب العاشقين علنا بذلك أن نستعين به على ما تبقى لنا في المسير فرحلة العشق نضاحة بالسعادة والألم ولاتثريب في ذلك حتى وإن قطعنا الطريق بخطوات الأماني والأمل والسراب ....
معارضة لقصيدة الشاعرة بلقيس / أنادي اسمري.... شعر : صالح المزيون
مقام الوجد
سأهتفُ باسمِ من أهوى مليّا
لعلي أنشرُ الأشواقَ رِيّا
ويرتحلُ النداءُ الى حبيبي
فيعرف ذلك الحبّ الخفيّا
وَتُخبرُه النجومُ بأنّ قلبي
يُكتمُ شَـوقَهُ غَضّاً نديّا
فَتملِكهُ الصبابةُ ثمّ يأتي
ليقرأ ما انطوى في مقلتيّا
أخافُ من اللقاء .. يدقُ قلبي
وأُخفي رعشةً سـكنت يديّا
ويُقبل كالربيع وأمنياتي
تُسابقُ موعدي شيّا فشيّا
يُعانقُ نبضُه نبضاتِ قلبي
وَتكشفُ روحُه سِراً خفيّا
ويروي الصمتُ عنّا كلَّ شيئٍ
فيغدو الكونُ عُشـاً مخمليّا
وَتشتعلُ الصبابةُ في دِمائي
وَتعزِفُ داخلي لحناً شجيّاً
وَيملؤني شعورٌ لست أدري
غريبٌ لم يكن يَوماً لَديّا
حياءٌ أم دلالٌ أم فتونٌ ؟
صراعٌ أم مُنىً تَكسو المُحيّا؟
فأهربُ كي أَلوذَ بأُمنياتي
لهيبُ الشوقِ جَبارٌ عليّا
وتبقى الذكرياتُ مِدادَ عُمري
وَتَحيا خالداتٍ في المُحيّا
***
الشاعر صالح المزيون
10ــ 07 ــ 2011
حماد مزيد
26/06/2014, 13h01
لمْ تكوني مثلَ فينوسَ
لمْ تكوني ذاتَ يومٍ
مثلَ فينوسَ جَمالا
فَعَلامَ القلبُ مني
قَدْ غَلا فِيكِ وَغَالى
لمْ يكنْ يوماً يُراعي
حينَ يلقاكِ اعْتِدالا
لمْ تًكُنْ عيناهُ ترعاكِ فتاةً بلْ خَيالا
كان يهواكِ ملاكاً
في السماواتِ تَعالى
كلُّ نقْصٍ بَشَريٍّ
فيكِ يلقاهُ كَمالا
كلُّ وعدٍ بِلِقاءٍ
منكِ يغدو كرنفالا
إنْ رأيتُ الخُلْفَ فيه
عَدَّهُ القلبُ دَلالا
أيُّ سحرٍ عَبقريٍ
في سَنا عَينيكِ جَالا
أيُّ طَرْفٍ يبعثُ الإلهامَ للفنِّ ارْتِجالا
اتقي اللهَ حَرامٌ
ماتظنين حَلالا
جَرّديني منكِ حتى
أُبْصرَ الكونَ ظِلالا
واقْذفيني فوقَ صخرٍ
شاطئي مَلَّ النِزالا
لمْ أَعُدْ أَقْوَى على البحرِ نُزولاً وَارْتِحالا
في خريفِ العُمْر تَغْدو
نَزْعَةُ العِشْقِ ضَلالا
وانْشِغالُ القلبِ فيهِ
للذُّرى يَغْدو وَبالا
نِلْتِ مني كُلّ شئٍ
فاتْركيني كالثَّكالى
إنَّ بي داءً دفيناً
ينهشُ الروحَ عُضالا
عَلّهُ إنْ فارقَتْني
هذهِ العينانِ زَالا
ويحَ أخْطاء شبابي
كيفَ قدْ صِرْنَ جِبالا
سوفَ أمضي فاعْذُريني
عودتي صارتْ مُحالا
لم أعدْ أقْوى فقولي
لي وداعاً لا تَعالَ
***
الشاعر صالح المزيون
12 ــ 11 ــ 2009
حماد مزيد
26/06/2014, 13h04
ألـمُ المسـتقبل
دَمَّـرَني تَفكُّري في غَـدي
أيُّ غـدٍ مُـراوغ أســوَدِ ؟
