المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الفنان لطفي بوشناق سفير الامم المتحده للسلام


Shiraz
18/01/2006, 05h30
الفنان لطفي بوشناق



ليترك السياسيون الساحة للفن الاصيل

عمالقة الفن العربي أدوا أغنيات قصيرة وسريعة·· ولكنها هادفة
http://www.aliwaa.com.lb/images/191-180106.jpg

الفنان لطفي بوشناق خلال حديثه مع مراسل "اللــــواء" حسين عون

فيينا ــــ حسين عون:
عبر الفنان العربي المعروف لطفي بوشناق، الذي عينته الأمم المتحدة سفيراً متجولاً من أجل السلام في العالم، عن استيائه البالغ لتدهور مستوى الفن الأصيل في العالم العربي، ولا سيما على صعيد الألحان الموسيقية والكلمات والأداء والكوادر الفنية· كما حمل بعنف على استغلال بعض الفضائيات وشركات الإنتاج والتسويق المواهب الفنية الصاعدة لتحقيق أرباح مالية هائلة، ولكنه رفض تسمية تلك الفضائيات واكتفى بوصفها فضائيات رخيصة تسعى وفق أجندة عمل لترويج الأغاني الهابطة التي لا تمت بعادات وتقاليد الأمة العربية وأصالتها وقضاياها الوطنية، ولا ترقى إلى مستوى التحديات القائمة التي تواجه الأمة· وأكد الفنان لطفي بوشناق (تونس) في حديث شامل أدلى به إلى مراسل (اللـــــــــــــواء) في فيينا، على هامش الزيارة التي قام بها مؤخراً مع عدد من أبرز العازفين في فرقته الموسيقية إلى العاصمة النمساوية فيينا، "إن العالم العربي أحوج ما يكون اليوم إلى الفنانين الأصيلين الذين يعبرون عن هموم أمتهم ومشاكلها وأوجاعها، ويكونون بمثابة مرآة صادقة لمشاعر شعوبهم، ويبثون فيهم من خلال فنونهم النبيلة الأمل في مستقبل أفضل وزاهر، ويبعثون فيهم العزيمة على تجاوز حالة التردي والقمع الفكري، التي تسود مجمل الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في العالم العربي، والتي انعكست أثارها السلبية على مختلف نواحي الحياة الثقافية والفنية والفكرية والموسيقية، وبثت في نفوس المشاهدين والمستمعين، وخصوصاً أبناء الجيل الصاعد حالة من اليأس والقنوط والإحباط والجمود والتخلف عن مواكبة مسيرة النهضة العالمية المعاصرة"·
وفي هذا السياق، أعرب الفنان لطفي بوشناق عن اعتقاده القوي بـ "أن الفنان الأصيل يتمتع بقدرات وطاقات فنية هائلة تمكنه من تقديم خدمات جليلة لا تعد ولا تحصى لأمته وشعبه، بحيث تفوق طاقات وإمكانيات القادة والسياسيين البارزين"· ورأى "أن الوقت قد حان كي يترك السياسيون الساحة للفن الأصيل، والمجال للفنانين الملتزمين بقضايا أمتهم، حتى يؤدوا دورهم في المساهمة الحقيقية لإنقاذ شعوبهم من كبوتها، وتلحق بمسيرة النهضة العالمية، وتواكب الدول المتقدمة"· وأضاف قائلاً "إن الفنان إذا لم يكن صادقاً أو أميناً في رسالته الفنية النبيلة، أو لم يكن مرآة صادقة في تجسيد هموم شعبه وآماله وطموحاته وحقوقه في الحياة الحرة الكريمة، فهو ليس فناناً، وسرعان ما سينحدر إلى الحضيض"· وتساءل بقوله "كيف يمكن للفنان أن يكون مبدعاً أو مجلياً، إذا كان لا يعرف ألف باء الفن الأصيل، أو ما يواجهه شعبه من تحديات ومشاكل على مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية"·
وتناول لطفي بوشناق في حديثه هيمنة ما يسمى بالأغنية الخفيفة أو السريعة التي تندرج في إطار ما يسمى بـ "أغاني الفيديو كليب"، فقال "ان مثل هذه الأغاني تعتمد بشكل أساسي على المؤثرات الصوتية والتقنية والمشاهد الإباحية والراقصة، حتى تلقى رواجاً في السوق، أو إقبالاً واسعاً في أوساط الشباب، ولكنها في الواقع أغانٍ تفتقر إلى المستوى الفني الأصيل والكلمة الملتزمة والأداء الفني المميّز· ومن هذه المنطلق، فإن مثل هذه الأغاني قصيرة العمر، وسرعان ما تندثر في ذاكرة النسيان"· واستدرك قائلاً "لا شكً إن هناك كفاءات فنية عربية مهمة، وهناك فنانون ومطربون وموسيقيون حققوا إنجازات مهمة على صعيد تقديم الأغنية العربية الخفيفة خلال السنوات الأخيرة"· ولكنه رفض إعلان أية أسماء·
وأشار لطفي بوشناق في هذا الصدد إلى أن مجموعة من عمالقة الفن العربي الذين اشتهروا خلال القرن العشرين، وفي طليعتهم كوكب الشرق أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب وفريد الأطرش وعبد الحليم حافظ ووديع الصافي وفيروز وناظم الغزالي وغيرهم من المطربين العرب الذين أدوا بامتياز الأغاني القصيرة والسريعة، ولكنها كانت هادفة، وجسدت مختلف نواحي الحياة الإنسانية للشعوب، معتبراً أن الأمر لا يتعلق بسرعة أو خفة الأغنية العربية بقدر ما يتعلق بمدى التزامها في التأثير، والالتزام بالعناصر الأساسية للأغنية، وفي طليعتها نص الكلمة واللحن والأداء والذوق، مع الحرص على التعبير عما يختلج في نفوس المستمعين والمشاهدين العرب من مشاعر جياشة وآمال وطموحات بعيداً عن الغوغائية والابتذال·
