المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عبقرية النظرة


إيمانيات
21/03/2014, 03h28
http://www.bibalex.com/egyptology/images/images/Image/%D8%AC%D9%86%D9%88%D8%AF%20%D9%85%D9%86%20%D8%A7%D 9%84%D9%86%D9%88%D8%A8%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D8%AF% D9%88%D9%84%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%B3%D8%B7 %D9%8A%20%D9%85%D8%AA%D8%AD%D9%81%20%D8%A7%D9%84%D 9%86%D9%88%D8%A8%D8%A9.jpg

عبقرية النظرة
اسمع دائما عن عبفربة ليوناردو دافنتشي عندما رسم لوحة الموناليزا
كيف انه جعل إبتسامتها عبقرية (http://www.elkurdy.org/vb/showthread.php?t=25977)بحيث اينما تقف من زاوية الغرفة الموضوعة
بها اللوحة تجد ان إبتسامتها و نظرة عينيها موجهة إليك !
إذا وجدت عندك الوقت و النية لزيارة المتحف المصري الذي كنت أزوره شبه أسبوعيا
في عامي الثاني بكلية الآثار ، اتمنى ان تسأل عن نموذج من الخشب الذي يعود
لأيام الدولة الوسطى كتيبة مصرية من أربعين جندياً حاملى الرماح والدروع وعلى
رؤوسهم خوذات. بكامل هيئته لأول جيش نظامي مصري وجـِد في التاريخ.
إذا تَفرّست في تفاصيل تلك التماثيل الصغيرة التي ستُبهِرك بدقة صُنعها نظرا لصِغر
حجمها ، فَتشُدك أعين هؤلاء الجنود بشكل تلقائي ، فإذا كنت عدوا او غير محب
لهذا البلد تكرهه لأي سبب من الأسباب او لا تؤمن بما يمثله هذا الجيش ،سيمتلأ
قلبك رعبا و ستجد نظرات هؤلاء الجنود تجعلك خائفا من بأسِهم كأنهم قد بُثت فيهم
الحياة فينقضّون عليك ليفتِكوا بكل من تُسوّل له نفسه بالتعدي على شعب مصر،
اما من يقفون من ابناء هذا الشعب امامهم سيجدون تلك النظرة (http://www.elkurdy.org/vb/showthread.php?t=25977)قد تحوّلت لزخّات
متتالية من الشعور بالأمان و الحماية التي تَمُدك بالفخر لتُبحِر بين تلك النظرات عبر
موجات هادرة من الحب و الإيمان الراسخ بعظمة هذا الوطن و شعبه.
فتتذكر قائدهم سنوسرت الثالث الذي وصلت فواته و حدود مصر آنذاك حتى الشلال
الرابع فوضع هناك نُصب تذكاري يحذر من التفريط في شبر واحد من حدود الوطن,
و يتبرأ من اي مصري يعتبر بلده مجرد حفنة نراب يُراق فوقها الدماء فتحوله لطين
لزج فقط ، فلا يصنع الحضارة ليبني تاريخا عريقا يعكس بتسلسله و احداثه عبقرية
هذا الشعب على مدار عقود و حقب توالت فأفرزت إنتصارات و ولّدَت هزائم و تركت
بصمات الدهر تحفر بمخالبها فوق طيات هذه الأرض و رسمت خطوطا للزمن على
جِـباه شعبها البسيط المُحب لله و الحياة العاشق للإنسانية حاميا لكرامة البشرية.
جيش مصر ريما يكون الوحيد الذي يشاطر شعبه همومه اليومية فيؤمِّن له قوتُه من
خلال مزارعه و ثرواته الحيوانية ، يوفرها لهم فيفتح منافذ ليبيع منتجاته للجمهور
من طبقات الشعب المختلفة، يمتلك أيضا إدارة هندسية تُمهِد الطرق و تبني الكباري
وتُشيّد الأبنية و المنشآت المدنية تُرمم كل ما تهالك لتُعيد بناء المتهدم منه.
تُشارك المجتمع أفراحه و بهجته فَتُتيح الإنتفاع بقاعات الأفراح و المناسبات بالدارات
الإجتماعية لهيئات القوات المسلحة العديدة المنتشرة في طول مصر و عرضها
لتوفر الخدمات الترفيهية و المأكولات للأفراد من جميع طبقات الشعب بأسعار رمزية.
المستشفيات العسكرية و ما تقدمه من خدمات صحية و تهتم بالعِلم و الأبحاث الطبية.
دوره القوي يتوغّل بين طبقات المجتمع ليصل بتأثيره الإيجابي العميق قبل ان يوفر الحماية
و الأمان للحدود من هجمات الأعداء برا و بحرا و جوا.
ثم نتسائل يعد كل هذا لماذا اوصى سيد الخلق اصحابه عندما يفتحون مصر بأن
يتخذوا من ابناءها جنودا لِأنهم خير أجناد الأرض و أرض مصر هي كنانة الله لأعداءه؟