أيُّ غـدٍ يـَفُـكُّ أَسْـرَ الخُطى
مِنْ يَوْمِها وَهْوَ ابْنُ أَمْسٍ رَدي؟
يا ربُ تاهَ القلبُ مَنْ مُرْشدي
وَحِيرتي تَفُـتُّ في السَّاعِدِ
نَمَتْ خُطُوبُ اليأسِ في أَضْلُعي
وَضاعَ ما يُنْقِذُني مِنْ يدي
وكلما نَجَـوْتُ من عُقدةٍ
بِعيشَتي ... فُجِئْتُ بالأعْقَدِ
مَا حِيلتي واخْتَرَمَ الطَّيْشُ ما
ادَّخَرْتُ في سَـنابلي لِلْغَـدِ
وانْطَمَسَتْ أَنْجُمي في السُّرَى
فكيفَ في ذاكَ الدُّجى أَهْتدي
*** ***
كمْ سَاءَني احْتِضارُ زَرْعي لَدى
أَغْصانِـهِ غَضّاً ولمْ يُحْصَـدِ
وآلمَتْني صَرَخاتُ الرُّبـى
عَاجَلَها خريفُها السرمدي
يا لِبَراعِمي أَتَقْوَى على
صَدِّ أَعَاصيرِ الغَدِ المُرْعِدِ
كيفَ أذُودُ العاصِفاتِ التي
تَحْطِمُها بِسـاعدٍ أَجْرَدِ ؟
ماذا أقولُ يا تُرى عندما
تَسْأَلني عن حَالِها المُجْهَدِ
أقولُ سيفي قدْ نَبا في يدي؟
أمْ أنَّ سَـيفي ظَلَّ بِالمُغْمَدِ
ما عادَ يُجْـدي خَبرٌ إنني
من نَكِـدٍ أَغْدو إلى أَنْكَدِ
*** ***
يا قلبُ أقبلَ الزمانُ الذي
يَا طَالما رَوَّعَني منْ مَوْلدي
وابْتدأَتْ مَسِـيرةٌ قَادَها
عقلٌ يَبيسٌ بعد قلبٍ نَدي
عقلٌ يرى الدنيا على حُسنها
بِعَيْنِ شَـيْخٍ ثائــرٍ مُقْعَـدِ
عقلٌ نَهَاهُ الضَّعفُ عن غَيِّهِ
فإن يَعُـدْ إلى الصبا يُفْسِدِ
كم نَقْلَةٍ حَاوَلها ناشِـطاً
فَأَدْركَ القَيْدَ المُذِلَّ الرَّدي
وَفُسْـحةٍ قامَ لها سَـادِراً
نَبَتْ فَأظْهَرَ العَفَافَ الصَّدي
قُبِّحْتَ يا عقلَ المَشيبِ الذي
نَسَّـكَهُ ضَعْفُ القُوى عن يَدِ
دَعْني فُؤادي وَلْنُقِمْ مَأْتَماً
لأَرْيَحِـيَّاتِ الصِّـبا والـدَّدِ *1
*** ***
يا ذكرياتي أَرْجِعي مَاضياً
لِحَاضِري يُعِينُني في غَدي
الشَّعَراتُ البيضُ قد زَاحَمَتْ
سَــوادَها بِعَزْمِ مُسْـتَعْبِدِ
والأربعــونَ قَيَّدَتْني ولم
أَزَلْ مُعانِداً ولم أَنْـقَــدِ
ولمْ يَزَلْ يَخْبِطُني مَوْجُها
وكيفما جَزَرْتُـهُ يَمْــدُدِ
ياليتَ شعري هل أظلُّ المَدى
مُنْتظِراً في مَعْبَرٍ مُوصَـدِ؟
غَادَرَني جَميعُ صَحْبي ولم
يَزَلْ رِكابي عَالِقاً في يدي
وكلُّ من رَوَّيتُــهُ مَدْمَعي
لاثَ دمي وَعَاثَ في مَوْرِدي
لا لنْ أَظلَّ حَائِراً فَانْتَظــرْ
يا أيها العَيْشُ الوَبِئُ الرَّدي
غَداً تَرَى عَزْمَ الخُطى عندما
يدْفَعُها إِصْرارُ مُسـْتأسـِدِ
إنْ فُلِحَتْ أرضُ الرُّبَى أَفْلَحَتْ
وَازَّيَنَتْ بَالثَّمَــرِ الجَيّــِِدِ
يا خُطْوتي لا تَتَوانَيْ ولا
تَرَدَّدي ! وَكُلَّ أُفْقٍ رِدي
يا نَفْسُ لا تَسْتأخري أَقْدِمي
لَوْ سِـنَةٌ تَأْخَُذْكِ تُسْتَعبَدي
