مساء الخير،
شكراً لإخوتي الكرام السيدة الفاضلة سهى والاستاذ العزيز ممدوح وسيدي الغالي المنور منتدانا استاذنا الدكتور حسن. أظن أن هذا أقل واجب علينا تجاه منتدانا الغالي وهو نقطة في بحر عطاء أسرة المنتدى وخاصة بحر الكرم دكتور حسن العزيز فجواهره أصيلة ونقية مثله.
أهديكم هذه الأسطوانة أرجو أن تنال رضاكم.
هذه أسطوانة LP للمطربة رجاء عبده من إنتاج شركة كيروفون سنة 1980 وتحتوي على الأغاني التالية:
1- البوسطجية اشتكوا
2- أنا مش على كيفك
3- حا تفوتني لمين
4- إشهدوا يا ناس
5- ليه كل شيء في عيني تحول
6- حبايبي كثير
رجاء عبده
1- البوسطجية اشتكوا
كلمات أبوالسعود الإبيارى، ألحان محمد عبدالوهاب
2- أنا مش على كيفك
كلمات احمد منصور، ألحان أحمد عبد القادر
3- حا تفوتني لمين
كلمات حسين السيد، ألحان محمدعبدالوهاب
إنتاج شركة كيروفون
البوسطجية اشتكوا
- هي واحدة من الأغاني التي لاقت رواجا وشهرة هائلة في أربعينيات القرن الماضي، وبقيت علامة فارقة للفنانة رجاء عبده وأيقونة ترددها الأجيال حتى الآن.
- “البوسطجية اشتكوا”.. كيف لمشهد حياتيّ عادي عابر أن يصنع مجدا لشخص ما، كيف لموقف طريف في مكان عام أن يكون منعطفا استثنائيا يغيّر حياته؟
- في سنة 1945 قرر ملحن الأجيال محمد عبد الوهاب إنتاج فيلمه الأول “الحب الأول” عن طريق شركة انتاجه الخاصة، واختار لبطولته الغنائية المطرب جلال حرب والفنانة رجاء عبده التي كان عبد الوهاب مغرما بصوتها.
- كان محمد عبد الوهاب يشبه صوتها بتربة مصر الخصبة، وعلى هذا الأساس طلب من صديقه الكاتب أبو السعود الأبياري كتابة كلمات أغنية مميزة يخصّ بها رجاء عبده لأحد مشاهد الفيلم. اوقع هذا الطلب الأبياري تحت ضغط اختبار صعب، فليس من السهل إرضاء ذائقة عبد الوهاب العالية.
- غير أن الكاتب الأريب لا تعجزه اللغة ولا يحدّه اختلاف الأمزجة، فبينما هو جالس وصديقه المخرج حسن الإمام في مقهى قبالة ملهى الفنانة بديعة مصابني اللبنانية الأصل التي كانت تعتبر إحدى أيقونات الفن المصري المهمة، وملكة المسارح كما يلقبها الجمهور العريض؛ إذا بالبوسطجي (ساعي البريد) الذي يحمل رسائل المعجبين الكثيرة إليها يشتكي ويتذمر إلى بوّاب الملهى بصوت عال مسموع من كثرة الرسائل إليها؛ وأي طريقة غير الرسائل في ذلك الوقت تعبّر عن إعجاب الجمهور وتنقل إليها مشاعر المحبة والافتتان.
- هذا المشهد العابر والموقف الطريف لا يمرّ مرور الكرام على كاتب مثل الأبياري، فهو يمتلك ذكاء فطريا وعين قنّاص، فتحيله مصدر إلهام، وتبلوره إلى فكرة أغنية يكون مطلعها:
البوسطجية اشتكوا من كتر مراسيلي
وعيوني لما بكوا دابت مناديلي
روح يا قمر والنبي ع الحلو مسّي لي.
- لا يتوانى محمد عبد الوهاب (المستشرف للمستقبل) في شراء الأغنية من الأبياري ويمنحه 10 جنيهات من فوره، إنه يشتري فكرة ألمعية جديدة بكلمات شعبية مباشرة قريبة من الناس ومتداولة في حياة المصريين، وتختصر الحالة الفنية التي تسكن في ذهنه.
- ورغم هذا كله، فقد رفضت رجاء عبده في البداية أن تغنيها، متعللة بأنها كلمات شعبية لا تناسب وضعها كفنانة شهيرة، فألحّ عبد الوهاب عليها لقبولها، وأصرّت رجاء على رفضها، لكن عبد الوهاب لا يتنازل عن رؤيته البعيدة في الأغنية ويعطيها لإحدى بنات الفرقة لتغنيها..
وهنا تراجع رجاء موقفها من الأغنية وتقبلها لتدخل بها عالم الشهرة من أوسع أبوابه ولتصبح فيما بعد الأغنية الأولى في حياة رجاء الفنية ومن أشهر أغانيها والأكثر طلباً في الإذاعة، حتى أطلق عليها الجمهور لقب “مطربة البوسطجية”.
- ورغم انحسار العمل بالبريد المكتوب (البوسطة)، فإن جيل تلك الحقبة لا يزال يستأنس بسماع تلك الأغنية لما فيها من محاكاة لتاريخ وواقع عايشوه.