وحمل الفنان لطفي بوشناق وسائل الإعلام العربية المرئية والمسموعة مسؤولية ما يحدث من تدهور في واقع الأغنية العربية وذلك بإهمال متعمد أو غير متعمد للاغاني الهادفة وضرب مثلا على ذلك أغنيته التي حصلت على الجائزة الأولى في مهرجان الأغنية العربية والتي يقول فيها :طبعي السلام وليس الشماتة من أحد، وأرى الحياة تليق بي وبكل من لا يستبد· لكنّهم سرقوا سمائي والتراب مع البلد· ولم يتركوا سلاحاً بيدي سوى الجسد· يقولون يحيا السلام·· يحيا السلام، ولكنني لا أفهم هل نحن أشياءً وهم بشر؟ وهل دمنا ماء، وهل دمهم دم؟ لقد آن الأوان لصحوة العالم· من قبة القدس إلى أقصى الجهات الأربع لم يتركوا لي موضعاً، لا جرح فيه بأضلعي· أشكو لمن حكمي وخصمي، والوصي المدعي، كلهم يقفون ضدي· أنا الذي وحدي معي· وتساءل بوشناق لماذا تهمل الفضائيات بث هذه الأغاني التي تعبر عن واقع الشعوب العربية ومشاغلها وهواجسها، وأشار إلى أن كثيراً من الناس في العالم العربي أصبحوا ضحية لوسائل الإعلام الموجهة، ولاسيما تلك التي لا توصل إلا الكلمة المبرمجة التي تخدم مصالحها، وتتجاهل مصلحة الوطن والمواطن ·
كما وجّه لطفي بوشناق نداءاً إلى وسائل الإعلام العربية كافة، المكتوبة منها أو المرئية أو المسموعة، ناشدها فيه ضرورة العمل على تقديم كل وسائل الدعم للرسالة الفنية النبيلة والهادفة، وحثّ جميع الفنانين الحريصين على إبراز الحقيقة، معتبراً في الوقت ذاته أن أهم سلاح لا يزال بحوزة العالم العربي للنهوض بنفسه، ومواكبة التقدم والازدهار والتنمية هو سلاح الفن، مشيراً إلى أن إسرائيل على سبيل المثال أقيمت على ثلاث قواعد أساسية هي: المال والعلم والإعلام· وتساءل قائلاً "ولكن أين العرب من كل ذلك"؟
وأعرب الفنان التونسي بوشناق عن أسفه لتشتت الفنانين العرب في مواقفهم في الوقت الذي نرى فيه الفنانين الغربيين يتوحدون مع بعضهم البعض بسرعة ويقيمون حفلات يذهب ريعها لصالح المنكوبين والمحتاجين في حين يبقي الفنانون العرب منشغلين بالبحث عن السيارات الفخمة والطائرات الخاصة وزيادة عدد رجال الحماية المحيطين بهم، في الوقت الذي يتزايد فيه عدد الفقراء والمنكوبين في العالم العربي·
وردا على سؤال حول مهامه كسفير الأمم المتحدة للسلام ودوره المرتقب رد الفنان لطفي بوشناق انه يعتز كثيرا بهذه المهمة وسيعمل من خلالها على إيصال رسالته إلى العالم، والتي سيؤكد فيها على ضرورة التعايش الحضاري والسلام، وأكد أنه سيساهم عن طريق الكلمة الطيبة والأغنية الهادفة والملتزمة في إزالة الصورة النمطية الخاطئة والأحكام المسبقة ضد العرب والمسلمين ·
وأشاد الفنان بوشناق بالمستوى الجيد الذي بلغته الأغنية الخليجية وخاصة الأغنية السعودية، ونوّه بأهمية الأعمال الفنية الخليجية، ومستواها الذي تميّز بالأداء الممتاز والكلمة الجيدة والألحان الشعبية والتراث العريق، مشيراً إلى ان أعمال مجموعة كبيرة من الفنانين الخليجيين تجاوزت شهرتها حدود الدول العربية إلى مختلف دول العالم· وفي هذا السياق، عبر الفنان التونسي عن أمله في أن يلتقي بجمهوره العزيز في منطقة الخليج العربي، ووصفه بأنه جمهور يعشق الأغنية العربية الأصيلة·
وفي نهاية حديثه، كشف الفنان لطفي بوشناق النقاب بأنه قرر إهداء رابطة المرأة والأسرة المصرية سبعاً من احدث أغانيه الجديدة والتي تصل قيمتها إلى نحو 40 ألف يورو، على أن تخصص لصالح أطفال العراق وفلسطين، ودعم أعمال الخير والبر الإنسانية، مشيراً إلى انه بانتظار قيام نخبة من ممثلي الروابط والجمعيات الثقافية العربية في النمسا بتشكيل لجنة خاصة لوضع آلية توزيع المساعدات، والتأكد من وصولها إلى أصحابها المحتاجين من العراقيين وأيتام فلسطين وغيرهم من الأطفال المنكوبين· كما أعرب الفنان التونسي عن استعداده لتلبية طلب رابطة الثقافة العربية بالعودة إلى فيينا لإحياء عدد من حفلات الطرب والغناء العربي الأصيل في اقرب وقت ممكن خلال هذا العام·

al_pacino
28/02/2006, 13h15
يا احمد لي تساؤل مهم جدا
كنت قد وجدت في النت ذات يوم ان حالة الفنان الكبير
لطفي بوشناق خطيره وانه في الانعاش ولا اعرف ماذا حل له بعد ذلك فهل عندك اخبار جيده عنه وهذا المقال بتاريخ كم

maihajjara
21/06/2007, 12h01
الحقيقة أني أحب أن أضيف اضافة بسيطة بحق هذا الفنّان الكبير و القدير من موقف شخصي معه للدلالة على تواضعه و قيمته كانسان و ليس فقط كفنان

التقيت الفنان لطفي في أثناء زيارته للأردن للتحكيم في مسابقة للغناء. و قد كنت أحد أعضاء الفرقة الموسيقية المشاركة في المهرجان. و ما ان رأيت الفنان لطفي حتى أقبلت أسلم عليه و أخبره اني من أشد المعجبين بفنه و بصوته، و قد أظهر الفّنان غاية الخجل و الشكر لي وكان غاية في اللطف و التواضع مع جميع الأشخاص الذين أقبلوا عليه، حتى أنه كان يمازحني بقوله أنه ليس عنده بنات و أنا صرت زي بنته.
و في اليوم التالي للمهرجان رأيته و قمت بتقديم تمثال صغيرعن الأردن كتذكار و هدية له ، فما ان رأى الهدية حتى أبدى لي غاية الشكر و الامتنان و قال لي بالحرف الواحد: انني خجلان جدا انني لا أملك شيئا اقدمه لك بالمقابل و لكنني سأعطيكي رقم تلفوني و عنواني و لازم اذا جيتي تونس تكلميني و تزوري عائلتي و اذا احتجت أي شي من تونس أنا بالخدمة. و فعلا قام باعطائي رقم هاتفه و عنوانه

هذا الموقف البسيط جدا يدل على مدى تواضع هذا الفنان الكبير و مدي محبته و تقديره لجمهوره و لفنه لدرجة أنه يتعامل مع معجبيه كما يتعامل مع أصدقائه و عائلته.

و لشد ما يثير سخريتي عندما أري بعض المغنيين في هذه الأيام و الذين يدّعون الفن ، يتعاملون مع الجمهور بكل تكبّر و فوقيّة و كأنهم ملوك الطرب، بل و يرفضون مقابلة عجبيهم و التحدث اليهم!!