*** ***
كلُّ الذي أَطْلُبُــهُ أنني
أُبْصِرُ من يَقُودُني لِلْغَدِ
وأعرفُ الحدودَ في رِحْلتي
وَأسْتَبِينُ في السُّرى مَقْصَدي
وأَخْضُدُ الأحلامَ من أيْكتي
وأمنعُ الغُثاءَ عَن مَوْرِدي
فلمْ يَعُدْ مُتَّسَعٌ في الخُطى
ولمْ يَعُدْ قَوْسُ الصِّبا بِالنَّدي
لا لنْ أظلَّ غَارِقاً في المُنى
لا بُدَّ أن أَعْرِفَ مَنْ قائدي
سَأسْتَمِرُّ في الدُّنى بَاحِثاً
لَعلَّني أَلْقاهُ في المَسْجِدِ
*1 / الـدَّدُ : اللهو واللعب
***
الشاعر صالح المزيون
11ــ 08 ــ 2011
http://www.sama3y.net/forum/flash/misc/progress.gif
حماد مزيد
26/06/2014, 13h17
متى ربيعُكِ
الأمرُ أمرُكِ فانظري تَرَفاً
من أي كأسِ أنتِ ساقيتي ؟
فإذا امتنعتِ فليسَ لي أملٌ
وإذا ارتَضيتِ فتلكَ أُمنيتي
آهٍ من الحالينِ ...لا بِدَمِي
صبرٌ ولا طيشٌ بأوردتي
وقصائدي ألمٌ يعاودني
إن لم تكوني أنتِ مُلهمتي
لََثَمَ النَدى شَفةَ الزُهور ضُحىً
فمتى ربيعُكِ يا مُعذبتي ؟؟
:emrose::emrose::emrose:
***
الشاعر صالح المزيون
25ــ 01 ــ 2014
http://www.sama3y.net/forum/flash/misc/progress.gif
حماد مزيد
26/06/2014, 13h20
مُدَلّلة ...
نَبَضاتُ قلبكِ يا فُؤادي مُثقلَة
والفجرُ قَيَّدهُ الدُجى فَتحَمَّلَه
قد صِرتَ وَحدَك نازفاً بين المُنى
والدربُ تَحتكَ جَائعٌ ما أطولَه
تُدمى الطريقََ خُطاك فيهِ ورُبما
عادتْ بكَ النَدَباتُ فاحذر أولَه
وتضيعُ من غَدِكَ الرُبى فإلى مَتى
تُبقى البراعمَ والطيورَ مُكَبلَة
وإلى متى ياقلب تقطُر غُربةً
وتظلُ تغتالُ الجوابَ الأسئلَة
وتظلُ تَحلُم في مَسائكِ بالتي
رَسمتْ لنهر الحب يوماً جَدولَه
الوردُ والآمالُ تعرفُ عطرَها
هيَ وَحدها بين النساءِ المُذهلَِة
صاغتْ ليَ الدُنيا ضََفائرُ شَعرِها
أملاً يُسابق في الفؤادِ مَناهلَه
وَحَنَتْ على شَفَةِ الغَرام بِثَغرِها
كالموجِ يَلثِم في الوداعِ سَواحِلَه
كالفجرِ يَكشِفُ للرُّبى أسرارَهُ
كالحُلمِ يأسرهُ الكرى ما أجملَه!
لكنها الأقدارُ تعبثُ بالمنى
والأمسياتُ تثير ذكرى قاتلَه
نَزِفَ الحَنينُ ولم يَجِدْ لدموعِهِ
إلا أكاذيب الدجى وسلاسلَه
من أنتِ يامن لاتزالُ ببعدِها
رغمَ السَّرابِ بُكلِ شئٍ مَاثلَة
في وَشْوَشاتِ الفجرِ في لُغةِ الشذا
في أُمسياتي في دَمي مُتأصلَة
مَهما يُعذبُني الحَنينُ بسجنهِ
تَبقَيْنَ وَحدكِ في الفؤاد مُدلّـلَة !!
:emrose::emrose::emrose:
الشاعر صالح المزيون
25ــ 02 ــ 2014
Powered by vBulletin Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd