* : محمد شريف (الكاتـب : loaie al-sayem - آخر مشاركة : اسامة عبد الحميد - - الوقت: 23h50 - التاريخ: 27/03/2024)           »          سعاد محاسن (الكاتـب : سماعي - آخر مشاركة : نور عسكر - - الوقت: 19h25 - التاريخ: 27/03/2024)           »          الشيخ محمد صلاح الدين كباره (الكاتـب : احمد البنهاوي - آخر مشاركة : kabh01 - - الوقت: 09h52 - التاريخ: 27/03/2024)           »          سلمى (الكاتـب : حماد مزيد - آخر مشاركة : عطية لزهر - - الوقت: 09h18 - التاريخ: 27/03/2024)           »          سمير غانم- 15 يناير 1937 - 20 مايو 2021 (الكاتـب : محمد البتيتى - آخر مشاركة : نور عسكر - - الوقت: 01h14 - التاريخ: 27/03/2024)           »          سلوى رشدي - مونولجست (الكاتـب : حازم فودة - آخر مشاركة : نور عسكر - - الوقت: 00h43 - التاريخ: 27/03/2024)           »          الثنائي سعد و اكرام (الكاتـب : abuaseem - آخر مشاركة : نور عسكر - - الوقت: 00h09 - التاريخ: 27/03/2024)           »          سعاد وجدي (الكاتـب : نور عسكر - - الوقت: 23h25 - التاريخ: 26/03/2024)           »          خالد عبدالله (الكاتـب : abuaseem - آخر مشاركة : محمود نديم فتحي - - الوقت: 23h11 - التاريخ: 26/03/2024)           »          علي سعيد كتوع (الكاتـب : abuaseem - - الوقت: 22h03 - التاريخ: 26/03/2024)


العودة   منتدى سماعي للطرب العربي الأصيل > الموروث الشعبي والتراث الغنائي العربي > العراق > الاغنية البغدادية و المنلوجات

الاغنية البغدادية و المنلوجات تطورها من من العشرينيات و حتى الثمانينيات و المربع البغدادي

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
  #91  
قديم 25/03/2011, 15h27
الصورة الرمزية وسام الشالجي
وسام الشالجي وسام الشالجي غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:109869
 
تاريخ التسجيل: novembre 2007
الجنسية: عراقية
الإقامة: الأردن
المشاركات: 771
افتراضي رد: الاحتفالية الكبرى لمئوية ميلاد الفنان عزيز علي

مقابلات مع الفنان عزيز علي


بالنظر لغياب الاخ العزيز (زهير بدر) عن الاحتفالية لسبب لا نعرفه لكن نرجوا من الله ان لا يكون مقلقا , اسمحوا لي ان ارفع بالنيابة عنه الشرائط الذي كان من المفترض ان يرفعها هو , والذي ذكر في مقدمته عنها ما يلي :


أمدني الأستاذ فؤاد ميشو بمجموعة من الألبومات , اثنان مدة كل منهما ساعة هما الجزءان الأول و الثاني من برنامج رحلة العمر و هو برنامج اذاعي أو تلفزيوني ، لا أدري بالضبط . بالطبع ، الحلقتان عن الفنان عزيز علي , وفيما يلي هاتان الحلقتان .

الملفات المرفقة
نوع الملف: mp3 رحلة العمر - حلقة 1.mp3‏ (4.37 ميجابايت, المشاهدات 55)
نوع الملف: mp3 رحلة العمر - حلقة 2.mp3‏ (7.12 ميجابايت, المشاهدات 44)
__________________
  #92  
قديم 25/03/2011, 16h01
الصورة الرمزية فاضل الخالد
فاضل الخالد فاضل الخالد غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:457466
 
تاريخ التسجيل: août 2009
الجنسية: عراقية-سويدية
الإقامة: السويد
المشاركات: 592
افتراضي رد: الاحتفالية الكبرى لمئوية ميلاد الفنان عزيز علي

***عزيز علي***
الفنان الملتزم بهموم امته وشعبه
_______________

لم أأتي بجديد حينما اقول ان كلاً من الادب والفن هما الجناحان اللذان يحلقان بهما اي شعب او اية امة في فضاء الحرية بحثا عن طريق الخلاص وتجاوز المحن والمشاكل والمعوقات التي تقف في طريق النهوض لذلك الشعب او لتلك الامة
والامثلة والاسماء كثيرة في كل من عالمي الفن والادب، ولكن ان نعثر على اسم جمع الفن والادب وارتقى بواسطتهما بقضايا شعبه امته فذلك من النوادر ...
وفناننا (عزيز علي) الذي يحتفل قسم( العراق) ومعه بقية اقسام(منتدى سماعي للطرب العربي الاصيل) هو نادرة ومتفرد في هذا المجال
ففي الادب والشعر هو مؤلف وناظم لكل القصائد والمنلوجات التي اداها، فهو يمتلك موهبة توظيف المفردات اللغوية ذات الجرس الشعري التي تناسب الموقف او المشكلة التي يريد توجيه الاسماع والانظار لها ، وبنفس الوقت يمتلك موهبة التلحين الموسيقي للاشعار التي يكتبها وثالثة الاثافي انه متمكن ويمتلك صوتا فنياترتاح الاذن البشرية لسماعه
وهكذا جمع فناننا القدير بين هذه الملكات الثلاث بوضع متفرد
اضافة الى ماتقدم فهو تعامل مع المعوقات الاجتماعية والسياسية بصورة تدرجية ووفقا لدرجة تطور واتساع مدارك ابناء الشعب والامةوالتي هي انعكاس للرقي التدريجي لحضارة الشعوب والامم المحيطة بهما
فلقد بدا ناقدا للعيوب الاجتماعية كما في منلوج( القبول) ومنلوج( شوباش )وغيرها ثم ارتقى خطوة للتذكير بالمشاكل السياسية ولكن باسلوب رمزي غير مباشر كمنلوجي (منه منه) و(دكتور)
ولكن وبعد عام النكبة اي عام 1948 وكذلك حصول الوثبة التي اسقطت معاهدة بورتسموث اصبحت منلوجاته تتعامل مع المعوقات السياسية بصورة واضحة غير مبطنة مثل منلوج (برنادو)ت ومنلوج (الطاوة محروگه) صعودا الى منلوج( صل ع النبي )ومنلوج (بستان) وغيرها الكثير
ولكنه قد يلجا الى الرمزية احينا كما في منلوج( الفن )
ان تعبيره تعبيرا واضحا عن هموم الشعب والامة والالتزام بقضايهما المصيرية جلب له النقمة من قبل حكام العهد الملكي وقد تم فصله وسجنه ومضايقته في كسب قوته ولكنه لم ينحني وبقي فنانا شامخا ملتزما حتى تحققت احلامه بقيام ثورة الربع عشر من تموز 1958 فاختتم نضاله الطويل بمنلوجات تحيي الجمهورية والعهد الجديد.
  #93  
قديم 25/03/2011, 16h05
الصورة الرمزية (ابو هيثم)
(ابو هيثم) (ابو هيثم) غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:11438
 
تاريخ التسجيل: décembre 2006
الجنسية: عراقية
الإقامة: اليمن
المشاركات: 796
Thumbs up رد: الاحتفالية الكبرى لمئوية ميلاد الفنان عزيز علي

الباشا و الفن
عزيز علي

رغم كل ما توصل اليه العلم من تقنيات حديثة في ستوديوهات التسجيل
نلاحظ هذا التسجيل وهو في آواخر الخمسينات إلا أنه أوضح وأفضل
من تسجيلات عام 2011

تحياتي .. أبوهيثم
الملفات المرفقة
نوع الملف: mp3 عزيز علي- الباشا و الفن.mp3‏ (7.00 ميجابايت, المشاهدات 83)
__________________
(ما أجملَ أنْ نبنيَ جسراً من الأمل فوق بَحرٍ مِنَ اليأسْ)
  #94  
قديم 25/03/2011, 16h07
الصورة الرمزية أحمـد إبراهيم
أحمـد إبراهيم أحمـد إبراهيم غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:556846
 
تاريخ التسجيل: décembre 2010
الجنسية: عربيه
الإقامة: طيبه الطيبه
المشاركات: 175
افتراضي رد: الاحتفالية الكبرى لمئوية ميلاد الفنان عزيز علي

بسم الله والصلاة والسلام على محمد رسول الله

يسعدني ان اشارك في احتفاليه سماعي لمئوية ميلاد الفنان عزيز علي

التسجيل الاكمل للمرفوع مسبقا في المشاركه 69 من اذاعة العراق الحر
الملفات المرفقة
نوع الملف: mp3 في الذكرى المؤيه للفنان عزيز علي.mp3‏ (3.44 ميجابايت, المشاهدات 45)
  #95  
قديم 25/03/2011, 16h28
الصورة الرمزية وسام الشالجي
وسام الشالجي وسام الشالجي غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:109869
 
تاريخ التسجيل: novembre 2007
الجنسية: عراقية
الإقامة: الأردن
المشاركات: 771
افتراضي رد: الاحتفالية الكبرى لمئوية ميلاد الفنان عزيز علي

قالوا في الفنان عزيز علي


________________________________

عزيز علي كما عرفته ـ لقطات وآراء ( 2-3)


الحلقة ( 2) ( في 26 تشرين الاول ـ أكتوبر ـ من عام 2010 تمر الذكرى الخامسة عشرة على رحيل الفنان والشاعر والملحن العراقي البارز المرحوم عزيز علي ؛ وما هذه الاسطر الا باقة ورد عطرة يفوح شذاها على قبره اعتزازا وتكريما )

الخامسة :
لم يكن عزيز علي في حياته الدراسية بأقل تحديا مما فعله في حياته السياسية والاجتماعية ؛ فقد بدأها مع جملة من زملائه في الاعدادية المركزية بالتظاهر والاحتجاج على قرار وزارة المعارف بفصل استاذهم أنيس زكريا النصولي اللبناني الجنسية من وظيفته على اثر ما كتبه عن الدولة الاموية في الشام عام 1927 ؛ كما قامت بفصل الطلبة المتظاهرين من الدراسة ومن بينهم عزيز علي اضافة الى الاساتذة عبد الله المشنوق ؛ وجلال زريق ؛ ودرويش المقدادي ؛ ويوسف زينل ؛ وازاء الضغط الشعبي والمقالات الصحفية التي نشرت ضد هذا التصرف اللامسؤول؛ تراجعت الوزارة عن قرارها وسمحت للطلبة بالعودة للدراسة ؛ ألا ان عزيز علي ترك الثانوية المركزية والتحق بدار المعلمين الابتدائية في الكرخ تجنبا لملاحقته ومحاسبته مستقبلا . ولكن القدر كان بالمرصاد لهذا الشاب الجموح ؛ اذ ما كاد شهر شباط من عام 1928 يهل حتى جاء الى بغداد الداعية الصهيوني المعروف الفريد موند؛ فتضاهر الطلبة بشكل واسع يقودهم طلاب دار المعلمين الابتدائية في الكرخ والاعدادية المركزية في الرصافة احتجاجا على مجيئه ؛ وقد استطاعت الشرطة ان تلتقط صورة لعزيز علي وهو يهتف تحت لافتة كتب عليها ( تحيا الامة العربية ) حيث وقف الى جنبه جنبه كل من حسين جميل وعبد القادر اسماعيل وفائق السامرائي ( القادة السياسيون فيما بعد ) . وازاء تلك الوثيقة المصورة قررت وزارة المعارف فصل هؤلاء جميعا . ومما زاد الطين بلة ان قامت الجماهير بالتحشد والالتحام مع الطلبة وغلق منافذ الطرق التي قد يمر منها موكب الفريد موند ومعيته .والذي لم يجد مناصا من الهرب ومغادرة بغداد على عجل .
لقد ظل عزيز علي قعيد البيت وفي عوز مادي شديد ؛ مما اضطره على البحث عن اية وظيفة تكفل له واسرته العيش الكريم ؛ وبعد بحث وتوسط الاخيار وجد له وظيفة بسيطة في مديرية كمرك ومكوس بغداد .ألا ان طموحه في مواصلة الدراسة ظل ملازما له ؛ مما دفعه الى مراجعة دروسه بصيغة خارجية اضافة الى اعباء الوظيفة ... حتى اذا ما حل موسم عام 1930ـ 1931 دخل الامتحـــــــانات النهـــائية للدراسة الثانوية (البكلوريا ) واجتازها بنجاح .

يقول عزيز على عن تلك الفترة العصيبة بالذات ( صفحات من سجل حياتي ) (×) : ( ... كانت ـ اي تلك الفترة ــ بداية وعي السياسي فقد اخذت من تلك السنة أتابع ما كانت تنشره الصحف والمجلات عن الاستعمار والأساليب التي يتبعها في السيطرة على موارد البلاد المستضعفة ونهب خيراتها ؛ الى جانب ما كان يتهامس به الناس من اقوال غريبة عن دور الانكليز في ادارة سياسة العراق ... ) , وسنرى لاحقا كيف تفاعلت تلك الاحداث والارهاصات في دواخله ؛ وكيف ارتفعت به ليعبر عن مواقفه وعن مطامح الشعب وآماله بكل صدق وجرأة .

السادسة
كان عزيز علي شديد الارتباط والانضباط مع افراد اسرته ؛ وكان احب الاوقات اليه ؛تلك التي يجلس فيها معهم ؛ ويبادلهم الحديث والتصح بخاصة في الفترة التي كانوا فيها صغاراوبحاجة ماسة الى الرعاية والعناية وحسن التربية ؛ وكان لهذا السبب وغيره قليل الاختلاط والتزاور . فلم يعرف عنه ابدا تردده على المقاهي او دور اللهو وما الى ذلك ؛بل كان ما يقوم به اثناء فراغه هو حضور بعض العروض المسرحية . اما العروض السينمائية فلا يحضرها الا نادرا جدا وفي حالات محددة يطرق فيها سمعه عرض فيلم ذي قيمة من حيث القصة والتمثيل والاخراج . أذكر مرة وقد كنت ( ونخبة من شباب الادب والفن في الخمسينات ) نلبي دعوة للموسيقار سلمان شكر في نادي الكمرك المطل على دجلة قرب المربعة ؛ حينما اطل علينا الفنان عزيز علي فجلس على المائدة الى جانبي متجاذبا اطراف الحديث مع الظيوف ؛ و خلال تلك السويعات الرائقة ؛... سألني ان كنت ما زلت مواظبا على مشاهدة الافلام الجيدة ؛ فاجبته بالايجاب ؛ قال اذن اود ان اشاهد ( فيلم القتلة لهمنجوي ) فقد قرأت عنه كثيرا هذه الايام في الصحف المحلية ؛ سررت لهذا الاقتراح وللمشاهدة ايضا واتفقنا على المكان و اليوم والساعة ؛ وفي الموعد المحدد اخذته بسيارتي ( الاوستن الصغيرة ) وتوجهنا الى سينما شهرزاد الصيفي في ساحة الطيران ؛ بدأ العرض وبقي عزيز علي يتابع الفيلم بكل انتباه ؛ وأستغربت منصمته التام اذ لم ينطق باية كلمة طيلة مدة العرض ؛ على عكس الكثيرين من اصدقائي الذين كا ن بعضهم لاينفك معلقا على بعض احداث الفيلم او الاستفسار عن بعض الحوارات التي تدور حولها ! انتهى عرض الفيلم وخرجنا من حديقة السينما وهو لم يزل ساهما ؛ حتى اذا ما ركبنا السيارة قال وهو يبتسم مازحا ( شكرا على هذه السهرة ؛ والله ... حقك تشوف مثل هذي الافلام الفخمة ؛ لان هم ثقافة وهم متعة ) ؛ ثم راح يدلي برأيه في حبكة القصة وجوانبها الانسانية . لقد كانت هذه الفرصة الثمينة هي الاولى والاخيرة التي ذهبت بها معه الى دار للسينما .

السابعة
على الرغم من ثقافته وشهرته ومعرفته لعدة لغات منها ( الالمانية والانكليزية والروسية ) اضافة الى لغتين شرقيتين هما الكردية والايرانية ( قراءة وكتابة وتحدثا ) الى جانب العربية التي يجيدها تمامـــا من مختلف جوانبها النحوية والبلاغية ... الخ فان عزيز علي لم يأخذ مكانه اللائق به في سلم الوظيفة العامة ؛ فقد بقي موظفا بدرجة متواضعة في كمرك ومكوس بغداد ؛ ثم ملاحظا في وزارة الاعمار ؛ وحينما نقلت خدماته الى وزارة الخارجية بمعاونة صديقه السفير قاسم حسن ( سفير العراق في براغ يوم ذاك ) و الذي كان يرتبط بعلاقة وطيدة مع هاشم جواد وزير الخارجية في عهد حكومة الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم ؛ لم يعين دبلوماسيا كما توهم الكثيرون ؛ بل عين ملاحظا مدنيا في السفارة العراقية في براغ ؛ ولم يدم مكوثه هناك طويلا ؛ اذ وقعت مشادة ما بينه وبين موظف دبلوماسي لم يكن يحترم واجب الزمالة اذ خرجت منه لفظة غير لائقة ؛ لم يتقبلها عزيز علي منه اطلاقا ؛ فثار لكرامته ولقن ذلك الدبلوماسي درسا بالاخلاق نزل عليه كالصاعقة امام جميع موظفي السفارة . وحينما وصل العلم الى الوزارة بذلك الحادث قررت ( وكعرف سائد ) نقل الموظفين الاثنين من براغ الى مواقع اخرى ؛ وكان من نصيب فناننا الكبير النقل الى تونس ؛ وما كاد يحط ركابه هناك لفترة وجيزه لم تتعدى الشهر حتى جاءه امر الفصل عام 1962 . وفي عام 1963 اعيد الى الوظيفة ونسب الى وزارة الثقافة والاعلام حبث تجاورنا بغرف العمل ؛ فتجددت بذلك العلاقة وتواصلت في مجالات الادب والفن والتراث الشعبي .

كان عزيز علي مسرورا بوظيفته تلك لانه اصبح يعمل ضمن كوكبة من شخصيات الادب والفن والصحافة والبحث ؛ من امثال ؛ حارث طه الراوي ؛ وحميد العلوجي ؛ وجميل الجبوري ؛ وعامر رشيد السامرائي ؛ ونوري الراوي ؛ ولطفي الخوري ؛ وناظم سيالة ؛ ولمعان البكري ؛ وكاظم جواد ؛ وسالم الالوسي ؛ وخالد الشواف ؛ ونعمان ماهر الكنعاني ؛ ومدحة الجادر؛ ومنير الذويب ؛ وعبد الجبار العمر ؛ وعشرات غبرهم ممن عملوا في تلك الفترة بالذات او ممن تعافبوا بعدئذ على منصة الثقافة والاعلام من ذات المستوى الرفيع؛ فقدموا خدمات متميزة في شتى حقول المعرفة .

بقي عزيز على في هذا الجو الساحر ؛ثم جاءته الفرصة التي كان يتمناها . ففي تشرين الاول من عام 1968 انيط به تأسيس مدرسة للموسيقى تعتمد منهجا تربويا عصريا ؛ فما كان منه الا ان شمر عن ساعد الجد وراح يبذل ما في وسعه لبضع كل خبرته وكفائته في سبيل تكوين تلك المدرسة وجعلها واقعا ملموسا بالتعاون مع الدوائر المتخصصة في كل من وزارة الثقافة والاعلام ووزارة التربية . ولم يكتف بذلك بل قام بزيارة مكثفة الى الاتحاد السوفياتي تجول خلالها في مدارس موسيقية عدة ذات مستوى رفيع في اسلوب الدراسة النظرية والعملية عاونه خلالها الشاعر التراثي المصري المعروف بسعة اطلاعه على هذا النمط من المدارس الراحل عبد الرحمن الخميسي. ولما كملت جولته تلط عاد الى العراق بعد ان تعاقد مع الخبراء وجلب الادوات والات الموسيقية .ولما استكمل كل تلك الجوانب ؛نظم مع مساعديه الفنانين والاداريين اسلوب قبول الطلاب وتهيئة الصفوف الدراسية في المجالين الموسيقي والتعليمي التربوي .

لقد استمر عزيز علي في ادارة هذه المدرسة النموذجية مدة عامين كاملين بكل نجاح ؛ واضعا نصب عينيه خلالهما هدفا مركزيا بعيد المدىالا هو التوسع في هذا الحقل المعرفي بفتح مدارس مشابهة تنقل علوم الموسيقى الى الاطفال النابهين من ذوي القابليات الفنية في اغلب محافظات العراق .

في تلك اللحظات المشحونة بالامل من حياة عزيز علي ؛ صدر قرار من وزارة الثقافة والاعلام بأضافة قسم يختص بفن البالية يضاف كقسم الى هذه المدرسة التي كانت تختص بالموسيقى حسب ؛ وعلى الرغم من التقارير الفنية المستفيضة والمراجعات المتعددة قام بها مديرها عزيزعلي التي كانت جميعها نحذر من ولوج باب هذه المغامرة غير المدروسة من ذوي الاختصلص ؛ الا ان كل ذلك التحذير لم يجد نفعا امام القرار الذي اتخذته الوزارة بأستحداث ذلك القسم .

هنا وجد عزيز علي وامام هذا التعنت ألا مفر من التنحي عن منصبه ؛ فتقدم بتلك الرغبة مع طلب فوري باحالته على التقاعد . لقد بذل يومها بعض اركان الوزارة كلما في وسعهم لكي يتراجع هذا الفنان الكبير عن موقفه ؛ الا ان عزيز علي الذي عرف بصلابته واحترامه لمواقفه متى ما اقتنع بصوابها ؛ أصر على قراره ولم يتراجع قيد انملة ؛ فخسرت بذلك تلك المدرسة النموذجية الناشئة بخاصة والحركة الفنية بعامة ركنا مهما من اركان نهوضها .

الثامنة
لعل اعتداد عزيز علي بنفسه وثقافته المتنوعة وشهرته الواسعة ؛ واحترامه لفنه ولشعره ؛ من العوامل الاساسية التي جعلته يبتعد كثيرا عن اجواء الحفلات العامة ؛ والملاهي والنوادي ... وما الى ذلك من مواقع اللهو ؛ ويقول هو عن ذلك في الجزء الخاص من مذكراته ـ المصدر السابق ـ صفحات من سجل حياتي ـ ) ما يأتي : ـ

( لم اتخذ قابلياتي الثلاث ( النظم ؛ والتلحين ؛ والانشاد ) للتعيش والارتزاق . ولم أظهر في حفلات عامة او خاصة سوى بحفلة واحدة سينمائية في سينما الملك غازي ؛ متبرعا لمنفعة نادي الكمرك حين اشرف النادي على الافلاس ؛ اذ لم يهن علي أن يغلق هذا النادي وانا احد اعضاء مؤسسيه منذ سنة 1929ــ وكنت وقتئذ موظفا في مديرية كمرك ومكوس بغداد ــ ؛ وفي حفلة اخرى أقيمت في نادي المحامين متبرعا لمنفعة الجزائر .. )

لقد زار عزيز علي عددا من دور الاذاعة والتلفزيون في انحاء شتى من العالم ؛ وقدم على الهواء بعضا من اعماله البارزة دون التقيد برضا المسؤولين او عدمه ؛ بل طبقا للمنهج الذي رسمه لنفسه ؛ ومع ذلك فلم يصلنا من مجموع تلك الاعمال الا التسجيلات التي انتجها تلفزيون الكويت ؛ والتي ما زالت تقدم من على بعض الفضائيات بين الحين والاخر .

لقد شارك عزيز علي ايضا في فيلم سينمائي وحيد هو ( ابن الشرق ) وكان من انتاج شركة افلام الرشيد عام 1946 مع نخبة من ممثلي العراق ومصر ومن اخراج نيازي مصطفى ؛ لقد كانت مشاركته متواضعة أدى خلالها شيئا مما اختاره من اقواله المشهورة ؛ وقد عرض فيلم ابن الشرق في بغداد ايام عيد الاضحى المبارك من نهاية ذات السنة .

اما بصدد االاسطوانات والتسجيلات التي انتجت لهذا الفنان المبدع فقد كانت كثيرة جدا وخاصة ما قامت به شركة جقماقجي ؛ اضافة الى الكثير مما طرحته الاذاعة العراقية وبعض الاذاعات العربية ؛ وقامت مكاتب التسجيل بوضعها على اشرطة صوتية طبقا لمواصفات تلك الايام .

** ** ***

( يتبع )


خالص عزمي
اديب واعلامي ومؤرخ عراقي



(المقال وكل ما ورد فيه يعبر عن وجهة نظر الكاتب فقط وليس رأي المنتدى او لجنة الاحتفالية)

__________________

التعديل الأخير تم بواسطة : وسام الشالجي بتاريخ 25/03/2011 الساعة 17h12
  #96  
قديم 25/03/2011, 16h33
الصورة الرمزية (ابو هيثم)
(ابو هيثم) (ابو هيثم) غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:11438
 
تاريخ التسجيل: décembre 2006
الجنسية: عراقية
الإقامة: اليمن
المشاركات: 796
Thumbs up رد: الاحتفالية الكبرى لمئوية ميلاد الفنان عزيز علي

كل حال يزول كل حال يزول .... ماتضل الدنيا بفد حال
تـتحول مـن حـال الى حـال .. هــذا دوام الحـال محـال
كل حال يزول
-----------
عـزيـز علي

بنقاوة عالية ونادرة
أبو هيثم
الملفات المرفقة
نوع الملف: mp3 عزيز علي - كل حال يزول.mp3‏ (5.05 ميجابايت, المشاهدات 67)
__________________
(ما أجملَ أنْ نبنيَ جسراً من الأمل فوق بَحرٍ مِنَ اليأسْ)
  #97  
قديم 25/03/2011, 16h38
الصورة الرمزية وسام الشالجي
وسام الشالجي وسام الشالجي غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:109869
 
تاريخ التسجيل: novembre 2007
الجنسية: عراقية
الإقامة: الأردن
المشاركات: 771
افتراضي رد: الاحتفالية الكبرى لمئوية ميلاد الفنان عزيز علي

قالوا في الفنان عزيز علي



________________________________


عزيز علي كما عرفته ـ لقطات وآراء ( 3-3 )


( في 26 تشرين الاول ـــ أكتوبر ــ من عام 2010 تمر الذكرى الخامسة عشرة على رحيل الفنان والشاعر والملحن العراقي البارز المرحوم عزيز علي ؛ وما هذه الاسطر الا باقة ورد عطرة يفوح شذاها على قبره اعتزازا وتكريما )*

التاسعة
كأن سلطات الحكم في محاربة الطيور المغردة التي تحلق خارج السرب ؛ هي واحدة في مختلف العصور . اذ ان تلك الطيور المشاكسة التي لاتعرف غير فضاءات الحرية مجالا واسعا لتحليقها ؛ تأبى ان تنصاع لارادة تتحكم بها لاي سبب كان . وعزيز علي طائر غريد من ذلك النوع العاشق للحرية ؛ ولهذا فقد اختلفت الاساليب الشكلية في ايقافه عند حده ؛ ولكن الهدف كان واحدا في اقتناصه وحجزه : انها عبارة مكثفة ؛ تحتـــــاج الى تفكيك يستند على وقائع نوجزها كما يأتي :

× قاد مظاهرة ضد فصل الاستاذ النصولي وضد كل الفئات التي طالبت بترحيله ؛ ففصل هو من الدراسة .
× قاد مظاهرة ضد زيارة الداعية الصهيوني الفريد موند الى بغداد ؛ ففصل من دار المعلمين .
× فصل من الوظيفة في اوائل حزيران سنة 1941 لنشاطه الاذاعي في تأييد ثورة مايس ضد الانكليز .
× في بداية شهر تموز من ذات السنة ( حيكت له تهمة حيازة مروحة منضدية من اموال اليهود المنهوبة وحكمت عليه محكمة عسكرية بالحبس سنتين )
× بعد ان قضى في السجن اكثر من سنة ؛ سيق الى معتقل العمارة حيث حيث اعتقل هناك عدد من القوميين والوطنيين المتهمين بالنازية .
× حينما امضى في السجن والمعتقل سبعة وعشرين شهرا ؛ اطلق سراحه في شهر آب سنة 1943 ؛ وكان الوحيد الذي ارسل الى بغداد مخفورا من بين كل المعتقلين
× في بغداد طلب منه مدير الشرطة العام في مقابلة خاصة ؛ اختيار مدينة غير بغداد للاقامة ؛ وان يتوجه فورا الى الاذاعة لتقديم بعض اقواله ؛ لينفي عن نفسة تهمة النازية .
× اختار كربلاء في تلك السنة للاقامة ؛ وامتنع عن الذهاب الى الاذاعة كما طلب منه لتقديم بعض اقواله .
× عاد الى بغداد بعد اربع سنوات أي عام 1947 ؛وحينما ا طلب منه التقدمي المعروف حسين الرحال مديرالدعاية العام بالوكالة العودة الى الاذاعة وتقديم اقواله ؛ اشترط ان يقدم ما يراه مناسبا دون اشراف او رقابة ؛ فكان له ذلك ؛ فقدم هذا القول بداية عام 1948 ومطلعه :

حبسونا عذبونا والله لوله تقتلونه
وتحركونا وتذرونا لهذا الوطن حنا نصونه
ما نخونه لاتظنونا


× ظل يقدم اقواله من الاذاعة بين اقدام واحجام و ومنع تحذير ؛ حتى قامت ثورة 14 تموز 1958 فجند نفسه لها مدة شهرين كاملين ختمها بآخر قول مشهور له قبل ان يترك الاذاعة :

بالغش والفتنة وبالدس هواية سمعتوا جلمة ييس
ثخنتوها ييزي عاد ... نو نو نو نو لهنانة وبس

ويختم هذه القصيدة بقوله :

يا وطن أبشر هاليوم لجلك نبخس
كل ما نملك ونجود والله بالنفس
دا تظل رفعة راس وبسمك نتنومس


في اوائل عام 1993 ونحن جلوس في بيته العامر في الداودي ــ قرب سكة القطار سألته عرضا هل ان سجنك واعتقالك وفصلك ؛ كانت جميعها بسبب مواقفك السياسية آنفة الذكر : قال ؛ ليست كلها لهذا السبب وحسب ؛ بل يرجع ايضا الى الشهرة الواسعة التي حصلت عليها و كانت ضريبتها هي تلك المعملة القاسيةلأنني لم اهادن . ؛ ؛ لقد كانوا يكررون عليّ في مختلف المناسبات عبارة اوجزها بما يأتي ( هسه بطلنا منريد منك مدح ؛ بس خلي الناس تسمع صوتك باذاعتنا او تشوف صورتك بتلفزيونا ) ؛

هناك سؤال مهم يطرح نفسه : هل ان القوى الكبرى و المؤثرة يوم ذاك كان بامكانها ان تتركني بحالي وانا الذي (ما تركت فرصة الا ولعنتهم فيها وحرضت عليهم ) . قام عزيز علي من مكانه واتجه الى غرفته في مدخل الدار ؛ ثم عاد بعد لحظات وهو يحمل كتابا بيده وجلس في مكانه ؛ وهو يقول هذا كتاب فيه اقوالي وصفحات قليلة عن سيرتي خطه الصديق الخطاط يحيى سلوم العباسي وطبعت منه عددا قليلا ؛ يسرني ان اقدم لك نسخة منه بعد الفراغ من حديثنا . قلب في صفحات الكتاب ؛ وتوقف ليقول ضاحكا ؛ وهذه بعض لعناتي القاسية عليهم ؛ فكيف يرضون بي في صفوفهم :


لكن اللي يدري يدري وأكثر العالم متدري
وسرنا محد يدري بيه
وقف هالبستان ذري صايرة للاجنبي
يا عرب هالصهيونيين انتهكوا حرمة داركم
والجار ينخاكم يكلكم هالله هلله بجاركم
الله واكبر يا عرب لحكولهم لحراركم



او قولي ايضا في فلسطين

يا مهد عيسى المسيح يا قبلة المسلمين
يابيت الله القديم يا قدس ... يافلسطين
صرتي نهبه صرتي لعبه
بيد هالمستعمرين



او قولي الاهم في برنادوت حينما اغتيل

يا كونت كلنالك يابه يا كونت موشي واذنابه
يا كونت تره ذوله عصابه لكن جان براسك صوت

؛ بل هل ان السياسيين هنا سيتركونني وشأني وانا الذي قلت فيهم : ـ

ذوله الملاليح لابد ما نحاسبهم
سلموها للريح جنها موسفينتهم
بس بالتصاريح اقبض من دبش عنهم
ومنصار ما صار
ما حركوا قدم عن قدم


هنا اعتدل في جلسته ؛ وقال ختاما ؛ هل تعتقد باني لو كنت مهادنا للسلطات ورجلا ( يمشي جنب الحائط ) كما يقال سأظل موظفا بسيطا كما هي حالي قبل التقاعد ؛ ام سأحتل مركزا بارزا في الدولة كما حصل مع الآخرين الذين طبلوا وزمروا للمستعمر واعوانه ؛ فأضحوا وزراء وسفراء ونوابا ... الخ . ؟

العاشرة
اضطر عزيز علي ؛ ان يقتطع من داره جزءا ليبيعه ويدبر وضعه المالي بشكل يساعده على الاحتفاظ بمنزلته وكرامته ؛ أشترى احدهم ذلك الجزء وابتنى عليه دارا تشرف بعض شبابيك طابقها الاول على حديقة بيت عزيز علي بشكل مباشر ؛ وعلى الرغم من احتجاجات فناننا الكبير ورجاءته وتوسط الجيران والمعارف من المشتري بضرورة رفع التجاوز والشرفية ؛ الا ان الاخير لم ينصع لذلك ابدا . وبناء على ذلك فقد اتصل بي هاتفيا وشرح لي القضية بايجاز وطلب الاستشارة القانونية ؛ استمهلته لحين دراسة الموضوع على الارض وبموجب الوثائق والخرائط ؛ عندها توصلت الى ضرورة اقامة الدعوى في محكمة بداءة الموضوع في الكرخ .



خالص عزمي
اديب واعلامي ومؤرخ عراقي



هوامش :
( × ) راجع عزيز علي ـ تاريخ وتراث ـ خطه يحيى سلوم العباسي ـ الطبعة الثانية مزيدة ومنقحة ـ بغداد 1991 ـ مطبعة مصدق الجنابي ـ السنك


(المقال وكل ما ورد فيه يعبر عن وجهة نظر الكاتب فقط وليس رأي المنتدى او لجنة الاحتفالية)

__________________

التعديل الأخير تم بواسطة : وسام الشالجي بتاريخ 25/03/2011 الساعة 17h12
  #98  
قديم 25/03/2011, 16h56
الصورة الرمزية وسام الشالجي
وسام الشالجي وسام الشالجي غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:109869
 
تاريخ التسجيل: novembre 2007
الجنسية: عراقية
الإقامة: الأردن
المشاركات: 771
افتراضي رد: الاحتفالية الكبرى لمئوية ميلاد الفنان عزيز علي

قالوا في الفنان عزيز علي


______________________________


عزيز علي كما عرفته ـ لقطات وآراء

الحلقة الرابعة ـ

( في 26 تشرين الاول ـــ أكتوبر ــ من عام 2010 تمر الذكرى الخامسة عشرة على رحيل الفنان والشاعر والملحن العراقي البارز المرحوم عزيز علي ؛ وما هذه الاسطر الا باقة ورد عطرة يفوح شذاها على قبره اعتزازا وتكريما )
آراء


واقصد بها آراء عزيز علي نفسه وليس آراءغيره فيه ؛ تلك الاراء التي ركز عليها في مسيرة حياته العامة ؛ و التي يمكن توزيعها اجمالا على ركنين أساسيين هما : شعره ونثره
اولا ـ الشعر : وهذا بدوره ينقسم الى ما كتبه باللغة العربية الفصحى وهو الاقل ؛ والاخر الذي كتبه باللغة العراقية الدارجة ( الشعبية ) وهو الاعم .
ثانيا ـ النثر واهمه ما كتبه بلغة عربية فصيحة في مضان كتبه او من خلال ما وقدمه في احاديثه التي سجلها له تلفزيون بغداد على حلقات عام 1966 تحت عنوان ( في رحاب الفن )
لقد جمع عزيز علي كل ذلك الكم من النتاج ونشره بمختلف الطرق المتيسرة يومها ؛ حيث تناولته بعض الصحف والمجلات العراقية ؛ وكراسات مستقله ؛ وكتب مطبوعة ومخطوطة ( على شكل مذكرات موجزة ) . ولعل من الصعب الاحاطة بكل ما اشرت اليه ؛ ولكن يمكن تقديم اهم اسانيده ومحتواه بشكل لايسرف بعرض التفاصيل ؛ ولا يخل بذات الوقت بجوهر ما اراد الافصاح او التعبير عنه . وهنا اجد من الضروري وقبل المرور بايجاز على أهم ما في ذلك النتاج من اصالة وهو ما اشرت الى عناوينه اعلاه ؛ ان اتوقف قليلا عند المعين الذي نهل منه هذا الفنان المتفرد لينطلق الى عالم الفن ( شعرا ولحنا و أنشادا) بأسلوب خاص متفرد لم يبزه فيه احد ؛ ولربما لا يستطيع احد ذلك في المستقبل المنظور .
ولعلي استطيع ان احدد معالم ذلك المعين بالرجوع الى معلوماتي الخاصة المتوفرة لي وعلى الشكل التالي :ـ
لقد افاد عزيز علي من مجتمعه الشعبي وغرف من امثاله وحكمه وتعابيره وصياغاته الجدية او الساخرة ؛ اضافة الى مشاركته اومتابعته المتواصلة للاحداث العراقية والعربية والعالمية البارزة . ومنها النشاطات الثقافية والفنية التي عمت ارجاء الوطن والتي طالما حاول ـ رغم مشاغله ـ الاطلاع عليها . لقد استعان هذا الفنان الكبير على تثقيف نفسه بنفسه من خلال ما قرأ من كتب التراث العربي ؛ والفولكور ؛ ودواوين الشعر ( الفصيج والشعبي ) في مختلف العصور ؛ كما ان اللغات التي عكف على دراستها واتقانها ( كتابة وقراءة وتحدثا ) واهمها ( العربية ؛ الانكليزية ؛ الالمانية ؛ الروسية ؛ الفارسية ؛ الكردية وغيرها مما الم به منها بعدئذ ) قد ساعدته هي الاخرى على الاطلاع الاوسع على ثقافات االشعوب الاخرى الناطقة بها كما ان سفراته الى كثير من دول العالم ومنها ( الاتحاد السوفياتي ؛ بريطانيا ؛ المانيا ؛ جيكوسولفاكيا ؛ النمسا ؛ امريكا ؛ تركيا ؛ فرنسا ..... الخ ومختلف البلاد العربية .) ؛ قد قد افادته هي الآخرى في اثراء منبعه بكنوز ما اطلع عليه من فعاليات المسارح والاوبرات والفرق السيمفونية والمتاحف والمكتبات ودور الاذاعة والتلفزيون والسينما ومعارض الفنون التشكيلية ... وغيرها من النشاطات الثقافية و الاجتماعية الرفيعة .

والان لنرجع الى تلك الاراء التي اوجزنا اهم معالمها في اعلاه وهي : ـ
في مجال الشعر : لقد اكد عزيز علي في اكثر من مناسبة على ما يأتي ( لم أكن في كل ما اذعته من اقوالي الملحنة طوال سني ممارستي هواية نظم هذه الاقوال وتلحينها وانشادها من اذاعة بغداد ؛ مادحا او قادحا ؛ شأن بعضهم . كما لم اسمح لنفسي يوما ان اقف بها موقف الواعظ او المرشد ؛ وانما كنت دائما راويا ؛ اروي بعض الوقائع والاحداث الدائرة في مجتمعنا ؛ باسلوب رقيق ؛ لاقىمن المستمعين رضى واستحسانا . )
توزعت مراحل اقواله الشعرية الملحنة والتي انشدها من الاذاعة على ثلاث ؛ ابتدأت الاولى من الاشهر الاولى من عام 1936 حتى عام 1939 ؛ وتركزت على طرح المشاكل الاجتماعية التي كان يعاني منها المجتمع في تقاليده فعمل على توعيته باعتبارها من السخف والخزعبلات المتدنية متخذا طريقا غير مباشر لذلك التوجيه ؛ اما المرحلة الثانية فقد بدأت عام 1939 وانتهت عام 1941 بانتهاء الثورة ضد الانكليزوتركزت علىالمجالين السياسي والاجتماعي الوصفي المحلي والعربي ؛ اما المرحلة الثالثة والاخيرة وهي الاضخم والاهم فقد بدأت من بعد خروجه من المعتقل واقامته الاجبارية خارج بغداد ومن ثم عودته اليها ومباشرته تقديم اقواله من الاذاعة ثانية عام 1948 ..... وأكد فيها على موقفه السياسي في النقد اللاذع للاوضاع العراقية والعربية ؛ مطالبا بجدية تغيير نمط ادارة الدولة الى الاحسن والاكثر تطورا . وقد كانت صرخاته المدوية تلك من الاذاعة تلاقي تجاوبا جماهيريا أكثر من اية افتتاحية سياسية ترد في صحف الاحزاب المعارضة الرئيسية .

لقد طوع عزيز علي القوافي والامثلة الشعبية التي ازحمت بها اقواله بسهولة لكي تسند وتقوي المفاهيم الجوهرية التي جاء بها بأسلوب نادروميسور ؛ وهو ما يطلق عليه بلاغيا ( السهل الممتنع ) ؛ ؛ بل واستعمل بعض بحور الشعر بطريقة تختلف عن اغلب موازين الشعر الشعبي ؛ كما لجأ ايضا في نظمه الى اللون الذي اطلق عليه بعدئذ ( شعر التفعيله ) : اما الحانه فقد كانت ملائمة تماما لتسايرالتعبير عن المحتوى الشعري بكل دقة وصدق ؛ وقد خدم هذين العنصرين المهمين ( اللحن والكلمة ) عنصرا التوزيع الموسيقي الحديث والاداء الواعي الرخيم .
وفي ادناه نماذج بسيطة لكل مرحلة :
المرحلة الاولى : النموذج ـ جزء من ( عال عال ) ــــ لاحظ اللغة المعبرة عن الاميه والجهل

نص الليل فزيت من نومي شلكي ؟ الكيلك هوسه بمهجومي
مرتي مصعدة جفجير وصينيه
وطشت هدوم وفد طاوه وجدرية
دتدك بيهن خبصت لك ها الدنيه
وتغني بحس عالي ها الاغنية
ياحوته يامنحوته هدي كمرنا العالي
وانجان ما تهدينـــه أدكلج بصينيــه
هذا كمرنا نريده وهو علينا غالي
زوعيه يا ملعونــه وهديه بالزينيه
عال عال عال العال
من ها لمال حمل جمال

المرحلة الثانية : النموذج ـ جزء من ( دكتور ) ـــ وقد سادت فيه المصطلحات الطبية كرموز سياسية

يا ناس مصيبه مصيبتنا
نحجي تفضحنا قضيتنا
نسكت تكتلنا علتنا
بس وين نولي وجهتنا
دلينا يا دكتور

دكتور امراض البينه
متفيد وياها كنينيه
ولايفيد الكالسيوم
ولا فوسفات الصوديوم
وبروميد البوتاسيوم
ذني يفيدن مرضى الجسم وحنامومن هذا القسم
أمراض العدنا تنقسم أقسام وما الها اسم
دكتور دخل الله ودخلك ما تداوينا
دكتور داء اللي بينا منا وبينا دكتور داتجينا الحمه من رجلينا
دكتور اسكينا العلكم بس شافينا

المرحلة الثالثة : النموذج (1) ـ جزء من ( تهنا ) ـ لاحظ التعابير البدوية الصحراويه

تهنا بها البيده وضيعنه ويتيه اللي ماله دليل
بس نتلافت يمنه ويسره ولا ندري ليادرب نميل
وين الحيد اللي يرشدنه
ظلينا نكول احنا واحنا وننظم شعر وكول وكصيد
ولما الخطر دهمنا بهتنا واستسلمنا بلا تقييد
يعرب لابهوشه ولا بطعنه ذهبنا وهذا من الله وعيد
وفوكاها ختلفت جلمتنا وتشردنا شر تشريد
يبلاه الله اللي تيهنا واللي بذر بذور الفتنه
خلينا العدنا وما عدنا وهسا نصفج ايد بايد
عذبونا يعذبهم ربنا ( ان عذاب الله شديد )
وياهم هم حساب النا

المرحلة الثالثة : النموذج (2 ) جزء من ( السفينه ) هنا تسود لغة السفانة والتعابير البحرية

يا عرب كثروا لملاليح وسفينتنا غرفت مي
وفوكاها معاكسنا الريح وهذا الموج اليطوي طي
يا أهل الافكار حالتنا عدم في عدم
ناحرنا تيار سايكنا ولا سوك الغنم
من هذي لخطار لو نسلم يأهل الرحم
ذوله الملاليح لابد ما نحاسبهم
سلموه للريح جنها موسفينتهم
بس بالتصاريح أقبض من دبش عنهم
ومن صار ما صار
ما حركوا قدم عن قدم

المرحلة الثالثة : النموذج (3 ) جزء من ( بستان ) تلاحظ ان اللغة الزراعية برزت للوصول الى الهدف :

يا جماعة والنبي
احنا عدنا بستان جنه من هالجنان
بيها ما تشتهي الانفس والفواكه الوان
والارض مفروشه سندس كلها ورد وريحان
وبيها هالانهار تجري مثل دجله والفرات
لون ميهن لون خميري موخمر ماء الحياة
لكن اللي يدري يدري واكثر العالم متدري
سرنا محد يدري بيه
وقف هالبستان ذري صايره للاجنبي

الجوقة (وهي في اغلب اقواله موجودة تعبيرا عن صوت الشعب) حيث تكرر معتنية بالوزن الشعري :

يا بلاد العرب جددي عهد النبي
جاهدي لا تتعبي أقدمي لا ترهبي
مهدنا يا قوم أمسى موطئا للاجنبي
من اقاصي حضرموت لاقاصي المغرب

المرحلة الثالثة : النموذج (4 ) جزء من (صل عاالنبي ) ؛ لحيث تتعالى لغة السخرية اللاذعة :

يا سامعين الصوت صلوا عاالنبي
سمعوا حجي مضبوط من خوش صبي

***
يا ناس سكتوا عاد صلوا عاالنبي
لاتعاندون عناد صلوا عا النبي
بزمان (حاج احمد اغا ) جانوا حراميه
شركان ويا الحجي و ويا الدزدبانيه
اما اليوم الحمد لله عدنا دوريه
مساهرة وما تنام صلوا عا النبي
بغداد صارت شام صلوا عاالنبي
لولاية مامونه وما بيها حراميه
ليبوك هم لو باك يبوك بحسن نيه
الجوقة : صل عاالنبي
صل عاالنبي
واصل اياغه هالصبي
مالح وطيب لبلبي
خوش زلمه ها الجلبي
(مختار ذاك الصوب ) هم
ممنون منه والنبي
اللهم مصلي عا النبي
اللهم مصلي عا النبي

المرحلة الثالثة : النموذج (5) جزء من ( أسكت ) لاحظ الامثال الشعبية ايضا

الركعة زغيره والشك جبير
يا ناس الابره ماتحفر بير
واليحجي يبتلي على عمره والساكت خانكته العبره
والطايح طايح حشه كدره والعايش عايش بالقدره
من زاخو لحدود البصره ومن نكرة سلمان لبدره
والله واحدنا خلص صبره شيسوي وشيدبر امره
والمن يحجي ويفضح سره ومنهو اليسمع ومنهو اليقره
شنها لعيشه الكدره المره
الجوقة :
أسكت لتحجي تبتلي خل يلعبون الشومه لي
ان شركت ون غربت خوجه علي مله علي
كول الدني ربيع وكمره

المرحلة الرابعة : النموذج ( 6 ) جزء من ( الفن ) وهي رائعة رمزية ساخرة من الساسة والوضع العام : فكل من العازفين الذين يشير اليهم في قصيدته انما يرمز به الى واحد من السياسيين الكبار الذين تجاهلوا قوله ؛ ما عدا نوري باشا السعيد الذي علق على بيت عزيز علي الذي ينشد فيه
( خصه ابو القانون يابه شلون ملعون ) قائلا لمصطفى جواد العلامة اللغوي حينما كان يدرس احفاده وهو يضحك ؛ ( دكتور تره هذا .... يقصدني )

أنعل ابو الفن
لابو ابو الفن
موراح انجن
مكدر أكولن بغلتي ببريجي
والمن أكولن
الجوقة : لسكوت أحسن يا ولد أسلم وآمن
ارباب الفن خاف يسيئون الظن
ياناس موكلبي خلص موراسي شاب
كل يوم عندي جنجرص ويا ها الاصحاب
هذا النبكجي زعل لازم أرضيه
وذاك القانونجي ن ل هم كون أرضيه
لابارك الله بها العمل ما اريد اظل بيـــــه
يا ناس داتشوفون حجي شلون موزون
بس ليش ما يقدرون هالفن اهل الفنون
خصه أبو القانون أيابه شلون ملعون
داريد من العون شو يطلعلي فرعون
وآني عليمن
أنحب وون ون
لفنون صارت مسخره
وأكلان .......
وآني شلي بها العنقره
والمن للفن ؟
(يابه ) أنعل ابو الفن
لابو أبو الفن

( والى حلقة اضافية اخرى )

*****

خالص عزمي
أعلامي وأديب ومؤرخ عراقي




(المقال وكل ما ورد فيه يعبر عن وجهة نظر الكاتب فقط وليس رأي المنتدى او لجنة الاحتفالية)
الصور المرفقة
نوع الملف: jpg خالص عزمي.jpg‏ (11.9 كيلوبايت, المشاهدات 202)
__________________

التعديل الأخير تم بواسطة : وسام الشالجي بتاريخ 27/03/2011 الساعة 17h26
  #99  
قديم 25/03/2011, 17h05
الصورة الرمزية وسام الشالجي
وسام الشالجي وسام الشالجي غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:109869
 
تاريخ التسجيل: novembre 2007
الجنسية: عراقية
الإقامة: الأردن
المشاركات: 771
افتراضي رد: الاحتفالية الكبرى لمئوية ميلاد الفنان عزيز علي

قالوا في الفنان عزيز علي


________________________________

عزيز علي كما عرفته ـ لقطات وآراء

الحلقة الخامسة

في 26 تشرين الاول ـــ أكتوبر ــ من عام 2010 تمر الذكرى الخامسة عشرة على رحيل الفنان والشاعر والملحن العراقي البارز المرحوم عزيز علي ؛ وما هذه الاسطر الا باقة ورد عطرة يفوح شذاها على قبره اعتزازا وتكريما )

آراء
ثانيا ـ النثر
بعيدا عن تصريحات وحوارات عزيز على في الصحف والاذاعة ؛ هناك ثمة آراء قيمة أخرى طرحها في طبعتين من كتابه ؛ الاولى بعنوان ( عزيز علي ـ أقواله ؛ سيرته ؛ فنه ) والصادرة عام 1990 عن دار النهضة ـ بغداد ــ ؛ والثانيــــة بعنوان ( عزيز علي ـــ تاريخ وتراث ) بخط يحيى سلوم العباسي والصادرة عام 1991 عن مطبعة مصدق الجنابي ـ بغداد ـ وهي مزيدة ومنقحة ؛ هذا بالاضافة الى احاديثه التي قدمها من تلفزيون بغداد عام 1966 تحت عنوان
( في رحاب الفن ) . وكذلك بعض المقدمات التوضيحية لعدد من اقواله الملحنة :
من هذه النثريات ومن بعض حوارياته معي أستطيع ان أوجز في ادناه اهم وابرز ما طرحه على بساط البحث من اراء سبكت بلغة عربية فصيحة ...؛ طالما اعجبنا بها وبرصانتها وهي منجمة بالآتي :

* بدهي ان الغناء ليس مجرد ميوعة ورخاوة عابثة ؛ينساب بشكل آهات والتواءات صوتية ؛ ترتفع وتنخفض؛ بانسجام ورتابة حينا ؛ وتدوي بلا ربط ؛ وبلا توافق مع معاني الكلم في بعض الاحيان . فالغناء أسلوب رقيق من اساليب التعبير عن المشاعر والاحاسيس ينفذ( اذا ما أحسن الملحن تلحين كلمات الاغنية ؛ واجاد المغني أداءها ) الى شعاب القلوب ؛ويشق طريقه الى اعماق النفوس . وهو الى جانب ذلك مرآة تعكس صور الحياة العامة في بلد المغني ؛تتجلى فيها أماني شعب ذلك البلد وآراؤه ومــــيوله واهدافــــه .
* ان مما لاشك فيه هو ان تحريم اختلاط الجنسين في مجتمعنا ؛ الى عهد قريب ؛ ( الى سبعين سنة مضت ) وعزل المرأة عن الرجل ؛ واخفائها وراء الستر والحجب والبراقع ـ واعتبار التقاء المرأة بالرجل ؛ لاي غرض كان خروجا عن العرف والتقليد ؛ ثم ان المحاولات التي بذلها المستعمر في سبيل اذلال نفوسنا ؛ وتحطيم معنوياتنا ؛ واشاعة روح التخاذل والتواكل في مجتمعنا ؛ لم تذهب هباءا ؛ فقد عكست نتائجها أنغام اغانينا ؛ المثقلة بالتأسي ؛ والتظلم ؛ والندب والنواح .والادهى من ذلك اننا كنا في العراق ـ مثلا ـ الى سبعين سنة خلت ؛ نعتبر ممارسة الموسيقى كمهنة للتعيش والارتزاق ؛ بحكم تقاليدنا ؛ ضعة وسبة على المواطن الشريف ,
* مونو ــ لوج ؛ كما يعلم الكثيرون ؛ مصطلح يوناني لاتيني ؛ مركب من كلمتــــــين ( مونو ) تعنــــي واحد ـ فرد
و(لوج ـ لوجوس ) تعني ( الكلام أو الخطاب ) وتركيبهما مع بعضهما يعنيان ( المقال ـ الخطاب )
والمونو لوج ؛ هذا هو كأي مقال ؛ وكأي خطاب ؛ يجوز ان يكون نثرا ؛ ويجوز ان يكون شعرا ؛ ويصح ان يلقى القاءا ؛ كما يصح أن يلحن تلحينا ؛ حسب متطلبات الحال ؛ ومقتضيات المقام ؛ شريطة ان يستهدف غاية معينة مفيدة . كما لابد له ؛ كأي عرض يراد له النجاح ؛ ان يخرج اخراجا مبتكرا مقبولا ؛ فان لم يلتزم المقال ( المونولوج ) بهذه الشروط الرئيسة ؛ فقد قيمته الموضوعية واصبح لغوا وخلطا . لم يكن هذا اللون من الغناء معروفا في اوساطنا الشعبية ولا مألوفا ؛ حتى برز في اذاعة بغداد ؛ منذ تأسيسها في الاشهر الاخيرة من سنة 1936؛ شاعر شعبي من طراز جديد ؛ أخذ يزاول نظم وتلحين اشعار ؛ تختلف وزنا ولحنا ومعنى عن ازجالنا الشعبية ؛ محدودة المعنى والمرمى ؛ وقتذاك ؛ سرعان ما تجاوبت ازجاله واقواله مع مشاعر الناس ؛ بمختلف أعمارهم ومداركهم ؛ شيوخا وشبابا ؛ رجالا ونساءا ؛ المتعلمين منهم والاميين . كان ذلك الشاعر هو انا ( عزيز علي ) .
*ولا يدفعني الى النقد سوى مشاهداتي مواطن الخطأ والزلل في الاقوال والافعال غير الانسانية التي تصدر ممن يدعي الأنسانية . فأنا لم انفك ؛ منذ ميلاد اذاعة بغداد في اواخر سنة 1936 ؛ أستعرض بأقوالي الملحنة مشاكل حياتنا الآجتماعية ؛ وأذكي بها الروح المعنوية في المواطنين الاخيار ؛ والهب مشاعرهم الوطنية والقومية ؛ معلنا الحرب على الاستعمار والصهيونية . ولم يسكتني الحيف الذي لحقني من جلاوزة السلاطين ؛ طيلة كل هذه السنين .
* فلسطين : كان اعتداء الصهاينة المسلح على العرب الأمنين العزل ؛ في ارض فلسطين العربية ؛ وأستيلائهم على اموالهم وممتلكاتهم ؛ من عمارات ومعامل ومزارع وبساتين ؛ وقتلهم الشباب والشيوخ ؛ وذبحهم الاطفال الابرياء امام امهاتهم ذبح الخراف ؛ وطعنهم بطون الحبالى من النساء بالسكاكين وبالحراب ؛ حسب الخطة التي رسمها المستعمرون ؛ اثناء الحرب العالمية الثانية ؛ قد اثار استياء العالم الحر واستنكاره . فسارع شباب العراق متطوعين ؛ لنجدة اخوانهم العرب هناك . ..... كان ذلك عام 1949 .( لابد من التذكيربان عزيز علي بادرعندها بأذاعة نداءه وتوسله الى الامة العربية ؛ يستنفرها للثأر بمقاله الملحن ـــ فلسطين ـ )
* كان المسؤولون عن رقابة الصحف في مديرية الدعاية العامة في العهد المللكي يعمدون ؛ في ظروف خاصة الى شطب فقرات من المقالات المزمع نشرها في الصحف المحلية ؛ ويقتطعون صفحات كاملة من المجلات العربية والاجنبية في محاولة لطمس الحقائق وحجبها عن الشعب . وفات الرقباء ان هناك اذاعات عربية واجنبية شرقية وغربية تنقل للاعمى والبصير ؛ للعالم والجاهل ؛ للامي وللمتعلم مايدور هنا وهناك في العالم من وقائع وأحداث . وقد تعلق على تلك الوقائع وتكشف حقائقها ومراميها فتنور ّ الافكار وتفتح الابصار . فبادرت باذعة مقالي الملحن بعنوان ( الراديو ) .
* حول المقام العراقي : قلت له لم أؤيدك فيما ذهبت اليه حول جذور فن المقام ولا تعميمك حول جهل قرائه وأميتهم وانصرافهم الى السطحية غير المفهومة في قراءة الشعر والبستات المكررة ؛ ولكنني أفهم نقدك اللاذع لبعض القراء دون غيرهم ؛ ولكنني افهم دعوتك لرفع الدمدمات والهمهمات والعبارت والكلمات الاعجمية من صلب المقام لكي يكون بلغة صافية لا حوشي ولا غريب يفسدها ؛ قال فناننا الكبير : بالطبع لايمكن لي ان اعمم هذا الرأي على الجميع ؛ ولكنني اقصد الاكثرية الساحقة منهم ؛ فبعد ان فتحت بعض المعاهد الفنية ؛ لابد ان تنحسر فوضى الامية بين قراء المقام ؛ ولكن الذي لن اغير فيه رأيا هو ضرورة رفع جميع الكلمات الاعجمية من المقام لكي ينسجم هذا مع القول بأن جذوره تمتد الى العصر العباسي ؛ بل وأبعد ؛ ثم هناك وجهة نظر اصر عليها ؛ ما هي الضرورة الى التحرير ( مقدمة المقام ) قبل الدخول في صلب المقام ؛ اذا كان باستطاعة الموسيقى ان تحل مكانه ؛ اليس ذلك أجمل بان تسمع الانغام الموسيقية بديلا عن ذات الصوت الذي يحرر ثم يغني نفسه المقام , وأضيف الى ذلك ايضا ؛ انني لا ارى كل المقامات تفيد الخطاب الرومانسي في التعبير عن الشوق ؛ خذ على سبيل المثال هذه الصورة لجندي يعود لتوه منهكا من الجبهة ؛ ويريد ان يغني لحبيبته او خطيبته كلاما فيه لوعة وهيام ؛ فتجده قد وقف امامها لفترة من الزمن وهو يحرر لها مقاما يحتوي على كمية غير مفهومة من الكلمات الاعجمية أو او من الهمهمات والدمدمات ( ياريار يار يار ... الخ ) ليقول لها بعد ان يشويها شويا ( انا احبك ) ؛ هل ترى ان ذلك ينسجم مع روح العصر ؛ ثم لماذا هذا التكرار الممل لذات البستات في كل مرة ومن اغلب القراء الا يمكنهم استحداث كلمات اخرى وانغام أحدث ( يا زارع البزنكوش أو داري داري انا داري ؛ أو دك الحديد على الحدي تسمع له رنه ؛ ما ريده ما ريده الغلوبي ؛ ... الخ ) ؛ هنا توقف وقال هذا اهم ما عندي الآن : قلت له : احترم وجهة نظرك ومنطقك ؛ ولكن هذه هي طبيعة الكلاسيكيات الغنائية لكل امة من الامم التي لها تراث تقدمه للجمهور في كل انحاء العالم ؛ وانني معك فقط في رفع الكلمات الاعجمية من المقام وابدال بعض البستات ؛ بأغنيات تكون رقيقة في التعبير وصيغة الكلمة مما يتلائم وروح العصر ؛ اما التحرير الذي يسبق المقام فهو جزء من قدرة المغني على الابداع في المقدمة قبل الدخول في المقام المختار للانشاد ؛ واراه ضروريا اذا ما اسبتدلت كلماته بأخرى مفهومة المعنى ؛ بل حتى لو اقتصر التحرير على مجرد صوت منغم دونما اية كلمات . قال وهو ينظر الى اعلى : انها وجهة نظر تمسك بالعصا من الوسط ؛ وهي مقبولة قد تحل الاشكال .
* آخر مقال : كتب عزيز علي ( في المصدر الذي نوهنا به من قبل ) عن آخر ما القاه من الاذاعة هذا موجزه: لم تكن
ثورة 14 تموز 1958 مفاجأة كبرى للكثيرين من ابناء العراق الاحرار الغيارى ؛ لاسباب كثيرة ليس هذا مجال ذكرها؛ أقصد ان الثورة كانت متوقعة في كل حين ؛ وكان طبيعيا أن ابادر بتأييدها من يومها الاول ؛ لاسيما وقد سمعت المذيع في الاذاعة ينادي صاحب التلفون رقم 58385 ( وكان هذا الرقم هو رقم تلفوني وقتئذ ) و يطلب حضوري الى الاذاعة فورا . ..... وحيث اني لم أكن اعرف أهداف هذه الثورة ؛ ولا اعرف هويات القائمين بها ؛ سوى انها ثورة على فساد الحكم ؛ وانها بالتـــالي ثورة على الاستعمـــار وأذنابه ؛ فقد صرخـــت مع الشعــب بوجــه الاستعمار قائـــلا لــه
( نو لا ) لهنانة وبس ؛ والقيته القاءا ؛ اذ لم يتسن لي الوقت الكافي لتلحينه ؛ وفي صباح اليوم التالي ؛ القيته ملحنا .

بحيل الله وزود الشعب وعزم الابطال
راح من اليوم وعاد نحقق الآمــــــال
ونجمع شمل الامة العربية بكل الاحوال
يا وطن أحنا بها اليوم بكل شي نبخـس
بالمال بالاولاد نبخـــس بالنفـــــــــس
نفدي كل شـــــي لاجلك انته المقدس

الخاتمة : لقد دعوت في مرات عدة وانا اكتب عن بعض الشخصيات العراقية الهامة والمؤثرة ؛ ان تلتفت الجهات المسؤولة ؛ الى تخليد مثل هؤلاء الافذاذ ؛ فتقيم لهم متحفا او أكثر للحفاظ على تراثهم ونشرما خلفوه من نتاج على مختلف ألاصعدة والاساليب كتلك التي سبقنا اليها العالم المتحضر في طريقة الاحتفاء والتكريم ليس الآني منه حسب؛ بل والدائم وهو الاجدى . والفنان الشاعر المبدع عزيز علي هو لاشك واحد من تلك الكوكبة العراقية اللامعة في سماء العراق ؛ ممن يستحقون مثل هذا التكريم .
وأثراءا لهذا المقترح فأنني اطرح هنا بعضا من اساليب الافادة من تراث هذا الفنان المبدع واستذكاره ؛ ومنها : تأسيس موقع الكتروني للتعريف به وبنتاجه ؛ تعليم فنه تلحينا واداءا في معاهد الموسيقى المتوفرة ؛ طبع و نشر اشعاره باعتبارها صيغة خاصة في طريقة التعبير واسلوب النظم ؛ تحديد يوم خاص لاقامة حفل تردد فيه اقواله كما كان يلقيها من قبل نخبة من الفنانين الشباب كتقليد يدلل على الوعي بقيمة الاهداف التي تبناها اضافة الى القيمة الفنية التي تسنحق كل تقدير .

تمت

خالص عزمي
اعلامي واديب ومؤرخ عراقي




(المقال وكل ما ورد فيه يعبر عن وجهة نظر الكاتب فقط وليس رأي المنتدى او لجنة الاحتفالية)
__________________

التعديل الأخير تم بواسطة : وسام الشالجي بتاريخ 27/03/2011 الساعة 17h28
  #100  
قديم 25/03/2011, 17h19
الصورة الرمزية وسام الشالجي
وسام الشالجي وسام الشالجي غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:109869
 
تاريخ التسجيل: novembre 2007
الجنسية: عراقية
الإقامة: الأردن
المشاركات: 771
افتراضي رد: الاحتفالية الكبرى لمئوية ميلاد الفنان عزيز علي

ما كتب في موسوعة ويكبيديا عن الفنان عزيز علي



عزيز علي مطرب وشاعر شعبي من العراق ولد في بغداد في جانب الكرخ ، واسمه الحقيقي عزيز بن علي بن عبد العزيز علي بن حاتم بن هانئ ، أكمل الدراسة الابتدائية عام 1924م ، وأشتهر بغناء (المونولوج) , ولم يكن هذا اللون معروفا أو مألوفا في أوساط الغناء العراقي قبله .
كلمة المونولوج مصطلح يوناني - لاتيني مركب من كلمتين (مونو) وتعني (واحد- فرد) و(لوج) وتعني (كلام- مقال) وتركيبها يعني الكلام الفردي أو المقال الفردي ويجوز أن يكون نثرا أو شعرا ويصلح أن يلقى أو يلحّن .
كان عزيز علي فنانا ناقدا في مرحلته الفنية الأولى من عام 1937 لغاية عام 1939م ، وناقدا سياسيا بعد هذه المرحلة، بل أصبح من أكثر الداعين إلى الثورة ونتاجه في هذه المراحل كلها يدل على نضج فكري ووعي سياسي وإلتزام مبدئي. وهذا يتضح في موقفه المعلق ومساندته ومشاركته الفعلية في ثورة مايس 1941م، وإعتقل وسجن بسببها.
في يوم أربعاء من اربعاءات عام 1956استعد لدخول الاســتديو لانشاد مقال (السفينة) و(صل عالنبي) وأثناء الانشاد فوجئ بوجود (نوري السعيد) - باشا - وراء زجاج غرفة مراقبة الاستديو ينظر اليَّ مع بعض موظفي الاذاعة وقد خيل له انه سيكرمه فأنسجمت مع المقال وبعد فترة ترك غرفة المراقبة وعاد بعد قليل وهو يحدق بي ويطيل النظر نحوي وبعد لحظات دخل مهندس الاذاعة (ناجي صالح) واسر في اذنله (هل تحمل معك مجموعة اشعارك لان الباشا يريد ان يراها) فسلمه اياها وهي بخط يدي وكان الباشا قد سأله (لك هذا شنودا يحجي من كلبه) فأجابوه (لا باشا هذا هو ينظم ها الاشياء وحافظها ويقرأها على الغيب ومدير الاذاعة موافق عليها) فطار صواب الباشا وقال وين مدير الاذاعة فأجابوه (طلع قبل شيويه) فقال (لعد جيبولي الاشعار اللي دايكولهه هذا- يقصد عزيز).
بعد حين عاد المهندس ناجي ليقول له (الباشا يريدك) فذهبت اليه وانا اجهل ماقاله للموظفين.. فقال الباشا وبشكل يوحي بعدم الرضا) انت شدعوه هلكد متشائم.. وداتبجي الناس بها الحجايات ييزي تتشاؤم.. ييزي مضت علينه اربعميت سنة واحنا نبجي)) ثم اردف قائلاً:


(انت شنو شغلك)؟ فقال اني موظف بالكمرك فقال (واي واي.. جمالة موظف بالحكومة) فقال لنفسي (اكلها عزيز افندي خوش تكريم راح يكرمني الباشا).


ثم قال الباشا شنو (جي) وشتقصد بعبارة (اخر كل علاج هلجي) فقالت باشا انت باشا تعرف الجي فقال الباشا (المن تريد الجي) فأجبته لم اقصد ناساً معينين.
فدس المجموعة في جيبه وقال بسيطة وغادر المكان فخاف في حينها ولم ينم في تلك الليلة وفي التالي ذهب إلى كمرك بغداد حيث كان يعمل مخمناً فرن جرس الهاتف وحدثه الاستاذ (خليل ابراهمي) مدير الدعاية العام وقال الباشا يريدك ويبدو أنه كان يظن انه شيوعي . فذهب إلى مجلس الوزراء في القشلة واستقبله الباشا قائلا (شتشربون) فاعتذرنا كلانا عن طلب شيء ثم قال (انته يا أخي الله ناطيك هالموهبة تسفط الكلام مثل ماتريد فليش دا تفزز الناس واتبجيهم كول البلد بخير وبيه رجال مخلصين يكدرون يقضون على هالعيوب والافات .. ليش تلزم الجوانب السلبية وماتذكر الايجابية ثم توقف عند كلمة في مقال (حبسونا) اقول فيها (مجلسكم مجلس اشرار) وقال بالله هذا اشلون حجي فأجبته بانني اقصد مجلس الامن وليس مجلس الامة فقال ليش اني غشيم هذا الحجي مايعبر عليَّ. فسكت ثم اعاد اليَّ المجموعة وغادرت بدون أن يعاقبني الباشا لكن (خليل إبراهيم) الذي بقي في غرفته بعد خروجه وبعد ذلك قال خليل إبراهيم (الباشا تأكد انت موشيوعي وصار معجب بيك هواية) فقلت له ارجوك ان تشطب اسمي من برامج الاذاعة وقد خفت على نفسي كثيراً وفعلاً لم اذهب إلى الاذاعة في الاربعاء الذي تلا الحادثة رغم اذاعة اسمي وموعد برنامجي في ذلك اليوم لكن جريدة الاهالي هاجمت الباشا في اليوم التالي وقالت انه ذهب إلى الاذاعة لاسكات اصوات الحق المتمثلة بالادباء والشعراء.. فأزددت خوفاً وشعر ان عدم ذهابه هو السبب في ذلك وكي لاتتطور الامور أكثر ذهب في الاسبوع التالي وانشد مقال (انعل أبو الفن لابو أبو الفن).

وبعد ثورة 1958 حدثني د. (مصطفى جواد) قائلاً (كنت عند نوري باشا في أحد الايام ومصادفة ادار مؤشر الاذاعة فسمع مقالك (الفن) وتابعه بكامله لكنه قال عندما انتهيت- شوف شوف ابن الـ.. دايشتمني). في كانون الأول سنة 1968 اناطت به وزارة الثقافة والاعلام في العراق تأسيس مدرسة الاطفال الموسيقية ، فبادر باستقدام خبراء موسيقين من الاتحاد السوفيتي واستورد الالات الموسيقية المطلوبة لهذه المدرسة على حساب وزارة الثقافة والاعلام واشرف على إدارة هذه المدرسة سنتين .
في عام 1975 تم فتح أحد صناديق البنك المتروكة لمدة زادت عن 25 عاما فوجد فيه أسماء أحد المحافل الماسونية في العهد الملكي وكان اسم عزيز علي بينها، فاعتقل على اثرها وسجن لمدة قاربت السنتين ثم اطلق سراحه لكبر سنه . عزيز علي لديه ولد اسمه عمر استشهد أثناء الحرب العراقية - الإيرانية . توفي عزيز علي عام 1998 مغمورا دون أن يذكره أحد ، حاله حال معظم المبدعين الذين انجبتهم بلاد الرافدين . قدم عزيز علي مجموعة من اروع المنولوجات التي لا زال معظمها تنطبق كلماته على أوضاع العراق إلى الآن .


_____________________________
من الملاحظ ان هناك ايضا بعض الاغلاط فيما مكتوب عن الفنان عزيز علي بهذه الموسوعة وقد اشرت اليها باللون البني . لذا سنبادر بعد انتهاء الاحتفالية الى الكتابة اليهم لتصحيحها انشاء الله .
وسام

.
__________________

التعديل الأخير تم بواسطة : وسام الشالجي بتاريخ 25/03/2011 الساعة 17h29
موضوع مغلق


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
طرق مشاهدة الموضوع

تعليمات المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى


جميع الأوقات بتوقيت GMT. الساعة الآن 11h54.


 
Powered by vBulletin - Copyright © 2000 - 2010, Jelsoft Enterprises Ltd